تفسير سورة الطارق

تفسير التستري
تفسير سورة سورة الطارق من كتاب تفسير التستري المعروف بـتفسير التستري .
لمؤلفه سهل التستري . المتوفي سنة 283 هـ

قوله تعالى :﴿ والسماء والطارق ﴾ [ ١ ] قال : السماء في اللغة السمو والعلو، فباطنها روح محمد صلى الله عليه وسلم قائم عند رب العزة والطارق.
﴿ النجم الثاقب ﴾ [ ٣ ] وهو قلب المؤمن، يعني مشرق بتوحيد الله وتنزيهه ومداومة الأذكار ومشاهدة الجبار. وقال مرة أخرى : الثاقب قلب المؤمن، يعني مشرق مطهر عن كل شك وريب جرت عليه من وساوس العدو ونفس الطبع.
قوله تعالى :﴿ إن كل نفس لما عليها حافظ ﴾ [ ٤ ] أي على نفس الطبع حافظ من عصمة الله.
قوله تعالى :﴿ يوم تبلى السرائر ﴾ [ ٩ ] قال : أي يكشف عن النيات التي بها تعبدهم الله فيما فرض عليهم ونهاهم عنه، فإن أعمال العباد يوم القيامة موقوفة على مقاصدهم. ولقد كان الربيع يقول : السرائر التي تخفى على الناس، وهي لله بواد، التمسوا دواءهن. ثم يقول : وما دواؤهن ؟ هو أن يتوب ثم لا يعود١. ثم قال سهل : آلة الفقير ثلاثة أشياء : أداء فرضه وصيانة فقره وحفظ سره.
١ - شعب الإيمان ٥/٤٥٩ (رقم ٧٢٨٢)؛ وسير أعلام النبلاء ٤/٢٥٩..
قوله تعالى :﴿ والسماء ذات الرجع ﴾ [ ١١ ] قال : ظاهرها ذات الرجع بالمطر بعد المطر.
﴿ والأرض ذات الصدع ﴾ [ ١٢ ] بالنبات، وباطنها القلب يرجع بالندم بعد الذنب، ﴿ والأرض ذات الصدع ﴾ [ ١٢ ] الأرض تنصدع من الموافقات بالأفعال والأقوال.
قوله تعالى :﴿ وأكيد كيدا ﴾ [ ١٦ ] قال : كيده بهم في الدنيا الاستدراج والاغترار، وبالآخرة الحسرة عند نظرهم إلى إكرام الموحدين وإعزازهم، والله سبحانه وتعالى أعلم.
Icon