وما في ذلك اليوم من شدائد، وما يكون فيه من أحداث عظام. وذكرت كيف تُنسف الجبال، وتتطاير حتى تصبح كالصوف المنفوش.
كذلك تحدّثت السورة عن أعمال الناس، وأن منهم سعداء برجحان حسناتهم، ومنهم أشقياء بسبب أعمالهم السيئة وسوء مصيرهم.
ﰡ
يُهوّلُ الله تعالى في هذه الآية والآيات التي بعدها من وصف يومِ القيامة التي تَقرَعُ قلوبَ الناس بما فيها من أحداثٍ وشدائد.
في ذلك اليوم العصيبِ ينتشر الناسُ كالفَراش المتفرق في الفضاءِ، لا يَلوي أحدٌ على أحد، حيارى، هائمين على وُجوههم، لا يدرون ما يفعلون، ولا ماذا يُراد بهم.
المنفوش : المتطاير المنتشر.
وتكون الجبالُ كالصُّوف الملوَّنِ المتطايرِ في الهواء.
ثم بعدَ أن ذَكَرَ بعضَ أهوال ذلك اليوم بيَّن حالَ الناس فيه، وانقسامَهم إلى سعيدٍ وشقيّ، فقال :
﴿ فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ ﴾
فأما الذي كَثُرت حسناتُه بسبب أعماله الصالحة فلا خوفَ عليه، لقد نجا.
هاوية : من أسماء جهنم.
وأما من قلَّت حسناتُه وكثُرت سيئاتُه بسبب سوءِ أعماله فمصيرُه جهنّمُ يُهوي فيها إلى أسفلِ الدَرَكات.
ما أعْلَمَكَ يا محمدُ ما هي الهاوية ! يَا لهُ من استفهام !