ﰡ
﴿ بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ * الۤمۤصۤ ﴾: بُيّن مرَّة، هذا: ﴿ كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُنْ ﴾: بعد إنزاله.
﴿ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ ﴾: ضيقٌ ﴿ مِّنْهُ ﴾: أي: لا تضيق من تبليغه مخافة التكذيب.
﴿ لِتُنذِرَ بِهِ ﴾: الكافرين.
﴿ وَذِكْرَىٰ ﴾: موعظة.
﴿ لِلْمُؤْمِنِينَ * ٱتَّبِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِّن رَّبِّكُمْ ﴾: على لسان نبيكم كتاباً وسُنَّة.
﴿ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ ﴾: فيضلوكم.
﴿ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ ﴾: تتَّعظون اتِّعاظاً قليلاً ﴿ وَكَم ﴾: كثيراً.
﴿ مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا ﴾: أردنا إهلاكها.
﴿ فَجَآءَهَا بَأْسُنَا ﴾: عذابنا.
﴿ بَيَاتاً ﴾: بائتين كقوم لوط.
﴿ أَوْ هُمْ قَآئِلُونَ ﴾: في القيلولة استراحة نصف النهار ولو بلا نوم كقوم شعيب وهما وقتا الاستراحة فعذابهما أقطع.
﴿ فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ ﴾: دعاؤهم ﴿ إِذْ جَآءَهُمْ بَأْسُنَآ إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴾: أي: إلا الإقرار بحقيقة العذاب.
﴿ فَلَنَسْأَلَنَّ ٱلَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ ﴾: عن إجابتهم الرسل.
﴿ وَلَنَسْأَلَنَّ ٱلْمُرْسَلِينَ ﴾: عن تبليغهم، وقوله:﴿ وَلاَ يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ ﴾[القصص: ٧٨]، ليس للاستعلام أو هو في موقف آخر.
﴿ فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم ﴾: على الرسل والأمم وأعمالهم كلها.
﴿ بِعِلْمٍ ﴾: عالمين بكلها.
﴿ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ ﴾: عنهم فيخفى علينا.
﴿ يَوْمَئِذٍ ﴾: يوم السؤال.
﴿ ٱلْحَقُّ ﴾: العدل فيزون صحائفها بميزان له لسانٌ وكفتان، إظهاراً للمعدلة وقطعا للمعذرة على كيفية يعلمها الله، وقيل: تجسم الأعمال بصورة حسنة أو قبيحة.
﴿ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ﴾: بالحسنات، جمع مُوزونٍ أو ميزان، وجمه لتعداد أجزائه، كثوب أخْلاق لقيامه مقام الموازين.
﴿ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ ﴾: في الحديث:" السيئة خفيفة وإن كثرت والحسنة الصالحة ثقيلة وإن قَلَّتْ "﴿ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ ﴾: بالسيئة.
﴿ فَأُوْلَـۤئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُم ﴾: بتضييع الفطرة السليمة.
﴿ بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ ﴾: بإنكارها.
﴿ فِي ٱلأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ ﴾: أسباباً تعيشون بها.
﴿ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ * وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ﴾: أي أباكم آدم.
﴿ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ﴾: بتصويره أو على ظاهره وهذا ما صحَّحه الحاكم، وثم لتأخير الأخبار.
﴿ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلاۤئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لأَدَمَ فَسَجَدُوۤاْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِّنَ ٱلسَّاجِدِينَ ﴾: فسِّر مرَّة ﴿ قَالَ مَا مَنَعَكَ ﴾: عن.
﴿ أَلاَّ ﴾: صلة فهو كما في " ص " ﴿ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ﴾: أي: منعني أشرفية عنصري، عمي عن تشريف خلقه بيده، ونفخ روحه فيه، وسَنَّ القول بالحسن والقبح العقليين.
﴿ قَالَ ﴾: الله بلسان الملك ﴿ فَٱهْبِطْ مِنْهَا ﴾: الجنة أو السماء ﴿ فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا ﴾: نبه بالقيد على أنَّ المتكبر بعيد من مكان المقربين فلا مفهوم له ﴿ فَٱخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ ٱلصَّاغِرِينَ ﴾: الذليلين.
﴿ قَالَ أَنظِرْنِي ﴾: أمهلني من الموت ﴿ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾: الخلق أو الصَّاغرون ﴿ قَالَ إِنَّكَ مِنَ ﴾: جُمْلة ﴿ المُنظَرِينَ ﴾: كالملائكة إلى النفخة الأولى، قيل ليس إجابة لأنها كرامة، بل بيان لسابق التقدير، وقيل: يجوز استصلاحاً وعُمُوماً لتفضل الدنيا.
﴿ قَالَ فَبِمَآ أَغْوَيْتَنِي ﴾: أقسم بإغوائك: أي: إضلالك أو تخييبك إياي، فهو قسم بفعل الله.
﴿ لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ ﴾: كما تقعد القُطّاع للسَّابلة.
﴿ صِرَاطَكَ ٱلْمُسْتَقِيمَ ﴾: أي: على طريق الإسلام.
﴿ ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ ﴾: أراد كمال اجتهاده في إغوائهم، وترك الفوق لانه منزلُ الرحمة، والتَّحت لأن الإتيان منه يُوْحش.
﴿ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾: لك بالطاعة، قاله ظنّاً﴿ وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ ﴾[سبأ: ٢٠] ﴿ قَالَ ﴾: الله.
﴿ ٱخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُوماً ﴾: الذَّأْمُ أشد العيب ﴿ مَّدْحُوراً ﴾: مَطْرُوداً، والله ﴿ لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ ﴾: وغلب المخاطب ﴿ و ﴾ قلنا: ﴿ يَآءَادَمُ ٱسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ ٱلْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّالِمِينَ ﴾: فُسِّر مرة، وترك رَغَداً اكتفاء بما مضى ﴿ فَوَسْوَسَ لَهُمَا ٱلشَّيْطَانُ ﴾: وسوسته وحديثه يلقيه في القلب وأصلها: الصوت الخفي والحمحمة والحشحشة ﴿ لِيُبْدِيَ ﴾: ليظهر، اللام للعاقبة.
﴿ لَهُمَا مَا وُورِيَ ﴾ ستر.
﴿ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا ﴾: كان عليهما نور يسترهما فانقشع بالأكل، دل على أن كشف العورة عند الروج مذموم.
﴿ وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ ﴾: أكل.
﴿ هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةِ إِلاَّ ﴾: كراهة.
﴿ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ ﴾: في القوة والاستغناء من نحو الأكل، ولا يدل على تفضيل المَلَك لأن عدم انقلاب الحقائق كان معلوماً، ورغبا في أن يحصل لهما ما للمَلَك من الكمال الفطرية ﴿ أَوْ تَكُونَا مِنَ ٱلْخَالِدِينَ ﴾: في الجنة.
﴿ وَقَاسَمَهُمَآ ﴾: أقسم لهما ﴿ إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ ٱلنَّاصِحِينَ ﴾: والقسم تأكيد الخبر بما سبيله أن يُعظَّم أي: حق الخبر كحق المحلوف به.
﴿ فَدَلاَّهُمَا ﴾: فنزلهما عن منزلتهما أو جزائهما على الأكل.
﴿ بِغُرُورٍ ﴾: منه.
﴿ فَلَمَّا ذَاقَا ٱلشَّجَرَةَ ﴾: أي: ثمرتها.
﴿ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا ﴾: بتهافت لبسهما ﴿ وَطَفِقَا ﴾: أخذا ﴿ يَخْصِفَانِ ﴾: يلزقان.
﴿ عَلَيْهِمَا ﴾: على عَوْراتهما ورقة فوق ورقة.
﴿ مِن وَرَقِ ﴾: شجر.
﴿ ٱلْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَآ ﴾: قائلاً.
﴿ أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا ٱلشَّجَرَةِ ﴾: دلَّ على أن مُطْلق النهي للتحريم ﴿ وَأَقُل لَّكُمَآ إِنَّ ٱلشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌ مُّبِينٌ ﴾: حيث قال:﴿ إِنَّ هَـٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ ﴾[طه: ١١٧].
. إلى آخره.
﴿ قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ ﴾: هي التي تلقى آدم من ربه على الأصح.
﴿ قَالَ ﴾: الله.
﴿ ٱهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ﴾: أي: متعادلين كما مرَّ.
﴿ وَلَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ ﴾: موضع قرار.
﴿ وَمَتَاعٌ ﴾: تمتَّع ﴿ إِلَىٰ حِينٍ ﴾ أجل معلوم كما مرَّ.
﴿ قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ ﴾: للجزاء.
﴿ عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي ﴾: يستر.
﴿ سَوْءَاتِكُمْ ﴾: فأغناكم عن خصف الورق.
﴿ وَلِبَاسُ ٱلتَّقْوَىٰ ﴾: لباساً يتجملون به، وأصله الجمال والمال من " تَرَيَّش ": تموَّلَ.
﴿ وَرِيشاً ﴾: العمل الصالح الذي يقيكم العذاب.
﴿ ذٰلِكَ خَيْرٌ ﴾: فإنه يستر عن فضائح الآخرة.
﴿ ذٰلِكَ ﴾: الإنزال.
﴿ مِنْ آيَاتِ ٱللَّهِ ﴾: دلائل رحمته.
﴿ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴾: يتعظون.
﴿ يَابَنِيۤ ءَادَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ ٱلشَّيْطَانُ ﴾: بالإضلال ﴿ كَمَآ أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِّنَ ٱلْجَنَّةِ ﴾: بفتنته ﴿ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا ﴾: إذ هو بسببه.
﴿ لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَآ ﴾: فإن كلّاً منهما ما رأى عورة صاحبه قط.
﴿ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ ﴾: جنوده ﴿ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ ﴾: فاحذروا من عدو يراكم ولا ترونه، وهذا لا ينافي إمكان تمثلهم لنا على أنه تواتر وصَّح في الأخبار.
﴿ إِنَّا جَعَلْنَا ٱلشَّيَاطِينَ أَوْلِيَآءَ ﴾: أَحبَّاء ﴿ لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ﴾: لتناسبهم.
﴿ قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَآ آبَاءَنَا وَٱللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا ﴾: إذ زعموا أنهم على دين إسماعيل ﴿ قُلْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَأْمُرُ بِٱلْفَحْشَآءِ ﴾: كما تقولون ﴿ أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ﴾: من أنه أمره به.
﴿ قُلْ أَمَرَ ﴾: ني.
﴿ رَبِّي بِٱلْقِسْطِ ﴾: بالعدل.
﴿ وَ ﴾: بأن.
﴿ أَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ ﴾: نحو القبلة.
﴿ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ﴾: وقت سجوده أو موضعه، ولا تؤخروا الصلاة إلى مسجدكم كاليهود، كذا فسر ابن عباس ﴿ وَٱدْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ ﴾: الطاعة.
﴿ كَمَا بَدَأَكُمْ ﴾: بالاختراع أوَّلاً ﴿ تَعُودُونَ ﴾: بإعادته فتجزون، فالتشبيه في مجرد الخلق بلا كيفية ﴿ فَرِيقاً هَدَىٰ ﴾: إلى الإيمان.
﴿ وَفَرِيقاً ﴾: نصب بنحو خذل الذي يفسرهُ ﴿ حَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلضَّلاَلَةُ ﴾: أي: خذلهم ﴿ إِنَّهُمُ ٱتَّخَذُوا ٱلشَّيَاطِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱللَّهِ ﴾: فيتبعونهم ﴿ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ * يَابَنِيۤ ءَادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ ﴾: ثياباً تستر عوراتكم ﴿ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ﴾: كصلاة وطواف ﴿ وكُلُواْ وَٱشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُوۤاْ ﴾: بالتعدي إلى الحرام أو الإفراط قال ابن عباس رضي الله عنه " كُلْ مَا شِئْت ما أخطأتك خصلتان: سَرفٌ أو مَخيْلَة ". أو بتحريم الحلال، إذ كانوا يَطوفون عُراةً ولا يأكلون دسماً في حجِّهم.
﴿ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُسْرِفِينَ * قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِيۤ أَخْرَجَ ﴾: من النبات والحيوان والمعادن ﴿ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ ﴾: المستلذات.
﴿ مِنَ ٱلرِّزْقِ ﴾: حيث حرَّمتم زينته في الطواف ورزقهُ في الحجّ ﴿ قُلْ هِي ﴾: الطيبات مخلوقة.
﴿ لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا ﴾: أصالة وللكفار تبعاً.
﴿ خَالِصَةً ﴾: فهي حال والعامل اللَّام، للمؤمنين ﴿ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ ﴾: أو من له التنغيصات كما في الدنيا.
﴿ كَذَلِكَ ﴾: التفضيل.
﴿ نُفَصِّلُ ٱلآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ ٱلْفَوَاحِشَ ﴾: ما تزايد قبه كالكبائر.
﴿ مَا ظَهَرَ مِنْهَا ﴾: جهرها ﴿ وَمَا بَطَنَ ﴾: سِرُّها ﴿ وَٱلإِثْمَ ﴾: كله تعميمٌ بعْدَ تخصيص.
﴿ وَٱلْبَغْيَ ﴾: الظلم ﴿ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ ﴾: تأكيد للبغي، أو البغي: الكبر.
﴿ وَأَن تُشْرِكُواْ بِٱللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ ﴾: بإشراكه ﴿ سُلْطَاناً ﴾: برهاناً ﴿ وَأَن تَقُولُواْ ﴾: تفتروا ﴿ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ * وَلِكُلِّ أُمَّةٍ ﴾: مكذبة للرُّسل كأهل مكة.
﴿ أَجَلٌ ﴾: لنزول عذابهم ﴿ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ ﴾: استئناف لأن " إذا " الشرطية لا يترتب عليها إلا مستقبل.
﴿ وَأَصْلَحَ ﴾: العمل.
﴿ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ﴾: عند الفزع الأكبر ﴿ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾: على ما فات من دنياهم.
﴿ وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَٰتِنَا ﴾: منكم ﴿ وَٱسْتَكْبَرُواْ عَنْهَآ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَٰبُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَٰلِدُونَ * فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً ﴾: بقوله عليه ما لا يعلمه ﴿ أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُوْلَـٰئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ ٱلْكِتَابِ ﴾: مما كتب لهم من العمر والرزق والعمل.
﴿ حَتَّىٰ إِذَا جَآءَتْهُمْ رُسُلُنَا ﴾: ملك الموت وأعوانه ﴿ يَتَوَفَّوْنَهُمْ ﴾: أي: أرواحهم.
﴿ قَالُوۤاْ ﴾: توبيخاً.
﴿ أَيْنَ مَا ﴾: أي: الآلهة التي ﴿ كُنتُمْ تَدْعُونَ ﴾: تعبدونها ﴿ مِن دُونِ ٱللَّهِ قَالُواْ ضَلُّواْ ﴾: غَابُوا.
﴿ عَنَّا ﴾: فلا ننتفع بهم.
﴿ وَشَهِدُواْ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ ﴾: وقولهم:﴿ وَٱللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ﴾[الأنعام: ٢٣]: بعد الحشر.
﴿ قَالَ ﴾: الله لهم يوم القيامة.
﴿ ٱدْخُلُواْ ﴾: كائنين.
﴿ فِيۤ ﴾: زمرة.
﴿ أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ مِّن ﴾: كُفَّارة.
﴿ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنْسِ فِي ٱلنَّارِ ﴾: متعلق ادخلوا.
﴿ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ ﴾: في النار ﴿ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا ﴾: في الدين التي ضلت بالافتداء بها.
﴿ حَتَّىٰ إِذَا ٱدَّارَكُواْ ﴾: تلاحقوا واجتمعوا ﴿ فِيهَا جَمِيعاً قَالَتْ أُخْرَاهُمْ ﴾، دخولاً، هي تأنيث آخر بكسر الخاء ﴿ لأُولاَهُمْ ﴾: لأجلها مخاطباً مع الله.
﴿ رَبَّنَا هَـٰؤُلاۤءِ أَضَلُّونَا ﴾: سنُّوا لنا الضلال ففتدينا بهم.
﴿ فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً ﴾: مضاعفاً.
﴿ مِّنَ ٱلنَّارِ قَالَ ﴾: الله.
﴿ لِكُلٍّ ﴾: منكما عذابٌ ﴿ ضِعْفٌ ﴾: إلى غير النهاية، أو للقادة ضعف التابع للفر والإضلال وعكسه للكفر والتقليد أو لكل ضعف ما يرى للآخر، فإن من العذاب ظاهراً وباطناً، وهما يدركان الظاهر فقط، ويؤيده.
﴿ وَلَـٰكِن لاَّ تَعْلَمُونَ ﴾: ذلك.
﴿ وَقَالَتْ أُولاَهُمْ لأُخْرَاهُمْ ﴾: اللام للتبليغ نحو قلت لك ﴿ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ ﴾: رتَّبُوه على قول الله تعالى، أي: فنحن مُتساوون في العذاب والضلال ﴿ فَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ ﴾: تتمَّة مقالتهم.
﴿ أَبْوَابُ ٱلسَّمَآءِ ﴾: بل يهوى بها إلى السجن ﴿ وَلاَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ ٱلْجَمَلُ فِي سَمِّ ﴾: ثُقب ﴿ ٱلْخِيَاطِ ﴾: الإبرة، رتَّب دخولهم على محال.
﴿ وَكَذٰلِكَ ﴾: الجزاء.
﴿ نَجْزِي ٱلْمُجْرِمِينَ * لَهُمْ مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ ﴾: فراشٌ ﴿ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ ﴾: لحاف جمع غاشية.
﴿ وَكَذٰلِكَ نَجْزِي ٱلظَّالِمِينَ ﴾: ذكر الجرم في حرمان الجنة، والظلم في دخول النار تنبيهاً على أنه أعظم الإجرام.
﴿ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا ﴾: معترضةً أفهم أنه يمكن الوصول إلى تلك المرتبة بسهولة.
﴿ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَنَزَعْنَا ﴾: أخرجنا ﴿ مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ ﴾: حقدٍ وحسدٍ كان بينهم في الدنيا ﴿ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ ٱلأَنْهَٰرُ وَقَالُواْ ﴾ لما رأوا كرامتنا: ﴿ ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي هَدَانَا ﴾: وفقنا ﴿ لِهَـٰذَا ﴾: لتحصيله.
﴿ وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلاۤ أَنْ هَدَانَا ٱللَّهُ لَقَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلْحَقِّ ﴾ ولنا هذه النعمة بإرشادهم.
﴿ وَنُودُوۤاْ ﴾: بعد دخول الجنة ﴿ أَن تِلْكُمُ ٱلْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا ﴾: من أهل النار ﴿ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾: أو حصلت لكم بلا تعب كالميراث.
﴿ وَنَادَىۤ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ أَصْحَابَ ٱلنَّارِ ﴾: شماتةً بهم ﴿ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا ﴾: بلسان رسله.
﴿ حَقّاً فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ ﴾: من العذاب ﴿ حَقّاً قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ ﴾: نادى ﴿ مُؤَذِّنٌ ﴾: مُنادٍ ﴿ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّالِمِينَ * ٱلَّذِينَ يَصُدُّونَ ﴾ يمنعون النّاسَ ﴿ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ﴾: دينه.
﴿ وَيَبْغُونَهَا ﴾: يطلبون لدينه.
﴿ عِوَجاً ﴾: مَيلاً، بنسبتها إليه لئلا يتبعها أحد أو بإلقاء الشبه فيه، أو مصدر أي: يطلبونها طلب العوج، أو يريدون غيرها ديناً ﴿ وَهُمْ بِٱلآخِرَةِ كَافِرُونَ * وَبَيْنَهُمَا ﴾: بين الجنة والنار.
﴿ حِجَابٌ ﴾: يمنع وصول أثر إحداهما إلى الأخرى ﴿ وَعَلَى ٱلأَعْرَافِ ﴾: أعرافُ الحجاب أي: أعاليه، ونؤمن به وإن كانت الجنة في الكرسي، والنار في أسفل السافلين.
﴿ رِجَالٌ ﴾: استوت حسناتهم وسيئاتهم.
﴿ يَعْرِفُونَ كُلاًّ ﴾: من أهل الجنة والنار ﴿ بِسِيمَاهُمْ ﴾: بعلامتهم، كبياض الوجه وسواده.
﴿ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ ﴾: في دخولها، وعن حذيفة: أنهم في الآخرة يدخلونها ﴿ وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَآءَ أَصْحَابِ ٱلنَّارِ قَالُواْ ﴾: نعوذ بالله ﴿ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ ﴾: فيها.
﴿ وَنَادَىٰ أَصْحَابُ ٱلأَعْرَافِ رِجَالاً ﴾: من رؤساء الكفرة ﴿ يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ ﴾: لهم ﴿ مَآ أَغْنَىٰ ﴾: دَفْع ﴿ عَنكُمْ ﴾: العذاب.
﴿ جَمْعُكُمْ ﴾: المالَ، أو كثرتكم.
﴿ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ ﴾: عن الحق، ثم يشيرون إلى ضعفاء المؤمنين، ويقولون للكفرة: ﴿ أَهَـۤؤُلاۤءِ ٱلَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ ٱللَّهُ بِرَحْمَةٍ ﴾: فيقولون للضعفاء: ﴿ ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ * وَنَادَىٰ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ ﴾ صبوا ﴿ عَلَيْنَا مِنَ ٱلْمَآءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ ﴾: من الأشربة غير الماء أو الطعام ﴿ قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى ٱلْكَافِرِينَ * ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَهُمْ ﴾: الحق.
﴿ لَهْواً وَلَعِباً ﴾: كما مرَّ، أو عادتهم.
﴿ وَغَرَّتْهُمُ ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَا ﴾: فنسوا الآخرة.
﴿ فَٱلْيَوْمَ نَنسَـٰهُمْ ﴾: نعاملهم معاملة الناسي، فنخليهم في العذاب.
﴿ كَمَا نَسُواْ لِقَآءَ يَوْمِهِمْ هَـٰذَا ﴾: بإنكاره.
﴿ وَمَا كَانُواْ بِآيَٰتِنَا يَجْحَدُونَ ﴾: " ما " فيهما مصدرية.
﴿ فَصَّلْنَاهُ ﴾: بينا أحكامه.
﴿ عَلَىٰ عِلْمٍ ﴾: منا بما فصل فيه حال كونه.
﴿ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ * هَلْ يَنظُرُونَ ﴾: ينتظرون.
﴿ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ ﴾: ما يؤول إليه من تبين صدقه ﴿ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ ﴾: وهو يوم القيامة.
﴿ يَقُولُ ٱلَّذِينَ نَسُوهُ ﴾: تركوا الإيمان والعمل به.
﴿ مِن قَبْلُ ﴾: قبل ذلك اليوم.
﴿ قَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلْحَقِّ ﴾: وكذبناهم ﴿ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَآءَ فَيَشْفَعُواْ لَنَآ ﴾: اليوم.
﴿ أَوْ ﴾: هل.
﴿ نُرَدُّ ﴾: إلى الدنيا ﴿ فَنَعْمَلَ غَيْرَ ٱلَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ ﴾: بصرف عمرهم في الكفر ﴿ وَضَلَّ ﴾: بطل ﴿ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ ﴾: من نفع آلهتهم ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ فِي ﴾: مقدار.
﴿ سِتَّةِ أَيَّامٍ ﴾: للدنيا إذ لم يكن حينئذ يوم أو ستة أوقات مثل:﴿ وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ ﴾[الأنفال: ١٦]، والمكث للحث على التأني، ولتشهد الملائكة شيئا بعد شيء فيعتبرون.
﴿ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ ﴾: كما يليق بجلاله بلا كيف، أو بمعنى: استولى، والعرش هو الجسم المحيط بسائر الأجسام، وقيل: الملك.
﴿ يُغْشِي ﴾: يلبس ويغطي.
﴿ ٱلَّيلَ ٱلنَّهَارَ ﴾: وحذف عكسه للعلم به، أو لأن اللفظ يحتملهما.
﴿ يَطْلُبُهُ ﴾: يعقبه.
﴿ حَثِيثاً ﴾: سريعا، كالطالب له بلا فصل بينهما.
﴿ وَ ﴾: خلق ﴿ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ وَٱلنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ﴾: بقضائه.
﴿ أَلاَ لَهُ ٱلْخَلْقُ ﴾: المذكور في خلق السماوات ﴿ وَٱلأَمْرُ ﴾ بالتسخير المذكور ﴿ تَبَارَكَ ﴾: تعالى وتعظَّم.
﴿ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ * ٱدْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً ﴾: ذوي تذلل.
﴿ وَخُفْيَةً ﴾: والأصح أن الصياح في الدعاء مكروهٌ.
﴿ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ ﴾: المتجاوزين ما أمروا به كطلب ما ليس في رتبتهم، وكإطنابه، يؤيده الحديث، وكالصِّياح فيه.
﴿ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ ﴾: بالمعاصي.
﴿ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ﴾: بشرع الأحكام أو بعد خلقها على الوجه الأصلح.
﴿ وَٱدْعُوهُ خَوْفاً ﴾: من عقابه ﴿ وَطَمَعاً ﴾: في ثوابه ﴿ إِنَّ رَحْمَتَ ٱللَّهِ ﴾: ثوابه، أمرٌ ﴿ قَرِيبٌ مِّنَ ٱلْمُحْسِنِينَ ﴾: المطيعين.
﴿ بَيْنَ يَدَيْ ﴾: قُدَّم.
﴿ رَحْمَتِهِ ﴾: المطر، فإن الَّبا تثير السحاب، والشمال تجمه، والجنوب تدره، والدبور تفرقه.
﴿ حَتَّىٰ إِذَآ أَقَلَّتْ ﴾: حملت الرياح ﴿ سَحَاباً ﴾: سحائب.
﴿ ثِقَالاً ﴾: بالماء ﴿ سُقْنَاهُ ﴾: أي: السحاب التفت تنبيهاً على ما فيه من دلالة كمال قدرته وحكمته، وكذا في نظائره ﴿ لِبَلَدٍ ﴾: لأجل بلد.
﴿ مَّيِّتٍ ﴾: غير منتفع.
﴿ فَأَنْزَلْنَا بِهِ ﴾: أي: فيه.
﴿ ٱلْمَآءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ ﴾ بالماءِ أو بالبلدِ ﴿ مِن كُلِّ ﴾: أنواع.
﴿ ٱلثَّمَرَاتِ كَذٰلِكَ ﴾: الإخراج والإحياء.
﴿ نُخْرِجُ ٱلْموْتَىٰ ﴾: من قبورهم، أحياء بمطر كالمني.
﴿ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾: أن القادر عليه قادرٌ على ذلك.
﴿ وَٱلْبَلَدُ ٱلطَّيِّبُ ﴾: الكريم التربة ﴿ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ ﴾: بمشيئة.
﴿ رَبِّهِ ﴾: سريعاً حسناً كثيراً، وهذا مثل المؤمن في انتفاعه بالوعظ.
﴿ وَٱلَّذِي خَبُثَ ﴾: ترابه وهذا مثل الكافر لا ينتفع به.
﴿ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً ﴾: قليلاً عديم النفع والكل بإذن الله، فالتفصيل لتعليم الأدب.
﴿ كَذٰلِكَ نُصَرِّفُ ﴾: نبين ونكرر.
﴿ ٱلآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ ﴾: نعمة بالتفكر فيها.
﴿ قَالَ ٱلْمَلأُ ﴾: الأشراف.
﴿ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ ﴾: بترك ملة آبائك ﴿ قَالَ يَٰقَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَـٰلَةٌ ﴾: أقل قليل من الضلال فضلاً عن سَنِّه.
﴿ وَلَٰكِنِّي ﴾: على الهدى لأني.
﴿ رَسُولٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ * أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ ﴾: جهة ﴿ ٱللَّهِ ﴾: بالوحي ﴿ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ﴾: من صفات لطفه وقهره.
﴿ أَ ﴾: كذبتم.
﴿ وَعَجِبْتُمْ أَن جَآءَكُمْ ذِكْرٌ ﴾: موعظةٌ ﴿ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَىٰ ﴾: لسان.
﴿ رَجُلٍ مِّنْكُمْ لِيُنذِرَكُمْ ﴾: عاقبة المعاصي.
﴿ وَلِتَتَّقُواْ ﴾: المعصية.
﴿ وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾: بالتقوى ﴿ فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ ﴾: من الغرق ﴿ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ فِي ٱلْفُلْكِ ﴾: هم ثمانون أو تسعة ﴿ وَأَغْرَقْنَا ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَآ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً عَمِينَ ﴾: عُميٌ قلوبهم عن فهم الآيات.
﴿ إِلَىٰ ﴾: قوم.
﴿ عَادٍ أَخَاهُمْ ﴾: نسبا أو واحداً منهم ﴿ هُوداً ﴾: بيانه ﴿ قَالَ يَاقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ ﴾: الله.
﴿ قَالَ ٱلْمَلأُ ﴾: الأشراف.
﴿ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ ﴾: نبه على أن بعضهم آمنوا.
﴿ إِنَّا لَنَرَاكَ ﴾: راسخاً ﴿ فِي سَفَاهَةٍ ﴾: خفَّة عقلِ لأني ﴿ وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ ﴾: نعلمك ﴿ مِنَ ٱلْكَاذِبِينَ * قَالَ يَٰقَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَٰكِنِّي ﴾: كامل العقل، لأني ﴿ رَسُولٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ * أُبَلِّغُكُمْ رِسَٰلٰتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ ﴾: على الرسالة.
﴿ أَ ﴾: كذبتم.
﴿ وَ عَجِبْتُمْ أَن جَآءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَىٰ ﴾: لسان.
﴿ رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَٱذكُرُوۤاْ ﴾: إنعاماً ﴿ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَآءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ ﴾: في الأرض أو مناسكهم.
﴿ وَزَادَكُمْ فِي ٱلْخَلْقِ بَصْطَةً ﴾: قامةً وقُوَّة ومالآ ﴿ فَٱذْكُرُوۤاْ ءَالآءَ ٱللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾: بذكرها ﴿ قَالُوۤاْ أَجِئْتَنَا ﴾: قصدتنا.
﴿ لِنَعْبُدَ ٱللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ ﴾: نترك.
﴿ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا ﴾: من الأصنام.
﴿ فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ ﴾: من العذاب المفهوم من.
﴿ أَفَلاَ تَتَّقُونَ ﴾.
﴿ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ ﴾: فيه.
﴿ قَالَ قَدْ وَقَعَ ﴾: وجب.
﴿ عَلَيْكُمْ مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ ﴾: عذاب.
﴿ وَغَضَبٌ أَتُجَٰدِلُونَنِي فِيۤ أَسْمَآءٍ ﴾: خالية عن المعاني.
﴿ سَمَّيْتُمُوهَآ ﴾: آلهة.
﴿ أَنْتُمْ وَآبَآؤكُمُ مَّا نَزَّلَ ٱللَّهُ بِهَا ﴾: بهذه التسمية أو عبادتها.
﴿ مِن سُلْطَانٍ ﴾: حجة ﴿ فَٱنْتَظِرُوۤاْ ﴾: العذاب.
﴿ إِنِّي مَعَكُمْ مِّنَ ٱلْمُنْتَظِرِينَ * فَأَنجَيْنَاهُ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ ﴾: الدَّابر: هو الكائن خلف الشيء، أي: أستأصلنا ﴿ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُواْ مُؤْمِنِينَ * وَ ﴾: أرسلنا.
﴿ إِلَىٰ ﴾: قبيلة.
﴿ ثَمُودَ أَخَاهُمْ ﴾: نسباً ﴿ صَالِحاً قَالَ يَاقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَآءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ ﴾: معجزة ﴿ مِّن رَّبِّكُمْ ﴾: على صدقي ﴿ هَـٰذِهِ نَاقَةُ ٱللَّهِ ﴾ الإضافة تشريفية، خرجت يوم العيد من الصخرة بمحضرهم حين سألوا ذلك ليؤمنوا.
﴿ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِيۤ أَرْضِ ٱللَّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوۤءٍ ﴾: أذى ﴿ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ ﴾ يوم.
﴿ أَلِيمٌ * وَٱذْكُرُوۤاْ ﴾: نعمه ﴿ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَآءَ مِن بَعْدِ عَادٍ ﴾: في مساكنهم.
﴿ وَبَوَّأَكُمْ ﴾: أسكنكم ﴿ فِي ٱلأَرْضِ تَتَّخِذُونَ ﴾: تبنون.
﴿ مِن ﴾: في.
﴿ سُهُولِهَا قُصُوراً ﴾: لسكنى الصيف ﴿ وَتَنْحِتُونَ ٱلْجِبَالَ ﴾: أي: منها.
﴿ بُيُوتاً ﴾: لسكنى الشتاء.
﴿ فَٱذْكُرُوۤاْ آلآءَ ٱللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْا ﴾: لا تبالغوا في الفساد ﴿ فِي ٱلأَرْضِ ﴾: حال كونكم.
﴿ مُفْسِدِينَ ﴾: قد مر بيانه.
﴿ مِنْهُمْ ﴾: أي: من الذين استضعفوا: ﴿ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحاً مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ ﴾: استفهام استهزاء.
﴿ قَالُوۤاْ إِنَّا بِمَآ أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ ﴾: عدلوا من نعم تنبيهاً على أنه أظهر من أن يسألَ.
﴿ قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُوۤاْ إِنَّا بِٱلَّذِيۤ آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ * فَعَقَرُواْ ﴾ نحرُوا ﴿ ٱلنَّاقَةَ ﴾: برضا الجميع.
﴿ وَعَتَوْاْ ﴾: استكبروا عن امتثال ﴿ أَمْرِ رَبِّهِمْ ﴾: هو:﴿ فَذَرُوهَا ﴾[الأعراف: ٧٣] إلى آخره.
﴿ وَقَالُواْ يَاصَالِحُ ٱئْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ ﴾: أي: بقولك: ولا تمسوها... إلى آخره.
﴿ إِن كُنتَ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ * فَأَخَذَتْهُمُ ٱلرَّجْفَةُ ﴾: الزلزلة أولاً ثم الصيحة، لقوله:﴿ فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّيْحَةُ ﴾[الحجر: ٧٣، ٨٣] [المؤمنين ٤١] فتقطعت قلوبهم في صدورهم ﴿ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ ﴾: أرضهم.
﴿ جَاثِمِينَ ﴾: خامدين ميتين ﴿ فَتَوَلَّىٰ ﴾: أعرض ﴿ عَنْهُمْ وَقَالَ ﴾: بعد هلاكهم: ﴿ يَٰقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ ٱلنَّٰصِحِينَ ﴾: كخطاب نبينا عليه الصلاة والسلام أهل قليب بدر، أو قاله تحسرا.
﴿ لُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ ٱلْفَاحِشَةَ ﴾: كنى بها عن اللَّواطة.
﴿ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن ٱلْعَالَمِينَ ﴾: إذ هم أول من فعلها.
﴿ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ﴾: لتغشون ﴿ ٱلرِّجَالَ شَهْوَةً ﴾: للشهوة، نبه على أن داعي المباشرة يجب أن يكون طلباً للولد لا الشهوة.
﴿ مِّن دُونِ ٱلنِّسَآءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ ﴾: وإسرافكم ودعاكم إليها ﴿ وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ أَخْرِجُوهُمْ ﴾: لوطاً وأتباعه ﴿ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ﴾: من هذه الفعلة ﴿ فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ ﴾ ممّن آمن به ﴿ إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ ﴾: الكافرة اسمها: واهلة ﴿ كَانَتْ مِنَ ٱلْغَابِرِينَ ﴾ الباقين في الديار فأهلكت ﴿ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَّطَراً ﴾: من الحجارة.
﴿ فَٱنْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُجْرِمِينَ ﴾: فاعتبروا.
﴿ إِلَىٰ ﴾: آل.
﴿ مَدْيَنَ ﴾: ابن إبراهيم.
﴿ أَخَاهُمْ ﴾: نسباً.
﴿ شُعَيْباً قَالَ يَاقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَآءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ ﴾: معجزة ﴿ مِّن رَّبِّكُمْ ﴾: ما عيّنها في القرآن، وما روي عن محاربة عصا موسى عليه السلام التنين، وولادة الغنم التي دفعها إليه الدرع خاصة، وما اسود رأسه وأبيضَّ باقي بدنه، وكانت الموعودة له من أولادها، فالأولى كونها كرامة لموسى لنبوته لكونها بعد تقرر نبوة شعيب.
﴿ فَأَوْفُواْ ٱلْكَيْلَ ﴾: ما يكال به.
﴿ وَٱلْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ ﴾: لا تنقصوا.
﴿ ٱلنَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ ﴾: حقوقهم، قيل: كانوا مكاسين في كل شيءٍ ﴿ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ ﴾: بالمعاصي.
﴿ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ﴾: مر بيانه ﴿ ذٰلِكُمْ ﴾: العمل المأمور.
﴿ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ ﴾: وأما الكافر فلا خير فيه ﴿ وَلاَ تَقْعُدُواْ بِكُلِّ ﴾: في كل ﴿ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ ﴾: من أتى شعيباً ليتبعه ﴿ وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا ﴾: تطلبون بها.
﴿ عِوَجاً ﴾: ميلاً، كما مرَّ ﴿ وَٱذْكُرُوۤاْ ﴾: نعمة.
﴿ إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً ﴾: في العد وغيره.
﴿ فَكَثَّرَكُمْ ﴾: مالاً وأولاداً.
﴿ وَٱنْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُفْسِدِينَ ﴾: فاعتبروا ﴿ وَإِن كَانَ طَآئِفَةٌ مِّنكُمْ آمَنُواْ بِٱلَّذِيۤ أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَآئِفَةٌ لَّمْ يْؤْمِنُواْ فَٱصْبِرُواْ حَتَّىٰ يَحْكُمَ ٱللَّهُ بَيْنَنَا ﴾: بعذاب الكافرين ونصرتنا ﴿ وَهُوَ خَيْرُ ٱلْحَاكِمِينَ * قَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يٰشُعَيْبُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَآ أَوْ لَتَعُودُنَّ ﴾: لتصيرنَّ، أو من باب التغليب، إذ شعيب ما كان على دينهم قط ﴿ فِي مِلَّتِنَا قَالَ ﴾: شعيب: ﴿ أَ ﴾ نصبر فيها ﴿ وَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ ﴾: لها.
﴿ قَدِ ٱفْتَرَيْنَا ﴾: الآن.
﴿ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً إِنْ عُدْنَا ﴾: هممنا بالعود.
﴿ فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا ٱللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ ﴾: يصح ﴿ لَنَآ أَن نَّعُودَ فِيهَآ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّنَا ﴾: ارتدادنا.
﴿ وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً عَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلْنَا ﴾: في تأييدنا.
﴿ رَبَّنَا ٱفْتَحْ ﴾: اقض.
﴿ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِٱلْحَقِّ ﴾: أي: أنزل على كل منا ما يستحقه ﴿ وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْفَاتِحِينَ ﴾: الحاكمين.
﴿ وَقَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَئِنِ ٱتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ ﴾: لفوات مالكم من التطفيف.
﴿ فَأَخَذَتْهُمُ ٱلرَّجْفَةُ ﴾: الزلزلةُ ﴿ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴾: ميتين بأنواع العذاب، وهي سحابةٌ فيها شرر النار، وصيحة من السماء، ورجفة من الأرض.
﴿ وَقَالَ ﴾: تحسراً.
﴿ يٰقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَـٰلَـٰتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ ﴾: فكفرتم ﴿ فَكَيْفَ ءَاسَىٰ ﴾: أحزن ﴿ عَلَىٰ قَوْمٍ كَٰفِرِينَ * وَمَآ أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ ﴾: فكذبه أهلها.
﴿ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِٱلْبَأْسَآءِ ﴾: الجوع ﴿ وَٱلضَّرَّآءِ ﴾: الأمراض ﴿ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ ﴾: أي: ليتضرعوا ولا يتكبروا.
﴿ ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ ٱلسَّيِّئَةِ ﴾: البلاء والشدة.
﴿ ٱلْحَسَنَةَ ﴾: السَّلامة والسعة.
﴿ حَتَّىٰ عَفَوْاْ ﴾: كثروا مالاً وعدداً ﴿ وَّقَالُواْ قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا ٱلضَّرَّآءُ وَٱلسَّرَّآءُ ﴾: فنحن مثلهم.
﴿ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً ﴾: فجأة ﴿ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ ﴾: بنزول العذاب.
﴿ أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ ٱللَّهِ ﴾: هو استعارة لأخذه العبد من حيث لا يشعر ﴿ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْخَاسِرُونَ ﴾: فطرتهم.
﴿ أَوَلَمْ يَهْدِ ﴾: بتبين.
﴿ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلأَرْضَ ﴾: ديارهم ممَّن قبلهم ﴿ مِن بَعْدِ ﴾: هلاك.
﴿ أَهْلِهَآ أَن لَّوْ نَشَآءُ أَصَبْنَاهُمْ ﴾: بالبلاء.
﴿ بِذُنُوبِهِمْ ﴾: بسببها كمَن قبلهم ﴿ وَ ﴾: نحن.
﴿ نَطْبَعُ ﴾: نختم ﴿ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ ﴾: الموعظة قبولاً.
﴿ تِلْكَ ٱلْقُرَىٰ ﴾: المذكورة ﴿ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ ﴾: بعض.
﴿ أَنبَآئِهَا ﴾: أخبارها.
﴿ وَلَقَدْ جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَٰتِ ﴾: المعجزات الواضحات ﴿ فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ ﴾: عند مجيئهم به ﴿ بِمَا كَذَّبُواْ مِن قَبْلُ ﴾: استمروا على كفرهم ﴿ كَذَٰلِكَ ﴾: الطبع ﴿ يَطْبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ ٱلْكَٰفِرِينَ ﴾: الوارثين والموروثين.
﴿ وَإِن ﴾: إنه.
﴿ وَجَدْنَآ أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ ﴾: خارجين عن طاعتنا.
﴿ ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم ﴾: بعد الرُّسُل ﴿ مُّوسَىٰ بِآيَٰتِنَآ ﴾: معجزاته ﴿ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلإِيْهِ ﴾: أشرف قومه، فإنهم إن أسلموا اتبعهم الرعايا.
﴿ فَظَلَمُواْ ﴾: بالآيات لكفرهم ﴿ بِهَا ﴾ ﴿ فَٱنْظُرْ ﴾: يا مُحمَّدُ ﴿ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلْمُفْسِدِينَ * وَقَالَ مُوسَىٰ يٰفِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ * حَقِيقٌ عَلَىٰ أَنْ ﴾: أي: بأن بتشديد الياء، أي حقيق بالرسالة على أن.
﴿ لاَّ أَقُولَ عَلَى ٱللَّهِ ﴾: لا أنسب إليه.
﴿ إِلاَّ ٱلْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ ﴾: مُعجزة ﴿ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ ﴾: لنروح إلى الأرض المقدسة فإن فرعون كان استخدمهم بالأعمال الشَّاقَّة ﴿ قَالَ ﴾ فرعونُ: ﴿ إِن كُنتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَآ ﴾: أحْضرها.
﴿ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ * فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ ﴾: حية عظيمة.
﴿ مُّبِينٌ ﴾: قيل: ما أشعر فاغراً فاه، بين لحييه ثمانون ذراعاً، فقصد فرعون فازدحم مع قومه، فمات منهم خمسة وعشرون ألفاً.
﴿ وَنَزَعَ ﴾: أخرج.
﴿ يَدَهُ ﴾: من جيبه بعدما أدخلها فيه ﴿ فَإِذَا هِيَ بَيْضَآءُ ﴾: بحيثُ غلب شعاعها نور الشمس ﴿ لِلنَّاظِرِينَ ﴾: أي: لا في جبلَّتها لأنه كان آدم.
﴿ قَالَ ٱلْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ ﴾: مُوافقين لقوله كما في الشعراء: ﴿ إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ * يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُمْ ﴾: يا معشر القِبطِ ﴿ مِّنْ أَرْضِكُمْ ﴾: مصر.
﴿ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ ﴾: تشيرون في أمره من المؤامرة.
﴿ قَالُوۤاْ ﴾: بعد اتفاقهم: ﴿ أَرْجِهْ ﴾: أخِّر أمرهُ، أصله: أرجئة.
﴿ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي ٱلْمَدَآئِنِ ﴾: مدائن صعيد مصر، رجالاً ﴿ حَاشِرِينَ ﴾: جامعين سحرها.
﴿ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ * وَجَآءَ ٱلسَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ ﴾: بعد طلبهم.
﴿ قَالْوۤاْ إِنَّ لَنَا لأَجْراً إِن كُنَّا نَحْنُ ٱلْغَالِبِينَ ﴾: على موسى.
﴿ قَالَ نَعَمْ ﴾: إن لكم أجراً ﴿ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ * قَالُواْ ﴾: اعتمادا على غلبتهم أو أدباً كأهل الصنائع: ﴿ يٰمُوسَىٰ إِمَّآ أَن تُلْقِيَ ﴾: عصاك أولاً.
﴿ وَإِمَّآ أَن نَّكُونَ نَحْنُ ٱلْمُلْقِينَ ﴾: آلات سحرنا.
﴿ قَالَ ﴾: موسى كرماً أو ازدراء بهم.
﴿ أَلْقُوْاْ فَلَمَّآ أَلْقَوْاْ سَحَرُوۤاْ أَعْيُنَ ٱلنَّاسِ ﴾: خيَّلوا إلى أعينهم ما لا حقيقة له.
﴿ وَٱسْتَرْهَبُوهُمْ ﴾: خوّفوهم، كانوا خمسة عشر ألفاً مع كلِّ واحد عَصا وحبال فجعلوها حيات، وبينَّا في البقرة أنه من السحر ﴿ وَجَآءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ * وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ﴾: فألقاها.
﴿ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ ﴾: تبتلع.
﴿ مَا يَأْفِكُونَ ﴾: يزورونه ﴿ فَوَقَعَ ﴾: ثبت ﴿ ٱلْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُواْ ﴾: فرعون وقومه.
﴿ هُنَالِكَ وَٱنقَلَبُواْ ﴾: صاروا.
﴿ صَاغِرِينَ ﴾: ذليلين مغلوبين.
﴿ وَأُلْقِيَ ٱلسَّحَرَةُ سَاجِدِينَ ﴾: وهذا لا ينافي سجودهم طوعاً ﴿ قَالُوۤاْ آمَنَّا بِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ ﴾: لا رب القبط يزعمهم، واعلم أنه يجوز نبيان في زمان لا إمامان لأن قيامهما بالاجتهاد قد يؤدي إلى إختلاف الكلمة في بعض الأمور ﴿ قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُمْ بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ ﴾: أُرخِّص ﴿ لَكُمْ إِنَّ هَـٰذَا لَمَكْرٌ ﴾: حيلة ﴿ مَّكَرْتُمُوهُ ﴾: أنتم وموسى ﴿ فِي ٱلْمَدِينَةِ ﴾: قبل الخروج منها.
﴿ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَآ أَهْلَهَا ﴾: القبط لتختصَّ مصر بكم.
﴿ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾: عاقبة أمْرِكم وهي إني ﴿ لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِّنْ خِلاَفٍ ﴾: مختلفات اليد اليمنى، والرجل اليسرى ﴿ ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ * قَالُوۤاْ إِنَّآ ﴾: بالموت.
﴿ إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ ﴾: فلا نخافُ وعيدكم.
﴿ وَمَا تَنقِمُ ﴾: تنكرُ ﴿ مِنَّآ إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَآءَتْنَا ﴾: ثم توجهوا إلى الله تعالى قائلين.
﴿ رَبَّنَآ أَفْرِغْ ﴾: أفض ﴿ عَلَيْنَا صَبْراً ﴾: لنثبت على دينك ﴿ وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ * وَقَالَ ٱلْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ ﴾: إغراءً له.
﴿ أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ ﴾: بدعوتهم إلى عبادة غيرك ﴿ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ ﴾: هي أصنامٌ صنعها لهم ليعبدوها تقرباً إليه وفي التوراة ما يدل على أنه كان له أمراء على كل قبيلة تُسمَّى آلهتهم ﴿ قَالَ ﴾ فرعون: ﴿ سَنُقَتِّلُ أَبْنَآءَهُمْ وَنَسْتَحْيِـي ﴾: نترك أحياءً ﴿ نِسَآءَهُمْ ﴾: للخدمة كما فعلنا بهم أولاً.
﴿ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ ﴾: نغلبهم.
﴿ ٱسْتَعِينُوا بِٱللَّهِ وَٱصْبِرُوۤاْ إِنَّ ٱلأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَٱلْعَاقِبَةُ ﴾: الحسنى.
﴿ لِلْمُتَّقِينَ * قَالُوۤاْ ﴾: قومه.
﴿ أُوذِينَا ﴾: بالقتل والاستحياء.
﴿ مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا ﴾: بالرسالة.
﴿ وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ ﴾: موسى: ﴿ عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ ﴾: في ملكهم.
﴿ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ﴾: من الإصلاح والإفساد.
﴿ وَلَقَدْ أَخَذْنَآ آلَ فِرْعَونَ بِٱلسِّنِينَ ﴾: بالجُدُوب والقحط.
﴿ وَنَقْصٍ ﴾: عظيم ﴿ مِّن ٱلثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴾: ينتهون.
﴿ فَإِذَا جَآءَتْهُمُ ٱلْحَسَنَةُ ﴾: كالسعة.
﴿ قَالُواْ لَنَا هَـٰذِهِ ﴾: لا من فضل الله ﴿ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ ﴾: بلاءٌ، عرَّف الحسنة مع أداة التحقيق لكثرتها، وإرادتها بالذات بخلاف السيئة.
﴿ يَطَّيَّرُواْ ﴾: يتشاءموا ﴿ بِمُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ أَلاۤ إِنَّمَا طَائِرُهُمْ ﴾: شؤمهم ﴿ عِندَ ٱللَّهِ ﴾ من عنده، والطائر اسم للجمع، أي: ما يجزي به الطير من شَقاءٍ وسعادة ونفع وضُرٍّ ﴿ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾: ذلك.
﴿ وَقَالُواْ ﴾: لموسى.
﴿ مَهْمَا ﴾: أيُّ شيء ﴿ تَأْتِنَا بِهِ مِن آيَةٍ ﴾: على زعمك.
﴿ لِّتَسْحَرَنَا ﴾: أي: أعيننا.
﴿ بِهَا ﴾: ذكَّر اللفظ وأنثَ المعنى.
﴿ فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ ﴾: فدعا عليهم.
﴿ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلطُّوفَانَ ﴾: ما طافَ بهممن سيل، غشيَ بيوتهم وأشجارهم فقط مع سلامة غيرهم سبعة أيام.
﴿ وَٱلْجَرَادَ ﴾: فأكل مالهم حتى مسامير بابهم ﴿ وَٱلْقُمَّلَ ﴾: كبار القِرْدان، وأولاد الجراد قبل الجناح أو السوس، أو القَمْل ﴿ وَٱلضَّفَادِعَ ﴾: امتلأ منها بيوتهم وقدورهم، فلم يقدروا على الأكل.
﴿ وَٱلدَّمَ ﴾: فصار حصَّتهم من الماء دماً، وإن كانوا يشربون مع المسلمين من إناء واحد.
﴿ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ ﴾: مُبيناتٍ ﴿ فَٱسْتَكْبَرُواْ ﴾: عن الإيمان ﴿ وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ * وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ ٱلرِّجْزُ ﴾: كل واحد من الآيات والطاعون فهو سادسها ﴿ قَالُواْ يٰمُوسَىٰ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ ﴾: بحقِّ عهده ﴿ عِندَكَ ﴾: أي: النبوة وإجابة دعوتك، والله.
﴿ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا ٱلرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِيۤ إِسْرَآئِيلَ * فَلَماَّ كَشَفْنَا عَنْهُمُ ٱلرِّجْزَ ﴾: كائناً.
﴿ إِلَىٰ أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ ﴾: فمعذبون فيه، أو هو موتهم.
﴿ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ ﴾: فأجَاؤاْ النكث.
﴿ فَٱنْتَقَمْنَا ﴾: أردنا الانتقام.
﴿ مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي ٱلْيَمِّ ﴾: البحر العميق.
﴿ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ * وَأَوْرَثْنَا ٱلْقَوْمَ ﴾: أي: ذرية القوم.
﴿ ٱلَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ ﴾: بقتل الأنبياء وغيره ﴿ مَشَارِقَ ٱلأَرْضِ ﴾: الشام ﴿ وَمَغَارِبَهَا ٱلَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ﴾: بالسعة ﴿ وَتَمَّتْ ﴾: قُرنَتْ بالإنجاز.
﴿ كَلِمَةُ رَبِّكَ ٱلْحُسْنَىٰ ﴾: بوعد النصر ﴿ عَلَىٰ بَنِيۤ إِسْرَآئِيلَ بِمَا صَبَرُواْ ﴾: على شدائد القبط.
﴿ وَدَمَّرْنَا ﴾: أستأصلنا.
﴿ مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ ﴾: من العمارات ﴿ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ ﴾: من الجنات، وهذا لا ينافي إيراثها لبني إسرائيل لإمكان التدمير بعده.
﴿ عَلَىٰ ﴾: عبادة ﴿ أَصْنَامٍ لَّهُمْ ﴾: هم بقية المعتالقة التي أُمِر موسى بقتالهم ﴿ قَالُواْ يٰمُوسَىٰ ٱجْعَلْ لَّنَآ إِلَـٰهاً ﴾: مثالاً نعبده ﴿ كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ ﴾ موسى.
﴿ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ﴾: عادلتم تجدد طريقة الجهل فيكم ﴿ إِنَّ هَـٰؤُلاۤءِ ﴾: العابدين.
﴿ مُتَبَّرٌ ﴾: هالك.
﴿ مَّا هُمْ فِيهِ ﴾: أي: دينهم ﴿ وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * قَالَ أَغَيْرَ ٱللَّهِ أَبْغِيكُمْ ﴾: أطلب لكم.
﴿ إِلَـٰهاً ﴾: معبوداً ﴿ وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى ٱلْعَالَمِينَ ﴾ ﴿ وَ ﴾: اذكروا.
﴿ إِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِّنْ آلِ فِرْعَونَ يَسُومُونَكُمْ ﴾: يبغونكم.
﴿ سُوۤءَ ﴾: شدة ﴿ ٱلْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ ﴾ للخدمة ﴿ وَفِي ذٰلِكُمْ ﴾: الإنجاء.
﴿ بَلاۤءٌ ﴾: نِقمة ﴿ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ ﴾: فُسِّر مرة ﴿ وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ﴾: مُضيَّ ﴿ ثَلاَثِينَ لَيْلَةً ﴾: ذا القعدة لإرسال التوراة، فصام الشهر، واستاك في آخره فزال خلوفهُ ﴿ وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ ﴾: لذي الحجة ليصومه ويكون لفمه خلوف.
﴿ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ ﴾: بالغاً ﴿ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ﴾: أو الإنزال والتكليم كان في العشر، وذكر ﴿ فَتَمَّ ﴾، إلى آخره إما للتأكيد أو لرفع وهم كون العشر من الساعات أو كون العشر داخلة في الثلاثين كقوله في حَم:﴿ فِيۤ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ ﴾[فصلت: ١٠].
﴿ وَقَالَ مُوسَىٰ لأَخِيهِ هَارُونَ ٱخْلُفْنِي ﴾: كن خليفتي ﴿ فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ ﴾: ارفق في حثهم على الطاعة ﴿ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ ٱلْمُفْسِدِينَ * وَلَمَّا جَآءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا ﴾: الذي وقتناه له وهو يوم عرفة.
﴿ وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ ﴾: واشتاق إلى لقائه.
﴿ قَالَ رَبِّ أَرِنِيۤ ﴾: نفسك بتمكيني من رؤيتك.
﴿ أَنظُرْ إِلَيْكَ ﴾: فيه دليل جواز رؤيته تعالى، لأن طلب المستحيل مُحالٌ من الأنبياء، لا سيما فيما يقتضي الجهل بالله تعالى، والجواب بأنه قال تبكيتاً لمن قال:﴿ أَرِنَا ٱللَّهَ جَهْرَةً ﴾[النساء: ١٥٣] خطأ إذ حينئذ كان واجباً عليه أن يجهلهم ولا يسيء الأدب، واعلم أن الرأي رسين العضو المخصوص ولا قوة فيه كما يظهر بأدنى نظر فيمكن أن يجعله الله مستعداً لرؤيته، فحينئذ فلا نزاع إذ المنكر ينكر رؤيته بهذه العين، فالصلح خير ﴿ قَالَ لَن تَرَانِي ﴾: أي: في الدنيا للحديث، وقد مرَّ بيانه في الأنعام.
﴿ وَلَـٰكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ ﴾: مع شدته ﴿ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ ﴾: عند رؤيتي ﴿ فَسَوْفَ تَرَانِي ﴾: أفهم إمكانها لتعليقها على الاستقرار الممكن، وعلى فرض إحالته لأن جمع بين الحركة والسكون، وهو استقرار حال الدرك لا يضرنا إذ لا يدل على التعميم.
﴿ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ ﴾: ظهر نوره له قدر نصف أنملة الخنصر.
﴿ جَعَلَهُ دَكّاً ﴾: مَدْكوكاً: مفتتاً، وبالمد أي: أرضاً مستوية.
﴿ وَخَرَّ ﴾: سقطَ ﴿ موسَىٰ صَعِقاً ﴾: مغشيَّاً عليه ﴿ فَلَمَّآ أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ ﴾: أُنزهك عمَّا لا يليق بك ﴿ تُبْتُ إِلَيْكَ ﴾: عن المسألة بلا إذن.
﴿ وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴾ من قومي، أو بأنك لَا تُرى في الدنيا ﴿ قَالَ يٰمُوسَىٰ إِنِّي ٱصْطَفَيْتُكَ ﴾: اخترتك ﴿ عَلَى ٱلنَّاسِ ﴾: نَاس زمانك، وهارون ما كان كليماً ولا ذا شرع.
﴿ بِرِسَالاَتِي ﴾: وحيي ﴿ وَبِكَلاَمِي ﴾: بلا واسطة ﴿ فَخُذْ مَآ آتَيْتُكَ ﴾: من الرسالة.
﴿ وَكُنْ مِّنَ ٱلشَّاكِرِينَ ﴾: عليه وإعطاء يوم النحر ﴿ وَكَتَبْنَا لَهُ فِي ٱلأَلْوَاحِ ﴾: ألواح التوراة.
﴿ مِن كُلِّ شَيْءٍ ﴾: احتاجوا إليه في الدين.
﴿ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً ﴾: تبييناً.
﴿ لِّكُلِّ شَيْءٍ ﴾: من الأحكام وغيرها قائلين: ﴿ فَخُذْهَا ﴾: الألواح ﴿ بِقُوَّةٍ ﴾: وعزيمة.
﴿ وَأْمُرْ قَوْمَكَ ﴾: ندباً ﴿ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا ﴾: بأحسن ما فيها كالعفو والصبر أو مثل: الصيف أحر من الشتاء.
﴿ سَأُوْرِيكُمْ دَارَ ٱلْفَاسِقِينَ ﴾: بمصر لتعتبروا.
﴿ سَأَصْرِفُ ﴾: أَمنعُ عن فهم ﴿ عَنْ آيَاتِي ﴾: الآفاقية والأنفسية.
﴿ ٱلَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي ٱلأَرْضِ ﴾: حال كونهم ﴿ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ ﴾: بخلاف تكبر المسلم على الكافر ﴿ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ ﴾: مُنزَّلة.
﴿ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا ﴾: عناداً.
﴿ وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ ٱلرُّشْدِ ﴾ الهدى ﴿ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ ٱلْغَيِّ ﴾: الضلال ﴿ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذٰلِكَ ﴾: الصرف ﴿ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ ﴾: ما تدبروا فيها.
﴿ ٱلآخِرَةِ حَبِطَتْ ﴾: بطلت.
﴿ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ ﴾ جَزاءَ ﴿ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * وَٱتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَىٰ ﴾: أي: السامري بإعانتهم.
﴿ مِن بَعْدِهِ ﴾: بعد ذهابه إلى الجبل ﴿ مِنْ حُلِيِّهِمْ ﴾: المستعار من القبط وكان معهم بعد هلاكهم.
﴿ عِجْلاً جَسَداً ﴾: بدناً ذا لَحْم ودم، أو من الذهب.
﴿ لَّهُ خُوَارٌ ﴾: صوت البقر أو شبيه صوته لدخول الريح في دبره وخروجها من فمه كذا عن ابن عباس، فحيئذ رمى تراب إثر فرس جبريل للحياة.
﴿ أَلَمْ يَرَوْاْ ﴾: حين اتخذوه إلهاً ﴿ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً ٱتَّخَذُوهُ وَكَانُواْ ظَالِمِينَ * وَلَمَّا سُقِطَ ﴾ أي: وقع المضُّ ﴿ فِيۤ أَيْدِيهِمْ ﴾: كناية عن ندامة توجب عضها، أي ندموا.
﴿ وَرَأَوْاْ ﴾: عَلموا علم الرأي.
﴿ أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّواْ قَالُواْ لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا ﴾: بقبول توبتنا.
﴿ وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ * وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَٰنَ ﴾: عليهم ﴿ أَسِفاً ﴾: حزيناً لمَّا أعلمه الله تعالى كما في طه.
﴿ قَالَ ﴾: لهم.
﴿ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي ﴾: فعلتهم أو أقمتم مقامي من عبادته ﴿ مِن بَعْدِيۤ أَعَجِلْتُمْ ﴾: سبقتم.
﴿ أَمْرَ ﴾: وَعْدَ ﴿ رَبِّكُمْ ﴾: وهو الأربعين أو وعد بسخطه، اعلم أن العجلة طلب الشَّيْ قبل أوانه، وهي مذمومةٌ، وحيث تحمدُ في الخير، فالمراد بها: السرعة، وهي عمل الشيء في أول أوقاته.
﴿ وَأَلْقَى ﴾: طرح.
﴿ ٱلأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ ﴾: شعر.
﴿ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ ﴾: لظنه تقصيره في نهيهم ﴿ قَالَ ﴾ هارون استعطافاً: ﴿ ٱبْنَ أُمَّ ﴾: كانا شقيقين، وهارون أكبر بثلاث سنين.
﴿ إِنَّ ٱلْقَوْمَ ٱسْتَضْعَفُونِي ﴾: وجدوني ضعيفاً.
﴿ وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي ﴾: حين نهيتهم.
﴿ فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ ٱلأَعْدَآءَ ﴾: بأذيتي.
﴿ وَلاَ تَجْعَلْنِي ﴾: معدوداً ﴿ مَعَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾: في العقوبة، فلمَّا علم براءتهُ.
﴿ قَالَ رَبِّ ٱغْفِرْ لِي ﴾ ما صنَعْتُ بالألواح ﴿ وَلأَخِي ﴾: إن قَصَّر ﴿ وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ ﴾: ثم قال تعالى: ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ ٱلْعِجْلَ ﴾: إلهاً ﴿ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ ﴾: بأمرهم بقتل أنفسهم ﴿ وَذِلَّةٌ فِي ٱلْحَياةِ ٱلدُّنْيَا ﴾: كاستمرار انقطاعهم من ديارهم، وحرمةُ أولادهم ﴿ وَكَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُفْتَرِينَ ﴾: أي: فرية فوق قولهم:﴿ هَـٰذَآ إِلَـٰهُكُمْ وَإِلَـٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ ﴾[طه: ٨٨].
﴿ وَٱلَّذِينَ عَمِلُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ ﴾: بالشرك والمعاصي.
﴿ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِهَا وَآمَنُوۤاْ ﴾: أخلصوا إيمانهم ﴿ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا ﴾: بعد التوبة والإخلاص.
﴿ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ * وَلَمَّا سَكَتَ ﴾: سكن وانقطع ﴿ عَن مُّوسَى ٱلْغَضَبُ أَخَذَ ٱلأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا ﴾: منسوخا ومكتوبا.
﴿ هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ ﴾ يخافون ﴿ وَٱخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ ﴾: من قومه.
﴿ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا ﴾: ليعتذروا عن عبادة العجل أو طلب الرؤية، إذ قالوا: خُذْ منَّا من يشهد بأن الله يكلمك، فلما سمعوه يكلمه قالوا: أرنا الله جهرة فأخذتهم الصَّاعقةُ ﴿ فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ ٱلرَّجْفَةُ ﴾: الصاعقة فماتوا.
﴿ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِّن قَبْلُ ﴾: ما تصدق، أو قبل أن نرى ما نرى.
﴿ وَإِيَّايَ ﴾: فلو للتمني.
﴿ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَّآ ﴾: من عبادة العجل، أو طلب الرؤية ﴿ إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ ﴾: ابتلاؤك حيث خلقت خُوار العجل، وأسمعتهم كلامك فطمعوا في الرؤية ﴿ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَآءُ وَتَهْدِي ﴾ بها ﴿ مَن تَشَآءُ أَنتَ وَلِيُّنَا ﴾: القائم بأمرنا.
﴿ فَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْغَافِرِينَ ﴾: تبدل السيئة بالحسنة.
﴿ وَٱكْتُبْ ﴾ أثبت ﴿ لَنَا فِي هَـٰذِهِ ٱلدُّنْيَا حَسَنَةً ﴾: عافية.
﴿ وَفِي ٱلآخِرَةِ ﴾: حسنة بقربك.
﴿ إِنَّا هُدْنَـآ ﴾: رجعنا ﴿ إِلَيْكَ ﴾: رجعنا إليك.
﴿ قَالَ ﴾: الله مجيباً لقوله: ﴿ إِنْ هِيَ ﴾ - إلخ.
﴿ عَذَابِيۤ أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَآءُ ﴾: تعذيبهُ ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ﴾: في الدنيا حتى الجماد ﴿ فَسَأَكْتُبُهَا ﴾: أثبت رحمتي في الآخرة.
﴿ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ ﴾: المعاصي.
﴿ ٱلزَّكَـاةَ ﴾: خصَّها لأنها كانت أشق عليهم.
﴿ وَٱلَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا ﴾: كلها.
﴿ يُؤْمِنُونَ ﴾ هم ﴿ ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ﴾: بالإضافة إلى الله.
﴿ ٱلنَّبِيَّ ﴾: بالإضافة إلينا.
﴿ ٱلأُمِّيَّ ﴾: لا يقرأ ولا يكتب بخلاف كل الرُّسُل.
﴿ ٱلَّذِي يَجِدُونَهُ ﴾: باسمه وصفته.
﴿ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي ٱلتَّوْرَاةِ وَٱلإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَاتِ ﴾: المستلذات المحرمة عليكم.
﴿ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ ٱلْخَبَآئِثَ ﴾: ما تستخبثه الطباع السليمة.
﴿ وَيَضَعُ ﴾: يخفف.
﴿ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ ﴾: ثقلهم ﴿ وَٱلأَغْلاَلَ ٱلَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ﴾: التكاليف الشاقة التي كانت كالغل على أعناقهم كتعيين القصاص في العمد والخطأ وقطع الأعضاء الخاطئة، وقرض موضع النجاسة.
﴿ فَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ ﴾: عَظموه.
﴿ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُواْ ٱلنُّورَ ﴾: القرآن.
﴿ ٱلَّذِيۤ أُنزِلَ مَعَهُ ﴾: مع نبوته، أي: القرآن أو اتباعه عليه الصلاة والسلام، أي: سنته.
﴿ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ ﴾: الفائزون بالسعادة.
﴿ وَٱتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * وَمِن قَوْمِ مُوسَىٰ أُمَّةٌ ﴾: جماعة من أهل زمانه كابن سلام.
﴿ يَهْدُونَ ﴾: الناس.
﴿ بِٱلْحَقِّ ﴾: إليه.
﴿ وَبِهِ ﴾: بالحق.
﴿ يَعْدِلُونَ ﴾: في الحكم.
﴿ وَقَطَّعْنَاهُمُ ﴾: فرقنا بني إسرائيل.
﴿ ٱثْنَتَيْ عَشْرَةَ ﴾: فرقة.
﴿ أَسْبَاطاً ﴾: أو بدل.
﴿ أُمَماً ﴾: اثني عشر قبيلة من اثني عشر ولداً من أولاد يعقوب ﴿ وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ إِذِ ٱسْتَسْقَاهُ ﴾: في التيه ﴿ قَوْمُهُ أَنِ ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْحَجَرَ ﴾: فضَربَ ﴿ فَٱنبَجَسَتْ ﴾: انفجرت.
﴿ مِنْهُ ٱثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ ﴾: سِبط ﴿ مَّشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلْغَمَامَ ﴾: لدفع الشمس.
﴿ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلْمَنَّ وَٱلسَّلْوَىٰ ﴾: قائلين.
﴿ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ﴾: فلم يشكروا.
﴿ وَمَا ظَلَمُونَا ﴾: بكفرانه ﴿ وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ * وَ ﴾: اذكر.
﴿ إِذْ قِيلَ لَهُمُ ٱسْكُنُواْ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةَ ﴾: بيت المقدس ﴿ وَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُواْ ﴾ مسئلتنا ﴿ حِطَّةٌ ﴾ مغفرة.
﴿ وَٱدْخُلُواْ ٱلْبَابَ سُجَّداً نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيۤئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ ٱلْمُحْسِنِينَ ﴾ ثوابا، والاستئناف يدل على أنه تفضُّلٌ محضٌ ﴿ فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزاً ﴾: عذابا.
﴿ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَظْلِمُونَ ﴾: مضى تفسير الآيات ﴿ وَسْئَلْهُمْ ﴾: أي: اليهود توبيخا.
﴿ عَنِ ﴾: أهل ﴿ ٱلْقَرْيَةِ ﴾: أيلة.
﴿ ٱلَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ ﴾: قريبة.
﴿ ٱلْبَحْرِ ﴾: قُلْزم.
﴿ إِذْ يَعْدُونَ ﴾: يتجازوزن حدود الله.
﴿ فِي ٱلسَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً ﴾: ظاهرةً من الماء ﴿ وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ ﴾: لا يعظمون السبت وهو غير يوم السبت.
﴿ لاَ تَأْتِيهِمْ ﴾ شُرَّعاً ﴿ كَذَلِكَ ﴾: الاختبار.
﴿ نَبْلُوهُم ﴾: نختبرهم بإظهار السمك يوم حرمة صيده وإخفائه يوم حلِّه ﴿ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴾: يخرجون عن طاعة الله.
﴿ قَالُواْ ﴾ الناهون: موعظتنا ﴿ مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ ﴾: وبالنَّصب أي: وعظناهم معذرة لئلا يؤاخذنا بترك النهي.
﴿ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾: عن الاصطياد فيه. فكانوا ثلاث فرق، فاعلاً وناهياً وساكتاً.
﴿ فَلَماَّ نَسُواْ ﴾: تركوا ترك الناسي.
﴿ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا ٱلَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ ٱلسُوۤءِ ﴾: لنهيهم عن المنكر.
﴿ وَأَخَذْنَا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ ﴾: شديد.
﴿ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ ﴾: والأصح أن الفرقة الساكتة نجوا.
﴿ فَلَماَّ عَتَوْاْ ﴾: تكبروا ﴿ عَن مَّا ﴾: عن ترك.
﴿ نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ ﴾: بحيث سمعوا مناديا قال: ﴿ كُونُواْ ﴾: أمر تكوين.
﴿ قِرَدَةً خَاسِئِينَ ﴾: ذليلين، فصاروا قردةً صورةً ومعنى.
﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ ﴾: أعلم ﴿ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ ﴾: على اليهود.
﴿ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ ﴾: يعذبهم ﴿ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ ﴾: بأنواع الإذلال.
﴿ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ ٱلْعِقَابِ ﴾: للمصر على المعاصي، أي: إذا جاء وقت عقابه، فلا ينافي حِلْمَهُ ﴿ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾: لمن تاب.
﴿ وَقَطَّعْنَاهُمْ ﴾: فرَّقناهم ﴿ فِي ٱلأَرْضِ ﴾ حال كونهم ﴿ أُمَماً ﴾: لا تجتمع كلمتهم.
﴿ مِّنْهُمُ ٱلصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ ﴾: ناسٌ ﴿ دُونَ ذٰلِكَ ﴾: مخطئون عن الصلاح.
﴿ وَبَلَوْنَاهُمْ ﴾: امتحانهم ﴿ بِٱلْحَسَنَاتِ ﴾: النعم.
﴿ وَٱلسَّيِّئَاتِ ﴾: النقم ﴿ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾: إلى الطاعة.
﴿ فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ ﴾: بعد هذين القسمين.
﴿ خَلْفٌ ﴾: بدل سوء.
﴿ وَرِثُواْ ٱلْكِتَٰبَ ﴾: التوراة.
﴿ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَـٰذَا ﴾: الشيء.
﴿ ٱلأَدْنَىٰ ﴾: حطام الدنيا رشوة في تبديل حكم الله.
﴿ وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَ ﴾ الحال أنهم.
﴿ إِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ ﴾: أي: يرجون المغفرة مع الإصرار على الذنوب ﴿ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِّيثَٰقُ ٱلْكِتَٰبِ ﴾: أي: في الكتاب، يعني التوراة ﴿ أَن ﴾ بأن ﴿ لاَّ يِقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْحَقَّ وَدَرَسُواْ مَا فِيهِ ﴾: فهم ذاكرون الميثاق وتركوه ﴿ وَٱلدَّارُ ٱلآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ ﴾: المعاصي ﴿ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ﴾: فينزجوا.
﴿ وَٱلَّذِينَ يُمَسِّكُونَ ﴾: يعتصمون.
﴿ بِٱلْكِتَابِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلٰوةَ ﴾: خصَّهما للاهتمام ﴿ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُصْلِحِينَ ﴾: أي: أجرهم.
﴿ ٱلْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ ﴾ هي كل ما أظلَّك ﴿ وَظَنُّوۤاْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ ﴾: سقط عليهم قائلين: ﴿ خُذُواْ مَآ ءَاتَيْنَٰكُم بِقُوَّةٍ ﴾: بجد في العمل.
﴿ وَٱذْكُرُواْ مَا فِيهِ ﴾: فلا تنسوه.
﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ القبائح ﴿ وَ ﴾: اذكر ﴿ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِيۤ ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ﴾: أخرج ذريتهم بعضهم من ظهور بعض على ترتيب توالدهم ﴿ وَأَشْهَدَهُمْ ﴾: كل واحدٍ ﴿ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ ﴾: قائلا.
﴿ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ﴾: وإنما أنشأنا ليصح الإخبار وفائدته علم آدم ومسرته بكثرة ذريته، وأكثر المفسرين على أن المراد بإشهادهم واعترافهم تمكُّنهم من معرفته وتمكينهم منها على طريقة التمثيل كما في:﴿ أَن يَقُولَ لَهُ كُن ﴾[يس: ٨٢]،﴿ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ﴾[فصلت: ١١]، لأن إلفَ العامّة بالمحسوس أتمُّ ﴿ قَالُواْ بَلَىٰ شَهِدْنَآ ﴾: بذلك كراهة ﴿ أَن تَقُولُواْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا ﴾: عن أنَّك ربنا ﴿ غَافِلِينَ ﴾: وعلى الثاني، أي: لم ننبه بدليل. *تنبيه: قيل: كلام أكثر المفسرين ينافي ظاهر الحديث، وأجيب بأن التحقيق أن لله تعالى ميثاقين معنى أحدهما: ما تهتدي إليه العقول من نصب الأدلة الباعثة على الاعتراف الحالي، والآية تبين هذا كما قرره أثمة المتأخرين. ثانيهما: المقالي الذي لا يُهتدى إليه إلا بتوقيف، وهو ما صحَّ أنه سئل عليه الصلاة والسلام عن هذه الآية فقال:" إنَّ الله تعالى خلَقَ آدَمَ ثُمَّ مسَحَ ظهره بيمينه فاستخرج منه ذريته، فقَالَ: خلقت هؤلاء للجنة، وبعمل أهل الجنة يعملون، ثم مسح ظهره بشماله فستخرج منه ذريته، فقال: خلقت هؤلاء للنار "إلى آخر الحديث، فيكون هذا الجواب من أُسْلُوب الحكيم إذْ سُئل عن الميثاق الحالي، فأجاب عن المقالي وضَمَّن فيه الحالي على ألطف وجه، فلا إشكال إذ الحديث قرر الآية، وأخبر عمَّا سكتت عنه، ولا يرد أيضاً أن الواجب أن لَا يُنسبَهم العهد حتى لا يكون لهم حجة، والله تعالى أعلم.
﴿ أَوْ تَقُولُوۤاْ إِنَّمَآ أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ ﴾: قبل زماننا.
﴿ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ ﴾: فقلدناهم.
﴿ أَفَتُهْلِكُنَا ﴾: تُعذِّبنا ﴿ بِمَا فَعَلَ ﴾: الآباءُ ﴿ ٱلْمُبْطِلُونَ ﴾: فتأثير الشرك والتقليد مع التمكُّن من تحصيل العلم ليس بعذر ﴿ وَكَذٰلِكَ ﴾: التبين.
﴿ نُفَصِّلُ ٱلآيَاتِ ﴾: لفوائد كثيرة.
﴿ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾: عن الباطل.
﴿ فَٱنْسَلَخَ ﴾: بكفره.
﴿ مِنْهَا ﴾: من الآيات ﴿ فَأَتْبَعَهُ ٱلشَّيْطَانُ ﴾: جعله تابعاً أو لحقهُ فأغواهُ ﴿ فَكَانَ ﴾: فصار.
﴿ مِنَ ٱلْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ ﴾ إلى درجات العلى ﴿ بِهَا ﴾ بالآيات ﴿ وَلَـٰكِنَّهُ أَخْلَدَ ﴾: مال أو سكن.
﴿ إِلَى ٱلأَرْضِ ﴾ زخارفها.
﴿ وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ ﴾: في إثارها على الآخرة فحططناه، ويدل على ذلك ﴿ فَمَثَلُهُ ﴾ فصفتُهُ في انهماكه في الدنيا سواء وعَظْتهُ أو تركه ﴿ كَمَثَلِ ٱلْكَلْبِ ﴾: في أخَسِّ أحواله، وهو اللهثُ بالسكون أي: إدلاع اللسان وبالفتح: العطش ﴿ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ ﴾: بالجزر والطرد.
﴿ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ ﴾: بلا زَجْرٍ ﴿ يَلْهَث ﴾: روي أنه صار لَاهثاً كالكلب ﴿ ذَّلِكَ مَثَلُ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَٱقْصُصِ ٱلْقَصَصَ ﴾: المذكورة على الكفرة.
﴿ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾: فيعتبروا.
﴿ سَآءَ مَثَلاً ٱلْقَوْمُ ﴾: أي مثل القوم ﴿ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَ ﴾: ما ظلموا إلا أنفسهم ﴿ مَن يَهْدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلْمُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ ﴾: وحَّد الأول، وجمع الثاني الوحدة الهداية، وكثرةِ طرق الضلالة.
﴿ أُوْلَـٰئِكَ كَٱلأَنْعَامِ ﴾: في قصرهم مشاعرهم على الشهوات.
﴿ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ﴾: فإنها تفعل ما خُلِقت له طَبْعاً أو تسخيراً ﴿ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْغَافِلُونَ ﴾: أشد غفلة.
﴿ فَٱدْعُوهُ ﴾: سَمُّوهُ ﴿ بِهَا وَذَرُواْ ٱلَّذِينَ يُلْحِدُونَ ﴾: يَزيغون.
﴿ فِيۤ أَسْمَآئِهِ ﴾: بتسميتهم إياه بما لا تَوقيف فيه أو بلفظ لا يعرف معناه أو بتسمية أصنامهم بها مع تغيير كالعُزّى من العزيز ﴿ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾: من الإلحاد.
﴿ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِٱلْحَقِّ ﴾: إليه.
﴿ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ﴾: يعملون، في الحديث:" أنهم هذه الأمة "وفيها دليل صحة الإجماع لأنَّ المُراد في كل قرن في حديث:" لا يزال من أمتي "إلى آخره.
﴿ وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَٰتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ ﴾: سنستدنيهم إلى الهلاك قليلاً قليلاً أو من درج بمعنى: هلك.
﴿ مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾: فكلما جددوا معصية زيدوا نعمة، ونسوا الشكر، وعطف على سنستدرجهم ﴿ وَأُمْلِي لَهُمْ ﴾: أمهلهم.
﴿ إِنَّ كَيْدِي ﴾: أخذى.
﴿ مَتِينٌ ﴾: شديد، سماه كَيْداً لأن ظاهره إحسان وباطه خذلان.
﴿ أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ ﴾: ليعلموا.
﴿ مَا بِصَاحِبِهِمْ ﴾: محمد صلى الله عليه وسلم.
﴿ مِّن جِنَّةٍ ﴾: جنون.
﴿ إِنْ ﴾: ما.
﴿ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴾: إنذاره ﴿ أَوَلَمْ يَنْظُرُواْ ﴾: استدلالا على التوحيد ﴿ فِي مَلَكُوتِ ﴾: عظيم ملك.
﴿ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ ﴾: أو عجائبهما ﴿ وَ ﴾: في.
﴿ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ مِن شَيْءٍ وَ ﴾ في.
﴿ أَنْ ﴾: أنه ﴿ عَسَىۤ أَن يَكُونَ قَدِ ٱقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ ﴾: فيسارعوا إلى ما ينجيهم ﴿ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ ﴾: بعد القرآن.
﴿ يُؤْمِنُونَ ﴾: إن لم يؤمنوا به.
﴿ مَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ * يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلسَّاعَةِ ﴾: القيامة، سميت بها لسرعة حسابها ﴿ أَيَّانَ ﴾: متى.
﴿ مُرْسَٰهَا ﴾: إتيانها.
﴿ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا ﴾: يُظهر أَمْرها ﴿ لِوَقْتِهَآ ﴾: في وقتها.
﴿ إِلاَّ هُوَ ﴾: أي: خفاؤها علينا مستمر إلى قيامها.
﴿ ثَقُلَتْ ﴾: عظمت وشَقَّت ﴿ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ ﴾: على أهلهما لهولها.
﴿ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً ﴾: فجأة حين اشتغالكم بالعمارة والتجارة.
﴿ يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ ﴾: شفيق لهم أو عالم بها ﴿ عَنْهَا ﴾ متعلق بيسألونك.
﴿ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ ٱللَّهِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾: أنه مختص به.
﴿ وَلاَ ضَرّاً ﴾: أي: دَفْعه، فُسِّر مرَّةً ﴿ إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ ﴾: تمليكي منهما ﴿ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ ٱلْخَيْرِ ﴾: فكنت رابحاً وغالباً دائما ﴿ وَمَا مَسَّنِيَ ٱلسُّوۤءُ ﴾: لم أكن في بعض الأوقات خاسراً مغلوباً.
﴿ إِنْ ﴾: مَا ﴿ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ ﴾: كتب في الأزل أنهم ﴿ يُؤْمِنُونَ ﴾: فإنهم المنتفعون.
﴿ وَجَعَلَ مِنْهَا ﴾: من ضلعها.
﴿ زَوْجَهَا ﴾: حواء.
﴿ لِيَسْكُنَ ﴾: لتطمئن النفس باعتبار المعنى.
﴿ إِلَيْهَا ﴾: للجنسية والبغيضة.
﴿ فَلَماَّ تَغَشَّاهَا ﴾: جامعها ﴿ حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً ﴾: عليها: أي النطفة.
﴿ فَمَرَّتْ ﴾: فاستمرت.
﴿ بِهِ ﴾: إلى وقت ولادته بلا إذلاق.
﴿ فَلَمَّآ أَثْقَلَتْ ﴾: صارت ذات ثقل لكبر الولد.
﴿ دَّعَوَا ٱللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا ﴾: ولداً ﴿ صَالِحاً ﴾: سويّاً صلح بدنه.
﴿ لَّنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّاكِرِينَ ﴾: لك.
﴿ فِيمَآ آتَاهُمَا ﴾: كتسمية ولدها عبد الحارث بأمر إبلس جاهلاً بأن الحارث اسمه، ولا شكَّ أنه ليس بشرك حقيقة، إذ الأعلام لا تفيد مفهومها اللغوية فأطلقه عليه تغليظاً ولأن الأعلام المضافة تلاحظ فيها المعاني الأصليَّة، وقريء: شركاء بالجمع، فإنَّ من جوَّز شريكاً جوز عقد شركاء ﴿ فَتَعَالَى ٱللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾: جليّاً أو خفياً.
﴿ أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ ﴾: الأصنام ﴿ يُخْلَقُونَ ﴾: أتى بضمير العُقَلاء بناء على اعتقادهم.
﴿ وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ ﴾: لعبدتهم.
﴿ نَصْراً وَلآ أَنْفُسَهُمْ يَنصُرُونَ ﴾: إن قُصِدُوا بمكروه ﴿ وَإِن تَدْعُوهُمْ ﴾: الشركاء.
﴿ إِلَى ٱلْهُدَىٰ ﴾: إلى أن يهدوكم ﴿ لاَ يَتَّبِعُوكُمْ ﴾: لا يجيبوكم ﴿ سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَٰمِتُونَ * إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ ﴾: تعبدونهم.
﴿ مِن دُونِ ٱللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ ﴾: مملوكون مخلوقون.
﴿ فَٱدْعُوهُمْ ﴾: في نفع أو ضر.
﴿ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴾: أنهم آلهة.
﴿ ثُمَّ كِيدُونِ ﴾: بالغوا في مكروهي.
﴿ فَلاَ تُنظِرُونِ ﴾: تمهلوني فإني لا أعبأ بكم ﴿ إِنَّ وَلِيِّـيَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلْكِتَابَ ﴾: القرآن.
﴿ وَهُوَ يَتَوَلَّى ﴾: يلي أمر ﴿ ٱلصَّالِحِينَ ﴾: فكيف برسله.
﴿ وَٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلاۤ أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ * وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى ٱلْهُدَىٰ ﴾: ما هو صلاحهم ﴿ لاَ يَسْمَعُواْ وَتَرَٰهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ ﴾: لأنهم مُصَوَّرون بالعين والأنف والأذن.
﴿ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ ﴾: لأنهم جماد.
﴿ خُذِ ٱلْعَفْوَ ﴾ من جملة الأخلاق بأن تعفو عمن ظلمك وتعطي من حرمك وتصل من قطعك ﴿ وَأْمُرْ بِٱلْعُرْفِ ﴾: ما يستحسنه الشرع.
﴿ وَأَعْرِضْ عَنِ ٱلْجَاهِلِينَ ﴾: فلا تمارهم.
﴿ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ ﴾: ينخسنك مستعار من غرز السائق دابته.
﴿ مِنَ ٱلشَّيْطَٰنِ نَزْغٌ ﴾: نخس أي: وسوسة تحملك على خلاف ذلك.
﴿ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ ﴾: لَمَّةٌ ووسوسة.
﴿ مِّنَ ٱلشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ ﴾: أمرنا ونهينا.
﴿ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ﴾: مواقع الخطأ فيحترزون.
﴿ يَمُدُّونَهُمْ ﴾: يمدهم الشياطين ﴿ فِي ٱلْغَيِّ ﴾: الضلال.
﴿ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ ﴾: ثم لا يُمْسكون عن إغوائهم ﴿ وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ ﴾: من القرآن اقترحوها.
﴿ قَالُواْ لَوْلاَ ٱجْتَبَيْتَهَا ﴾: اختلقتها من نفسك كسائر ما تقرأه.
﴿ قُلْ إِنَّمَآ أَتَّبِعُ مَا يِوحَىٰ إِلَيَّ مِن رَّبِّي هَـٰذَا ﴾: القُرْآن.
﴿ بَصَآئِرُ ﴾: للقلوب.
﴿ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾: فلو لكم بصيرة لكفا كم ﴿ وَإِذَا قُرِىءَ ٱلْقُرْآنُ فَٱسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ ﴾: نزلت في ترك التكلم في الصلاة، ولا يفهم عدم وجوب القراءة على المأموم إذ لا منافاة بين وجوب الاستماع والإنصات ووجوب القراءة فإن الإمام مأمور بالسكوت حين قراءة المأموم الفاتحة.
﴿ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ * وَٱذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ ﴾: كل ذكر وقراءة، أي: اسمع نفسك فقط أو أمر المأموم بالقراءة سرّاً بَعْد فَراغ الإمَام عَن قراءته.
﴿ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً ﴾: خائفاً.
﴿ وَدُونَ ٱلْجَهْرِ مِنَ ٱلْقَوْلِ ﴾: بلا صِيَاحٍ ﴿ بِٱلْغُدُوِّ ﴾ جمعُ غَدَاه ﴿ وَٱلآصَالِ ﴾: العَشَايا جمع: أصيل.
﴿ وَلاَ تَكُنْ مِّنَ ٱلْغَافِلِينَ ﴾: عن ذكرنا.
﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ ﴾: الملائكة المقربون ﴿ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ ﴾: يُنزهونه.
﴿ وَلَهُ ﴾: فقط.
﴿ يَسْجُدُونَ ﴾: مع أمنهم من سوء العاقبة، هذا تعريض بمن عداهم من المُكَلَّفين.