تفسير سورة هود

تفسير النسائي
تفسير سورة سورة هود من كتاب تفسير النسائي .
لمؤلفه النسائي . المتوفي سنة 303 هـ

قوله تعالى: ﴿ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى ٱلْمَآءِ ﴾ [٧]٢٥٩- أنا عِمران بن بكَّار بن راشد، نا علي بن عياش، نا شعيب قال: حدثني أبو الزِّناد مما حدَّثه عبد الرحمن الأعرج مما ذكر أنه سمع أبا هريرة يحدِّث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" يمين الله ملأى لا تغيضها، نَفقةٌ سحَّاءُ الليل والنهار وقال: أرأيتم ما أنفق منذ خلق / السماوات والأرض، فإنه لم ينفق ما في يمينه، وعرشه على الماء، وبيده الأخرى الميزان يخفض ويرفع ". ٢٦٠- أنا محمد بن عبد الأعلى، نا خالد - يعني ابن الحارث، نا عبد الرحمن قال: أنبأني جامع بن شداد، عن صفوان بن مُحْرز، عن ابن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" كان الله ولا شيء غيره، وكان عرشه على الماء فكتب في الذِّكر كل شيء ثم خلق سبع سماوات ".
قوله تعالى: ﴿ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ ٱلأَحْزَابِ فَٱلنَّارُ مَوْعِدُهُ ﴾ [١٧]٢٦١- أنا محمد بن عبد الأعلى، نا خالد، عن شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جُبير، عن أبي موسى، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا يسمعُ بي من أُمَّتي أو يهودي أو نصراني ثم لا يُؤمن بي إلا دخل النار ". ٢٦٢- أنا أحمد بن أبي عُبيد الله، نا يزيد بن زُريع، نا سعيد، عن قتادة، عن صفوان بن مُحْرز قال: قال عبد الله بن عمر: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في النَّجْوى - قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" يدنو المؤمن من ربه يوم القيامة فيضعُ عليه كَنَفَه ثم يُقررُه بذنوبه: هل تعرف؟ فيقول: ربِّ أعرف حتى إذا بلغ به ما شاء الله قال: وإني سترتها عليك في الدنيا، وأغفرها لك اليوم، ثم يُعْطى صحيفة حسناته، وأما الكُفَّار: فيُنادي ربهم على رؤوس الأشهاد ﴿ هَـٰؤُلاۤءِ ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّالِمِينَ ﴾ [١٨] ".
قوله تعالى: ﴿ فَلاَ تَسْئَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ﴾ [٤٦]٢٦٣- أنا أبو الأشعث، نا خالد بن الحارث، قال: نا سعيد، عن قتادة، عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا فأراحنا من مكاننا هذا، فيأتون آدم - عليه السلام - فيقولون: أنت أبو الناس، خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته فاشفع لنا عند ربك/، فيقول: لست هُنَاكُم - ويذكر لهم ويشكو إليهم ذنبه الذي أصاب فيستحيي الله من ذلك - ولكن ائتوا نُوحا فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض، فينادونه فيقول: لست هُناكم - ويذكر سؤاله ربَّه ما ليس له به علم ويستحيي من ذلك - ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن فيأتونه، فيقول: لست هُناكم، ولكن ائتوا موسى عبداً كلم الله وأعطاه التَّوراة، فيأتونه، فيقول: لست هُناكم - ويذكر قتله النَّفس بغير النَّفس - ولكن ائتوا عيسى: عبد الله ورسوله وكلمة الله ورُوحه. فيأتونه فيقول: لست هُناكَ، ولكن ائتوا محمداً صلى الله عليه وسلم وعلى جميع أنبياء الله، عبداً غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر " قال: " فيأتونني فأنطلق " "- (قال سعيد: فذكر هذا الحرف عن الحسن - فأمشي بين سِمَاطَين من المؤمنين - ثم عاد إلى حديث أنس قال:)" فأستأذن على ربي فيأذن لي. فإذا رأيته وقعت ساجداً فيدَعُني ما شاء الله أن يدَعَني، ثم يُقال: ارفع يا محمد، قُل تُسْمع، سَلْ تُعْطَه، اشْفَع تُشفَّع، فأرفع رأسي فأحمده بتحميد يُعلِّمنيه ثم أشفع فيحُدُّ لي حدّا فيُدخلهم الجنة، ثم أعود الثانية، فإذا رأيته وقعت ساجداً فيدَعُني ما شاء الله أن يدَعَني، ثم يُقال: ارفع يا محمد، قُل تُسْمع، سَلْ تُعْطَه، اشْفَع تُشفَّع، فأرفع رأسي فأحمده بتحميد يُعلِّمنيه ثم أشفع فيحُدُّ لي حدّا فيُدخلهم الجنة، ثم أعود الثالثة، فإذا رأيت ربي وقعت ساجداً فيدَعُني ما شاء الله، ثم يُقال لي ارفع يا محمد، قُل تُسْمع، سَلْ تُعْطَه، اشْفَع تُشفَّع، فأرفع رأسي فأحمده بتحميد يُعلِّمنيه ثم أشفع فيحُدُّ لي حدّا فيُدخلهم الجنة، ثم أعود الرابعة، فأقول: " يا ربِّ ما بقي إلا من حَبَسه القرآن " ". قال: ويقول قتادة على / أثر هذا الحديث: حدَّثنا أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" يخرُج من النار من قال لا إله إلا الله، وكان في قلبه من الإيمان مثقال شعيرة من خَير، ويخرج من النار من قال: لا إله إلا الله، وكان في قلبه مثقال بُرَّة من خير، ويخرج من النار في قلبه مثقال ذرَّة من خير ".
قوله تعالى: ﴿ مُّنِيبٌ ﴾ [٧٥]٢٦٤- أنا عبد الحميد بن محمد، نا مخلد، نا مالك بن مِغْول، عن عبد الله بن بُريدة، عن أبيه قال:" لقيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأدخله المسجد ورجل يقرأ وآخر يدعو، قال: ثم خرج الليلة المُقبلة فلقيته فأخذ بيدي وقد أضاء المسجد، فسمعنا صوتا فقلت: يا رسول الله، أتراه مُرَائيا؟ قال: " لا، بل مؤمن مُنيب، بل مؤمن مُنيب " ".
قوله تعالى: ﴿ وَكَذٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ ٱلْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ ﴾ [١٠٢]٢٦٥- أنا أبو بكر بن علي، نا يحيى بن معين، نا أبو معاوية، عن بُريد، عن أبي بُرْدة، عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن الله عز وجل لَيُمْلي للظالم حتى إذا أخذه لم يُفْلته - أو: يُمْهله - ثم قرأ: ﴿ وَكَذٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ ٱلْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ ﴾ ".
قوله تعالى: ﴿ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ ﴾ [١٠٥]٢٦٦- أنا علي بن حجر، نا يزيد بن هارون، عن فطر، عن سلمة بن كُهيل، عن زيد بن وهب، ونا شريك، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد الله بن مسعود قال: (حدثنا) رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق:" إن خلق ابن آدم يُجْمع في بطن أُمِّه لأربعين ثم يكون عَلَقة مثل ذلك، ثم يكون مُضغة مثل ذلك، ثم يَبْعث إليه ملكا فيكتب أربعاً: أَجَله، وعمله ورزقه، وشقياٍّ أم سعيداً ".
قوله تعالى: ﴿ وَأَقِمِ ٱلصَّلاَةَ طَرَفَيِ ٱلنَّهَارِ ﴾ [١١٤]٢٦٧- / أنا قتيبة بن سعيد، نا ابن أبي عَدي، عن سليمان التَّيمي، وأنا إسماعيل بن مسعود، عن يزيد - وهو ابن زُريع - وبِشْر قالا: حدثنا سليمان التَّيمي، عن أبي عثمان، عن ابن مسعود:" أن رجلا أصاب من امرأة قُبْلة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم يسئلُه عن كَفَّارتها، فأنزل الله عز وجل: ﴿ وَأَقِمِ ٱلصَّلاَةَ طَرَفَيِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ ٱلَّيْلِ إِنَّ ٱلْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ ٱلسَّـيِّئَاتِ ﴾ قال يا رسول الله أَلِيَ هذه؟ قال: " بل هي لِمَن عمل بها من أُمتي " ". ٢٦٨- أنا محمد بن حاتم بن نُعَيم، أنا سُويد، أنا عبد الله، عن شَريك، نا عثمان بن موهب، عن موسى بن طلحة، عن أبي اليَسر بن عمرو، قال:" أَتَته امرأة، وزوجها قد بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في بَعْث، فقالت له: بِعنِي بدرهم تمراً. قال: فقلت لها - وأعْجَبَتني -: إنَّ في البيت تمراً أطيب من هذا، فانطلق بها فغمزها وقبَّلها، ففزع ثم خرج فلقي أبا بكر فقال له: هلكتُ. قال: ما شأنك، فقص عليه أمره، وقال له: هل لي من توبة؟ قال: نعم، تُبْ ولا تَعُدْ ولا تُخْبِرنَّ أحداً، ثم انطلق حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقص عليه فقال: " خَلَّفت رجلا من المسلمين غازيا في سبيل الله بهذا؟! " وظننت أني من أهل النار، وأن الله لا يغفر لي أبداً، و [أ] طْرَقَ عني نبي الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلت عليه ﴿ وَأَقِمِ ٱلصَّلاَةَ طَرَفَيِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ ٱلَّيْلِ إِنَّ ٱلْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ ٱلسَّـيِّئَاتِ ذٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ ﴾ فأرسل إليَّ نبي الله صلى الله عليه وسلم فقرأهنَّ عليَّ ".
Icon