ﰡ
[ ١٢٠/ب ] قوله عز وجل :﴿ وَالْمُرْسَلاَتِ عُرْفاً ﴾.
يقال : هي الملائكة، وأما قوله :( عرفا ) فيقال : أُرْسِلَتْ بالمعروف، ويقال : تتابعت كعرف الفرس، والعرب تقول : تركتُ الناس إلى فلان عُرفا واحداً، إذا توجهوا إليه فأكثروا.
وهي الرياح.
وهي : الرياح التي تأتي بالمطر.
وهي : الملائكة، تنزل بالفرْق، بالوحي ما بين الحلال وَالحرام وبتفصيله، وهي أيضاً.
هي : الملائكة تلقي الذكر إلى الأنبياء.
خففه الأعمش، وثقل عاصم :( النُّذر ) وحده. وَأهل الحجاز والحسن يثقلون عذراً أو نذراً. وهو مصدر مخففاً كان أو مثقلا. ونصب عذراً أو نذراً أي : أرسلت بما أرسلت به إعذاراً من الله وَإِنذاراً.
ذهب ضوءها.
اجتمع القراء على همزها، وهي في قراءة عبد الله :«وقِّتت » بالواو، وقرأها أبو جعفر المدني :«وُقِتتْ » بالواو خفيفة، وإنما همزتْ لأن الواو إذا كانت أول حرف وضمت همزت، من ذلك قولك : صَلّى القوم أُحدانا. وأنشدني بعضهم :
يَحل أحِيدهُ، ويُقالُ : بَعْلٌ *** ومِثلُ تَموُّلٍ منهُ افتقارُ
ويقولون : هذه أجوهٌ حسان بالهمز، وذلك لأن ضمة الواو ثقيلة، كما كان كسر الياء ثقيلا.
وقوله عز وجل :﴿ أُقِّتَتْ ﴾. جمعت لوقتها يوم القيامة [ ١٢١/ا ].
يعجب العباد من ذلك اليوم ثم قال :﴿ لِيَوْمِ الْفَصْلِ ﴾.
يعجب العباد من ذلك اليوم ثم قال :﴿ لِيَوْمِ الْفَصْلِ ﴾.
بالرفع. وهي في قراءة عبد الله :«ألم نهلك الأولين وسنتبعهم الآخرين »، فهذا دليل على أنها مستأنفة لا مردودة على ( نهلك )، ولو جزَمت على : ألم نقدّر إهلاك الأولين، وإتباعهم الآخرين كان وجها جيداً بالجزم ؛ لأنّ التقدير يصلح للماضي، وللمستقبل.
بالرفع. وهي في قراءة عبد الله :«ألم نهلك الأولين وسنتبعهم الآخرين »، فهذا دليل على أنها مستأنفة لا مردودة على ( نهلك )، ولو جزَمت على : ألم نقدّر إهلاك الأولين، وإتباعهم الآخرين كان وجها جيداً بالجزم ؛ لأنّ التقدير يصلح للماضي، وللمستقبل.
ذكر عن علي بن أبي طالب رحمه الله، وعن أبي عبد الرحمن السلمي : أنهما شدَّدا، وخففها الأعمش وعاصم. ولا تبعدن أن يكون المعنى في التشديد والتخفيف واحداً ؛ لأن العرب قد تقول : قدِّر عليه الموتُ، وقدّر عليه رزقه، وقُدِر عليه بالتخفيف والتشديد، وقد احتج الذين خففوا فقالوا : لو كان كذلك لكانت : فنعم المقدّرون. وقد يجمع العرب بين اللغتين، قال الله تبارك وتعالى :﴿ فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً ﴾، وقال الأعشى :
وأنْكرتْني، وما كان الذي نَكِرتْ | من الحوادثِ إلاَّ الشيبَ والصَّلَعا |
تكفتهم أحياء على ظهرها في بيوتهم ومنازلهم، وتكفتهم أمواتاً في بطنها، أي : تحفظهم وتحرزهم. ونصبك الأحياء والأموات بوقوع الكفات عليه، كأنك قلت : ألم نجعل الأرض كفاتَ أحياء، وأمواتٍ، فإذا نونت نصبت كما يقرأ من قرأ :﴿ أَوْ إِطْعَامٌ في يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ، يَتِيما ﴾، وكما يقرأ :﴿ فَجَزَاء مِثْلَ ما قتل ﴾، ومثله :﴿ فِدْيَةٌ طعامَ مِسْكِينٍ ﴾ [ ١٢١/ب ].
تكفتهم أحياء على ظهرها في بيوتهم ومنازلهم، وتكفتهم أمواتاً في بطنها، أي : تحفظهم وتحرزهم. ونصبك الأحياء والأموات بوقوع الكفات عليه، كأنك قلت : ألم نجعل الأرض كفاتَ أحياء، وأمواتٍ، فإذا نونت نصبت كما يقرأ من قرأ :﴿ أَوْ إِطْعَامٌ في يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ، يَتِيما ﴾، وكما يقرأ :﴿ فَجَزَاء مِثْلَ ما قتل ﴾، ومثله :﴿ فِدْيَةٌ طعامَ مِسْكِينٍ ﴾ [ ١٢١/ب ].
يقال : إنه يخرج لسانٌ من النار، فيحيط بهم كالسرادق، ثم يتشعب منه ثلاث شعب من دخان فيظللهم، حتى يفرغ من حسابهم إلى النار.
يريد : القصر من قصور مياه العرب، وتوحيده وجمعه عربيان، قال الله تبارك وتعالى :﴿ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ ويُوَلُّون الدُّبَر ﴾، معناه : الأدبار، وكأن القرآن نزل على ما يَستحب العرب من موافقة المقاطع، ألا ترى أنه قال :﴿ إِلَى شيء نُّكُرٍ ﴾، فثقل في ( اقْتَربَت ) ؛ لأن آياتها مثقلة، قال :﴿ فَحاسَبْناها حِسَاباً شَدِيداً وعذَّبناها عَذاباً نُّكْراً ﴾. فاجتمع القراء على تثقيل الأول، وتخفيف هذا، ومثله :﴿ الشَّمْسُ والْقَمَرُ بحُسْبَانٍ ﴾، وقال :﴿ جَزَاء مِّنْ رَبِّكَ عَطاء حِساباً ﴾ فأجريت رءُوس الآيات على هذه المجاري، وهو أكثر من أن يضبطه الكتاب، ولكنك تكتفي بهذا منه إن شاء الله.
ويقال : كالقَصَر كأصول النخل، ولست أشتهي ذلك ؛ لأنها مع آيات مخففة، ومع أن الْجَمَلَ إنما شُبه بالقصر، ألا ترى قوله جل وعز :﴿ كَأَنَّهُ جِمالاتٌ صُفْر ﴾، والصُّفر : سُود الإبل، لا ترى أسوَدَ من الإبل إلاّ وهو مشربٌ بصفرة، فلذلك سمتِ العربُ سودَ الإبل : صفرا، كما سمّوا الظبَّاء : أُدْمًا لما يعلوها من الظلمة في بياضها، وقد اختلف القراء في «جمالات » فقرأ عبد الله بن مسعود وأصحابه :«جمالةٌ ».
قال :[ حدثنا أبو العباس قال : حدثنا محمد قال ] حدثنا الفراء قال : وحدثني محمد بن الفضل عن عطاء عن أبي عبد الرحمن يرفعه إلى عمر بن الخطاب ( رحمه الله ) أنه قرأ :«جِمالاتٌ » وهو أحب الوجهين إلىّ ؛ لأن الجِمالَ أكثرُ من الجمالة في كلام العرب. وهي تجوز، كما يقال : حجر وحجارة، وذَكَر وذِكاره إلاّ أن الأول أكثر، فإذا قلت : جِمالات، فواحدها : جِمال، مثل ما قالوا : رجالٌ ورجالات، وبيوت وبيوتات، فقد يجوز أن تجعل واحد الجمالات جمالة، [ وقد حكى عن بعض القراء : جُمالات ]، فقد تكون من الشيء المجمل، وقد تكون جُمالاتٌ جمعا من جمع الجِمال. كما قالوا : الرَّخِلُ والرُّخالُ، والرِّخال.
يريد : القصر من قصور مياه العرب، وتوحيده وجمعه عربيان، قال الله تبارك وتعالى :﴿ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ ويُوَلُّون الدُّبَر ﴾، معناه : الأدبار، وكأن القرآن نزل على ما يَستحب العرب من موافقة المقاطع، ألا ترى أنه قال :﴿ إِلَى شيء نُّكُرٍ ﴾، فثقل في ( اقْتَربَت ) ؛ لأن آياتها مثقلة، قال :﴿ فَحاسَبْناها حِسَاباً شَدِيداً وعذَّبناها عَذاباً نُّكْراً ﴾. فاجتمع القراء على تثقيل الأول، وتخفيف هذا، ومثله :﴿ الشَّمْسُ والْقَمَرُ بحُسْبَانٍ ﴾، وقال :﴿ جَزَاء مِّنْ رَبِّكَ عَطاء حِساباً ﴾ فأجريت رءُوس الآيات على هذه المجاري، وهو أكثر من أن يضبطه الكتاب، ولكنك تكتفي بهذا منه إن شاء الله.
ويقال : كالقَصَر كأصول النخل، ولست أشتهي ذلك ؛ لأنها مع آيات مخففة، ومع أن الْجَمَلَ إنما شُبه بالقصر، ألا ترى قوله جل وعز :﴿ كَأَنَّهُ جِمالاتٌ صُفْر ﴾، والصُّفر : سُود الإبل، لا ترى أسوَدَ من الإبل إلاّ وهو مشربٌ بصفرة، فلذلك سمتِ العربُ سودَ الإبل : صفرا، كما سمّوا الظبَّاء : أُدْمًا لما يعلوها من الظلمة في بياضها، وقد اختلف القراء في «جمالات » فقرأ عبد الله بن مسعود وأصحابه :«جمالةٌ ».
قال :[ حدثنا أبو العباس قال : حدثنا محمد قال ] حدثنا الفراء قال : وحدثني محمد بن الفضل عن عطاء عن أبي عبد الرحمن يرفعه إلى عمر بن الخطاب ( رحمه الله ) أنه قرأ :«جِمالاتٌ » وهو أحب الوجهين إلىّ ؛ لأن الجِمالَ أكثرُ من الجمالة في كلام العرب. وهي تجوز، كما يقال : حجر وحجارة، وذَكَر وذِكاره إلاّ أن الأول أكثر، فإذا قلت : جِمالات، فواحدها : جِمال، مثل ما قالوا : رجالٌ ورجالات، وبيوت وبيوتات، فقد يجوز أن تجعل واحد الجمالات جمالة، [ وقد حكى عن بعض القراء : جُمالات ]، فقد تكون من الشيء المجمل، وقد تكون جُمالاتٌ جمعا من جمع الجِمال. كما قالوا : الرَّخِلُ والرُّخالُ، والرِّخال.
اجتمع القراء على رفع اليوم، ولو نُصب لكان جائزا على جهتين : إحداهما أن العرب إذا أضافت اليوم والليلة إلى فعلَ أو يفعل، أو كلمة مجملةٍ لا خفض فيها نصبوا اليوم في موضع الخفض والرفع، فهذا وجه. والآخر : أن تجعل هذا في معنى : فِعلٍ مجمَلٍ من «لا ينطقون » وعيدُ الله وثوابه فكأنك قلت : هذا الشأن في يومِ لا ينطقون. والوجه الأول أجود، والرفع أكثر في كلام العرب. ومعنى قوله : هذا يومُ لا ينطقون ولا يعتذرون في بعض الساعات في ذلك اليوم. وذلك في هذا النوع بيّن. تقول في الكلام : آتيك يوم يقدُم أبوك، ويوم تقدَم، والمعنى ساعة يقدم وليس باليوم كله ولو كان يوما كلّه في المعنى لما جاز في الكلام إضافته إلى فعل، ولا إلى يَفعَل، ولا إلى كلام مجمل، مثل قولك : آتيتك حين الحجاجُ أميرٌ.
وإنما استجازت العربُ : أتيتك يوم مات فلان، وآتيتك يوم يقدم فلان ؛ لأنهم يريدون : أتيتك إذ قدم، وإذا يقدَم ؛ فإذ وإذا لا تطلبان الأسماء، وإنما تطلبان الفعل. فلما كان اليوم والليلة وجميع المواقيت في معناهما أضيفا إلى فعلَ ويفعَلُ وإلى الاسم المخبر عنه، كقول الشاعر :
[ ١٢٢/ب ] أزمان من يرد الصنيعة يصطنع | مِننا، ومن يرد الزهادة يزهد |
نويت بالفاء أن يكون نسقا على ما قبلها، واختير ذلك لأن الآيات بالنون، فلو قيل : فيعتذروا لم يوافق الآيات. وقد قال الله جل وعز :﴿ لاَ يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا ﴾ بالنصب، وكلٌّ صواب. مثله :﴿ مَنْ ذَا الذي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَنا فَيُضَاعِفهُ ﴾ و( فيضاعفَه )، قال : قال أبو عبد الله : كذا كان يقرأ الكسائي، والفراء، وحمزة، ( فيضاعفُه ).
اجتمع القراء على رفع اليوم، ولو نُصب لكان جائزا على جهتين : إحداهما أن العرب إذا أضافت اليوم والليلة إلى فعلَ أو يفعل، أو كلمة مجملةٍ لا خفض فيها نصبوا اليوم في موضع الخفض والرفع، فهذا وجه. والآخر : أن تجعل هذا في معنى : فِعلٍ مجمَلٍ من «لا ينطقون » وعيدُ الله وثوابه فكأنك قلت : هذا الشأن في يومِ لا ينطقون. والوجه الأول أجود، والرفع أكثر في كلام العرب. ومعنى قوله : هذا يومُ لا ينطقون ولا يعتذرون في بعض الساعات في ذلك اليوم. وذلك في هذا النوع بيّن. تقول في الكلام : آتيك يوم يقدُم أبوك، ويوم تقدَم، والمعنى ساعة يقدم وليس باليوم كله ولو كان يوما كلّه في المعنى لما جاز في الكلام إضافته إلى فعل، ولا إلى يَفعَل، ولا إلى كلام مجمل، مثل قولك : آتيتك حين الحجاجُ أميرٌ.
وإنما استجازت العربُ : أتيتك يوم مات فلان، وآتيتك يوم يقدم فلان ؛ لأنهم يريدون : أتيتك إذ قدم، وإذا يقدَم ؛ فإذ وإذا لا تطلبان الأسماء، وإنما تطلبان الفعل. فلما كان اليوم والليلة وجميع المواقيت في معناهما أضيفا إلى فعلَ ويفعَلُ وإلى الاسم المخبر عنه، كقول الشاعر :
[ ١٢٢/ب ] أزمان من يرد الصنيعة يصطنع | مِننا، ومن يرد الزهادة يزهد |
نويت بالفاء أن يكون نسقا على ما قبلها، واختير ذلك لأن الآيات بالنون، فلو قيل : فيعتذروا لم يوافق الآيات. وقد قال الله جل وعز :﴿ لاَ يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا ﴾ بالنصب، وكلٌّ صواب. مثله :﴿ مَنْ ذَا الذي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَنا فَيُضَاعِفهُ ﴾ و( فيضاعفَه )، قال : قال أبو عبد الله : كذا كان يقرأ الكسائي، والفراء، وحمزة، ( فيضاعفُه ).
إن كان عندكم حيلة، فاحتالوا لأنفسكم.
يقول : إذا أُمروا بالصلاة لم يصلوا.