تفسير سورة المزّمّل

المنتخب في تفسير القرآن الكريم
تفسير سورة سورة المزمل من كتاب المنتخب في تفسير القرآن الكريم .
لمؤلفه المنتخب . المتوفي سنة 2008 هـ
في هذه السورة أمر الله رسوله بقيام قدر كبير من الليل، للصلاة وقراءة القرآن مرتلا فيها، فقام هو وطائفة من الذين معه، ثم خفف الله عنهم في آخرها، وأمرهم بالصلاة والزكاة والصدقة والاستغفار.
وفي أثنائها أمره بالصبر على ما يقول المكذبون، وتركهم لما أعده الله لهم من العذاب، وهدد الكافرين بمثل العذاب الذي وقع على فرعون ومن معه حين عصوا رسول ربهم وخوفهم ببعض أهوال القيامة.

١ - يا أيها المتلفف بثيابه، قُمْ الليل مصلياً إلا قليلاً، قُمْ نصفْ الليل أو انقص من النصف قليلاً حتى تصل إلى الثلث، أو زد على النصف حتى تصل إلى الثلثين، واقرأ القرآن متمهلاً مبيناً للحروف والوقوف قراءة سالمة من أي نقصان.
٥- إنا سنلقى عليك - أيها الرسول - قرآناً مشتملاً على الأوامر والنواهي والتكاليف الشاقة.
٦- إن العبادة التي تكون بالليل، هي أشد رسوخاً في القلب، وأبْيَن قولاً، لما يكون بالليل من هدوء وصفاء.
٧- إن لك في النهار تقلباً في مصالحك، واشتغالاً بأمور الرسالة، ففرِّغ نفسك ليلاً لعبادة ربك.
٨- وأجر على لسانك ذكر اسم مَن تعهدك بالخلق والتربية، وانقطع لعبادته من كل شيء انقطاعاً تاماً.
٩- هو مالك المشرق والمغرب لا معبود بحق إلا هو، فاتخذه كافياً لأمورك، كفيلاً بما وعدك.
١١- واتركني والمكذبين - أصحاب النعيم - وأمهلهم إمهالاً قصير الأمد.
١٢ - إن لدينا للمكذبين في الآخرة قيوداً ثقالاً، وناراً محرقة، وطعاماً ينشب في الحلق لا يستساغ، وعذاباً شديد الإيلام لا يطاق.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٢:١٢ - إن لدينا للمكذبين في الآخرة قيوداً ثقالاً، وناراً محرقة، وطعاماً ينشب في الحلق لا يستساغ، وعذاباً شديد الإيلام لا يطاق.
١٤- يوم تتحرك الأرض والجبال حركة شديدة، وصارت الجبال رملاً مجتمعاً متناثراً بعد أن كانت حجارة صلبة متماسكة.
١٥ - إنا أرسلنا إليكم يا أهل مكة - محمداً - رسولاً يشهد عليكم يوم القيامة بالإجابة والامتناع، كما أرسلنا موسى إلى فرعون رسولاً، فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذاً ثقيلاً شديداً.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٥:١٥ - إنا أرسلنا إليكم يا أهل مكة - محمداً - رسولاً يشهد عليكم يوم القيامة بالإجابة والامتناع، كما أرسلنا موسى إلى فرعون رسولاً، فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذاً ثقيلاً شديداً.
١٧- فكيف تدفعون عنكم إن كفرتم عذاب يوم يجعل الشُّبان لهوله شيوخاً ضعافاً.
١٨- السماء في قوتها وعظمتها، شيء منشق في ذلك اليوم لشدته وهوله، كان وعد الله واقعاً لا محالة.
١٩- إن هذه الآيات الناطقة بالوعد موعظة، فمَن شاء الانتفاع بها اتخذ إلى ربه سبيلا بالتقوى والخشية.
٢٠- إن ربك يعلم أنك تقوم - يا محمد - أقل من ثلثي الليل أحياناً، وتقوم نصفه وثلثه أحياناً أخرى، ويقوم طائفة من أصحابك كما تقوم، ولا يقدر على تقدير الليل والنهار وضبط ساعاتهما إلا الله. علم أنه لا يمكنكم إحصاء كل جزء من أجزاء الليل والنهار. فخفف عليكم، فاقرءوا في الصلاة ما تيسر من القرآن. علم أنه سيكون منكم مرضى يشق عليهم قيام الليل، وآخرون يتنقلون في الأرض للتجارة والعمل يطلبون رزق الله، وآخرون يجاهدون في سبيل الله لإعلاء كلمته، فاقرءوا ما تيسر من القرآن وواظبوا على فرائض الصلاة، وأعطوا الزكاة الواجبة عليكم، وأقرضوا الله قرضاً حسناً بإعطاء الفقراء نافلة فوق ما وجب لهم، وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوا ثوابه عند الله هو خيراً مما خلفتم وتركتم، وأجزل ثواباً، واستغفروا الله من فعل السيئات والتقصير في الحسنات. إن الله غفور لذنوب المؤمنين، رحيم بهم.
Icon