ﰡ
﴿ والتين والزيتون... ﴾ أقسم الله تعالى ببقاع مباركة عظيمة، ظهر فيها الخير والبركة بسكنى الأنبياء. فالتين والزيتون : مجاز عن منابتها بالأرض المباركة، وفيها مهاجر إبراهيم، ومولد عيسى ومسكنه عليه السلام. وطور سينين : الجبل الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام. والبلد الأمين : مكة المشرفة التي فيها البيت المعظم، وفيها ولد وبعث أشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم. وسنين وسيناء – ويفتح – وسينا : اسم للبقعة التي فيها الجبل. أو معناه : المبارك الحسن ؛ وإضافة " طور " إليه من إضافة الموصوف إلى الصفة. ويجوز في إعرابه أن يجرى مجرى جمع المذكر السالم، وأن يلزم الياء وتحرك النون بحركات الإعراب.
وقال : " ومن نعمره ننكسه في الخلق " ٢. والسافلون : هم الضعفاء والزّمنى والأطفال. وأسفلهم : الهرم. والمردود على المعنيين : بعض أفراد الجنس.
٢ آية ٦٨ يس..
﴿ فلهم أجر غير ممنون ﴾ أي غير مقطوع عنهم. أو غير ممنون به عليهم جزاء إيمانهم، واستمساكهم بالحق، وقيامهم بما تقتضيه تلك الصفات. ولا تقبح صورهم يوم القيامة ؛ بل يزدادون بهجة وحسنا. والاستثناء متصل من ضمير " رددنا " العائد على الإنسان، فإنه في معنى الجمع. أو لكن الذين كانوا صالحين من الهرمى لهم أجر غير ممنون ؛ لصبرهم على ما ابتلوا به من الهرم المانع لهم عن النهوض لأداء وظائفهم من العبادة. والاستثناء منقطع بمعنى لكن ؛ لدفع ما يتوهم من أن التساوي في أرذل العمر يقتضي التساوي في غيره.
والله أعلم.