بسم الله الرحمان الرحيم
ﰡ
﴿ قد جَعَل اللَّه لكل شيء قدْراً ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدهما :- يعني وقتاً وأجلاً، قاله مسروق.
الثاني : منتهى وغاية، قاله قطرب والأخفش.
الثالث : مقداراً واحداً، فإن كان من أفعال العباد كان مقدراً بأوامر اللّه، وإن كان من أفعال اللَّه ففيه وجهان :
أحدهما : بمشيئته.
الثاني : أنه مقدر بمصلحة عباده.
أحدها : لا يكلف اللَّه الأب نفقة المرضع إلا بحسب المكنة، قاله ابن جبير.
الثاني : لا يكلفه اللَّه أن يتصدق ويزكى وليس عنده مال مصدق ولا مزكى، قاله ابن زيد.
الثالث : أنه لا يكلفه فريضة إلا بحسب ما أعطاه اللَّه من قدرته، وهذا معنى قول مقاتل.
﴿ سيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسراً ﴾ يحتمل وجهين :
أحدهما : يعني بعد ضيق سعة.
الثاني : بعد عجز قدرة.
مدينة في قول الجميع بسم الله الرحمن الرحيم
أحدهما : جبريل، فيكونان جميعاً، منزلين، قاله الكلبي.
الثاني : أنه محمد صلى الله عليه وسلم، فيكون تقدير الكلام : قد أنزل اللَّه إليكم ذكراً وبعث إليكم رسولاً.
﴿ يتلوا عليكم آيات اللَّه ﴾ يعني القرآن، قال الفراء : نزلت في مؤمني أهل الكتاب.
﴿ مُبَيِّناتٍ ليُخْرِجَ الذين آمَنوا وَعمِلوا الصالِحَاتِ مِن الظُّلُماتِ إلى النُّورِ ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : من ظلمة الجهل إلى نور العلم.
الثاني : من ظلمة المنسوخ إلى ضياء الناسخ.
الثالث : من ظلمة الباطل إلى ضياء الحق.
أحدهما : جبريل، فيكونان جميعاً، منزلين، قاله الكلبي.
الثاني : أنه محمد صلى الله عليه وسلم، فيكون تقدير الكلام : قد أنزل اللَّه إليكم ذكراً وبعث إليكم رسولاً.
﴿ يتلوا عليكم آيات اللَّه ﴾ يعني القرآن، قال الفراء : نزلت في مؤمني أهل الكتاب.
﴿ مُبَيِّناتٍ ليُخْرِجَ الذين آمَنوا وَعمِلوا الصالِحَاتِ مِن الظُّلُماتِ إلى النُّورِ ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : من ظلمة الجهل إلى نور العلم.
الثاني : من ظلمة المنسوخ إلى ضياء الناسخ.
الثالث : من ظلمة الباطل إلى ضياء الحق.
ثم قال ﴿ ومِنَ الأرْضِ مثْلَهنّ ﴾ يعني سبعاً، واختلف فيهن على قولين :
أحدهما : وهو قول الجمهور أنها سبع أرضين طباقاً بعضها فوق بعض، وجعل في كل أرض من خلقه من شاء، غير أنهم تقلّهم أرض وتظلهم أخرى، وليس تظل السماء إلا أهل الأرض العليا التي عليها عالمنا هذا، فعلى هذا تختص دعوة الإسلام بأهل الأرض العليا ولا تلزم من في غيرها من الأرضين وإن كان فيها من يعقل من خلق مميز.
وفي مشاهدتهم السماء واستمداد الضوء منها قولان :
أحدهما : أنهم يشاهدون السماء من كل جانب من أرضهم ويستمدون الضياء منها وهذا قول من جعل الأرض مبسوطة.
والقول الثاني : أنهم لا يشاهدون السماء وإن اللَّه خلق لهم ضياء يستمدونه، وهذا قول من جعل الأرض كالكرة.
القول الثاني : حكاه الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أنها سبع أرضين منبسطة ليس بعضها فوق بعض، تفرق بينهن البحار وتظل جميعن السماء، فعلى هذا إن لم يكن لأحد من أهل هذه الأرض وصول للأخرى اختصت دعوة الإسلام بأهل هذه الأرض، وإن كان لقوم منهم وصول إلى أرض أخرى احتمل أن تلزمهم دعوة الإسلام عند إمكان الوصول إليهم لأن فصل البحار إذا أمكن سلوكها لا يمنع من لزوم ما عم حكمه، واحتمل ألا تلزمهم دعوة الإسلام لأنها لو لزمت لكان النص بها وارداً ولكان الرسول بها مأموراً، واللَّه أعلم بصحة ما استأثر بعلمه وصواب ما اشتبه على خلقه١.
ثم قال تعالى ﴿ يتنَزَّلُ الأمْرُ بَيْنَهُنَّ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : الوحي، قاله مقاتل، فعلى هذا يكون قوله ﴿ بينهن ﴾ إشارة إلى ما بين هذه الأرض العليا التي هي أدناها وبين السماء السابعة التي هى أعلاها.
الوجه الثاني : أن المراد بالأمر قضاء اللَّه وقدره، وهو قول الأكثرين، فعلى هذا يكون المراد بقوله « بينهن » الإشارة إلى ما بين الأرض السفلى التي هي أقصاها وبين السماء السابعة التي هي أعلاها.
ثم قال :﴿ لِتعَلموا أنَّ اللَّهَ على كل شىءٍ قديرٌ ﴾ لأن من قدر على هذا الملك العظيم فهو على ما بينهما من خلقه أقدر، ومن العفو والانتقام أمكنْ، وإن استوى كل ذلك في مقدوره ومكنته.
﴿ وأنَّ اللَّه قد أحاط بكل شىءٍ عِلْماً ﴾ أوجب التسليم بما تفرد به من العلم كما أوجب التسليم بما تفرد به من القدرة، ونحن نستغفر اللَّه من خوض فيما اشتبه وفيما التبس وهو حسب من استعانه ولجأ إليه.
وقد نقل القرطبي هذا البحث عن المؤلف حرفيا. انظر تفسير القرطبي ١٧٦/١٨.