ﰡ
إن قلتَ : ما فائدة وصف ( حملة العرش ) بالإيمان، مع أن إيمانهم به معلوم لكل أحد ؟
قلتُ : فائدته إظهار شرف الإيمان، وفضله، والترغيب فيه، كما وُصف الأنبياء عليهم السلام بالإيمان والصّلاح.
قاله هنا بجمع الضمير، وفي التغابن( ١ ) بإفراده، موافقة هنا لما قبله في قوله :﴿ كانوا هم أشدّ منهم قوة ﴾ [ غافر : ٢١ ] إلى آخره، وأفرده ثَمَّ لأنه ضمير الشأن، زيد توصلا إلى دخول " أنّ " على " كان ".
إن قلتَ : كيف قال المؤمن ذلك، في حقّ موسى عليه السلام، مع أنه صادق عنده وفي الواقع، ويلزم منه أن يصيبهم جميع ما وعدهم، لا بعضه فقط ؟ !
قلتُ : " بعض " صلة، أو هي بمعنى " كلّ " كما قيل به في قول الشاعر :
إن الأمور إذا الأحداث دبّرها دون الشيوخ ترى في بعضها خللا
أو ذكر البعض تنزّلا وتلطّفا بهم، مبالغا في نصحهم، لئلا يتّهموه( ١ )( ٢ ) بميل ومحاباة، ومنه قول الشاعر :
قد يدرك المتأنّي بعض حاجته وقد يكون من المستعجل الزّلل
كأنه قال : أقلّ ما يكون في الثاني، إدراك بعض المطلوب، وفي الاستعجال الزلل، أو هي باقية على معناها، لأنه وعدهم على كفرهم الهلاك في الدنيا، والعذاب في الآخرة، فهلاكهم في الدنيا بعض ما وعدهم به.
٢ - في المصوّرة "لئلا يتوهموه" وهو خطأ واضح..
فإن قلتَ : ما فائدة التكرار هنا ؟
قلتُ : فائدته أنه إذا أبهم ثم أوضح، كان تفخيما لشأنه، فلما أراد تفخيم ما أمّل بلوغه من أسباب السموات، أبهمها ثم أوضحها.
فإن قلتَ : ما فائدة التكرار هنا ؟
قلتُ : فائدته أنه إذا أبهم ثم أوضح، كان تفخيما لشأنه، فلما أراد تفخيم ما أمّل بلوغه من أسباب السموات، أبهمها ثم أوضحها.
إنما لم يقل : لخزنتها مع أنه أخصر، لأن في ذكر جهنم، تهويلا وتفظيعا.
أو لأن جهنم أبعد النار، فغدا خزنتها أعلى الملائكة، الموكّلين بالنار مرتبة، فطلب أهل النار الدعاء منهم لذلك.
٢ - أشار إلى قوله تعالى: ﴿إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون﴾ آية (٦١)..
ختمها بقوله :﴿ المبطلون ﴾ وختم السورة بقوله :﴿ وخسر هنالك الكافرون ﴾ [ غافر : ٨٥ ] لأن الأول متّصل بقوله :﴿ قُضي بالحقّ ﴾ ونقيض الحقّ : الباطل، والثاني متّصل بإيمان غير نافع، ونقيض الإيمان : الكفر.