تفسير سورة الأعراف

تفسير الإمام مالك
تفسير سورة سورة الأعراف من كتاب تفسير الإمام مالك .
لمؤلفه مالك بن أنس . المتوفي سنة 179 هـ

الآية الأولى : قوله تعالى :﴿ خذوا زينتكم عند كل مسجد ﴾ [ الأعراف : ٣١ ].
٤١١- ابن كثير : قال مالك، عن الزهري في تفسيرها : أنها نزلت في طواف المشركين بالبيت عراة. ١
٤١٢- ابن رشد : سئل مالك عن مساجد القبائل يصلى فيها بغير أردية فكرهه وقال : قال الله تعالى :﴿ خذوا زينتكم عند كل مسجد ﴾. ٢
٤١٣- محمد العتبي : قال ابن القاسم : كره مالك الصلاة بغير أردية في المساجد، وقال : يقول الله سبحانه :﴿ خذوا زينتكم عند كل مسجد ﴾. ٣
١ - تفسير القرآن العظيم: ٢/٢١١. وقال الجصاص في أحكام القرآن: "وقال بعض من احتج لمالك بن أنس: إن هؤلاء السلف لما ذكروا سبب نزول الآية، وهو طواف العريان، وجب أن يكون حكمها مقصورا": ٣/٣١..
٢ -البيان والتحصيل: ١/١٥١، وزاد محمد بن رشد معقبا: "لقد استدل مالك رحمه الله لما ذهب إليه من كراهة ترك الرداء في الصلاة في المساجد بالآية التي تلاها"..
٣ - البيان والتحصيل: ١/٤٥١. وانظر النوادر والزيادات: ١/١٩٩..
الآية الثانية : قوله تعالى :﴿ هل ينظرون إلا تأويله ﴾ [ الأعراف : ٥٣ ].
٤١٤- ابن العربي : قال ابن القاسم : سمعت مالكا يقول : تأويله ثوابه. ١
١ -القبس: ٣/١٦٦٣ كتاب التفسير. وزاد ابن العربي قائلا: "فيه أقوال كثيرة حقيقتها ترجع إلى المآل وحقيقها كلها وفائدته الثواب، والكفاف، فذكر مالك الثواب من جملتها لأنه أعلى وأولى أو ذكر أحدهما وهو أفضلهما ليدل على الثاني" وينظر: تفسير ابن كثير: ٢/٢٢١..
الآية الثالثة : قوله تعالى :﴿ ثم استوى على العرش ﴾ [ الأعراف : ٥٤ ].
٤١٥- ابن رشد : قال سحنون : أخبرني بعض أصحاب مالك أنه كان قاعدا عند مالك، فأتاه رجل فقال : يا أبا عبد الله : مسألة، فسكت عنه، ثم أعاد عليه فرفع إليه مالك رأسه كالمجيب له، فقال له السائل : يا أبا عبد الله :﴿ الرحمن على العرش استوى ﴾ كيف كان استواؤه ؟ قال : فطأطأ مالك رأسه ساعة ثم رفعه، فقال : سألت عن غير مجهول وتكلمت في غير معقول ولا أراك إلا امرأ سوء، أخرجوه. ١
٤١٦- القاضي عياض : قال سفيان بن عيينة : سأل رجل مالكا فقال :﴿ الرحمن على العرش استوى ﴾ كيف استوى يا أبا عبد الله ؟ فسكت مالك مليا حتى علاه الرحضاء٢، وما رأينا مالكا وجد من شيء وجده من مقالته، وجعل الناس ينظرون ما يأمر به، ثم سري عنه. فقال : الاستواء منه معلوم، والكيف منه غير معقول، والسؤال عن هذا بدعة والإيمان به واجب، وإني لأظنك ضالا، أخرجوه ! فناداه الرجل : يا أبا عبد الله، والله الذي لا إله إلا هو، لقد سألت عن هذه المسألة أهل البصرة والكوفة والعراق فلم أجد أحدا وفق لما وفقت له. ٣
٤١٧- السيوطي : أخرج اللالكائي عن جعفر بن عبد الله قال : جاء رجل إلى مالك بن أنس فقال له : يا أبا عبد الله :﴿ استوى على العرش ﴾ كيف استوى ؟ قال : فما رأيت مالكا وجد من شيء كوجدته من مقالته وعلاه الرحضاء وأطرق القوم قال : فسري عن مالك فقال : الكيف غير معقول. والاستواء منه غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة. وإني أخاف أن تكون ضالا، وأمر به فأخرج. ٤
١ -البيان والتحصيل: ١٦/٣٦٧-٣٦٨. وينظر المحرر: ١١/٦٣، ودرء تعارض العقل والنقل: ٦/٢٦٤، ولباب التأويل: ٢/٢٣٧-٢٣٨، وشرح ابن زكري لنصحية الشيخ زروق: ٣/١٨٣ مخطوط خاص..
٢ -الرحضاء: العرق الشديد..
٣ -ترتيب المدارك: ٢/٣٩. قال ابن زكري في شرحه على نصيحة الشيخ زروق: "فقوله- معلوم- يعني في كلام العرب له معارف، وقوله: - والكيف- غير معقول. نفي لما يتوهم فيه من محتملاته الحسنة إذ لا تعقل في حقه. وقوله:- والإيمان به واجب- لأنه ورد نصا في القرآن. وقوله:- والسؤال عنه بدعة- لأنه من تتبع المشكل الذي وقع النهي عنه. وفي بعض الرواية والكيفية مجهولة وقد عدلنا عنها للرواية التي ذكرنا لأن غير المعقول لا يمكن العلم به والمجهول يمكن علمه والمقصود نفي التعلق في ذلك برواية نفيه أولا وإن كان غيرها أكثر رواية هـ": ٣/ ١٨٣ مخطوط خاص..
٤ -الدر: ٣/٤٧٣-٤٧٤..
الآية الرابعة : قوله تعالى :﴿ فكذبوه فأنجيناه والذين معه في الفلك ﴾[ الأعراف : ٦٤ ].
٤١٨- ابن كثير : قال مالك عن زيد بن أسلم : كان قوم نوح قد ضاق بهم السهل والجبل. ١
١ - تفسير القرآن العظيم: ٢/٢٢٥..
الآية الخامسة : قوله تعالى :﴿ وإلى مدين أخاهم شعيبا ﴾ [ الأعراف : ٨٥ ].
٤١٩- السيوطي : أخرج بن أبي حاتم من طريق ابن وهب عن مالك بن أنس قال : كان شعيب خطيب الأنبياء. ١
١ -الدر: ٣/٥٠٤..
الآية السادسة : قوله تعالى :﴿ واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم ﴾ [ الأعراف : ٨٦ ].
٤٢٠- ابن أبي حاتم : يونس بن عبد الأعلى قراءة أنبأ ابن وهب قال : سمعت مالكا يقول : قال مالك : كان شعيب عليه الصلاة والسلام خطيب الأنبياء. ١
١ -تفسير ابن أبي حاتم..
الآية السابعة : قوله تعالى :﴿ فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل ﴾ [ الأعراف : ١٣٣ ].
٤٢١- ابن العربي : قال ابن وهب : سمعت مالكا يقول : الطوفان، الماء، والجراد كان يأكل المسامير، وإن سفينة نوح أتت البيت في جريانها فطافت به سبعا. ١
٤٢٢- ابن عطية : روى ابن وهب عن مالك أنه- يعني الجراد- أكل حتى أبوابهم، وأكل الحديد والمسامير، وضيق عليهم غاية التضييق، وترك الله من نباتهم ما يقوم به الرمق. فقالوا لموسى : ادع لنا ربك في كشف الجراد ونحن نؤمن، فدعا الله فكشفه ورجعوا إلى كفرهم فبعث الله عليهم القمل. ٢
١ -أحكام القرآن لابن العربي: ٢/٧٨٥. وينظر: الأحكام الصغرى: ١/٤٩٣ وزاد معلقا: "وإنما قال مالك هذا لوجهين: أحدهما- أن جماعة من المفسرين روت عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم، أن الطوفان هو الموت.
وحقيقة الطوفان- وهو الثاني- أنه مصدر من طاف، أو جمع، واحدته طوفانة، فقد قال سبحانه: "فطاف عليها" [سورة القلم: ١٩]. وانظره في تفسير عبد الله بن وهب: ٢/١٣٦ و ٨/١١١..

٢ -المحرر: ٧/١٤٢. وينظر: الجواهر الحسان: ٢/٤٧..
الآية الثامنة : قوله تعالى :﴿ قال لن تراني ﴾ [ الأعراف : ١٤٣ ].
٤٢٣- القاضي عياض : قال مالك، لم ير في الدنيا لأنه باق. ولا يرى الباقي بالفاني، فإذا كان في الآخرة، ورزقوا أبصارا باقية رئي الباقي بالباقي. ١
١ - الشفا: ١/١٩٩-٢٠٠، وقد علق القاضي عياض على قول مالك، قائلا: "وهذا كلام حسن مليح. وليس فيه دليل عن الاستحالة إلا من حيث ضعف القدرة، فإذا قوى الله تعالى من شاء من عباده وأقدره على حمل أعباء الرؤية، لم يمتنع في حقه". وينظر: الجامع: ٧/٥٦..
الآية التاسعة : قوله تعالى :﴿ ولما رجع موسى إلى قومه غضبان ﴾ [ الأعراف : ١٥٠ ].
٤٢٤- ابن العربي : قال ابن القاسم : سمعت مالكا يقول : كان موسى إذا غضب طلع الدخان من قلنسوته، ورفع شعر بدنه جبته، وذلك لأن الغضب جمرة تتوقد في القلب، ولأجله أمر النبي صلى الله عليه وسلم من غضب أن يضطجع، فإن لم يذهب غضبه فليغتسل، فيخمدها اضطجاعه، ويطفئها اغتساله. ١
١ -أحكام القرآن لابن العربي: ٢/٧٩٣. وينظر الأحكام الصغرى: ١/٤٩٧، والجامع: ٧/٢٨٧. وانظر ابن حجر في الفتح: ٨/٦٠٨..
الآية العاشرة : قوله تعالى :﴿ وكذلك نجزي المفترين ﴾ [ الأعراف : ١٥٢ ].
٤٢٥- القرطبي : قال مالك بن أنس رحمه الله : ما من مبتدع إلا وجد فوق رأسه ذلة، ثم قرأ :﴿ إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم ﴾ – حتى قال- ﴿ وكذلك نجزي المفترين ﴾ أي المبتدعين. ١
١ - الجامع: ٧/٢٩٢، وينظر: الخازن: ٢/٢٩٣..
الآية الحادية عشرة : قوله تعالى :﴿ الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم ﴾ [ الأعراف : ١٥٧ ].
٤٢٦- ابن العربي : قال ابن وهب، قال مالك : بلغني١ أن طائفة من اليهود نزلوا المدينة، وطائفة خيبر، وطائفة فدك٢، مما كانوا يسمعون من صفة النبي صلى الله عليه وسلم وخروجه في أرض بين حرتين، ورجوا أن يكون منهم، فأخلفهم الله ذلك، وقد كانوا يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل بأسمائه وصفاته. ٣
قوله تعالى :﴿ ويحل لهم الطيبات ﴾ [ الأعراف : ١٥٧ ].
٤٢٧- القرطبي : قال مالك : المحللات. ٤
١ - قال عياض في مداركه: قال سفيان: إذا قال مالك بلغني فهو إسناد قوي: ١/١٦٥..
٢ - فدك: قال ابن دريد: فدكت القطن تفديكا إذا نفشته.
وفدك: قرية بالحجاز. بينها وبين المدينة يومان، وقيل: ثلاثة، أفاءها الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة سبع صلحا وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزل خيبر وفتح حصونها ولم يبق إلا ثلثا واشتد بهم الحصار راسلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه أن ينزلهم على الجلاء وفعل وبلغ ذلك أهل فدك، فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصالحهم على النصف من ثمارهم وأموالهم فأجابهم إلى ذلك فهي مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب فكانت خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهي التي قالت فاطمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحلنيها فقال أبو بكر رضي الله عنه: أريد لذلك شهودا ولها قصة: معجم البلدان: ٦/ ٣٤٢، ٣٤٣..

٣ -أحكام القرآن لابن العربي: ٢/٧٩٤. وينظر: الأحكام الصغرى: ١/٤٩٨..
٤ - الجامع: ٧/٣٠٠. وينظر: المحرر: ٥/٣٥-٧/١٨٠-١١/٩٣، والجواهر الحسان: ٢/٥٢..
الآية الثانية عشرة : قوله تعالى :﴿ واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون ﴾ [ الأعراف : ١٦٣ ].
٤٢٨- ابن جرير : حدثني يونس، قال : أخبرني أشهب بن عبد العزيز، عن مالك، قال : زعم ابن رومان أن قوله :﴿ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم ﴾ قال : كانت تأتيهم يوم السبت، فإذا كان المساء ذهبت فلا يرى منها شيء إلى السبت. فاتخذ لذلك رجل منهم خيطا ووتدا، فربط حوتا منها في الماء يوم السبت حتى إذا أمسوا ليلة الأحد أخذه فاشتواه، فوجد الناس ريحه، فأتوه فسألوه عن ذلك، فجحدهم، فلم يزالوا به حتى قال لهم : فإنه جلد حوت وجدناه فلما كان السبت الآخر فعل مثل ذلك، ولا أدري لعله قال : ربط حوتين، فلما أمسى من ليلة الأحد أخذه فاشتواه، فوجدوا ريحه، فجاءوا فسألوه فقال لهم : لو شئتم صنعتم كما أصنع، فقالوا له : وما صنعت ؟ فأخبرهم، ففعلوا مثل ما فعل حتى كثر ذلك، وكانت لهم مدينة لها ربض١. فغلقوها عليهم، فأصابهم من المسخ ما أصابهم، فغدا إليهم جيرانهم ممن كانوا يكون حولهم. يطلبون منهم ما يطلب الناس، فوجدوا المدينة مغلقة عليهم فنادوا فلم يجيبوهم، فتسوروا عليهم، فإذا هم قردة، فجعل القرد يدنو يتمسح بمن كان يعرف قبل ذلك ويدنو منه، ويتمسح به. ٢
١ -الربض: ما حول المدينة خارجا عنها..
٢ - جامع البيان: ٦ج٩/٩٦. وأخرجه ابن رشد في البيان والتحصيل: ١٨/٣٢٠، وابن العربي في أحكام القرآن: ٢/٩٦-٧٠٠، والأحكام الصغرى: ١/ ٥٠٠، والمحرر: ٧/١٨٧، وابن كثير في تفسيره: ٢/٢٥٩، والسيوطي في الدر: ٣/١٣٧، والقرطبي في الجامع: ٧/٣٠٦..
الآية الثالثة عشرة : قوله تعالى :﴿ وإذا أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ﴾ [ الأعراف : ١٧٢ ].
٤٢٩- يحيى : عن مالك، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد ابن الخطاب، أنه أخبره عن مسلم بن يسار الجهني، أن عمر بن الخطاب سئل عن هذه الآية :﴿ وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ﴾ فقال عمر بن الخطاب : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عنها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إن الله تبارك وتعالى خلق آدم. ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية. فقال : خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون. ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية. فقال : خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون )، فقال رجل : يا رسول الله. ففيم العمل ؟، قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله به الجنة. وإذا خلق العبد للنار، استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار. فيدخله به النار. ١
١ -الموطأ: ٢/ ٨٩٨. كتاب القدر، باب النهي عن القول بالقدر، وأخرجه ابن العربي في أحكام القرآن ٢/٧٧٩، وفي الأحكام الصغرى: ١/٥٠٢، والقرطبي في الجامع: ٧/٣١٤، والسيوطي في الدر: ٣/٦٠١، والشوكاني، في الفتح: ٢/٢٦٣، والألوسي في روح المعاني: م٣ج٩/١٠٣..
الآية الرابعة عشرة : قوله تعالى :﴿ أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض ﴾ [ الأعراف : ١٨٥ ].
٤٣٠- ابن العربي : روى ابن القاسم، عن مالك. قال : قيل لأم الدرداء : ما كان أكثر شأن أبي الدرداء ؟ قالت : كان أكثر شأنه التفكر. قيل له : أفترى الفكر عملا من الأعمال ؟ قال : نعم. هو اليقين. ١
١ - أحكام القرآن لابن العربي: ٢/٨١٦. وينظر الأحكام الصغرى: ١/٥٠٩..
الآية الخامسة عشرة : قوله تعالى :﴿ حملت حملا خفيفا فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما ﴾ [ الأعراف : ١٨٩ ].
٤٣١- ابن العربي : روى ابن القاسم عن مالك، قال : أول الحمل، بشر وسرور وآخره مرض من الأمراض. قال الله عز وجل :﴿ حملت حملا خفيفا فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما ﴾. وقال عز وجل :﴿ فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ﴾١. ٢
١ - سورة هود، آية: ٧١..
٢ - أحكام القرآن لابن العربي: ٢/٨٢٠. وعلق ابن العربي على قول مالك قائلا: وهذا الذي قاله مالك إنه مرض من الأمراض يعطيه ظاهر قوله: ﴿فلما أثقلت دعوا الله ربهما﴾ ولا يدعو المرء هذا الدعاء إلا إذا نزلت به شدة.
وهذه الحال مشاهدة في الحوامل، ولأجل عظم وشدة الخطب جعل موتها شهادة فقال صلى الله عليه وسلم: (الشهداء سبعة سواء: القتل في سبيل الله، وذكر المرأة تموت بجمع شهيدة). ينظر: الأحكام الصغرى: ١/٥١١، والجامع: ٧/٣٣٩. وفيه: (أول الحمل يسر وسرور). بدل: (بشر وسرور) ولعل الصواب هذا الأخير..

الآية السادسة عشرة : قوله تعالى :﴿ وأعرض عن الجاهلين ﴾ [ الأعراف : ١٩٩ ].
٤٣٢- ابن كثير : قال ابن أبي حاتم : حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، أخبرني مالك بن أنس، عن عبد الله بن نافع : أن سالم بن عبد الله بن عمر مر على عير لأهل الشام وفيها جرس فقال : إن هذا منهي عنه فقالوا : نحن أعلم بهذا منك إنما يكره الجلجل الكبير فأما مثل هذا فلا بأس به فسكت سالم وقال :﴿ وأعرض عن الجاهلين ﴾. ١
١ - تفسير القرآن العظيم: ٢/٢٧٩. وينظر: الدر: ٣/٦٢٩..
الآية السابعة عشرة : قوله تعالى :﴿ وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون ﴾ [ الأعراف : ٢٠٤ ].
٤٣٣- يحيى : عن مالك، عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، انصرف من صلاة جهر فيها بالقراءة، فقال :( هل قرأ أحد منكم معي آنفا ؟ ) فقال رجل : نعم، يا رسول الله. فقال :( إني أقول : مالي أنازع القرآن ؟ ) قال : فانتهى الناس عن القراءة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما جهر فيه رسول الله من الصلوات بالقراءة، حين سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم. ١
١ -الموطأ: ١/٨٦. وأخرجه ابن العربي في أحكام القرآن: ٢/٢٨٦. ومن كتاب الطرطوشي في كتاب البدع: كره مالك اجتماع القوم لقراءة القرآن كما يفعل في الإسكندرية، قال: ولم يكن من عمل الناس. واختلف قوله في قراءة الجماعة على الواحد في سورة واحدة، فأجازه مرة وكرهه أخرى، لقوله تعالى: ﴿وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا﴾..
Icon