تفسير سورة الممتحنة

غريب القرآن لابن قتيبة
تفسير سورة سورة الممتحنة من كتاب غريب القرآن المعروف بـغريب القرآن لابن قتيبة .
لمؤلفه ابن قتيبة الدِّينَوري . المتوفي سنة 276 هـ

سورة الممتحنة
مدنية كلها
١- تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ: أي تلقون إليهم المودة.
وكذلك: تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ.
٤- قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ... أي عبرة وائتمام.
إِلَّا قَوْلَ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ... قال قتادة: «ائتسوا بأمر إبراهيم كلّه، إلا في استغفاره لأبيه: فلا تأتسوا به في ذلك، لأنه كان عن موعدة منه له».
١٠- وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ أي بحبالهن. واحدتها:
«عصمة». أي لا ترغبوا فيهن.
وَسْئَلُوا ما أَنْفَقْتُمْ أي سلوا اهل مكة ان يردّوا عليكم مهور النساء: اللّاتي يخرجن إليهم مرتدّات.
وَلْيَسْئَلُوا ما أَنْفَقُوا: وليسألوكم مهور من خرج إليكم من نسائهم.
١١- وَإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ يقول: إن ذهبت امرأة من نسائكم، فلحقت بالمشركين بمكة، فَعاقَبْتُمْ أي أصبتم [منهم] عقبي أي غنيمة من غزو.
ويقال: «عاقبتم» : غزوتم معاقبين غزوا بعد غزو.
396
[فآتوا] : فأعطوا المسلمين الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْواجُهُمْ إلى مكة مِثْلَ ما أَنْفَقُوا- يعني: المهر- من تلك الغنيمة قبل الخمس.
وتقرأ: فعقبتم من «تعقيب الغزو».
وتقرأ: فأعقبتم.
١٢- وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ، [أي لا يلحقن بأزواجهن غير أولادهم].
وكانت المرأة تلتقط المولود، فتقول للزوج: هذا ولدي منك.
وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ أي في امر تأمرهن به. وامر رسول الله- صلّى الله عليه وعلى آله وسلم- كلّه معروف.
١٣-... كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ أن يبعثوا، كذلك يئس أولئك من الآخرة ان تكون «١».
ويقال: «أراد كما يئس الكفار الموتى من الآخرة، أي يئس المشركون من الآخرة، كما يئس أسلافهم الكفار المقبورون».
و «المقبورون» هم: اصحاب القبور.
(١) وهو قول ابن عباس وقتادة والحسن والضحاك.
397
Icon