٤٥٧- ابن العربي : قال مالك، فيما رواه عنه ابن وهب، وابن القاسم، وابن عبد الحكم : أنه لما سقط أولها، سقط بسم الله الرحمن الرحيم معه. ١
٤٥٨- ابن عطية : روي عن مالك أنه قال : بلغنا أنها كانت نحو سورة البقرة ثم نسخ ورفع كثير منها، وفيه البسملة فلم يروا بعد أن يضعوه في غير موضعه. ٢
وقال ابن رشد في البيان والتحصيل: سئل مالك عن براءة يقرأ فيها "بسم الله الرحمن الرحيم" قال مالك: تقرأ كما أنزلت ليس فيها "بسم الله الرحمن الرحيم": ١٧/١٨١-١/٣٢٥، وقال أيضا: "قال مالك في أول براءة: إنما ترك من مضى أن يكتبوا في أولها بسم الله الرحمن الرحيم": ١٧/٣٥..
٢ -المحرر: ٨/١٢٤. وينظر: فتح القدير: ٢/٣٣٢..
٤٥٩- ابن العربي : روى ابن وهب عن مالك، أن يوم الحج الأكبر، يوم النحر. ١
قال ابن وهب : سمعت مالكا يقول : لا نشك أن الحج الأكبر يوم النحر، وذلك لأنه اليوم الذي ترمى فيه الجمرة٢، وينحر فيه الهدي٣ وتُراق فيه الدماء، وهذا اليوم الذي ينقضي فيه الحج، من أدرك ليلة النحر فوقف بعرفة قبل الفجر أدرك الحج، وهو انقضاء الحج. وهو الحج الأكبر.
٢ -الجمرة: النار المتقدة، ج: جمر، والجمرة واحدة جمرات المناسك، وهي ثلاث: الجمرة الأولى، والوسطى، وجمرة العقبة: يرمين بالجمار". القاموس..
٣ -الهدي: هو اسم ما يهدى إلى مكة للتقرب، من شاة، أو بقر، أو بغير الواحدة هدية كما يقال جدي وجدية. أنيس الفقهاء: ١٤٤ وينظر: التعريفات: ٢٥٦..
٤٦٠- ابن العربي : قال مالك : إذا وجد الحربي في طريق بلاد المسلمين، فقال : جئت أطلب الأمان، فقال مالك : هذه أمور مشكلة، وأرى أن يرد إلى مأمنه. ١
٤٦١- السيوطي : أخرج ابن عساكر عن مالك بن أنس رضي الله عنه أنه قال في أئمة الكفر : أبو سفيان بن حرب، وأمية بن خلف، وعتبة بن ربيعة، وأبو جهل بن هشام، وسهل ابن عمرو١ وهم الذين نكثوا عهد الله تعالى وهموا بإخراج الرسول من مكة. ٢
٢ - الدر: ٤٣٦. وينظر: أحكام القرآن للجصاص: ٣/٨٥، والمحرر: ٨/١٤٠. وقال القرطبي في الجامع: "قال مالك: من سب النبي صلى الله عليه وسلم قتل، أما الذمي إذا طعن في الدين انتقد عهده في المشهور من مذهب لقوله تعالى: ﴿وإن نكثوا أيمانهم﴾. ٨/٨٢-٨٣..
٤٦٢- ابن العربي : قال ابن وهب، وابن القاسم، قال مالك : لما انهزم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين، قبضت أم سليم – امرأة أبي طلحة- على عنان بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قالت : يا رسول الله، مر بهؤلاء الذين انهزموا فنضرب رقابهم، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم :( أو خير من ذلك يا أم سليم ؟ ) فقيل له : أو قسم لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولمن خرج يداوي الجرحى ؟ فقال :( ما علمت أنه أسهم لامرأة في مغازيه ). ١
قال ابن وهب عن مالك : وكانت حنين في حر شديد.
قال ابن القاسم : قال لنا مالك : حدثني ابن شهاب، قال : قال رجل لصفوان٢ يوم حنين : والله لا نرتد أبدا. فقال له صفوان : والله لرب من قريش خير من رب من هوازن.
قال ابن القاسم، وابن وهب : سئل مالك عن صفوان حين أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم ما أعطاه أكان مسلما أو مشركا ؟ قال : ما سمعت شيئا، وما أراه كان إلا مشركا، ولقد قال : رب من قريش خير من رب من هوازن. وما هذا بكلام مسلم. وكان من أشدهم قولا حين قال صفوان : لقد أكرم الله أمية إذ لم ير هذا الأسود فوق الكعبة.
قال ابن وهب : قال مالك : كان شعارهم يوم حنين، يا أصحاب سورة البقرة.
قال مالك : كان النبي صلى الله عليه وسلم كتم وجهه ذلك، فلما كان بالسقيا جاءه كعب بن مالك٣، وكان شاعرا فأنشده شعره ليعلم ما عنده وينظر ما في نفسه، فأنشده :
قضينا من تهامة كل إرب٤ | وخيبر ثم أجممنا٥ السيوفا |
نسائلها٦ ولو نطقت لقالت | قواطعهن دوسا أو ثقيفا٧ |
٢ - صفوان بن أمية: بن خلف بن وهب الجمحي القرشي، من مسلمة الفتح وكان من المؤلفة قلوبهم. أعار للنبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين سلاحا كثيرا. قال الهيثم: مات سنة إحدى وأربعين. الخلاصة: ١٤٧..
٣ -كعب بن مالك: بن عمرو بن القين بن كعب بن سواد بن غنم الأنصاري السليمي أبو عبد الله، شهد العقبة، واختلف في شهوده بدرا.
آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين طلحة بن عبيد الله وكان أحد شعراء النبي صلى الله عليه وسلم الذين كانوا يردون الأذى عنه. وكان مجودا مطبوعا، قد غلب عليه في الجاهلية أمر الشعر وعرف به. وأسلم، وشهد أحدا، والمشاهد كلها، حاشا تبوك فإنه تخلف عنها، وهو أحد الثلاثة الذين تخلفوا، والثاني: هلال بن أمية، ومرارة بن الربيع، تخلفوا عن غزوة تبوك. وتاب الله عليهم، وعذرهم وغفر لهم، وتوفي رضي الله عنه سنة خمسين وقيل سنة ثلاث وخمسين. وهو ابن سبع وسبعين سنة. وكان قد عمي آخر عمره.
قال كعب بن مالك: يا رسول الله! ماذا ترى في الشعر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أترى الله عز وجل نشي لك قولك:
زعمت سخينة أن ستغلب ربها | فليغلبن مغالب الغلاب |
٤ - في نكث الهميان، والإصابة: كل وتر، وفي العقد الفريد: كل نحب. وفي ديوان كعب: كل ريب، وفي تاريخ بغداد: كل أرب..
٥ - في نكت الهميان، والإصابة: اغمدنا السيوفا، وفي تاريخ بغداد: أجمعنا السيوفا، وفي ديوان كعب: أجممنا السيوفا..
٦ - في العقد الفريد: نخبرها، وفي ديوان كعب: نخيرها..
٧ - يراجع هامش ديوان كعب بن مالك: ٢٣٤.
والقصيدة قالها حين أجمع الرسول عليه الصلاة والسلام السير إلى الطائف وهي تتكون من خمس وعشرين بيتا من البحر الوافر آخرها:
فأمسوا قد أقروا واطمأنوا | ومن لا يمتنع يُقتل خسوفا |
٤٦٣- الجصاص : قال مالك : لا يدخل المشرك المسجد الحرام ولا غيره من المساجد إلا لحاجة من نحو الذمي يدخل إلى الحاكم في المسجد للخصومة. ١
وقال القرطبي: وأما جزيرة العرب، وهي مكة والمدينة واليمامة واليمن ومخالفيها فقال مالك: يخرج من هذه المواضع كل من كان على غير الإسلام، ولا يمنعون من التردد بها مسافرين. ٨/١٠٤..
٤٦٤- يحيى : قال مالك : مضت السنة أن لا جزية على نساء أهل الكتاب، ولا على صبيانهم. وأن الجزية لا تؤخذ إلا من الرجال الذين قد بلغوا الحلم. وليس على أهل الذمة، ولا على المجوس في نخيلهم، ولا كرومهم، ولا زروعهم، ولا مواشيهم صدقة، لأن الصدقة إنما وضعت على المسلمين تطهيرا لهم وردا على فقرائهم. ووضعت الجزية على أهل الكتاب صغارا لهم، فهم، ما كانوا ببلدهم الذين صالحوا عليه، ليس عليهم شيء سوى الجزية. في شيء من أموالهم إلا أن يتجروا في بلاد المسلمين ويختلفوا فيها. فيؤخذ منهم العشر فيما يديرون من التجارات. وذلك أنهم، إنما وضعت عليهم الجزية، وصالحوا عليها، على أن يقروا ببلادهم، ويقاتلوا عنهم عدوهم. فمن خرج منهم من بلاده إلى غيرها يتجر إليها، فعليه العشر. من تجر منهم من أهل مصر إلى الشام، ومن أهل الشام إلى العراق ومن أهل العراق إلى المدينة أو اليمن أو ما أشبه هذا من البلاد. فعليه العشر. ولا صدقة على أهل الكتاب ولا المجوس في شيء من أموالهم ولا من مواشيهم، ولا ثمارهم ولا زروعهم مضت بذلك السنة ويقرون على دينهم. ويكونون على ما كانوا عليه، وإن اختلفوا في العام الواحد مرارا في بلاد المسلمين، فعليهم كلما اختلفوا العشر، لأن ذلك ليس مما صالحوا عليه، ولا مما شرط لهم. وهذا الذي أدركت عليه أهل العلم ببلدنا. ١
٤٦٥- يحيى : عن مالك، أنه بلغه أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى عماله : أن يضعوا الجزية عمن أسلم من أهل الجزية حين يسلمون. ٢
٤٦٦- ابن العربي : روى ابن القاسم، وأشهب، ومحمد بن الحارث بن زنجويه، وابن عبد الحكم عن مالك : أنها أربعة دنانير على أهل الذهب، وأربعون درهما على الورق. وإن كانوا مجوسا. وروى ابن وهب عن مالك أنها لا تؤخذ من الرهبان. ٣
٤٦٧- ابن كثير : قال مالك : يجوز أن تضرب الجزية على جميع الكفار من كتابي ومجوسي ووثني وغير ذلك. ٤
٢ - الموطأ: ١/٢٧٩ كتاب الزكاة، باب جزية أهل الكتاب والمجوس..
٣ -أحكام القرآن لابن العربي: ٢/ ٩٢٠. وينظر: الأحكام الصغرى: ١/٥٦٢، وأحكام القرآن للجصاص: ٣/٩٦..
٤ - تفسير القرآن العظيم: ٢/٣٤٨. وينظر: الدر: ٤/١٦٩..
٤٦٨- يحيى : عن مالك، عن عبد الله بن دينار، أنه قال : سمعت عبد الله بن عمر وهو يسأل عن الكنز ما هو ؟ فقال : هو المال الذي لا تؤدّى منه الزكاة. ١
٤٦٩- السيوطي : أخرج مالك، عن ابن عمر رضي الله عنه قال : ما أدي زكاته فليس بكنز وإن كان تحت سبع أرضين، وما لم تؤد زكاته فهو كنز وإن كان ظاهرا. ٢
٢ -الدر: ٤/١٧٧..
٤٧٠- ابن العربي : روى أشهب عن مالك أن المراد هاهنا أهل المدينة، أمروا بقتال من قاتلهم. ١
٤٧١- ابن العربي : قال ابن القاسم، وأشهب : سمعنا مالكا يقول : كان أهل الجاهلية يحلون صفرين. ١
٤٧٢- ابن العربي : قال ابن القاسم : سمعت مالكا يقول في قوله :﴿ ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه ﴾ هو أبو بكر وكان يرفع من أبي بكر بذلك جدا. ١
٤٧٣- ابن العربي : روي عن مالك أنه قال : خير الناس بعد نبيهم أبو بكر. ٢
- الأول أن الله تعالى نزل فيه أبي بكر منزلة جميع المؤمنين بل الخلق أجمعين فقال عز وجل: ﴿تنصروه فقد نصره الله﴾ [التوبة: ٤٠] على وجه كذا، معناه: بصاحبه.
- الثاني: قوله: ﴿ثاني اثنين﴾ فقدم أبا بكر وجعل النبي صلى الله عليه وسلم ثانية.
- الثالث: قوله: ﴿إذ يقول لصاحبه﴾ فخططه بهذه الخطة التي هي أشرف الخطط وأفضل الأسماء.
- الرابع: قوله: ﴿لا تحزن﴾، فثبته بتثبيته وسلاه بتسليمه.
- الخامس: قوله: ﴿إن الله معنا﴾ فهذه مرتبة لم تكن قط لأحد من الخلق بعد الأنبياء قال موسى: ﴿كلا إن معي ربي سيهدين﴾. وقال محمد بن أبي بكر: لا تحزن إن الله معنا. قال لنا الشيخ الأجل المعدل أبو الفضائل بن طوق، قال لنا الأستاذ جمال الإسلام، أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيلي: قال موسى حين بغته أمر فرعون: ﴿كلا إن معي ربي سيهدين﴾، فخص نفسه بالمعية التي هي من معظم فوائدها، الهداية دون أصحابه لما علم الله عز وجل من تبديلهم وتحريفهم وعبادتهم العجل. وقال محمد في نفسه وصاحبه: ﴿إن الله معنا﴾. علم الله عز وجل من تثبيت أبي بكر وهدايته وفضله وجلالته وأعظم من ذلك أو مثله قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وقد فاجأهما المشركون فقال أبو بكر للنبي صلى الله عليه وسلم: لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر وما ظنك باثنين الله ثالثهما.
- السادس: قوله: ﴿فأنزل الله سكينته عليه وأيده﴾، وكل من تنزلت عليه السكينة غشيته الرحمة وثببت له العصمة. "وينظر: أحكام القرآن لابن العربي: ٢/٩٥٠، والجامع: ٨/١٤٦. وفي تحقيق النصرة، قال أبو بكر المرادي: "نقل عن يحيى بن سليمان بن نضلة قال: قال هارون الرشيد لمالك ابن أنس: كيف كانت منزلة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال مالك: كقرب قبريهما من قبره بعد وفاتهما، فقال: شفيتني يا مالك": ١٠٠..
٢ - أحكام القرآن لابن العربي: ٢/٩٥٢..
والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل } [ التوبة : ٦٠ ].
٤٧٤- يحيى : قال مالك : الأمر عندنا في قسم الصدقات أن ذلك لا يكون إلا على وجه الاجتهاد من الوالي. فأي الأصناف كانت فيه الحاجة والعدد، أوثر ذلك الصنف. بقدر ما يرى الوالي. وعسى أن ينتقل ذلك إلى الصنف الآخر بعد عام أو عامين أو أعوام، فيؤثر أهل الحاجة والعدد، حيثما كان ذلك. وعلى هذا أدركت من أرضى من أهل العلم. ١
قوله تعالى :﴿ للفقراء ﴾ [ التوبة : ٦٠ ].
٤٧٥- ابن رشد : قال ابن القاسم : سألت مالكا عن قوله عز وجل :﴿ إنما الصدقات للفقراء ﴾، فقال : الفقراء، المتعففون وهم أهل فاقة وحاجة. ٢
٤٧٦- الباجي : قال مالك : إن الفقير : الذي له البلغة من العيش لا تقوم به. ٣
قوله تعالى :﴿ والمساكين ﴾ [ التوبة : ٦٠ ].
٤٧٧- الباجي : قال مالك : والمسكين، الذي لا شيء له، فالمسكين أسوأ حالا من الفقير. ٤
٤٧٨- ابن رشد : قال مالك : والمساكين : الذين يسألون الناس على الأبواب والطرق، وهم السائلون. ٥
قوله تعالى :﴿ والعاملين عليها ﴾ [ التوبة : ٦٠ ].
٤٧٩- يحيى : قال مالك : وليس للعامل على الصدقات فريضة مسماة، إلا على قدر ما يرى الإمام. ٦
٤٨٠- الباجي : روى أشهب عن مالك : يعطون بقدر السعي في قربهم وبعدهم. وبقدر غنائه، لأنه إنما يأخذ على وجه العوض عن عمله. ٧
قوله تعالى :﴿ والمؤلفة قلوبهم ﴾ [ التوبة : ٦٠ ].
٤٨١- ابن رشد : قال مالك : والمؤلفة قلوبهم، قوم كان النبي صلى الله عليه وسلم يتألفهم إلى الإسلام بالصدقة من الزكاة. ٨
٤٨٢- ابن العربي : روى ابن وهب عن مالك، قال : كان صفوان بن أمية٩، وحكيم بن حزام١٠، والأقرع بن حابس، وعيينة بن بدر، وسهيل بن عمرو١١، وأبو سفيان١٢ من المؤلفة قلوبهم. وكان صفوان يوم العطية مشركا. ١٣
قال مالك : إن النبي صلى الله عليه وسلم، أعطى المؤلفة قلوبهم فحسن إسلامهم.
قال مالك : وبلغني أن حكيم بن حزام أخرج ما كان أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم في المؤلفة، فتصدق بعد ذلك به.
٤٨٣- ابن رشد : قال مالك : لا مؤلفة اليوم. قال مالك : لا حاجة إلى المؤلفة الآن لقوة الإسلام. ١٤
قوله تعالى :﴿ وفي الرقاب ﴾ [ التوبة : ٦٠ ].
٤٨٤- ابن رشد : قال مالك : هم العبيد يعتقهم الإمام، ويكون ولاؤهم للمسلمين. ١٥
قوله تعالى :﴿ والغارمين ﴾ [ التوبة : ٦٠ ].
٤٨٥- ابن رشد قال مالك : والغارمين، ناس كانت تكون عليهم الديون فلا يجدون ما يقضون به دينهم. فأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يعطوا من الزكاة ما يقضون به دينهم. ١٦
قوله تعالى :﴿ وفي سبيل الله ﴾ [ التوبة : ٦٠ ].
٤٨٦- ابن العربي : قال مالك : سبل الله كثيرة : وأفضلها الجهاد. ١٧
٤٨٧- القرطبي : روى ابن وهب عن مالك أنه يعطى منها الغزاة ومواضع الرباط، فقراء كانوا أو أغنياء. ١٨
قوله تعالى :﴿ وابن السبيل ﴾ [ التوبة : ٦٠ ].
٤٨٨- ابن رشد : قال مالك وابن السبيل المنقطع به الذي لا يجد دابة يركبها، ولا ثمنا يتكارى به. ١٩
٢ - البيان والتحصيل: ١٨/٥١٥..
٣ - المنتقى: ٢/١٥٢. وقال ابن العربي في أحكام القرآن: "اختلف العلماء في المعنى الذي أفادته هذه اللام للفقراء" فقيل: لام الأجل كقولك: هذا السرج للدابة، والباب للدار، وبه قال مالك": ٢/ ٩٥٩..
٤ - المنتقى: ٢/١٥٢..
٥ - البيان والتحصيل: ١٨/٥١٥. وروى يحيى في الموطأ عن مالك، عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليس المسكين بهذا الطواف الذي يطوف على الناس فترده اللقمة واللقمتان، والثمرة والثمرتان، قالوا: فما المسكين يا رسول الله؟ قال: لا يجد غنى يغنيه. ولا يفطن الناس له فيتصدق عليه. ولا يقوم فيسأل الناس": ٢/٩٢٣، كتاب صفة النبي، باب ما جاء في المساكين..
٦ - الموطأ: ١/٢٦٨، كتاب الزكاة، باب أخذ الصدقة ومن يجوز له أخذها..
٧ - المنتقى: ٢/١٥٣-١٥٦. قال القرطبي في الجامع: "لأنه عطل نفسه لمصلحة الفقراء، فكانت كفايته وكفاية أعوانه من مالهم": ٨/١٧٧. وينظر: البيان والتحصيل: ١٨/٥١٥، وأحكام القرآن لابن العربي: ٢/٩٦٢، والمحرر: ٨/٢١١، وفتح القدير: ٢/٣٧٢..
٨ - البيان والتحصيل: ١٨/٥١٥..
٩ - سبق تعريفه..
١٠ -حكيم بن حزام: بكسر المهملة بن خويلد بن أسد بن عبد العربي. أسلم يوم الفتح قال ابن إسحاق عفاه النبي من غنائم حنين مائة من الإبل، ولد في جوف الكعبة قبل قدوم الفيل بثلاث عشر سنة، وكان جوادا أعتق في الجاهلية مائة رقبة وفي الإسلام مثلها قال مصعب: "مات سنة أربع وخمسين، قال البخاري عاش في الجاهلية ستين سنة وفي الإسلام ستين سنة "الخلاصة: ٧٧. ينظر التاريخ الصغير للبخاري: ٢/١١٩- ١٢٠..
١١ - سبق تعريفه..
١٢ - أبو سفيان : بن سعيد بن المغيرة الثقفي وثقة ابن حبان. الخلاصة: ٣٨٠..
١٣ -أحكام القرآن لابن العربي: ٢/٩٦٢- ٩٦٣..
١٤ - بداية المجتهد ونهاية المقتصد: ١/٢٧٥. وزاد قائلا: وهذا كما قلنا التفات منه إلى المصالح. وينظر: أحكام القرآن لابن العربي: ٢/٩٦٦، والمحرر: ٨/٢١٣..
١٥ - بداية المجتهد: ١/٢٧٧. وينظر: أحكام القرآن للجصاص: ٣/١٢٥، والبيان والتحصيل: ١٨/٥١٥، وأحكام القرآن لابن العربي: ٢/٩٦٧، والمحرر: ٨/٢١٣، وتفسير ابن كثير: ٢/٣٦٦، وفتح القدير: ٢/٣٧٢..
١٦ -البيان والتحصيل: ١٨/٥١٥. وينظر: المنتقى: ٢/١٥٣- ١٥٤، والجامع: ٨/١٨٢..
١٧ - الأحكام الصغرى: ١/١٥٩ وقال في أحكام القرآن: "قال مالك" سبل الله كثيرة، لكني لا أعلم خلافا في أن المراد بسبيل الله هاهنا الغزو من جملة سبيل الله": ٢/٩٦٩. وينظر: بداية المجتهد: ١/٢٧٧..
١٨ - الجامع: ٨/١٨٦. وينظر البيان والتحصيل: ١٨/٥١٥..
١٩ - البيان والتحصيل: ١٨/٥١٥. وقال ابن العربي في أحكام القرآن: "قال مالك: - في كتاب ابن سحنون-: إذا وجد من يسلفه فلا يعطي": ٢/٩٧٠. وينظر الجامع: ٨/١٨٧. وفتح القدير: ٢/٣٧٢..
٤٨٩- السيوطي : أخرج الخطيب في رواية مالك عن ابن عمر قال : رأيت عبد الله بن أبي١ وهو يشتد قدام النبي صلى الله عليه وسلم والأحجار تنكيه، وهو يقول : يا محمد إنما كنا نخوض ونلعب، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول :( أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون }. ٢
٢ -الدر: ٤/٢٣٠، وأخرجه علي بن أحمد الواحدي النيسابوري في كتابه أسباب النزول: ١٦٩، وابن رشد في البيان والتحصيل: ١٨/٨٩، والشوكاني في الفتح: ٢/٣٧٨..
٤٩٠- ابن العربي : روى ابن القاسم عن مالك في الآية : أنه كان يقول : ابن آدم، اعمل وأغلق عليك سبعين بابا، يخرج الله عملك إلى الناس. ١
ومهما تكن عند امرئ من خليقة | ولو خالها تخفى على الناس تعلم |
٤٩١- القرطبي : قال مالك : لا يؤم- الأعرابي- وإن كان أقرأهم. ١
٤٩٢- ابن العربي : قال أشهب : قال مالك في قوله :﴿ وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم ﴾ نزلت في شأن أبي لبابة بن عبد المنذر١، قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم، حين أصابه الذنب : يا رسول الله أجاورك، وأنخلع من مالي فقال :( يجزئك من ذلك الثلث ). وقد قال الله تعالى :﴿ خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ﴾٢ [ التوبة : ١٠٣ ]. ٣
٢ - التوبة/١٠٣..
٣ - أحكام القرآن لابن العربي: ٢/١٠١٠. وزاد ابن العربي قائلا: وروى ابن وهب وابن القاسم عنه - يعني مالكا- مثله. وينظر الجامع: ٨/٢٤٢.
أبي سعيد الخدري قال: تمارى رجلان في المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم، فقال رجل: هو مسجد قباء، وقال آخر: هو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هو مسجدي هذا). قال أبو عيسى: "هذا حديث صحيح، وجزم مسلم أيضا بمثله": ٢/١٠١٤. يراجع: كتاب تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة لبدر الدين المراغي. الفصل الثالث، باب بناء مسجده وتعيين مصلاه صلى الله عليه وسلم/٣٨..
٤٩٣- ابن رشد : سئل مالك عن العشيرة١ يكون لهم مسجد يصلون فيه فيريد رجل أن يبني قريبا منه مسجدا. أيكون له ذلك ؟ فقال : لا خير في الضرار ثم لا سيما في المساجد خاصة. فأما مسجد بني لخير وصلاح فلا بأس به، وأما ضرار فلا خير فيه، قال الله عز وجل :﴿ والذين اتخذوا مسجدا ضرارا ﴾ لا خير في الضرار في شيء من الأشياء، وإنما القول أبدا في الآخر من المسجدين.
٤٩٤- ابن العربي : قال ابن وهب عن مالك وأشهب عنه، قال مالك : المسجد الذي ذكر الله أنه أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه. هو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ كان يقوم رسول الله ويأتيه أولئك من هنالك وقال الله تعالى :﴿ وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما ﴾١ وهو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
٤٩٥- القرطبي : قال مالك : هو مسجد قباء رواه عنه ابن وهب، وأشهب، وابن القاسم.
قوله تعالى :﴿ وفيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين ﴾ [ التوبة : ١٠٨ ].
٤٩٦- قال مالك : إذا قضيت الحاجة فلا تبرأ بشيء حتى تغسل فرجك بالماء. بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأهل مسجد قباء : " إنما نزلت هذه الآية فيكم " :﴿ فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين ﴾ ( فأنبئوني ما هذا التطهير الذي ذكرتم به فاكتبوا عليه ؟ ) قالوا : والذي بعثك بالحق نبيا ما منا امرأة ولا رجل يأتي الخلاء فيبول بشيء دون غسل فرجه بالماء. ٢
٢ - رسالة مالك إلى هارون الرشيد ص ٩ مخطوطة خاصة..
٤٩٧- القرطبي : قال مالك فيما رواه عنه أشهب : ما أبين هذا في الرد على القدرية :١ ﴿ لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم ﴾. ٢
التعريفات: ١٧٤، وينظر: القاموس..
٢ -الجامع: ٨/٣٠٠..
٤٩٨- القرطبي : قال مطرف : سمعت مالك بن أنس يقول : قلما كان رجل صادقا لا يكذب، إلا متع بعقله ولم يصبه ما يصيب غيره من الهرم والخوف. ١
٤٩٩- ابن رشد : سئل مالك عن تفسير حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :( أمرت بقرية تأكل القرى : قال يثرب١ تفتح في رأيي قال : وأنزل الله عز وجل ﴿ يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار ﴾ قال يلون المدينة ". ٢
٥٠٠- ابن أبي حاتم : عن علي بن الحسين حدثنا أبو الطاهر حدثنا ابن وهب عن مالك وسمعته سئل عن قول الله تعالى :﴿ قاتلوا الذين يلونكم من الكفار ﴾، قال تفسير هذا المدينة، الذين يلون هذه القرية، أنزلت هذه الآية على نبيه صلى الله عليه وسلم يعني الذين آمنوا معه ﴿ قاتلوا الذين يلونكم من الكفار ﴾ يريد المشركين الذين حول المدينة أحب أن يقاتل كل قوم من يليهم إلا أنه قال على مكان يخاف فيه على المسلمين. ٣
وقد كره بعض العلماء تسميتها يثرب لقوله صلى الله عليه وسلم: "يقولون يثرب وهي المدينة" ولما في مسند أحمد عن البراء ابن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سمى المدينة يثرب فليستغفر الله هي طابة هي طابة" وتسميتها في القرآن "يثرب" حكاية عن قول غير المؤمنين حتى قال عيسى بن دينار: ومن سماها "يثرب" كتبت عليه خطيئة وسبب الكراهية إما لكونه مأخوذا من الثرب وهو الفساد، أو من التثريب وهو المؤاخذة بالذنب، وكان عليه السلام يحب الاسم الحسن ولهذا سماها صلى الله عليه وسلم: طابة وطيبة "لما في اسم طيبة من الطيب وهو موجود بالمدينة حتى ذكروا أنه يوجد أبدا في رائحة هوائها وترتبها أو شيء أمورها": ٢٢..
٢ - البيان والتحصيل: ١٧/ ١٤..
٣ - تفسير ابن أبي حاتم..