تفسير سورة التغابن

فتح الرحمن في تفسير القرآن
تفسير سورة سورة التغابن من كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن المعروف بـفتح الرحمن في تفسير القرآن .
لمؤلفه مجير الدين العُلَيْمي . المتوفي سنة 928 هـ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

﴿يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١)﴾.
[١] ﴿يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ ينزهونه بقولهم: سبحان الله.
﴿لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ﴾ فهو المختص بهما حقيقة.
﴿وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ وأما ملك غيره، فتسليط منه، وحمده: اعتدادٌ بأن نعمة الله جرت على يده.
﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٢)﴾.
[٢] ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ﴾ ثم وصفهم فقال: ﴿فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ﴾ والكفر: فعلُ الكافر، والإيمان: فعل المؤمن، والكفر والإيمان اكتساب العبد؛ لقول النبي - ﷺ -: "كلُّ مولود يولد على الفطرة" (١)، وقوله ﴿فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا﴾ [الروم: ٣٠]، فلكل واحد من الفريقين كسب واختيار، وكسبه واختياره بتقدير الله ومشيئته، فالمؤمن بعد خلق الله إياه يختار الإيمان؛ لأن الله تعالى [أراد ذلك منه، وقدره عليه وعلمه منه،
(١) رواه البخاري (١٣١٩)، كتاب: الجنائز، باب: ما قيل في أولاد المشركين، ومسلم (٢٦٥٨)، كتاب: القدر، باب: معنى كل مولود يولد على الفطرة، من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.
والكافر بعد خلق الله إياه يختار الكفر؛ لأن الله تعالى] (١) قدر ذلك عليه، وعلمه منه، وهذا طريق أهل السنة.
﴿وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ فيعاملكم بما يناسب أعمالكم.
﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (٣)﴾.
[٣] ﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ﴾ بالحكمة البالغة.
﴿وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ﴾ بأن جعل شكل الآدمي أحسن الأشكال.
﴿وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ﴾ فيجازي كلًّا بعمله.
﴿يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (٤)﴾.
[٤] ﴿يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ من الخلق ﴿وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ﴾ فلا يخفى عليه شيء ﴿وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ بضمائر القلوب.
﴿أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٥)﴾.
[٥] ﴿أَلَمْ يَأْتِكُمْ﴾ يا كفار. الألف للاستفهام، و (لم) للجحد، ومعناه التحقيق.
(١) ما بين معكوفتين زيادة من "ت".
﴿نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ﴾ أي: قبلكم.
﴿فَذَاقُوا﴾ في الدنيا ﴿وَبَالَ﴾ عقوبة ﴿أَمَرَهُم﴾ كفرهم.
﴿وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ في الآخرة.
﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (٦)﴾.
[٦] ﴿ذَلِكَ﴾ العذابُ النازل بهم ﴿بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ﴾ بالمعجزات.
﴿فَقَالُوا﴾ احتقارًا بهم:
﴿أَبَشَرٌ﴾ أراد الجنس، مبتدأ، خبره ﴿يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا﴾ بالرسل ﴿وَتَوَلَّوْا﴾ عن الإيمان.
﴿وَاسْتَغْنَى اللَّهُ﴾ أظهرَ غناه عن كل شيء.
﴿وَاللَّهُ غَنِيٌّ﴾ عن جميع خلقه ﴿حَمِيدٌ﴾ على كل صنعة.
﴿زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (٧)﴾.
[٧] ثم أخبر عن إنكارهم البعث، فقال تعالى: ﴿زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا﴾ ومعنى زعم: كذبوا في الحديث، قال ابن عطية (١): ولا توجد
(١) انظر: "المحرر الوجيز" (٥/ ٣١٩).
(زعم) مستعملة في فصيح من الكلام إلا عبارة عن الكذب، أو قول انفرد به قائله، فيريد له (١) قائله (٢) أن يبقي عهدته على الزاعم، ففي ذلك ما ينحو إلى تضعيف الزعم.
ثم أمر تعالى نبيه بأن يجيب نفيهم بما يقتضي الرد عليه، وإيجاب البعث، وأن يؤكد ذلك بالقسم، ثم يوعدهم بأنهم يجزون بأعمالهم على جهة التوبيخ المؤدي إلى العقاب، فقال تعالى:
﴿قُلْ﴾ يا محمد: ﴿بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ﴾ بالمحاسبة والمجازاة.
﴿وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾ لقدرته عليه.
﴿فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (٨)﴾.
[٨] ﴿فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ محمد - ﷺ - ﴿وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا﴾ هو القرآن ومعانيه.
﴿وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ فمجازٍ عليه.
﴿يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٩)﴾.
[٩] ﴿يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ﴾ العامل فيه ﴿لَتُنَبَّؤُنَّ﴾ قرأ يعقوب: (نَجْمَعُكُمْ)
(١) "له" سقط من "ت".
(٢) في "المحرر الوجيز": "ناقله".
بالنون، والباقون: بالياء (١) ﴿لِيَوْمِ الْجَمْعِ﴾ يعني: يوم القيامة، سمي بذلك؛ لاجتماع الخلائق فيه.
﴿ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ﴾ يوم الغبن (٢)، وهو فوت الحظ، فيظهر يومئذ غبن الكافر بترك الإيمان، وغبن المؤمن بتقصيره في الإحسان.
﴿وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ﴾ عملًا (٣).
﴿صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ﴾ قرأ نافع، وأبو جعفر، وابن عامر: (نُكَفِّرْ) (وَنُدْخِلْهُ) بالنون في الحرفين، والباقون: بالياء فيهما (٤) ﴿خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ﴾ المذكورُ هو ﴿الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ لجلبه المنافع، ودفعِه المضار.
﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (١٠)﴾.
[١٠] ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ كأنها والآية المتقدمة بيان للتغابن، وتفصيل له.
(١) انظر: "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٢/ ٣٨٨)، و"معجم القراءات القرآنية" (٧/ ١٦٠).
(٢) "يوم الغبن" زيادة من "ت".
(٣) "عملًا" زيادة من "ت".
(٤) انظر: "التيسير" للداني (ص: ٢١١)، و "تفسير البغوي" (٤/ ٤٠٩)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٢/ ٢٤٨)، و"معجم القراءات القرآنية" (٧/ ١٦٠).
﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (١١)﴾.
[١١] ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ بقضائه.
﴿وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ﴾ فيصدِّقْ أنه لا يصيبه شيء إلا بمشيئته تعالى.
﴿يَهْدِ قَلْبَهُ﴾ إلى الاسترجاع عند نزول المصيبة.
﴿وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ عموم مطلق على ظاهره.
﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (١٢)﴾.
[١٢] ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ﴾ عطف على ﴿فَآمِنُوا﴾.
﴿فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ﴾ وعيد لهم، وتبرئة لمحمد - ﷺ - إذا بَلَّغ.
﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (١٣)﴾.
[١٣] ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ تحريض للمؤمنين على مكافحة الكفار، والصبر على دين الله.
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٤)﴾.
[١٤] ونزل فيمن منعه أزواجه وأولاده عن الهجرة: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ﴾ (١) أن تطيعوهم في ترك الهجرة، و (مِنْ) تبعيض؛ لأن منهم من ليس بعدو لكم.
﴿وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ هذا فيمن لم يهاجر، ورأى من سبقه قد فقه في الدين، فهم أن يعاقب زوجته وولده، فأمره بالعفو والصفح.
﴿إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (١٥)﴾.
[١٥] ثم أخبر تعالى أن الأموال والأولاد فتنة تشغل المرء عن مراشده، وتحمله من الرغبة في الدنيا على ما لا يحمده في الآخرة بقوله: ﴿إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَة﴾ اختبار.
﴿وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ لمن آثر محبته على محبة المال والأولاد.
﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (١٦)﴾.
[١٦] روي أن رسول الله - ﷺ - كان يخطب يوم الجمعة حتى جاء الحسن
(١) انظر: "تفسير البغوي" (٤/ ٤١٠).
78
والحسين عليهما قميصان أحمران يجرانهما، يَعْثُران ويَقُومان، فنزل - ﷺ - عن المِنْبَرِ حتى أَخَذَهُمَا، وصَعِدَ بهما، وقال: "صدق الله ﴿إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ﴾ وقال: إني رأيت هذين، فلم أصبر"، ثم أخذ في خطبته، قال ابن عطية (١): وهذه ونحوها هي فتنة الفضلاء، فأما فتنة الجهال والفسقة، فمؤدية إلى كل فعل مهلك (٢)، وجيء بـ (إنما) للحصر؛ لأن جميع الأموال والأولاد فتنة؛ لأنه لا يرجع إلى مال أو ولد إلا وهو مشتمل على فتنة واشتغال قلب.
﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ أطقتم، وهذه الآية ناسخة لقوله: ﴿اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ﴾ [آل عمران: ١٠٢].
﴿وَاسْمَعُوا﴾ ما أُمرتم به سماعَ قبول ﴿وَأَطِيعُوا﴾ الله ورسوله.
﴿وَأَنْفِقُوا﴾ المالَ في الطاعة، وآتوا ﴿خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ﴾ أي: افعلوا ما هو خير لها.
﴿وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ تقدم تفسيره في سورة الحشر.
(١) انظر: "المحرر الوجيز" (٥/ ٣٢٠).
(٢) رواه أبو داود (١١٠٩)، كتاب: الصلاة، باب: الإمام يقطع الخُطبة للأمر يحدث، والنسائي (١٤١٢)، كتاب: الجمعة، باب: نزول الإمام عن المنبر قبل فراغه من الخطبة، والترمذي، (٣٧٧٤)، كتاب: المناقب، باب: مناقب الحسن والحسين، وقال: حسن غريب، وابن ماجه (٣٦٠٠)، كتاب: اللباس، باب: لبس الأحمر للرجال، من حديث بريدة رضي الله عنه.
79
﴿إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (١٧)﴾.
[١٧] ﴿إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ﴾ تصرفوا المال فيما أَمر به ﴿قَرْضًا حَسَنًا﴾ مقرونًا بالإخلاص.
﴿يُضَاعِفْهُ لَكُمْ﴾ يجعل لكم بالواحد عشرًا إلى سبع مئة وأكثر. قرأ ابن كثير، وأبو جعفر، وابن عامر، ويعقوب: (يُضَعِّفْهُ) بتشديد العين وحذف الألف قبلها، وقرأ الباقون: بإثبات الألف والتخفيف (١).
﴿وَيَغْفِرْ لَكُمْ﴾ ببركة الإنفاق ﴿وَاللَّهُ شَكُورٌ﴾ يشكر لكم ما عملتم.
﴿حَلِيمٌ﴾ لا يعاجل بالعقوبة.
﴿عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١٨)﴾.
[١٨] ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ﴾ السر والعلانية.
﴿الْعَزِيزُ﴾ بالنقمة ﴿الْحَكِيمُ﴾ في أمره وقضائه، والله أعلم.
(١) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٦٣٨)، و"التيسير" للداني (ص: ٢١١)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٢/ ٢٨٨)، و"معجم القراءات القرآنية" (٧/ ١٦٢).
Icon