ﰡ
وخَيِّسِ الجِنّ أَنِّي قد أَذِنْت بهم | يَبْنون تَدْمُرَ بالصُّفَّاحِ والعَمَدِ |
﴿ كُلٌّ يَجْرِي ﴾ مرفوع على الاستئناف وعلى يجري ولم يعمل فيه وسخَّر ولكن انقطع منه. وكل يجري في موضع كلاهما إذا نَوَّنوا فيه، فلذلك جاءت للشمس وللقمر لأن التنوين بدل من الكناية.
به خالداتٌ ما يَرِمن وهامدٌ*** وأشْعثُ أَرْسَتْه الوليدةُ بالْفِهرِ
أي أثيبته في الأرض.
﴿ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ﴾ مجازه : مِن لك ذكر وكل أنثى اثنين، فكأنه أربعة منهما : من هذا اثنين ومن هذا اثنين، وللزوج موضعان : أحدهما أن يكون واحداً ذكراً، والثاني أن يكون واحدةً اثنين أيضاً.
﴿ يُغْشِى اللَّيْلَ والنَّهَارَ ﴾ مجازه : يحلّل الليل بالنهار والنهار بالليل.
﴿ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْر صِنْوَانٍ ﴾ أي يكون أصله واحداً وفرعه متفرقٌ، وواحد صِنوٌ والأثنان صِنوانٌ النون مجرورةٌ في موضع الرفع والنصب والجر كنون الأثنين، فإذا جمعته قلت : صنوانٌ كثير، والإعرابُ في نونه يَدخله النصبُ والرفع والجّر ولم نجد جمعاً يجرى مجراه غير قنو وقنوان والجميع قنوان وَغَيْرُ صِنْوَانٍ مجازه : أن يكون الأصل والفرع واحداً، لا يتشعب من أعلاه آخر يحمل :﴿ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ ﴾ لأنه يشرب من أصفله فيصل الماء إلى فروعه المتشعبة من أعلاه.
﴿ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكْلِ ﴾ في الثمرة والأكل.
﴿ وَمَا تَزْدَادُ ﴾ أي ما تُحدِث وتُحْدُث.
﴿ وَكُلُّ شَئٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ ﴾ أي مقدر وهو مفعال من القدر.
﴿ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ ﴾ أي بأمر الله يحفظونه من أمره.
﴿ وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِقَوْم سُوءًا ﴾ مضموم الأول، ومجازه : هلكة وكل جُذام وبَرص وعَمىً، وكل بلاء عظيم فهو سوء مضموم الأول، وإذا فتحت أوله فهو مصدر سؤت القوم، ومنه قولهم : رجل سَوءٍ قال الزِّبْرِ قان بن بَدْر :
قد علمتْ قَيْسٌ وخِندِفُ إِنّني | وَقَيتُ إذا ما فارس السَّوءِ أَحجَما |
﴿ وَيُنْشىُّ السَّحَابَ ﴾ أي يبدأَ السحاب، ويقال : إذا بدأ نشأ.
جَوْن هزيمٌ رَعْدُه أجَش ***
ولا يكون هكذا إلا الصوت.
﴿ شَدِيدُ المِحَالِ ﴾ أي العقوبة والمكر والنكال، قال الأعْشَى :
فَرْعُ تَبْعٍ يَهتزّ في غصن المَجد | غِزيرُ النَّدَى شديدُ المِحالِ |
إنْ يعاقبْ يكن غَراماً وإن يُع | طِ جزيلاً فإنه لا يُبالِي |
أَبرّ على الخصومِ فليس خَصمٌ | ولا خصمانِ يغلبه جِدالا |
ولَبْسٍ بين أقوامٍ فكلٌ | أَعدَّ له الشَّغازبَ والمِحالا |
أتُوعدوى وراءَ بني رِياحٍ | كذبتَ لتقصرنَّ يَداك دونِي |
﴿ لا يَسْتَجِيبُونَ ﴾ مجازه : لا يجيبون، وقال كَعْب :
وداعٍ دعَا يا مَنْ يُجيبُ إلى النَّدَى **** فلم يستجبه عند ذاك مجيبُ
﴿ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلى المَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ ﴾ مجازه : إن الذي يَبسُط كفَّه ليقبض على الماء حتى يؤديه إلى فيه لا يتم له ذلك ولا تَسقِه أناملَهُ أي تجمعه، قال ضابِيُّ بن الحارث البُرْجُمِيُّ :
فإني وإيّاكم وشَوْقاً إليكم | كقابض ماءٍ لم تَسِقْه أَنَامُلهْ |
فأصبحتُ مما كان بيني وبينَها | من الوُدّ مثلَ القابض الماءَ باليدِ |
لعمري لأنتَ البيت أُكرِمُ أهْلَه | وأقعدُ في أفيائه بالأصائلِ |
وقفتُ فيها أصَيلالاً أسائِلُها | عيَّتْ جواباً وما بالرَّبْع مِن أحدِ |
﴿ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ ﴾، وهو ما تمتعت به، قال المشعث :
تمتْع يا مُشَعَّثُ إنّ شيئاً | سَبقتَ به المماتَ هو المَتاعُ |
﴿ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيذْهَبُ جُفَآءً ﴾ قال أبو عمرو بن العَلاء : يقال : قد أَجفأت القِدرُ، وذلك إذا غلت فانصبّ زبدُها أو سكنت فلا يبقى منه شئ.
﴿ المِهَادُ ﴾ الفِراش والبِساط.
﴿ سَلاَمٌ عَلَيِكُمْ ﴾ مجازه مجاز المختصر الذي فيه ضمير كقولك : يقولون سلام عليكم.
﴿ وَإلَيْهِ مَتَابِ ﴾ مصدر تبتُ إليه، وتوبتي إليه سواء.
خَلا أنّ حيّاً مِن قريشٍ تفضَّلوا | على الناس أو أنّ الأكارم نَهْشَلا |
الطَّعن شَغْشَغةٌ والضَّرب هَيْقَعةٌ | ضربَ المُعوِّل تحتَ الأِّيمة العَضدا |
وللقِسىّ أزامِيلٌ وغَمَغَمةٌ | حسن الجَنوبِ تَسوق الماءَ والبَرَدا |
حتى إذا اسلكوهم في قُتائدةٍ | شلاَّ كما تطرد الجمَّالةُ الشُرُدا |
﴿ أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ مجازه : ألم يعلم ويتبين، قال سُحَيم بن وَثِيل اليَرْبُوعيّ :
أَقول لهم بالشَّعْب إذ يأسرونني | ألم تيئسوا أنِّي ابنُ فارس زَهْدَمِ |
ألا يا ديار الحيّ بالسَّبُعانِ | أَلَّح عليها بالبِلَى المَلَوانِ |
حَلاً لا تخطّاه العيون رَغِيب ***
وقال :
أَمضى المَلا بالشاحِبِ المتبدِّلِ ***
﴿ لاَ مُعَقِّبَ لُحِكْمِهِ ﴾ أي لا رادّ له ولا مغيّر له عن الحق.