تفسير سورة الإخلاص

تيسير التفسير
تفسير سورة سورة الإخلاص من كتاب تيسير التفسير .
لمؤلفه إبراهيم القطان . المتوفي سنة 1404 هـ
سورة الإخلاص مكية، وآياتها أربع، نزلت بعد سورة الناس.
روى الطبري في تفسيره : أن المشركين قالوا : يا رسول الله، أخبرنا عن ربك. صف لنا ربك ما هو ؟ ومن أي شيء هو ؟ فأنزل الله ﴿ قل هو الله أحد... ﴾. من ثم جاءت هذه السورة العظيمة على قصرها جامعة لصفات الكمال، الواحد، الأحد، المقصود على الدوام في كل شيء، الغني عن كل ما سواه، المتنزه عن المجانسة والمماثلة، والذي ليس له من خلقه نظير، ولا شبيه.
وقد ختمت هذه السورة الكريمة صفات الجلال والكمال، وأثبتت الوحدانية ونفت التعدد ﴿ قل هو الله أحد ﴾، وأثبتت كماله تعالى، ونفت النقص والعجز ﴿ الله الصمد ﴾ الذي يُقصد في الحاجات، ونصّت على أزليته وبقائه، ونفت الذرية والتناسل ﴿ لم يلد ولم يولد ﴾، ودلت على عظمته وجلاله، ونفت عنه الأنداد والأكفاء ﴿ ولم يكن له كفوا أحد ﴾، ﴿ ليس كمثله شيء ﴾.
وقد وردت أحاديث عديدة بفضلها، ففي صحيح البخاري أن رجلا سمع رجلا يقرأ ﴿ قل هو الله أحد ﴾ يرددها، فلما أصبح جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، وكأنه يتقالّها، فقال الرسول الكريم : " والذي نفسي بيده، إنها تعدل ثلث القرآن ".

أحد : واحد.
قل يا محمدُ لِمَن سألوك عن صِفة ربك : اللهُ هو الواحدُ، لا شريكَ له ولا شبيه.
الصمد : المقصود في الحاجات.
الله هو المقصود، يتوجّه إليه العِبادُ في جميع مطالبهم وحوائجهم، لا واسطةَ بينه وبين عبادِه.
لم يتَّخِذ ولداً ولا زوجة، ولم يولَد من أبٍ ولا أُم.. فهو قَديمٌ ليس بحادِثٍ، ولو كان مولُودا لكان حادِثا. إنه ليس له بدايةٌ ولا نهاية.
الكفء : النظير.
وليس له نِدٌّ ولا مماثِل، ولا شَبيه. ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾ [ الشورى : ١١ ]. فهذه السورةُ الكريمة إثباتٌ وتقريرٌ لعقيدة التوحيد الإسلامية، كما أن سورةَ «الكافرون » نفيٌ لأيّ تشابُهٍ أو التقاء بين عقيدةِ التوحيد وعقيدةِ الشِرك.
وقد سُئل أعرابي ماذا يحفظ من القرآن فقال : أحفَظ هِجاءَ أبي لَهَبٍ ﴿ تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ... ﴾ [ المسد : ١ ]، وصِفَةَ الربّ ﴿ قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ ﴾.
تعالى الله عما يقولُ الظالمون علوّا كبيرا.
Icon