ﰡ
﴿ طه ﴾ قيل معناه يا رجل على لغة بني عك، وقيل أصله طأها على أنه أمر لرسول الله بأن يطأ الأرض بقدميه، فإنه كان يقوم في تهجده على إحدى رجليه، وقد أبدلت الألف من الهمزة، والهاء كناية عن الأرض. لكن يرد ذلك رسمها.
تفسير المعاني :
طه، أي يا رجل أو يا محمد.
ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى به " كما تفعل من قيامك في الصلاة على رجل واحد ".
﴿ تذكرة ﴾ أي تذكيرا.
تفسير المعاني :
إلا تذكرة لمن يخشى الله.
﴿ والسماوات العلى ﴾ العلى جمع العليا تأنيث الأعلى.
تفسير المعاني :
تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العليا.
﴿ الرحمن على العرش استوى ﴾ العرش سرير الملك، واستوى بمعنى استولى، والعبارة كناية عن استيلائه على الملكوت وتصرفه فيه على مقتضى حكمته.
تفسير المعاني :
الرحمن استولى على العرش أي استولى على ملكه وقام بتدبيره.
﴿ الثرى ﴾ التراب الندّى.
تفسير المعاني :
لله ما في السماوات وما في الأرض وما تحت الثرى لا يخفى عليه شيء مهما كان مستورا.
وإن تجهر بذكر الله فإنه يعلم السر وما هو أخفى من السر.
﴿ الحسنى ﴾ مؤنث الأحسن.
تفسير المعاني :
الله لا إله إلا هو له أحسن الأسماء وأكملها.
وهل أتاك حديث موسى ؟
﴿ آنست ﴾ أي بصرت، وقيل الإيناس هو إبصار ما يؤنس به. ﴿ بقبس ﴾ أي بشعلة من النار وقيل جمرة. يقال قبس النار يقبسها قبسا أخذها شعلة.
تفسير المعاني :
إذ شاهد نارا فقال لأهله : امكثوا مكانكم إني أبصرت نارا لعليّ آتيكم منها بشعلة أو أجد عليها هاديا يهديني الطريق.
فلما أتاها ناداه الله : يا موسى إني أنا ربك فانزع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى، وقد اخترتك لرسالتي فاسمع لما أوحيه إليك.
﴿ طوى ﴾ اسم الوادي الذي رأى موسى فيه نارا. وقيل طُوى بمعنى ثُنى أي أنه نودي نداءين أو قدس الوادي مرتين.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١:تفسير المعاني :
فلما أتاها ناداه الله : يا موسى إني أنا ربك فانزع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى، وقد اخترتك لرسالتي فاسمع لما أوحيه إليك.
فلما أتاها ناداه الله : يا موسى إني أنا ربك فانزع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى، وقد اخترتك لرسالتي فاسمع لما أوحيه إليك.
﴿ أكاد أخفيها ﴾ أي أوشك أن أخفيها. وقيل معناه أكاد أن أخفيها بمعنى أظهرها ؛ لأن أخفى الشيء معناه سلب خفاءه أيضا. وقرئ أكاد أخفيها بفتح الهمزة، وخفاه معناه أظهره.
تفسير المعاني :
إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكرى.
إن القيامة آتية أكاد أخفيها فلا أذكرها، لتجزى كل نفس بما تسعى.
﴿ فلا يصدنك ﴾ أي فلا يمنعنك. يقال صدّه يصدّه صدا أي منعه.
تفسير المعاني :
فلا يلفتنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى " أي فتهلك، فعله ردي يردى ".
وما تلك بيمينك يا موسى ؟
﴿ وأهش بها على غنمي ﴾ أي وأخبط الورق بها على رءوس غنمي، وهو مأخوذ من هشّ الخبزُ يهش إذا انكسر لهشاشته. ﴿ مآرب ﴾ أي مقاصد جمع مأرب.
تفسير المعاني :
قال : هي عصاي أتوكأ عليها وأخبط بها الورق على رءوس غنمي، ولي فيها حاجات أخرى.
قال الله لموسى : ألق عصاك.
﴿ تسعى ﴾ أي تمشي.
تفسير المعاني :
فألقاها فإذا هي حية تزحف.
﴿ سنعيدها سيرتها الأولى ﴾ أي سنرجعها إلى هيأتها وحالتها المتقدمة، والسيرة على وزن فِعلة من السير يتجوز بها للطريقة والهيئة.
تفسير المعاني :
قال : خذها ولا تخف سنعيدها إلى ما كانت عليه.
﴿ إلى جناحك ﴾ أي إلى جنبك تحت العضد. يقال لكل ناحيتين جناحان كجناحي الجيش. ﴿ من غير سوء ﴾ أي من غير عاهة.
تفسير المعاني :
واضمم يدك على جنبك تحت إبطك تخرج بيضاء من غير مرض آية ثانية.
لنريك بعض آياتنا الكبرى.
﴿ إنه طغى ﴾ أي جاوز الحدّ. فعله طغا يطغو طغوا.
تفسير المعاني :
اذهب إلى فرعون إنه بغى.
﴿ اشرح لي صدري ﴾ أي وسّعه لقبول الحق. يقال شرح الشيء يشرحه شرحا أي وسعه.
تفسير المعاني :
قال موسى : رب وسّع لي صدري.
﴿ ويسر لي أمري ﴾ أي وسهله.
تفسير المعاني :
وسهّل عليّ ما ألقى في سبيل رسالتي.
واحلل عقدة من لساني ليفهموا قولي خشية من التلعثم.
واحلل عقدة من لساني ليفهموا قولي خشية من التلعثم.
واجعل لي وزيرا يعينني من أهلي.
هو هرون أخي.
﴿ أشدد به أزري ﴾ أي قوني به فوق قوّتي، والأزر القوّة الشديدة، وآزره قوّاه.
تفسير المعاني :
قوّني به واجعله شريكا لي في أمري.
قوّني به واجعله شريكا لي في أمري.
﴿ نسبحك ﴾ أي ننزهك ونقدسك.
تفسير المعاني :
كي ننزّهك ونقدّسك كثيرا.
ونذكرك كثيرا.
إنك كنت بنا بصيرا.
﴿ سؤلك ﴾ أي مسئولك. والسؤال على وزن فعل بمعنى مفعول كالخبز بمعنى المخبوز.
تفسير المعاني :
قال : قد أوتيت سؤلك يا موسى.
ولقد مننّا عليك مرة أخرى حين أوحينا إلى أمك ما يوحى. أي ما لا يعلم إلا بالوحي. قوله : مننا عليك، إشارة إلى تنجيته من القتل، إذ أمر فرعون أن يقتل جميع الذكران المولودين حديثا من بني إسرائيل.
ولقد مننّا عليك مرة أخرى حين أوحينا إلى أمك ما يوحى. أي ما لا يعلم إلا بالوحي. قوله : مننا عليك، إشارة إلى تنجيته من القتل، إذ أمر فرعون أن يقتل جميع الذكران المولودين حديثا من بني إسرائيل.
﴿ التابوت ﴾ هو صندوق من خشب. ﴿ اليم ﴾ هو البحر. ﴿ ولتصنع على عيني ﴾ أي ولتربى وأنا راعيك وراقبك.
فأوحى الله إلى أمه أن اقذفيه في الماء يأخذه التيار ويوصله إلى جهة يأمن فيها غوائل فرعون.
وقد أوحينا إليها أن ضعيه في الصندوق فاقذفيه في البحر، والمراد به النيل، فليلقه البحر بالساحل يأخذه عدوّ لي وعدوّ له، هو فرعون نفسه، وألقيت عليك محبة مني ولتربّى تحت رعايتي. وقد امتنعت عن تناول اللبن من المراضع اللاتي عيّنهن فرعون لتغذيتك.
﴿ يكفله ﴾ أي يقوم بأمره. يقال كفله يكفله كفالة أي قام بأمره أو ضمنه.
﴿ تقر عينها ﴾ أي تسر. ﴿ وفتناك فتونا ﴾ أي وابتليناك ابتلاء. ﴿ مدين ﴾ بلدة على ثماني مراحل من مصر. ﴿ ثم جئت على قدر ﴾ أي على قدر من الوقت قدرته لأن أكلمك فيه. والقدَر والقدْر بمعنى واحد.
تفسير المعاني :
ومشت أختك تقول لهم : هل أدلكم على من يقوم بأمره من الرضاعة ؟ فأحضرت إليهم أمك فرجعناك إليها كي تسر ولا تحزن : وقتلت نفسا حين استنصرك الإسرائيلي على قبطّي يتشاجر معه، فوكزت القبطّي فقضيت عليه، فنجيناك من غمّ قتله، وابتليناك ابتلاء شديدا، فلبثت عشر سنين في أهل مدين، ثم جئت إلينا في وقت قدرناه لك.
﴿ واصطنعتك لنفسي ﴾ أي واصفيتك لمحبتي.
تفسير المعاني :
واخترتك لنفسي.
﴿ ولا تنيا ﴾ أي ولا تفترا. يقال ونى ينى ونيا أي فتر.
تفسير المعاني :
فاذهب أنت وأخوك بمعجزاتي إلى فرعون ولا تفترا في ذكري.
﴿ طغى ﴾ أي عصى وتجاوز الحد. فعله طغا يطغو طغوا.
تفسير المعاني :
فاذهب أنت وأخوك بمعجزاتي إلى فرعون ولا تفترا في ذكري.
فقولا له قولا لينا لعله يتعظ أو يخشى.
﴿ نخاف أن يفرط علينا ﴾ أي نخاف أن يعجل علينا بالعقوبة. يقال فرط يفرط تقدم.
تفسير المعاني :
قالا : ربنا إننا نخاف أن يعجل علينا بالعقوبة أو أن يتجاوز الحد معنا.
قال : لا تخافا، إنني معكما أسمع وأرى.
﴿ بآية ﴾ أي أعطى كل نوع من الأنواع صورته وشكله الذي يناسب كماله الممكن له. ويحتمل أن يكون المعنى أعطى خليقته كل شيء يحتاجون إليه.
تفسير المعاني :
فأتياه فقولا له إنا رسولا ربك فأطلق لنا بني إسرائيل ليخرجوا معنا من مصر، ولا تعذبهم، قد جئناك بمعجزة من ربك والسلامة لمن اتبع الهدى.
وأنه قد أوحى الله إلينا أن عذابه واقع على من كذّب وتولّى.
قال : فمن ربكما يا موسى ؟
﴿ ثم هدى ﴾ أي ثم عرّفه كيف يعيش.
تفسير المعاني :
قال : ربنا الذي أعطى كل شيء في الوجود ما يناسبه من الصورة والشكل، ثم هداه لطرق معيشته ووسائل بقائه.
﴿ القرون الأولى ﴾ يريد أهل القرون الأولى من جهة السعادة والشقاوة بعد موتهم.
تفسير المعاني :
قال : فما حال أهل القرون في الدار الآخرة، أهم في الجنة أم في النار ؟
﴿ لا يضل ﴾ أي لا يخطئ.
تفسير المعاني :
قال موسى : علمها عند ربي في كتاب لا يخطئ ربي ولا ينسى.
﴿ مهدا ﴾ المهد فراش الطفل جمعه مُهد وأمهدة ومهاد. ﴿ أزواجا ﴾ أي أصنافا. ﴿ شتى ﴾ أي متفرقات في الصور والميول والمنافع، جمع شتيت أي متفرق.
تفسير المعاني :
الذي جعل لكم الأرض فراشا وفتح لكم فيها طرقا وأنزل من السماء ماء فأخرجنا به أصنافا من نبات متفرق الأشكال.
﴿ أنعامكم ﴾ جمع نعم وهي الإبل والبقر والغنم. ﴿ النهى ﴾ أي العقول، جمع نهية.
تفسير المعاني :
كلوا وارعوا مواشيكم، إن في ذلك لآيات لأهل العقول.
من هذه الأرض خلقناكم، وفيها نعيدكم بعد أن تموتوا، ومنها نخرجكم تارة أخرى عندما يجيء دور البعث.
ولقد أرينا فرعون آياتنا التي آتى بها موسى كلها فكذب بها لشدّة عناده، ورفض الإيمان بها لفرط تجبّره.
قال فرعون : أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى ؟
﴿ مكانا سوى ﴾ أي مكانا منتصفا تستوي مسافته إلينا وإليك. كأنه قال مكانا متوسطا بيننا.
تفسير المعاني :
فلنأتينك بسحر يقابله، فاجعل بيننا وبينك موعدا لا نخلفه نحن ولا أنت في مكان متوسط.
﴿ يوم الزينة ﴾ كان هذا اليوم عندهم مشهورا باجتماع الناس فيه. ﴿ وأن يحشر الناس ﴾ أي يجمع الناس. ﴿ ضحى ﴾ أي وقت انبساط الشمس وامتداد النهار.
تفسير المعاني :
قال : موعدكم يوم الزينة، وكان يوما مشهودا عندهم، وأن يجمع الناس بعد انبساط الشمس ليشهدوا من الغالب ومن المغلوب.
﴿ فتولى فرعون فجمع كيده ﴾ أي فذهب فرعون فجمع ما يكاد به، يعني السحرة وآلاتهم.
تفسير المعاني :
قال : موعدكم يوم الزينة، وكان يوما مشهودا عندهم، وأن يجمع الناس بعد انبساط الشمس ليشهدوا من الغالب ومن المغلوب.
﴿ فيسحتكم ﴾ أي فيستأصلكم. يقال أسحته يسحته أي استأصله.
تفسير المعاني :
فقال لهم موسى : لكم الويل لا تختلقوا على الله ما ليس لكم به علم، ولا تفتروا عليه كذبا فيستأصلكم بعذاب يرسله عليكم، وقد خاب من افترى.
﴿ وأسرّوا النجوى ﴾ أي وأخفوا تناجيهم أي تحادثهم.
تفسير المعاني :
فتنازع السحرة في أمر موسى، فقال بعضهم : هذا سحر، وقال بعضهم : ليس بساحر. وقرروا أن يتبعوه إن غلبهم، وأسرّوا هذه النية وأعلنوا للناس : إن موسى وأخاه ساحران يريدان إخراجكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بمذهبكم الذي هو أعدل المذاهب، فأجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفّا، وقد أفلح اليوم من استعلى على خصمه.
﴿ إن هذان لساحران ﴾ إن مخففة من إنّ. ﴿ ويذهبا بطريقتكم المثلى ﴾ أي ويذهبا بمذهبكم الذي هو أعدل المذاهب. والمثلى مؤنث الأمثل بمعنى الأعدل.
تفسير المعاني :
فتنازع السحرة في أمر موسى، فقال بعضهم : هذا سحر، وقال بعضهم : ليس بساحر. وقرروا أن يتبعوه إن غلبهم، وأسرّوا هذه النية وأعلنوا للناس : إن موسى وأخاه ساحران يريدان إخراجكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بمذهبكم الذي هو أعدل المذاهب، فأجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفّا، وقد أفلح اليوم من استعلى على خصمه.
﴿ فأجمعوا كيدكم ﴾ أي فاجعلوه مجمعّا عليه. ﴿ من استعلى ﴾ أي من فاز.
تفسير المعاني :
فتنازع السحرة في أمر موسى، فقال بعضهم : هذا سحر، وقال بعضهم : ليس بساحر. وقرروا أن يتبعوه إن غلبهم، وأسرّوا هذه النية وأعلنوا للناس : إن موسى وأخاه ساحران يريدان إخراجكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بمذهبكم الذي هو أعدل المذاهب، فأجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفّا، وقد أفلح اليوم من استعلى على خصمه.
فطلبوا إليه أن يلقى فقال موسى : ألقوا أنتم، فإذا حبالهم وعصيّهم يخيّل إليه أنها تمشي.
فطلبوا إليه أن يلقى فقال موسى : ألقوا أنتم، فإذا حبالهم وعصيّهم يخيّل إليه أنها تمشي.
﴿ فأوجس في نفسه خيفة ﴾ أي فأضمر خوفا.
تفسير المعاني :
فأضمر موسى خوفا في نفسه مما رأى من سحرهم.
فقلنا له : لا تخف إنك أنت المتفوّق عليهم.
وألق ما في يمينك تتلقف ما صنعوا، إن ما صنعوا شعوذة ساحر، ولا يفلح الساحر حيث كان وأين وجد.
فلما رأى السحرة ذلك خرّوا سجّدا وقالوا : آمنا برب هرون وموسى.
﴿ فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ﴾ أي فلأقطعن أيديكم اليمنى وأرجلكم اليسرى. ﴿ جذوع النخل ﴾ سيقانها جمع جذع.
تفسير المعاني :
قال فرعون : آمنتم له قبل أن أسمح لكم، إن موسى لرئيسكم الذي علّمكم السحر، فلأقطعن أيديكم اليمنى وأرجلكم اليسرى، ولأصلبنكم في سيقان النخل، ولتعرفن أيّنا أشدّ عذابا وأدوم إيلاما.
﴿ لن نؤثرك ﴾ أي لن نختارك. ﴿ من البينات ﴾ أي المعجزات الواضحات. ﴿ والذي فطرنا ﴾ أي ولن نختارك على الذي فطرنا، وفطرنا أي خلقنا. يقال فطر الله الخلق يفطرهم فطرا أي خلقهم. ﴿ فاقض ما أنت قاض ﴾ أي فاصنع ما أنت صانع بنا. ﴿ إنما تقضي هذه الحياة الدنيا ﴾ أي إنما تصنع ما تهواه في هذه الحياة الدنيا.
تفسير المعاني :
قالوا : لن نختارك على ما جاءنا من الآيات الواضحات وعلى الله الذي خلقنا، فافعل ما أنت فاعل بنا، مما تهددنا به من أنواع التعذيب، فلا نبالي به ما دمنا على الحق، إنما تصنع ما تهواه وتتحكم فينا في هذه الحياة الدنيا وهي لا تدوم.
إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطيئاتنا ويعفو عنّا على إتياننا ما أجبرتنا على عمله من السحر، والله خير ثوابا وأبقى عقابا.
إنه من يقدم على الله ملوّثا بأدران الجرائم فإن له جهنم يلقى فيها مع أمثاله المجرمين، لا يقضى عليه فيها فيموت ويستريح، ولا يمنح وسائل البقاء فيحيا حياة طيبة.
﴿ لهم الدرجات العلى ﴾ أي لهم الدرجات العليا. العلى جمع عُليا، وعُليا مؤنث أعلى.
تفسير المعاني :
ومن يأت الله مؤمنا به قد عمل صالحا في دنياه، فأولئك لهم المنازل الرفيعة والمكانات السامية.
﴿ جنات عدن ﴾ أي جنات استقرار وإقامة. يقال عدَن بالمكان يعدِن عدْنا أي أقام به. ﴿ من تزكى ﴾ أي من تطهر.
تفسير المعاني :
جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تطهر.
﴿ أسر ﴾ أي سر ليلا، فإن سرى يسرى سُرّى معناه سارا نهارا، وأسرى يُسرى إسراء سار ليلا. ﴿ فاضرب لهم طريقا ﴾ أي فاجعل لهم طريقا، من قولهم ضرب لهم في ماله سهما. وقيل معناه فاتخذ لهم طريقا، من قولهم ضرب اللبن أي الطوب إذا عمله. ﴿ في البحر يبسا ﴾ أي يابسا، ويبس مصدر وصف به. يقال يبس ييبس يبْسا ويبَسا : ولذلك وصف به المؤنث فقيل شاة يبس. ﴿ لا تخاف دركا ﴾ أي لا تخاف أن يدرككم العدو.
تفسير المعاني :
ولقد أوحينا على موسى أن سر بعبادي ليلا فاجعل لهم طريقا في البحر يبسا، وذلك بضربه بعصاك فترتفع مياهه على الجانبين ويتركك وقومك تمرّون على أرضه لا تخاف أن يدرككم عدوّكم.
﴿ فغشيهم ﴾ أي فغطاهم. يقال غشيه يغشاه غشيا أي غطّاه.
تفسير المعاني :
فخرج فرعون لتعقب أثرهم بجنوده فلما توسطوا البحر خلف بني إسرائيل انطبق عليهم البحر فغرقوا.
فخرج فرعون لتعقب أثرهم بجنوده فلما توسطوا البحر خلف بني إسرائيل انطبق عليهم البحر فغرقوا.
﴿ الطور ﴾ جبل بطور سيناء، ويقال لكل جبل طور. ﴿ المن ﴾ رحيق متجمد تفرزه بعض الأشجار. ﴿ والسلوى ﴾ هو الطير المعروف بالسُّمانَى.
تفسير المعاني :
ثم أخذ الله يذكر بني إسرائيل بنعمه عليهم ويحذرهم من الطغيان تفاديا من غضبه عليهم.
﴿ ولا تطغوا ﴾ أي ولا تتجاوزوا الحدّ فيه. يقال طغا يطغو طغوا، وطغى يطغى طغيانا. ﴿ هوى ﴾ أي سقط. يقال هوى يهوى هويا.
تفسير المعاني :
ثم أخذ الله يذكر بني إسرائيل بنعمه عليهم ويحذرهم من الطغيان تفاديا من غضبه عليهم.
ثم أخذ الله يذكر بني إسرائيل بنعمه عليهم ويحذرهم من الطغيان تفاديا من غضبه عليهم.
﴿ وما أعجلك عن قومك ﴾ أي وما سبب عجلتك في التقدم إلى الأمام تاركا قومك بعيدا عنك.
تفسير المعاني :
قال الله لموسى لما قدم عليه في الطور يلومه : ما أعجلك عن قومك فتركتهم خلفك وأقبلت قبل أن تأمن عليهم ؟
قال : يا رب إن القوم على أثري ولم أبعد عنهم إلا مسافة قصيرة، وتعجلت إليك ربي لترضى عني.
﴿ فإنا قد فتنا قومك ﴾ أي ابتليناهم بعبادة العجل. ﴿ السامري ﴾ هو رجل منهم منسوب إلى قبيلة من بني إسرائيل يقال لها السامرة.
تفسير المعاني :
قال : فإنا قد ابتلينا قومك من بعدك وأضلّهم السامري.
﴿ أسفا ﴾ الأسف والآسف بمعنى واحد. والأسف أشدّ الغضب.
تفسير المعاني :
فعاد موسى إلى قومه غضبان أسفا. قال : يا قوم ألم يعدكم ربكم بإعطائكم التوراة فيها هدى ونور، أفطال عليكم العهد أم أردتم أن ينزل عليكم غضب الله فأخلفتم وعدكم إياي بالثبات على الإيمان ؟
﴿ ما أخلفنا موعدك بملكنا ﴾ أي ما أخلفناه بأن ملكنا أمرنا، وقرئ بكسر الميم وضمها أيضا، والجميع لغات في مصدر ملك الشيء. ﴿ حملنا أوزارا من زينة القوم ﴾ أي حملنا أحمالا من زينة القوم أي القبط. ﴿ فقذفناها ﴾ أي فألقيناها في النار. ﴿ فكذلك ألقى السامري ﴾ أي ألقى ما كان معه منها مثلنا.
تفسير المعاني :
قالوا : ما فعلنا ذلك بملكنا، ولكنا نقلنا أموالا من حليّ القبط فقذفناها في النار، وفعل السامري كما فعلنا.
﴿ فأخرج لهم عجلا جسدا ﴾ أي صنعه من تلك الحلي. ﴿ له خورا ﴾ أي له صوت. يقال خار العجل يخور خوارا أي صوّت.
تفسير المعاني :
فصنع لهم عجلا مجسدا له صوت، فقال : هذا إلهكم وإله موسى، وقد نسيه موسى فذهب يبحث عنه في الطور.
أفلا يرى هؤلاء أن هذا العجل لا يردّ عليهم قولا ولا يملك ضرا ولا نفعا ؟
ولقد قال لهم هرون من قبل : يا قوم إنما ابتليتم بالعجل، وإن ربكم الرحمن لا غيره فاتبعوني وأطيعوا أمري.
﴿ لن نبرح ﴾ أي لن نزال. ﴿ عاكفين ﴾ أي مقيمين. يقال عكف على عبادة ربه يعكف ويعكف عكوفا أي أقبل عليها مواظبا.
تفسير المعاني :
قالوا : لن نزال على عبادته مقيمين حتى يرجع إلينا موسى.
٩٢
تفسير المعاني :
قال موسى : يا هرون ما منعك، وقد رأيتهم ضلّوا.
ألا تفعل مثل ما فعلت أنا فتغضب ؟ أفعصيت أمري ؟ وجذبه من لحيته ورأسه.
﴿ يابنؤم ﴾ أي يا ابن أمي. ﴿ ولم ترقب ﴾ أي ولم تحفظ. يقال رقبه يرقبه رقبة أي حفظه.
تفسير المعاني :
فقال له هرون : يا ابن أم لا تفعل بي هذا، إني خفت إن غضبت عليهم أن تقول : فرّقت بينهم ولم تحفظ قولي.
﴿ فما خطبك ﴾ أي فما شأنك.
تفسير المعاني :
فالتفت موسى للسامري وقال له : ما شأنك وما الذي فعلته ؟
﴿ من أثر الرسول ﴾ أي من تراب موطئه. والرسول هو جبريل. ﴿ فنبذتها ﴾ أي فألقيتها. ومراده أنه ألقاها على الحليّ المذابة. ﴿ سولت ﴾ أي سهلت وأغرت.
تفسير المعاني :
قال : رأيت ما لم يروه، وهو جبريل جاءك بالوحي، وكنت أعلم أنه روحاني لا يمسّ أثره شيئا إلا أحياه، فأخذت قليلا من التراب الذي وطئه ووضعته على الذهب الذي أذبناه، فلما صنعناه عجلا سرت فيه الحياة وصوّت.
﴿ لا مساس ﴾ أي لا تمسني. ﴿ لن تخلفه ﴾ أي لن يخلفك الله. ﴿ ظلت ﴾ أي ظللت أي دمت، حذفت لام ظللت تخفيفا. ﴿ اليم ﴾ البحر.
تفسير المعاني :
قال : فاذهب فإن عقوبتك في الحياة أن كل من لمسته تأخذه الحمى وتأخذك معه فلا تفتر عن قول لا مساس كلما قرب منك أحد، ولك موعد لن يخلفه الله يوم القيامة فيتولى معاقبتك، وانظر إلى إلهك الذي واظبت على عبادته لتحرقنّه ثم لنذرينه في البحر.
إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما.
كذلك نروى لك يا محمد أخبار من سبق من الأمم، وقد منحناك من عندنا كتابا مشتملا على هذه الأقاصيص.
﴿ وزرا ﴾ أي حملا أو إثما.
تفسير المعاني :
ومن أعرض عن الكتاب الذي أنزلته فإنه يحمل يوم القيامة إثما عظيما.
خالدين تحت ثقله وساء حملا.
﴿ ينفخ في الصور ﴾ الصور أي البوق، قيل ينفخ فيه إسرافيل يوم القيامة فيقوم الموتى للحشر. وقال بعض المفسرين : الصور جمع صورة، ومعنى ينفخ في الصور أي تنفخ فيها الأرواح. ونقول نحن : إن النفخ في الصور كناية عن الإيذان بحلول يوم القيامة تشبيها لنداء الجنود بالبوق، واللغة العربية ملأى بأمثال هذه الكنايات.
تفسير المعاني :
يوم ينادى الناس للبعث ونحشر المجرمين سود الوجوه زرق العيون يكلم بعضهم بعضا بصوت خافت قائلين : ما لبثتم إلا عشرة أيام.
﴿ يتخافتون ﴾ أي يخفضون أصواتهم. ﴿ إن لبثتم ﴾ أي ما مكثتم يقال لبث بالمكان يلبث لبثا أي مكث فيه.
تفسير المعاني :
يوم ينادى الناس للبعث ونحشر المجرمين سود الوجوه زرق العيون يكلم بعضهم بعضا بصوت خافت قائلين : ما لبثتم إلا عشرة أيام.
﴿ أمثلهم طريقة ﴾ أي مذهبا.
تفسير المعاني :
وقال أعدلهم رأيا : ما لبثتم إلا يوما.
ويسألون عن الجبال في ضخمها وعظمها فقل : ينسفها ربي نسفا فيتركها أرضا مستوية لا تصادف فيها عوجا ولا نتوءا يسيرا.
﴿ قاعا ﴾ أي أرضا سهلة منبسطة جمعها قيعان. ﴿ صفصفا ﴾ أي مستويا كأن أجزاءها على صف واحد.
سورة طه وآياتها خمس وثلاثون ومائة
﴿ ولا أمتا ﴾ أي ولا نتوءا يسيرا.
سورة طه وآياتها خمس وثلاثون ومائة
﴿ لا عوج له ﴾ أي لا يعوج له مدعو ولا يعدل عنه. ﴿ همسا ﴾ أي صوتا خفيفا. يقال همس في أذنه يهمس أي كلّمه بصوت خافت.
تفسير المعاني :
يومئذ يلبون الداعي لا يستطيع أحد أن يعدل عن اتباعه، وهدأت الأصوات من مهابة الرحمن فلا تسمع إلا صوتا خافتا.
يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا ممن يأذن الله له بالشفاعة ويرضى قوله فيها.
يعلم ما بين أيدي الناس وما خلفهم ولا يحيطون بذاته علما.
﴿ وعنت ﴾ أي وذلّت وخضعت خضوع العناة وهم الأسرى، جمع عان.
تفسير المعاني :
وذلّت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما.
﴿ هضما ﴾ أي نقصّ من حقه. يقال هضمه حقه يهضمه أي نقصه.
تفسير المعاني :
ومن يعمل من الأعمال الطيبة وهو مؤمن بالله ورسله فلا يخاف ظلما ولا بخسا.
﴿ وصرّفنا فيه من الوعيد ﴾ أي كررناه على وجوه شتى.
تفسير المعاني :
وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا، وكررنا فيه على وجوه شتّى من الوعيد لعلهم يخافون أو يحدث لهم اتعاظا.
فتعالى الملك الحق، ولا تتعجل بالقرآن من قبل أن يتم إليك وحيه، قل : ربّ زدني علما.
﴿ ولقد عهدنا إلى آدم ﴾ أي أمرناه. يقال عهد إليه الملك عمل كذا أمره بعمله.
تفسير المعاني :
ولقد أمرنا آدم من قبل أمورا فنسى ولم نجد له تصميما وثباتا.
﴿ أبى ﴾ أي رفض.
تفسير المعاني :
وإذ قلنا للملائكة : اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس امتنع.
فقلنا : يا آدم إن هذا عدوّ لك ولزوجك فلا يخرجنكما بأحبولة من أحابيله من الجنة فتشقى بتحمل أعباء الحياة الأرضية.
إن لك ألا تجوع فيها ولا يعرى جسمك.
﴿ ولا تضحى ﴾ أي ولا تتعرض لحرّ الشمس.
تفسير المعاني :
ولا تعطش فيها ولا تصيبك الشمس وأنت بارز إليها.
فوسوس إليه الشيطان قائلا له : يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد، أي التي يخلد أكلها، وعلى ملك لا يضمحل ؟ هي هذه التي نهيت عنها، فكل منها تحظى بهذه الميزة.
﴿ سوءاتهما ﴾ أي عوراتهما جمع سوءة. ﴿ وطفقا ﴾ أي وشرعا وأخذا. يقال طفق يفعل كذا كما تقول شرع يفعل كذا أو أخذ يفعل كذا. ولا يستعمل إلا في الإيجاب دون النفي فلا يقال ما طفق يفعل. ﴿ يخصفان ﴾ أي يلزقان. ﴿ فغوى ﴾ أي فضلّ. فعله غوى يغوى غيا وغواية.
تفسير المعاني :
فأكل منها هو وزوجه فبدت لهما عوراتهما، وأخذا يلزقان عليها من ورق أشجار الجنة، وعصى آدم ربه فضلّ عن مطلوبه وخاب في مقصده.
﴿ اجتباه ﴾ أي اصطفاه.
تفسير المعاني :
ثم اصطفى آدم ربّه فتاب عليه وهداه إلى التمسك بأهداب العصمة.
﴿ فإما يأتينكم ﴾ أي فإن يأتينكم، وما زائدة.
تفسير المعاني :
قال : انزلا من الجنة إلى الأرض بعضكم لبعض عدوّ بسبب التزاحم على المعاش والكدّ وراءه، فإن يأتكم منّي هدى، أي كتاب أو رسول، فمن اتبع هداي فلا يضلّ ولا يشقى.
﴿ ضنكا ﴾ أي ضيّقة، وهو مصدر وصف به، ولذلك يستوى فيه المذكر والمؤنث وقرئ ضنكى أي ضيقة. يقال ضنك عيشه أي ضاق.
تفسير المعاني :
ومن أعرض عن ذلك الهدى الداعي إلى ذكرى فإن له معيشة ضيقة بسبب ما يحتوشه من مطامع الحياة وما يشعر به من عدم نيل جميع أهوائه، ثم نحشره إلينا يوم القيامة أعمى.
فيقول : يا رب لم حشرتني أعمى وقد كنت في الدنيا بصيرا ؟
قال : كذلك جاءتك آياتي فأهملتها إهمال الناسي لها وكذلك اليوم تهمل وتنسى فتترك في العمى والعذاب.
وكذلك نجازي من أسرف في الانهماك في الشهوات ولم يؤمن بآيات ربه، ولعذاب الآخرة أشدّ وأبقى.
﴿ أفلم يهد لهم ﴾ أي أفلم يتبين لهم. ﴿ لأولى النهى ﴾ أي لأولى العقول، جمع نهية وهي العقل.
تفسير المعاني :
أفلم يتبين لهؤلاء الكفرة كم أهلكنا قبلهم من أمم هم الآن يمشون في مساكنهم ويرون آثارهم وما تركوه وراءهم ؟ إن في ذلك لآيات لأصحاب العقول.
﴿ لكان لزاما ﴾ أي لكان مثل ما نزل بالقرون الأولى لازما لهؤلاء الكفرة. ولزاما مصدر وصف به، سمي به اللازم لفرط لزومه، يقال لزم يلزم لزوما.
تفسير المعاني :
ولولا كلمة سبقت من ربك بتأخير العذاب إلى يوم القيامة، وأجل مقدّر لأعمارهم، لكان عذابهم- بما عذبنا به الأمم السابقة-لازما لهم.
﴿ وسبّح بحمد ربك ﴾ أي ونزّه ربك عن النقص حامدا إياه على نعمه. ﴿ آناء الليل ﴾ أي ساعاته، جمع أنّى وأناء.
تفسير المعاني :
فاصبر على ما يقولون فيك وفي دينك، وقدّس ربك حامدا إيّاه على آلائه قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، ومن ساعات الليل فسبّحه وطرفي النهار لعلك ترضى.
﴿ أزواجا منهم ﴾ أي أصنافا من الكفرة. ﴿ زهرة الحياة الدنيا ﴾ منصوب بمحذوف دلّ عليه متعنا على تضمينه معنى أعطينا. ﴿ لنفتنهم فيه ﴾ أي لنختبرهم فيه، أو لنعذبهم في الآخرة بسببه ؛ لأن من معاني فتن عذب. ﴿ ورزق ربك ﴾ أي وما ادّخر لك في الآخرة. أو ما رزقك من الهدى والنبوّة.
تفسير المعاني :
ولا تمدّنّ عينيك بالنظر إلى ما متعنّا به أصنافا من الكفرة من زهرة الحياة الدنيا لنختبرهم به، وما منحك ربك من الهدى والنبوّة خير مما منحهم من الماديات الزائلة وأبقى منها.
﴿ والعاقبة للتقوى ﴾ أي لذوي التقوى.
تفسير المعاني :
وأمر أهلك بالصلاة، وداوم عليها، لا نكلفك أن ترزق نفسك، نحن نتكفل لك بذلك والعاقبة لأهل التقوى.
﴿ لولا ﴾ أي هلا.
تفسير المعاني :
وقالوا : هلا يأتينا بمعجزة من ربه ؟ أو لم تأتهم المعجزة، وهي وجود خلاصة ما في الكتب الأولى في هذا القرآن، مع أن الآتي به أمّيّ، ولا علم له بما تحتويه الكتب السابقة ؟
﴿ من قبله ﴾ أي من قبل محمد، أو من قبل التذكير، أو من قبل القرآن.
تفسير المعاني :
ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبل إرسال محمد لكانوا قالوا : ربنا هلا أرسلت إلينا رسولا لنتبع آياتك ونهتدي بهداها بدل أن نذلّ ونخزى.
﴿ متربص ﴾ أي منتظر. ﴿ الصراط ﴾ الطريق، جمعه صرط، وأصله السراط. ﴿ السوى ﴾ المستقيم.
تفسير المعاني :
قل : كلّ منتظر لما يئول إليه أمرنا وأمركم، فانتظروا فستعلمون من أصحاب الصراط المستقيم، ومن اهتدى.