تفسير سورة لقمان

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم
تفسير سورة سورة لقمان من كتاب الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم .
لمؤلفه الكَازَرُوني . المتوفي سنة 923 هـ

إلا﴿ وَلَوْ أَنَّمَا فِي ٱلأَرْضِ ﴾[لقمان: ٢٧] إلى ثلاث آيات. لمَّا قال:﴿ وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ ﴾[الزمر: ٥٨] إلى آخره، وهدد بتكذيبه، اتبعه بما ينبيء، عن كمال عظمته تعالى فقال: ﴿ بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ * الۤـمۤ * تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْحَكِيمِ ﴾: حال كونها ﴿ هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ * ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ وَهُمْ بِٱلآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُوْلَـٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ ﴾: الفائزون ﴿ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشْتَرِي ﴾: بالمال أو يختار ﴿ لَهْوَ ﴾: لهوا من ﴿ ٱلْحَدِيثِ ﴾: الغناء، أو اشتراء المغنية وفي معناه كل من اختار اللهو واللعب والمزامير والمعازف على القرآن ﴿ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ﴾: دين ﴿ ٱللَّهِ ﴾: وبالفتح ليتبت على ضلاله ﴿ بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾: بخسرانه ﴿ وَيَتَّخِذَهَا ﴾: سبيل الله ﴿ هُزُواً ﴾: سخرية ﴿ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴾: لإهانتهم دينه ﴿ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ءَايَاتُنَا وَلَّىٰ ﴾: أدبر ﴿ مُسْتَكْبِراً كَأَن ﴾: كأنه ﴿ لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِيۤ أُذُنَيْهِ وَقْراً ﴾: ثقلا من استماعها ﴿ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ ٱلنَّعِيمِ * خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ ٱللَّهِ حَقّاً ﴾: مصدران مؤكدان لنفسه ولغيره ﴿ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ﴾: في انجاز وعده ﴿ ٱلْحَكِيمُ ﴾: في فعله ﴿ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ ﴾: متعلق ﴿ تَرَوْنَهَا ﴾: كما مر ﴿ وَأَلْقَىٰ فِي ٱلأَرْضِ ﴾: جبالا ﴿ رَوَاسِيَ ﴾: شوامخ كراهة ﴿ أَن تَمِيدَ ﴾: تميل ﴿ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ ﴾: كثير النفع ﴿ هَـٰذَا خَلْقُ ﴾: مخلوق ﴿ ٱللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ ﴾: الآلهة ﴿ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ ﴾: ليستحقروا العبادة ﴿ بَلِ ٱلظَّالِمُونَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ ﴾: ظاهر
﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ ﴾: بن لاعورا ابن اخت أيوب، عاش مُفتياً إلى زمن داود وصحبه، وأخذ عنه العلم وترك النساء، وليس بنبي عند الجمهور ﴿ ٱلْحِكْمَةَ ﴾: هي استكمال النفس الإنسانية باقتباس العلوم النظرية، ثم اكتساب الملكة التامة على الأفعال الفاضلة بقدر طاقتها قائلين ﴿ أَنِ ٱشْكُرْ للَّهِ ﴾: على هذه النعمة ﴿ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ﴾: منفعتُهُ له ﴿ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ ﴾: عن شكره ﴿ حَمِيدٌ ﴾: وإن لم يحمد ﴿ وَ ﴾: اذكر ﴿ إِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ ﴾: أنعم أو أشْكم أو ماتان، كان مع امرأته كافرين، فما زال بهما حتى أسلما ﴿ وَهُوَ يَعِظُهُ يٰبُنَيَّ ﴾: تصغير إشفاق ﴿ لاَ تُشْرِكْ بِٱللَّهِ إِنَّ ٱلشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ * وَوَصَّيْنَا ٱلإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ ﴾: ببرهما ﴿ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ ﴾: وهنت ﴿ وَهْناً ﴾: ضعفا ﴿ عَلَىٰ وَهْنٍ ﴾: ضعف، فإنهما لا تزال يزيد ضعفها ﴿ وَفِصَالُهُ ﴾: وفطامه ﴿ فِي عَامَيْنِ ﴾: اعتراض الحمل والفصال في البين توصيه في خصومها قائلين: ﴿ أَنِ ٱشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ ﴾: قال سفيان: حق بر الأول يؤدي بالصلوات الخمس، والثاني بالدعاء لهما أدبرها ﴿ إِلَيَّ ٱلْمَصِيرُ ﴾: فأجازى ﴿ وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ ﴾: باستحقاته للإشتراك ﴿ عِلْمٌ ﴾: كما مر ﴿ فَلاَ تُطِعْهُمَا ﴾: فيه ﴿ وَصَاحِبْهُمَا فِي ٱلدُّنْيَا ﴾: صاحبا ﴿ مَعْرُوفاً ﴾: بنحو البر، وسئل الحسن: لو نهيَاهُ عن الصلاة بالمسجد فقال: فليطعهما، فإنه للشفقة ﴿ وَٱتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ ﴾: رجع ﴿ إِلَيَّ ﴾: بالطاعة كأبي بكر كما بُيّنَ في العنكبوت ﴿ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾: بالجزاء، ولما اعترض الإتيان لتأكيد مَنْع الشرك رجع إلى وصيه لقمان حيث قال له ابنه: أن عملت خيرا خفيا كيف يعلمه الله؟ فقال: ﴿ يٰبُنَيَّ إِنَّهَآ ﴾: الخصلة حسنة كانت أو سيئة ﴿ إِن تَكُ مِثْقَالَ ﴾: مقدار ﴿ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ ﴾: صغيرا ﴿ فَتَكُنْ فِي ﴾: جوف ﴿ صَخْرَةٍ ﴾: أخفى مكان أو السجين تحت الأرضين ﴿ أَوْ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ ﴾: أعلاها ﴿ أَوْ فِي ٱلأَرْضِ ﴾: أسفلها ﴿ يَأْتِ بِهَا ﴾: يحضرها ﴿ ٱللَّهُ ﴾: فيجازى ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ لَطِيفٌ ﴾: عالم بكل خفي ﴿ خَبِيرٌ ﴾: بنكهة ﴿ يٰبُنَيَّ أَقِمِ ٱلصَّلاَةَ وَأْمُرْ بِٱلْمَعْرُوفِ وَٱنْهَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَآ أَصَابَكَ ﴾: من البلاء ﴿ إِنَّ ذَلِكَ ﴾: المذكور ﴿ مِنْ عَزْمِ ﴾: معزوم ﴿ ٱلأُمُورِ ﴾: مفروضها ﴿ وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ ﴾: لا تمله عنهم تكبرا ﴿ وَلاَ تَمْشِ فِي ٱلأَرْضِ ﴾: تمرح ﴿ مَرَحاً ﴾: اختيالا ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ ﴾: ذي خيلاء أو متبختر في مشيه ﴿ فَخُورٍ ﴾: على الناس بغير الحق، وأخر مقابل التصغير للفواصل ﴿ وَٱقْصِدْ ﴾: توسط بين الدبيب والإسراع ﴿ فِي مَشْيِكَ ﴾: في الحديث:" سرعة المشي تذهب بهاء المؤمن "والإسراع الوارد في مشيه عليه الصلاة والسلام محمول على ما فوق البطء المفرط ﴿ وَٱغْضُضْ ﴾: اقصر ﴿ مِن صَوْتِكَ ﴾: كانت العرب تفتخر بجهارة الصوت ﴿ إِنَّ أَنكَرَ ﴾: أقبح ﴿ ٱلأَصْوَاتِ لَ ﴾: جنس ﴿ صَوْتُ ٱلْحَمِيرِ ﴾: خصصها لأنها تختص بالجهر غاية وسعها، تمتِ الوصيَّةُ.
﴿ أَلَمْ تَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ ﴾: بأن جعلهما من أسباب منافعكم ﴿ وَأَسْبَغَ ﴾: أتم، وقريء في الشَّاذة بإبدال السين صادا، وجوازه مطرود في اجتماعها مع غين أو خاء أو قاف، ولو بفاصلة كصلخ وصقر ﴿ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً ﴾: تعرفونها ﴿ وَبَاطِنَةً ﴾: لا تعرفونها أو محسوسة ومعقولة ﴿ وَ ﴾: مع هذا ﴿ مِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي ﴾: دين ﴿ ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ هُدًى ﴾: من رسول ﴿ وَلاَ كِتَابٍ مُّنِيرٍ ﴾: يضئ، بل بتقليد الجهلة ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّبِعُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَآءَنَا ﴾: وتتبعونهم ﴿ أَوَلَوْ كَانَ ٱلشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ ﴾: آبائهم ﴿ إِلَىٰ ﴾: موجبات ﴿ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ * وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى ٱللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ ﴾: في عمله ﴿ فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ ﴾: الحبل الأوثق الموصل إلى الله تعالى بلا انفصام ﴿ وَإِلَىٰ ٱللَّهِ عَاقِبَةُ ٱلأَمُورِ ﴾: مرجعها ﴿ وَمَن كَفَرَ فَلاَ يَحْزُنكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوۤاْ ﴾: بالجزاء ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ ﴾: فضلاً عن غيرها، فيجازي عليها ﴿ نُمَتِّعُهُمْ ﴾: في الدنيا ﴿ قَلِيلاً ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ ﴾: نلجئهم في الآخرة ﴿ إِلَىٰ عَذَابٍ غَلِيظٍ ﴾: ثقيل عليهم ﴿ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ قُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾: على تمام حجتي ﴿ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾: أنه يلزمهم ﴿ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْغَنِيُّ ﴾: عن عبادتهم ﴿ ٱلْحَمِيدُ ﴾: المستحق للحمد وإن لم يحمد ﴿ وَلَوْ أَنَّمَا فِي ٱلأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ ﴾: وحدها لإرادة تفصيل آحادها ﴿ أَقْلاَمٌ ﴾: لكتابة معلومات الله ﴿ وَٱلْبَحْرُ ﴾: المحيط بسعته مدادا ﴿ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ ﴾: بعد نفاده ﴿ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ﴾: والسبعة للكثرة أي: لو كُتبت بها معلوماته ﴿ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ ٱللَّهِ ﴾: وقد أفاد بجمع القلة انها لا تفي بقليلها، وبالغ في المداد لنفردها بالكتابة دون القلم ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ ﴾: لا يعجزه شيء ﴿ حَكِيمٌ ﴾: في أفعاله ﴿ مَّا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ﴾: كخلقها وبعثها ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ﴾: بالكل لا يشغله إدراك بعض ع بعض، فكذا خلقه ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُولِجُ ٱلْلَّيْلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلْلَّيْلِ ﴾: كما مر ﴿ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ كُلٌّ ﴾: منهما ﴿ يَجْرِيۤ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ﴾: القيامة، والفرق بين إلى واللام إفادة منتهى الجري، والغَرض منه ﴿ وَأَنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * ذَلِكَ ﴾: الاختصاص بالقدرة التامة ﴿ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ ﴾: الثابت ﴿ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ ﴾: هو ﴿ ٱلْبَاطِلُ ﴾: الزائل ﴿ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْعَلِيُّ ﴾: شأنا ﴿ ٱلْكَبِيرُ ﴾: سلطانا ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱلْفُلْكَ تَجْرِي فِي ٱلْبَحْرِ ﴾: مصحوبة ﴿ بِنِعْمَتِ ٱللَّهِ ﴾: أي: بسبب رحمته ﴿ لِيُرِيَكُمْ مِّنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ ﴾: على بلائه ﴿ شَكُورٍ ﴾: على نعمائه ﴿ وَإِذَا غَشِيَهُمْ ﴾: علاهم ﴿ مَّوْجٌ كَٱلظُّلَلِ ﴾: كما يظل من نحو الجبال ﴿ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى ٱلْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ ﴾: عدل موحد، والباقي يجحدون الحق ﴿ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَآ ﴾: ومنها الإنجاء ﴿ إِلاَّ كُلُّ خَتَّارٍ ﴾: غدار ﴿ كَفُورٍ ﴾: للمنعم ﴿ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ وَٱخْشَوْاْ يَوْماً لاَّ يَجْزِي ﴾: لا يقضي ﴿ وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلاَ مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ ﴾: قاض ﴿ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً ﴾: أفهم بتغيير أنه أولى بأن لا يجزي عنه ﴿ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ ﴾: بالجزاء ﴿ حَقٌّ فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ﴾: برحمته الشيطان ﴿ ٱلْغَرُورُ ﴾: بترجيه عفوه ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُ ﴾: فقط هذه الخمسة: ﴿ عِلْمُ ﴾: تعيين ﴿ ٱلسَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ ٱلْغَيْثَ ﴾: وقته ﴿ وَيَعْلَمُ مَا فِي ٱلأَرْحَامِ ﴾: ذكورة وأنوثة وغيرهما ﴿ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً ﴾: خيراً أو شراً، جعل لنا الدراية التي فيها معنى الحيلة ولجنابه تعالى العلم تفرقة بين العملين، وأفاد أم ما هو بحيلتنا لا نعرف عاقبته، فكيف بغيره ﴿ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ﴾: خص المكان ليعرف الزمان من باب أولى، لأن الأول في وسعنا بخلاف الثاني وَتَخْصيص الخمسة لسؤالهم عنها ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَيمٌ خَبِيرٌ ﴾: بالظواهر والبواطن، سبحانه وتعالى - واللهُ أعْلَمُ بالصَّوَاب.
Icon