تفسير سورة الحجرات

تفسير النسائي
تفسير سورة سورة الحجرات من كتاب تفسير النسائي .
لمؤلفه النسائي . المتوفي سنة 303 هـ

قوله تعالى: ﴿ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَرْفَعُوۤاْ أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ ٱلنَّبِيِّ ﴾ [٢]٥٣٣- أنا محمد بن عبد الأعلى، نا المعتمرُ - هو ابن سليمان - عن أبيه، عن ثابتٍ عن أنس بن مالكٍ، قال:" لما نزلت ﴿ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَرْفَعُوۤاْ أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ ٱلنَّبِيِّ وَلاَ تَجْهَرُواْ لَهُ بِٱلْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ ﴾ قال ثابت بن قيسٍ: أنا والله الذي كنت أرفع صوتي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإني أخشى أن يكون قد غضب الله عليَّ، قال: فحزنَ واصفرَّ، ففقدهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فسأل عنه، فقال: يا نبي الله إنه يقول: وإني أخشى أن أكون من أهل النار، لأني كنت أرفع صوتي عند النبي صلى الله عليه وسلم، قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: " بل هو من أهل الجنةِ " "قال: فكنا نراه يمشي بين أظهرنا رجلٌ من أهل الجنة.
قوله تعالى: ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَآءِ ٱلْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ ﴾ [٤]٥٣٤- أنا الحسنُ بن محمدٍ، نا حجاجٌ، عن ابن جُريجٍ، قال: أخبرني ابن أبي مُليكة، أن عبد الله بن الزُّبير، أخبره أنه قدم الركبُ من بني تميمٍ على النبي صلى الله عليه وسلم، قال أبو بكرٍ رضي الله عنه: أَمِّرِ القعقاع بن معبدٍ، وقال عمر: بل أَمِّرِ الأقرع بن حابسٍ، فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما، فنزلت في ذلك﴿ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيِ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾[الحجرات: ١] حتى انقضت الآيةُ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُواْ حَتَّىٰ تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ ﴾[الحجرات: ٥].
٥٣٥- أنا محمدُ بن عليّ بن الحسن بن شقيقٍ، قال أبي، أخبرنا قال: أنا الحُسينُ بن واقدٍ، عن أبي إسحاق، عن البراء ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَآءِ ٱلْحُجُرَاتِ ﴾ [٤]/ فقال:" جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنَّ حمدي زينٌ، و[إنَّ] ذمِّي شينٌ، فقال: " ذاك اللهُ تبارك وتعالى " ".
قوله تعالى: ﴿ وَلاَ تَنَابَزُواْ بِٱلأَلْقَابِ ﴾ [١١]٥٣٦- أخبرنا حُميدُ بن مسعدة، نا بشرٌ، نا داود، عن عامرٍ، قال أبو [جبيرة] بن الضحاك: فينا نزلت الآيةُ قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وما مِنَّا رجلٌ إلا له اسمان أو ثلاثةٌ، كان إذا دعا الرجلُ بالاسمِ، قلنا يا رسول الله: إنه يغضبُ من هذا، فأُنزلت ﴿ وَلاَ تَنَابَزُواْ بِٱلأَلْقَابِ ﴾ الآيةُ كُلُّها.
قوله تعالى: ﴿ وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً ﴾ [١٢]٥٣٨- أنا عليُّ بن حجرٍ، نا إسماعيلُ، نا العلاءُ، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" " أتدرون ما الغيبةُ؟ " قالوا: الله ورسوله أعلمُ، قال: " ذكرك أخاك بما يكره "، قيل أرأيت إن كان في أخي ما أقول، قال: " إن كان فيه ما تقول فقد اغتبتهُ، وإن لم يكن فيه، فقد بهتهُ " ".
قوله تعالى: ﴿ قَالَتِ ٱلأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُواْ وَلَـٰكِن قُولُوۤاْ أَسْلَمْنَا ﴾ [١٤]٥٣٧- أنا موسى بن سعيدٍ، نا مسدد بن مُسرهدٍ، نا المعتمر بن سليمان، نا عبد الرزاق، عن معمرٍ، عن الزهري، عن عامر بن سعدٍ، عن أبيه، أن سعداً قال:" يا رسول الله، أعطيت فلاناً وفلاناً ومنعت فلاناً - وهو مؤمنٌ - قال " مُسلمٌ "، قال: أعطيت فلاناً، قالها مرتين أو ثلاثة كل ذلك يقول: " مسلمٌ " ".
قوله تعالى: ﴿ يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُواْ ﴾ [١٧]٥٣٩- أنا سعيد بن يحيى بن سعيدٍ، نا أبي، نا محمد بن قيسٍ، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عباسٍ، وأخبرنا سعيدُ بن يحيى، عن أبيه، عن محمد بن قيسٍ، عن رجلٍ من ثقيفٍ - الذي يقال له أبو عونٍ - عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عباسٍ قال: قدم وفد بني أسدٍ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتكلموا، فقالوا: قاتلتك مُضرُ ولسنا بأقلِّهم عدداً، ولا أكلَّهم شوكةً، وصلنا رحمك، فقال لأبي بكرٍ وعمر رضي الله عنهما: تكلموا هكذا، قالوا: لا، قال: " إن فقه هؤلاء/ قليلٌ، وإن الشيطان ينطقُ على ألسنتهم "، قال عطاءٌ في حديثهِ/، فأنزل اللهُ جلَّ وعزَّ ﴿ يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُواْ ﴾ الآيةُ.
Icon