تفسير سورة غافر

الصحيح المسبور
تفسير سورة سورة غافر من كتاب الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور المعروف بـالصحيح المسبور .
لمؤلفه حكمت بشير ياسين .

سورة غافر
قوله تعالى (حم)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: (حم) قسم أقسمه الله، وهو اسم من أسماء الله.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (حم) قال: اسم من أسماء القرآن.
قوله تعالى (تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)
قال ابن كثير: وهو كقوله تعالى (نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم)، يقرن هذين الوصفين كثيراً في مواضع متعددة من القرآن، ليبقي العبد بين الرجاء والخوف.
وانظر سورة الحجر آية (٤٩-٥٠).
قوله تعالى (ذي الطول)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله: (ذي الطول) يقول: ذي السعة والغنى.
قوله تعالى (مَا يُجَادِلُ فِي آَيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ) انظر سورة الحج آية (٣) قول الشيخ الشنقيطي لبيان جدل الكفار بغير علم.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (فلا يغررك تقلبهم في البلاد) أسفارهم فيها، ومجيئهم وذهابهم.
قال ابن كثير: يقول تعالى: ما يدفع الحق ويجادل فيه بعد البيان وظهور البرهان (إلا الذين كفروا) أي: الجاحدون لآيات الله وحججه وبراهينه (فلا يغررك تقلبهم في البلاد) أي: في أموالهم ونعيمها وزهرتها، كما قال: (لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد) وقال تعالى: (نمتعهم قليلاً ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ).
وانظر سورة آل عمران آية (١٩٦-١٩٧).
لقوله تعالى (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله (كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم) قال: الكفر.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه) أي: ليقتلوه.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (فأخذتهم فكيف كان عقاب) قال: شديد والله.
قوله تعالى (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ)
انظر سورة الحاقة آية (١٧) لبيان عدد حملة العرش وهم ثمانية.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله (ويستغفرون للذين آمنوا) لأهل لا إله إلا الله.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (فاغفر للذين تابوا) من الشرك.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (واتبعوا سبيلك) أي: طاعتك.
لقوله تعالى (رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٨) وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)
قال ابن كثير: أي: اجمع بينهم وبينهم، لتقر بذلك أعينهم بالاجتماع في منازل متجاورة، كما قال: (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء)، أي: ساوينا بين الكل في المنزلة، لتقر أعينهم.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (وقهم السيئات) أي: العذاب.
قوله تعالى (لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ)
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله (لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ) قال: مقتوا أنفسهم حين رأوا أعمالهم، إذ يدعون إلى الإيمان، فيكفرون أكبر.
قوله تعالى (قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله (أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين) قال: كانوا أمواتا في أصلاب آبائهم، فأحياهم الله في الدنيا، ثم أماتهم الموتة التي لابد منها، ثم أحياهم للبعث يوم القيامة، فهما حياتان وموتتان.
وانظر سورة البقرة آية (٢٨).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (فهل إلى خروج من سبيل) : فهل إلى كرة في الدنيا.
قوله تعالى (ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ)
انظر سورة الإسراء آية (٤٦) وفيها (وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولّوا على أدبارهم نفورا).
قوله تعالى (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آَيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ)
انظر سورة الروم آية (٢٠-٢٥) لبيان بعض آياته سبحانه وتعالى.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي (إلا من ينيب) قال: من يقبل إلى طاعة الله.
قوله تعالى (رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ)
قال ابن كثير: يقول تعالى مخبراً عن عظمته وكبريائه، وارتفاع عرشه العظيم العالي على جميع مخلوقاته كالسقف لها، كما قال تعالى: (من الله ذي المعارج تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة) وسيأتي بيان ما بين العرش إلى الأرض السابعة، في قول جماعة من السلف والخلف، وهو الأرجح إن شاء الله.
وقوله: (يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده) كقوله تعالى (ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون) وكقوله (وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله (يلقى الروح من أمره) قال: الوحي من أمره.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله (يوم التلاق) من أسماء يوم القيامة، عظمه الله، وحذره عباده.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله (يوم التلاق) : يوم تلتقي فيه أهل السماء وأهل الأرض، والخالق والخلق.
قوله تعالى (يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ)
انظر سورة الكهف آية (٤٧) وسورة إبراهيم آية (٢١-٤٨).
قوله تعالى (الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ)
قال الحاكم: أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي، ثنا سعيد بن مسعود، ثنا يزيد بن هارون، أنبأ همام بن يحيى، عن القاسم بن عبد الواحد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: بلغني حديث عن رجل من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سمعه من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في القصاص ولم أسمعه، فابتعت بعيرا فشددت رحلي عليه ثم سرت شهرا حتى قدمت مصر، فأتيت عبد الله بن أنيس فقلت للبواب: قل له: جابر على الباب. فقال ابن عبد الله؟ قلت: نعم. فأتاه فأخبره فقام يطأ ثوبه حتى خرج إليّ فاعتنقني واعتنقته فقلت له: حديث بلغني عنك سمعته من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولم أسمعه في القصاص فخشيت أن أموت أو تموت قبل أن أسمعه فقال عبد الله سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
يقول: يحشر الله العباد أو قال الناس عراة غرلا بهما قال: قلنا: ما بهما، قال ليس معهم شيء ثم يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب أنا الملك أنا الديان لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وعنده مظلمة حتى اقصه منه حتى اللطمة قال قلنا كيف ذا وإنما نأتي الله غرلا بهما؟ قال: بالحسنات والسيئات قال: وتلا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم).
صحيح الإسناد ولم يخرجاه. (المستدرك ٢/٤٣٧-٤٣٨ - ك التفسير، وصححه الذهبي)، وأخرجه البخاري معلقا بصيغة الجزم مختصراً وحسن إسناده الحافظ ابن حجر (الفتح ١/١٧٣-١٧٤)، ووافقه الألباني في (السلسلة الصحيحة ١/٣٠٢).
وانظر سورة الزلزلة آية (٦-٨).
قال ابن كثير: وقوله (إن الله سريع الحساب)، أي: يحاسب الخلائق كلهم، كما يحاسب نفساً واحدة، كما قال: (ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة) وقال: (وما أمرنا إلا واحدة كلمح البصر).
قوله تعالى (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآَزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ)
انظر سورة النجم آية (٥٧) لبيان يوم الآزفة أي: يوم القيامة.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي (إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين) قال: شخصت أفئدتهم عن أمكنتهم، فنشبت في حلوقهم، فلم تخرج من أجوافهم فيموتوا ولم ترجع إلى أمكنتها فتستقر.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي (ما للظالمين من حميم ولا شفيع) قال: من يعنيه أمرهم، ولا شفيع لهم.
قوله تعالى (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ)
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ) قال: نظر الأعين إلى ما نهى الله عنه.
قوله تعالى (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآَثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ)
انظر سورة يوسف آية (١٠٩) وسورة غافر آية (٨٢).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (وما كان لهم من الله من واق) يقيهم، ولا ينفعهم.
قوله تعالى (وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ) : أي عذر مبين.
قوله تعالى (فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم) قال: هذا غير القتل الأول الذي كان.
قوله تعالى (إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (إني أخاف أن يبدل دينكم) : أي أمركم الذي أنتم عليه (أو أن يظهر في الأرض الفساد) والفساد عنده أن يعمل بطاعة الله.
قوله تعالى (وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي (وقال رجل مؤمن من آل فرعون) قال: هو ابن عم فرعون، ويقال: هو الذي نجا مع موسى.
أخرج البخاري بسنده عن عروة بن الزبير قال: قلت لعبد الله بن عمرو بن العاص: أخبرني بأشد ما صنع المشركون برسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: بينا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
يصلي بفناء الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط فأخذ بمنكب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولوى ثوبه في عنقه فخنقه خنقاً شديداً، فأقبل أبو بكر فأخذ بمنكبيه ودفع عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وقال (أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم).
(الصحيح ح٨٤١٥ - التفسير، سورة المؤمن).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب) : مشرك أسرف على نفسه بالشرك.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي (إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب) قال: المسرف: هو صاحب الدم ويقال: هم المشركون.
قوله تعالى (مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس (مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ) يقول: مثل حال.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (والذين من بعدهم) قال: هم الأحزاب.
قوله تعالى (وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله (وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ) يوم ينادي أهل الجنة أهل النار (أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل
وجدتم ما وعد ربكم حقا) وينادي أهل النار أهل الجنة (أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله).
قال ابن كثير: وقيل سمى بذلك لمناداة أهل الجنة أهل النار: (أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم). ومناداة أهل النار أهل الجنة: (أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قالوا إن الله حرمهما على الكافرين) ولمناداة أصحاب الأعراف أهل الجنة وأهل النار، كما هو مذكور في سورة الأعراف.
قوله تعالى (يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (يوم تولون مدبرين) أي: منطَلَقا بكم إلى النار.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله (يوم تولون مدبرين) قال: فارين غير معجزين.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (ما لكم من الله من عاصم) أي من ناصر.
قوله تعالى (وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي (وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ) قال: قبل موسى.
قوله تعالى (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (٣٦) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا) وكان أول من بنى بهذا الآجر وطبخه (لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (٣٦) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ) أي: أبواب السماوات.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي (أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (٣٦) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ) قال: طرق السماوات.
وانظر سورة القصص آية (٣٨).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (وصد عن السبيل) قال: فعل ذلك به، زين له سوء عمله، وصد عن السبيل.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله: (وما كيد فرعون إلا في تباب) يقول: في خسران.
قوله تعالى (يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآَخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ) انظر سورة الرعد آية (٢٦) لبيان متاع أي: قليل ذاهب.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (وإن الآخرة هي دار القرار) استقرت الجنة بأهلها، واستقرت النار بأهلها.
قوله تعالى (مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا) أي شركاً، (وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا) أي خيراً (مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ) قال: لا والله ما هناكم مكيال ولا ميزان.
قوله تعالى (وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ)
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله (مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ) قال: الإيمان بالله.
قوله تعالى (تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ)
وهى الآية مفسرة للآية التي قبلها.
قوله تعالى (لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآَخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (٤٣) فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ)
انظر سورة النحل آية (٦٢) لبيان لا جرم أي: بلى.
قال ابن كثير: وهذا كقوله تعالى (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (٥) وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ)، (إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو
سمعوا ما استجابوا لكم).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله (ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة) أي: لا ينفع ولا يضر.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله (وأن المسرفين) قال: السفاكون الدماء بغير حقها، هم أصحاب النار.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (وأن المسرفين هم أصحاب النار) أي: المشركون.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي (وأفوض أمري إلى الله) قال: أجعل أمري إلى الله.
قوله تعالى (فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآَلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ) أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (سيئات ما مكروا) قال: وكان قبطيا من قوم فرعون فنجا مع موسى.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي في قول الله (وحاق بآل فرعون سوء العذاب) قال: قوم فرعون.
وانظر سورة الأنعام آية (١٠) لبيان حاق أي: وقع.
قوله تعالى (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا)
قال البخاري: حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن نافع، عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "إن أحدكم إذا مات عُرض عليه مقعده بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، فيُقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة".
(الصحيح ٣/٢٨٦ ح١٣٧٩ - ك الجنائز، ب الميت يعرض عليه مقعده بالغداة والعشي)، وأخرجه (مسلم ٨/١٦٠ - ك الجنة وصفة نعيمها، ب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (النار يعرضون عليها غدوا وعشيا) قال: يعرضون عليها صباحا مساء، ويقال لها: يا آل فرعون هذه منازلكم توبيخا ونقمة وصغارا لهم.
قوله تعالى (وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ (٤٧) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ (٤٨) وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ)
انظر سورة البقرة آية (١٦٦-١٦٧).
قوله تعالى (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي قول الله (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) قد كانت الأنبياء والمؤمنون يقتلون في الدنيا وهم
منصورون، وذلك أن تلك الأمة التي تفعل بالأنبياء والمؤمنين لا تذهب حتى يبعث الله قوماً فينتصر بهم لأولئك الذين قتلوا منهم.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (ويوم يقوم الأشهاد) من ملائكة الله وأنبيائه، والمؤمنين به.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي (ويوم يقوم الأشهاد) يوم القيامة.
قوله تعالى (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ)
انظر المرسلات آية (٣٦).
قوله تعالى (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ)
انظر سورة آل عمران آية (٤١).
قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله (إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ) لم يأتهم بذاك سلطان.
انظر سورة الحج آية (٣) لبيان جدل الكفار بغير حجه ولا علم.
قوله تعالى (إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ)
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله (إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ) قال: عظمة.
قوله تعالى (لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)
قال ابن كثير: يقول تعالى منبها على أنه يعيد الخلائق يوم القيامة، وأن ذلك سهل عليه، يسير لديه - بأنه خلق السماوات والأرض، وخلقهما أكبر من خلق الناس بدأة وإعادة، فمن قدر على ذلك فهو قادر على ما دونه بطريق الأولى والأحرى، كما قال تعالى: (أو لم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيى الموتى بلى إنه على كل شيء قدير).
قوله تعالى (وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ)
انظر سورة الأنعام آية (٥٠).
قوله تعالى (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)
قال مسلم: وحدثنا عبد الرحمن بن سلام الجمحي، حدثنا الربيع (يعني ابن مسلم) عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أنه قال: "إن في الجمعة لساعة. لا يوافقها مسلم يسأل الله فيها خيراً، إلا أعطاه إياه" قال: وهي ساعة خفيفة.
(الصحيح ٢/٥٨٤ - ك الجمعة، ب في الساعة التي في يوم الجمعة).
قال مسلم: وحدثني أبو الطاهر وعلي بن خشرم. قالا: أخبرنا ابن وهب عن مخرمة بن بُكير. ح وحدثنا هارون بن سعيد الأيلي وأحمد بن عيسى. قالا: حدثنا ابن وهب، أخبرنا مخرمة عن أبيه، عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري.
قال: قال لي عبد الله بن عمر: أسمعتَ أباك يُحدّث عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في شأن ساعة الجمعة؟ قال قلت: نعم. سمعته يقول: سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: "هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تُقضى الصلاة".
(الصحيح مسلم ٢/٥٨٤ ك الجمعة - ب في الساعة التي في يوم الجمعة).
قال ابن ماجة: حدثنا علي بن محمد، ثنا وكيع، عن الأعمش، عن زرِّبن عبد الله الهمداني عن سبيع الكندي، عن النعمان بن بشير، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إن الدعاء هو العبادة" ثم قرأ (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم).
(السنن - الدعاء، ب فضل الدعاء - ٣٨٢٨)، (أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي كلهم من طريق الأعمش به، نحوه وقال: الترمذي حسن صحيح (المسند ٤/٢٧١)، (السنن لأبي داوود - الصلاة، ب الدعاء) (السنن للترمذي - الدعوات، ب ما جاء في فضل الدعاء ٥/٤٥٦) وانظر (تفسير ابن كثير ٧/١٤٣). وقال الألباني صحيح (صحيح ابن ماجة ٢/٣٢٤) وأخرجه ابن حبان في صحيحه (الإحسان ٣/١٧٢) ح٨٩٠ قال محققه: إسناده صحيح، رجاله رجال الشيخين.. والحاكم في المستدرك ١/٤٩١ وصححه ووافقه الذهبي).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله: (ادعوني أستجب لكم) يقول: وحدوني أغفر لكم.
وانظر سورة البقرة آية (١٨٦).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي (إن الذين يستكبرون عن عبادتي) قال: عن دعائي.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي (داخرين) قال: صاغرين.
قوله تعالى (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ)
انظر سورة الإسراء آية (١٢).
قوله تعالى (ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) انظر سورة الأعراف آية (١١٧) لبيان تؤفكون: تكذبون.
قوله تعالى (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ…)
انظر سورة البقرة آية (٢٢).
قال ابن كثير: (وصوركم فأحسن صوركم) أي: فخلقكم في أحسن الأشكال، ومنحكم أكمل الصور في الحسن تقويم (ورزقكم من الطيبات) أي: من المآكل والمشارب في الدنيا. فذكر أنه خلق الدار، والسكان، والأرزاق
فهو الخالق الرازق، كما قال في سورة البقرة: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (٢١) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ).
قوله تعالى (هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
انظر سورة البقرة آية (٢٥٥) لبيان (الحي لا إله إلا هو) وبداية سورة الفاتحة لبيان (الحمد لله رب العالمين).
قوله تعالى (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)
انظر سورة آل عمران آية (٩٥) لبيان أن آدم خلق من تراب، وانظر سورة الحج آية (٥) لبيان أطوار خلق الإنسان، وسورة النحل آية (٤).
قوله تعالى (هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) انظر سورة البقرة آية (١١٧) لبيان (كن فيكون).
قوله تعالى (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ)
انظر سورة الحج آية (٣) لبيان جدال الكفار بغير علم.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (أنى يصرفون) : أنى يكذبون ويعدلون.
قوله تعالى (إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ (٧١) فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ)
انظر سورة الحاقة آية (٣٢) حديث الترمذي عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه -.
قال ابن كثير: وقوله (إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل) أي: متصلة بالأغلال، بأيدي الزبانية يسحبونهم على وجوههم، تارة إلى الحميم وتارة إلى
الجحيم. ولهذا قال: (يسحبون في الحميم ثم في النار يسجرون) كما قال تعالى (هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ (٤٣) يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ) وقال بعد ذكره أكلهم الزقوم وشربهم الحميم (ثم إن مرجعهم إلى الجحيم) وقال (وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ (٤١) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (٤٢) وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (٤٣) لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ).
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قوله (يسجرون) قال: يوقد بهم النار.
قوله تعالى (ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ (٧٣) مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ شَيْئًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ)
قال ابن كثير: وقوله (ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون من دون الله) أي: قيل لهم: أين الأصنام التي كنتم تعبدونها من دون الله؟ هل ينصرونكم اليوم؟ (قالوا ضلوا عنا)، أي: ذهبوا فلم ينفعونا، (بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُوا مِنْ قَبْلُ شَيْئاً) أي: جحدوا عبادتهم، كقوله تعالى: (ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين) ولهذا قال: (كذلك يضل الله الكافرين).
قوله تعالى (ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ) أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله (بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ) قال: تبطرون وتأشرون.
قوله تعالى (ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ) انظر سورة الزمر آية (٧١)، وسورة الحجر آية (٤٤) لبيان عدد أبواب جهنم أنها سبعة.
قوله تعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ... )
انظر سورة النساء آية (١٦٤).
قوله تعالى (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (٧٩) وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ)
انظر سورة النحل الآيات (٥، ٦٦، ٨٠) وسورة الزمر آية (٦).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله (ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم) يعني: الإبل تحمل أثقالكم إلى بلد.
قوله تعالى (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآَثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)
انظر سورة يوسف آية (١٠٩).
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد (وآثاراً في الأرض) المشي بأرجلهم (فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون) يقول: فلما جاءهم بأسنا وسطوتنا، لم يغن عنهم ما كانوا يعملون من البيوت في الجبال، ولم يدفع عنهم ذلك شيئا، ولكنهم بادوا جميعا فهلكوا.
قوله تعالى (فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ)
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله (فرحوا بما عندهم من العلم) قال: قولهم: نحن أعلم منهم، بن نعذب، ولن نبعث.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي (فرحوا بما عندهم من العلم) بجهالتهم.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله (وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون) ما جاءتهم به رسلهم من الحق.
وانظر سورة الأنعام آية (١٠) لبيان حاق أي: وقع.
قوله تعالى (فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ)
انظر سورة يونس آية (٩٠-٩٢).
قوله تعالى (فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي (فلما رأوا بأسنا) قال: النقمات التي نزلت بهم.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله (فلم يك ينفع إيمانهم لما رأوا بأسنا) : لما رأوا عذاب الله في الدنيا لم ينفعهم الإيمان عند ذلك.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (سنة الله التي قد خلت في عباده) يقول: كذلك كانت سنة الله في الذين خلوا من قبل إذا عاينوا عذاب الله لم ينفعهم إيمانهم عند ذلك.
Icon