ﰡ
١ أُحْكِمَتْ: بالأمر والنهي، ثُمَّ فُصِّلَتْ: بالوعد والوعيد «١»، أو أحكمت آياته من الباطل ثم فصلت بالأحكام «٢».
٢ أَلَّا تَعْبُدُوا: فصلت لئلا تعبدوا «٣».
[٤٣/ ب] ٣ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ: من الذنوب السالفة ثم توبوا من/ الآنفة، أو اطلبوا المغفرة ثم توصّلوا «٤» إليها بالتوبة، فالمغفرة أول في الطلب وآخر في السبب «٥».
ونقله النحاس في معاني القرآن: ٣/ ٣٢٧، والماوردي في تفسيره: ٢/ ٢٠٢ عن الحسن.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٤/ ٣٩٩، وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم، وابن المنذر، وأبي الشيخ عن الحسن رحمه الله.
(٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٥/ ٢٢٦ عن قتادة.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٤/ ٣٩٩، وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ عن قتادة رحمه الله.
(٣) معاني القرآن للفراء: ٢/ ٣، وتفسير الطبري: ١٥/ ٢٢٨، والمحرر الوجيز: ٧/ ٢٣٥.
(٤) في «ج» : توسلوا.
(٥) الوجهان في تفسير الماوردي: ٢/ ٢٠٣، ونص كلام الماوردي هناك:
«أحدهما: استغفروه من سالف ذنوبكم ثم توبوا إليه من المستأنف متى وقع منكم.
قال بعض الصلحاء: الاستغفار بلا إقلاع توبة الكذابين.
الثاني: أنه قدم ذكر الاستغفار لأن المغفرة هي الغرض المطلوب والتوبة هي السبب إليها، فالمغفرة أول في الطلب وآخر في السبب».
وانظر هذا المعنى في زاد المسير: ٤/ ٧٥، وتفسير الفخر الرازي: (١٧/ ١٨٨، ١٨٩)، وتفسير القرطبي: ٩/ ٣.
وروى هشيم «٢» عن عبد الله بن شدّاد «٣» قال: كان أحدهم إذا مرّ برسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثنى صدره وتغشّى بثوبه حتى لا يراه النبي «٤» عليه السلام.
٦ وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَمُسْتَوْدَعَها: حياتها وموتها «٥».
٧ وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ: بنية ما بناه، وذلك أعجب «٦».
وأصل العرش «٧» خشبات توضع عليها ثمام «٨» يستظل بها الساقي والضال.
(٢) هو هشيم- بضم الهاء-، ابن بشير- بفتح الباء وكسر الشين المعجمة- بن القاسم بن دينار السّلمي، أبو معاوية الواسطي.
ترجم له الحافظ في التقريب: ٥٧٤، وقال: «ثقة ثبت كثير التدليس والإرسال الخفي، من السابعة، مات سنة ثلاث وثمانين، وقد قارب الثمانين».
وانظر ترجمته في تاريخ بغداد: ١٤/ ٨٥، وتذكرة الحفاظ: ١/ ٢٤٨، وسير أعلام النبلاء:
٨/ ٢٨٧.
(٣) هو عبد الله بن شدّاد بن الهاد اللّيثي، أبو الوليد، المدني ثم الكوفي ولد في زمن النبي صلّى الله عليه وسلّم، ومات بالكوفة مقتولا سنة إحدى وثمانين للهجرة، وقيل بعدها، ذكره العجلي من كبار التابعين الثقات.
ترجمته في سير أعلام النبلاء: ٣/ ٤٨٨، وتقريب التهذيب: ٣٠٧.
(٤) أخرجه الطبري في تفسيره: ١٥/ ٢٣٤.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٤/ ٤٠٠، وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ عن عبد الله بن شداد.
(٥) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٥/ ٢٤٣ عن الربيع بن أنس.
(٦) قال الفخر الرازي في تفسيره: ١٧/ ١٩٥: «فإن البناء الضعيف إذا لم يؤسس على أرض صلبة لم يثبت، فكيف بهذا الأمر العظيم إذا بسط على الماء».
(٧) تهذيب اللغة: ١/ ٤١٤، واللسان: ٦/ ٣١٥ (عرش).
(٨) المراد ب «الثمام» : العيدان قال الجوهري: «الثمام: نبت ضعيف له خوص أو شبيه بالخوص، وربما حشي وسدّ به خصاص البيوت، الواحدة ثمامة».
الصحاح: ٥/ ١٨٨١ (ثمم)، وانظر اللسان: ١٢/ ٨١ (ثمم). [.....]
٨ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ: أجل محدود «١»، وبلغة أزد شنوءة: سنين معلومة «٢».
١٢ فَلَعَلَّكَ تارِكٌ: أي: لعظم ما يرد عليك من تخليطهم يتوهّم أنهم يزيلونك عن بعض ما أنت عليه من أمر ربك «٣».
وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ: أحسن من «ضيّق» لأنه عارض، ولأنه أشكل ب «تارك».
١٤ فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ: الخطاب للمؤمنين، أي: لم يجبكم الكافرون إلى ما تحدثوهم.
ويجوز الخطاب للمشركين، أي: لم يستجب لكم من دعوتموه ليعينكم.
فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ: أنه حق من عنده.
وقيل: بِعِلْمِ اللَّهِ: بمواقع تأليفه في علوّ طبقته.
١٥ نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ: أي: من أراد الدنيا وفّاه الله ثواب حسناته
(٢) ينظر كتاب لغات القبائل الواردة في القرآن لأبي عبيد: ١٣١.
(٣) نص هذا القول في زاد المسير: ٤/ ٨٢.
قال ابن عطية في المحرر الوجيز: ٧/ ٢٤٩: «سبب هذه الآية أن كفار قريش قالوا:
يا محمد، لو تركت سب آلهتنا وتسفيه آبائنا لجالسناك واتبعناك. قالوا: ايت بقرآن غير هذا أو بدله، ونحو هذا من الأقوال، فخاطب الله تعالى نبيّه صلّى الله عليه وسلّم على هذه الصورة من المخاطبة، ووقفه بها توقيفا رادا على أقوالهم ومبطلا لها، وليس المعنى أنه صلّى الله عليه وسلّم همّ بشيء من هذا فزجر عنه، فإنه لم يرد قط ترك شيء مما أوحى إليه، ولا ضاق صدره، وإنما كان يضيق صدره بأقوالهم وأفعالهم وبعدهم عن الإيمان».
١٦ وَحَبِطَ ما صَنَعُوا: فسد، حبط بطنه: فسد بالمطعم الوبيء «١».
١٧ أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ: أي: القرآن «٢»، أو ما ركز في العقل من دلائل التّوحيد «٣».
وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ: ما تضمنه القرآن فهو شاهد العقل، وعلى [القول] «٤» الأول ما تضمنه العقل فهو شاهد القرآن «٥».
١٩ وَيَبْغُونَها عِوَجاً: يريدون غير الإسلام دينا «٦»، أو يؤولون القرآن تأويلا باطلا «٧».
٢٠ ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ: استماع الحق، بغضا له.
٢٢ لا جَرَمَ: لا بد «٨»، والجرم: القطع، / أي: لا قاطع عنه ولا مانع [٤٤/ ا] أنهم في الآخرة هم الأخسرون.
٢٣ وَأَخْبَتُوا: اطمأنوا عن خشوع «٩».
(٢) ذكر الماوردي هذا القول في تفسيره: ٢/ ٢٠٦، وابن الجوزي في زاد المسير: ٤/ ٨٥ عن عبد الرحمن بن زيد.
وذكره الفخر الرازي في تفسيره: ١٧/ ٢٠٩ دون عزو.
(٣) ذكر نحوه الماوردي في تفسيره: ٢/ ٢٠٦ عن ابن بحر.
(٤) ما بين معقوفين عن نسخة «ج».
(٥) تفسير الماوردي: ٢/ ٢٠٧، والمحرر الوجيز: ٧/ ٢٥٨، وزاد المسير: ٤/ ٨٦، وتفسير القرطبي: ٩/ ١٧.
(٦) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: ٢/ ٢٠٨ عن أبي مالك.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٤/ ٤١٣، وعزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم عن أبي مالك أيضا.
(٧) ذكره الماوردي في تفسيره: ٢/ ٢٠٨ عن علي بن عيسى.
(٨) معاني القرآن للفراء: ٢/ ٨، وتفسير الماوردي: ٢/ ٢٠٨، وزاد المسير: ٤/ ٩١.
(٩) معاني القرآن للفراء: ٢/ ٩، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٢٨٦، وتفسير الطبري:
١٥/ ٢٩٠، وتفسير القرطبي: ٩/ ٢١.
٢٧ بادِيَ «١» الرَّأْيِ: أول الرأي، وبغير الهمز ظاهر الرأي، ونصبه على الظرف، أي: في بادئ الرأي، ويجوز ظرفا «٢» للرؤية وللأتباع وللأرذال.
٢٩ وَما أَنَا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا: أي الذين قيل لهم «الأرذال»، لأنهم ملاقو ربهم «٣».
٣٤ إِنْ كانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ: مجازاة على كفركم، أو يحرمكم من رحمته «٤».
٣٦ فَلا تَبْتَئِسْ: لا تحزن ولا تأسف، من «البأساء» «٥».
٣٧ وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا: بحفظنا «٦»، حفظ من يعاين، وَوَحْيِنا:
السبعة لابن مجاهد: ٣٣٢، والتبصرة لمكي: ٢٢٢.
وانظر توجيه القراءتين في: معاني الفراء: ٢/ ١١، ومجاز أبي عبيدة: ١/ ٢٨٧، والكشف لمكي: ١/ ٥٢٦، والبحر المحيط: ٥/ ٢١٥.
(٢) المحرر الوجيز: ٧/ ٢٧٢، والبيان لابن الأنباري: ٢/ ١١، والتبيان للعكبري: ٢/ ٦٩٥، والبحر المحيط: ٥/ ٢١٥، والدر المصون: (٦/ ٣١٠، ٣١١). [.....]
(٣) قال الماوردي في تفسيره: ٢/ ٢١٠: «يحتمل وجهين:
أحدهما: أن يكون قال ذلك على وجه الإعظام لهم بلقاء الله تعالى.
الثاني: على وجه الاختصام بأني لو فعلت ذلك لخاصموني عند الله».
(٤) تفسير الفخر الرازي: (١٧/ ٢٢٧، ٢٢٨).
(٥) قال الطبري في تفسيره: ١٥/ ٣٠٦: «وهو «تفتعل» من «البؤس»، يقال: ابتأس فلان بالأمر يبتئس ابتئاسا».
وفي اللسان: ٦/ ٢١ (بأس) :«والبأساء والمبأسة: كالبؤس».
وانظر مفردات الراغب: ٦٦.
(٦) ينظر معاني القرآن للزجاج: ٣/ ٥٠، وتفسير الماوردي: ٢/ ٢١٢.
٤٠ وَفارَ التَّنُّورُ: فار الماء من مكان النار آية للعذاب «٢».
وقيل «٣» : التنور وجه الأرض من «تنوير الصبح» «٤»، فكما أن الصبح إذا نور طبق الآفاق، فكذلك ذلك الماء.
وقيل: إنه مثل شدة غضب الله عليهم، كقوله عليه السلام: «الآن
أحدهما: وأمرنا لك أن تصنعها.
الثاني: وتعليمنا لك كيف تصنعها».
وأخرج الطبري في تفسيره: ١٥/ ٣٠٩ عن مجاهد في قوله تعالى: وَوَحْيِنا قال: كما نأمرك.
وانظر المحرر الوجيز: ٧/ ٢٨٨، وزاد المسير: ٤/ ١٠١.
(٢) ذكر المؤلف- رحمه الله- هذا القول في وضح البرهان: ١/ ٤٣٤ عن مجاهد.
وفي معاني الفراء: ٢/ ١٤: «إذا فار الماء من أحرّ مكان في دارك فهي آية للعذاب فأسر بأهلك».
(٣) أخرجه الطبري في تفسيره: ١٥/ ٣١٨ عن ابن عباس، وعكرمة، والضحاك.
وذكره الزجاج في معاني القرآن: ٣/ ٥١، والنحاس في معانيه: ٣/ ٣٤٨، ونقله الماوردي في تفسيره: ٢/ ٢١٤ عن ابن عباس، وابن الجوزي في زاد المسير: ٤/ ١٠٥ عن ابن عباس، وعكرمة، والزهري.
ووصفه ابن كثير في تفسيره: ٤/ ٢٥٤ بأنه أظهر.
(٤) ظاهر هذا الكلام أنه متعلق بما قبله، وهو قول آخر كما أخرجه الطبري في تفسيره:
(١٥/ ٣١٨، ٣١٩) عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ونقله الماوردي في تفسيره:
٢/ ٢١٤ عن علي أيضا.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٤/ ٤٢٣، وزاد نسبته إلى أبي الشيخ، وابن أبي حاتم عن علي رضي الله عنه.
وعقّب النحاس على هذه الأقوال بقوله: «وهذه الأقوال ليست بمتناقضة، لأن الله قد خبرنا أن الماء قد جاء من السماء والأرض، فقال: فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً.
فهذه الأقوال تجتمع في أن ذلك كان علامة».
انظر معاني القرآن: ٣/ ٣٤٨.
مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ: أي: ذكر وأنثى في حال ازدواجهما، والزوج واحد له شكل، والاثنان زوجان، تقول: عندي زوجان من الخفّ «٢».
٤١ مَجْراها وَمُرْساها: إجراؤها وإرساؤها، بمعنى المصدر «٣»، أو بمعنى الوقت «٤» كالممسي والمصبح، ولم يجز «مرسيها» «٥» بالفتح وإن قريء «مجريها» «٦» لأن السفينة تجري ولا ترسو إلا إذا أرساها الملّاح.
وقال القاضي عياض في مشارق الأنوار: ٢/ ٢٨٥: «وقوله: حمي الوطيس هو التنور، واستعاره لشدة الحرب، ويقال إنه من كلامه الذي لم يسبق إليه صلّى الله عليه وسلّم وعلى آله».
(٢) عن معاني القرآن للزجاج: ٣/ ٥١، ونص كلامه: «أي من كل شيء، والزوج في كلام العرب واحد ويجوز أن يكون معه واحد، والاثنان يقال لهما: «زوجان»، يقول الرجل:
عليّ زوجان من الخفاف، وتقول: عندي زوجان من الطير، وإنما تريد ذكرا أو أنثى فقط».
وانظر تفسير الطبري: (١٥/ ٣٢٢، ٣٢٣)، ومعاني القرآن للنحاس: ٣/ ٣٤٩، وزاد المسير: ٤/ ١٠٦.
(٣) بمعنى المصدر الميمي ذي الأصل الرباعي من أجريته مجرى وإجراء.
(٤) على الظرفية، والتقدير: اركبوا فيها مسمّين وقت جريانها ورسوها.
وهذا التوجيه والذي قبله على قراءة ابن كثير، ونافع، وأبي عمرو، وابن عامر، وأبي بكر عن عاصم، بضم الميمين في «مجراها ومرساها».
السبعة لابن مجاهد: ٣٣٣، والتبصرة لمكي: ٢٢٣.
وانظر توجيه هذه القراءة في معاني القرآن للزجاج: ٣/ ٥٢، وإعراب القرآن للنحاس:
٢/ ٢٨٣، والكشف لمكي: ١/ ٥٢٨، والبحر المحيط: ٥/ ٢٢٥، والدر المصون:
٦/ ٣٢٥.
(٥) أي لا يجوز إمالة الياء في «مرسيها»، لأن أصل الألف واو بخلاف «مجريها» فإن أصل الألف ياء.
قال مكي في الكشف: ١/ ٥٢٨: «وقد أجمعوا على الضم في «مرساها» من «أرسيت»... ».
(٦) بفتح الميم والإمالة، وهي قراءة حمزة، والكسائي، وعاصم في رواية حفص.
السبعة لابن مجاهد: ٣٣٣، والتبصرة لمكي: ٢٢٣، والتيسير للداني: ١٢٤. [.....]
ارْكَبْ مَعَنا: دعاه إلى الركوب لأنه كان ينافق بإظهار الإيمان، أو دعاه على شريطة الإيمان.
٤٤ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ: تشرّبي «٢» في سرعة بخلاف العادة فهو أدلّ على القدرة وأشد في العبرة.
وَيا سَماءُ أَقْلِعِي: لا تمطري «٣»، وَغِيضَ الْماءُ: نقص، غاض الماء وغضته «٤».
٤٦ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ: ذو عمل «٥»، أو عمله عمل غير صالح «٦»، أو سؤالك هذا غير صالح «٧».
وانظر هذا القول في معاني القرآن للنحاس: ٣/ ٣٥٢، وزاد المسير: ٤/ ١١٠.
(٢) تفسير الطبري: ١٥/ ٣٣٤، والمحرر الوجيز: ٧/ ٣٠٥.
(٣) تفسير الطبري: ١٥/ ٣٣٤، وتفسير الماوردي: ٢/ ٢١٦، وزاد المسير: ٤/ ١١١.
قال الماوردي: «من قولهم: أقلع عن الشيء إذا تركه».
(٤) غريب القرآن وتفسيره لليزيدي: ١٧٤، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٢٠٤، ومعاني الزجاج: ٣/ ٥٥، والمفردات للراغب: ٣٦٨.
(٥) ذكره الزجاج في معاني القرآن: ٣/ ٥٥، والنحاس في معانيه: ٣/ ٣٥٥.
ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: ٤/ ١١٤ عن الزجاج.
قال الآلوسي في روح المعاني: ١٢/ ٦٩: «وأصله إنه ذو عمل فاسد، فحذف «ذو» للمبالغة بجعله عين عمله لمداومته عليه، ولا يقدّر المضاف لأنه حينئذ تفوت المبالغة المقصودة منه... ».
(٦) ذكره النحاس في معاني القرآن: ٣/ ٣٥٥ دون عزو.
(٧) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٥/ ٣٤٧ عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وإبراهيم، ورجحه الطبري.
وكذا النحاس في معانيه: ٣/ ٣٥٥، وابن الجوزي في زاد المسير: ٤/ ١١٤.
٥٠ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ: أبو عمرو «٢» يختار حمل الصّفة على الموضع «٣» لأن فيها معنى الاستثناء، كأنه: مالكم إلا هو، أي: لكم هو.
٥٦ إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ: على الحق والعدل «٤»، أو فيه حذف أي: يدل على صراط مستقيم «٥».
٥٩ وَعَصَوْا رُسُلَهُ: لأن الرسل قد قامت عليهم حجة دعوتهم، وأنهم عصوا هودا «٦».
(٢) أبو عمرو بن العلاء: (٧٠- ١٥٤ هـ).
هو زبان بن عمار التميمي البصري، أبو عمرو.
الإمام اللغوي الأديب، أحد القراء السّبعة.
أخباره في طبقات النحويين للزبيدي: ٣٥، ووفيات الأعيان: ٣/ ٤٦٦، ومعرفة القراء الكبار: ١/ ١٠٠.
(٣) قرأ أبو عمرو برفع «غير»، وكذا باقي السبعة إلا الكسائي فقد قرأ بالخفض.
السبعة لابن مجاهد: ٢٨٤، وحجة القراءات: ٢٨٦، والتبصرة لمكي: ٢٠٣.
قال العكبري في التبيان: ١/ ٥٧٧: «و «غيره» بالرفع فيه وجهان:
أحدهما: هو صفة ل «إله» على الموضع.
والثاني: هو بدل من الموضع، مثل: لا إله إلا الله».
وانظر مشكل إعراب القرآن: ١/ ٣٦٧، والكشف لمكي: ١/ ٤٦٧، والبحر المحيط:
٤/ ٣٢٠.
(٤) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٥/ ٣٦٤ عن مجاهد.
ونقله النحاس في معاني القرآن: ٣/ ٣٥٩، والماوردي في تفسيره: ٢/ ٢١٨، وابن الجوزي في زاد المسير: ٤/ ١١٨ عن مجاهد أيضا.
(٥) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير: ٤/ ١١٨، والفخر الرازي في تفسيره: ١٨/ ١٤ دون عزو.
(٦) قال ابن عطية في المحرر الوجيز: ٧/ ٣٢٧: «وذلك أن في تكذيب رسول واحد تكذيب سائر الرسل وعصيانهم، إذ النبوات كلها مجمعة على الإيمان بالله والإقرار بربوبيته».
وقيل «٢» : جعلها لكم مدة أعماركم، بمعنى: أعمره داره عمرى «٣».
وقيل «٤» : أطال أعماركم فيها بمنزلة عمّركم، وكانت ثمود طويلة الأعمار، فاتخذوا البيوت من الجبال.
٦٣ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي: جواب إِنْ فاء فَمَنْ يَنْصُرُنِي، وجواب إِنْ الثانية مستغنى عنه بالأول بتقدير: إن عصيته فمن ينصرني؟! ومعنى الكلام: أعلمتم من ينصرني من الله إن عصيته بعد بينة من ربي ونعمة.
فَما تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ: أي: غير تخسيري لو اتّبعت دين آبائكم، أو غير تخسيركم حيث «٥» أنكرتم تركي دينكم.
٦٧ جاثِمِينَ: هلكى ساقطين على الوجوه والركب «٦».
٦٩ قالُوا سَلاماً: سلمت سلاما، قالَ سَلامٌ: أي: وعليكم سلام «٧».
٤/ ١٢٣ عن أبي عبيدة. والقرطبي في تفسيره: ٩/ ٥٦. [.....]
(٢) ذكره الطبري في تفسيره: ١٥/ ٣٦٨، والماوردي في تفسيره: ٢/ ٢١٨ عن مجاهد.
وكذا ابن الجوزي في زاد المسير: ٤/ ١٢٣.
(٣) في تفسير الطبري: «من قولهم: «أعمر فلان فلانا داره، وهي له عمرى» و «عمرى» بضم العين وسكون الميم، مصدر مثل «رجعي».
يقال: أعمره الدار إذا جعله يسكن الدار مدة عمره.
اللسان: ٤/ ٦٠٣ (عمر).
(٤) نقله الماوردي في تفسيره: ٢/ ٢١٨ عن الضحاك، وكذا ابن الجوزي في زاد المسير:
٤/ ١٢٣، والقرطبي في تفسيره: ٩/ ٥٦.
(٥) في «ج» : حين.
(٦) عن تفسير الماوردي: ٢/ ٢١٩، وينظر تفسير الطبري: ١٥/ ٣٨١، وتحفة الأريب: ٨٩.
(٧) تفسير الطبري: ١٥/ ٣٨٢.
المشوي بالرّضاف «٢» حتى يقطر عرقا، من حناذ الخيل، وهو أن يظاهر عليها جلّ «٣» فوق جلّ لتعرق.
٧٠ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً: أحسّ وأضمر «٤» لأنه رآهم شبّانا أقوياء ولم [يتحرمون] «٥» بطعامه؟ وكان ينزل طرفا بمنزلة الأشراف بالأطراف.
٧١ فَضَحِكَتْ: تعجّبا من غرّة قوم لوط «٦»، أو من إحياء العجل الحنيذ «٧»، أو سرورا بالولد- على التقديم والتأخير- أي: فبشرناها فضحكت «٨»
١٥/ ٣٨٣، ومعاني الزجاج: ٣/ ٦١، واللسان: ٣/ ٤٨٤ (حنذ).
(٢) الرّضف: الحجارة التي حميت بالشمس أو النار.
اللسان: ٩/ ١٢١ (رضف).
(٣) الجلّ: بضم الجيم، ما تلبس الدابة لتصان به.
الصحاح: ٤/ ١٦٥٨، واللسان: ١١/ ١١٩ (جلل).
(٤) تفسير الطبري: ١٥/ ٣٨٩، ومعاني الزجاج: ٣/ ٦١، ومعاني القرآن للنحاس: ٣/ ٣٦٣.
(٥) في الأصل ونسخة «ك» :«يتحرموا»، والمثبت في النص هو الصواب، ولعل الناسخ قرأها «لم» فجزم الفعل.
(٦) أي من غفلتهم ومما أتاهم من العذاب.
وقد أخرج عبد الرزاق هذا القول في تفسيره: ٢٣٩، والطبري في تفسيره: ١٥/ ٣٩٠ عن قتادة.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٤/ ٤٥١ وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبي الشيخ عن قتادة.
ورجح الطبري هذا القول في تفسيره: ١٥/ ٣٩٤ فقال: «وأولى الأقوال التي ذكرت في ذلك بالصواب، قول من قال: معنى قوله: فَضَحِكَتْ، فعجبت من غفلة قوم لوط عمّا قد أحاط بهم من عذاب الله وغفلتهم عنه.
وإنما قلنا هذا القول أولى بالصواب، لأنه ذكر عقيب قولهم لإبراهيم: لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمِ لُوطٍ، فإذا كان ذلك كذلك، وكان لا وجه للضحك والتعجب من قولهم لإبراهيم: لا تَخَفْ، كان الضحك والتعجب إنما هو من أمر قوم لوط».
(٧) أورده الماوردي في تفسيره: ٢/ ٢٢٣ عن عون بن أبي شداد، والفخر الرازي في تفسيره:
١٨/ ٢٧ دون عزو.
(٨) ذكره الفراء في معاني القرآن: ٢/ ٢٢، والطبري في تفسيره: ١٥/ ٣٩١.
وقال النحاس في معانيه: ٣/ ٣٦٤: «وهذا القول لا يصح، لأن التقديم والتأخير لا يكون في الفاء». [.....]
ومن قال إن «ضحكت» : حاضت «٢»، فلعله من ضحاك الطّلعة «٣» انشقاقها «٤».
فإنما حاضت لروعة ما سمعت من العذاب، أو حاضت مع الكبر لتوقن بالولد «٥».
٧٢ قالَتْ يا وَيْلَتى: على عادة النساء إذا عجبن، وألف وَيْلَتى ألف
(٢) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره: ٢٣٩ عن عكرمة، وذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن:
٢٠٥ عن عكرمة أيضا.
وأخرجه الطبري في تفسيره: ١٥/ ٣٩٢ عن مجاهد.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٤/ ٤٥١، وعزا إخراجه إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما.
قال الفراء في معانيه: ٢/ ٢٢: «وأما قوله: فَضَحِكَتْ: حاضت فلم نسمعه من ثقة».
وقال الزجاج في معاني القرآن: ٣/ ٦٢: «فأما من قال: ضحكت: حاضت، فليس بشيء».
ووصفه النحاس في معانيه: ٣/ ٣٦٤ بقوله: «وهذا قول لا يعرف ولا يصح».
(٣) في «ج» : الكمامة.
(٤) جاء في اللسان: ١٠/ ٤٦٠ (ضحك) :«والضّحك: طلع النخل حين ينشق، وقال ثعلب:
هو ما في جوف الطلعة... ».
(٥) قال الماوردي في تفسيره: ٢/ ٢٢٢: «فإن حمل تأويله على الحيض ففي سبب حيضها وجهان:
أحدهما: أنه وافق عادتها فخافت ظهور دمها وأرادت شدادة فتحيرت مع حضور الرسل.
والقول الثاني: ذعرت وخافت فتعجل حيضها قبل وقته، وقد تتغير عادة الحيض باختلاف الأحوال وتغير الطباع.
ويحتمل قولا ثالثا: أن يكون الحيض بشيرا بالولادة لأن من لم تحض لا تلد».
[٤٥/ أ] ٧٣ أَتَعْجَبِينَ: ألف تنبيه في صيغة الاستفهام، / ولم يجز التعجب من أمر الله إذا عرف سببه وهو قدرته على كل شيء.
رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ: دعاء لهم، أو تذكير بذلك عليهم «٣».
٧٤ يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ: يراجع القول فيهم مع رسلنا «إنّ فيها لوطا» «٤».
و «الأوّاه» «٥» : كثير التأوّه من خوف الله «٦»، وقيل «٧» : كثير الدعاء.
«حليم» : كان- عليه السّلام- يحتمل ممن آذاه ولا يتسرع إلى مكافأته.
٧٧ ذَرْعاً: أي: وسعا «٨»، وذرع النّاقة: خطوها، ومذارعها:
قوائمها «٩».
(٢) ذكره الزجاج في معاني القرآن: ٣/ ٦٣، وقال: «والأصل: «يا ويلتي» فأبدل من الياء والكسرة الألف، لأن الفتح والألف أخف من الياء والكسرة».
واختاره النحاس في إعراب القرآن: ٢/ ٢٩٣، والزمخشري في الكشاف: ٢/ ٢٨١، وابن عطية في المحرر الوجيز: ٧/ ٣٤٨، وأبو حيان في البحر المحيط: ٥/ ٢٤٤.
(٣) قال ابن عطية في المحرر الوجيز: ٧/ ٣٥١: «يحتمل اللّفظ أن يكون دعاء وأن يكون إخبارا، وكونه إخبارا أشرف، لأن ذلك يقتضي حصول الرحمة والبركة لهم، وكونه دعاء إنما يقتضي أنه أمر يترجى ولم يتحصل بعد».
وينظر تفسير البغوي: ٢/ ٣٩٣، وزاد المسير: ٤/ ١٣٣، وتفسير القرطبي: ٩/ ٧١.
(٤) هذا بعض آية: ٣٢ من سورة العنكبوت.
(٥) من قوله تعالى: إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ [آية: ٧٥].
(٦) معاني القرآن للفراء: ٢/ ٢٣، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٩٣، ومعاني الزجاج:
٣/ ٦٥.
(٧) رجحه الطبري في تفسيره: ١٤/ ٥٣٢، وذكره الزجاج في معاني القرآن: ٢/ ٤٧٣.
(٨) المحرر الوجيز: ٧/ ٣٥٧، وزاد المسير: ٤/ ١٣٦، وتذكرة الأريب: ١/ ٢٥٢، وتفسير القرطبي: ٩/ ٧٤.
(٩) في اللسان: ٨/ ٩٥ (ذرع) :«مذراع الدابة: قائمتها تذرع بها إلى الأرض، ومذرعها: ما بين ركبتها إلى إبطها... ». [.....]
٧٨ يُهْرَعُونَ: يسرعون «٢» من الأفعال التي يرفع فيها الفعل بالفاعل، ومثله: أولع وأرعد وزهي «٣».
وَمِنْ قَبْلُ كانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ: ألفوا الفاحشة فجاهروا بها.
هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ: لو تزوجتم بهن «٤»، أو أراد نساء أمّته.
وكلّ نبيّ أبو أمّته وأزواجه أمّهاتهم «٥».
قال ابن عطية في المحرر الوجيز: (٧/ ٣٥٧، ٣٥٨) :«و «عصيب» بناء اسم فاعل معناه:
يعصب الناس بالشر كما يعصب الخابط السّلمة (ضرب من الشجر) إذا أراد خبطها ونفض ورقها... ف «عصيب» بالجملة: في موضع شديد وصعب الوطأة».
وانظر تفسير القرطبي: ٩/ ٧٤، والدر المصون: ٦/ ٣٦١.
(٢) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٢٠٦: «يقال: أهرع الرجل: إذا أسرع على لفظ ما لم يسم فاعله، كما يقال: أرعد.
ويقال: جاء القوم يهرعون، وهي رعدة تحل بهم حتى تذهب عندها عقولهم من الفزع والخوف إذا أسرعوا».
(٣) زاد المسير: ٤/ ١٣٧، وتفسير الفخر الرازي: ١٨/ ٣٢، وتفسير القرطبي: ٩/ ٧٥، وفي تهذيب اللّغة: ٦/ ٣٧١: «زهى فلان: إذا أعجب بنفسه».
(٤) قال الماوردي في تفسيره: ٢/ ٢٢٦: «فإن قيل كيف يزوجهم ببناته مع كفر قومه وإيمان بناته؟ قيل عن هذا ثلاثة أجوبة:
أحدها: أنه كان في شريعة لوط يجوز تزويج الكافر بالمؤمنة، وكان هذا في صدر الإسلام جائزا حتى نسخ، قاله الحسن.
الثاني: أنه يزوجهم على شرط الإيمان كما هو مشروط بعقد النكاح.
الثالث: أنه قال ذلك ترغيبا في الحلال وتنبيها على المباح... ».
وانظر معاني القرآن للزجاج: ٣/ ٦٧، ومعاني النحاس: ٣/ ٣٦٨، وتفسير الفخر الرازي:
١٨/ ٣٤.
(٥) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٥/ ٤١٤ عن مجاهد.
ونقله النحاس في معاني القرآن: ٣/ ٣٦٨، والماوردي في تفسيره: ٢/ ٢٢٦ عن مجاهد أيضا.
وهذا القول باطل من وجوه:
الأول: النبي ليس أبا لأمته ولا أزواجه أمهاتهم وإنما هو أب للمؤمنين وأزواجه أمهات للمؤمنين.
الثاني: عرضه بناته عليهم ليس على إطلاقه وإنما هو تنبيه إلى الحلال بشرطه.
الثالث: أن قوله: بَناتِي لا يلزم منه أن تكفي للجميع، وإنما تنبيه إلى الفطرة التي خلق الإنسان عليها لحفظ النسل وبدأ ببناته للترغيب والتنبيه إلى الفطرة التي تجاهلوها بعصيانهم وفسوقهم، وهي كما تتحقق في بناته تتحقق في سائر البنات لكن بالنسبة لبناته هو المالك لعصمتهن فبدأ بهن. وكيف يدعى أبوة لا يسلم الخصم بأبوته، ومن يريد إحجاج خصمه فلا بد أن يبدأ بمقدمة مسلمة منه ليبني عليها حكمه، وإلّا لقالوا: ومن أعطاك هذا الحق؟.
ويؤيد ذلك أيضا قولهم: «ما لنا في بناتك من حق» وإلا فقالوا: وهل هن بناتك حتى تعرضهن علينا؟ ويكون فيه أيضا إجراء الحق على ظاهره دون حاجة إلى تأويل.
وينظر أضواء البيان: (٣/ ٣٤، ٣٥).
٨٠ رُكْنٍ شَدِيدٍ: عشيرة منيعة «٢».
٨١ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ: نصف الليل، كأنه قطع بنصفين «٣».
وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ: أي: إلى ماله ومتاعه لئلا يفترهم عن
قال الفخر الرازي في تفسيره: ١٨/ ٣٥: «وفيه وجوه:
الأول: ما لنا في بناتك من حاجة ولا شهوة، والتقدير أن من احتاج إلى شيء فكأنه حصل له فيه نوع حق، فلهذا السبب جعل نفي الحق كناية عن نفي الحاجة.
الثاني: أن نجري اللفظ على ظاهره، فنقول: معناه إنهن لسن لنا بأزواج ولا حق لنا فيهن ألبتة. ولا يميل أيضا طبعنا إليهن فكيف قيامهن مقام العمل الذي نريده وهو إشارة إلى العمل الخبيث.
الثالث: ما لنا في بناتك من حق لأنك دعوتنا إلى نكاحهن بشرط الإيمان ونحن لا نجيبك إلى ذلك فلا يكون لنا فيهن حق».
(٢) معاني القرآن للفراء: ٢/ ٢٤، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٢٩٤، وتفسير الطبري:
١٥/ ٤١٨، وتفسير الماوردي: ٢/ ٢٢٧، وتفسير الفخر الرازي: ١٨/ ٣٦.
(٣) عن تفسير الماوردي: ٢/ ٢٢٨.
وانظر تفسير الفخر الرازي: ١٨/ ٣٧، وتفسير القرطبي: ٩/ ٨٠.
٨٢ سِجِّيلٍ: حجارة صلبة «٢»، قيل: إنها معربة «سنك» و «كل» «٣»، بل هو «فعيل» مثل السّجل في الإرسال «٤».
والسّجل: الدّلو «٥»، وقيل: من أسجلته: أرسلته من السّجل والإرسال «٦».
مَنْضُودٍ: نضد: جمع «٧».
٨٣ مُسَوَّمَةً: معلمة باسم من يرمى به «٨».
وانظر تفسير الفخر الرازي: ١٨/ ٣٧، وتفسير القرطبي: ٩/ ٨٠.
(٢) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٢٩٦، وتفسير الطبري: ١٥/ ٤٣٣، وتفسير الماوردي:
٢/ ٢٣٠.
(٣) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٢٠٧، وتفسير الطبري: ١٥/ ٤٣٣.
وينظر المعرّب للجواليقي: ٢٢٩، والمهذّب للسيوطي: ٩٦.
(٤) ذكره الطبريّ في تفسيره: ١٥/ ٤٣٥.
وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: «والذي أراه أرجح وأصح، أنها عربية، لأنها لو كانت معرّبة عن «سنك» و «كل» بمعنى: حجارة وطين، لما جاءت وصفا للحجارة، لأن لفظها حينئذ يدل على الحجارة، فلا يوصف الشيء بنفسه».
راجع هامش المعرّب: ٢٢٩.
(٥) في تهذيب اللغة للأزهري: ١٠/ ٥٨٤: «وهو الدّلو ملآن ماء، ولا يقال له وهو فارغ:
سجل ولا ذنوب».
وانظر اللسان: ١١/ ٣٢٥ (سجل).
(٦) تهذيب اللّغة: ١٠/ ٥٨٦، واللسان: ١١/ ٣٢٦ (سجل).
وفي تفسير الماوردي: ٢/ ٢٣٠: «يقال: أسجلته أي: أرسلته، ومنه سمي الدلو سجلا لإرساله في البئر فكأن «السجيل» هو المرسل عليهم». [.....]
(٧) ينظر غريب القرآن لليزيدي: ١٧٧، ومعاني النحاس: ٣/ ٣٧١، والصحاح: ٢/ ٥٤٤، واللسان: ٣/ ٤٢٤ (نضد).
(٨) نقله ابن الجوزي في زاد المسير: ٤/ ١٤٦، والفخر الرازي في تفسيره: ١٨/ ٤٠ عن الربيع.
وذكره الماوردي في تفسيره: ٢/ ٢٣٠، وابن عطية في المحرر الوجيز: ٧/ ٣٧٣، والقرطبي في تفسيره: ٩/ ٨٣، وابن كثير في تفسيره: ٤/ ٢٧١ دون عزو.
وقيل «٢» : رجموا أولا ثم قلبت المدائن.
وفي الحديث «٣» :«أن جبريل- عليه السّلام- أخذ بعروتها الوسطى ثم حرجم بعضها على بعض «٤»، ثم أتبع شذّاذ «٥» القوم صخرا من سجّيل».
يقال: حرجم الطعام: أكله بعنف.
وعن زيد «٦» بن أسلم: أن السّجيل السماء الدنيا، والسّجين الأرض
وقيل: المؤتفكة مدينة بقرب سلمية بالشام.
معجم البلدان: ٥/ ٢١٩، ومراصد الاطلاع: ٣/ ١٣٢٩، والروض المعطار: ٥٦٦.
(٢) لم أقف على هذا القول، ويدفعه ظاهر الآية الذي يفيد بأنهم عوقبوا بالرجم بعد أن قلبت المدائن بهم، قال تعالى: فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا جَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا عَلَيْها حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ، وعلى هذا الترتيب جرت التفاسير.
ينظر تفسير الطبري: (١٥/ ٤٤١، ٤٤٢)، وتفسير الماوردي: ٢/ ٢٢٩، وتفسير النسفي:
٢/ ٢٠٠، والبحر المحيط: ٥/ ٢٤٩، والدر المنثور: ٤/ ٤٦٣.
(٣) أخرج نحوه الطبري في تفسيره: (١٥/ ٤٤١، ٤٤٢) عن قتادة والسدي.
وذكره ابن كثير في تفسيره: ٤/ ٢٧١ عن قتادة.
قال الشوكاني في فتح القدير: ٢/ ٥١٧: «وقد ذكر المفسرون روايات وقصصا في كيفية هلاك قوم لوط طويلة متخالفة، وليس في ذكرها فائدة لا سيما وبين من قال بشيء من ذلك وبين هلاك قوم لوط دهر طويل لا يتيسر له في مثله إسناد صحيح، وذلك مأخوذ عن أهل الكتاب، وحالهم في الرواية معروف، وقد أمرنا بأنا لا نصدقهم ولا نكذبهم... ».
(٤) ينظر الصحاح: ٥/ ١٨٩٨ (حرجم)، والنهاية: ١/ ٣٦٢.
(٥) أي ما تفرق منهم.
(٦) هو زيد بن أسلم العدوي، المدني، الإمام التابعي، الفقيه الثقة.
روى عن جماعة من الصحابة، وأرسل عن جابر، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وعائشة، وعلي رضي الله عنهم. وروى عنه مالك بن أنس، وابن جريج وغيرهما.
قال عنه الحافظ ابن حجر: «ثقة عالم، وكان يرسل، من الثالثة، مات سنة ست وثلاثين ومائة»، وذكره في المرتبة الأولى من المدلسين الذين يقبل حديثهم.
ترجمته في الكاشف: ١/ ٣٣٦، وتقريب التهذيب: ٢٢٢، وتعريف أهل التقديس لابن حجر: ٣٧.
٩١ لَرَجَمْناكَ: لرميناك بالحجارة، أو لشتمناك «٢».
٩٢ وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا: منسيا، كقوله «٣» : وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً: [أي] «٤» ذليلا هيّنا كالشيء المنسي «٥»، أو نبذتم أمره وراء ظهوركم. /. [٤٥/ ب] ظهرت به: أعرضت [عنه] «٦» وولّيته ظهري «٧».
٩٣ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ: تهديد بصيغة الأمر، أي: كأنكم أمرتم بأن تكونوا كذلك كافرين، والمكانة: التمكن من العمل «٨».
٩٨ يَقْدُمُ قَوْمَهُ: يتقدمهم «٩»، أو يمشي على قدمه.
كذا ورد في تفسير الماوردي: ٢/ ٢٣٠، والمحرر الوجيز: ٧/ ٣٧٠، وزاد المسير:
٤/ ١٤٤، وتفسير الفخر الرازي: ١٨/ ٣٩، وتفسير القرطبي: ٩/ ٨٢- كلهم- عن ابن زيد.
وقد ضعّف ابن عطية هذا القول في المحرر الوجيز: ٧/ ٣٧١ فقال: «وهذا ضعيف».
ويرده وصفه ب «منضود».
(٢) نقله ابن عطية في المحرر الوجيز: ٧/ ٣٨٥ عن ابن زيد.
وذكره الماوردي في تفسيره: ٢/ ٢٣٥، وابن الجوزي في زاد المسير: ٤/ ١٥٣، والفخر الرازي في تفسيره: ١٨/ ٥١، وتفسير القرطبي: ٩/ ٩١ دون عزو.
(٣) سورة الفرقان: آية: ٥٥.
(٤) ما بين معقوفين عن نسخة «ج».
(٥) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٧٧، ومفردات الراغب: ٣١٧، واللسان: ٤/ ٥٢٢ (ظهر).
(٦) عن نسخة «ج». [.....]
(٧) اللسان: (٤/ ٥٢٢، ٥٢٣) (ظهر).
(٨) تفسير الطبري: ١٥/ ٤٦٣، وتفسير الفخر الرازي: ١٨/ ٥٢.
(٩) في معاني القرآن للزجاج: ٣/ ٧٦: «يقال: قدمت القوم أقدمهم قدما وقدوما إذا تقدمتهم، أي يقدمهم إلى النار، ويدل على ذلك قوله: فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ.
والرّفد: العون على الأمر «٢»، وارتفدت منه: أصبت من كسبه.
١٠٠ قائِمٌ وَحَصِيدٌ: عامر وخراب «٣»، أو قائم على بنائه وإن خلا من أهله.
وَحَصِيدٌ: مطموس العين والأثر «٤».
والتتبيب «٥» والتباب: الهلاك، وقيل «٦» : الخسران.
و «الزّفير» «٧» الصّوت في الحلق، والشّهيق في الصدر «٨»، فالشّهيق
وعزاه ابن الجوزي في زاد المسير: ٤/ ١٥٦ إلى الكلبي ومقاتل.
قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٢٠٨: «الرّفد: العطية، يقال: رفدته أرفده، إذا أعطيته وأعنته.
والْمَرْفُودُ المعطي. كما تقول: بئس العطاء والمعطي».
(٢) في مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٢٩٨: «مجازه: العون المعان، يقال: رفدته عند الأمير، أي أعنته، وهو من كل خير وعون، وهو مكسور الأول، وإذا فتحت أوله فهو القدح الضخم... ».
وانظر تفسير الطبري: ١٥/ ٤٦٨، ومعاني القرآن للزجاج: ٣/ ٧٧.
(٣) تفسير الطبري: ١٥/ ٤٧٠، وتفسير الماوردي: ٢/ ٣٣٧.
(٤) تفسير الطبري: ١٥/ ٤٧١، ومعاني القرآن للنحاس: ٣/ ٣٧٩.
(٥) من قوله تعالى: وَما زادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ [آية: ١٠١].
(٦) ورد هذان المعنيان في اللّغة.
ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٢٩٩، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٢٠٩، ومعاني القرآن للزجاج: ٣/ ٧٧، ومعاني النحاس: ٣/ ٣٧٩، وتهذيب اللغة: ١٤/ ٢٥٦، والصحاح: ١/ ٩٠، واللسان: ١/ ٢٢٦ (تبب).
(٧) من قوله تعالى: فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ [آية: ١٠٦].
(٨) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٥/ ٤٨٠ عن أبي العالية. ونقله الماوردي في تفسيره:
٢/ ٢٣٨ عن الربيع بن أنس. وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: ٤/ ١٥٩، وقال: «رواه أبو صالح عن ابن عباس، وبه قال أبو العالية، والربيع بن أنس».
١٠٧ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ: أي: من أهل التوحيد حتى تلحقهم رحمة الله «٢» أو ما شاء ربك من الزيادة عليها، ويستدل بهذا في قوله: لك عليّ ألف إلّا ألفين على أنه إقرار بثلاثة آلاف، لأنه استثناء زائد من ناقص، كأنّه [قال] «٣» : لك عليّ ألف سوى ألفين «٤».
١٠٨ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا: من قرأ: سُعِدُوا «٥» فعلى حذف الزيادة من أسعدوا، ك مجنون ومحبوب، والفعل أجنّه وأحبّه «٦».
غَيْرَ مَجْذُوذٍ: غير مقطوع «٧».
وانظر هذا القول في زاد المسير: ٤/ ١٥٩، وتفسير القرطبي: (٩/ ٩٨، ٩٩)، واللسان:
٤/ ٣٢٥ (زفر).
(٢) ذكره ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن: ٧٧ وقال: «وهو أن يكون الاستثناء من الخلود مكث أهل الذنوب من المسلمين في النار حتى تلحقهم رحمة الله، وشفاعة رسوله، فيخرجوا منها إلى الجنة. فكأنه قال سبحانه: خالدين في النار ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك من إخراج المذنبين المسلمين إلى الجنة وخالدين في الجنة ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك من إدخال المذنبين النار مدة من المدد، ثم يصيرون إلى الجنة.
(٣) عن نسخة «ج». [.....]
(٤) عن معاني القرآن للزجاج: ٣/ ٧٩، ونحوه في معاني الفراء: ٢/ ٢٨.
وانظر معاني النحاس: ٣/ ٣٨٢، والدر المصون: ٦/ ٣٩٤.
(٥) بضم السين، قراءة حمزة، والكسائي، وعاصم في رواية حفص.
السبعة لابن مجاهد: ٣٣٩، والتبصرة لمكي: ٢٢٥، والتيسير للداني: ١٢٦.
(٦) تفسير الطبري: ١٥/ ٤٨٦، والكشف لمكي: ١/ ٥٣٦، والبيان لابن الأنباري: ٢/ ٢٨، والتبيان للعكبري: ٢/ ٧١٥.
(٧) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٢٩٩، وغريب القرآن لليزيدي: ١٧٨، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٢١٠، والمفردات للراغب: ٩٠.
١١١ وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ: بالتشديد «١» بمعنى: «إلّا» «٢»، كقوله «٣» :
لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ لأن «لم» و «لا» للنفي فضمّت إلى إحداهما «ما» وإلى الأخرى «إن» وهما أيضا للنفي، فكان سواء، وكان «لممّا».
قال الفراء «٤» : أصله «لمن ما»، فأدغم النون فصار «ممّا» فخفف وأدغم الميم المفتوحة ليوفينهم وما بمعنى من فحذفت إحدى الميمات لكثرتها.
أو هي من لممت الشّيء: جمعته «٥»، ولم يصرف مثل: «شتى»
ينظر السبعة لابن مجاهد: ٣٣٩، والتبصرة لمكي: ٢٢٥، والتيسير للداني: ١٢٦ وقد ذكر السمين الحلبي في الدر المصون: ٦/ ٤٠٩ هذا الوجه في توجيه هذه القراءة ضمن ثمانية أوجه أوردها في ذلك.
(٢) اختاره الزجاج في معاني القرآن: ٣/ ٨١.
وذكر الفراء هذا الوجه في معاني القرآن: ٢/ ٢٩، وقال: وأما من جعل «لمّا» بمنزلة «إلّا» فإنه وجه لا نعرفه. وقد قالت العرب: بالله لمّا قمت عنا، وإلا قمت عنا، فأما في الاستثناء فلم يقولوه في شعر ولا في غيره ألا ترى أن ذلك لو جاز لسمعت في الكلام:
ذهب الناس لمّا زيدا».
ورده- أيضا- الطبري في تفسيره: ١٥/ ٤٩٦، والسمين الحلبي في الدر المصون:
٦/ ٤٠٩.
(٣) سورة الطارق: آية: ٤.
(٤) معاني القرآن: ٢/ ٢٩.
وقد رد الزجاج هذا القول في معاني القرآن: ٣/ ٨١ فقال: «وهذا القول ليس بشيء، لأن «من» لا يجوز حذفها لأنها اسم على حرفين.
ونقل ابن عطية في المحرر الوجيز: ٧/ ٤١٠ تضعيف أبي علي الفارسي لقول الفراء ونصه: «وهذا ضعيف، وقد اجتمع في هذه السورة ميمات أكثر من هذه في قوله: أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ ولم يدغم هناك فأحرى ألّا يدغم هنا».
(٥) ذكره النحاس في إعراب القرآن: ٢/ ٣٠٦ عن أبي عبيد القاسم بن سلام.
وانظر هذا القول في معاني القرآن للزجاج: ٣/ ٨٢، والمحرر الوجيز: ٧/ ٤١١.
وأمّا لما بالتخفيف «٣» ف «ما» بمعنى «من» «٤»، كقوله «٥» :
فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ، أو هو لام القسم دخلت على «ما» التي [٤٦/ أ] للتوكيد «٦».
«زلف «٧» اللّيل» : ساعاته «٨».
١١٦ فَلَوْلا كانَ: فهلّا كان، تعجيب وتوبيخ.
إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنا: استثناء منقطع لأنه إيجاب لم يتقدمه نفي «٩».
وقوله: فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ [الصافات: آية: ١٠٣].
ينظر رصف المباني: ٣٥٤.
(٢) ينظر قول الكسائي في حجة القراءات: (٣٥٢، ٣٥٣)، والكشف لمكي: ١/ ٥٣٨، ومشكل إعراب القرآن: ١/ ٣٧٥، والمحرر الوجيز: ٧/ ٤١١، والبيان لابن الأنباري:
٢/ ٢٩، والدر المصون: ٦/ ٤١٤.
(٣) وهي قراءة ابن كثير، ونافع، وأبي عمرو، والكسائي.
السبعة لابن مجاهد: ٣٣٩، وإعراب القرآن للنحاس: (٢/ ٣٠٤، ٣٠٥).
(٤) ذكره الفراء في معاني القرآن: ٢/ ٢٨، والطبري في تفسيره: ١٥/ ٤٩٧.
وانظر حجة القراءات: ٣٥٠، وتفسير القرطبي: ٩/ ١٠٥، والدر المصون: ٦/ ٤١٢.
قال أبو حيان في البحر: ٥/ ٣٦٧: «وهذا وجه حسن ومن إيقاع «ما» على من يعقل... ».
(٥) سورة النساء: آية: ٣. [.....]
(٦) الكشاف: ٢/ ٢٩٥، والبحر المحيط: ٥/ ٢٦٧، والدر المصون: ٦/ ٤١٢.
(٧) من قوله تعالى: وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ [آية: ١١٤].
(٨) معاني القرآن للفراء: ٢/ ٣٠، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٣٠٠، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٢١٠، وتفسير الطبري: ١٥/ ٥٠٥.
(٩) قال الزجاج في معاني القرآن: ٣/ ٨٣: «المعنى: لكنّ قليلا ممّن أنجينا منهم من نهى عن الفساد».
١١٧ لِيُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ: أي: بظلم منه، تعالى عنه.
١١٨ وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ: أي: في الآراء والديانات «١».
١١٩ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ: من أهل الحق «٢»، أو مختلفين في الأحوال «٣» ليأتلفوا بالاختلاف إلا من رحم ربك بالرضا والقناعة.
وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ: للاختلاف «٤»، أو للرحمة «٥»، ولم يؤنث على معنى المصدر، أي: خلقهم ليرحمهم.
١٢٠ وَجاءَكَ فِي هذِهِ الْحَقُّ: في هذه السورة «٦»، ............
ونقله الماوردي في تفسيره: ٢/ ٢٤٢ عن مجاهد، وعطاء.
(٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (١٥/ ٥٣٢، ٥٣٣) عن ابن عباس، ومجاهد.
(٣) من الفقر والغنى، ذكره المؤلف في كتابه وضح البرهان: ١/ ٤٤٧.
وأخرجه الطبري في تفسيره: ١٥/ ٥٣٤ عن الحسن.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٢/ ٢٤٢، وابن عطية في المحرر الوجيز: ٧/ ٤٢٤، وابن الجوزي في زاد المسير: ٤/ ١٧٢ عن الحسن.
قال ابن عطية: «وهذا قول بعيد معناه من معنى الآية».
(٤) أخرجه الطبري في تفسيره: ١٥/ ٥٣٥ عن الحسن.
ورجحه بقوله: «لأن الله جل ذكره ذكر صنفين من خلقه: أحدهما أهل اختلاف وباطل، والآخر أهل حق، ثمّ عقّب ذلك بقوله: وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ، فعمّ بقوله: وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ، صفة الصنفين، فأخبر عن كل فريق منهما أنه ميسّر لما خلق له... ».
(٥) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (١٥/ ٥٣٦، ٥٣٧) عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وعكرمة، والضحاك.
(٦) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (١٥/ ٥٤٠- ٥٤٢) عن أبي موسى، وابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والحسن، وسعيد بن جبير، وأبي العالية، والربيع بن أنس.
واختاره الفراء في معانيه: ٢/ ٣٠، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٢١١، والزجاج في معاني القرآن: ٣/ ٨٤.
ورجحه الطبري في تفسيره: ١٥/ ٥٤٣، وقال: «لإجماع الحجة من أهل التأويل على أن-
١٢١ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ: على ما أنتم عليه «٢»، أو على شاكلتكم التي تمكنتم عليها.
١٢٣ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ: قال عليه السلام: «من أحبّ «٣» أن يكون أقوى النّاس فليتوكل على الله».
ونقله الماوردي في تفسيره: ٢/ ٢٤٣، وابن الجوزي في زاد المسير: ٤/ ١٧٣ عن الحسن، وقتادة.
(٢) معاني القرآن للنحاس: ٣/ ٣٩٢، والكشاف: ٢/ ٢٩٩، وزاد المسير: ٤/ ١٧٤.
(٣) أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب التوكل على الله: ٤٤، والحاكم في المستدرك: ٤/ ٢٧٠، كتاب الأدب، وأبو نعيم في الحلية: ٣/ ٢١٨ عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا.
وفي إسناد ابن أبي الدنيا عبد الرحيم بن زيد العمّي، وهو ضعيف جدا، وكذبه ابن معين، كما في تقريب التهذيب: ٣٥٤.
وفي إسناد الحاكم هشام بن زياد، وصفه الذهبي في التلخيص بقوله: «متروك»، وفيه أيضا محمد بن معاوية، قال عنه الذهبي: كذبه الدارقطني، ثم قال: «فبطل الحديث».
وأورد المناوي هذا الأثر في فيض القدير: ٦/ ١٥٠، وزاد نسبته إلى إسحاق بن راهويه، وعبد بن حميد، وأبي يعلى، والطبراني، والبيهقي في الزهد من طريق هشام.