تفسير سورة سورة الهمزة من كتاب معاني القرآن للفراء
المعروف بـمعاني القرآن للفراء
.
لمؤلفه
الفراء
.
المتوفي سنة 207 هـ
ﰡ
ومن سورة العصر
قوله عز وجل: وَالْعَصْرِ (١).
هُوَ الدهر أقسم بِهِ.
وقوله عزَّ وجلَّ: لَفِي خُسْرٍ (٢).
لفي عقوبة بذنوبه، وأن يخسر أهله، ومنزله فى الجنة.
ومن سورة الهمزة
قوله عزَّ وجلَّ: وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (١).
وإنما نزلت فِي رَجُل واحد كَانَ يهمز الناس، ويلمِزهم: يغتابهم ويعيبهم، وهذا جائز فِي العربية أن تذكر الشيء العام وأنت تقصد «١» قصد واحد من هذا وأنت قائل فِي الكلام عند قول الرجل:
لا أزورك أبدًا، فتقول أنت: كل من لم يزرني فلست بزائره، وأنت تريد الجواب «٢»، وتقصد قصده، وهي فِي قراءة عَبْد اللَّه: «وَيْلٌ لِلْهُمَزَةِ اللُّمَزَةِ».
وقوله عز وجل: الَّذِي جَمَعَ مالًا (٢).
ثقّل «٣» : جمّع. الْأَعْمَش وأبو جَعْفَر الْمَدَنِيّ، وخففها عاصم ونافع والحسن البصري «٤»،
قوله عز وجل: وَالْعَصْرِ (١).
هُوَ الدهر أقسم بِهِ.
وقوله عزَّ وجلَّ: لَفِي خُسْرٍ (٢).
لفي عقوبة بذنوبه، وأن يخسر أهله، ومنزله فى الجنة.
ومن سورة الهمزة
قوله عزَّ وجلَّ: وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (١).
وإنما نزلت فِي رَجُل واحد كَانَ يهمز الناس، ويلمِزهم: يغتابهم ويعيبهم، وهذا جائز فِي العربية أن تذكر الشيء العام وأنت تقصد «١» قصد واحد من هذا وأنت قائل فِي الكلام عند قول الرجل:
لا أزورك أبدًا، فتقول أنت: كل من لم يزرني فلست بزائره، وأنت تريد الجواب «٢»، وتقصد قصده، وهي فِي قراءة عَبْد اللَّه: «وَيْلٌ لِلْهُمَزَةِ اللُّمَزَةِ».
وقوله عز وجل: الَّذِي جَمَعَ مالًا (٢).
ثقّل «٣» : جمّع. الْأَعْمَش وأبو جَعْفَر الْمَدَنِيّ، وخففها عاصم ونافع والحسن البصري «٤»،
(١) زاد فى ش: به.
(٢) فى ش: تريد به الجواب.
(٣) فى ش: وثقّل الأعمش، سقط.
(٤) اختلف فى «جمع» فابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر وروح وخلف بتشديد الميم على المبالغة، وافقهم الأعمش، والباقون بتخفيفها. الإتحاف: ٤٤٣.
(٢) فى ش: تريد به الجواب.
(٣) فى ش: وثقّل الأعمش، سقط.
(٤) اختلف فى «جمع» فابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر وروح وخلف بتشديد الميم على المبالغة، وافقهم الأعمش، والباقون بتخفيفها. الإتحاف: ٤٤٣.
واجتمعوا جميعا على (وعدّده) بالتشديد، يريدون: أحصاه. وقرأها الْحَسَن: «وَعَدَّدَهُ» خفيفة «١» فَقَالَ بعضهم فيمن خفف: جمَع مالًا وأحصى عدده، مخففة «٢» يريد: عشيرته.
وقوله عزَّ وجلَّ: يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ (٣) يريد: يخلده وأنت «٣» قائل للرجل: أتحسب أنّ مالك أنجاك من عذاب اللَّه؟ ما أنجاك من عذابه إلّا الطاعة، وأنت تعني: ما ينجيك. ومن ذَلِكَ قولك للرجل يعمل الذنب الموُبق: دخل والله النار، والمعنى: وجبت لَهُ النار.
وقوله عزَّ وجلَّ: لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (٤).
قرأها العوام: «لَيُنْبَذَنَّ» على التوحيد، وقرأها الحسن البصري وحده [١٤٨/ ب] «لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ» يريد: الرجل وماله، والحطمة: اسم من أسماء النار، كقوله: جهنم، وسقر، ولظى.
فلو ألقيت منها الألف واللام إِذ كانت اسمًا لم يَجرِ.
وقوله عزَّ وجلَّ: تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (٧).
يَقُولُ: يبلغ ألمها الأفئدة، والاطلاع والبلوغ قَدْ يكونان بمعنى واحد. العرب تَقُولُ: مَتَى طلعتَ أرضنا، وطلعت أرضى، أي: بلغت.
وقوله جل وعز: مُؤْصَدَةٌ (٨).
وهي المطبَقة، تهمز ولا تهمز.
وقوله عزَّ وجل: فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (٩).
[حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ «٤» ] قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَرَّاءُ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيل بْن جَعْفَر الْمَدَنِيّ قَالَ: كَانَ أصحابنا يقرءون: (فِي عَمَد) بالنصب، وكذلك الْحَسَن. وحدثني «٥». بِهِ الكِسَائِيّ عنْ سُلَيْمَان بْن أرقم عن الحسن: (فى عمد).
وقوله عزَّ وجلَّ: يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ (٣) يريد: يخلده وأنت «٣» قائل للرجل: أتحسب أنّ مالك أنجاك من عذاب اللَّه؟ ما أنجاك من عذابه إلّا الطاعة، وأنت تعني: ما ينجيك. ومن ذَلِكَ قولك للرجل يعمل الذنب الموُبق: دخل والله النار، والمعنى: وجبت لَهُ النار.
وقوله عزَّ وجلَّ: لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (٤).
قرأها العوام: «لَيُنْبَذَنَّ» على التوحيد، وقرأها الحسن البصري وحده [١٤٨/ ب] «لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ» يريد: الرجل وماله، والحطمة: اسم من أسماء النار، كقوله: جهنم، وسقر، ولظى.
فلو ألقيت منها الألف واللام إِذ كانت اسمًا لم يَجرِ.
وقوله عزَّ وجلَّ: تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (٧).
يَقُولُ: يبلغ ألمها الأفئدة، والاطلاع والبلوغ قَدْ يكونان بمعنى واحد. العرب تَقُولُ: مَتَى طلعتَ أرضنا، وطلعت أرضى، أي: بلغت.
وقوله جل وعز: مُؤْصَدَةٌ (٨).
وهي المطبَقة، تهمز ولا تهمز.
وقوله عزَّ وجل: فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (٩).
[حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ «٤» ] قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَرَّاءُ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيل بْن جَعْفَر الْمَدَنِيّ قَالَ: كَانَ أصحابنا يقرءون: (فِي عَمَد) بالنصب، وكذلك الْحَسَن. وحدثني «٥». بِهِ الكِسَائِيّ عنْ سُلَيْمَان بْن أرقم عن الحسن: (فى عمد).
(١) قراءة الجمهور: «وَعَدَّدَهُ» بشد الدال الأولى، أي: أحصاه وحافظ عليه (البحر ٨/ ٥١٠)، «وَعَدَّدَهُ» بتخفيف الدال الأولى أي: وجمع عدد ذلك المال (الاتحاف: ٤٤٣).
(٢) جاء فى هامش ب عند كلمة مخففة: خفيفة، وجمع قد يكون فى مذهب: حفظ. وقال الكلبي بإسناده:
جمع مالا وعدده.
(٣) فى ش: وأنت للرجل سقط. [.....]
(٤) ما بين الحاصرتين زيادة من ش.
(٥) فى ش: حدثنى.
(٢) جاء فى هامش ب عند كلمة مخففة: خفيفة، وجمع قد يكون فى مذهب: حفظ. وقال الكلبي بإسناده:
جمع مالا وعدده.
(٣) فى ش: وأنت للرجل سقط. [.....]
(٤) ما بين الحاصرتين زيادة من ش.
(٥) فى ش: حدثنى.