ﰡ
قوله تعالى ﴿ الم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم ﴾.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله :﴿ الم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون ﴾ غلبتهم فارس، ثم غلبت الروم ﴿ في أدنى الأرض ﴾ في طرف الشام.
قال البخاري : حدثنا محمد بن كثير، حدثنا سفيان، حدثنا منصور والأعمش، عن أبي الضحى عن مسروق قال : بينما رجل يُحدّث في كندة فقال : يجيء دخان يوم القيامة فيأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم يأخذ المؤمن كهيئة الزكام، ففزعنا. فأتيت ابن مسعود وكان متكئا، فغضب فجلس فقال : من علم فليقل، ومن لم يعلم فليقل : الله أعلم، فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم : لا أعلم، فإن الله قال لنبيه ﴿ قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين ﴾. وإن قريشا أبطأوا عن الإسلام، فدعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " اللهم أعنّي عليهم بسبع كسبع يوسف، فأخذتهم سنة حتى هلكوا فيها وأكلوا الميتة والعظام، ويرى الرجل ما بين السماء والأرض كهيئة الدخان، فجاءه أبو سفيان فقال : يا محمد، جئت تأمرنا بصلة الرحم، إن قومك قد هلكوا، فادع الله. فقرأ ﴿ فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين ﴾ إلى قوله ﴿ عائدون ﴾ أفيُكشف عنهم عذاب الآخرة إذا جاء، ثم عادوا إلى كفرهم فذلك قوله تعالى ﴿ يوم نبطش البطشة الكبرى ﴾ يوم بدر. و﴿ لزاما ﴾ يوم بدر ﴿ الم غلبت الروم ﴾ إلى ﴿ سيغلبون ﴾ والروم قد مضى.
( صحيح البخاري ٨/ ٣٧٠- ك التفسير- سورة الروم ح ٤٧٧٤ ).
قال الترمذي : حدثنا الحسين بن حريث، حدثنا معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق الفزاري عن سفيان الثوري عن حبيب بن أبي عمرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قول الله تعالى ﴿ الم غلبت الروم في أدنى الأرض ﴾ قال : غَلبَت وغُلبت، كان المشركون يحبون أن يظهر أهل فارس على الروم لأنهم وإياهم أهل أوثان، وكان المسلمون يحبون أن يظهر الروم على فارس لأنهم أهل كتاب، فذكروه لأبي بكر، فذكره أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أما إنهم سيَغلبون، فذكره أبو بكر لهم، فقالوا : اجعل بيننا وبينك أجلا، فإن ظهرنا كان لنا كذا وكذا، وإن ظهرتم كان لكم كذا وكذا، فجعل أجل خمس سنين فلهم يظهروا، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، قال : ألاّ جعلته إلى دون، قال : أراه العَشْر، قال أبو سعيد : والبضع ما دون العشر، قال : ثم ظهرت الروم بعد. قال : فذلك قوله تعالى ﴿ الم غلبت الروم ﴾ إلى قوله ﴿ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء ﴾ قال سفيان : سمعت أنهم ظهروا عليهم يوم بدر.
قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح غريب، وإنما نعرفه من حديث سفيان الثوري عن حبيب ابن أبي عَمرة. ( السنن ٥/٣٤٣-٣٤٥- ك التفسير، ب سورة الروم ح ٣١٩٣ )، وصححها الألباني في ( صحيح سنن الترمذي ح ٢٥٥١ )، وأخرجه أحمد ( المسند ١/ ٢٧٦ )، والنسائي ( التفسير ٢/١٤٩ ح٤٠٩ )، والطبري ( التفسير ٢١/١٦ )، والطبراني ( المعجم الكبير ١٢/٢٩ ح ١٢٣٧٧ )، والحاكم في ( المستدرك ٢/٤١٠ ) كلهم من طريق أبي إسحاق الفزاري به، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وصحح إسناده الشيخ أحمد شاكر في حاشية ( المسند ح ٢٤٩٥ ).
قال الشيخ الشنقيطي : وقوله تعالى ﴿ وعد الله ﴾ مصدر مؤكد لنفسه لأن قوله قبله ﴿ وهم من بعد غلبهم سيغلبون ﴾ إلى قوله ﴿ ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ﴾ هو نفس الوعد كما لا يخفى، أي : وعد الله ذلك وعدا.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله ﴿ يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا ﴾ من حرفتها وتصرفها وبغيتها ﴿ وهم عن الآخرة هم غافلون ﴾.
انظر سورة يوسف آية ( ١٠٩ ) وسورة غافر ( ٨٢ ).
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ وأثاروا الأرض ﴾ قال : حرثوا الأرض.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :﴿ ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأى ﴾ يقول : الذين كفروا جزاؤهم العذاب.
انظر سورة الأنبياء آية ( ١٠٤ ).
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد قوله ﴿ يبلس ﴾ قال : يكتئب.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة في قوله ﴿ ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون ﴾ قال : فرقة والله لا اجتماع بعدها.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ﴿ فهم في روضة يحبرون ﴾ قال يكرمون.
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد في قوله ﴿ يحبرون ﴾ ينعمون.
قال الشيخ الشنقيطي : قد قدمنا في سورة النساء في الكلام على قوله تعالى :﴿ إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ﴾ أن قوله هنا ﴿ فسبحان الله حين تمسون ﴾ الآيتين من الآيات التي أشير فيها إلى أوقات الصلاة الخمس.
أخرج الطبري بأسانيد يقوي بعضها بعضا عن ابن عباس وغيره قال : جمعت هاتان الآيتان مواقيت الصلاة ﴿ فسبحان الله حين تمسون ﴾ قال : المغرب والعشاء ﴿ وحين تصبحون ﴾ الفجر ﴿ وعشيا ﴾ العصر ﴿ وحين تظهرون ﴾ الظهر.
قال الشيخ الشنقيطي : قد قدمنا في سورة النساء في الكلام على قوله تعالى :﴿ إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ﴾ أن قوله هنا ﴿ فسبحان الله حين تمسون ﴾ الآيتين من الآيات التي أشير فيها إلى أوقات الصلاة الخمس.
أخرج الطبري بأسانيد يقوي بعضها بعضا عن ابن عباس وغيره قال : جمعت هاتان الآيتان مواقيت الصلاة ﴿ فسبحان الله حين تمسون ﴾ قال : المغرب والعشاء ﴿ وحين تصبحون ﴾ الفجر ﴿ وعشيا ﴾ العصر ﴿ وحين تظهرون ﴾ الظهر.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة عن الحسن قوله ﴿ يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ﴾ المؤمن من الكافر، والكافر من المؤمن.
قال ابن كثير : وقوله ﴿ ويحي الأرض بعد موتها ﴾، كقوله :﴿ وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون ﴾.
وانظر سورة آل عمران آية ( ٢٧ ).
انظر حديث أبي موسى عند الآية ( ٣٠ ) من سورة البقرة.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ ومن آياته أن خلقكم من تراب ﴾ خلق آدم عليه السلام من تراب ﴿ ثم إذا أنتم بشر تنتشرون ﴾ يعني : ذريته.
قال البخاري : حدثنا إسحاق بن نصر، حدثنا حسين الجعفي، عن زائدة، عن ميسرة، عن أبي حازم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره، واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن خُلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرا ".
( صحيح البخاري ٩/١٦٠-١٦١- ك النكاح، ب الوصاة بالنساء ح ٥١٨٥- ٥١٨٦ ).
قال ابن كثير : وقوله ﴿ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا ﴾، أي : خلق لكم من جنسكم إناثا يكن لكم أزواجا، ﴿ لتسكنوا إليها ﴾، كما قال تعالى ﴿ هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها ﴾ يعني بذلك حواء، خلقها الله من آدم من ضلعه الأقصر الأيسر.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا ﴾ خلقها لكم من ضلع من أضلاعه.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة في قوله ﴿ ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا ﴾ قال : خوفا للمسافر، وطمعا للمقيم.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ ومن آياته أن تقوم الساعة والأرض بأمره ﴾ قامتا بغير عمد ﴿ ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذ أنتم تخرجون ﴾ قال : دعاهم فخرجوا من الأرض.
قال ابن كثير :﴿ ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ﴾ كقوله :﴿ ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه ﴾ وقوله :﴿ أن الله يمسك السماء والأرض أن تزولا ﴾ وكان عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- إذ اجتهد في اليمين يقول : " لا، والذي تقوم السماء والأرض بأمره ". أي : هي قائمة ثابتة بأمره لها وتسخيره إياها، ثم إذا كان يوم القيامة بدلت الأرض غير الأرض والسماوات، وخرجت الأموات من القبور أحياء بأمره تعالى ودعائه إياهم، ولهذا قال ﴿ ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون ﴾ كما قال تعالى ﴿ يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلا ﴾ وقال تعالى ﴿ فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة ﴾ وقال ﴿ إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون ﴾.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ كل له قانتون ﴾ أي مطيع بأن الله ربه وخالقه.
قال البخاري : حدثنا أبو اليمان، حدثنا شعيب، حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " قال الله تعالى : كذّبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك. فأما تكذيبه إياي فقوله : لن يُعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون عليّ من إعادته، وأما شتمه إياي فقوله : اتّخذ الله ولدا وأنا الأحد الصمد، لم ألد ولم أولد، ولم يكن لي كفوا أحد.
( الصحيح ٨/ ٦١١ ح ٤٩٧٤- ك التفسير- سورة هو الله أحد ).
وانظر آية ( ١١ ) من السورة نفسها، وسورة الأنبياء آية ( ١٠٤ ).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :﴿ وهو أهون عليه ﴾ قال : يقول : أيسر عليه.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله ﴿ وهو أهون عليه ﴾ يقول : إعادته أهون عليه من بدئه، وكل على الله هين. وفي بعض القراءة وكل على الله هين.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن ابن عباس قوله ﴿ وله المثل الأعلى في السماوات ﴾ يقول : ليس كمثله شيء.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله ﴿ ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء ﴾ قال : مثل ضربه الله لمن عدل به شيئا من خلقه، يقول : أكان أحدكم مشاركا مملوكه في فراشه وزوجته، فكذلكم الله لا يرضى أن يعدل به أحد من خلقه.
قال البخاري : حدثنا عبدان، أخبرنا عبد الله، أخبرنا يونس، عن الزهري قال، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من مولود إلا يُولد على الفطرة، فأبواه يُهوّدانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كما تُنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء ؟ ثم يقول ﴿ فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ﴾.
( صحيح البخاري ٤/ ٣٧٢ ح ٤٧٧٥- ك التفسير- سورة الروم، ب ﴿ لا تبديل لخلق الله ﴾، ( صحيح مسلم ٤/٢٠٤٧- ك القدر، ب معنى كل مولود يولد على الفطرة... )، وأخرجه ابن حبان في صحيحه ( الإحسان ١/ ٣٤١ ح ١٣٢ )، والحاكم في ( المستدرك ٢/١٢٣ )، والضياء المقدسي في ( المختارة ٤/٢٤٧-٢٤٩ ح ١٤٤٤-١٤٤٦ ) من حديث الأسود بن سريع رضي الله عنه، وفيه النهي عن قتل الذرية في الحرب، وقول النبي صلى الله عليه وسلم :( أو ليس خياركم أولاد المشركين... " وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وانظر حديث عياض بن حمار المتقدم عند الآية ( ١٦٨ ) من سورة البقرة.
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ فطرة الله ﴾ قال : الدين الإسلام.
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ لا تبديل لخلق الله ﴾، قال : لدينه.
قال ابن كثير : وقوله تعالى ﴿ ذلك الدين القيم ﴾ أي : التمسك بالشريعة والفطرة السليمة هو الدين القويم المستقيم ﴿ ولكن أكثر الناس لا يعلمون ﴾ أي : فلهذا لا يعرفه أكثر الناس، فهم عنه ناكبون، كما قال تعالى :﴿ وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ﴾ الآية.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا ﴾ وهم اليهود والنصارى.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله ﴿ أم أنزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون ﴾ يقول : أم أنزلنا عليهم كتابا فهو ينطق بشركهم.
انظر سورة الرعد آية ( ٢٦ ) وسورة الإسراء آية ( ٣٠ ).
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله تعالى :﴿ فآت ذا القربى حقه ﴾ قال : إذا كان لك ذو قرابة فلم تصله بمالك ولم تمش إليه برجلك فقد قطعته.
وانظر سورة الإسراء آية ( ٢٦ ).
وانظر سورة البقرة آية ( ١٧٧ ) لبيان ذي القربى والمسكين وابن السبيل.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ وما أتيتم من ربا ليربوا في أموال الناس ﴾ قال : يعطي ماله يبتغي أفضل منه.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله ﴿ وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون ﴾ قال : هذا الذي يقبله الله ويضعفه لهم عشر أمثالها، وأكثر من ذلك.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله ﴿ الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يحييكم ثم يميتكم ثم يحييكم ﴾ للبعث بعد الموت.
وانظر سورة البقرة آية ( ٢٨ ) وغافر آية ( ١١ ).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله ﴿ هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء ﴾ لا والله ﴿ سبحانه وتعالى عما يشركون ﴾ يسبح نفسه إذ قيل عليه البهتان.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله ﴿ ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ﴾ قال : هذا قبل أن يبعث الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم امتلأت ضلالة وظلما فلما بعث الله نبيه رجع راجعون من الناس.
انظر سورة آل عمران آية ( ١٣٧ ).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله ﴿ فأقم وجهك للدين القيم ﴾ الإسلام ﴿ من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله يومئذ يصّدعون ﴾ فريق في الجنة وفريق في السعير.
قوله تعالى ﴿ يومئذ يصّدعون ﴾.
قال الشيخ الشنقيطي : أي يتفرقون فريقين : أحدهما في الجنة، والثاني : في النار. وقد دلت على هذا آيات من كتاب الله كقوله تعالى في هذه السورة الكريمة ﴿ ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون، فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون، وأما الذين كفور وكذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة فأولئك في العذاب محضرون ﴾ وقوله تعالى ﴿ وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريق في الجنة وفريق في السعير ﴾.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :﴿ يومئذ يصدعون ﴾ يقول : يتفرقون.
أخرج آدم ابن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ فلأنفسهم يمهدون ﴾ قال : يسوون المضاجع.
قوله تعالى ﴿ ولتجري الفلك بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون ﴾ انظر سورة البقرة آية ( ١٦٤ ) وسورة المؤمنون آية ( ٢٢ ).
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ وليذيقكم من رحمته ﴾ قال : المطر.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ فيبسطه في السماء كيف يشاء ﴾ ويجمعه، وقوله ﴿ ويجعله كسفا ﴾ يقول : ويجعل السحاب قطعا متفرقة، وقوله ﴿ فترى الودق ﴾ يعني : المطر ﴿ يخرج من خلاله ﴾ يعني : من بين السحاب.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين ﴾ أي : قانطين.
انظر سورة الأعراف آية ( ٥٧ ).
قال البخاري : حدثنا عثمان، حدثنا عبدة، عن هشام، عن أبيه، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : وقف النبي صلى الله عليه وسلم على قليب بدر فقال : " هل وجدتم ما وعد ربكم حقا ؟ ثم قال : إنهم الآن يسمعون ما أقول. فذُكر لعائشة فقالت : إنما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إنهم الآن ليعلمون أن الذي كنتُ أقول لهم هو الحق ". ثم قرأت :﴿ إنك لا تسمع الموتى ﴾ حتى قرأت الآية ".
( الصحيح/ ٣٥١ ح ٣٩٨، ٣٩٨- ك المغازي، ب قتل أبي جهل ).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله ﴿ فإنك لا تسمع الموتى ﴾ هذا مثل ضربه الله للكافر، فكما لا يسمع الميت الدعاء، كذلك لا يسمع الكافر ﴿ ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين ﴾ يقول : لو أن أصم ولى مدبرا ثم ناديته لم يسمع، كذلك الكافر لا يسمع ولا ينتفع بما يسمع.
قال الشيخ الشنقيطي : قد بين تعالى الضعف الأول الذي خلقهم منه في آيات من كتابه، وبين الضعف الأخير في آيات أخر قال في الأول ﴿ ألم نخلقكم من ماء مهين ﴾ وقال ﴿ خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين ﴾ وقال تعالى ﴿ أو لم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة ﴾ الآية. وقال ﴿ فلينظر الإنسان مم خلق خلق من ماء دافق ﴾ وقال ﴿ كلا إنا خلقناهم مما يعلمون ﴾ إلى غير ذلك من الآيات. وقال في الضعف الثاني ﴿ ومنكم من يرد على أرذل العمر ﴾ وقال :﴿ ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون ﴾.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله ﴿ الذي خلقكم من ضعف ﴾ أي من نطفة ﴿ ثم جعل من بعد ضعف قوة، ثم جعل من بعد قوة ضعفا ﴾ الهرم ﴿ وشيبة ﴾ الشمط.
ومعنى الشمط : الذي خالط شعره السواد والبياض.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون ﴾ أي يكذبون في الدنيا، وإنما يعني بقوله ﴿ يؤفكون ﴾ عن الصدق، ويصدون عنه إلى الكذب.
قال الشيخ الشنقيطي : ذكر جلا وعلا في هذه الآية الكريمة أن الكفار إذا بعثوا يوم القيامة، وأقسموا أنهم ما لبثوا غير ساعة يقول لهم الذين أوتوا العلم والإيمان، ويدخل فيهم الملائكة، والرسل، والأنبياء، والصالحون : والله لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث، فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون. وهذا المعنى الذي دلت عليه هذه الآية الكريمة جاء موضحا في سورة يس على أصح التفسيرين، وذلك في قوله تعالى ﴿ قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا ﴾.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة، قوله ﴿ وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث ﴾ قال : هذا من مقاديم الكلام. وتأويلها : وقال الذين أوتوا الإيمان والعلم : لقد لبثتم في كتاب الله.
قال ابن كثير : يقول تعالى ﴿ ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل ﴾ أي : قد بينا لهم الحق، ووضحناه لهم، وضربنا لهم فيه الأمثال ليتبينوا الحق ويتبعوه ﴿ ولئن جئتهم بآية ليقولن الذين كفروا إن أنتم إلا مبطلون ﴾، أي : لو رأوا أي آية كانت سواء كانت، باقتراحهم أو غيره، لا يؤمنون بها، ويعتقدون أنها سحر وباطل، كما قالوا في انشقاق القمر ونحوه، كما قال تعالى :﴿ إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم ﴾.
انظر سورة البقرة آية ( ٧ ) لبيان الطبع على قلوبهم.