تفسير سورة الليل

البحر المديد في تفسير القرآن المجيد
تفسير سورة سورة الليل من كتاب البحر المديد في تفسير القرآن المجيد .
لمؤلفه ابن عجيبة . المتوفي سنة 1224 هـ
سورة الليل
مكية. وهي إحدى وعشرون آية. قيل : ومناسبتها : أنه لما ذكر فيما قبلها :﴿ قد أفلح من زكاها( ٩ ) ﴾ [ الشمس : ٩ ] ذكر هنا من الأوصاف ما يحصل به الفلاح، وما يحصل به الخيبة، فقال تعالى :
بسم الله الرحمان الرحيم :
﴿ وَالْلَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ﴾*﴿ وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى ﴾*﴿ وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنثَى ﴾*﴿ إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى ﴾*﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى ﴾*﴿ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ﴾*﴿ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ﴾*﴿ وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى ﴾*﴿ وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى ﴾*﴿ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ﴾*﴿ وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى ﴾.

يقول الحق جلّ جلاله :﴿ والليلِ إِذا يغشى ﴾ أي : حين يغشى الشمس، كقوله تعالى :
﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا ( ٤ ) ﴾ [ الشمس : ٤ ] أو : كل ما يواريه بظلامه. وقال القشيري : إذا يغشى الأفق وما بين السماء والأرض فيستره بظلمته.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : أقسم تعالى بليل الحجاب، إذا يغشى القلوبَ المحجوبة، ونهار التجلِّي إذا يغشى القلوب الصافية، وكأنه تعالى أقسم بقهر جلاله، ولُطف جماله، وقدرته على خلق أصناف الحيوانات، إنَّ سعي الناس لشتى، فأمّا مَن أعطى مالَه ونفسَه، واتقى كلَّ ما يشغله عن المولى، فَسنُيَسِّره لسلوك الطريق اليُسرى، التي توصل إلى حضرة المولى. وقال الورتجبي : سهّل له طريقَ الوصول إليه، ويرفع عنه الكلفة والتعب في العبودية. وقال القشيري : نُسَهِّلُ عليه الطاعات، ونُكَرِّه إليه المخالفات، ونهيئ له القُربَ، ونُحَبِّبُ له الإيمان، ونُزَيِّن في قلبه الإحسان. هـ. وأمَّا مَن بَخِلَ بماله ونفسه، واستغنى عن معرفة ربه معرفة العيان، وقنع بمقام الإيمان، فسَنُيسره للعُسرى، وهي طريق البُعد والحجاب، كاشتغاله بحب الدنيا، وجمع المال، وما يُغني عنه ماله إذا تردى في مهاوي البُعد والردى.
﴿ والنهارِ إِذا تَجَلَّى ﴾ أي : ظهر وأسفر ووضح.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : أقسم تعالى بليل الحجاب، إذا يغشى القلوبَ المحجوبة، ونهار التجلِّي إذا يغشى القلوب الصافية، وكأنه تعالى أقسم بقهر جلاله، ولُطف جماله، وقدرته على خلق أصناف الحيوانات، إنَّ سعي الناس لشتى، فأمّا مَن أعطى مالَه ونفسَه، واتقى كلَّ ما يشغله عن المولى، فَسنُيَسِّره لسلوك الطريق اليُسرى، التي توصل إلى حضرة المولى. وقال الورتجبي : سهّل له طريقَ الوصول إليه، ويرفع عنه الكلفة والتعب في العبودية. وقال القشيري : نُسَهِّلُ عليه الطاعات، ونُكَرِّه إليه المخالفات، ونهيئ له القُربَ، ونُحَبِّبُ له الإيمان، ونُزَيِّن في قلبه الإحسان. هـ. وأمَّا مَن بَخِلَ بماله ونفسه، واستغنى عن معرفة ربه معرفة العيان، وقنع بمقام الإيمان، فسَنُيسره للعُسرى، وهي طريق البُعد والحجاب، كاشتغاله بحب الدنيا، وجمع المال، وما يُغني عنه ماله إذا تردى في مهاوي البُعد والردى.
﴿ وما خَلَقَ الذكَرَ والأُنثى ﴾ أي : والقادر الذي خلق الذكر والأنثى من كل ما له توالد مِن ماءٍ واحد، وقيل : هما آدم وحواء، و " ما " بمعنى " من " أو مصدرية. وقُرئ " والذكر والأنثى " وقرئ " والذي خلق الذكر والأنثى ". جواب القسم :﴿ إِنَّ سعيَكم ﴾.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : أقسم تعالى بليل الحجاب، إذا يغشى القلوبَ المحجوبة، ونهار التجلِّي إذا يغشى القلوب الصافية، وكأنه تعالى أقسم بقهر جلاله، ولُطف جماله، وقدرته على خلق أصناف الحيوانات، إنَّ سعي الناس لشتى، فأمّا مَن أعطى مالَه ونفسَه، واتقى كلَّ ما يشغله عن المولى، فَسنُيَسِّره لسلوك الطريق اليُسرى، التي توصل إلى حضرة المولى. وقال الورتجبي : سهّل له طريقَ الوصول إليه، ويرفع عنه الكلفة والتعب في العبودية. وقال القشيري : نُسَهِّلُ عليه الطاعات، ونُكَرِّه إليه المخالفات، ونهيئ له القُربَ، ونُحَبِّبُ له الإيمان، ونُزَيِّن في قلبه الإحسان. هـ. وأمَّا مَن بَخِلَ بماله ونفسه، واستغنى عن معرفة ربه معرفة العيان، وقنع بمقام الإيمان، فسَنُيسره للعُسرى، وهي طريق البُعد والحجاب، كاشتغاله بحب الدنيا، وجمع المال، وما يُغني عنه ماله إذا تردى في مهاوي البُعد والردى.
أي : عملكم ﴿ لشتَّى ﴾ ؛ لمختلف، جمع شتيت، أي : إنّ مساعيكم لأشتات مختلفة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : أقسم تعالى بليل الحجاب، إذا يغشى القلوبَ المحجوبة، ونهار التجلِّي إذا يغشى القلوب الصافية، وكأنه تعالى أقسم بقهر جلاله، ولُطف جماله، وقدرته على خلق أصناف الحيوانات، إنَّ سعي الناس لشتى، فأمّا مَن أعطى مالَه ونفسَه، واتقى كلَّ ما يشغله عن المولى، فَسنُيَسِّره لسلوك الطريق اليُسرى، التي توصل إلى حضرة المولى. وقال الورتجبي : سهّل له طريقَ الوصول إليه، ويرفع عنه الكلفة والتعب في العبودية. وقال القشيري : نُسَهِّلُ عليه الطاعات، ونُكَرِّه إليه المخالفات، ونهيئ له القُربَ، ونُحَبِّبُ له الإيمان، ونُزَيِّن في قلبه الإحسان. هـ. وأمَّا مَن بَخِلَ بماله ونفسه، واستغنى عن معرفة ربه معرفة العيان، وقنع بمقام الإيمان، فسَنُيسره للعُسرى، وهي طريق البُعد والحجاب، كاشتغاله بحب الدنيا، وجمع المال، وما يُغني عنه ماله إذا تردى في مهاوي البُعد والردى.
ثم فصّله فقال :﴿ فأّمَّا مَن أعطى ﴾ حقوق ماله ﴿ واتقى ﴾ محارمَ الله التي نهى عنها.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : أقسم تعالى بليل الحجاب، إذا يغشى القلوبَ المحجوبة، ونهار التجلِّي إذا يغشى القلوب الصافية، وكأنه تعالى أقسم بقهر جلاله، ولُطف جماله، وقدرته على خلق أصناف الحيوانات، إنَّ سعي الناس لشتى، فأمّا مَن أعطى مالَه ونفسَه، واتقى كلَّ ما يشغله عن المولى، فَسنُيَسِّره لسلوك الطريق اليُسرى، التي توصل إلى حضرة المولى. وقال الورتجبي : سهّل له طريقَ الوصول إليه، ويرفع عنه الكلفة والتعب في العبودية. وقال القشيري : نُسَهِّلُ عليه الطاعات، ونُكَرِّه إليه المخالفات، ونهيئ له القُربَ، ونُحَبِّبُ له الإيمان، ونُزَيِّن في قلبه الإحسان. هـ. وأمَّا مَن بَخِلَ بماله ونفسه، واستغنى عن معرفة ربه معرفة العيان، وقنع بمقام الإيمان، فسَنُيسره للعُسرى، وهي طريق البُعد والحجاب، كاشتغاله بحب الدنيا، وجمع المال، وما يُغني عنه ماله إذا تردى في مهاوي البُعد والردى.
﴿ وصدَّق بالحسنى ﴾ ؛ بالخصلة الحُسنى، وهي الإيمان، أو بالكلمة الحسنى، وهي كلمة التوحيد، أو بالملة الحسنى، وهي الإسلام، أو بالمثوبة الحسنى، وهي الجنة، والتصديق هو أن يرى أنَّ ما وعده اللهُ به يوصله إليه، ولا يجري على قلبه خاطر شك.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : أقسم تعالى بليل الحجاب، إذا يغشى القلوبَ المحجوبة، ونهار التجلِّي إذا يغشى القلوب الصافية، وكأنه تعالى أقسم بقهر جلاله، ولُطف جماله، وقدرته على خلق أصناف الحيوانات، إنَّ سعي الناس لشتى، فأمّا مَن أعطى مالَه ونفسَه، واتقى كلَّ ما يشغله عن المولى، فَسنُيَسِّره لسلوك الطريق اليُسرى، التي توصل إلى حضرة المولى. وقال الورتجبي : سهّل له طريقَ الوصول إليه، ويرفع عنه الكلفة والتعب في العبودية. وقال القشيري : نُسَهِّلُ عليه الطاعات، ونُكَرِّه إليه المخالفات، ونهيئ له القُربَ، ونُحَبِّبُ له الإيمان، ونُزَيِّن في قلبه الإحسان. هـ. وأمَّا مَن بَخِلَ بماله ونفسه، واستغنى عن معرفة ربه معرفة العيان، وقنع بمقام الإيمان، فسَنُيسره للعُسرى، وهي طريق البُعد والحجاب، كاشتغاله بحب الدنيا، وجمع المال، وما يُغني عنه ماله إذا تردى في مهاوي البُعد والردى.
﴿ فسَنُيَسِّره لليُسرى ﴾ ؛ فسنهيئه للطريقة التي تؤدي إلى الراحة واليُسر، كدخول الجنة ومبادئه. قال ابن عطية : معناه : سنظهر عليه تيسيرنا إياه بما يتدرج فيه من أعمال الخير، وحَتْم تيسيره كان في علم الله أزلاً. ه. يقال : يسَّرَ الفرس، إذا أسرجها وألجمها.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : أقسم تعالى بليل الحجاب، إذا يغشى القلوبَ المحجوبة، ونهار التجلِّي إذا يغشى القلوب الصافية، وكأنه تعالى أقسم بقهر جلاله، ولُطف جماله، وقدرته على خلق أصناف الحيوانات، إنَّ سعي الناس لشتى، فأمّا مَن أعطى مالَه ونفسَه، واتقى كلَّ ما يشغله عن المولى، فَسنُيَسِّره لسلوك الطريق اليُسرى، التي توصل إلى حضرة المولى. وقال الورتجبي : سهّل له طريقَ الوصول إليه، ويرفع عنه الكلفة والتعب في العبودية. وقال القشيري : نُسَهِّلُ عليه الطاعات، ونُكَرِّه إليه المخالفات، ونهيئ له القُربَ، ونُحَبِّبُ له الإيمان، ونُزَيِّن في قلبه الإحسان. هـ. وأمَّا مَن بَخِلَ بماله ونفسه، واستغنى عن معرفة ربه معرفة العيان، وقنع بمقام الإيمان، فسَنُيسره للعُسرى، وهي طريق البُعد والحجاب، كاشتغاله بحب الدنيا، وجمع المال، وما يُغني عنه ماله إذا تردى في مهاوي البُعد والردى.
﴿ وأمّا مَن بَخِلَ ﴾ بماله، فلم يبذله في سبيل الخير، ﴿ واستغنَى ﴾ أي : زهد فيما عند الله تعالى، كأنه مستغنٍ عنه فلم يتقه، أو : استغنى بشهوات الدنيا عن نعيم الآخرة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : أقسم تعالى بليل الحجاب، إذا يغشى القلوبَ المحجوبة، ونهار التجلِّي إذا يغشى القلوب الصافية، وكأنه تعالى أقسم بقهر جلاله، ولُطف جماله، وقدرته على خلق أصناف الحيوانات، إنَّ سعي الناس لشتى، فأمّا مَن أعطى مالَه ونفسَه، واتقى كلَّ ما يشغله عن المولى، فَسنُيَسِّره لسلوك الطريق اليُسرى، التي توصل إلى حضرة المولى. وقال الورتجبي : سهّل له طريقَ الوصول إليه، ويرفع عنه الكلفة والتعب في العبودية. وقال القشيري : نُسَهِّلُ عليه الطاعات، ونُكَرِّه إليه المخالفات، ونهيئ له القُربَ، ونُحَبِّبُ له الإيمان، ونُزَيِّن في قلبه الإحسان. هـ. وأمَّا مَن بَخِلَ بماله ونفسه، واستغنى عن معرفة ربه معرفة العيان، وقنع بمقام الإيمان، فسَنُيسره للعُسرى، وهي طريق البُعد والحجاب، كاشتغاله بحب الدنيا، وجمع المال، وما يُغني عنه ماله إذا تردى في مهاوي البُعد والردى.
﴿ وكَذَّب بالحُسنى ﴾ أي : بالخصلة الحسنى، على ما ذكر من معانيها.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : أقسم تعالى بليل الحجاب، إذا يغشى القلوبَ المحجوبة، ونهار التجلِّي إذا يغشى القلوب الصافية، وكأنه تعالى أقسم بقهر جلاله، ولُطف جماله، وقدرته على خلق أصناف الحيوانات، إنَّ سعي الناس لشتى، فأمّا مَن أعطى مالَه ونفسَه، واتقى كلَّ ما يشغله عن المولى، فَسنُيَسِّره لسلوك الطريق اليُسرى، التي توصل إلى حضرة المولى. وقال الورتجبي : سهّل له طريقَ الوصول إليه، ويرفع عنه الكلفة والتعب في العبودية. وقال القشيري : نُسَهِّلُ عليه الطاعات، ونُكَرِّه إليه المخالفات، ونهيئ له القُربَ، ونُحَبِّبُ له الإيمان، ونُزَيِّن في قلبه الإحسان. هـ. وأمَّا مَن بَخِلَ بماله ونفسه، واستغنى عن معرفة ربه معرفة العيان، وقنع بمقام الإيمان، فسَنُيسره للعُسرى، وهي طريق البُعد والحجاب، كاشتغاله بحب الدنيا، وجمع المال، وما يُغني عنه ماله إذا تردى في مهاوي البُعد والردى.
﴿ فسَنُيَسِّره للعُسرى ﴾ أي : للخصلة المؤدّية إلى العسر والشدة، كدخول النار ومقدماته، لاختياره لها. وقال الإمام أي الفخر : كل ما أدّت عاقبته إلى الراحة والأمور المحمودة، فذلك اليسرى، وهو وصف كل الطاعات، وكل ما أدّت عاقبته إلى التعب والردى، فذلك العُسرى، وهو وصف كل المعاصي. ه.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : أقسم تعالى بليل الحجاب، إذا يغشى القلوبَ المحجوبة، ونهار التجلِّي إذا يغشى القلوب الصافية، وكأنه تعالى أقسم بقهر جلاله، ولُطف جماله، وقدرته على خلق أصناف الحيوانات، إنَّ سعي الناس لشتى، فأمّا مَن أعطى مالَه ونفسَه، واتقى كلَّ ما يشغله عن المولى، فَسنُيَسِّره لسلوك الطريق اليُسرى، التي توصل إلى حضرة المولى. وقال الورتجبي : سهّل له طريقَ الوصول إليه، ويرفع عنه الكلفة والتعب في العبودية. وقال القشيري : نُسَهِّلُ عليه الطاعات، ونُكَرِّه إليه المخالفات، ونهيئ له القُربَ، ونُحَبِّبُ له الإيمان، ونُزَيِّن في قلبه الإحسان. هـ. وأمَّا مَن بَخِلَ بماله ونفسه، واستغنى عن معرفة ربه معرفة العيان، وقنع بمقام الإيمان، فسَنُيسره للعُسرى، وهي طريق البُعد والحجاب، كاشتغاله بحب الدنيا، وجمع المال، وما يُغني عنه ماله إذا تردى في مهاوي البُعد والردى.
﴿ وما يُغني عنه مالُه ﴾ الذي بَخِلَ به، أي : لا ينفعه شيئاً ﴿ إِذا تَرَدَّى ﴾ ؛ هَلَكَ، تفعّل، من الردى، أو تردَّى في حفرة القبر، أو في قعر جهنّم، والعياذ بالله.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : أقسم تعالى بليل الحجاب، إذا يغشى القلوبَ المحجوبة، ونهار التجلِّي إذا يغشى القلوب الصافية، وكأنه تعالى أقسم بقهر جلاله، ولُطف جماله، وقدرته على خلق أصناف الحيوانات، إنَّ سعي الناس لشتى، فأمّا مَن أعطى مالَه ونفسَه، واتقى كلَّ ما يشغله عن المولى، فَسنُيَسِّره لسلوك الطريق اليُسرى، التي توصل إلى حضرة المولى. وقال الورتجبي : سهّل له طريقَ الوصول إليه، ويرفع عنه الكلفة والتعب في العبودية. وقال القشيري : نُسَهِّلُ عليه الطاعات، ونُكَرِّه إليه المخالفات، ونهيئ له القُربَ، ونُحَبِّبُ له الإيمان، ونُزَيِّن في قلبه الإحسان. هـ. وأمَّا مَن بَخِلَ بماله ونفسه، واستغنى عن معرفة ربه معرفة العيان، وقنع بمقام الإيمان، فسَنُيسره للعُسرى، وهي طريق البُعد والحجاب، كاشتغاله بحب الدنيا، وجمع المال، وما يُغني عنه ماله إذا تردى في مهاوي البُعد والردى.
ولما عرفهم أن سعيهم لشتى، ذكر أنه بين ما عليه، فقال :
﴿ إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى ﴾*﴿ وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ وَالأُولَى ﴾*﴿ فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى ﴾*﴿ لاَ يَصْلاَهَا إِلاَّ الأَشْقَى ﴾*﴿ الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى ﴾*﴿ وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى ﴾*﴿ الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى ﴾*﴿ وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى ﴾*﴿ إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى ﴾*﴿ وَلَسَوْفَ يَرْضَى ﴾.
يقول الحق جلّ جلاله :﴿ إِنَّ علينا لَلْهُدى ﴾ ؛ إنَّ علينا الإرشاد إلى الحق بنصب الدلائل، وتبيين الشرائع، أو : إن علينا بموجب قضائنا المَبْنيِّ على الحِكَم البالغة، حيث خلقنا الخلق للعبادة، أن نُبيّن لهم طريق الهدى وما يؤدي إليه، وقد فعلنا ذلك مما لا مزيد عليه، حيث بَيَّنَّا حال مَن سلك كلا الطريقين، ترغيباً وترهيباً، فتبيّن أنَّ الهداية هي الدلالة على ما يوصل إلى البُغية، لا الدلالة الموصلة إليها حتماً. قاله أبو السعود.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : إنّ علينا لبيان الطريق لِمن طلب الوصول إلى عين التحقيق، فإنا أنزلنا كتاباً ما فرطنا فيه من شيء، وبعثنا رسولاً يهدي إلى الرشد، وجعلنا له خلفاء في كل زمان، يهدون بأمرنا إلى حضرة قدسنا، وإنَّ لنا للآخرةَ لِمن طلبها، والأوُلى لِمن طلبها، وأظهرنا أسرار ذاتِنا لمَن طلبها، فأنذرتكم ناراً تلظى، وهي نار البُعد لا يصلاها إلاّ الأشقى، الذي سبق له البُعد منا. ﴿ الذي كذَّب وتولَّى ﴾، قال القشيري : أي كذَّب الحق في مظاهر الأولياء والمشايخ وأرباب السلوك، وأعْرَض عن قبول إرشادهم ونصائحهم، وعن استماع معارفهم ومواجيدهم الكشفية الشهودية، وسيُجنبها الأتقى، أي : يُجنب طريق البُعد ونار الحجاب مَن اتقى السِّوى، الذي يؤتى ماله تقرُّباً إلى الله ليتزكّى من العيوب والأنانية، ﴿ وما لأحدٍ عنده من نعمة تُجزى ﴾ أي : ليس إحسانه في مقابلة حرف ﴿ إلاّ ابتغاء وجه ربه الأعلى ﴾ أي : إلاّ طلب معرفة ذاته العلية، ﴿ ولَسَوف يَرضى ﴾ بدوام شهود الذات الأقدس. وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلّم.
﴿ وإِنَّ لنا للآخرة والأُولى ﴾ أي : التصرُّف الكلي فيهما، كيفما نشاء، فنفعل فيهما ما نشاء، فنُعطي الدنيا لمَن نشاء، والآخرة لمَن نشاء، أو نجمع له بينهما، أو نحرمه منهما، فمَن طلبهما مِن غيرنا فقد أخطأ، أو : إنَّ لنا كُلَّ ما في الدنيا والآخرة، فلا يضرنا ترككم الاهتداء بهُدانا.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : إنّ علينا لبيان الطريق لِمن طلب الوصول إلى عين التحقيق، فإنا أنزلنا كتاباً ما فرطنا فيه من شيء، وبعثنا رسولاً يهدي إلى الرشد، وجعلنا له خلفاء في كل زمان، يهدون بأمرنا إلى حضرة قدسنا، وإنَّ لنا للآخرةَ لِمن طلبها، والأوُلى لِمن طلبها، وأظهرنا أسرار ذاتِنا لمَن طلبها، فأنذرتكم ناراً تلظى، وهي نار البُعد لا يصلاها إلاّ الأشقى، الذي سبق له البُعد منا. ﴿ الذي كذَّب وتولَّى ﴾، قال القشيري : أي كذَّب الحق في مظاهر الأولياء والمشايخ وأرباب السلوك، وأعْرَض عن قبول إرشادهم ونصائحهم، وعن استماع معارفهم ومواجيدهم الكشفية الشهودية، وسيُجنبها الأتقى، أي : يُجنب طريق البُعد ونار الحجاب مَن اتقى السِّوى، الذي يؤتى ماله تقرُّباً إلى الله ليتزكّى من العيوب والأنانية، ﴿ وما لأحدٍ عنده من نعمة تُجزى ﴾ أي : ليس إحسانه في مقابلة حرف ﴿ إلاّ ابتغاء وجه ربه الأعلى ﴾ أي : إلاّ طلب معرفة ذاته العلية، ﴿ ولَسَوف يَرضى ﴾ بدوام شهود الذات الأقدس. وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلّم.
﴿ فَأنْذَرتكم ﴾ ؛ خوَّفتكم ﴿ ناراً تلظى ﴾ ؛ تتلهب.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : إنّ علينا لبيان الطريق لِمن طلب الوصول إلى عين التحقيق، فإنا أنزلنا كتاباً ما فرطنا فيه من شيء، وبعثنا رسولاً يهدي إلى الرشد، وجعلنا له خلفاء في كل زمان، يهدون بأمرنا إلى حضرة قدسنا، وإنَّ لنا للآخرةَ لِمن طلبها، والأوُلى لِمن طلبها، وأظهرنا أسرار ذاتِنا لمَن طلبها، فأنذرتكم ناراً تلظى، وهي نار البُعد لا يصلاها إلاّ الأشقى، الذي سبق له البُعد منا. ﴿ الذي كذَّب وتولَّى ﴾، قال القشيري : أي كذَّب الحق في مظاهر الأولياء والمشايخ وأرباب السلوك، وأعْرَض عن قبول إرشادهم ونصائحهم، وعن استماع معارفهم ومواجيدهم الكشفية الشهودية، وسيُجنبها الأتقى، أي : يُجنب طريق البُعد ونار الحجاب مَن اتقى السِّوى، الذي يؤتى ماله تقرُّباً إلى الله ليتزكّى من العيوب والأنانية، ﴿ وما لأحدٍ عنده من نعمة تُجزى ﴾ أي : ليس إحسانه في مقابلة حرف ﴿ إلاّ ابتغاء وجه ربه الأعلى ﴾ أي : إلاّ طلب معرفة ذاته العلية، ﴿ ولَسَوف يَرضى ﴾ بدوام شهود الذات الأقدس. وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلّم.
﴿ لا يَصْلاها إِلاّ الأشقى ﴾ ؛ لا يدخلها للخلود فيها إلاّ مَن سبق له الشقاء.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : إنّ علينا لبيان الطريق لِمن طلب الوصول إلى عين التحقيق، فإنا أنزلنا كتاباً ما فرطنا فيه من شيء، وبعثنا رسولاً يهدي إلى الرشد، وجعلنا له خلفاء في كل زمان، يهدون بأمرنا إلى حضرة قدسنا، وإنَّ لنا للآخرةَ لِمن طلبها، والأوُلى لِمن طلبها، وأظهرنا أسرار ذاتِنا لمَن طلبها، فأنذرتكم ناراً تلظى، وهي نار البُعد لا يصلاها إلاّ الأشقى، الذي سبق له البُعد منا. ﴿ الذي كذَّب وتولَّى ﴾، قال القشيري : أي كذَّب الحق في مظاهر الأولياء والمشايخ وأرباب السلوك، وأعْرَض عن قبول إرشادهم ونصائحهم، وعن استماع معارفهم ومواجيدهم الكشفية الشهودية، وسيُجنبها الأتقى، أي : يُجنب طريق البُعد ونار الحجاب مَن اتقى السِّوى، الذي يؤتى ماله تقرُّباً إلى الله ليتزكّى من العيوب والأنانية، ﴿ وما لأحدٍ عنده من نعمة تُجزى ﴾ أي : ليس إحسانه في مقابلة حرف ﴿ إلاّ ابتغاء وجه ربه الأعلى ﴾ أي : إلاّ طلب معرفة ذاته العلية، ﴿ ولَسَوف يَرضى ﴾ بدوام شهود الذات الأقدس. وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلّم.
﴿ الذي كذَّب وتَوَلَّى ﴾ أي : الكافر الذي كذّب الرسولَ صلى الله عليه وسلم، وتَوَلى عن الإيمان.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : إنّ علينا لبيان الطريق لِمن طلب الوصول إلى عين التحقيق، فإنا أنزلنا كتاباً ما فرطنا فيه من شيء، وبعثنا رسولاً يهدي إلى الرشد، وجعلنا له خلفاء في كل زمان، يهدون بأمرنا إلى حضرة قدسنا، وإنَّ لنا للآخرةَ لِمن طلبها، والأوُلى لِمن طلبها، وأظهرنا أسرار ذاتِنا لمَن طلبها، فأنذرتكم ناراً تلظى، وهي نار البُعد لا يصلاها إلاّ الأشقى، الذي سبق له البُعد منا. ﴿ الذي كذَّب وتولَّى ﴾، قال القشيري : أي كذَّب الحق في مظاهر الأولياء والمشايخ وأرباب السلوك، وأعْرَض عن قبول إرشادهم ونصائحهم، وعن استماع معارفهم ومواجيدهم الكشفية الشهودية، وسيُجنبها الأتقى، أي : يُجنب طريق البُعد ونار الحجاب مَن اتقى السِّوى، الذي يؤتى ماله تقرُّباً إلى الله ليتزكّى من العيوب والأنانية، ﴿ وما لأحدٍ عنده من نعمة تُجزى ﴾ أي : ليس إحسانه في مقابلة حرف ﴿ إلاّ ابتغاء وجه ربه الأعلى ﴾ أي : إلاّ طلب معرفة ذاته العلية، ﴿ ولَسَوف يَرضى ﴾ بدوام شهود الذات الأقدس. وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلّم.
﴿ وسَيُجنبها ﴾ ؛ وسيبعِّدها ﴿ الأتقى ﴾ ؛ المؤمن المبالغ في اتقاء الكفر والمعاصي، فلا يحوم حولها، فضلاً عن دخولها، وأمّا مَن دونه ممن يتقي الكفر دون المعاصي فلا يبعد هذا البُعد، وذلك لا يستلزم صليها بالمعنى المذكور، فلا يُنافي الحصر المذكور.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : إنّ علينا لبيان الطريق لِمن طلب الوصول إلى عين التحقيق، فإنا أنزلنا كتاباً ما فرطنا فيه من شيء، وبعثنا رسولاً يهدي إلى الرشد، وجعلنا له خلفاء في كل زمان، يهدون بأمرنا إلى حضرة قدسنا، وإنَّ لنا للآخرةَ لِمن طلبها، والأوُلى لِمن طلبها، وأظهرنا أسرار ذاتِنا لمَن طلبها، فأنذرتكم ناراً تلظى، وهي نار البُعد لا يصلاها إلاّ الأشقى، الذي سبق له البُعد منا. ﴿ الذي كذَّب وتولَّى ﴾، قال القشيري : أي كذَّب الحق في مظاهر الأولياء والمشايخ وأرباب السلوك، وأعْرَض عن قبول إرشادهم ونصائحهم، وعن استماع معارفهم ومواجيدهم الكشفية الشهودية، وسيُجنبها الأتقى، أي : يُجنب طريق البُعد ونار الحجاب مَن اتقى السِّوى، الذي يؤتى ماله تقرُّباً إلى الله ليتزكّى من العيوب والأنانية، ﴿ وما لأحدٍ عنده من نعمة تُجزى ﴾ أي : ليس إحسانه في مقابلة حرف ﴿ إلاّ ابتغاء وجه ربه الأعلى ﴾ أي : إلاّ طلب معرفة ذاته العلية، ﴿ ولَسَوف يَرضى ﴾ بدوام شهود الذات الأقدس. وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلّم.
﴿ الذي يُؤتى مالَه ﴾ للفقراء ﴿ يتزكَّى ﴾ أي : يطلب أن يكون عند الله زاكياً، لا يُريد به رياءً ولا سمعةً، من : الزكا، وهو الزيادة، أو : تفعّل من الزكاة، أو : يتطهر من الذنوب والعيوب، وهو حال من ضمير " يؤتى ".
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : إنّ علينا لبيان الطريق لِمن طلب الوصول إلى عين التحقيق، فإنا أنزلنا كتاباً ما فرطنا فيه من شيء، وبعثنا رسولاً يهدي إلى الرشد، وجعلنا له خلفاء في كل زمان، يهدون بأمرنا إلى حضرة قدسنا، وإنَّ لنا للآخرةَ لِمن طلبها، والأوُلى لِمن طلبها، وأظهرنا أسرار ذاتِنا لمَن طلبها، فأنذرتكم ناراً تلظى، وهي نار البُعد لا يصلاها إلاّ الأشقى، الذي سبق له البُعد منا. ﴿ الذي كذَّب وتولَّى ﴾، قال القشيري : أي كذَّب الحق في مظاهر الأولياء والمشايخ وأرباب السلوك، وأعْرَض عن قبول إرشادهم ونصائحهم، وعن استماع معارفهم ومواجيدهم الكشفية الشهودية، وسيُجنبها الأتقى، أي : يُجنب طريق البُعد ونار الحجاب مَن اتقى السِّوى، الذي يؤتى ماله تقرُّباً إلى الله ليتزكّى من العيوب والأنانية، ﴿ وما لأحدٍ عنده من نعمة تُجزى ﴾ أي : ليس إحسانه في مقابلة حرف ﴿ إلاّ ابتغاء وجه ربه الأعلى ﴾ أي : إلاّ طلب معرفة ذاته العلية، ﴿ ولَسَوف يَرضى ﴾ بدوام شهود الذات الأقدس. وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلّم.
﴿ وما لأحدٍ عنده من نعمةٍ تُجزى ﴾ أي : ليس لأحدٍ عنده نعمة من شأنها تجزى وتكافأ.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : إنّ علينا لبيان الطريق لِمن طلب الوصول إلى عين التحقيق، فإنا أنزلنا كتاباً ما فرطنا فيه من شيء، وبعثنا رسولاً يهدي إلى الرشد، وجعلنا له خلفاء في كل زمان، يهدون بأمرنا إلى حضرة قدسنا، وإنَّ لنا للآخرةَ لِمن طلبها، والأوُلى لِمن طلبها، وأظهرنا أسرار ذاتِنا لمَن طلبها، فأنذرتكم ناراً تلظى، وهي نار البُعد لا يصلاها إلاّ الأشقى، الذي سبق له البُعد منا. ﴿ الذي كذَّب وتولَّى ﴾، قال القشيري : أي كذَّب الحق في مظاهر الأولياء والمشايخ وأرباب السلوك، وأعْرَض عن قبول إرشادهم ونصائحهم، وعن استماع معارفهم ومواجيدهم الكشفية الشهودية، وسيُجنبها الأتقى، أي : يُجنب طريق البُعد ونار الحجاب مَن اتقى السِّوى، الذي يؤتى ماله تقرُّباً إلى الله ليتزكّى من العيوب والأنانية، ﴿ وما لأحدٍ عنده من نعمة تُجزى ﴾ أي : ليس إحسانه في مقابلة حرف ﴿ إلاّ ابتغاء وجه ربه الأعلى ﴾ أي : إلاّ طلب معرفة ذاته العلية، ﴿ ولَسَوف يَرضى ﴾ بدوام شهود الذات الأقدس. وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلّم.
﴿ إِلاَّ ابتغاءَ وجه ربه ﴾ : استثناء منقطع، أي : لكن يفعل ذلك ابتغاء وجه ربه ﴿ الأعلى ﴾ أي : الرفيع بسلطانه، المنيع في شأنه وبرهانه.
والآية نزلت في أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه حين اشترى بلالاً في جماعة كان المشركون يؤذونهم، فأعتقهم. ولذلك قالوا : المراد بالأشقى : أبو جهل وأمية بن خلف. وعن ابن عباس رضي الله عنه : عذَّب المشركون بلالاً، وبلالٌ يقول : أَحَدٌ أَحَدٌ، فمرّ به النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال :" ينجيك أحد أحد " ثم أخبر النبيُّ صلى الله عليه وسلم أبا بكر، وقال له :" إنَّ بلالاً يُعذَّب في الله " فعرف مراده، فاشتراه برطل من ذهب، وقيل : اشتراه بعبدٍ كان عنده اسمه " نسطاس " وكان له عشرة آلاف دينار وغلمان وجواري، وكان مشركاً، فقال له الصدِّيق : أسْلِم ولك جميع مالك، فأبى، فدفعه لأمية بن خلف، وأخذ بلالاً، فأعتقه، فقال المشركون : ما أعتقه إلا ليدٍ كانت له عنده، فنزلت. رُوي أنه اشتراه، وهو مدفون بالحجارة، يُعَذَّب على الإسلام، قال عروة : أَعتق أبو بكر سبعة، كلهم يُعذب في الله، بلال وعامر بن فهيرة، والنجدية وبنتها، وزِنِّيرة، وبيرة، وأم عُبيس، وأمة بني المؤمِّل. قال : وأسْلَم وله أربعون ألفاً، فأنفقها كلها في سبيل الله. وقال ابن الزبير : كان أبو بكر يشتري الضعفة فيعتقهم، فقال له أبوه : لو كنت تبتاع مَن يمنع ظهرك، فقال : مَنْعَ ظهري أريد، فنزلت فيه :
﴿ وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى ( ١٧ ) ﴾ [ الليل : ١٧ ] الآية. واسمه : عبد الله بن عثمان، وكان اسمه في الجاهلية عبد الكعبة، فسمّاه الرسولُ صلى الله عليه وسلم عبد الله.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : إنّ علينا لبيان الطريق لِمن طلب الوصول إلى عين التحقيق، فإنا أنزلنا كتاباً ما فرطنا فيه من شيء، وبعثنا رسولاً يهدي إلى الرشد، وجعلنا له خلفاء في كل زمان، يهدون بأمرنا إلى حضرة قدسنا، وإنَّ لنا للآخرةَ لِمن طلبها، والأوُلى لِمن طلبها، وأظهرنا أسرار ذاتِنا لمَن طلبها، فأنذرتكم ناراً تلظى، وهي نار البُعد لا يصلاها إلاّ الأشقى، الذي سبق له البُعد منا. ﴿ الذي كذَّب وتولَّى ﴾، قال القشيري : أي كذَّب الحق في مظاهر الأولياء والمشايخ وأرباب السلوك، وأعْرَض عن قبول إرشادهم ونصائحهم، وعن استماع معارفهم ومواجيدهم الكشفية الشهودية، وسيُجنبها الأتقى، أي : يُجنب طريق البُعد ونار الحجاب مَن اتقى السِّوى، الذي يؤتى ماله تقرُّباً إلى الله ليتزكّى من العيوب والأنانية، ﴿ وما لأحدٍ عنده من نعمة تُجزى ﴾ أي : ليس إحسانه في مقابلة حرف ﴿ إلاّ ابتغاء وجه ربه الأعلى ﴾ أي : إلاّ طلب معرفة ذاته العلية، ﴿ ولَسَوف يَرضى ﴾ بدوام شهود الذات الأقدس. وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلّم.
وقوله تعالى :﴿ ولسوف يرضى ﴾ جواب قسم مضمر، أي : والله لسوف نُجازيه فيرضى، وهو وعد كريم لنيل جميع ما يبتغيه على أفضل الوجوه وأكملها، إذ به يتحقق رضاه، وهو كقوله لنبيه صلى الله عليه وسلم :﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ( ٥ ) ﴾ [ الضحى : ٥ ].
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : إنّ علينا لبيان الطريق لِمن طلب الوصول إلى عين التحقيق، فإنا أنزلنا كتاباً ما فرطنا فيه من شيء، وبعثنا رسولاً يهدي إلى الرشد، وجعلنا له خلفاء في كل زمان، يهدون بأمرنا إلى حضرة قدسنا، وإنَّ لنا للآخرةَ لِمن طلبها، والأوُلى لِمن طلبها، وأظهرنا أسرار ذاتِنا لمَن طلبها، فأنذرتكم ناراً تلظى، وهي نار البُعد لا يصلاها إلاّ الأشقى، الذي سبق له البُعد منا. ﴿ الذي كذَّب وتولَّى ﴾، قال القشيري : أي كذَّب الحق في مظاهر الأولياء والمشايخ وأرباب السلوك، وأعْرَض عن قبول إرشادهم ونصائحهم، وعن استماع معارفهم ومواجيدهم الكشفية الشهودية، وسيُجنبها الأتقى، أي : يُجنب طريق البُعد ونار الحجاب مَن اتقى السِّوى، الذي يؤتى ماله تقرُّباً إلى الله ليتزكّى من العيوب والأنانية، ﴿ وما لأحدٍ عنده من نعمة تُجزى ﴾ أي : ليس إحسانه في مقابلة حرف ﴿ إلاّ ابتغاء وجه ربه الأعلى ﴾ أي : إلاّ طلب معرفة ذاته العلية، ﴿ ولَسَوف يَرضى ﴾ بدوام شهود الذات الأقدس. وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلّم.
Icon