( سورة الفجر مكية، وآياتها ٣٠ آية، نزلت بعد سورة الليل )
وتبدأ السورة بالقسم فتقسم بالفجر، وبالليالي العشر، وبالشفع والوتر، على أن الإسلام حق، وأن البعث والحساب حق، وقد ضربت أمثلة بمن أهلكه الله من المعاندين كعاد وثمود، وذكرت تصورات الإنسان غير الإيمانية، وسوء فهمه لاختبار الله له بهذه النعم، ثم ردت على هذه التصورات ببيان الحقيقة التي تتبع منها هذه التصورات الخاطئة، وهي الجحود والأثرة وحب المال والمتعة.
ثم وصفت مشهدا عنيفا مخيفا من مشاهد الآخرة، وفيه يظهر جلال الله، وتظهر الملائكة للحساب، وتظهر جهنم أمام العصاة، وفي الختام نداء ندي رخي للنفس المطمئنة بأن تعود إلى رضوان الله وجنته.
ومن هذا الاستعراض السريع تبدو الألوان المتعددة في مشاهد السورة، كما يبدو تعدد نظام الفواصل، وتغير حروف القوافي، بحسب تنوع المعاني والمشاهد :
فالآيات من ( ١-٥ ) تنتهي بحرف الراء مثل : والفجر* وليال عشر.
والآيات من ( ٦-١٤ ) تنتهي بحرف الدال مثل : ألم تر كيف فعل ربك بعاد.
والآيتان ( ١٥، ١٦ ) تنتهي بحرف النون، والآيات الباقية متنوعة فيها الميم والتاء والهاء.
ومجموع فواصل آياتها ( هاروت ندم ).
والقسم الأول من السورة فيه نداوة الفجر وجماله، وفضل الليالي العشر، وثواب الشفع والوتر من الصلاة.
والقسم الثاني ينتهي بالدال، وفيه بيان القوة في الانتقام من الظالمين.
وقد ذكر الفيروزبادي أن معظم مقصود السورة ما يأتي :
تشريف العيد وعرفة، وعشر المحرم، والإشارة إلى هلاك عاد وثمود وأضرابهما، وتفاوت حال الإنسان في النعمة، وحرصه على جمع الدنيا والمال الكثير، وبيان حال الأرض في القيامة، ومجيء الملائكة، وتأسف الإنسان يومئذ على التقصير والعصيان، وأن مرجع العبد عند الموت إلى الرحمان والرضوان ونعيم الجنان.
مع آيات السورة
١- أقسم الله سبحانه وتعالى بالفجر، وهو الوقت الذي يدبر فيه الليل، ويتنفس الصباح في يسر وفرح وابتسام، وإيناس ودود نديّ، ويستيقظ الوجود رويدا رويدا.
٢- وليال عشر. قيل : هي العشر الأوائل من المحرم، وقيل : العشر الأواخر من رمضان وفيها ليلة القدر، ويقل : هي العشر الأوائل من ذي الحجة وفيها يوم عرفة وعيد الأضحى.
٣- والشّفع والوتر. أي : الزوج والفرد من الأعداد، والشفع والوتر من الصلاة، أو أيام التشريق وفيها رمي الجمار بمنى، فمن شاء رمى في يومين ومن شاء مكث ثلاثة أيام.
واليومان شفع، والثلاثة وتر، قال تعالى : فمن تعجّل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخّر فلا إثم عليه... ( البقرة : ٢٠٢ ).
٤- والليل إذا يسر. أي : يسري فيه، كما يقال : ليل نائم، أي ينام فيه، وقيل : معنى والليل إذا يسر. أي : ينصرم وينقضي مسافرا بعيدا، ويسري راحلا، وأصله : يسري، فحذفت الياء لدلالة الكسرة عليها في الوصل، وحذفت الياء مع الكسرة في الوقف.
٥- هل في ذلك قسم لذي حجر. أي : هل فيما أقسمت به من جمال الفجر، وجلال الأيام العشر، وثواب الشفع والوتر، ولطف الليل إذا يسر، مقنع لذي لب وعقل، وسمى العقل حجرا لأنه يمنع صاحبه عن الشر، ويحجره عما لا يليق.
٦-٨- ألم تعلم يا محمد، أو ألم تعلم أيها المخاطب، كيف فعل ربك بعاد، وهم الذين أرسل إليهم هود عليه السلام فكذّبوه، ومن قبيلة عاد ( إرم ) وكانوا طوال الأجسام، أقوياء الشكيمة، يقطنون ما بين عمان وحضرموت واليمن، وكانوا بدوا ذوي خيام تقوم على عماد، وقد وصفوا في القرآن بالقوة والبطش، فقد كانت قبيلة عاد هي أقوى قبيلة في وقتها وأميزها : التي لم يخلق مثلها في البلاد. في ذلك الأوان.
٩- وثمود الذين جابوا الصّخر بالواد. وكانت ثمود تسكن بالحجر، في شمال الجزيرة العربية بين المدينة والشام، وقد قطعت الضخر وشيدته قصورا، كما نحتت في الجبال ملاجئ ومغارات.
١٠- وفرعون. وهو حاكم مصر في عهد موسى عليه السلام، وهو صاحب المباني العظيمة والهياكل الضخمة، التي تعطي شكل الأوتاد المقلوبة، وقيل : الأوتاد تعني القوة والملك الثابت، لأن الوتد هو ما تشد إليه الخيام لتثبيتها، واستعمل هنا مجازا إشارة إلى بطشه وحكمه الوطيد الأركان.
وقد جمع الله في هذه الآيات القصار مصارع أقوى الجبارين الذين عرفهم التاريخ.
١١-١٤- الذين طغوا في البلاد* فأكثروا فيها الفساد. أي : هؤلاء الذين سلف ذكرهم، من عاد وثمود وفرعون وجنده، جميعا تجاوزوا الحد وكفروا بنعمة الله عليهم، وأكثروا في البلاد الفساد وارتكاب المعاصي، فكفروا وقتلوا وظلموا، فأنزل الله عليهم العذاب بشدة مع توالي ضرباته.
وقد شبه الله تعالى ما يصبه عليهم من ضروب العذاب بالسوط، من قبل أن السوط يضرب به في العقوبات، وما وقع بهم من ألوان العذاب كان عقوبة لأنواع الظلم والفساد. إن الله سبحانه وتعالى يرى ويحسب ويحاسب، ويجازي وفق ميزان دقيق لا يخطئ ولا يظلم، وقد سجل الله عليهم أعمالهم كما يسجل الراصد الذي يرقب فلا يفوته شيء.
١٥، ١٦- إن الإنسان إذا اختبره الله سبحانه وتعالى فوسّع عليه في الرزق، وبسط له في النعمة، ظن غرورا أن الله راض عنه، وتخيل أنه لن يحاسبه على ظلمه وأفعاله.
وإذا امتحنه بالفقر فضيّق عليه رزقه وقتّره، فلم يوسع عليه، فيقول : إن ربي أذلني بالفقر، ولم يشكر الله على ما وهبه له من سلامة الجوارح، وما رزقه من الصحة والعافية.
قال الإمام محمد عبده :
وأنت ترى أن أحوال الناس إلى اليوم لا تزال كما ذكر الله في هذه الآية الكريمة، فإن أرباب السلطة والقوة يظنون أنهم في أمن من عقاب الله، ولا يعرفون شيئا من شرعه يمنعهم من عمل ما تسوق إليه شهواتهم، وإنما يذكرون الله بألسنتهم، ولا تتأثر قلوبهم بهذا الذكر.
وقريب من هذه المعاني قوله تعالى : إن الإنسان خلق هلوعا* إذا مسّه الشر جزوعا* وإذا مسّه الخير منوعا* إلا المصلين. ( المعارج : ١٩-٢٢ ).
( تعلم أن المخاطبين بهذه الآيات كانوا يزعمون أنهم على شيء من دين إبراهيم، أو أنهم كانوا يدّعون أن لهم دينا يأمرهم وينهاهم، ويقربهم إلى الله زلفى، فإذا سمعوا هذا التهديد وذلك الوعيد، وسوست لهم نفوسهم بأن هذا الكلام إنما ينطبق على أناس ممن سواهم، أما هم فلو يزالوا من الشاكرين الذاكرين غير الغافلين )i، فالله يرد عليهم زعمهم ويقيم لهم دليلا واضحا على كذب ما تحدثهم به نفوسهم، ويقول :
١٧- كلاّ بل لا تكرمون اليتيم. أي : لو كان غنيهم لم يعمه الطغيان، وفقيركم لم يطمس بصيرته الهوان، لأحسستم باليتيم الذي فقد أباه، فواسيتموه وعطفتم عليه حتى ينشأ كريم النفس.
١٨- ولا تحاضّون على طعام المسكين. وقد كان مجتمع مكة مجتمع التكالب على جمع المال بجميع الطرق، فورثت القلوب القسوة والبخل، وانصرفت عن رحمة اليتيم، وعن التعاون على رحمة المسكين.
١٩- وتأكلون التّراث أكلا لمّا. والتراث هو الميراث الذي يتركه من يتوفى، أي أنكم تشتدون في أكل الميراث حتى تحرموا صاحب الحق من حقه.
٢٠- وتحبّون المال حبّا جمّا. وتميلون إلى جمع المال ميلا شديدا، يصل إلى حد الشراهة.
وخلاصة ذلك :
أنتم تؤثرون الحياة الدنيا على الآخرة، إذ لو كنتم ممن غلب عليهم حب الآخرة لانصرفتم عما يترك الموتى ميراثا لأيتامهم، ولكنهكم تشاركونهم فيه، وتأخذون شيئا لا كسب لكم فيه، ولا مدخل لكم في تحصيله وجمعه، ولو كنتم ممن أرادوا الآخرة لما ضربت نفوسكم على المال، تأخذونه من حيث وجدتموه من حلال أو من حرام، فهذه أدلة ترشد إلى أنكم لستم على ما ادعيتم من صلاح وإصلاح، وأنكم على ملة إبراهيم خليل الرحمانii.
٢١-٢٤- كلاّ إذا دكّت الأرض دكّا دكّا. ودكّ الأرض تحطيم معالمها وتسويتها، وهو أحد الانقلابات الكونية التي تقع في يوم القيامة.
يردعهم الله سبحانه وتعالى عن مقالتهم وفعلهم، وينذرهم أهوال القيامة إذا دكت القيامة إذا دكت الأرض وأصبحت هباء منبثا، وزلزلت زلزالا شديدا، وتجلت عظمة الله، ونزلت ملائكة كل سماء فيصطفون صفا بعد صف، بحسب منازلهم ومراتبهم، وكشفت جهنم للناظرين، بعد أن كانت غائبة عنهم.
قال تعالى : وبرّزت الجحيم لمن يرى. ( النازعات : ٣٦ ).
حينئذ تذهب الغفلة، ويندم الإنسان على ما فرط في حياته الدنيا، ويتذكر معاصيه، ويتمنى أن يكون قد عمل صالحا في دنياه لينفعه في حياته الآخرة التي هي الحياة الحقيقية.
( وترى من خلال هذه الآيات مشهدا ترتجف له القلوب وتخشع لها لأبصار، والأرض تدك دكا، والجبار المتكبر يتجلى ويتولى الحكم والفصل، وتقف الملائكة صفا صفا، ثم يجاء بجهنم فتقف متأهبة هي الأخرى )iii.
وتتبع الحسرة والذكرى الأليمة من فرّط في حقوق الله، فيتذكر بعد فوات الأوان، ويتمنى أن يكون قد عمل الصالحات.
٢٥، ٢٦- فيومئذ لا يعذّب عذابه أحد* ولا يوثق وثاقه أحد. الوثاق : الشد بالأغلال.
في هذا اليوم العصيب نرى لونا متفردا من ألوان العذاب، لقد كان الجبارون يملكون أن يعذبوا من خالفهم في الدنيا، لكن العذاب اليوم في الآخرة لا يملكه إلا الله، وهو سبحانه القهار الجبار الذي يعذب يومئذ عذابه الفذ الذي لا يملك مثله أحد، والذي يوثق وثاقه الفذ، ويشد المجرمين بالأغلال شدا لا يملك مثله أحد.
وعذاب الله ووثاقه يفصّلهما القرآن في مواضع أخرى، وفي مشاهد كثيرة، ولكنه يجملهما هنا، حيث يصفهما بالتفرد بلا شبيه من عذاب الخلق جميعا ووثاقهم، وكأن الآية تشير إلى ظلم عاد وثمود وفرعون ذي الأوتاد، وتنبه إلى أن عذاب الطغاة ووثاقهم للناس مهما اشتد في الدنيا، فسوف يعذب الطغاة ويوثقون عذابا ووثاقا وراء التصورات والظنون.
وفي وسط هذا الهول المروّع، وهذا العذاب والوثاق الذي يتجاوز كل تصوّر، تنادى النفس المؤمنة من الملأ الأعلى :
٢٧-٣٠- يا أيتها النفس المطمئنة* ارجعي إلى ربك راضية مرضيّة* فادخلي في عبادي* وادخلي جنتي.
ينادي الله سبحانه النفس الثابتة على الحق، أن تعود إلى جوار الله، راضية عن سعيها، مرضيا عنها، فتدخل مع العباد الصالحين، ومع الرفقة المؤمنين، حيث يدخلون جميعا جنة الله في تكريم ورضوان.
وفي هذا النداء الرضى ما يمسح آلام هذه النفس، وما يشعرها بالغبطة مع عباد الله، وجنة الله ورضوانه، فنعم الجزاء، ونعم الثواب وحسنت مرتفقا.
خلاصة أهداف السورة
تشتمل سورة الفجر على الأهداف والمقاصد الآتية :
١- القسم على أن عذاب الكافرين واقع لا محالة.
٢- ضرب المثل بالأمم البائدة كعاد وثمود.
٣- كثرة النعم على إنسان ليست دليلا على إكرام الله له، والبلاء ليس دليلا على إهانته وخذلانه.
٤- وصف يوم القيامة وما فيه من أهوال.
٥- تمني الأشقياء العودة إلى الدنيا.
٦- كرامة النفوس الراضية المرضية وما تلقاه من النعيم بجوار ربها.
ﰡ
بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ والفجر ١ وليال عشر ٢ والشّفع والوتر ٣ والليل إذا يسر ٤ هل في ذلك قسم لذي حجر ٥ ألم تر كيف فعل ربك بعاد ٦ إرم ذات العماد ٧ التي لم يخلق مثلها في البلاد ٨ وثمود الذين جابوا الصّخر بالواد ٩ وفرعون ذي الأوتاد ١٠ الذين طغوا في البلاد ١١ فأكثروا فيها الفساد ١٢ فصبّ عليهم ربك سوط عذاب ١٣ إنّ ربك لبالمرصاد ١٤ ﴾
المفردات :
والفجر : أقسم الله تعالى بوقت الفجر أو بصلاة الفجر.
تمهيد :
أقسم الله تعالى بالفجر الذي يشرق فيذهب الظلام ويأتي النور، وأقسم بالليالي العشر الأوائل من ذي الحجة، وأقسم بكل شفع ووتر، كما أقسم بالليل الذي يتحرك ويتحرك معه الظلام، ثم قال : هل في ذلك الذي أقسمنا به ما هو حقيق بالتّعظيم لدى العقلاء ؟
التفسير :
١، ٢، ٣، ٤، ٥- والفجر* وليال عشر* والشّفع والوتر* والليل إذا يسر* هل في ذلك قسم لذي حجر.
أقسم الله تعالى بالفجر، وهو ذلك الوقت النّديّ الذي تنتهي عنده شدة الظلام، ويظهر الفجر الصادق، وهو النور المعترض في الأفق.
قال تعالى : والليل إذ أدبر* والصبح إذا أسفر*إنها لإحدى الكبر. ( المدثر : ٣٣-٣٥ ).
وقيل : أقسم الله بصلاة الفجر، وفيها تجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار.
قال صلى الله عليه وسلم :( يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وفي صلاة العصر، اقرأوا إن شئتم قول الله تعالى : وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا. iv ( الإسراء : ٧٨ ).
أقسم الله تعالى بالفجر الذي يشرق فيذهب الظلام ويأتي النور، وأقسم بالليالي العشر الأوائل من ذي الحجة، وأقسم بكل شفع ووتر، كما أقسم بالليل الذي يتحرك ويتحرك معه الظلام، ثم قال : هل في ذلك الذي أقسمنا به ما هو حقيق بالتّعظيم لدى العقلاء ؟
المفردات :
وليال عشر : العشر الأوائل من ذي الحجة.
التفسير :
وليال عشر.
اختار الشيخ محمد عبده أن المراد بها الليالي العشر الأوائل من كل شهر، حيث يظهر القمر صغيرا ثم يكبر رويدا رويدا حتى يغالب الظلام فيغلبه.
وذكر المفسرون أن المراد بها ما يأتي.
العشر الأوائل من ذي الحجة، وفيها يوم عرفة وفضله عظيم، وفيها العيد الأكبر.
أخرج البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله تعالى من أيام عشر ذي الحجة )، قيل : يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال :( ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلا خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء )v.
وقيل : المراد بالليالي العشر : العشر الأوائل من المحرّم وفيها يوم عاشوراء، وقيل : المراد بها العشر الأواخر من رمضان وفيها ليلة القدر.
واختار ابن كثير أن أرجح الآراء هو أن المراد بالليالي العشر : العشر الأوائل من ذي الحجة.
أقسم الله تعالى بالفجر الذي يشرق فيذهب الظلام ويأتي النور، وأقسم بالليالي العشر الأوائل من ذي الحجة، وأقسم بكل شفع ووتر، كما أقسم بالليل الذي يتحرك ويتحرك معه الظلام، ثم قال : هل في ذلك الذي أقسمنا به ما هو حقيق بالتّعظيم لدى العقلاء ؟
المفردات :
والشفع والوتر : الزوج والفرد من كل شيء، أو يوم النحر ويوم عرفة.
التفسير :
والشّفع والوتر.
أي : سائر المخلوقات شفع، والله تعالى وتر يحب الوتر.
فالسماء والأرض، والليل والنهار، والشمس والقمر، والبحر والنهر، والنور والظلام، والذكر والأنثى.
قال تعالى : ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكّرون. ( الذاريات : ٤٩ ).
وقيل : الشفع والوتر، أي : صلاة الشفع وصلاة الوتر.
وقيل : الشفع : الصلاة الرباعية مثل الظهر، والعصر، والعشاء، والثنائية مثل الصبح.
والوتر : الصلاة الفردية مثل المغرب وهو وتر النهار، وصلاة الوتر وهي ختام صلاة الليل.
أقسم الله تعالى بالفجر الذي يشرق فيذهب الظلام ويأتي النور، وأقسم بالليالي العشر الأوائل من ذي الحجة، وأقسم بكل شفع ووتر، كما أقسم بالليل الذي يتحرك ويتحرك معه الظلام، ثم قال : هل في ذلك الذي أقسمنا به ما هو حقيق بالتّعظيم لدى العقلاء ؟
المفردات :
الليل إذا يسر : إذا يمضي ويذهب، أو يسار فيه.
التفسير :
والليل إذا يسر.
أقسم الله بالليل إذا تحرّك من أوله إلى وسطه إلى آخره، أي أجزاء الليل المتتابعة، حيث نشاهد النجوم وأماكنها وحركتها.
وفي أشعار العرب نجد أن المحبين منهم يسهرون الليل، ويستبطئون تحركه، كأن النجوم حيوانات مصابة بدار الحفاء في أرجلها، فتمشي بطيئة، وكأن الظلام يصدّها عن التحرك، ومن طول الليل يهيّأ للعاشق أن الجزء الذي يمضي من الليل يرجع مرة أخرى.
يقول اليشكريّ :
يسحب الليل نجوما ظلّعا *** فتواليها بطيئات التّبع
ويزجّيها على إبطائها مغرب الل *** ون انقشع إذا اللون انقشع
وإذا ما قلت ليل قد مضى *** عطف الأول منه فرجع
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد النوم قال :( اللهم غارت النجوم، ونامت العيون، وبقيت أنت يا حي يا قيوم، اهد ليلي وأنم عيني )vi.
أقسم الله تعالى بالفجر الذي يشرق فيذهب الظلام ويأتي النور، وأقسم بالليالي العشر الأوائل من ذي الحجة، وأقسم بكل شفع ووتر، كما أقسم بالليل الذي يتحرك ويتحرك معه الظلام، ثم قال : هل في ذلك الذي أقسمنا به ما هو حقيق بالتّعظيم لدى العقلاء ؟
المفردات :
هل في ذلك : المذكور الذي أقسمنا به.
قسم لذي حجر : مقسم به حقيق بالتعظيم لدى العقلاء.
التفسير :
هل في ذلك قسم لذي حجر.
والحجر : هو العقل، لأنه يحجر صاحبه ويمنعه من التصرف المشين، وعما لا يليق به من الأقوال والأفعال، أي : هل في ذلك القسم بأوقات العبادة والطاعة، أو بنفس العبادات والطاعات مقنع لمن له إدراك وفكر.
وجواب القسم محذوف دلّ عليه ما بعده، وتقديره : إن ناصية المكذبين لبيدي، ولئن أمهلتهم فلن أهملهم ولآخذنّهم كما أخذت الأمم قبلهم.
أقسم الله تعالى بالفجر الذي يشرق فيذهب الظلام ويأتي النور، وأقسم بالليالي العشر الأوائل من ذي الحجة، وأقسم بكل شفع ووتر، كما أقسم بالليل الذي يتحرك ويتحرك معه الظلام، ثم قال : هل في ذلك الذي أقسمنا به ما هو حقيق بالتّعظيم لدى العقلاء ؟
المفردات :
بعاد : قوم هود، سمّوا باسم أبيهم.
إرم : هو اسم جدّهم، وبه سميت القبيلة.
ذات العماد : الشدة، أو الأبنية الرفيعة المحكمة بالعمد.
التفسير :
٦، ٧، ٨- ألم تر كيف فعل ربك بعاد* إرم ذات العماد* التي لم يخلق مثلها في البلاد.
ألم تشاهد بعقلك –مشاهدة كأنها رؤية العين- ما فعله الله بقبيلة عاد، وهم عاد الأولى، وتسمى عاد إرم.
وإرم جدّ القبيلة، وقد اشتهرت قبيلة عاد بالبأس والقوة، وطول القامة التي تشبه عماد الخيمة.
وقال المفسرون :
كانوا يسكنون الخيام، وتعتمد الخيام على أعمدة، فقال القرآن : إرم ذات العماد.
وكانوا أقوياء أشداء فأخذهم الغرور.
قال تعالى : فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منّا قوة أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون* فرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون. ( فصلت : ١٥، ١٦ ).
وكانت عاد تقطن جنوب الجزيرة العربية، في منطقة تسمى الأحقاف بين عمان وحضرموت واليمن.
أقسم الله تعالى بالفجر الذي يشرق فيذهب الظلام ويأتي النور، وأقسم بالليالي العشر الأوائل من ذي الحجة، وأقسم بكل شفع ووتر، كما أقسم بالليل الذي يتحرك ويتحرك معه الظلام، ثم قال : هل في ذلك الذي أقسمنا به ما هو حقيق بالتّعظيم لدى العقلاء ؟
التي لم يخلق مثها في البلاد.
تلك القبيلة التي لم يخلق الله مثلهم من قوتهم وشدتهم وضخامة أجسامهم، وقرب عام ١٩٩٥ ظهرت كشوف أثرية في سلطنة عمان قرب مدينة صلالة، عبارة عن قرية مطمورة بها أبنية لم يكن لها نظير أو مثيل، ويظن أنها مدينة عاد.
وكان قوم عاد يسكنون بالأحقاف، والأحقاف جمع تقف، وهو الرمل المعوج.
قال تعالى : واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف... ( الأحقاف : ٢١ ).
ونبيّ عاد هو هود عليه السلام، وقد ذكرت قصتهم في سورة هود وعدد من السور، وكثيرا ما تذكر قصة عاد ثم يأتي بعدها قصة ثمود.
أقسم الله تعالى بالفجر الذي يشرق فيذهب الظلام ويأتي النور، وأقسم بالليالي العشر الأوائل من ذي الحجة، وأقسم بكل شفع ووتر، كما أقسم بالليل الذي يتحرك ويتحرك معه الظلام، ثم قال : هل في ذلك الذي أقسمنا به ما هو حقيق بالتّعظيم لدى العقلاء ؟
المفردات :
جابوا الصخر : قطعوه ونحتوا فيه بيوتهم.
التفسير :
٩- وثمود الذين جابوا الصّخر بالواد.
وقبيلة ثمود قبيلة عربية من العرب العاربة، وهم من أبناء عامر بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام، وكانوا يسكنون بالحجر بين الحجاز وتبوك، وكانوا يعبدون الأصنام، وهم أول من نحت الجبال والصخور والرخام، واتخذوا أبنيتهم وحصونهم في قلب الجبال.
قال تعالى : وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين. ( الشعراء : ١٤٩ ).
وأرسل الله إليهم رسوله صالحا عليه السلام، فدعاهم إلى توحيد الله، وكانت معجزته ظاهرة ملموسة، هي ناقة تخرج من بين جبلين، وتشرب ماء النّهير في يوم، وتحلب لهم لبنا يكفيهم من أولهم إلى آخرهم، لكنهم عقروا الناقة، ونقضوا العهد، فأهلكهم الله جزاء عدوانهم، وذكرت قصتهم في كثير من سور القرآن الكريم.
قال تعالى : وأما ثمود فهديناهم فاستحبّوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون. ( فصلت : ١٧ ).
أي : أرسلنا إليهم رسولا بأسباب الهداية، فاختاروا الضلالة وتركوا الهداية، فاستحقوا العذاب.
أقسم الله تعالى بالفجر الذي يشرق فيذهب الظلام ويأتي النور، وأقسم بالليالي العشر الأوائل من ذي الحجة، وأقسم بكل شفع ووتر، كما أقسم بالليل الذي يتحرك ويتحرك معه الظلام، ثم قال : هل في ذلك الذي أقسمنا به ما هو حقيق بالتّعظيم لدى العقلاء ؟
المفردات :
ذي الأوتاد : الجيوش الكثيرة التي تشد ملكه.
التفسير :
١٠- وفرعون ذي الأوتاد.
وفرعون ذي الجنود الكثيرة، والجيوش القوية التي كانت تثبت ملكه كما تثبت الأوتاد الخيمة، وقيل : إنه كان يدق للمعذّب أربعة أوتاد، ويشده بالحبال من يديه ومن رجليه، ويعذبه بألوان العذاب.
أقسم الله تعالى بالفجر الذي يشرق فيذهب الظلام ويأتي النور، وأقسم بالليالي العشر الأوائل من ذي الحجة، وأقسم بكل شفع ووتر، كما أقسم بالليل الذي يتحرك ويتحرك معه الظلام، ثم قال : هل في ذلك الذي أقسمنا به ما هو حقيق بالتّعظيم لدى العقلاء ؟
التفسير :
١١، ١٢- الذين طغوا في البلاد* فأكثروا فيها الفساد.
هؤلاء الثلاثة : عاد، وثمود، وفرعون، نماذج للطغيان، وقد اشتد طغيانهم وعدوانهم على عباد الله، وظلموا العباد، وتجاوزوا الحد في الظلم والطغيان.
وعندما يوجد الظلم من الطغاة، يوجد القهر والنفاق، وطمس معالم الحق، وهضم كرامة الإنسان، الفساد يجر إلى الفساد، حيث يكثر الكفر بالله، واقتراف سائر المعاصي.
أقسم الله تعالى بالفجر الذي يشرق فيذهب الظلام ويأتي النور، وأقسم بالليالي العشر الأوائل من ذي الحجة، وأقسم بكل شفع ووتر، كما أقسم بالليل الذي يتحرك ويتحرك معه الظلام، ثم قال : هل في ذلك الذي أقسمنا به ما هو حقيق بالتّعظيم لدى العقلاء ؟
التفسير :
١١، ١٢- الذين طغوا في البلاد* فأكثروا فيها الفساد.
هؤلاء الثلاثة : عاد، وثمود، وفرعون، نماذج للطغيان، وقد اشتد طغيانهم وعدوانهم على عباد الله، وظلموا العباد، وتجاوزوا الحد في الظلم والطغيان.
وعندما يوجد الظلم من الطغاة، يوجد القهر والنفاق، وطمس معالم الحق، وهضم كرامة الإنسان، الفساد يجر إلى الفساد، حيث يكثر الكفر بالله، واقتراف سائر المعاصي.
أقسم الله تعالى بالفجر الذي يشرق فيذهب الظلام ويأتي النور، وأقسم بالليالي العشر الأوائل من ذي الحجة، وأقسم بكل شفع ووتر، كما أقسم بالليل الذي يتحرك ويتحرك معه الظلام، ثم قال : هل في ذلك الذي أقسمنا به ما هو حقيق بالتّعظيم لدى العقلاء ؟
المفردات :
سوط عذاب : عذابا شديدا مؤلما دائما.
التفسير :
١٣- فصبّ عليهم ربك سوط عذاب.
أنزل الله عليهم ألوان العذاب الذي يصبّ عليهم صبا، كضرب السياط اللاذعة.
وتفيد الآية أنه كان عذابا قاصما، فقد أهلك الله عادا، بريح صرصر عاتية* سخّرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما... ( الحاقة : ٦، ٧ ).
وأهلك الله ثمود بالصاعقة التي أهلكتهم، وأهلك فرعون بالغرق.
والخلاصة : إن الله تعالى أهلكهم بألوان العذاب المهلكة المدمّرة، فصاروا أثرا بعد عين، والقصة موجهة إلى أهل مكة، وإلى كل ظالم عات باغ ( إن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته )vii.
قال تعالى : وقارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم موسى بالبينات فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين* فكلاّ أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون. ( العنكبوت : ٣٩، ٤٠ ).
أقسم الله تعالى بالفجر الذي يشرق فيذهب الظلام ويأتي النور، وأقسم بالليالي العشر الأوائل من ذي الحجة، وأقسم بكل شفع ووتر، كما أقسم بالليل الذي يتحرك ويتحرك معه الظلام، ثم قال : هل في ذلك الذي أقسمنا به ما هو حقيق بالتّعظيم لدى العقلاء ؟
المفردات :
إن ربك لبالمرصاد : يرقب أعمالهم ويجازيهم عليها.
التفسير :
١٤- إنّ ربك لبالمرصاد.
إن الله تعالى يرصد أعمال الظالمين ويسجّلها عليهم، ويحصى أعمالهم إحصاء دقيقا، ثم ينزل بهم العقاب الذي يستحقونه.
( إن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته )viii.
إن عدالة الله لا تغيب، وهو سبحانه مطّلع ورقيب، وفليثق المؤمن بذلك، أما الظالم فإن الله له بالمرصاد، يرى ويحسب ويحاسب، وفق ميزان دقيق لا يخطئ ولا يظلم، ولا يأخذ بظواهر الأمور، لكن بحقائق الأشياء.
قال في التسهيل لعلوم التنزيل :
المرصاد : المكان الذي يرتقب فيه الرصد.
والمراد : أنه تعالى رقيب على كل إنسان، وأنه لا يفوته أحد من الجبابرة والكفار، وفي ذلك تهديد لكفار قريش.
﴿ فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعّمه فيقول ربي أكرمن ١٥ واما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن ١٦ كلاّ بل لا تكرمون اليتيم ١٧ ولا تحضّون على طعام المسكين ١٨ وتأكلون التّراث أكلا لمّا ١٩ وتحبّون المال حبّا جمّا ٢٠ ﴾
المفردات :
ابتلاه ربه : امتحنه واختبره بالنعم أو النّقم.
التفسير :
١٥- فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعّمه فيقول ربي أكرمن.
ذكر القرآن فيما سبق أن الله تعالى رقيب على العباد، شهيد على أعمالهم.
وهنا يقول : إن الإنسان –أي الكافر والعاصي- إذا اختبره الله بالنعمة والمال، أي عامله معاملة المختبر، بأن أغدق عليه النعم، ويسّر له وسائل الكرامة، وصنوف النّعم والمال، فيظن أن ذلك لأنه صاحب حظوة عند ربه، وصاحب كرامة ومنزلة فيقول : ربي أكرمني، أي : أكرمني بذلك لمزيد استحقاق.
كما قال تعالى : أيحسبون أنما نمدّهم به من مال وبنين* نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون. ( المؤمنون : ٥٥، ٥٦ ).
فقدر عليه رزقه : ضيقه عليه.
التفسير :
١٦- وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن.
أي : إذا اختبر الله الإنسان، فضيق عليه في الرزق، وجعله فقيرا قليل المال، فيقول : إن الله أهانني بالفقر، فليست لي كرامة عنده، لذلك أصابني بالفقر والهوان.
وما علم هذا الإنسان أن الله يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب، فيغني الكافر والعاصي والمؤمن، امتحانا لهم بهذا الخير، أي يعاملهم المختبر، هل يشكر الله في الغنى، ويطيعه فيما فرضه عليه، ويؤدي حق المال كما طلب الله، أم لا يفعل ذلك ؟
والله تعالى يختبر بالفقر الكافر والمؤمن، لا لهوانهما عليه ولكن لهوان الدنيا، ويعامل الفقير معاملة المختبر الممتحن، هل يشكر الله على ما أعطاه من نعم أخرى مثل العقل وسلامة الجوارح، والإيمان وطاعة الرحمان ؟ وهل يصبر على الفقر أو المرض أو الكوارث، أم يجزع ؟
قال تعالى : ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون. ( الأنبياء : ٣٥ ).
فلله تعالى حكمة خفية في اختبار بعض الناس بالنعمة، والمال والغنى، والصحة والعافية، والأولاد والأحفاد، وصنوف النعم.
وله سبحانه حكمة خفيّة في اختبار بعض الناس بالنعمة، والمال والغنى، والصحة والعافية، والأولاد والأحفاد، وصنوف النعم.
وله سبحانه حكمة خفيّة في اختبار بعض الناس بالفقر أو الكوارث، أو نقص الأموال والأولاد، أو غير ذلك، وهذا امتحان، فقد ينجح الإنسان في الفقر، فيصبر ويحتسب، ويصاول الأعداء في الجهاد والكفاح، ثم يفشل في الاختبار بالغنى والمال والجاه والسلطان، والمؤمن الصادق يشكر على النعماء، ويصبر على البأساء، ويرضى بأسباب القضاء.
كلا : ردع للإنسان عما قاله في الحالين، فليس الغنى إكراما من الله للغنى، وليس الفقر إهانة للفقير، فالله يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب، ويفقر من يحب ومن لا يحب، ولكن الغنى ليشكر الغنيّ، والفقر ليصبر ويحتسب الفقير.
التفسير :
١٧- كلاّ بل تكرمون اليتيم.
درع وزجر عن ظن صاحب النعمة أن ذلك لكرامته عند ربه، وردع وزجر لمن اختبر بالفقر او الكوارث أن ذلك لمهانته، بل ذلك لمحض القضاء والقدر، ولحكمة إلهية عليا.
ومعنى كلاّ : ارتدعوا عن هذا الفهم، فلله حكمة عليا فوق فهمكم.
قال الشاعر :
ومن الدليل على القضاء وحكمه | بؤس اللبيب وطيب عيش الأحمق |
بل أنتم لسوء تصرفكم تتهبون مال اليتيم، وتذلّونه وهو جدير بالبر والإحسان، لأنه فقد الأب الذي يرعاه ويكرمه، فصار الوصيّ مطالبا بإكرامه.
روى البخاري، ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين )، وقرن بين أبعيه الوسطى والتي تلي الإبهامix.
وروى ابن ماجة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( خير بيوت المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه، وشر بيوت المسمين بيت فيه يتيم يساء إليه )x.
لا تحاضّون : لا يحث بعضكم بعضا.
التفسير :
١٨- ولا تحاضّون على طعام المسكين.
والتحاض : تفاعل من الحضّ، وهو الحث والترغيب، كأننا مطالبون بإكرام الفقراء واليتامى والمساكين ومطالبون أيضا بأن يحض بعضنا بعضا على التكافل والتراحم، حتى يحس الفقير والمسكين أنه غير ضائع ولا جائع، وأن المجتمع يكفله ويرعاه، وأن هناك آصرة الآخوّة الإنسانية والدينية بين أعضاء المجتمع، ولذلك أكثر القرآن من الحث على رعاية اليتيم، والمحافظة على ماله، وأمر القرآن بإكرام الأرامل والفقراء والجيران والمساكين، وبأن تكون الأموال وسيلة إلى الاستثمار، وإخراج الزكاة، ورعاية الضعفاء والمحتاجين، وتلك وسيلة الإسلام إلى ترابط المجتمع وتآزره وتعاونه.
قال تعالى : وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان... ( المائدة : ٢ ).
ومن وسائل هذا التعاون الحث على تنظيم الإحسان، وحضّ الأغنياء على رعاية الفقراء بوسيلة من الوسائل المناسبة.
قال تعالى : وفي أموالهم حق للسائل والمحروم. ( الذاريات : ١٩ ).
التراث : ميراث النساء والصغار.
أكلا لما : جمعا بين الحلال والحرام.
التفسير :
١٩- وتأكلون التّراث أكلا لمّا.
أي : وتأكلون الميراث، أي ميراث اليتامى والنساء، وكانت العرب لا تعطي من الميراث إلا من يركب الفرس ويدافع عن القبيلة، فيحرمون الأنثى والصغار، ويأكلون ميراث اليتيم عند الوصاية عليه.
ومعنى أكلا لمّا. أي : شديدا.
والقرآن يحذّرهم من ذلك، ويدعوهم إلى عدم الشراهة في حب المال، بل يكتفون بالمال الحلال، ويبتعدون عن المال الحرام، وعما لا حق لهم فيه.
حبا جما : كثيرا مع حرص وشدة.
التفسير :
٢٠- وتحبّون المال حبّا جمّا.
تحبون المال حبا كثيرا، زاد بعضهم فاحشا، أي : إنكم تحبون جمع المال مع الحرص والشّره في جمعه، والمال ينبغي أن يؤخذ من حقه، وأن يصرف في حقه، وبذلك يصبح نعم المعونة، وفي الأثر :( نعم المال الصالح للرجل الصالح ).
أما إذا جمع المال من حرام أو أنفق في حرام، أو دخلت فيه الشبهات، أو لم تخرج منه الزكاة والصدقة، أو لم يستغل في التكافل والتراحم والتعاون، فإنه يصبح دولة بين الأغنياء، ويكون وسيلة إلى الأثرة والأنانية، والمساءلة بين يدي الله عز وجل يوم القيامة.
﴿ كلاّ إذا دكت الأرض دكّا دكّا ٢١ وجاء ربك والملك صفّا صفّا ٢٢ وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكّر الإنسان وأنّى له الذكرى ٢٣ يقول ياليتني قدّمت لحياتي ٢٤ فيومئذ لا يعذّب عذابه أحد ٢٥ ولا يوثق وثاقه أحد ٢٦ يا أيتها النفس المطمئنة ٢٧ ارجعي إلى ربك مرضية مرضيّة ٢٨ فادخلي في عبادي ٢٩ وادخلي جنتي ٣٠ ﴾
المفردات :
دكت الأرض : دقّت وكسّرت بالزلازل.
دكا دكا : دكّا متتابعا، حتى صارت هباء منثورا، فلا جبال ولا مرتفعات، بل تصبح أرضا مستوية لا ترى فيها ارتفاعا ولا انخفاضا.
تمهيد :
يستعرض الحق سبحانه وتعالى مشاهد الآخرة، وقد ذكرت في سور سابقة بتفصيل مناسب، وذكرت هنا بإجمال مناسب، والحق سبحانه يعطينا هنا العبرة لكل ظالم باغ أن تذكّر ما أصاب الظالمين، أمثال عاد وثمود وفرعون، ولكل راغب في المال الحرام، أو ممتنع عن إخراج حقوق اليتامى والمساكين، أن تذكّر مشاهد القيامة وأهوالها وحسابها.
التفسير :
٢١- كلاّ إذا دكّت الأرض دكّا دكّا.
كلاّ : ردع وزجر لهم عن الأعمال القبيحة، وقد يكون معناها : حق.
إذ دكّت الأرض دكّا دكّا.
عند نهاية الحياة الدنيا يضطرب الكون، وتنشق السماء، وتدك الأرض دكا متتابعا، مرة إثر أخرى، وعندئذ لا يوجد فوقها جبال، ولا في أسفلها وديان، بل تتحول إلى أرض مستوية تماما، لا ارتفاع فيها ولا انخفاض، بل تتحول إلى أرض بيضاء مستوية، يقف الخلائق جميعا من عهد آدم إلى قيام الساعة في مكان مكشوف مستو، تراهم العين وتسمعهم الأذن.
يستعرض الحق سبحانه وتعالى مشاهد الآخرة، وقد ذكرت في سور سابقة بتفصيل مناسب، وذكرت هنا بإجمال مناسب، والحق سبحانه يعطينا هنا العبرة لكل ظالم باغ أن تذكّر ما أصاب الظالمين، أمثال عاد وثمود وفرعون، ولكل راغب في المال الحرام، أو ممتنع عن إخراج حقوق اليتامى والمساكين، أن تذكّر مشاهد القيامة وأهوالها وحسابها.
المفردات :
وجاء ربك : أمره وقضاؤه.
والملك : ملائكة كل السماء.
التفسير :
٢٢- وجاء ربك والملك صفّا صفّا.
جاء عدل ربك، وجاء جلال ربك، جاء الملك القهار، في ذلك اليوم ينادي : لمن الملك اليوم ؟ والجواب : لله الواحد القهار.
جاء ربك وكفى به حكما وعدلا، وجاءت ملائكة السماء الأولى فأحاطت بالخلائق، وجاءت ملائكة السماء الثانية فأحاطت بملائكة السماء الأولى، وهكذا كوّنت الملائكة سبع طبقات أو سبعة صفوف.
وهذه الآية وأمثالها مما يجب الإيمان به من غير تكييف ولا تمثيل، أي أنه مجيء نؤمن به ونفوّض حقيقة المراد منه إلى الله تعالى.
قال ابن كثير :
قام الخلائق من قبورهم لربهم، وجاء ربك لفصل القضاء بين خلقه، والملائكة يجيئون بين يديه صفوفا صفوفا.
كما قال تعالى : هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر وإلى الله ترجع الأمور. ( البقرة : ٢١٠ ).
يستعرض الحق سبحانه وتعالى مشاهد الآخرة، وقد ذكرت في سور سابقة بتفصيل مناسب، وذكرت هنا بإجمال مناسب، والحق سبحانه يعطينا هنا العبرة لكل ظالم باغ أن تذكّر ما أصاب الظالمين، أمثال عاد وثمود وفرعون، ولكل راغب في المال الحرام، أو ممتنع عن إخراج حقوق اليتامى والمساكين، أن تذكّر مشاهد القيامة وأهوالها وحسابها.
المفردات :
وأنّى له الذكرى : من أين له منفعتها ؟ هيهات فقد جاءت بعد فوات الأوان.
التفسير :
٢٣- وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكّر الإنسان وأنّى له الذكرى.
تأتي جهنم تتلمظ غيظا على من عصى الله تعالى، ويراها الناس رأي العين.
قال تعالى : وبرّزت الجحيم لمن يرى. ( النازعات : ٣٦ ).
لقد كشفت جهنم للناظرين بعد أن اكنت غائبة عنهم، فكأنها كانت بعيدة وجاءت إليهم، عندئذ تذهب الغفلة وتجيء الفطنة، ويتذكر الإنسان الغافل أيام غفلته، ولكن بعد فوات الأوان.
إنه الآن يتعظ ويرق قلبه ووجدانه، ويتحسر على الحياة التي أضاعه بغفلته، ولكن لا تفيده هذه الذكرى، فالدنيا عمل ولا حساب، والآخرة حساب ولا عمل.
يستعرض الحق سبحانه وتعالى مشاهد الآخرة، وقد ذكرت في سور سابقة بتفصيل مناسب، وذكرت هنا بإجمال مناسب، والحق سبحانه يعطينا هنا العبرة لكل ظالم باغ أن تذكّر ما أصاب الظالمين، أمثال عاد وثمود وفرعون، ولكل راغب في المال الحرام، أو ممتنع عن إخراج حقوق اليتامى والمساكين، أن تذكّر مشاهد القيامة وأهوالها وحسابها.
٢٤- يقول يا ليتني قدّمت لحياتي.
يقول هذا الإنسان الغافل : يا ليتني قدّمت في حياتي عملا صالحا، والتزمت بفرائض الصلاة، وسرت على الصراط المستقيم، وأطعت الله وأطعت الرسول صلى الله عليه وسلم.
يستعرض الحق سبحانه وتعالى مشاهد الآخرة، وقد ذكرت في سور سابقة بتفصيل مناسب، وذكرت هنا بإجمال مناسب، والحق سبحانه يعطينا هنا العبرة لكل ظالم باغ أن تذكّر ما أصاب الظالمين، أمثال عاد وثمود وفرعون، ولكل راغب في المال الحرام، أو ممتنع عن إخراج حقوق اليتامى والمساكين، أن تذكّر مشاهد القيامة وأهوالها وحسابها.
٢٥، ٢٦- فيومئذ لا يعذّب عذابه أحد* ولا يوثق وثاقه أحد.
ليس أحد أشد عذابا من تعذيب الله من عصاه.
ولا يوثق وثاقه أحد.
وليس أحد قبضا ووثقا من الزبانية لمن كفر بربهم عز وجل، وهذا في حق المجرمين من الخلائق والظالمين.
يستعرض الحق سبحانه وتعالى مشاهد الآخرة، وقد ذكرت في سور سابقة بتفصيل مناسب، وذكرت هنا بإجمال مناسب، والحق سبحانه يعطينا هنا العبرة لكل ظالم باغ أن تذكّر ما أصاب الظالمين، أمثال عاد وثمود وفرعون، ولكل راغب في المال الحرام، أو ممتنع عن إخراج حقوق اليتامى والمساكين، أن تذكّر مشاهد القيامة وأهوالها وحسابها.
٢٥، ٢٦- فيومئذ لا يعذّب عذابه أحد* ولا يوثق وثاقه أحد.
ليس أحد أشد عذابا من تعذيب الله من عصاه.
ولا يوثق وثاقه أحد.
وليس أحد قبضا ووثقا من الزبانية لمن كفر بربهم عز وجل، وهذا في حق المجرمين من الخلائق والظالمين.
يستعرض الحق سبحانه وتعالى مشاهد الآخرة، وقد ذكرت في سور سابقة بتفصيل مناسب، وذكرت هنا بإجمال مناسب، والحق سبحانه يعطينا هنا العبرة لكل ظالم باغ أن تذكّر ما أصاب الظالمين، أمثال عاد وثمود وفرعون، ولكل راغب في المال الحرام، أو ممتنع عن إخراج حقوق اليتامى والمساكين، أن تذكّر مشاهد القيامة وأهوالها وحسابها.
٢٧-٢٨- يا أيتها النفس المطمئنة* ارجعي إلى ربك راضية مرضيّة.
عند سكرات الموت يرسل الله الملائكة تطمئن المؤمنين وتبشّرهم بالجنة.
قال تعالى : إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزّل عليهم الملائكة ألاّ تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون. ( فصلت : ٣٠ ).
وقيل : إن النداء على النفس المطمئنة عند تمام الحساب، وقيل : عند البعث، وقيل : عند دخول الجنة، وعموما فإن مراحل الآخرة تبدأ من سكرات الموت، والنفس المطمئنة هي التي رضيت بالقضاء والقدر، وشكرت الله على النعماء، وصبرت على البأساء، واطمأنت لعدالة أحكام الله، واطمأنت إلى ربها ودينها، وأطاعت ربها في رضا وإيمان، ويقين وسعادة فينادى عليها عند خروج الروح، وفي مراحل الآخرة التالية :
يا أيتها النفس المطمئنة.
والاطمئنان في الدنيا سعادة ما بعدها سعادة، فهي موقنة بقضاء الله وقدره، وقد وقفت عند حدود الشرع، فتجيء يوم القيامة مطمئنة بذكر الله، ثابتة لا تتزعزع، آمنة مؤمنة غير خائفة، حيث ينادى عليها :
ارجعي إلى ربك راضية مرضيّة.
عودي عند البعث أو عند الموت إلى ثواب ربك، راضية عن العطاء الإلهي، مرضيا عنك كل الرضا.
قال تعالى : رضي الله عنهم ورضوا عنه... ( البينة : ٨ ).
يستعرض الحق سبحانه وتعالى مشاهد الآخرة، وقد ذكرت في سور سابقة بتفصيل مناسب، وذكرت هنا بإجمال مناسب، والحق سبحانه يعطينا هنا العبرة لكل ظالم باغ أن تذكّر ما أصاب الظالمين، أمثال عاد وثمود وفرعون، ولكل راغب في المال الحرام، أو ممتنع عن إخراج حقوق اليتامى والمساكين، أن تذكّر مشاهد القيامة وأهوالها وحسابها.
٢٧-٢٨- يا أيتها النفس المطمئنة* ارجعي إلى ربك راضية مرضيّة.
عند سكرات الموت يرسل الله الملائكة تطمئن المؤمنين وتبشّرهم بالجنة.
قال تعالى : إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزّل عليهم الملائكة ألاّ تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون. ( فصلت : ٣٠ ).
وقيل : إن النداء على النفس المطمئنة عند تمام الحساب، وقيل : عند البعث، وقيل : عند دخول الجنة، وعموما فإن مراحل الآخرة تبدأ من سكرات الموت، والنفس المطمئنة هي التي رضيت بالقضاء والقدر، وشكرت الله على النعماء، وصبرت على البأساء، واطمأنت لعدالة أحكام الله، واطمأنت إلى ربها ودينها، وأطاعت ربها في رضا وإيمان، ويقين وسعادة فينادى عليها عند خروج الروح، وفي مراحل الآخرة التالية :
يا أيتها النفس المطمئنة.
والاطمئنان في الدنيا سعادة ما بعدها سعادة، فهي موقنة بقضاء الله وقدره، وقد وقفت عند حدود الشرع، فتجيء يوم القيامة مطمئنة بذكر الله، ثابتة لا تتزعزع، آمنة مؤمنة غير خائفة، حيث ينادى عليها :
ارجعي إلى ربك راضية مرضيّة.
عودي عند البعث أو عند الموت إلى ثواب ربك، راضية عن العطاء الإلهي، مرضيا عنك كل الرضا.
قال تعالى : رضي الله عنهم ورضوا عنه... ( البينة : ٨ ).
يستعرض الحق سبحانه وتعالى مشاهد الآخرة، وقد ذكرت في سور سابقة بتفصيل مناسب، وذكرت هنا بإجمال مناسب، والحق سبحانه يعطينا هنا العبرة لكل ظالم باغ أن تذكّر ما أصاب الظالمين، أمثال عاد وثمود وفرعون، ولكل راغب في المال الحرام، أو ممتنع عن إخراج حقوق اليتامى والمساكين، أن تذكّر مشاهد القيامة وأهوالها وحسابها.
٢٩، ٣٠- فادخلي في عبادي* وادخلي جنتي.
فادخلي في عبادي الصالحين، وكوني في جملتهم، وما أعد لهم من الكرامة والرضوان، وادخلي معهم الجنة، وفيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
وفي ختام السورة نلمّح أن الكافر يتعظ ويتوب عن كفره، وعن حرصه على الدنيا دون الآخرة، ولكن لا ينفعه ذلك، فليت راغب التوبة يعجل بها، الآن الآن، قبل فوات الأوان.
يستعرض الحق سبحانه وتعالى مشاهد الآخرة، وقد ذكرت في سور سابقة بتفصيل مناسب، وذكرت هنا بإجمال مناسب، والحق سبحانه يعطينا هنا العبرة لكل ظالم باغ أن تذكّر ما أصاب الظالمين، أمثال عاد وثمود وفرعون، ولكل راغب في المال الحرام، أو ممتنع عن إخراج حقوق اليتامى والمساكين، أن تذكّر مشاهد القيامة وأهوالها وحسابها.
٢٩، ٣٠- فادخلي في عبادي* وادخلي جنتي.
فادخلي في عبادي الصالحين، وكوني في جملتهم، وما أعد لهم من الكرامة والرضوان، وادخلي معهم الجنة، وفيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
وفي ختام السورة نلمّح أن الكافر يتعظ ويتوب عن كفره، وعن حرصه على الدنيا دون الآخرة، ولكن لا ينفعه ذلك، فليت راغب التوبة يعجل بها، الآن الآن، قبل فوات الأوان.
ثم بحمد الله تعالى تفسير سورة ( الفجر )، مساء الأربعاء ٢٩ من صفر ١٤٢٢ ه، الموافق ٢٣/٥/٢٠٠١م.
***
i تفسير جزء عم للأستاذ الإمام محمد عبده، سورة الفجر.
ii تفسير المراغي، للأستاذ أحمد مصطفى المراغي ٣٠/١٥٠ مطبعة مصطفى البابى الحلبي بمصر.
iii في ظلال القرآن للأستاذ سيد قطب ٣٠/١٥٧، بتصرف.
iv يتعاقبون فيكم ملائكة الليل :
رواه البخاري في مواقيت الصلاة ( ٥٥٥ )، وفي التوحيد ( ٧٤٢٩، ٧٤٨٦ )، ومسلم في المساجد ( ٦٣٢ )، والنسائي في الصلاة ( ٤٨٥ ) وأحمد ( ٢٧٣٣٦، ٩٩٣٦ )، ومالك في النداء للصلاة ( ٤١٣ )، من حديث أبي هريرة بلفظ :( يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار... ) الحديث.
v ما من أيام العمل الصالح فيهن :
رواه الترمذي في الصوم ( ٧٥٧ ) وأبو داود في الصيام ( ٢٤٣٨ ) وابن ماجة في الصيام ( ١٧٢٧ ) من حديث عبد الله بن عباس بلفظ :( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه... ) الحديث.
vi اللهم غارت النجوم وهدأت العيون :
قال الهيثمي في المجمع : عن زيد بن ثابت قال : أصابني أرق من الليل فشكوت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :( قل : اللهم غارت النجوم وهدأت العيون وأنت حي قيوم، يا حي يا قيوم أنم عيني وأهدئ ليلي ) فقلتها فذهب عني. وقال : رواه الطبراني. وفيه عمرو بن الحصين العقيلي وهو متروك. وذكره مالك في الموطأ كتاب النداء للصلاة فقال : وحدثني عن مالك أنهم بلغهم أن أبا الدرداء كان يقوم من جوف الليل فيقول : نامت العيون وغارت النجوم وأنت الحي القيوم... فذكره هكذا من قول أبي الدرداء. وقال الحافظ ابن حجر : لم أقف على من وصله، ولا أسنده ابن عبد البر مع تتبعه لذلك... إلخ. الفتوحات الربانية ٣/١٧٧.
vii إن الله ليملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته :
رواه البخاري في التفسير، باب قوله :﴿ وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد ﴾ ( ٤٤٠٩ ) ومسلم في البر والصلة والآداب، باب : تحريم الظلم ( ٢٥٨٣ ) وابن ماجة في الفتن باب العقوبات ( ٤٠١٨ ) عن أبي موسى رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إن الله ليملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته ) قال : ثم قرأ :﴿ وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد ﴾.
viii إن الله ليملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته :
انظر ما قبله.
ix أنا وكافل اليتيم :
رواه البخاري في الطلاق ( ٥٣٠٤ ) وفي الأدب ( ٦٠٠٥ ) والترمذي في البر والصلة ( ١٩١٨ )، وأبو داود في الأدب ( ٥١٥٠ )، وأحمد ( ٢٢٣١٣ )، من حديث سهل بن سعد، وقال الترمذي : حسن صحيح، ومالك في الجامع ( ١٧٦٨ ) بلاغا.
x خير بيت في المسلمين :
رواه ابن ماجة في الأدب ( ٣٦٧٩ ) من حديث عبد الرحمان بلفظ :( خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه وشر بيت... ) الحديث.