ﰡ
في بداية هذا الربع يصف كتاب الله بكل دقة، وفي إيجاز وإعجاز، نفسية ضعفاء الإيمان من بني الإنسان، ومواقفهم المتناقضة في كل زمان ومكان، ولاسيما الموقف الذي يكونون عليه في حالة الضراء، والموقف الذي ينقلبون إليه في حالة السراء، وذلك قوله تعالى :﴿ وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه، ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل، وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله ﴾، على غرار قوله تعالى في آية ثانية ( ١٢ : ١٠ ) :﴿ وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما، فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه ﴾، وقوله تعالى في الآية ثالثة ( ٦٧ : ١٧ ) :﴿ وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه، فلما نجاكم إلا البر أعرضتم، وكان الإنسان كفورا ﴾، وقوله تعالى في آية رابعة ( ٤٩ : ٣٩ ) :﴿ فإذا مس الإنسان ضر دعانا، ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم، بل هي فتنة، ولكن أكثرهم لا يعلمون ﴾.
وجميع هذه الآيات تسجل على ضعفاء الإيمان ما هم عليه من تناقض وتذبذب وتردد، وتكشف الستار عن خلجات نفوسهم ونبضات قلوبهم في حالتي اليسر والعسر، والشدة والرخاء، فهم حينما تنزل بساحتهم كارثة من الكوارث، أو داهية من الدواهي، يجزعون ويفزعون، ويحسون من أعماق أعماقهم بما هم عليه من الضعف والعجز والهوان على الله وعلى الناس، ويدركون بغريزتهم الفطرية أنهم لا يستطيعون لما نزل بهم دفعا، وأنه لا خلاص لهم من المحنة، ولا نجاة لهم من الكرب، إلا بالالتجاء إلى الله وحده القاهر فوق عباده، ويجدون أنفسهم مدفوعين بدافع قهري وخفي إلى التمرغ في أعتاب من بيده الملك والملكوت، طارقين بابه بمنتهى الخضوع والخشوع، حتى إذا ما استجاب الله دعاءهم، بواسع رحمته، وجميل لطفه، نسوا الله فأنساهم أنفسهم، ولم يعودوا يتذكرون المحنة التي نكست رؤوسهم، وأثقلت ظهورهم، وأقضت مضاجعهم، وزلزلت كيانهم، بل استأنفوا من جديد كل ما كانوا عليه من التظاهر والتجاهر بالفساد والطغيان، ولجوا في العناد والعدوان، وأقبلوا على ممارسة شهواتهم، والانغماس في لذاتهم، والجري وراء أهوائهم، والتسابق إلى الطاعة العمياء، لمن يشركونهم بالله من السادة والكبراء، وإن كان في رضاهم سخط الله، وفي الاعتماد عليهم شرك بالله، وذلك كله من أجل متعة مؤقتة مآلها إلى زوال، وفي سبيل منفعة عاجلة نهايتها إلى وبال، وإلى هذا الموقف المزري الذي يقفه ضعفاء الإيمان في وقفتهم الخاسرة، ومقابلتهم لطف الله بالجحود بدلا من الشكر، وبالإساءة بدلا من الإحسان، ينظر قوله تعالى في نفس الموضوع :﴿ وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله قل تمتع بكفرك قليلا، إنك من أصحاب النار( ٨ ) ﴾ : بينما المتحررون من ربقة الشرك الظاهر والخفي، ومن كل عبودية لغير الله، جاءتهم البشرى من الحق سبحانه وتعالى في قوله :﴿ والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى، فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ﴾.
وحيث أن أسمى غاية للعلم والمعرفة بالنسبة للإنسان هي الوصول إلى " الحقيقة الأولى " التي هي مصدر النور ومنبع الحياة، وربط الاتصال بها قلبا وقالبا، جاء كتاب الله ينوه بها، ويلفت النظر إليها، معتبرا أن كل علم لا يؤدي إليها، ولا يصل بصاحبه إلى إدراكها، إنما هو نوع من الجهل، بل هو " الجهل المركب الغليظ "، وإلى ذلك يشير قوله تعالى :﴿ قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ﴾، في أعقاب قوله تعالى :﴿ ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه ﴾، فمن لا يرجو الله ولا يخافه معدود بين الجهلاء، وإن كان عند نفسه وعند الناس من العلماء.
ومعنى قوله تعالى هنا :﴿ متشابها مثاني ﴾، حسبما روي عن سفيان بن عيينة، ( أن سياقات القرآن تارة تكون في معنى واحد يشبه بعضه بعضا، فهذا من " المتشابه "، وتارة تكون بذكر الشيء وضده، أي في معنيين اثنين، كذكر المؤمنين ثم الكافرين، وكوصف الجنة تم وصف النار، وما أشبه هذا، فهذا من " المثاني " مثل قوله تعالى :﴿ إن الأبرار لفي نعيم، وإن الفجار لفي جحيم ﴾ ( ١٤ : ٨٢ ). قال ابن كثير : " و قد كان الصحابة رضوان الله عليهم عندما يسمعون كلام الله من تلاوة رسول الله صلى الله عليه وسلم تقشعر جلودهم، ثم تلين مع قلوبهم إلى ذكر الله، ولم يكونوا يتصارخون ولا يتكلفون ما ليس فيهم، بل عندهم من الثبات والسكون، والأدب والخشية ما لم يلحقهم فيه أحد، ولهذا فازوا بالمدح من الرب الأعلى في الدنيا والآخرة، ولم ينعتهم بذهاب عقولهم، والغشيان عليهم، وإنما هذا في أهل البدع، وهو من الشيطان ".
ومعنى قوله تعالى هنا في وصف كتابه العزيز :﴿ قرآنا عربيا غير ذي عوج ﴾، أنه نزل بلسان عربي مبين لا التباس فيه ولا انحراف، ولا تناقض ولا اختلاف، على غرار قوله تعالى في سورة الكهف ( ١ ) :﴿ الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا ﴾، وقوله تعالى في سورة النساء ( ٨٢ ) :﴿ ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ﴾.
ومعنى قوله تعالى هنا :﴿ متشابها مثاني ﴾، حسبما روي عن سفيان بن عيينة، ( أن سياقات القرآن تارة تكون في معنى واحد يشبه بعضه بعضا، فهذا من " المتشابه "، وتارة تكون بذكر الشيء وضده، أي في معنيين اثنين، كذكر المؤمنين ثم الكافرين، وكوصف الجنة تم وصف النار، وما أشبه هذا، فهذا من " المثاني " مثل قوله تعالى :﴿ إن الأبرار لفي نعيم، وإن الفجار لفي جحيم ﴾ ( ١٤ : ٨٢ ). قال ابن كثير :" و قد كان الصحابة رضوان الله عليهم عندما يسمعون كلام الله من تلاوة رسول الله صلى الله عليه وسلم تقشعر جلودهم، ثم تلين مع قلوبهم إلى ذكر الله، ولم يكونوا يتصارخون ولا يتكلفون ما ليس فيهم، بل عندهم من الثبات والسكون، والأدب والخشية ما لم يلحقهم فيه أحد، ولهذا فازوا بالمدح من الرب الأعلى في الدنيا والآخرة، ولم ينعتهم بذهاب عقولهم، والغشيان عليهم، وإنما هذا في أهل البدع، وهو من الشيطان ".
ومعنى قوله تعالى هنا في وصف كتابه العزيز :﴿ قرآنا عربيا غير ذي عوج ﴾، أنه نزل بلسان عربي مبين لا التباس فيه ولا انحراف، ولا تناقض ولا اختلاف، على غرار قوله تعالى في سورة الكهف ( ١ ) :﴿ الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا ﴾، وقوله تعالى في سورة النساء ( ٨٢ ) :﴿ ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ﴾.
ومعنى قوله تعالى هنا :﴿ متشابها مثاني ﴾، حسبما روي عن سفيان بن عيينة، ( أن سياقات القرآن تارة تكون في معنى واحد يشبه بعضه بعضا، فهذا من " المتشابه "، وتارة تكون بذكر الشيء وضده، أي في معنيين اثنين، كذكر المؤمنين ثم الكافرين، وكوصف الجنة تم وصف النار، وما أشبه هذا، فهذا من " المثاني " مثل قوله تعالى :﴿ إن الأبرار لفي نعيم، وإن الفجار لفي جحيم ﴾ ( ١٤ : ٨٢ ). قال ابن كثير :" و قد كان الصحابة رضوان الله عليهم عندما يسمعون كلام الله من تلاوة رسول الله صلى الله عليه وسلم تقشعر جلودهم، ثم تلين مع قلوبهم إلى ذكر الله، ولم يكونوا يتصارخون ولا يتكلفون ما ليس فيهم، بل عندهم من الثبات والسكون، والأدب والخشية ما لم يلحقهم فيه أحد، ولهذا فازوا بالمدح من الرب الأعلى في الدنيا والآخرة، ولم ينعتهم بذهاب عقولهم، والغشيان عليهم، وإنما هذا في أهل البدع، وهو من الشيطان ".
ومعنى قوله تعالى هنا في وصف كتابه العزيز :﴿ قرآنا عربيا غير ذي عوج ﴾، أنه نزل بلسان عربي مبين لا التباس فيه ولا انحراف، ولا تناقض ولا اختلاف، على غرار قوله تعالى في سورة الكهف ( ١ ) :﴿ الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا ﴾، وقوله تعالى في سورة النساء ( ٨٢ ) :﴿ ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ﴾.
ومعنى قوله تعالى هنا :﴿ متشابها مثاني ﴾، حسبما روي عن سفيان بن عيينة، ( أن سياقات القرآن تارة تكون في معنى واحد يشبه بعضه بعضا، فهذا من " المتشابه "، وتارة تكون بذكر الشيء وضده، أي في معنيين اثنين، كذكر المؤمنين ثم الكافرين، وكوصف الجنة تم وصف النار، وما أشبه هذا، فهذا من " المثاني " مثل قوله تعالى :﴿ إن الأبرار لفي نعيم، وإن الفجار لفي جحيم ﴾ ( ١٤ : ٨٢ ). قال ابن كثير :" و قد كان الصحابة رضوان الله عليهم عندما يسمعون كلام الله من تلاوة رسول الله صلى الله عليه وسلم تقشعر جلودهم، ثم تلين مع قلوبهم إلى ذكر الله، ولم يكونوا يتصارخون ولا يتكلفون ما ليس فيهم، بل عندهم من الثبات والسكون، والأدب والخشية ما لم يلحقهم فيه أحد، ولهذا فازوا بالمدح من الرب الأعلى في الدنيا والآخرة، ولم ينعتهم بذهاب عقولهم، والغشيان عليهم، وإنما هذا في أهل البدع، وهو من الشيطان ".
ومعنى قوله تعالى هنا في وصف كتابه العزيز :﴿ قرآنا عربيا غير ذي عوج ﴾، أنه نزل بلسان عربي مبين لا التباس فيه ولا انحراف، ولا تناقض ولا اختلاف، على غرار قوله تعالى في سورة الكهف ( ١ ) :﴿ الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا ﴾، وقوله تعالى في سورة النساء ( ٨٢ ) :﴿ ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ﴾.
وكما أعلن الحق سبحانه وتعالى في الآية السابقة جزاء الظالمين المكذبين إذ قال :﴿ أليس في جهنم مثوى للكافرين ﴾، أعلن في الآية التالية جزاء الصادقين والمصدقين، فقال تعالى :﴿ لهم ما يشاءون عند ربهم، ذلك جزاء المحسنين ﴾، وفي هذه الصيغة من دلائل الرضى والإكرام ما يؤكد أن الله سيكرمهم بما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
وكما أعلن الحق سبحانه وتعالى في الآية السابقة جزاء الظالمين المكذبين إذ قال :﴿ أليس في جهنم مثوى للكافرين ﴾، أعلن في الآية التالية جزاء الصادقين والمصدقين، فقال تعالى :﴿ لهم ما يشاءون عند ربهم، ذلك جزاء المحسنين ﴾، وفي هذه الصيغة من دلائل الرضى والإكرام ما يؤكد أن الله سيكرمهم بما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
وكما أعلن الحق سبحانه وتعالى في الآية السابقة جزاء الظالمين المكذبين إذ قال :﴿ أليس في جهنم مثوى للكافرين ﴾، أعلن في الآية التالية جزاء الصادقين والمصدقين، فقال تعالى :﴿ لهم ما يشاءون عند ربهم، ذلك جزاء المحسنين ﴾، وفي هذه الصيغة من دلائل الرضى والإكرام ما يؤكد أن الله سيكرمهم بما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
في المصحف الكريم
في مطلع هذا الربع تتناول الآيات البينات وصف عدة أصناف من أهل الزيغ والضلال، فتسجل ما كانوا عليه من سوء الحال في الدنيا، وتتنبأ بما سيتعللون به من أتفه الأسباب والعلل في الدار الآخرة، فمنهم الساخر المستهزئ الذي كان يتهكم على الوحي والرسالة والإيمان، ويعتبر الحياة التي يقضيها مجرد مهزلة ومسخرة، بحيث لا يلزم التفكير فيما وراءها، ولا الاستعداد لما بعدها. ومنهم الفاسق الغارق في أوحال الفسق، والمتردي في مهاوي الفساد طيلة حياته، دون أن يحاول إصلاح حاله، فضلا عن أن يفكر في مصيره، ومنهم المسيء إلى نفسه وإلى الناس، المتجني على شخصه وعلى المجتمع، دون أن يفكر في اكتساب حسنة أو إسداء إحسان، حتى إذا فارقوا الدنيا وأتاهم اليقين أخذوا يعضون بنان الندم، ويحاولون أن يبرروا أمام أنفسهم وأمام الله مواقفهم الشاذة، وأعمالهم المنكرة.
فالساخر المتهكم يدرك حينئذ أن الأمر أمر جد لا هزل، ويتيقن أنه قد فرط في حق الله، فتذهب نفسه حسرات، ويقول فيما تحكي عنه الآية :﴿ يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين( ٥٦ ) ﴾، لكن ماذا تنفعه الحسرة، وماذا يجديه الاعتراف بعد فوات الإبان ؟.
والفاسق الذي أحاطت به سيآته من كل جانب يحاول أن يجد له تكأة يتكئ عليها في عقيدة " الجبرية والقدرية " فيقول فيما تحكي عنه الآية :﴿ لو أن الله هداني لكنت من المتقين( ٥٧ ) ﴾، وهذه تعلة كافة الفساق والمنحرفين، في جميع العصور والأزمان، كأن الله لم يبعث الرسل، وكأنه لم يمنح للناس جميعا ملكة العقل والتمييز، - وهي الميزان الذي يزنون به حقائق الأشياء-، ووحي الوجدان والضمير، ليختاروا طريق الهدى، ويتجنبوا طريق الضلال، " وهديناه النجدين ".
والمسيء الذي لم يعرف في حياته طريق الحسنة والعمل الصالح، ولم يتمتع أبدا بلذة الإحسان والبر، يتمنى العودة إلى الدنيا ليدارك ما فات، وهيهات هيهات، فيقول فيما تحكي عنه الآية :﴿ لو أن لي كرة فأكون من المحسنين( ٥٨ ) ﴾.
وأمنية العودة إلى الدنيا بعد الإقامة في دار العذاب هي أمنية جميع المسيئين، الذين يظلون طيلة حياتهم سكارى بعبادة أنفسهم وشهواتهم، حتى إذا ما حلوا بدار الجزاء ندموا على ما ضيعوا من الفرص في دار العمل، فالواجب على كل إنسان عاقل أن يبادر لاستثمار وقته- مادام في الحياة الدنيا- استثمارا جديا، يضمن له الأمن والنعيم، عندما ينتقل إلى الدار الآخرة، وذلك بإتباع النهج القويم، الذي رسمه لله لسلوك الصالحين من عباده، وبالتنازل عن مرضاة النفس الأمارة بالسوء، في سبيل مرضاة الله ورسوله، وإلى هذه المعاني وما يتصل بها يشير قوله تعالى :﴿ وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون( ٥٤ ) واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم، من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون( ٥٥ ) أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين( ٥٦ ) أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين( ٥٧ ) أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين( ٥٨ ) ﴾.
في المصحف الكريم
في مطلع هذا الربع تتناول الآيات البينات وصف عدة أصناف من أهل الزيغ والضلال، فتسجل ما كانوا عليه من سوء الحال في الدنيا، وتتنبأ بما سيتعللون به من أتفه الأسباب والعلل في الدار الآخرة، فمنهم الساخر المستهزئ الذي كان يتهكم على الوحي والرسالة والإيمان، ويعتبر الحياة التي يقضيها مجرد مهزلة ومسخرة، بحيث لا يلزم التفكير فيما وراءها، ولا الاستعداد لما بعدها. ومنهم الفاسق الغارق في أوحال الفسق، والمتردي في مهاوي الفساد طيلة حياته، دون أن يحاول إصلاح حاله، فضلا عن أن يفكر في مصيره، ومنهم المسيء إلى نفسه وإلى الناس، المتجني على شخصه وعلى المجتمع، دون أن يفكر في اكتساب حسنة أو إسداء إحسان، حتى إذا فارقوا الدنيا وأتاهم اليقين أخذوا يعضون بنان الندم، ويحاولون أن يبرروا أمام أنفسهم وأمام الله مواقفهم الشاذة، وأعمالهم المنكرة.
فالساخر المتهكم يدرك حينئذ أن الأمر أمر جد لا هزل، ويتيقن أنه قد فرط في حق الله، فتذهب نفسه حسرات، ويقول فيما تحكي عنه الآية :﴿ يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين( ٥٦ ) ﴾، لكن ماذا تنفعه الحسرة، وماذا يجديه الاعتراف بعد فوات الإبان ؟.
والفاسق الذي أحاطت به سيآته من كل جانب يحاول أن يجد له تكأة يتكئ عليها في عقيدة " الجبرية والقدرية " فيقول فيما تحكي عنه الآية :﴿ لو أن الله هداني لكنت من المتقين( ٥٧ ) ﴾، وهذه تعلة كافة الفساق والمنحرفين، في جميع العصور والأزمان، كأن الله لم يبعث الرسل، وكأنه لم يمنح للناس جميعا ملكة العقل والتمييز، - وهي الميزان الذي يزنون به حقائق الأشياء-، ووحي الوجدان والضمير، ليختاروا طريق الهدى، ويتجنبوا طريق الضلال، " وهديناه النجدين ".
والمسيء الذي لم يعرف في حياته طريق الحسنة والعمل الصالح، ولم يتمتع أبدا بلذة الإحسان والبر، يتمنى العودة إلى الدنيا ليدارك ما فات، وهيهات هيهات، فيقول فيما تحكي عنه الآية :﴿ لو أن لي كرة فأكون من المحسنين( ٥٨ ) ﴾.
وأمنية العودة إلى الدنيا بعد الإقامة في دار العذاب هي أمنية جميع المسيئين، الذين يظلون طيلة حياتهم سكارى بعبادة أنفسهم وشهواتهم، حتى إذا ما حلوا بدار الجزاء ندموا على ما ضيعوا من الفرص في دار العمل، فالواجب على كل إنسان عاقل أن يبادر لاستثمار وقته- مادام في الحياة الدنيا- استثمارا جديا، يضمن له الأمن والنعيم، عندما ينتقل إلى الدار الآخرة، وذلك بإتباع النهج القويم، الذي رسمه لله لسلوك الصالحين من عباده، وبالتنازل عن مرضاة النفس الأمارة بالسوء، في سبيل مرضاة الله ورسوله، وإلى هذه المعاني وما يتصل بها يشير قوله تعالى :﴿ وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون( ٥٤ ) واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم، من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون( ٥٥ ) أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين( ٥٦ ) أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين( ٥٧ ) أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين( ٥٨ ) ﴾.
في المصحف الكريم
في مطلع هذا الربع تتناول الآيات البينات وصف عدة أصناف من أهل الزيغ والضلال، فتسجل ما كانوا عليه من سوء الحال في الدنيا، وتتنبأ بما سيتعللون به من أتفه الأسباب والعلل في الدار الآخرة، فمنهم الساخر المستهزئ الذي كان يتهكم على الوحي والرسالة والإيمان، ويعتبر الحياة التي يقضيها مجرد مهزلة ومسخرة، بحيث لا يلزم التفكير فيما وراءها، ولا الاستعداد لما بعدها. ومنهم الفاسق الغارق في أوحال الفسق، والمتردي في مهاوي الفساد طيلة حياته، دون أن يحاول إصلاح حاله، فضلا عن أن يفكر في مصيره، ومنهم المسيء إلى نفسه وإلى الناس، المتجني على شخصه وعلى المجتمع، دون أن يفكر في اكتساب حسنة أو إسداء إحسان، حتى إذا فارقوا الدنيا وأتاهم اليقين أخذوا يعضون بنان الندم، ويحاولون أن يبرروا أمام أنفسهم وأمام الله مواقفهم الشاذة، وأعمالهم المنكرة.
فالساخر المتهكم يدرك حينئذ أن الأمر أمر جد لا هزل، ويتيقن أنه قد فرط في حق الله، فتذهب نفسه حسرات، ويقول فيما تحكي عنه الآية :﴿ يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين( ٥٦ ) ﴾، لكن ماذا تنفعه الحسرة، وماذا يجديه الاعتراف بعد فوات الإبان ؟.
والفاسق الذي أحاطت به سيآته من كل جانب يحاول أن يجد له تكأة يتكئ عليها في عقيدة " الجبرية والقدرية " فيقول فيما تحكي عنه الآية :﴿ لو أن الله هداني لكنت من المتقين( ٥٧ ) ﴾، وهذه تعلة كافة الفساق والمنحرفين، في جميع العصور والأزمان، كأن الله لم يبعث الرسل، وكأنه لم يمنح للناس جميعا ملكة العقل والتمييز، - وهي الميزان الذي يزنون به حقائق الأشياء-، ووحي الوجدان والضمير، ليختاروا طريق الهدى، ويتجنبوا طريق الضلال، " وهديناه النجدين ".
والمسيء الذي لم يعرف في حياته طريق الحسنة والعمل الصالح، ولم يتمتع أبدا بلذة الإحسان والبر، يتمنى العودة إلى الدنيا ليدارك ما فات، وهيهات هيهات، فيقول فيما تحكي عنه الآية :﴿ لو أن لي كرة فأكون من المحسنين( ٥٨ ) ﴾.
وأمنية العودة إلى الدنيا بعد الإقامة في دار العذاب هي أمنية جميع المسيئين، الذين يظلون طيلة حياتهم سكارى بعبادة أنفسهم وشهواتهم، حتى إذا ما حلوا بدار الجزاء ندموا على ما ضيعوا من الفرص في دار العمل، فالواجب على كل إنسان عاقل أن يبادر لاستثمار وقته- مادام في الحياة الدنيا- استثمارا جديا، يضمن له الأمن والنعيم، عندما ينتقل إلى الدار الآخرة، وذلك بإتباع النهج القويم، الذي رسمه لله لسلوك الصالحين من عباده، وبالتنازل عن مرضاة النفس الأمارة بالسوء، في سبيل مرضاة الله ورسوله، وإلى هذه المعاني وما يتصل بها يشير قوله تعالى :﴿ وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون( ٥٤ ) واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم، من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون( ٥٥ ) أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين( ٥٦ ) أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين( ٥٧ ) أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين( ٥٨ ) ﴾.
في المصحف الكريم
في مطلع هذا الربع تتناول الآيات البينات وصف عدة أصناف من أهل الزيغ والضلال، فتسجل ما كانوا عليه من سوء الحال في الدنيا، وتتنبأ بما سيتعللون به من أتفه الأسباب والعلل في الدار الآخرة، فمنهم الساخر المستهزئ الذي كان يتهكم على الوحي والرسالة والإيمان، ويعتبر الحياة التي يقضيها مجرد مهزلة ومسخرة، بحيث لا يلزم التفكير فيما وراءها، ولا الاستعداد لما بعدها. ومنهم الفاسق الغارق في أوحال الفسق، والمتردي في مهاوي الفساد طيلة حياته، دون أن يحاول إصلاح حاله، فضلا عن أن يفكر في مصيره، ومنهم المسيء إلى نفسه وإلى الناس، المتجني على شخصه وعلى المجتمع، دون أن يفكر في اكتساب حسنة أو إسداء إحسان، حتى إذا فارقوا الدنيا وأتاهم اليقين أخذوا يعضون بنان الندم، ويحاولون أن يبرروا أمام أنفسهم وأمام الله مواقفهم الشاذة، وأعمالهم المنكرة.
فالساخر المتهكم يدرك حينئذ أن الأمر أمر جد لا هزل، ويتيقن أنه قد فرط في حق الله، فتذهب نفسه حسرات، ويقول فيما تحكي عنه الآية :﴿ يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين( ٥٦ ) ﴾، لكن ماذا تنفعه الحسرة، وماذا يجديه الاعتراف بعد فوات الإبان ؟.
والفاسق الذي أحاطت به سيآته من كل جانب يحاول أن يجد له تكأة يتكئ عليها في عقيدة " الجبرية والقدرية " فيقول فيما تحكي عنه الآية :﴿ لو أن الله هداني لكنت من المتقين( ٥٧ ) ﴾، وهذه تعلة كافة الفساق والمنحرفين، في جميع العصور والأزمان، كأن الله لم يبعث الرسل، وكأنه لم يمنح للناس جميعا ملكة العقل والتمييز، - وهي الميزان الذي يزنون به حقائق الأشياء-، ووحي الوجدان والضمير، ليختاروا طريق الهدى، ويتجنبوا طريق الضلال، " وهديناه النجدين ".
والمسيء الذي لم يعرف في حياته طريق الحسنة والعمل الصالح، ولم يتمتع أبدا بلذة الإحسان والبر، يتمنى العودة إلى الدنيا ليدارك ما فات، وهيهات هيهات، فيقول فيما تحكي عنه الآية :﴿ لو أن لي كرة فأكون من المحسنين( ٥٨ ) ﴾.
وأمنية العودة إلى الدنيا بعد الإقامة في دار العذاب هي أمنية جميع المسيئين، الذين يظلون طيلة حياتهم سكارى بعبادة أنفسهم وشهواتهم، حتى إذا ما حلوا بدار الجزاء ندموا على ما ضيعوا من الفرص في دار العمل، فالواجب على كل إنسان عاقل أن يبادر لاستثمار وقته- مادام في الحياة الدنيا- استثمارا جديا، يضمن له الأمن والنعيم، عندما ينتقل إلى الدار الآخرة، وذلك بإتباع النهج القويم، الذي رسمه لله لسلوك الصالحين من عباده، وبالتنازل عن مرضاة النفس الأمارة بالسوء، في سبيل مرضاة الله ورسوله، وإلى هذه المعاني وما يتصل بها يشير قوله تعالى :﴿ وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون( ٥٤ ) واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم، من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون( ٥٥ ) أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين( ٥٦ ) أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين( ٥٧ ) أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين( ٥٨ ) ﴾.
في المصحف الكريم
في مطلع هذا الربع تتناول الآيات البينات وصف عدة أصناف من أهل الزيغ والضلال، فتسجل ما كانوا عليه من سوء الحال في الدنيا، وتتنبأ بما سيتعللون به من أتفه الأسباب والعلل في الدار الآخرة، فمنهم الساخر المستهزئ الذي كان يتهكم على الوحي والرسالة والإيمان، ويعتبر الحياة التي يقضيها مجرد مهزلة ومسخرة، بحيث لا يلزم التفكير فيما وراءها، ولا الاستعداد لما بعدها. ومنهم الفاسق الغارق في أوحال الفسق، والمتردي في مهاوي الفساد طيلة حياته، دون أن يحاول إصلاح حاله، فضلا عن أن يفكر في مصيره، ومنهم المسيء إلى نفسه وإلى الناس، المتجني على شخصه وعلى المجتمع، دون أن يفكر في اكتساب حسنة أو إسداء إحسان، حتى إذا فارقوا الدنيا وأتاهم اليقين أخذوا يعضون بنان الندم، ويحاولون أن يبرروا أمام أنفسهم وأمام الله مواقفهم الشاذة، وأعمالهم المنكرة.
فالساخر المتهكم يدرك حينئذ أن الأمر أمر جد لا هزل، ويتيقن أنه قد فرط في حق الله، فتذهب نفسه حسرات، ويقول فيما تحكي عنه الآية :﴿ يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين( ٥٦ ) ﴾، لكن ماذا تنفعه الحسرة، وماذا يجديه الاعتراف بعد فوات الإبان ؟.
والفاسق الذي أحاطت به سيآته من كل جانب يحاول أن يجد له تكأة يتكئ عليها في عقيدة " الجبرية والقدرية " فيقول فيما تحكي عنه الآية :﴿ لو أن الله هداني لكنت من المتقين( ٥٧ ) ﴾، وهذه تعلة كافة الفساق والمنحرفين، في جميع العصور والأزمان، كأن الله لم يبعث الرسل، وكأنه لم يمنح للناس جميعا ملكة العقل والتمييز، - وهي الميزان الذي يزنون به حقائق الأشياء-، ووحي الوجدان والضمير، ليختاروا طريق الهدى، ويتجنبوا طريق الضلال، " وهديناه النجدين ".
والمسيء الذي لم يعرف في حياته طريق الحسنة والعمل الصالح، ولم يتمتع أبدا بلذة الإحسان والبر، يتمنى العودة إلى الدنيا ليدارك ما فات، وهيهات هيهات، فيقول فيما تحكي عنه الآية :﴿ لو أن لي كرة فأكون من المحسنين( ٥٨ ) ﴾.
وأمنية العودة إلى الدنيا بعد الإقامة في دار العذاب هي أمنية جميع المسيئين، الذين يظلون طيلة حياتهم سكارى بعبادة أنفسهم وشهواتهم، حتى إذا ما حلوا بدار الجزاء ندموا على ما ضيعوا من الفرص في دار العمل، فالواجب على كل إنسان عاقل أن يبادر لاستثمار وقته- مادام في الحياة الدنيا- استثمارا جديا، يضمن له الأمن والنعيم، عندما ينتقل إلى الدار الآخرة، وذلك بإتباع النهج القويم، الذي رسمه لله لسلوك الصالحين من عباده، وبالتنازل عن مرضاة النفس الأمارة بالسوء، في سبيل مرضاة الله ورسوله، وإلى هذه المعاني وما يتصل بها يشير قوله تعالى :﴿ وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون( ٥٤ ) واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم، من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون( ٥٥ ) أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين( ٥٦ ) أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين( ٥٧ ) أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين( ٥٨ ) ﴾.
أما أهل النار فقد جاء وصفهم في قوله تعالى :﴿ ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة، أليس في جهنم مثوى للمتكبرين( ٦٠ ) ﴾، وقوله تعالى :﴿ وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا، حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم و ينذرونكم لقاء يومكم هذا. قالوا : بلى ﴾، وقوله تعالى :﴿ قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها، فبيس مثوى المتكبرين ﴾.
ومما تجب ملاحظته في هذا المقام ما ورد فيه من التأكيد في وصف أهل النار بصفة " التكبر "، فقد وصفوا به في هذا الربع مرتين متتاليتين، المرة الأولى في قوله تعالى :﴿ أليس في جهنم مثوى للمتكبرين ﴾، والمرة الثانية في قوله تعالى :﴿ فبيس مثوى المتكبرين ﴾.
والسر في ذلك أن خصلة " الكبر " وممارسة " التكبر " - مما يعتاده ضعفاء النفوس وسخفاء العقول- هي أكبر سبب في ضلال الضالين، وسخرية الساخرين، وأكبر حافز للكافرين والفاسقين على تحدي الحق المبين، ومن لم تصبه عاهة " الكبر " كان أسرع إلى قبول النصيحة فور سماعها، وإلى اتباع الهداية بمجرد إشراق نورها.
وأما أهل الجنة الفائزون فقد جاء في وصفهم قوله تعالى :﴿ وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم، لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون( ٦١ ) ﴾، وقوله تعالى :﴿ وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا، حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها : سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين( ٧٣ ) ﴾، ثم يصف كتاب الله كيف تكون ارتسامات أهل الجنة وانطباعاتهم، لأول حلولهم بدار النعيم، فيقول حاكيا على لسانهم :﴿ وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده، وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء، فنعم أجر العاملين( ٧٤ ) ﴾.
وقوله تعالى في هذا السياق :﴿ وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم ﴾، أي : طابت أعمالكم وأقوالكم، وطاب سعيكم وجزاؤكم، كما في تفسير ابن كثير.
وقوله تعالى على لسان أهل الجنة عند حلولهم بها :﴿ الحمد لله الذي صدقنا وعده ﴾، ينظر إلى قوله تعالى في آية أخرى حاكيا الدعاء الذي كان يجري على ألسنتهم في الدنيا :﴿ ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة، إنك لا تخلف الميعاد ﴾.
وقوله تعالى على لسان أهل الجنة :﴿ وأورثنا الأرض ﴾، المراد بالأرض هنا أرض الجنة نفسها، كما فسر ذلك أبو العالية وأبو صالح وقتادة والسدي وابن زيد، بدليل قول أهل الجنة مباشرة بعد ذلك فيما تحكيه الآية عنهم :﴿ نتبوأ من الجنة حيث نشاء ﴾، أي حيث شئنا حللنا، فنعم الأجر أجرنا، وبمثل هذا المعنى فسر ابن كثير قوله تعالى في الآية الأخرى ( ١٠٥ : ٢ ) :﴿ ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ﴾، فالأرض التي يرثها الصالحون من عباده إرثا خالدا مؤبدا هي أرض الجنة، لا هذه الأرض التي يعيش الإنسان على ظهرها إلى الوقت المعلوم، والتي يشير إليها قوله تعالى ( ٢٥ : ٣٠ ) :﴿ ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون ﴾.
وأما أهل الجنة الفائزون فقد جاء في وصفهم قوله تعالى :﴿ وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم، لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون( ٦١ ) ﴾، وقوله تعالى :﴿ وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا، حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها : سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين( ٧٣ ) ﴾، ثم يصف كتاب الله كيف تكون ارتسامات أهل الجنة وانطباعاتهم، لأول حلولهم بدار النعيم، فيقول حاكيا على لسانهم :﴿ وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده، وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء، فنعم أجر العاملين( ٧٤ ) ﴾.
وقوله تعالى في هذا السياق :﴿ وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم ﴾، أي : طابت أعمالكم وأقوالكم، وطاب سعيكم وجزاؤكم، كما في تفسير ابن كثير.
وقوله تعالى على لسان أهل الجنة عند حلولهم بها :﴿ الحمد لله الذي صدقنا وعده ﴾، ينظر إلى قوله تعالى في آية أخرى حاكيا الدعاء الذي كان يجري على ألسنتهم في الدنيا :﴿ ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة، إنك لا تخلف الميعاد ﴾.
وقوله تعالى على لسان أهل الجنة :﴿ وأورثنا الأرض ﴾، المراد بالأرض هنا أرض الجنة نفسها، كما فسر ذلك أبو العالية وأبو صالح وقتادة والسدي وابن زيد، بدليل قول أهل الجنة مباشرة بعد ذلك فيما تحكيه الآية عنهم :﴿ نتبوأ من الجنة حيث نشاء ﴾، أي حيث شئنا حللنا، فنعم الأجر أجرنا، وبمثل هذا المعنى فسر ابن كثير قوله تعالى في الآية الأخرى ( ١٠٥ : ٢ ) :﴿ ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ﴾، فالأرض التي يرثها الصالحون من عباده إرثا خالدا مؤبدا هي أرض الجنة، لا هذه الأرض التي يعيش الإنسان على ظهرها إلى الوقت المعلوم، والتي يشير إليها قوله تعالى ( ٢٥ : ٣٠ ) :﴿ ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون ﴾.
وأما أهل الجنة الفائزون فقد جاء في وصفهم قوله تعالى :﴿ وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم، لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون( ٦١ ) ﴾، وقوله تعالى :﴿ وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا، حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها : سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين( ٧٣ ) ﴾، ثم يصف كتاب الله كيف تكون ارتسامات أهل الجنة وانطباعاتهم، لأول حلولهم بدار النعيم، فيقول حاكيا على لسانهم :﴿ وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده، وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء، فنعم أجر العاملين( ٧٤ ) ﴾.
وقوله تعالى في هذا السياق :﴿ وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم ﴾، أي : طابت أعمالكم وأقوالكم، وطاب سعيكم وجزاؤكم، كما في تفسير ابن كثير.
وقوله تعالى على لسان أهل الجنة عند حلولهم بها :﴿ الحمد لله الذي صدقنا وعده ﴾، ينظر إلى قوله تعالى في آية أخرى حاكيا الدعاء الذي كان يجري على ألسنتهم في الدنيا :﴿ ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة، إنك لا تخلف الميعاد ﴾.
وقوله تعالى على لسان أهل الجنة :﴿ وأورثنا الأرض ﴾، المراد بالأرض هنا أرض الجنة نفسها، كما فسر ذلك أبو العالية وأبو صالح وقتادة والسدي وابن زيد، بدليل قول أهل الجنة مباشرة بعد ذلك فيما تحكيه الآية عنهم :﴿ نتبوأ من الجنة حيث نشاء ﴾، أي حيث شئنا حللنا، فنعم الأجر أجرنا، وبمثل هذا المعنى فسر ابن كثير قوله تعالى في الآية الأخرى ( ١٠٥ : ٢ ) :﴿ ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ﴾، فالأرض التي يرثها الصالحون من عباده إرثا خالدا مؤبدا هي أرض الجنة، لا هذه الأرض التي يعيش الإنسان على ظهرها إلى الوقت المعلوم، والتي يشير إليها قوله تعالى ( ٢٥ : ٣٠ ) :﴿ ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون ﴾.
وقوله تعالى :﴿ وقضي بينهم بالحق ﴾، الضمير هنا إما أن يعود على أقرب مذكور، وهو لفظ ﴿ الملائكة ﴾، بمعنى أن الملائكة يتفاضلون أيضا في الثواب، نظرا لتفاضل مراتبهم وتفاضل أعمالهم، وذلك هو القضاء بينهم بالحق، وإما أن يعود الضمير على العباد كلهم والخلائق بأجمعهم، ويكون القضاء بينهم بالحق هو إدخال بعضهم النار، وإدخال بعضهم الجنة.
وختم هذا الربع بقوله تعالى :﴿ وقيل الحمد لله رب العالمين ﴾، وقد فسره ابن كثير على وجه طريف يعد من لطائف التفسير فقال : " أي نطق الكون أجمعه، ناطقه وبهيمه، بالحمد لله رب العالمين، في حكمه وعدله، ولهذا لم يسند القول إلى قائل، بل أطلقه، فدل على أن جميع المخلوقات شهدت لله بالحمد، ﴿ وقيل الحمد لله رب العالمين( ٧٥ ) ﴾.