ﰡ
مكية، وآيها: ثماني آيات، وحروفها: مئة وتسعة عشر حرفًا، وكلمها: ثمان وعشرون كلمة.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (١)﴾.[١] ﴿أَلْهَاكُمُ﴾ شَغَلَكم ﴿التَّكَاثُرُ﴾ المباهاةُ والمفاخرة بكثرة الأموال والرجال عن طاعة الله.
* * *
﴿حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (٢)﴾.
[٢] ﴿حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾ فَعَدَدْتم قبور موتاكم، وذلك أن جماعة تفاخروا، فتعادُّوا الأحياء والأموال، وزاروا القبور فتعادُّوا الأموات تفاخرًا، فنزلت (١)، وهذا خبر فيه تقريع وتوبيخ، وقيل: معنى (حَتَّى زُرْتُمُ) يعني: متُّم ودُفنتم في المقابر.
* * *
[٣] ﴿كَلَّا﴾ زجرًا؛ أي: ليس الأمر بالتكاثر ﴿سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ عاقبةَ تفاخركم إذا حل بكم الموت.
* * *
﴿ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (٤)﴾.
[٤] ﴿ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ كَرَّرَ الوعيدَ ثانيًا (١) تأكيدًا.
* * *
﴿كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (٥)﴾.
[٥] ﴿كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ﴾ الأمرِ ﴿الْيَقِينِ﴾ وجواب (لَو) محذوف، تقديره: لو تعلمون ماذا يُفعل بكم يوم القيامة علمَ يقين لا شك فيه، لشغلكم عن التفاخر والتكاثر.
* * *
﴿لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (٦)﴾.
[٦] ﴿لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ﴾ القسمُ مضمر فيه، معناه: والله لَتَرَوُنَّ. قرأ ابن عامر، والكسائي: (لَتُرَوُنَّ) بضم التاء مجهولًا من أَريتُه الشيء (٢). وقرأ الباقون: بفتح التاء (٣)، وهي الأرجح؛ أي: ترونها بأبصاركم عن بعيد (٤).
(٢) "الشيء" ساقطة من "ت".
(٣) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٦٩٥)، و"التيسير" للداني (ص: ٢٢٥)، و"تفسير البغوي" (٤/ ٦٧٦)، و"معجم القراءات القرآنية" (٨/ ٢٢٥).
(٤) "عن بعيد" زيادة من "ت".
[٧] ثمّ كرر الرؤية تهويلًا لشأنها، فقال: ﴿ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ﴾ الرؤية الّتي هي نفس اليقين بالمشاهدة، وذلك حين يؤتى بالصراط، فينصب بين جسري جهنم.
* * *
﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (٨)﴾.
[٨] ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ﴾ أيها النَّاس ﴿يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ في الدنيا.
روي أنّها خمس: شبع بطن، وبارد الشراب، ولذة النوم، وظلال المساكن، واعتدال الخلق (١).
وأكلَ رسولُ الله - صلّى الله عليه وسلم - هو وبعض أصحابه رُطَبًا، وشربوا عليه ماءً، فقال لهم: "هذا من النعيم الّذي تُسألونَ عنه" (٢)، والله أعلم.
* * *
(٢) رواه النسائي (٣٦٣٩)، كتاب: الوصايا، باب: قضاء الدِّين قبل الميراث، والترمذي (٢٣٦٩)، كتاب: الزهد، باب: ما جاء في معيشة أصحاب النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم -، وقال: حسن صحيح، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.