تفسير سورة الصافات

تفسير يحيى بن سلام
تفسير سورة سورة الصافات من كتاب تفسير يحيى بن سلام .
لمؤلفه يحيى بن سلام . المتوفي سنة 200 هـ
سورة الصافات
تفسير سورة الصافات١ وهي مكية كلها
١ - القطعة المعتمدة في تحقيق سورة الصافات: ح..

قوله عز وجل :﴿ والصافات صفا ﴾( ١ ) يعني صفوف الملائكة في الصلاة. وهو تفسير السدي.
ا سعيد عن قتادة قال : الملائكة١.
ا الفرات بن سلمان عن عبد الكريم الجزري عن عطاء قال : ليس في السماوات السبع موضع شبر إلا عليه ملك قائم أو راكع أو ساجد.
إبراهيم ( بن محمد عن محمد بن المنكدر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"اطّت السماء وحق لها أن تَئِط ليس فيها موضع شبر إلا وعليه ملك قائم أو راكع أو ساجدا" )٢.
١ - في الطبري، ٢٣/٣٣: قسم، اقسم الله بخلق، ثم خلق، ثم خلق، والصافات: الملائكة صفوفا في السماء..
٢ - إضافة في طرة ح ذهب التمزيق المجود بالطرة ببعض الأحرف وبعض الكلمات منها. الجبر من ابن أبي زمنين ورقة: ٢٨٦ مع إضافة: يحيى في بدايتها..
قوله عز وجل :﴿ فالزاجرات زجرا ﴾( ٢ ) الملائكة، والرعد ملك يزجر السحاب. وقد قال في لآية أخرى :﴿ فإنما هي زجرة واحدة ﴾١ وهي النفخة الآخرة ينفخ فيه صاحب الصور.
١ - الصافات، ١٩؛ النازعات، ١٣..
قوله عز وجل :﴿ فالتاليات ﴾( ٣ ) يعني الملائكة.
﴿ ذكرا ﴾( ٣ ) يعني الوحي. وهو تفسير السدي، تتلو القرآن، الوحي الذي تأتي به الأنبياء.
عاصم بن حكيم أن مجاهدا قال : هذا كله الملائكة، اقسم بهذا كله١.
١ - في تفسير مجاهد، ٢/٥٣٩ عقب على كل آية من الآيات الثلاث الأولى بقوله: يعني الملائكة..
﴿ رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق ﴾( ٥ )
سعيد عن قتادة قال : لها ثلاثمائة وستون مشرقا وثلاثمائة وستون مغربا١.
وسمعت غير سعيد يقول : هي ثمانون ومائة منزلة، تطلع كل يوم في منزلة حتى تنتهي إلى آخرها، ثم ترجع في الثمانين ومائة فتكون ثلاثمائة وستين، فهي كل يوم في منزلة.
قال سعيد : وقال قتادة :﴿ رب المشرقين ورب المغربين ﴾٢ قال : لها مشرق في الشتاء، ومشرق في الصيف، ومغرب في الشتاء، ومغرب في الصيف٣.
وقوله عز وجل :﴿ رب المشرق والمغرب ﴾٤ المشرق كله والمغرب كله.
١ - في الطبري، ٢٣/٣٥: مشارق الشمس في الشتاء والصيف. وقد جاء التفسير الذي أورده ابن سلام عن قتادة في الطبري، ٢٣/٣٥ مرويا عن السدي..
٢ - الرحمن: ١٧..
٣ - في الطبري، ٢٧/١٢٧: فمشرقها في الشتاء ومشرقها في الصيف. وعن أبي العوام عن قتادة: مشرق الشتاء ومغربه، ومشرق الصيف ومغربه..
٤ - الشعراء، ٢٨؛ المزمل، ٩..
﴿ وحفظا ﴾( ٧ ) أي وجعلناها يعني الكواكب حفظا للسماء.
﴿ من كل شيطان مارد ﴾( ٧ ) مرد على المعصية، أي اجترأ على المعصية، وهم سراة إبليس.
قوله عز وجل :﴿ لا يسمعون ﴾( ٨ ) أي لئلا يسمعوا.
﴿ إلى الملإ الأعلى ﴾( ٨ ) الملائكة في السماء، وكانوا يسمعون قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم أخبارا من أخبار السماء فأما الوحي فلم يكونوا يقدرون
على أن يسمعوه. وكانوا يقعدون منها / مقاعد للسمع١، فلما بعث الله النبي صلى الله عليه وسلم منعوا من تلك المقاعد.
قال :﴿ لا يسمعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون ﴾( ٨ ) أي يرمون. ﴿ من كل جانب ﴾( ٨ ) تفسير ابن مجاهد عن أبيه : من كل مكان٢.
١ - راجع سورة الجن، ٩..
٢ - تفسير مجاهد، ٢/٥٣٩..
﴿ دحورا ﴾( ٩ ) طردا، يطردون عن السماء. وقال ابن مجاهد عن أبيه مدحورين، مطرودين١.
حدثنا ( عبيد الصمد )٢ قال : سمعت أبا رجاء العطاردي يقول : كنا قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم ما نرى نجما يرمي به، فبينما نحن ذات ليلة إذ النجوم قد رمي بها، فقلنا : ما هذا ؟ إن هذا لأمر حدث، فجاءنا أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث، وأنزل الله هذه الآية في سورة الجن ﴿ وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا ﴾٣.
قوله عز وجل :﴿ ولهم عذاب واصب ﴾( ٩ ) دائم في تفسير مجاهد٤.
١ - نفس الملاحظة..
٢ - لم أقف عليه. ذكر ابن حجر في تهذيب التهذيب ٧/٦٩ عبيد الصيد، وهو عبيد بن عبد الرحمن المزني، فلعله هو المقصود. انظر كذلك التاريخ الكبير، ٣/١/٤٥٢..
٣ - الجن، ٩..
٤ - تفسير مجاهد، ٢/٥٣٩..
قوله عز وجل :﴿ إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب ﴾( ١٠ ) رجع إلى أول الكلام ﴿ وحفظا من كل شيطان مارد ( ٧ ) لا يسمعون إلى الملإ الأعلى (... )١ إلا من خطف الخطفة ﴾( ١٠ ) استمع الإستماعة كقوله :﴿ إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين ﴾٢.
قال :﴿ فأتبعه شهاب ثاقب ﴾ أي مضيء. سعيد عن قتادة قال : ثقوبه، ضوءه٣.
يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : إذا رأيتم الكوكب قد رمي به فتوارى٤ فإنه لا يخطئ، وهو يحرق ما أصاب ولا يقتل.
وتفسير الحسن أنه يقتله في أسرع من الطرف.
يزيد بن إبراهيم عن محمد بن سيرين عن رجل قال : كنا مع أبي قتادة على سطح فانقض كوكب، فنهانا أبو قتادة أن نتبعه أبصارنا.
ا أبو سهل عن عمرو قال : سأل حفص الحسن أأتبع بصري الكوكب ؟ فقال : قال الله :﴿ وجعلناها رجوما للشياطين ﴾٥. وقال :﴿ أولم ينظروا في ملكوت السماوات ﴾٦ كيف نعلم إذا لم ننظر إليه ؟ لأتبعنه بصري.
١ - النقاط من المحققة..
٢ - الحجر، ١٨..
٣ - في الطبري، ٢٣/٤٠: من نار، وثقوبه ضوءه..
٤ - هكذا في ح. في ابن محكم ٣/٤٤٥: فتواروا..
٥ - الملك، ٥..
٦ - الأعراف، ١٨٥..
قوله عز وجل :﴿ فاستفتهم ﴾( ١١ ) يعني المشركين، أي فاسألهم في ما حدثني سعيد عن قتادة. وقال الحسن :/ فحاجهم.
﴿ أهم أشد خلقا أم من خلقنا ﴾( ١١ ) يعني السماء في قول ( سفيان ومجاهد ). ١
وقال الحسن : أم السماء والأرض. وقال في آية أخرى :﴿ أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها( ٢٧ ) رفع سمكها فسواها ( ٢٨ ) ﴾إلى قوله :﴿ والأرض بعد ذلك دحاها ﴾٢.
وقال :﴿ لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ﴾٣ يقول : فاسألهم على الاستفهام، يحاجهم بذلك : أهم ﴿ أشد خلقا أم السماء ﴾ في قول مجاهد. وفي قول الحسن أم السماء والأرض ؟ أي أنهما أشد خلقا منهم.
وقال السدي :﴿ أهم أشد خلقا ﴾ يعني بعثا في الآخرة ﴿ أم من خلقنا ﴾.
قال :﴿ إنا خلقناهم من طين لازب ﴾( ١١ ) واللازب الذي يلصق باليد في تفسير قتادة٤.
قال يحيى : يلصق ويلزق واحد، هي لغة، وهي تقال بالسين يلسق أيضا.
وقال مجاهد :﴿ لازب ﴾ لازم٥. وهو واحد، وهو الطين الحر في تفسير الحسن.
يعني خلق آدم، كان أول خلقه ترابا، ثم كان طينا. قال :﴿ من تراب ﴾٦.
وقال :﴿ من صلصال كالفخار ﴾٧ وهو التراب اليابس الذي يسمع له صلصلة
في ما حدثني عثمان عن قتادة٨، وقال :﴿ من طين لازب ﴾٩ وقال :﴿ من حمإ مسنون ﴾١٠ يعني الطين المنتن.
١ - في تفسير مجاهد، ٢/٥٤٠: يعني السماوات والأرض والجبال..
٢ - النازعات، ٢٧-٣٠..
٣ - غافر، ٥٧..
٤ - في الطبري، ٢٣/٤٣: عن سعيد عن قتادة الذي يلزق باليد..
٥ - تفسير مجاهد، ٢/٥٤٠..
٦ - آل عمران، ٥٩..
٧ - الرحمن، ١٤..
٨ - في الطبري، ٢٧/١٢٥: عن معمر عن قتادة: من طين له صلصة كان يابسا، ثم خلق الإنسان منه. وعن أبي العوام عن قتادة: من تراب يابس له صلصة..
٩ - الصافات، ١١..
١٠ - الحجر، ٢٦-٢٨-٣٣..
قوله عز وجل :﴿ بل عجبت ﴾( ١٢ ) لقد عجبت. تفسير السدي. قال :﴿ ويسخرون ﴾ ( ١٢ )
ا سعيد عن قتادة قال : بل عجبت يا محمد أن أعطيت هذا القرآن. ﴿ ويسخرون ﴾ هم يعني المشركين١.
١ - في الطبري، ٢٣/٤٤: ب محمد عليه السلام من هذا القرآن حين أعطيه وسخر منه أهل الضلالة..
﴿ وإذا ذكروا ﴾( ١٣ ) بالقرآن. ﴿ لا يذكرون ﴾( ١٣ )
﴿ وإذا رأوا آية ﴾( ١٤ ) إذا تليت عليهم آية. ﴿ يستسخرون ﴾( ١٤ ) من السخرية.
﴿ وقالوا إن هذا ﴾ ( ١٥ ) يعنون القرآن. ﴿ إلا سحر مبين ﴾( ١٥ ) بيّن أنه سحر.
﴿ أو آباؤنا الأولون ﴾( ١٧ ) قالوا هذا على الاستفهام. وهذا الاستفهام على إنكار، أي لا نبعث ولا آباؤنا الأولون.
قال الله :﴿ قل نعم ﴾( ١٨ ) تبعثون جميعا.
﴿ وأنتم داخرون ﴾( ١٨ ) سعيد عن قتادة قال : أي صاغرون.
قال :﴿ فإنما هي زجرة واحدة ﴾ ( ١٩ ) النفخة الآخرة. ﴿ فإذا هم ينظرون ﴾( ١٩ ) قد خرجوا من قبورهم ينظرون.
﴿ وقالوا يا ولينا هذا يوم الدين ﴾ ( ٢٠ ) يوم ( إلا )١ تفسير السدي٢/. سعيد عن قتادة قال : يوم يدين الله الناس فيه بأعمالهم٣. وتفسير السدي : يوم الحساب٤.
١ - تمزيق في ح ذهب ببقية الأحرف، يظهر أن العبارة هي: الآخر في..
٢ - في الطبري، ٢٣/٤٦ عن السدي. يوم الحساب..
٣ - في الطبري، ٢٣/٤٦: يدين الله فيه العباد بأعمالهم..
٤ - انظر الطبري، ٢٣/٤٦..
قال :﴿ هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون ﴾( ٢١ ) يوم القضاء، يُقضَى فيه بين المؤمنين والمشركين، فيدخل المؤمنون الجنة، ويدخل المشركون النار.
قال :﴿ احشروا ﴾( ٢٢ ) سوقوا. ﴿ الذين ظلموا ﴾( ٢٢ ) أشركوا. وقال السدي : سوقوا الذين كفروا وشركاءهم من الشياطين إلى الحساب.
قال :﴿ وأزواجهم ﴾( ٢٢ ) أي وأشكالهم. وقال السدي :﴿ وأزواجهم ﴾ يعني وقرناءهم من الشياطين. ﴿ وما كانوا يعبدون ﴾( ٢٢ )
﴿ من دون الله فاهدوهم ﴾( ٢٣ ) فادعوهم. ﴿ إلى صراط ﴾( ٢٣ ) إلى طريق. ﴿ الجحيم ﴾( ٢٣ )
حماد عن سماك بن حرب عن النعمان بن بشير أن عمر بن الخطاب قال في قوله :﴿ وإذا النفوس زوجت ﴾١ قال : يزوج الرجل نظيره من أهل الجنة، ويزوج الرجل نظيره من أهل النار. ثم قال :﴿ احشروا الذي ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون( ٢٢ ) من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم ﴾( ٢٣ ).
تفسير الحسن : أن كل قوم يلحقون بصنفهم. وما كانوا يعبدون من دون الله. في تفسير الحسن يعني الشياطين التي دعتهم إلى عبادة الأوثان، فإنما عبدوا الشياطين.
وقال الكلبي :﴿ احشروا الذين ظلموا ﴾الشياطين ﴿ وأزواجهم ﴾ من عمل بأعمالهم من بني آدم.
قوله عز وجل :﴿ فاهدهم ﴾ تفسير السدي : فادعوهم. ﴿ إلى صراط الجحيم ﴾ إلى طريق الجحيم.
والجحيم اسم من أسماء جهنم، وهو الباب الخامس. وأسماء أبوابها السبعة : جهنم هو الباب الأعلى، ثم لظى، ثم الحطمة، ثم السعير، ثم الجحيم، ثم سقر، ثم الهاوية وهي الدرك الأسفل من النار. وهي جميعا النار. وجهنم اسم جامع لتلك الأبواب.
قال :﴿ فادخلوا أبواب جهنم ﴾٢. وكل باب منها هو النار : الأعلى جهنم، ثم لظى والنار كلها لظى. قال :﴿ فأنذرتكم نارا تلظى ﴾٣ تأجج، ثم الحطمة. والنار كلها حطمة، تحطم عظامهم وتأكل كل شيء إلا الفؤاد/ قال :﴿ كلا لينبذن في الحطمة ﴾٤. ثم السعير. والنار كلها سعير ( سعر )٥ بهم قال :﴿ ولا سيصلون سعيرا ﴾٦. ثم الجحيم، والنار كلها جحيم، قال :﴿ قالوا ابنوا له بنيانا ألقوه في الجحيم ﴾٧ في النار، ثم سقر. والنار كلها سقر، قال :﴿ لا تبقي ولا تذر ﴾٨ فكذلك يجدد خلقهم حتى تأكل أجسادهم، وهو قوله :﴿ كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ﴾٩ ثم الهاوية. والنار كلها هاوية، يهوون فيها : قال :﴿ فأمه هاوية ﴾١٠. غير أن هذه الأنواع التي وصف بها النار لكل باب من أبوابها اسم من تلك الأنواع سميت به ولكل قوم من أهل النار منزل من تلك الأبواب التي سميت بهذه الأسماء.
١ - التكوير، ٧..
٢ - النحل، ٢٩..
٣ - الليل، ١٤..
٤ - الهمزة، ٤..
٥ - تمزيق بـ: ح ذهب بإعجام الحرف الأول من الكلمة، ويظهر أنه حرف التاء. في ابن محكم، ٣/٤٤٧: تسعر..
٦ - النساء، ١٠..
٧ -الصافات، ٩٧..
٨ - المدثر، ٢٧-٢٨..
٩ - النساء، ٥٦..
١٠ - القارعة، ٩..
قوله عز وجل :﴿ وقفوهم ﴾( ٢٤ ) أي احبسوهم. وهذا قبل أن يدخلوا النار. ﴿ إنهم مسئولون ﴾( ٢٤ ) عن لا إله إلا الله.
﴿ ما لكم تناصرون ﴾( ٢٥ ) يقال لهم :﴿ ما لكم لا تناصرون ﴾، لا ينصر بعضكم بعضا. وقال السدي : لا يمنع بعضكم بعضا من دخول النار.
قال الله :﴿ بل هم اليوم مستسلمون ﴾( ٢٦ ) استسلموا.
قال :﴿ وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ﴾( ٢٧ ) الإنس والشياطين.
﴿ قالوا ﴾( ٢٨ ) قالت الإنس للشياطين. ﴿ إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين ﴾( ٢٨ ) وقال مجاهد : الكفار تقوله للشياطين١.
﴿ إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين ﴾ من قبل الدين فصددتمونا، وزينتم لنا الضلالة في تفسير الكلبي.
ا سعيد عن قتادة قال :﴿ عن اليمين ﴾ من قبل الخير فتثبطوننا عنه٢. وتفسيرهما واحد.
١ - في تفسير مجاهد، ٢/٥٤١: يعني عن الحق. الكفار يقولونه للشياطين..
٢ - في الطبري، ٢٣/٤٩ بإضافة : فتنهوننا عنه..
﴿ قالوا ﴾( ٢٩ ) قالت الشياطين للمشركين من الإنس. ﴿ بل لم تكونوا مؤمنين ﴾( ٢٩ )
﴿ وما كان لنا عليكم سلطان ﴾( ٣٠ ) كقوله :﴿ فإنكم ﴾ يا بني إبليس ﴿ وما تعبدون ( ١٦١ ) ما أنتم عليه بفاتنين ﴾( ١٦٢ ) ليس لكم سلطان ﴿ إلا ﴾ على ﴿ من هو صال الجحيم ﴾١.
﴿ بل كنتم قوما طاغين ﴾( ٣٠ ) يعني ضالين. تفسير السدي، تقوله الشياطين للمشركين من الإنس.
وقال السدي :﴿ وما كان لنا عليكم من سلطان ﴾ من ملك / فنقهركم به على الشرك ﴿ بل كنتم قوما طاغين ﴾.
﴿ فحق علينا قول ربنا ﴾( ٣١ ) هذا قول الشياطين، والقول ها هنا قوله :﴿ ولكن حق علينا القول مني ﴾ صدق القول مني ﴿ لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ﴾٢.
١ - الصافات، ١٦١-١٦٣. في ح: صالي..
٢ - السجدة، ١٣..
قال :﴿ فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون ﴾ ( ٣١ ) أي العذاب. ﴿ فأغويناكم ﴾( ٣١ ) تقوله الشياطين للمشركين، أي فأضللناكم.
﴿ إنا كنا غاوين ﴾( ٣٢ ) ضالين.
قال :﴿ فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون ﴾( ٣٣ ) يقرن كل واحد منهم هو وشيطانه في سلسلة واحدة.
قال :﴿ إنا كذلك نفعل بالمجرمين ﴾( ٣٤ ) بالمشركين.
﴿ إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ﴾( ٣٥ ) عنها.
﴿ ويقولون ﴾( ٣٦ ) يعني المشركين إذا دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإيمان.
﴿ أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون ﴾( ٣٦ ) يعنون النبي صلى الله عليه وسلم. أي لا نفعل.
قال الله :﴿ بل جاء ( بالحق ) ﴾١ ( ٣٧ ) يعني بالتوحيد. تفسير السدي. ﴿ وصدق المرسلين ﴾( ٣٧ )
١ - تمزيق ب: ح ذهب بالحرفين الأولين من الكلمة..
قوله عز وجل :﴿ إنكم لذائقون العذاب الأليم ﴾( ٣٨ ) الموجع. يقوله للمشركين يعني عذاب جهنم.
﴿ إلا عباد الله المخلصين ﴾( ٤٠ ) استثنى المؤمنين، وهم من كل ألف واحد.
﴿ أولئك لهم رزق معلوم ﴾( ٤١ ) الجنة.
﴿ على سرر متقابلين ﴾( ٤٤ ) والسرر مرمولة١ بالذهب وبقضبان اللؤلؤ الرطب. ﴿ متقابلين ﴾لا ينظر بعضهم إلى قفا بعض. وقال بعضهم : ذلك في الزيارة إذا تزاوروا.
١ -مرمولة: من رمل السرير يرمله رملا زينه بالجوهر ونحوه. لسان العرب، مادة: رمل..
قال :﴿ يطاف عليهم بكأس ﴾( ٤٥ ) وهي الخمر. ﴿ من معين ﴾( ٤٥ ) والمعين الجاري الظاهر١.
١ - انظر لسان العرب، مادة: معن..
﴿ بيضاء ﴾( ٤٦ ) يعني الخمر. ﴿ لذة للشاربين ﴾( ٤٦ )
﴿ لا فيها غول ﴾ ( ٤٧ ) تفسير مجاهد : ليس فيها وجع بطن١.
﴿ ولا هم عنها ينزفون ﴾( ٤٧ ) إذا شربوها لا تذهب عقولهم، لا يسكرون.
١ - تفسير مجاهد، ٢/٥٤١..
﴿ وعندهم قاصرات الطرف ﴾( ٤٨ ) يعني الأزواج، قصر طرفهن على أزواجهن لا يردن غيرهم.
﴿ عين ﴾( ٤٨ ) عظام العيون، الواحدة منهن عيناء، والعين جماعتهن، نسبهن إلى ( عظم )١ العيون.
وبلغني عن عبد الله بن / عمرو قال :( شفر عينها أطول من جناح النسر )٢
١ - تمزيق في ح: ذهب بالحرف الأخير من الكلمة. التكملة من ابن محكم، ٣/ ٤٤٩..
٢ - تمزيق ب: ح ذهب بأحرف من العبارة، التكملة من الطبري، ٢٣/٥٧ من رواية عن أم سملة: قلت يا رسول الله، اخبرني عن قول الله: ﴿وحور عين﴾ قال: العين، الضخام العيون، شفر الحوراء بمنزلة جناح النسر..
﴿ كأنهن بيض مكنون ﴾( ٤٩ )
سعيد عن قتادة قال : لم يُمرَّث ولم تمسه الأيدي١. وبعضهم يقول : هي القشرة الداخلة.
وبعضهم يقول : يعني بالبيض اللؤلؤ كقوله :﴿ وحور عين( ٢٢ ) كأمثال اللؤلؤ المكنون ﴾( ٢٣ )٢ في أصدافه.
١ - في الطبري، ٢٣/٥٧: لو تمر به الأيدي ولم تمسه، يشبهن بياضه، ويُمرث في رواية ابن سلام بمعنى لم يوسخ. قال شمر: مرّثوه أي وضّروه ووسخوه بإدخال أيديهم الوضرة لسان العرب، مادة: مرث..
٢ - الواقعة، ٢٢-٢٣..
قوله عز وجل :﴿ فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ﴾( ٥٠ ) يعني أهل الجنة.
﴿ قال قائل منهم إني كان لي قرين ﴾( ٥١ ) صاحب في الدنيا.
﴿ يقول أئنك لمن المصدقين ﴾( ٥٢ ) على الاستفهام.
﴿ أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون ﴾( ٥٣ ) يعني لمحاسبون. تفسير السدي. أي لا نبعث ولا نحاسب وهما اللذان في سورة الكهف :﴿ واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين ﴾١ إلى آخر قصتهما.
١ - الكهف، ٣٢.
﴿ قال ﴾( ٥٤ ) المؤمن منهما في الجنة الذي قال :﴿ كان لي قرين ﴾.
﴿ هل أنتم مطلعون ﴾( ٥٤ )
﴿ فاطلع فراءاه في سواء الجحيم ﴾( ٥٥ ) فرأى صاحبه. ﴿ في سواء الجحيم ﴾( ٥٥ ) يعني في وسط الجحيم.
قال قتادة : فوالله لولا أن الله عرّفه إياه ما كان ليعرفه. لقد تغير حبره وسبره١.
حماد عن ثابت البناني عن انس بن مالك : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يؤتى يوم القيامة بأشد الناس بلاء في الدنيا من أهل الجنة فيقال اصبغوه صبغة في الجنة فيصبغ صبغة فيقال له هل أصابك بؤس قط، هل أصابتك شدة قط، أو كما قال، فيقول لا، ويؤتى بأنعم الناس في الدنيا من أهل النار فيصبغ في النار صبغة، فيقال له هل أصابك نعيم قط فيقول لا".
وقال ابن مجاهد عن أبيه :﴿ إني كان لي قرين ﴾ شيطان٢.
سعيد عن قتادة أن كعبا قال : إن بين الجنة وبين النار كوى، فإذا أراد الرجل من أهل الجنة أن ينظر إلى عدو له من أهل النار اطلع فرآه. وهو قوله :﴿ إن الذين أجرموا ﴾أشركوا ﴿ كانوا من الذين آمنوا يضحكون ( ٢٩ ) وإذا مروا بهم يتغامزون ( ٣٠ ) وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين ﴾( ٣١ )٣ يعني المشركين ﴿ وإذا رأوهم ﴾ رأوا المؤمنين ﴿ قالوا إن / هؤلاء لضالون ﴾ قال الله :﴿ وما أرسلوا عليهم حافظين( ٣٣ ) فاليوم ﴾ يعني في الآخرة. ﴿ الذين آمنوا من الكفار يضحكون ﴾ ( ٣٤ ) على الأرائك } على السرر ﴿ ينظرون ( ٣٥ ) هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون ( ٣٦ ) ﴾٤ قال الحسن : هذه والله الدولة.
١ - في الطبري، ٢٣/٦١: عن سعيد عن قتادة والحبر والسبر: الحسن والبهاء واللون والهيئة..
٢ - تفسير مجاهد، ٢/٥٤٢..
٣ - قرأ عاصم في رواية حفص: فكهين. وقرأ سائر القراء: فاكهين بألف. ابن مجاهد، ٦٧٦..
٤ - المطففين، ٢٩-٣٦..
قوله عز وجل :﴿ قال تالله إن كدت لتردين ﴾( ٥٦ ) لتباعدني من الله.
قال السدي :﴿ تالله إن كدت لتردين ﴾ يعني تالله لقد كدت ( تغوين )١.
قال يحيى : يقوله المؤمن لصاحبه. وقال مجاهد : يقوله المؤمن لشيطانه.
١ - هكذا في ح..
﴿ ولولا نعمة ربي ﴾ ( ٥٧ ) الإسلام. ﴿ لكنت من المحضرين ﴾( ٥٧ ) معك في النار.
﴿ إلا موتتنا الأولى ﴾( ٥٩ ) وليس هي إلا موته واحدة التي كانت في الدنيا كقوله :﴿ وأنه أهلك عادا الأولى ﴾١ ولم يكن عاد قبلها.
﴿ وما نحن بمعذبين ﴾( ٥٩ ) قاله على الاستفهام، وهذا استفهام على سرور، قد آمن ذلك.
١ - النجم، ٥٠..
ثم قال :﴿ إن هذا لهو الفوز العظيم ﴾( ٦٠ ) النجاة العظيمة من النار إلى الجنة.
قال الله عز وجل :﴿ لمثل هذا ﴾( ٦١ ) يعني ما وصف مما فيه أهل الجنة. ﴿ فليعمل العاملون ﴾( ٦١ )
ثم قال :﴿ أذالك خير نزلا أم شجرة الزقوم ﴾( ٦٢ ) أي إنه خير نزلا من شجرة الزقوم.
﴿ إنا جعلناها فتنة للظالمين ﴾( ٦٣ ) للمشركين.
سعيد عن قتادة قال : لما نزلت هذه الآية دعا أبو جهل بتمر وزبد فقال : تزقموا فما نعلم الزقوم إلا هذا، فأنزل الله :
﴿ إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم ﴾( ٦٤ ) إلى قوله :﴿ ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم ( ٦٧ ) ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم ﴾( ٦٨ )١
قال يحيى : اخبرني صاحب لي عن السدي قال : لما نزلت :﴿ أذالك خير نزلا أم شجرة الزقوم ﴾ قالوا : ما نعرف هذه الشجرة. فقال عبد الله بن الزبعرى : لكني والله أعرفها. هي شجرة تكون بإفريقية. فلما نزل :﴿ إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم ( ٦٤ ) طلعها كأنه رؤوس الشياطين ﴾. قالوا ما يشبه هذه التي يصف محمد ما قال ابن الزبعرى.
١ - في الطبري، ٢٣/٦٣: لما ذكر شجرة الزقوم افتتن الظلمة فقالوا: ينبئكم صاحبكم هذا أن في النار شجرة والنار تأكل الشجر، فأنزل الله ما تسمعون. ﴿إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم﴾. غذيت بالنار ومنها خلقت. أما الرواية التي ذكرها ابن سلام عن قتادة فقد جاءت بمعناها في الطبري، ٢٣/٦٣ عن السدي ومجاهد..
قوله عز وجل :﴿ إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم ﴾( ٦٤ )
قال يحيى : بلغني أنها في الباب السادس / وأنها ( تحيا بلهب النار كما يحيا شجركم ببرد الماء. قال : فلا )١ بد لأهل النار من أن ينحدروا إليها، يعني من كان فوقها، فيأكلون منها.
١ - إحالة على الطرة بـ: ح. ذهب التمزيق بأغلب أحرف العبارة. التكملة من ابن أبي زمنين، ورقة: ٢٨٨. في ابن أبي زمنين: كما تحيا الشجرة..
وقوله :﴿ طلعها ﴾( ٦٥ ) ( أي ثمرتها )١. ﴿ كأنه رؤوس الشياطين ﴾( ٦٥ ) يقبحها بذلك. وقال بعضهم : رؤوس الحيات.
١ - تمزيق بـ ح ذهب بأغلب أحرف العبارة. التكملة من ابن أبي زمنين ورقة: ٢٨٨ غير انه قال: يعني بدل: أي..
قال :﴿ فإنهم لآكلون منها فمالئون منها ﴾( ٦٦ ) من الشجرة. ﴿ البطون ﴾( ٦٦ )
﴿ ثم إن لهم عليها لشوبا ﴾( ٦٧ ) لمزاجا.
﴿ من حميم ﴾ وهو الماء الحار فيقطع أمعاءهم، كقوله :﴿ وسقوا ماء جميعا ﴾ ( حار )١ ﴿ فقطع أمعاءهم ﴾٢ والحميم، الحار الذي لا يستطاع من حره.
١ - هكذا في ح..
٢ - محمد، ١٥..
قال :﴿ ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم ﴾( ٦٨ ) كقوله :﴿ يطوفون بينها وبين حميم آن ﴾١ قد انتهى حره.
١ - الرحمن، ٤٤..
قوله عز وجل :﴿ إنهم ألفوا ﴾( ٦٩ ) وجدوا، أدركوا. ﴿ آباءهم ضالين ﴾( ٦٣ )
﴿ فهم على آثارهم يهرعون ﴾( ٧٠ ) والإهراع، الإسراع. وقال ابن مجاهد عن أبيه : يهرعون كهيئة الهرولة١.
١ - تفسير مجاهد، ٢/٥٤٢ مع إضافة: أي يهرولون..
وقال عز وجل :﴿ ولقد ضل قبلهم ﴾( ٧١ ) قبل مشركي العرب. ﴿ أكثر الأولين ﴾( ٧١ ) كقوله :﴿ كان أكثرهم مشركين ﴾١.
وقال السدي :﴿ ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين ﴾. يعني غوي قبلهم أكثر الأولين فكفروا.
١ - الروم، ٤٢..
قال :﴿ ولقد أرسلنا فيهم ﴾ في الذين قبلهم. ﴿ منذرين ﴾( ٧٢ ) يعني، الرسل، أي فكذبوهم.
﴿ فانظر كيف كان عاقبة المنذرين ﴾( ٧٣ ) الذين أنذرهم الرسل فكذبوهم. ( كان )١ عاقبتهم أن دمر الله عليهم ثم صيرهم إلى النار.
١ - تمزيق ب: ح ذهب بالحرف الأول من الكلمة. التكملة من ابن أبي زمنين، ورقة: ٢٨٨..
قوله عز وجل :﴿ إلا عباد الله المخلصين ﴾( ٧٤ ) استثنى من آمن وصدق الرسل.
قوله عز وجل :﴿ ولقد نادانا نوح ﴾( ٧٤ ) يعني حيث دعا على قومه.
﴿ فلنعم المجيبون ﴾( ٧٥ ) له، أجبناه فأهلكناهم.
﴿ ونجيناه وأهله من الكرب العظيم ﴾( ٧٦ ) من الغرق.
﴿ وجعلنا ذريته هم الباقين ﴾( ٧٧ ) فالناس كلهم ولد سام، حام، ويافث.
قال :﴿ وتركنا عليه في الآخرين ﴾( ٧٨ ) ألقينا عليه في الآخرين الثناء الحسن.
﴿ سلام على نوح في العالمين ﴾( ٧٩ ) يعني ما كان بعد نوح الثناء الحسن يقال ( لنوح )١ من بعده في الناس. وهذا تفسير السدي.
١ - تمزيق ب: ح ذهب بالحرف الأول من الكلمة. التكملة من المحققة..
قال :﴿ ثم أغرقنا الآخرين ﴾( ٨٢ ) يعني من سوى الذين كانوا معه في السفينة.
قال :﴿ وإن من شيعته لإبراهيم ﴾( ٨٣ ) يقول إن من أهل ملة نوح لإبراهيم. هذا تفسير السدي. وقال مجاهد :﴿ وإن من شيعته لإبراهيم ﴾ على منهاجه وسنته١.
١ - تفسير مجاهد، ٢/٥٤٢..
﴿ إذ جاء ربه بقلب سليم ﴾( ٨٤ ) حدثنا سعيد عن قتادة قال : من الشرك١.
١ - الطبري، ٢٣/٧٠ بإضافة: والله..
﴿ أئفكا ﴾( ٨٦ ) أي كذبا. ﴿ آلهة دون الله تريدون ﴾ ( ٨٦ ) على الاستفهام. أي قد فعلتم فعبدتموهم دونه.
﴿ فما ظنكم برب العالمين ﴾( ٨٧ ) أي انه معذبكم.
قال :﴿ فنظر نظرة في النجوم ﴾ ( ٨٨ ) يعني في الكواكب. تفسير السدي.
﴿ فقال إني سقيم ﴾( ٨٩ ) تفسير الكلبي : أنهم كانوا بقرية بين البصرة والكوفة يقال لها : هرمزخرد، وكانوا ينظرون في النجوم قال :﴿ فنظر نظرة في النجوم ( ٨٨ ) فقال إني سقيم ﴾( ٨٩ ) أي مطعون١.
١ - مطعون: أصابه الطاعون وهو داء معروف. لسان العرب، مادة: طعن..
﴿ فتولوا عنه مدبرين ﴾ ( ٩٠ ) إلى عيدهم، وذلك أنهم استتبعوه لعيدهم فعصب رأسه وقال : إني رأيت الليلة في النجوم أني سأطعن غدا، كراهية الذهاب معهم، ولما أراد أن يفعل بآلهتهم، كادهم بذلك، وهي إحدى الخطايا الثلاث قال :﴿ والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ﴾١ قوله :﴿ إني سقيم ﴾٢ وقوله :﴿ بل فعله كبيرهم هذا ﴾٣، وقوله لسارة :"إن سألوك فقولي إنك أختي".
١ - الشعراء، ٨٢..
٢ - الصافات، ٨٩..
٣ - الأنبياء، ٦٣..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩٠:﴿ فتولوا عنه مدبرين ﴾ ( ٩٠ ) إلى عيدهم، وذلك أنهم استتبعوه لعيدهم فعصب رأسه وقال : إني رأيت الليلة في النجوم أني سأطعن غدا، كراهية الذهاب معهم، ولما أراد أن يفعل بآلهتهم، كادهم بذلك، وهي إحدى الخطايا الثلاث قال :﴿ والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ﴾١ قوله :﴿ إني سقيم ﴾٢ وقوله :﴿ بل فعله كبيرهم هذا ﴾٣، وقوله لسارة :"إن سألوك فقولي إنك أختي".
١ - الشعراء، ٨٢..
٢ - الصافات، ٨٩..
٣ - الأنبياء، ٦٣..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩٠:﴿ فتولوا عنه مدبرين ﴾ ( ٩٠ ) إلى عيدهم، وذلك أنهم استتبعوه لعيدهم فعصب رأسه وقال : إني رأيت الليلة في النجوم أني سأطعن غدا، كراهية الذهاب معهم، ولما أراد أن يفعل بآلهتهم، كادهم بذلك، وهي إحدى الخطايا الثلاث قال :﴿ والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ﴾١ قوله :﴿ إني سقيم ﴾٢ وقوله :﴿ بل فعله كبيرهم هذا ﴾٣، وقوله لسارة :"إن سألوك فقولي إنك أختي".
١ - الشعراء، ٨٢..
٢ - الصافات، ٨٩..
٣ - الأنبياء، ٦٣..

قال :﴿ فراغ عليهم ﴾( ٩٣ )
ا سعيد عن قتادة قال : أي فمال عليهم، على آلهتهم. ﴿ ضربا باليمين ﴾( ٩٣ ) فكرسها إلا كبيرهم، وقد فسرنا في سورة الأنبياء١.
١ - الأنبياء، ٥٨. انظر التفسير ص: ٣٢٢..
قال :﴿ فأقبلوا إليه ﴾( ٩٤ ) إلى إبراهيم. ﴿ يزفون ﴾( ٩٤ ) تفسير الحسن : يبتدرونه. وقال بعضهم :﴿ يزفون ﴾ يرعدون غضبا. وقال ابن مجاهد عن أبيه : الخيلاء١.
١ - في تفسير مجاهد، ٢/٥٤٣: النسلان في المشي وهو الإسراع. لسان العرب، مادة: نسل. والقراءة على هذا المعنى يزفون بتخفيف الفاء. من وزف يزف بمعنى أسرع في المشي، الطبري، ٢٣/٧٤؛ لسان العرب، مادة: وَزَف..
﴿ قال ﴾( ٩٥ ) لهم إبراهيم. ﴿ أتعبدون ما تنحتون ﴾( ٩٥ ) يعني أصنامهم.
﴿ والله خلقكم وما تعملون ﴾( ٩٦ ) بأيديكم، أي خلقكم وخلق ذلك الذي تنحتون. ( حدثناه )١ سعيد عن قتادة.
١ - تمزيق بـ: ح ذهب بالحرف الأخير من الكلمة. التكملة من المحققة..
قال :﴿ ابنوا له بنيانا ﴾( ٩٧ ) يقوله بعضهم لبعض.
﴿ فألقوه في الجحيم ﴾( ٩٧ ) / أي في النار.
قال الحسن :( فجمعوا الحطب زمانا )١ حتى إن الشيخ الكبير الذي لم يخرج من بيته قبل ذلك زمانا كان يجيء بالحطب فيلقيه يتقرب به إلى آلهتهم فيما يزعم. ثم جاءوا بإبراهيم فألقوه في تلك النار.
قال يحيى : بلغني أنهم رموا به في المنجنيق، فكان ذلك أول ما صنع المنجنيق.
( فقال الله ) :﴿ يا نار كوني بردا ﴾٢.
سفيان عن الأعمش عن شيخ عن علي قال : فكادت تقتله من البرد، فقيل :﴿ وسلاما ﴾٣ لا تضره.
سعيد عن قتادة أن كعبا قال : ما انتفع بها يومئذ أحد من الناس، وما أحرقت منه يومئذ إلا وثاقه٤.
عمار عن أبي هلال عن بكر بن عبد الله المزني أن إبراهيم لما أرادوا أن يلقوه في النار جاءت عامة الخليقة إلى ربها فقالت : يا رب، خليلك يلقى في النار، فأذن لنا نطفئ عنه. فقال : هو خليلي ليس لي في أرض خليل غيره، وأنا إلهه ليس له إله غيري، فإن استغاثكم فأغيثوه وإلا فدعوه.
قال فجاء ملك القطر فقال : يا رب خليلك يلقى في النار، فإذن لي أطفئ عنه بالقطر. قال : هو خليلي ليس لي في الأرض خليل غيره، وأنا إلهه، ليس له إله غيري، فإن استغاتك فأغثه وإلا فدعه. قال : فألقى في النار فقال الله :﴿ يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم ﴾. قال : فبردت على أهل المشرق والمغرب، فما أنضج بها يومئذ كراع٥.
[ ا سعيد عن أيوب عن نافع عن أم سيابة الأنصارية عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن إبراهيم لما ألقي في النار كانت الدواب كلها تطفئ عنه النار غير الوزغة فإنها كانت تنفخ عليه، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بقتلها )٦.
١ -تمزيق بـ ح ذهب ببعض الأحرف. التكملة من ابن أبي زمنين ورقة: ٢٨٨..
٢ - الأنبياء، ٦٩..
٣ - نفس الملاحظة..
٤ - الآية، ٦٩، الأنبياء. انظر التفسير، ص: ٣٩٠..
٥ - الآية: ٦٩، الأنبياء. انظر التفسير، ص: ٣٩٠..
٦ - في ح: يقتلها..
قال :﴿ ( فأرادوا )١ به كيدا ﴾ ( ٩٨ ) تحريقهم إياه.
﴿ فجعلناهم الأسفلين ﴾( ٩٨ ) في النار.
١ - في ح: وأرادوا. في ابن أبي زمنين. ورقة: ٢٨٨: فأرادوا..
﴿ وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين ﴾( ٩٩ ) الطريق، يعني الهجرة، هاجر من أرض العراق إلى أرض الشام.
قال قتادة : وكان يقال أن الشام عماد دار الهجرة.
ا هشام عن قتادة عن شهر بن حوشب عن عبد الله بن عمرو قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم / يقول :"ستكون هجرة بعد هجرة، فخيار أهل الأرض إلى مهاجر إبراهيم حتى لا يبقى على ظهرها إلا شرار أهلها، تلفظهم أرضوهم وتقذرهم نفس الله، وتحشرهم النار مع القردة والخنازير".
﴿ فلما بلغ معه السعي ﴾( ١٠٢ )
تفسير مجاهد : أدرك سعيه سعي إبراهيم في الشد وشب١. وتفسير الحسن : بلغ معه سعي العمل، يعني قيام الحجة.
وقال السدي : يعني المشي.
﴿ قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ﴾( ١٠٢ ).
١ - في تفسير مجاهد، ٢/٥٤٤: يعني العمل، قال: لما عمل لمثل عمل إبراهيم..
قال :﴿ فلما أسلما ﴾( ١٠٣ ) اسلم إبراهيم نفسه ليذبح ابنه، واسلم وجهه لله ليذبحه أبوه. ﴿ وتله للجبين ﴾( ١٠٣ ) سعيد عن قتادة قال : وكبه ( للقبلة )١ ليذبحه. وتفسير الحسن : أضجعه ليذبحه وأخذ الشفرة. وقال قتادة : وذلك عند جمرة الوسطى.
قال يحيى : حدثني حماد بن سلمة عن أبي عاصم الغنوي عن أبي الطفيل عن ابن عباس قال : عند الجمرة الوسطى تله للجبين، وعلى إسماعيل قميص أبيض، قال : يا أبت انه ليس ثوب تكفنني فيه غير هذا فاخلعه حتى تكفنني فيه٢.
١ - كانت في ح: لفيه. ثم أصلحت في الطرة إلى: للقبلة. في الطبري، ٢٣/٨٠ أي وكبه لفيه..
٢ - هذا جزء من الحديث الوارد عن ابن عباس بنفس السند في الطبري، ٢٣/٨٠..
قال :﴿ وناديناه أن يا إبراهيم ( ١٠٤ ) قد صدقت الرؤيا ﴾ ( ١٠٥ ) وهذا وحي مشافهة من الملك، ناداه به الملك من عند الله.
{ أن يا إبراهيم ( ١٠٤ ) قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين ( ١٠٥ )
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٤:قال :﴿ وناديناه أن يا إبراهيم ( ١٠٤ ) قد صدقت الرؤيا ﴾ ( ١٠٥ ) وهذا وحي مشافهة من الملك، ناداه به الملك من عند الله.
{ أن يا إبراهيم ( ١٠٤ ) قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين ( ١٠٥ )

﴿ إن هذا لهو البلاء المبين ﴾( ١٠٦ ) النعمة البينة عليك من الله إذ لم تذبح ابنك.
قوله عز وجل :﴿ وفديناه بذبح عظيم ﴾( ١٠٧ )
ا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : متقبل. وهو إسماعيل١.
ا حماد بن سلمة عن أبي عاصم الغنوي عن أبي الطفيل عن ابن عباس قال : فالتفت إبراهيم فإذا هو بكبش أبيض، أعين، أقرن، فذبحه.
ا حماد عن المبارك عن الحسن عن الأحنف بن قيس قال : ا العباس بن عبد المطلب أن الذي فدي إسحاق.
( ا ؟ )حماد عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن/ جبير عن ابن عباس قال : ابن إبراهيم الذي أراد ذبحه هو إسحاق.
الخليل بن مرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هو إسحاق.
وقال الحسن : بشر إبراهيم بإسحاق مرتين : مرة حيث ولد، وبشر أنه سيكون نبيا. ذكر كيف رأى في المنام أن يذبحه، وكيف كان أراد ذبحه، وكيف فدي، فقص قصته ثم قال :﴿ وبشرناه بإسحاق نبيا ﴾٢، أي وبشرناه به نبيا، أي بأنه نبي.
١ - في تفسير مجاهد، ٢/٥٤٥: بكبش متقبل. وفي الطبري، ٢٣/٨٣-٨٤: هو إسماعيل..
٢ - الصافات، ١١٢..
قوله عز وجل :﴿ وتركنا عليه في الآخرين ﴾( ١٠٨ ) أي أبقينا عليه في الآخرين الثناء الحسن. وقال الحسن : وسنة يفتدى بها إلى يوم القيامة.
﴿ ( وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين ) ﴾١ ( ١١٢ )
١ - ساقطة في ح..
﴿ وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن ﴾( ١١٣ ) مؤمن. ﴿ وظالم لنفسه مبين ﴾( ١١٣ ) مشرك.
قوله عز وجل :﴿ ولقد مننا على موسى وهارون ﴾( ١١٤ ) بالنبوة.
{ ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم{ ( ١١٥ ) من فرعون وقومه.
﴿ ونصرناهم ﴾ ( ١١٦ ) على آل فرعون. ﴿ فكانوا هم الغالبين ﴾( ١١٦ ) وكانا شريكين في الرسالة، وكان موسى أفضلهما.
﴿ وآتيناهما الكتاب المستبين ﴾( ١١٧ ) التوراة.
﴿ وهديناهما الصراط المستقيم ﴾( ١١٨ ) الإسلام، الطريق إلى الجنة.
﴿ وتركنا عليهما ﴾( ١١٩ ) أي وأبقينا عليهما. ﴿ في الآخرين ﴾ الثناء الحسن.
﴿ أتدعون بعلا ﴾( ١٢٥ ) سعيد عن قتادة قال : أتدعون ربا غير الله١. وقال السدي : أتدعون ﴿ أتدعون بعلا ﴾ يعني ربا. وتفسير الحسن : كان اسم صنمهم بعلا. ﴿ وتذرون أحسن الخالقين ﴾( ١٢٥ ) من قرأها بالنصب ﴿ الله ربكم ورب آبائكم الأولين ﴾. يقول :﴿ أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين ﴾( ١٢٥ )
١ - في الطبري، ٢٣/٩٢ بإضافة: هذه لغة باليمانية..
﴿ الله ربكم ورب آبائكم الأولين ﴾( ١٢٦ ) فلا تعبدونه.
ومن قرأها بالرفع فهو كلام مستقبل يقول :﴿ والله ربكم ورب آبائكم الأولين ﴾١.
١ - قرأ حمزة و"الكسائي وحفص عن عاصم ﴿الله ربكم ورب آبائكم﴾ نصبا. وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وأبو بكر عن عاصم: ﴿الله ربكم ورب آبائكم﴾ رفعا..
قال :﴿ فكذبوه فإنهم لمحضرون ﴾( ١٢٧ ) في النار.
﴿ إلا عباد الله المخلصين ﴾( ١٢٨ ) استثنى الله من آمن منهم.
قال :﴿ وتركنا عليه في الآخرين ﴾( ١٢٩ ) أي وأبقينا / على إِلْ ياسين في الأخرين الثناء الحسن.
﴿ سلام على إل ياسين ﴾( ١٣٠ ) ( من قرأها موصولة يقول هو اسمه الياسين والياس )١. ومقرأ الحسن :﴿ سلام على الياسين ﴾ قال : يعنيه، أي ومن آمن من أمته٢.
١ - جاءت العبارة في طرة ح، بالطرة، تمزيق ذهب ببعض الأحرف. التكملة من ابن أبي زمنين، ورقة: ٢٨٩..
٢ - انظر القراءات في: ﴿أل ياسين﴾ في البحر المحيط، ٧/٣٧٣ حيث جاء أن قراءة الحسن هي: ﴿على الياسين﴾..
﴿ إلا عجوزا في الغابرين ﴾( ١٣٥ ) غبرت، أي بقيت في عذاب الله. وقد فسرنا كيف كان هلاكهم في غير هذا الموضع.
﴿ إنكم لتمرون عليهم ﴾( ١٣٧ ) على منازلهم. ﴿ مصبحين ﴾( ١٣٧ ) أي نهارا.
﴿ وبالليل أفلا تعقلون ﴾ ( ١٣٨ ) يقوله للمشركين يحذرهم أن ينزل بهم ما نزل بهم.
﴿ إذ أبق إلى الفلك المشحون ﴾( ١٤٠ )
الموقر بأهله. فر من قومه، إلى الفلك. وكان فيما عهد يونس إلى قومه أنهم إن لم يؤمنوا أتاهم العذاب، وجعل العلم بينه وبين قومه أن يخرج من بين أظهرهم وان يفقدوه. فخرج مغاضبا لقومه، مكايدا لدين ربه، ولم يجز ذلك له عند الله في تفسير الحسن. وقال : فخرج حتى ركب السفينة، فلما ركبها قامت فلم تسر. قال أهل السفينة إن فيكم لمذنبا.
قال : فتساهموا، فقرع يونس وهو قوله :﴿ فساهم فكان من المدحضين ﴾( ١٤١ ) من المقروعين. وقال مجاهد : المسهومين١.
١ - تفسير مجاهد، ٢/٥٤٥..
فأوحى الله إلى الحوت ﴿ فالتقمه ﴾( ١٤٢ ). هذا تفسير الحسن.
قال يحيى : بلغنا والله أعلم أن يونس دعا قومه زمانا إلى الله، فلما طال ذلك وأبوا أوحى الله إليه أن العذاب يأتيهم يوم كذا وكذا، فلما دنا الوقت تنحى عنهم فلما كان قبل الوقت بيوم جاء فجعل يطوف بالمدينة وهو يبكي ويقول : غدا يأتيكم العذاب. فسمعه رجل منهم، فانطلق إلى الملك، فأخبره أنه سمع يونس يبكي ويقول غدا يأتيكم العذاب. فلما سمع ذلك الملك دعا قومه فأخبرهم بذلك وقال : إن كان هذا حقا فسيأتيكم العذاب غدا، ( فاجتمعوا )١ حتى ننظر في أمرنا. فاجتمعوا.
فخرجوا من المدينة من الغد فنظروا فإذا / بظلمة وريح شديدة وقد ( أقبلت نحوهم. فعلموا أنه الحق، ففرقوا )٢ بين الصبيان وبين أمهاتهم، وبين البهائم وبين أمهاتها، ولبسوا الشعر، وجعلوا التراب والرماد على رؤوسهم تواضعا لله وتضرعوا إليه، وبكوا، وآمنوا. فصرف الله عنهم العذاب. واشترط بعضهم على بعض ألا يكذب أحد كذبة إلا قطعوا لسانه. وجاء يونس من الغد، فنظر فإذا المدينة على حالها، وإذا الناس داخلون وخارجون. فقال : أمرني ربي أن أخبر قومي أن العذاب يأتيهم فلم يأتهم، فكيف ألقاهم ؟ فانطلق حتى انتهى إلى ساحل البحر، فإذا بسفينة في البحر. فأشار إليهم، فأتوه، فحملوه ولا يعرفونه. فانطلق إلى ناحية من السفينة، فتقنع ورقد. فما مضوا إلا قليلا حتى جاءتهم ريح كادت السفينة تغرق. فاجتمع أهل السفينة ودعوا الله ثم قالوا : أيقظوا الرجل يدعو الله معنا، ففعلوا. فرفع الله عنهم تلك الريح. ثم انطلق إلى مكانه فرقد. فجاءت ريح كادت السفينة تغرق. فأيقظوه ودعوا الله، فارتفعت. فتفكر العبد الصالح فقال : هذا من خطيئتي أو قال : من ذنبي أو كما قال.
فقال لأهل السفينة شدوني وثاقا وألقوني في البحر فقالوا : ما كنا لنفعل وحالك حالك، ولكنا نقترع فمن أصابته القرعة ألقيناه في البحر. وقال بعضهم : لما ركدت السفينة فلم تسر، لفّ نفسه في كسائه وأراد أن يطرح نفسه في البحر فقالوا : لا ولكنا نقترع، فمن أصابته القرعة ألقيناه في البحر. فاقترعوا، فأصابته القرعة فقال : قد أخبرتكم. فقالوا : ما كنا لنفعل، ولكن اقترعوا، فاقترعوا الثانية فأصابته القرعة. ثم اقترعوا الثالثة، فأصابته القرعة وهو قول الله :﴿ فساهم فكان من المدحضين ﴾ أي من المقروعين. وقال مجاهد : من المسهومين أي وقع السهم عليه.
فانطلق إلى صدر السفينة ليلقي / نفسه في البحر، فإذا هو بحوت فاتح فاه فانطلق إلى ذنب السفينة فإذا هو بالحوت فاتحا فاه، ثم جاء إلى جنب السفينة فإذا هو بالحوت فاتحا فاه، ثم جاء إلى الجنب الآخر فإذا هو بالحوت فاتحا فاه. فلما رأى ذلك ألقى نفسه فالتقمه الحوت. فأوحى الله إلى الحوت : لا تأكل عليه ولا تشرب. وقال : إني لم أجعله لك رزقا ولكني جعلت بطنك له سجنا. فمكث في بطن الحوت أربعين ليلة. ﴿ فنادى في الظلمات ﴾ كما قال الله :﴿ أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ﴾٣
قال الله :﴿ فاستجبنا له ونجيناه من الغم ﴾١. والظلمات : ظلمة الليل، وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت. قال :﴿ وكذلك ننجي المؤمنين ﴾١. فأوحى الله إلى الحوت أن يلقيه إلى البر.
قال الله :﴿ فنبذناه بالعراء وهو سقيم ﴾( ١٤٥ ) وهو ضعيف مثل الصبي، فأصابته حرارة الشمس، فأنبت الله عليه ﴿ شجرة من يقطين ﴾( ١٤٦ )، وهي القرع، فأظلته فنام فاستيقظ وقد يبست فحزن عليها، فأوحى الله إليه : أحزنت على هذه الشجرة وأردت أن أهلك مائة ألف من خلقي أو يزيدون، أي بل يزيدون.
قال يحيى : بلغنا أنهم كانوا عشرين ومائة ألف. فعلم عند ذلك أنه قد ابتلي. فانطلق، فإذا هو بذود من غنم. فقال للراعي : اسقني لبنا. فقال : ما ها هنا شاة لها لبن. فأخذ شاة منها فمسح بيده على ( ظهرها )٤ فدرت، فشرب من لبنها. فقال له الراعي : من أنت يا عبد الله لتخبرني. قال : أنا يونس. فانطلق الراعي إلى قومه فبشرهم به. فأخذوه وجاءوا معه إلى موضع الغنم، فلم يجدوا يونس، فقالوا : إنا قد شرطنا لربنا ألا يكذب منا احد إلا قطعنا لسانه. فتكلمت الشاة بإذن الله فقالت : قد شرب من لبني. وقالت شجرة كان استظل تحتها : قد استظل بظلي. فطلبوه، فأصابوه.
فرجع إليهم. فكان فيهم حتى قبضه الله. وكانوا / بمدينة يقال لها :( نينوى )٥ من أرض الموصل، وهي على دجلة.
حدثنا عثمان أن ابن عباس قال : في دجلة ركب السفينة، وفيها التقمه الحوت ثم أفضى به إلى البحر، فدار في البحر ثم رجع إلى دجلة، ثم نبذه بالعراء، فأرسل إليهم بعد ذلك.
قوله عز وجل :﴿ وهو مليم ﴾ ( ١٤٢ ) مذنب في تفسير مجاهد٦.
١ - تمزيق في ح ذهب بحرق التاء من الكلمة. التكملة من ابن زمنين ورقة: ٢٨٩..
٢ - تمزيق في ح ذهب ببعض الأحرف. التكملة من ابن زمنين، ورقة: ٢٨٩..
٣ - الأنبياء، ٨٧-٨٨..
٤ - في ابن أبي زمنين، ورقة: ٢٩٠: ضرعها..
٥ - جاءت في ح بكسر النون الثانية، والصواب فتحها. انظر معجم البلدان، مادة نينوى..
٦ - تفسير مجاهد، ٢/٥٤٥..
قال :﴿ فلولا ﴾( ١٤٣ ) يعني فلوما.
﴿ أنه كان من المسبحين ﴾( ١٤٣ ) يقول من المصلين. وهو تفسير السدي.
قال :﴿ للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ﴾( ١٤٤ )
حدثنا سعيد عن قتادة قال : فلولا أنه كان من المصلين في الرخاء قبل ذلك.
قال : ويقال : إن العمل الصالح يقي الرجل مصارع السوء١.
حدثنا نعيم بن يحيى عن عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي قال : من سره أن يستجاب له في الضراء فليكثر الدعاء والتسبيح، في السراء.
أبو أمية عن الحسن قال :﴿ فلولا أنه كان من المسبحين ﴾ قال أما والله ما هو بالمسبح قبل ذلك. ولكنه لما التقمه الحوت أنشأ يقول : سبحان الله، سبحان الله ويدعو الله.
وقوله :﴿ للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ﴾ لكان بطن الحوت له قبرا إلى يوم القيامة.
١ - الطبري، ٢٣/٩٩ كان كثير الصلاة في الرخاء فنجاه الله بذلك. قال: وقد كان يقال في الحكمة: أن العمل الصالح يرفع صاحبه إذا ما عثر، فإذا صرع وجد متكئا..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٤٣:قال :﴿ فلولا ﴾( ١٤٣ ) يعني فلوما.
﴿ أنه كان من المسبحين ﴾( ١٤٣ ) يقول من المصلين. وهو تفسير السدي.
قال :﴿ للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ﴾( ١٤٤ )
حدثنا سعيد عن قتادة قال : فلولا أنه كان من المصلين في الرخاء قبل ذلك.
قال : ويقال : إن العمل الصالح يقي الرجل مصارع السوء١.
حدثنا نعيم بن يحيى عن عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي قال : من سره أن يستجاب له في الضراء فليكثر الدعاء والتسبيح، في السراء.
أبو أمية عن الحسن قال :﴿ فلولا أنه كان من المسبحين ﴾ قال أما والله ما هو بالمسبح قبل ذلك. ولكنه لما التقمه الحوت أنشأ يقول : سبحان الله، سبحان الله ويدعو الله.
وقوله :﴿ للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ﴾ لكان بطن الحوت له قبرا إلى يوم القيامة.
١ - الطبري، ٢٣/٩٩ كان كثير الصلاة في الرخاء فنجاه الله بذلك. قال: وقد كان يقال في الحكمة: أن العمل الصالح يرفع صاحبه إذا ما عثر، فإذا صرع وجد متكئا..

﴿... وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون ﴾ : بل يزيدون، هو تفسير السدي.
قال :﴿ فآمنوا ﴾ : وقد فسرنا كيف كان إيمانهم في أول حديثهم.
قوله عز وجل :﴿ فمتعناهم إلى حين ﴾ إلى ( الموت ) ١، إلى آجالهم ولم يهلكهم بالعذاب.
١ - تمزيق في ح ذهب بحرف الميم من الكلمة. التكملة من المحققة استنادا إلى ما جاء في الطبري، ٢٣/١٠٥..
قوله عز وجل :﴿ فاستفتهم ﴾ : فاسألهم، يعني المشركين. ﴿ ألربك البنات ولهم البنون ﴾ : وذلك لقولهم أن الملائكة بنات الله. قال تعالى :﴿ ويجعلون لله ما يكرهون ﴾ البنات ﴿ وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى ﴾ الغلمان ﴿ لا جرم أن لهم النار ﴾ ١.
١ - النحل، ٦٢. انظر التفسير ص: ٧٦..
قال :﴿ أم خلقنا الملائكة إناثا وهو شاهدون ﴾ : لخلقهم، أي لم نفعل ولم يشهدوا خلقهم، وهو كقوله :﴿ وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا خلقهم ﴾أي : لم يشهدوا خلقهم ١، وهو كقوله :﴿ ألا إنهم من إفكهم ﴾.
١ - الزخرف، ١٩. قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر: ﴿عند الرحمن﴾ وباقي السبعة: ﴿عباد الرحمن﴾. ابن مجاهد، ٥٨٥..
﴿ ألا إنهم من إفكهم ﴾ ( ١٥١ ) من كذبهم. ﴿ ليقولون( ١٥١ ) ولد الله ﴾ أي ولد البنات يعنون الملائكة.
﴿ اصطفى البنات على البنين ﴾ : اختار البنات (على) ١ البنين ؟ أي لم يفعل.
١ - مكررة في ح..
﴿ أم لكم سلطان مبين ﴾ : حجة بنية على الاستفهام. وقال السدي :﴿ أم لكم سلطان مبين ﴾ يعني أم لكم حجة بينة بأن مع الله شريكا فإنه ليس لكم حجة.
﴿ فأتوا بكتابكم ﴾ الذي فيه حجتكم، ﴿ إن كنتم صادقين ﴾ : أن الملائكة بنات الله، أي ليس لهم بذلك حجة.
قوله عز وجل :﴿ وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ﴾ : عن سعيد عن قتادة قال : قالت اليهود إن الله صاهر الجن فكانت من بينهم الملائكة ١. قال الله :﴿ ولقد عملت الجنة ﴾ : الجن. ﴿ إنهم لمحضرون ﴾ : مدخلون في النار.
١ - في الطبري، ٢٣/١٠٨ قالت اليهود أن الله تبارك وتعالى تزوج إلى الجن فخرج منهما الملائكة قال: ﴿سبحانه﴾ سبح نفسه..
﴿ سبحان الله عما يصفون ﴾ : ينزه نفسه، ﴿ عما يصفون ﴾ : يكذبون.
قوله عز وجل :﴿ إلا عباد الله المخلصين ﴾ : المؤمنين. وهذا من مقاديم الكلام.
﴿ إلا من هو صال ١ الجحيم ﴾ : أبو الأشهب عن الحسن :﴿ ما أنتم عليه بفاتنين ﴾ قال : يا بني إبليس انه ليس عليكم سلطان إلا على من هو صالي الجحيم.
قال يحيى : وسمعت من يقول :﴿ ما أنتم عليه بفاتنين ﴾ ما أنتم بمضلي احد على إبليس إلا من هو صالي الجحيم. قدر له أنه صالي الجحيم.
وقال السدي :﴿ فإنكم ﴾ يعني المشركين ﴿ وما تعبدون ﴾ يعني ما عبدوا.
﴿ ما أنتم عليه ﴾ على ما تعبدونه بمضلين إلا من هو صالي الجحيم، من قدر له أن يصلي الجحيم.
١ - في ح: صالي..
﴿ وإنا لنحن المسبحون ﴾ : سعيد عن قتادة قال : هذا قول الملائكة ينزهون الله عما قالت اليهود حيث جعلوا بينه وبين الجنة نسبا، ويخبرون بمكانهم في السماوات في صفوفهم وتسبيحهم وهو قوله في أول السورة :﴿ والصافات صفا ﴾ ١ : ليس في السماوات موضع شبر إلا وعليه ملك قائم، أو راكع، أو ساجد ٢.
١ - الصافات، ١..
٢ -في الطبري، ٢٣/١١٣: صفوف في السماء ﴿وإنا لنحن المسبحون﴾ أي المصلون. هذا قول الملائكة يثنون بمكانهم من العبادة..
قوله عز وجل :﴿ وإن كانوا ليقولون ﴾ : يعني : قريشا.
﴿ لو أن عندنا ذكرا من الأولين ﴾ : تفسير السدي يعني خبرا من الأولين. قال يحيى : مثل كتاب موسى وعيسى.
﴿ لكنا عباد الله المخلصين ﴾ : المؤمنين.
قال الله :﴿ فكفروا به ﴾ : بالقرآن، ﴿ فسوف يعلمون ﴾.
﴿ إنهم لهم المنصورون ﴾ في الدنيا وبالحجة في الآخرة.
﴿ وإن جندنا لهم الغالبون ﴾ : تفسير الحسن : لم يقتل من الرسل أصحاب الشرائع أحد قط.
قوله عز وجل :﴿ فتول عنهم حتى حين ﴾ : سعيد عن قتادة قال : نسخها القتال في سورة براءة :﴿ فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ﴾.
قال :﴿ وأبصرهم فسوف يبصرون ﴾ : أي فسوف يرون العذاب.
قال :﴿ أفبعذابنا يستعجلون، فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين ﴾ : تفسير الحسن أنه يعني النفخة الأولى بها يهلك كفار آخر هذه الأمة الدائنين بدين أبي جهل وأصحابه.
حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك : إني لرديف أبي طلحة يوم فتحنا خيبر، إن ساقي لتصيب ساق النبي صلى الله عليه وسلم وفخذي فخذه، فلما أشرفنا على خيبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"الله أكبر خربت خيبر. إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين. فأخذناها عنوة".
قال يحيى : كان سعيد يذكر هذا الحديث في هذا الموضع من السورة. أظنه رجع إلى قصة اليهود في قوله :﴿ وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ﴾.
حدثنا أشعت عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر بغلس، فقرأ بأقصر سورتين في القرآن ثم ركب وركبنا معه وأنا رديف أبي طلحة، والريح تكشف عن ساق النبي صلى الله عليه وسلم فتصيب ساقي ساقه، وفخذي فخذه، فلما أتينا خيبر قالت اليهود : محمد والله والخميس، والخميس جيش، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :"الله أكبر خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين" قال : فأصبناها عنوة.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٧٦:قال :﴿ أفبعذابنا يستعجلون، فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين ﴾ : تفسير الحسن أنه يعني النفخة الأولى بها يهلك كفار آخر هذه الأمة الدائنين بدين أبي جهل وأصحابه.
حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك : إني لرديف أبي طلحة يوم فتحنا خيبر، إن ساقي لتصيب ساق النبي صلى الله عليه وسلم وفخذي فخذه، فلما أشرفنا على خيبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"الله أكبر خربت خيبر. إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين. فأخذناها عنوة".
قال يحيى : كان سعيد يذكر هذا الحديث في هذا الموضع من السورة. أظنه رجع إلى قصة اليهود في قوله :﴿ وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ﴾.
حدثنا أشعت عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر بغلس، فقرأ بأقصر سورتين في القرآن ثم ركب وركبنا معه وأنا رديف أبي طلحة، والريح تكشف عن ساق النبي صلى الله عليه وسلم فتصيب ساقي ساقه، وفخذي فخذه، فلما أتينا خيبر قالت اليهود : محمد والله والخميس، والخميس جيش، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :"الله أكبر خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين" قال : فأصبناها عنوة.

قوله عز وجل :﴿ وتول عنهم حتى حين ﴾ : يعني إلى حين آجالهم. تفسير السدي. قال قتادة : نسخها القتال، هي مثل الأولى.
﴿ وأبصر ﴾ : انتظر، ﴿ فسوف يبصرون ﴾ : فسوف يرون العذاب.
﴿ سبحان ربك ﴾ : ينزه نفسه، ﴿ رب العزة عما يصفون ﴾ : عما يكذبون.
﴿ وسلام على المرسلين ﴾ : يعني الثناء الحسن. وهو تفسير السدي.
﴿ والحمد لله رب العالمين ﴾ : حدثنا الحسن بن دينار عن أبي هارون العبدي قال : سألت أبا سعيد الخدري : بم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يختم صلاته ؟ قال : بهذه الآية :﴿ سبحان ربك رب العزة عام يصفون ( ١٨٠ ) وسلام على المرسلين( ١٨١ ) والحمد لله رب العالمين ﴾( ١٨٢ ). وذكره سفيان الثوري عن النبي صلى الله عليه وسلم.
حدثنا أبو الجارود الكوفي عن الأصبغ بن نباتة عن علي : قال : من أراد أن يكتال بالمكيال الأوفى فليقل في دبر صلاته :﴿ سبحان ربك رب العزة عما يصفون( ١٨٠ ) وسلام على المرسلين( ١٨١ ) والحمد لله رب العالمين ﴾( ١٨٢ ).
Icon