تفسير سورة الزمر

تفسير النسائي
تفسير سورة سورة الزمر من كتاب تفسير النسائي .
لمؤلفه النسائي . المتوفي سنة 303 هـ

قوله تعالى: ﴿ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً ﴾ [٨]٤٦٥- [أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم، قال: حدثنا عبد الله بن الزُّبير بن عيسى الحُميديُّ]، قال: حدثنا سُفيانُ قال: حدثنا عمر بن سعيدٍ الثَّوريُّ، عن الأعمش، قال: سمعتُ سعيد بن جبيرٍ، يقول: ليس أحدٌ أصبر على أذى يسمعُهُ من اللهِ؛ يدعون له نداً، ثم هو يرزقهم ويُعافيهم./ قال الأعمشُ: فقلت له: ممَّن سمعتهُ يا أبا عبد الله؟/ قال: حدثناهُ أبو عبد الرحمن السُّلميُّ، عن أبي موسى الأشعريِّ، عن رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم.
قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [١٠]٤٦٦- أخبرنا هنادُ بن السريِّ، عن أبي الأحوصِ، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يقولُ اللهُ تبارك وتعالى: من أذهبتُ كريمتيهِ، فاحتسب، وصبر، لم أرض له ثواباً دون الجنةِ ".
قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ ﴾ [٣١]٤٦٧- أخبرنا محمد بن عامرٍ، قال: حدثنا منصور بن سلمةَ، قال: حدثنا يعقوبُ، عن جعفرٍ، عن سعيد [بن جبيرٍ]، عن ابن عمر، قال: نزلت هذه الآيةُ، وما نعلم في أي شيءٍ نزلت ﴿ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ ﴾ قلنا: من نُخاصمُ؟! ليس بيننا وبين أهلِ الكتاب خُصومةٌ، حتى وقعتِ الفتنةُ. قال ابن عمر: هذا الذي وعدنا ربُّنا أن نختصم فيه.
قوله عز وجل: ﴿ ٱللَّهُ يَتَوَفَّى ٱلأَنفُسَ حِينَ مَوْتِـهَا ﴾ [٤٢]٤٦٨- أخبرنا محمد بن كاملٍ، قال: أخبرنا هُشيمٌ، عن حُصين بن عبد الرحمنِ، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، قال:" خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في سفرٍ ذات ليلةٍ، قلنا: يا رسول اللهِ لو عَرَّسْتَ بنا. قال: " إني أخافُ أن تناموا، فمن يُوقِظنا للصلاةِ؟ ". فقال بلالٌ: أنا يا رسول اللهِ. فَعَرَّسَ القومُ، فاضطجعوا، وأسند بلالٌ إلى راحلتِهِ، فغلبتهُ عيناهُ. فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد طلع حاجبُ الشمسِ، فقال: " يا بلالُ: أين ما قلت؟ "؟. قال: يا رسول اللهِ، والذي بعثك بالحق ما أُلقِيت [عَلَيَّ] نومةٌ مثلها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنَّ الله قبض أرواحكم حين شاء، وردَّها عليكم حين شاء " ثم أمرهم، فانتشروا لحاجتِهم فتوضئوا، وقد ارتفعت الشمسُ، فصلىَّ بهم الفجر ".
قوله تعالى: ﴿ يٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ ﴾ [٥٣]٤٦٩- أخبرنا الحسنُ بن محمدٍ، قال: حدثنا حجَّاجٌ، عن ابن جُريجٍ، قال: أخبرني يعلى عن سعيدٍ، عن ابن عباسٍ، أن ناساً من أهلِ الشرك قد/ قتلوا فأكثروا، ثم أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: إن الذي تقول وتدعوا إليه لحسنٌ لو تُخبرنا أن لما عملنا كفارةٌ. فنزلت﴿ وَٱلَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ ﴾[الفرقان: ٦٨] ونزلت ﴿ يٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ ﴾.
قوله تعالى: ﴿ وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ﴾ [٦٧]٤٧٠- أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله، قال:" جاء حبرٌ من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " يا أبا القاسمِ، إذا كان يومُ القيامةِ، جعل اللهُ السماوات على إصبعٍ، والأرضين على إصبعٍ، والماء والثرى على إصبعٍ، والشجر على إصبعٍ، والخلائق كُلَّهُمْ على إصبعٍ، ثم يَهُزُّهُنَّ ويقولُ: أنا الملِكُ ". فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحكَ حتى بدت نواجذُهُ تعجباً لما قال: وتصديقاً لهُ، ثم قرأ ﴿ وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَٱلأَرْضُ جَمِيعـاً قَبْضَـتُهُ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ ﴾ ". ٤٧١- أخبرنا محمد بن المُثنى، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثني منصورٌ وسليمانُ، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد اللهِ،" أن يهودياً جاء إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد، إن الله يُمسكُ السماواتِ على أُصبعٍ، والأرضين على أُصبعٍ، والجبال والخلائق على أُصبعٍ، (قال): ثم يقول: أنا الملكُ. فضحك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذُهُ، وقال: ﴿ وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ﴾ ". قال يحيى: وزاد فيه فُضيل بن عياضٍ، عن منصورٍ، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله:" فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجباً وتصديقاً ".(قال أبو عبد الرحمن): خالفهُ عيسى بن يُونس؛ رواهُ عن الأعمش، [عن إبراهيم]، عن علقمة، عن عبد الله. ٤٧٢- أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس، قال: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال:" جاءَ رجلٌ من أهل الكتاب إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم/، فقال: إن الله (عَزَّ وجَلَّ) يحملُ السماوات على أُصبعٍ، ويحملُ الأرضين على أُصبعٍ، ويحملُ الماء [والثرى] على أُصبعٍ، ويحملُ الشجر على أُصبعٍ/، ويحملُ الخلائق كُلها على أُصبعٍ، ثم يقول: أنا الملكُ، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذهُ ". قوله تعالى: ﴿ وَٱلأَرْضُ جَمِيعـاً قَبْضَـتُهُ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ ﴾ [٦٧]٤٧٣- أخبرنا سُويدُ بن نصرٍ، قال: أخبرنا عبد الله، عن عنبسة بن سعيدٍ، عن حبيب بن أبي عمرة، عن مجاهدٍ، قال: قال ابنُ عباسٍ: حدَّثتني عائشةُ" أنها سألت رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم عن قوله [عَزَّ وَجَلَّ] ﴿ وَٱلأَرْضُ جَمِيعـاً قَبْضَـتُهُ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ﴾ (قُلْتُ): فأين الناسُ يومئذٍ؟ قال: " على جسر جهنم " ". ٤٧٤- أخبرنا عمرو بن منصورٍ، قال: حدثنا عبد الحميد بن صالحٍ أبو صالحٍ، قال: حدثنا أبو بكر بن عياشٍ، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" [كُلُّ أهلِ الجنةِ] يقولُ: لو(لا) أنَّ الله هداني فيكون لهُ شُكراً، وكُلُّ أهل النار يقول: ﴿ لَوْ أَنَّ ٱللَّهَ هَدَانِي ﴾ [٥٧] ليكون عليه حسْرةً ". قوله تعالى: ﴿ وَٱلسَّمَٰوَٰتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ﴾ [٦٧]٤٧٥- أخبرنا يونسُ بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني يُونسُ، عن ابن شِهابٍ، قال: حدثني سعيدُ ابن المسيِّيبِ، أن أبا هُريرة كان يقولُ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يقبضُ الله الأرضين يوم القيامة ويطوي السماواتِ بيمينِهِ، ثم يقولُ: أنا الملِكُ، أين ملوكُ الأرضِ ".
قوله تعالى: ﴿ وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ ﴾ [٦٨]٤٧٦- أخبرنا سويدُ بن نصرٍ، قال: أخبرنا عبد الله، عن سليمان ح وأخبرنا قُتيبة بن سعيدٍ، قال: حدثنا ابنُ أبي عديٍّ، عن سُليمان التَّيْمِيِّ، عن أسلم، عن بشر بن شغافٍ، عن عبد الله بن عمرٍو، قال:" سأل أعرابيٌّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم: ما الصُّورُ؟ - قال سويدٌ: جاء أعرابيٌّ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: ما الصُورُ؟ - قال: " قرنٌ يُنفخُ فيه " ". قوله تعالى: ﴿ فَصَعِقَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ إِلاَّ مَن شَآءَ ٱللَّهُ ﴾ [٦٨]٤٧٧- أخبرنا محمد بن عبد الرحيم، عن يونس بن محمدٍ، قال: حدثنا إبراهيمُ، عن الزُّهري، عن أبي سلمة، وعبد الرحمن الأعرج، عن أبي هُريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تُخيروني/ على موسى، فإن الناس يُصعقون يوم القيامة، فأكون أول من يُفيقُ، فإذا موسى باطشٌ بجانب العرش، فلا أدري أصعق فأفاق قبلي، أم كان ممن استثنى اللهُ ". قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ ﴾ [٦٨]٤٧٨- [أخبرنا موسى]، قال: أخبرنا الحسن بن محمدٍ، عن شبابة، قال: أخبرني عبد العزيز، عن عبد الله بن الفضل، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" لا تُفضلوا بين أنبياء اللهِ؛ فإنه يُنفخ في الصور، فيصعقُ من في السماوات ومن في الأرض، إلا من شاء اللهُ، ثم يُنفخ فيه أُخرى، فأكونُ أول من بُعث، فإذا موسى (عليه السلامُ) آخذٌ بالعرش. فلا أدري! أحُوسب بصعقتهِ يوم الطُّور؟ أو بُعث قبلي؟. ولا أقول إن أحداً أفضل من يونس بن مَتَّى ". ٤٧٩- أخبرنا أحمد بن حربٍ، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" " بين النفختين أربعون " قالوا: يا أبا هريرة: أربعون يوماً؟ قال: أبيتُ. قالوا: أربعون شهراً؟ قال: أبيتُ. قالوا: أربعون سنة؟. قال: أبيتُ. (قال: ثم يُنزِلُ) اللهُ (تبارك وتعالى) من السماء ماءاً، فينبتون كما ينبتُ البقلُ. قال: وليس من الإنسان شيءٌ إلا يبلى، إلاَّ عظمٌ (واحدٌ)، وهو عجبُ الذنبِ. قال: " يعني فيه يُركبُ الخلقُ يوم القيامة " ". ٤٨٠- أخبرنا محمد بن حاتمٍ، قال: حدثنا حِبانُ، قال: أخبرنا عبد الله، عن أفلح بن سعيدٍ، قال: سمعتُ عبد الله بن رافعٍ يذكرُ، أن أُم سلمة، قالت:" سمعتُ رسول الله/ صلى الله عليه وسلم ذات يومٍ على المنبرِ - وهو يقول: " يا أيها الناسُ " قالت - وهي تمتشِطُ فَلَفَّتْ رأسها، وقامت من وراءِ حجرتها، فسمعتْ رسول الله صلى الله عليه وسلم (وهو) يقولُ: " يا أيها الناسُ: بينا أنا على الحوض إذ مُرَّ بكم زُمراً، تذهبُ بكم الطُّرُقُ. فأُناديكم: ألاَ هَلُمَّ إلى الطريق، فينادي مُنادٍ من ورائي: إنهم بدلوا بعدك، فأقولُ: ألاَ سُحقاً [ألاَ] سُحقاً " ".
Icon