تفسير سورة سورة الأنبياء من كتاب تفسير العز بن عبد السلام
المعروف بـتفسير العز بن عبد السلام
.
لمؤلفه
عز الدين بن عبد السلام
.
المتوفي سنة 660 هـ
سورة الأنبياء مكية اتفاقاً.
ﰡ
١ - ﴿حِسَابُهُمْ﴾ عذاب بدر، أو حساب القيامة لأن كل آتٍ قريب، أو لقلة ما بقي من الزمان وكثرة ما مضى.
٢ - ﴿مُّحْدَثٍ﴾ تنزله سورة بعد سورة وآية بعد آية.
٣ - ﴿لاهِيَةً﴾ غافلة باللهو عن الذكر أو مشتغلة بالباطل عن الحق ﴿وَأَسَرُّواْ﴾ أخفوا، أو أظهروا.
٥ - ﴿أَضْغَاثُ﴾ أهاويل أحلام، أو تخاليط، أو ما لا تأويل له
﴿أحلام﴾
318
ما لاتأويل له ولا تفسير، أو الرؤيا الكاذبة.
﴿وما أرسلنا قبلك إلا رجالاً نوحى إليهم فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون وما جعلناهم جسداً لا يأكلون الطعام وما كانوا خالدين ثم صدقناهم الوعد فأنجيناهم ومن نشاء وأهلكنا المسرفين﴾
319
٧ - ﴿أهل الذكر﴾ التوراة والإنجيل، أو مؤمنوا أهل الكتاب، أو المسلمون.
٨ - ﴿وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ﴾ ولا يموتون فنجعلك كذلك ردٌ لقولهم ﴿هل هذا إلا بشر﴾ الآية [٣] أو جعلناهم جسداً إلا ليأكلوا للطعام فلذلك خلقناك جسداً مثلهم، جسداً: هو المُجَسدُ الذي فيه روح ويأكل ويشرب، أو ما لا يأكل ولا يشرب. ﴿لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم أفلا تعقلون وكم قصمنا من قريةٍ كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوماً ءاخرين فلمّا أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسئلون قالوا ياويلنا إنا كنا ظالمين فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيداً خامدين﴾
١٠ - ﴿ذِكْرُكُمْ﴾ شرفكم إن عملتم به، أو حديثكم، أو ما تحتاجون إليه من أمر دينكم، أو مكارم أخلاقكم ومحاسن أعمالكم.
١٢ - ﴿أَحَسَّواْ﴾ عاينوا عذابنا ﴿مِّنْهَا﴾ من القرية، أو العذاب ﴿يَرْكُضُونَ﴾ يسرعون.
١٣ - ﴿وارجعوا﴾ استهزاء بهم وتوبيخ ﴿أترفتم﴾ نعمتم ﴿تسألون﴾ شيئاً من دنياكم استهزاء بهم، أو عما عملتم، أو تفيقون بالمسئلة.
١٥ - ﴿حَصِيداً﴾ قطعاً بالاستئصال كحصاد الزرع ﴿خَامِدِينَ﴾ بالعذاب، أو بالسيف لما قتلهم بختنصر، والخمود: الهمود تشبيهاً لخمود الحياة بخمود النار إذا طُفِئت كما يقال لمن مات طُفىء تشبيهاً بانطفاء النار. ﴿وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين لو أردنا أن نتخذ لهواً لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون وله من في السموات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الّيل والنهار لا يفترون ٧﴾
١٧ - ﴿لَهْواً﴾ ولداً [ردٌ] لقولهم في عيسى، أو المرأة بلغة أهل اليمن [ردٌ] لقولهم في مريم، أو داعي الهوى ونازع الشهوة ﴿مِن لدنا﴾ لا تخذنا نساءً وولداً من أهل السماء لا من أهل الأرض ﴿إِن كُنَّا﴾ نفي، أو شرط تقديره لا تخذناه عندنا بحيث لا يصل علمه إليكم.
١٨ - ﴿بِالْحَقِ﴾ المتبوع على الباطل المدفوع، أو بالقرآن، والباطل إبليس ﴿زاهق﴾ ذاهب، أوهالك.
١٩ - ﴿يستحسرون﴾ يملون، أو يعبون، أو يستنكفون، أو ينقطعون والبعير المنقطع بالإعياء حسيرٌ.
(بها جيف الحسى......... )
{أم أتخذوا ءالهةٌ من الأرض هم ينشرون لوكان فيهما ءالهةٌ إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عمّا يصفون لا يسئل عمّا يفعل وهم يسئلون
٢١ - ﴿مِّنَ الأَرْضِ﴾ مما خلق في الأرض ﴿يُنشِرُونَ﴾ يخلقون، أو يحيون الموتى من النشر بعد الطي.
٢٢ - ﴿إِلا اللَّهُ﴾ سوى الله، أو " إلا " بمعنى الواو ﴿لفسدتا﴾ هلكتا بالفساد.
٢٣ - ﴿لا يسأل﴾ عن قضائه وهو يَسأل الخلق عن أعمالهم، أو لا يُحاسب على أفعاله وهم يُحاسبون، أو لا يُسأل عن أفعاله لانها صواب ولا يريد بها الثواب
﴿وهم يسألون﴾ لأن في أعمالهم غيرَ الصواب وقد لا يريدون بها الثواب، وإن كانت صواباً. {أم أتخذوا من دونه ءالهةً قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معي وذكر من قبلى بل أكثرهم لا يعلمون الحقّ فهم معرضون وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحى إليه أنّه لا إله إلا أنا فاعبدون وقالوا أتخذ الرحمن ولداً سبحانه بل عبادٌ
321
مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون ومن يقل منهم إنّى إله من دونه فذلك نجزيه جهنّم كذلك نجزى الظالمين ٢٩} ٢٤ -
﴿ذِكْرُ مَن مَّعِىَ﴾ يما يلزمهم من حلال وحرام
﴿وَذِكْرُ مَن قَبْلِى﴾ ممن نجا بالإيمان وهلك بالشرك، أو ذِكرُ من معي بإخلاص التوحيد في القرآن وذِكرُ من قبلي في التوراة والإنجيل.
322
﴿ ذِكْرُ مَن معي ﴾ يما يلزمهم من حلال وحرام ﴿ وذِكر مَن قبلي ﴾ ممن نجا بالإيمان وهلك بالشرك، أو ذكر من معي بإخلاص التوحيد في القرآن وذكر من قبلي في التوراة والإنجيل.
٢٨ - ﴿مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ﴾ من أمر الآخرة
﴿وَمَا خَلْفَهُمْ﴾ من الدنيا، أو ما قدموا وأخروا من أعمالهم، أو ما عملوا وما لم يعملوا
﴿وَلا يَشْفَعُونَ﴾ في الدنيا أو الآخرة في القيامة / [١١٢ / ب]
﴿ارتضى﴾ عمله، أو رضي عنه.
﴿أو لم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شىءٍ حيٍ أفلا يؤمنون وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم وجعلنا فيها فجاجاً سبلاً لعلّهم يهتدون وجعلنا السماء سقفاً محفوظاً وهم عن ءاياتها معرضون وهوالذي خلق الّيل والنهار والشمس والقمر كلٌّ في فلكٍ يسبحون﴾ ٣٠ -
﴿رَتْقاً﴾ ملتصقتين ففتق الله - تعالى - عنهما بالهواء " ع " أو كانت
322
السموات مرتتقة مُطبقة ففتقها سبعاً وكذلك الأرض، أو السماءَ رتقاً لا تُمطر ففتقها بالمطر، والأرض لا تنبت ففتقها بالنبات، أرتق: السد، والفتقُ: الشق.
﴿كُلَّ شَىْءٍ﴾ خلق كل شيء من الماء، أو حفظ حياة كل حي بالماء، أو أراد ماء الصلب.
323
﴿ رَتْقاً ﴾ ملتصقتين ففتق الله -تعالى- عنهما بالهواء " ع " أو كانت السموات مرتتقة مُطبقة ففتقها سبعاً وكذلك الأرض، أو السماء رتقاً لا تُمطر ففتقها بالمطر، والأرض لا تنبت ففتقها بالنبات، الرَتق : السد، والفتق : الشق. ﴿ كل شيء ﴾ خلق كل شيء من الماء، أو حفظ حياة كل حي بالماء، أو أراد ماء الصلب.
٣١ - ﴿رَوَاسِىَ﴾ لأنها رست في الأرض وثبتت، أو لأن الأرض رست بها فالرواسي الثوابت، أو الثقال ﴿تَمِيدَ﴾ تزول، أو تضطرب ﴿فِجَاجاً﴾ أعلاماً يُهتدي بها، أو جمع فج وهو الطريق الواسع بين الجبلين ﴿سُبُلاً﴾ للاعتبار، أو مسالك للسابلة ﴿يَهْتَدُونَ﴾ بالاعتبار بها إلى دينهم، أو ليهتدوا طُرق بلادهم.
٣٢ - ﴿مَّحْفُوظاً﴾ أن يقع على الأرض، أو مرفوعاً، أو من الشياطين.
٣٣ - ﴿فَلَكٍ﴾ الفلك السماء، أو القطب المستدير الدائر بما فيه من القمرين والنجوم ومنه فَلكة المغزل لاستدارتها ودورانها. واستدارة الفلك كدور الكرة، أو كدور الرحى والفلك السماء تدور بالقمرين والنجوم، أو استدارة في السماء تدور بالنجوم مع ثبوت السماء، أو استدارة بين السماء والأرض تدور فيها النجوم. ﴿يَسْبَحُونَ﴾ يجرون، أو يدروون " ع ". ﴿وما جعلنا لبشرٍ من قبلك الخلد أفإين متّ فهم الخالدون كل نفسٍ ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنةً وإلينا ترجعون﴾
٣٥ - ﴿بِالشَّرِّ﴾ الشدة والرخاء، أو بالفقر والمرض
﴿وَالْخَيْرِ﴾ الغنى والصحة أوالشر: غلبة الهوى، والخير: العصمة من المعاصي، أو ما تحبون
323
وما تكرهون لنعلم شكركم على ما تحبون وصبركم على ما تكرهون
﴿فِتْنَةً﴾ ابتلاء واختباراً.
﴿وإذا رءاك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزواً أهذا الذي يذكر ءالهتكم وهم بذكر الرحمن هم كافرون خلق الإنسان من عجلٍ سأوريكم ءاياتي فلا تستعجلون ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفّون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون بل تأتيهم بغتةً فتبهتهم فلا يستطيعون ردّها ولا هم ينظرون﴾
324
٣٧ - ﴿الإِنسَانُ﴾ آدم خلق بعجل يوم الجمعة آخر الأيام الستة قبل غروب الشمس أو لما نفخ الروح في عينيه ولسانه بعد إكمال صورته سأل ربه أن يعجل تمام خلقه وإجراء الروح في جسده قبل الغروب، أوالعجل الطين. قال:
(والنبع في الصخرة الصماء منبتهُ | والنخل ينبت بين الماء والعجل) |
أو الإِنسان الناس كلهم فخلق الإنسان عجولاً، أو خلق على حب العجلة، أو خلقت العجلة فيه، والعجلة تقديم الشيء قبل وقته، والسرعة
324
تقديمه في أول أوقاته.
﴿ولقد استهزئ برسلٍ من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزءون قل من يكلؤهم بالّيل والنّهار من الرّحمن بل هم عن ذكر ربهم معرضون أم لهم ءالهةٌ تمنعهم من دوننا لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا هم منّا يصحبون﴾
325
٤٢ - ﴿يَكْلَؤُكُم﴾ يحفظكم استفهام نفي.
٤٣ - ﴿يُصْحَبُونَ﴾ يُجارون، إن لك من فلان صاحباً أي مجيراً، أو يُحفظون، أو ينصرون أو لا يصحبون من الله بخير. ﴿بل متعنا هؤلاء وءاباءهم حتى طال عليهم العمر أفلا يرون أنّا نأتى الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون ٤٤ قل إنّما أنذركم بالوحي ولا يسمع الصّمّ الدعاء إذا ما ينذرون ولئن مسّتهم نفحةٌ من عذاب ربّك ليقولنّ ياويلنا إنّا كنا ظالمين ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفسٌ شيئاً وإن كان مثقال حبّةٍ من خردلٍ أتينا بها وكفى بنا حاسبين﴾
٤٤ - ﴿نَنقُصُهَا﴾ بالظهور عليها وفتحها بلداً بعد بلد " ح " أو بنقصان أهلها وقلة بركتها، أو بالقتل والسبي أو بموت فقهائها وعلمائها.
325
ولقد ءاتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكراً للمتقين الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون وهذا ذكرٌ مباركٌ أنزلناه أفأنتم له منكرون}
326
٤٨ - ﴿الْفُرْقَانَ﴾ التوراة الفارقة بين الحق والباطل، أو البرهان الفارق بين حق موسى وباطل فرعون، أو النصر والنجاة الفارقان بين موسى وفرعون. ﴿ولقد ءاتينا إبراهيم رشده من قبل وكنّا به عالمين إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون قالوا وجدنا ءاباءانا لها عابدين قال لقد كنتم أنتم وءباؤكم في ضلالٍ مبين قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين قال بل ربّكم ربّ السموات والأرض الذي فطرهن وأنا على ذلكم من الشاهدين﴾
٥١ - ﴿رُشْدَهُ﴾ النبوة، أو هدايته في الصغر
﴿مِن قَبْلُ﴾ إرساله نبياً، أو من قبل: موسى وهارون
﴿عالمين﴾ بأهليته للرشد، أو للنبوة. {وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولّوا مدبرين فجعلهم جذاذاً إلا كبيراً لهم لعلّهم إليها يرجعون قالوا من فعل هذا بالهتنا إنّه لمن الظالمين قالوا سمعنا فتىً يذكرهم يقال له إبراهيم ٦٠ قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون قالوا ءأنت فعلت هذا بئالهتنا يا إبراهيم قال بل فعله كبيرهم
326
هذا فسئلوهم إن كانوا ينطقون}
327
٥٨ - ﴿جُذَاذاً﴾ حُطاماً " ع "، جِذاذاً: قِطعاً مقطوعة، قال الضحاك: هو أن يأخذ من كل عضوين عضواً ويدع عضواً. من الجذ وهوالقطع.
٦١ - ﴿أَعْيُنِ النَّاسِ﴾ بمرأى منهم ﴿يَشْهَدونَ﴾ عقابه " ع " أو يشهدون عليه بما فعل كرهوا عقابه بغير بينة " ح " أو بما يقول من حجة وما يقال له من جواب.
٦٣ - ﴿فسألوهم﴾ جعل سؤالهم مشروطاً بنطقهم، أو أخرجه مخرج الخبر يريد من اعتقدها آلهة لزمه السؤال فلعلها تجيبه إن كانت ناطقة، وقوله ﴿يَنطِقُونَ﴾ أي يخبرون. ﴿فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنّكم انتم الظالمون ٦٤ ثم نكسوا على رءوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئاً ولا يضرّكم أّفٍ لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون﴾
٦٤ - ﴿إِلَى أَنفُسِهِمْ﴾ رجع بعضهم إلى بعض، أو رجع كل واحد إلى نفسه مفكراً فيما قاله إبراهيم. ﴿أَنتُمُ الظَّالِمُونَ﴾ بسؤاله لأنها لو كانت آلهة لم يصل إليها، حادوا عما أرادوه من الجواب وأنطقهم الله بالحق.
٦٥ - ﴿نُكِسُواْ﴾ رجعوا إلى الشرك بعد اعترافهم بالحق، أو رجعوا إلى احتجاجهم على إبراهيم بقولهم ﴿لَقَدْ عَلِمْتَ﴾ " الآية " أو خفضوا رؤوسهم. ﴿قالوا حرّقوه وانصروا ءالهتكم إن كنتم فاعلين قلنا يانار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم وأرادوا به كيداً فجعلناهم الأخسرين﴾
٦٨ - ﴿قَالُواْ حَرِّقُوهُ﴾ أشار عليهم بذلك رجل من أكراد فارس، أو هيزون فخسفت به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة، ولما أوثق ليلقى فيها قال: لا إله إلا أنت سبحانك رب العالمين لك الحمد ولك الملك ولا شريك لك، فلما أُلقي فيها قال: " حسبي الله ونعم الوكيل " فلم يحرق منه إلا وثاقه، وكان ابن ست وعشرين سنة " ولم يبق يومئذ في الأرض دابة إلا كانت تطفىء النار عنه إلا الوزغ كان ينفخها فأمر الرسول [صلى الله عليه وسلم] بقتله " قال
328
الكلبي: بنوا له أتوناً ألقوه فيه وأوقدوا عليه النار سبعة أيام ثم أطبقوه عليه وفتحوه من الغد فإذا هو عرق أبيض لم يحترق، وبردت نار الأرض مما أنضجت يومئذ كراعاً.
﴿ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين ٣ ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلاً جعلنا صالحين وجعلناهم أئمّة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلواة وإيتآء الزكاة وكانوا لنا عابدين ولوطاً ءاتيناه حكماً وعلماً ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث إنهم كانوا قوم سوء فاسقين وأدخلناه في رحمتنآ إنه من الصالحين﴾
329
٧١ - ﴿وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً﴾ كان ابن أخي إبراهيم فآمن به فنجا معه ﴿إِلَى الأَرْضِ﴾ مكة، أو أرض القدس، أو الشام ﴿بَارَكْنَا﴾ ببعث أكثر الأنبياء منها أو بكثرة خصبها ونمو نباتها، أو بعذوبة مائها وتفرقه في الأرض منها فتهبط المياه العذبة من السماء إلى صخرة بيت المقدس ثم تتفرق في الأرض.
٧٢ - ﴿نَافِلَةً﴾ غنيمة، أو النافلة ابن الأبن، أو زيادة العطاء فالنافلة
329
يعقوب لأنه دعا بالولد فزاده الله - تعالى - ولد الولد " ع " أو النافلة إسحاق ويعقوب لأنهما زيادة على ما تقدم من الإنعام عليه.
330
٧٤ - ﴿ولوطا آتيناه حُكْماً﴾ نبوة أو قضاء بين الناس " ع " ﴿وَعِلْماً﴾ فقهاً ﴿الْخَبَآئِثَ﴾ اللواط، أو الضراط والقرية: سدوم. ﴿ونوحاً إذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم ونصرناه من القوم الذين كذبوا بئاياتنا إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين﴾
٧٦ - (نَادَى} دعانا على قومه من قبل إبراهيم
﴿الكرب العظيم﴾ / [١١٣ / ب] الغرق بالطوفان.
﴿وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان وكلاً ءاتينا حكماً وعلما وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين وعلمناه صنعة لبوسٍ لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمرة إلى الأرض التي باركنا فيها وكنا بكل شيء عالمين ومن الشياطين من يغوصون له ويعملون عملاً دون ذالك وكنا لهم حافظين﴾
330
٧٩ - ﴿الْحَرْثِ﴾ زرع، أو كرم نبتت عناقيده ﴿نَفَشَتْ﴾ النفش رعي الليل والهمل رعي النهار، قال بعض المتكلمين كان حكمهما صواباً متفقاً إذ لا يجوز الخطأ على الأنبياء فقوله: ﴿فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ﴾ لأنه أوتي الحكم في صغره وأوتيه داود في كبره، وهذا شاذ، أو أخطأ داود وأصاب سليمان على قول الجمهور فحكم داود لصاحب الحرث بالغنم، وحكم سليمان بأن تدفع الغنم إلى صاحب الحرث لينتفع بدرها ونسلها ويدفع الحرث إلى صاحب الغنم ليعمره فإذا عاد في القابل رُدت الغنم إلى صاحبها والحرث إلى مالكه فرجع داود إلى حكمه، ويجوز أن يكون ذلك اجتهاداً من سليمان ويكون من داود فُتْيا عبّر عنها بالحكم لئلا تكون نقضاً للأجتهاد بالاجتهاد، ويجوز أن يكون حكم سليمان عن وحي فيجب على داود نقض الحكم عملاً بالنص، قلت: ويمكن أن يجوز في شرعهم نقض الاجتهاد بالاجتهاد والخطأ جائز على جميع الأنبياء، أو يُستثنى منهم محمد [صلى الله عليه وسلم] إذ لا نبي بعده يستدرك غلطه، وهذا مبني على جواز اجتهاد الأنبياء، وشرعنا موافق لشرعهما في ضمان ما أتلفته البهائم ليلاً وإن اختلف الشرعان في صفة الضمان وكيفيته ﴿وخرنا مَعَ دَاوُدَ﴾ ذللنا، أو ألهمنا ﴿يُسَبِّحْنَ﴾ يسرن من السبح، أو يصلين، أو يسبحن تسبيحاً كان مسموعاً كان يفهمه.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٧٨:﴿ الحرث ﴾ زرع، أو كرم نبتت عناقيده ﴿ نفشت ﴾ النفش رعي الليل والهمل رعي النهار، قال بعض المتكلمين كان حكمهما صواباً متفقاً إذ لا يجوز الخطأ على الأنبياء فقوله :﴿ ففهمناها سليمان ﴾ لأنه أوتي الحكم في صغره وأوتيه داود في كبره، وهذا شاذ، أو أخطأ داود وأصاب سليمان على قول الجمهور فحكم داود لصاحب الحرث بالغنم، وحكم سليمان بأن تدفع الغنم إلى صاحب الحرث لينتفع بدرها ونسلها ويدفع الحرث إلى صاحب الغنم ليعمره فإذا عاد في القابل رُدت الغنم إلى صاحبها والحرث إلى مالكه فرجع داود إلى حكمه، ويجوز أن يكون ذلك اجتهاداً من سليمان ويكون من داود فُتْيا عبَّر عنها بالحكم لئلا تكون نقضاً للاجتهاد بالاجتهاد، ويجوز أن يكون حكم سليمان عن وحي فيجب على داود نقض الحكم عملاً بالنص، قلت : ويمكن أن يجوز في شرعهم نقض الاجتهاد بالاجتهاد والخطأ جائز على جميع الأنبياء، أو يُستثنى منهم محمد صلى الله عليه وسلم إذ لا نبي بعده يستدرك غلطه، وهذا مبني على جواز اجتهاد الأنبياء، وشرعنا موافق لشرعهما في ضمان ما أتلفته البهائم ليلاً وإن اختلف الشرعان في صفة الضمان وكيفيته ﴿ وسخَّرنا مع داود ﴾ ذللنا، أو ألهمنا ﴿ يُسبّحن ﴾ يسرن من السبح، أو يصلين، أو يسبحن تسبيحاً كان مسموعاً كان يفهمه.
٨٠ - ﴿لَبُوسٍ﴾ الدروع، أو جمع السلاح لبوس عند العرب
﴿بأسكم﴾
331
سلاحكم، أو حرب أعدائكم.
332
٨١ - ﴿عَاصِفَةً﴾ العصوف شدة حركتها، والتِّبْن عصف لأنها تعصفه بشدة تطييرها له
﴿الأَرْضِ﴾ الشام بورك فيها بمن بُعث فيها من الأنبياء، أو بأن مياه أنهار الأرض تجري منها، أو بما أودعها من الخيرات فما نقص من الأرض زيد في الشام وما نقص من الشام زيد في فلسطين.
﴿وأيوب إذ نادى ربه أنى مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وءاتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين﴾ ٨٣ -
﴿وأيوب﴾ كان ذا مال وولد فهلك ماله، ومات أولاده، ثم بُلي في بدنه فقرح وسعى فيه الدود واشتد بلاؤه فطرح على مزبلة بني إسرائيل ولم يبقَ أحدٌ يدنو منه إلا امرأته.
﴿الضُّرُّ﴾ المرض، أو البلاء الذي بجسده حتى
332
كانت الدود تسقط منه فيردها ويقول كُلي مما رزقك الله، أو الشيطان لقوله
﴿مَسَّنِىَ الشيطان بِنُصْبٍ﴾ [ص: ٤١] أو وثب ليصلي فلم يقدر فقال:
﴿مَسَّنِىَ الضُّرُّ﴾ إخباراً عن حاله لا شكوى لبلائه، أو انقطع عنه الوحي أربعين يوماً فخاف هجران ربه فقال:
﴿مَسَّنِىَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ﴾ تقديره أيمسني الضر وأنت أرحم الراحمين، أو أنت أرحم بي أن يمسني الضر، أو قاله استقالة من ذنبه ورغباً إلى ربه، أو شكا ضره استعطافاً / [١١٤ / أ] لرحمته وكشف بلائه.
333
﴿ وأيوب ﴾ كان ذا مال وولد فهلك ماله، ومات أولاده، ثم بُلي في بدنه فقرح وسعى فيه الدود واشتد بلاؤه فطرح على مزبلة بني إسرائيل ولم يبق أحد يدنو منه إلا امرأته. ﴿ الضّرّ ﴾ المرض، أو البلاء الذي بجسده حتى كانت الدود تسقط منه فيردها ويقول كلي مما رزقك الله، أو الشيطان لقوله ﴿ مسني الشيطان بنُصْبٍ ﴾ [ ص : ٤١ ] أو وثب ليصلي فلم يقدر فقال :﴿ مسني الضر ﴾ إخباراً عن حاله لا شكوى لبلائه، أو انقطع عنه الوحي أربعين يوماً فخاف هجران ربه فقال :﴿ مسني الضر وأنت أرحم ﴾ تقديره أيمسني الضر وأنت أرحم الراحمين، أو أنت أرحم بي أن يمسني الضر، أو قاله استقالة من ذنبه ورغباً إلى ربه، أو شكا ضره استعطافاً لرحمته وكشف بلائه.
٨٤ - ﴿أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم﴾ رد إليه أهله الذين أهلكهم بأعيانهم وأعطاه مثلهم
333
معهم قاله ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه -، أو كان له سبع بنين وسبع بنات فماتوا في بلائه، فلما كُشف بلاؤه رُد عليه بنوه وبناته، وولد له بعد ذلك مثلهم، قال الحسن - رضي الله تعالى عنه - ماتوا قبل آجالهم فأحياهم الله - تعالى - فوفاهم آجالهم وأبقاه حتى أعطاه من نسلهم مثلهم.
﴿وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين﴾
334
٨٥ - ﴿وَذَا الْكِفْلِ﴾ عبد صالح كَفَل لليسع بصوم النهار وقيام الليل وأن لا يغضب ويقضي بالحق فوفى بذلك، أو كان نبياً كفل بأمر فوفى به " ح " سُمي ذا الكفل لوفائه بما كفل به، أو لغير سبب، أو لأن ثوابه ضعف ثواب غيره من أهل زمانه. ﴿وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدرعليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذالك ننجي المؤمنين﴾
٨٧ - ﴿النُّونِ﴾ الحوت
﴿مُغَاضِباً﴾ مراغماً للملك حزقيا ولم يكن به بأس، أو لقومه، أو لربه من غير مراغمة لانها كفر، بل مغاضبته خروجه بغير إذنه. وذهب لأن خلقه كان ضيقاً فلما أثقلته أعباء النبوة ضاق بهم فلم يصبر،
334
أو كان من عادة قومه قتل الكاذب فلما أخبرهم بنزول العذاب ثم رفعه الله تعالى عنهم قال: لا أرجع إليهم كذاباً وخاف القتل فخرج هارباً
﴿فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ﴾ نضيق
﴿عَلَيْهِ﴾ طرقه " ع "
﴿وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ﴾ [الطلاق: ٧] ضُيق، أو ظن أن لن نحكم عليه بما حكمنا، أو ظن أن لن نُقَدِّر عليه من العقوبة ما قدرنا من القدر وهو الحكم دون القدرة، ولذلك قرأ ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - " نُقدِر عليه "، أو تقديره أفظن أن لن نقدر عليه، ولا يجوز أن يحمل على ظن العجز لأنه كفر.
﴿الظُّلُمَاتِ﴾ ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة الحوت " ع " أو الحوت في بطن الحوت
﴿مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ لنفسي بخروجي بغير إذنك ولم يكن ذلك عقوبة له لأن الأنبياء لا يعاقبون بل كان تأديباً وقد يؤدب من لا يستحق العقاب كالصبيان.
335
٨٨ - ﴿فَاسْتَجَبْنَا﴾ إجابة الدعاء ثواب من الله - تعالى - للداعي ولا تجوز أن تكون غير ثواب، أو هي استصلاح قد يكون ثواباً وقد يكون غير ثواب أوحى الله - تعالى - إلى الحوت لا تكسري له عظماً ولا تخدشي له جلداً فلما صار في بطنها قال: يا رب اتخذت لي مسجداً في موضع ما اتخذه أحد، ولبث في بطنه أربعين يوماً، أو ثلاثة أيام، أو من ارتفاع النهار إلى آخره، أو أربع ساعات، ثم فتح الحوت فاه فرأى يونس ضوء الشمس، فقال:
﴿سُبْحَانَكَ إِنِّى كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ فلفظه الحوت.
335
﴿وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين﴾
336
٨٩ - ﴿فَرْداً﴾ خلياً من عصمتك، أو عادلاً عن طاعتك، أو وحيداً بغير ولد عند الجمهور.
٩٠ - ﴿وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ﴾ كانت عاقراً فصارت ولوداً فولدت له وهو ابن اثنتين وسبعين سنة وهي قريبة من سنه، أو كان في لسانها طول فحسنا خلقها ﴿يسارعون﴾ / [١١٤ / ب] يبادرون بالأعمال الصالحة، ﴿رَغَباً﴾ في ثوابنا ﴿وَرَهَباً﴾ من عقابنا أو رغباً في الطاعات ورهباً من المعاصي، أو رهباً بظهور الأكف ورغباً ببطونها، أو طمعاً وخوفاً ﴿خَاشِعِينَ﴾ متواضعين، أو راغبين راهبين، أو وضع اليمنى على اليسرى والنظر إلى موضع السجود في الصلاة. ﴿والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها ءاية للعالمين﴾
٩١ - ﴿أحْصَنَتْ فَرْجَهَا﴾ بالعفاف من الفاحشة، أو جيب درعها منعت منه جبريل - عليه السلام - قبل أن تعلم أنه رسول الله
﴿مِن رُّوحِنَا﴾ أجرينا فيها روح المسيح - عليه الصلاة والسلام - كما يجري الهواء بالنفخ، أو أمر جبريل
336
- عليه السلام
- فمد جيب درعها بإصبعه ثم نفخ فيه فحبلت من وقتها وولدته يوم عاشوراء
-ayah text
-primary">﴿أيه﴾ خلقه من غير ذكر، وكلامه ببراءتها.
-ayah text
-primary">﴿إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون وتقطعوا أمرهم بينهم كل إلينا راجعون فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون﴾
337
٩٢ - ﴿أُمَّتُكُمْ﴾ دينكم دين واحد.
٩٣ - ﴿وَتَقَطَّعُواْ﴾ اختلفوا في الدين، أو تفرقوا فيه. ﴿وحرامٌ على قريةٍ أهلكناها أنّهم لا يرجعون ٩٥ حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كلّ حدبٍ ينسلون واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصةٌ أبصار الذين كفروا ياويلنا قد كنّا في غفلةٍ من هذا بل كنّا ظالمين﴾
٩٥ - ﴿وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ﴾ وجدناها هالكة بالذنوب ﴿أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ﴾ إلى التوبة، أو أهلكناها بالعذاب ﴿أنهم لا يرجعون﴾ إلى الدنيا " ﴿وحزمٌ﴾ وجب على قرية " ﴿أَهْلَكْنَاهَآ﴾ أنهم لم يكونوا ليؤمنوا.
٩٦ - ﴿فُتِحَتْ﴾ فُتح لها السد، ويأجوج ومأجوج: أخوان لأب من ولد يافث بن نوح، من أجة النار، أو من الماء الأجاج ﴿حَدَبٍ﴾ الفجاج والطرق أو الجوانب، أو التلاع والآكام من حَدَبة الظهر ﴿يَنسِلُونَ﴾ يخرجون.
(............................................. من ثيابك تَنْسُلي)
أو يسرعون وهم يأجوج ومأجوج أو الناس يحشرون إلى الموقف. ﴿إنّكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون لوكان هؤلاء ءالهةً ما وردوها وكلٌ فيها خالدون لهم فيها زفيرٌ وهم فيها لا يسمعون ٦ إن الذين سبقت لهم منّا الحسنى أولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون﴾
٩٨ - ﴿حَصَبُ جَهَنَّمَ﴾ وقودها، أو حطبها، أو يرمون فيها كما ترمى
338
الحصباء فكأنها تحصب بهم، " وحضب جهنم " بالإعجام يقال: حضبت النار إذا خبت وألقيت فيها ما يشعلها من الحطب.
339
١٠١ - ﴿الْحُسْنَى﴾ طاعة الله - تعالى - أو السعادة منه، أو الجنة، يريد به عيسى والعُزير والملائكة الذين عُبدوا وهم كارهون، أو عثمان وطلحة والزبير، أو عامة في كل من سبقت له الحسنى، لما نزلت ﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ﴾ الآية قال المشركون: إن المسيح والعُزير والملائكة قد عُبدوا فنزلت ﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ﴾ الآية.
١٠٣ - ﴿الْفَزَعُ الأَكْبَرُ﴾ النفخة الأخيرة " ح " أو ذبح الموت، أو حين تطبق جهنم على أهلها.
339
﴿يوم نطوى السماء كطىّ السجل للكتب كما بدأنا أوّل خلقٍ نعيده وعداً علينا إنّا كنّا فاعلين ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذّكر أنّ الأرض يرثها عبادى الصالحون إنّ في هذا لبالغاً لقومٍ عابدين وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين﴾
340
١٠٤ - ﴿السِّجِلِّ﴾ الصحيفة تُطوى على ما فيها من الكتابة، أو ملك يكتب أعمال العباد، أو اسم رجل كان يكتب للرسول [صلى الله عليه وسلم] " ع ".
١٠٥ - ﴿الزَّبُورِ﴾ الكتب المنزلة على الأنبياء - صلوات الله تعالى عليهم وسلامه - والذكر: الكتاب الذي في السماء، أو الزبور الكتب المنزلة بعد التوراة " والذكر التوراة " ع "، أو زبور داود - عليه الصلاة والسلام -، والذكر: التوراة " ﴿الأَرْضَ﴾ أرض الجنة ﴿يَرِثُهَا﴾ أهل الطاعة، أو أرض الشام يرثها بنو إسرائيل، أو أرض الدنيا يرثها أمه محمد [صلى الله عليه وسلم] بالفتوح " ع ".
١٠٦ - ﴿إِنَّ فِى هَذَا﴾ القرآن أو السورة ﴿لَبَلاغاً﴾ إليهم يكفهم عن المعصية ويبعثهم على الطاعة أو يبلغهم إلى رضوان الله - تعالى - وثوابه. ﴿عَابِدِينَ﴾ مطيعين، أو عاملين.
١٠٧ - ﴿رَحْمَةً﴾ هداية ﴿لِّلْعَالَمِينَ﴾ المؤمنين، أو رفعاً لعذاب الاستئصال عن كافة الخلق. ﴿قل إنّما يوحى إلى أنّما إلهكم إلهٌ واحدٌ فهل أنتم مسلمون فإن تولّوا فقل ءاذنتكم على سواءٍ وإن أدرى أقريبٌ أم بعيد ما توعدون إنّه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون وإن أدرى لعلّه فتنةٌ لكم ومتاعٌ إلى حين ١١١ قل ربّ احكم بالحق وربّنا الرحمن المستعان على ما تصفون﴾
١٠٩ - ﴿تولوا﴾ أعرضوا عنك، أو عن القرآن ﴿آذنتكم عَلَى سَوَآءٍ﴾ أمر سوي، أو مهل، أو عدل، أو بيان علانية غير سر، أو على سواء في الإعلام فلا يظهر لبعضهم ما كتمه عن بعض، أو لتستووا في الإيمان به، أو من كفر به فهم سواء في قتالهم وجهادهم " ح ".
١١١ - ﴿لَعَلَّهُ﴾ رفع الاستئصال، أو تأخير العذاب. ﴿فِتْنَةٌ﴾ هلاك، أو ابتلاء، أو اختبار ﴿إِلَى حِينٍ﴾ القيامة، أو الموت، أو أن يأتي قضاء الله - تعالى - فيهم.
١٢٢ - ﴿احْكُم بِالْحَقِّ﴾ عجل الحكم بالحق، أو افصل بيننا وبين المشركين بما يظهر به الحق للجميع
﴿تصفون﴾ تكذبون، أو تكتمون، كان الرسول [صلى الله عليه وسلم] إذا شهد قتالاً قرأ هذه الآية.
341
سورة الحج
مدنية، أو ألا أربع آيات مكيات
﴿وما أرسلنا من قبلك﴾ [٥٢] إلى آخر الأربع " ع " أو كلها مكية إلا آيتين مدنية
﴿ومن الناس من يعبد الله على حرف﴾ [١١] وما بعدها.
بسم الله الرّحمن الرحيم
﴿يا أيها الناس أتّقوا ربّكم إنّ زلزلة الساعة شىء عظيمٌ يوم ترونها تذهل كل مرضعةٍ عمّا أرضعت وتضع كل ذات حملٍ حملها وترى النّاس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد﴾
343