تفسير سورة الجاثية

التفسير الحديث
تفسير سورة سورة الجاثية من كتاب التفسير الحديث المعروف بـالتفسير الحديث .
لمؤلفه محمد عزة دروزة . المتوفي سنة 1404 هـ

سورة الجاثية
في السورة صور عن مواقف وأقوال الكفار وعنادهم وتعصبهم الأعمى في صدد الدعوة النبوية والبعث والحساب. وحملة شديدة عليهم وإنذار بالخزي والعذاب الأبدي وتطمين للنبي ﷺ والمسلمين وتثبيت لهم ودعوتهم إلى التسامح.
وتذكير بحالة بني إسرائيل وتعداد ما لله على الناس من أفضال وما في بعض مشاهد الكون من دلائل على عظمة الله وربوبيته الشاملة.
وفصول السورة مترابطة متساوقة مما يسوّغ القول إنها نزلت دفعة واحدة أو متتابعة. وقد روى المصحف الذي اعتمدناه أن الآية [١٤] مدنية وانسجامها في سياقها موضوعا وسبكا يحمل على الشك في الرواية.
[سورة الجاثية (٤٥) : الآيات ١ الى ٦]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

حم (١) تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (٢) إِنَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (٣) وَفِي خَلْقِكُمْ وَما يَبُثُّ مِنْ دابَّةٍ آياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (٤)
وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٥) تِلْكَ آياتُ اللَّهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآياتِهِ يُؤْمِنُونَ (٦)
. (١) الرزق: هنا كناية عن المطر الذي فيه رزق الناس ومعيشتهم.
(٢) تصريف الرياح: هنا بمعنى تسييرها.
ابتدأت السورة بالحاء والميم للتنبيه والاسترعاء على ما نبهنا عليه في أمثالها. وأعقبها تقرير رباني فيه توكيد بأن الكتاب الذي ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم
هو تنزيل من الله العزيز الحكيم جريا على النظم القرآني الذي مرّ في السور المماثلة.
ثم أخذت الآيات تلفت نظر السامعين إلى مشاهد عظمة الله وقدرته في الكون مما هو ماثل للناس وتحت نظرهم وحسهم.
١- ففي السماء والأرض من المشاهد والمظاهر والنواميس آيات ربانية من شأنها أن تجعل من يريد الحق أن يؤمن بالله من خلالها.
٢- وفي خلق الناس وما هو مبثوث في الأرض من أحياء آيات ربانية من شأنها أن تبعث اليقين بالله في من يريد اليقين.
٣- وفي اختلاف الليل والنهار ونزول المطر وإحياء الأرض بعد موتها وتسيير الرياح آيات ربانية من شأنها أن تقنع كل من يتعقل ويتفكر.
ثم جاءت الآية الأخيرة تخاطب النبي ﷺ وتقول له إن الله سبحانه ينزل الكتاب عليه لينبه الناس بواسطته إلى هذه الآيات. فإذا لم يتأثروا ويدركوا ويؤمنوا ويوقنوا فما هو الحديث الذي يمكن أن يؤثر فيهم ويحملهم على التعقل والإيمان واليقين بعد حديث الله وآياته.
وأسلوب الآية الأخيرة الاستنكاري ينطوي على تنديد موجه إلى الكفار كما ينطوي على تقرير عناد هؤلاء وإصرارهم على الجحود لنبوة النبي ﷺ ودعوته، لا سيما وهم لا ينكرون أن الله هو خالق السموات والأرض وخالقهم ومدبر الكون وما فيه. ويدل على أن مطلع السورة قد جاء بمثابة مقدمة وتمهيد لحكاية موقف الكفار الذي احتوته الآيات التالية مما هو متسق مع نظم السور السابقة.
[سورة الجاثية (٤٥) : الآيات ٧ الى ١١]
وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (٧) يَسْمَعُ آياتِ اللَّهِ تُتْلى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٨) وَإِذا عَلِمَ مِنْ آياتِنا شَيْئاً اتَّخَذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (٩) مِنْ وَرائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلا يُغْنِي عَنْهُمْ ما كَسَبُوا شَيْئاً وَلا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِياءَ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (١٠) هذا هُدىً وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (١١)
558
(١) أفاك: كذّاب أو مفتر.
(٢) رجز: أشد العذاب.
بعد ذلك المطلع التمهيدي جاءت هذه الآيات تحمل حملة شديدة على الكفار بسبب موقفهم من آيات كتاب الله تعالى وقد تضمنت:
١- تنديدا بالمفتري الكاذب الأثيم الذي تتلى عليه آيات الله، ويلفت فيها نظره إلى مشاهد عظمة الله وقدرته في الكون ثم يصر مستكبرا على جحوده كأنه لم يسمع شيئا. وإذا بلغه منها شيء قابله بالهزء والسخرية. فلأمثال هذا: الويل والبشرى بالعذاب الشديد الموجع المهين، وهم لاحقون بجهنم حقا ولن يفلتوا منها. ولن يغني عنهم ما هم فيه في الدنيا من مال وولد وزعامة وقوة، ولا ما اتخذوه من دون الله من أولياء وشركاء وشفعاء.
٢- وتنبيها إلى أن آيات كتاب الله التي يتلوها رسوله على الناس هي هدى لكل من حسنت نيته وسلم قلبه وأراد الحق، أما الذين بيتوا العناد والكفر فلهم غضب الله وعذابه.
والآيات تنطوي على حكاية شدة عناد الكفار، أو بالأحرى زعماؤهم وأصحاب الوجاهة والثروة فيهم للنبي ﷺ ودعوته وآيات القرآن، وتصور شدة مكابرتهم في الحقّ ومقابلتهم ما كانوا يسمعون ويعلمون من آيات الله بالاستخفاف والتصامم.
وقد روى بعض المفسرين أن الآيات عنت النضر بن الحارث الذي كان يقابل القرآن بأحاديث الفرس ويقول إن أحاديثه أحسن من أحاديث محمد. وهذه الرواية رويت في مناسبات عديدة، على ما نبهنا عليه في مناسبات سابقة ومهما يكن من أمر فإن مجيء الآيات بضمائر الجمع يفيد أن حكمة التنزيل اقتضت ذلك ليشمل
559
التنديد والإنذار جميع الكفار أو جميع الزعماء لتماثلهم وتضامنهم في الموقف الموصوف.
ومع خصوصية الآيات الزمنية والموضوعية فإنها على ما هو المتبادر تنطوي على تلقين جليل مستمر المدى في تقبيح المكابرة والعناد أمام الحق والحقيقة، وعدم تعقل الإنسان ما يسمعه وغفلته عنه أو تهربه منه على العمياء مندفعا في ذلك بالمكابرة والعناد.
[سورة الجاثية (٤٥) : الآيات ١٢ الى ١٣]
اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (١٢) وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (١٣)
. في الآيتين عود على بدء في صدد التذكير ببعض نواميس الكون وفوائدها للناس:
١- فالله سبحانه هو الذي سخّر لهم البحر ويسّر لهم سير الفلك فيه لابتغاء فضل الله والحصول على أسباب الرزق مما يوجب عليهم شكره.
٢- وهو الذي سخّر لهم ما في السموات وما في الأرض من نواميس وقوى لينتفعوا بها ويبتغوا بها من فضله كذلك، وفي هذا من آيات رحمة الله وبرّه ما فيه لمن يتفكر ويتدبر.
والآيات متصلة بما سبقها واستمرار لها كما هو واضح، وهي في صدد المعنى الذي نبهنا عليه في سورة لقمان لتسخير الله تعالى السموات والأرض لبني الإنسان بأسلوب أقوى وأوضح. وتتضمن في الوقت نفسه دعوة للناس إلى إدامة التفكير في النواميس والقوى الكونية والانتفاع بما أودعه الله فيهم من قوى للاستفادة منها في مختلف المجالات والصور.
[سورة الجاثية (٤٥) : الآيات ١٤ الى ١٥]
قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (١٤) مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (١٥)
560
(١) أيام الله: القصد منها بلاء الله وعذابه. وكلمة الأيام كانت تستعمل عند العرب كناية عن أيام الحروب، وجملة أيام العرب تعني حروبهم، وقيل إن الجملة تشمل نعم الله ونقمه معا وإن معناها لا يبالون بما يقال بأن النعم والنقم من الله.
في الآيتين:
١- أمر رباني للنبي ﷺ بأن يقول للمؤمنين إنه يحسن بهم أن يكظموا غيظهم إزاء الكفار الذين يتجاهلون بطش الله وانتقامه ولا يتوقعونهما ويصدرون فيما يفعلونه عن ذلك وأن يتسامحوا ويغضوا عما يأتونه من أفعال ويقفونه من مواقف نتيجة له.
٢- وتقرير بأن الذي يعمل العمل الصالح إنما يعمله لنفسه، والذي يعمل السيء إنما يتحمل هو تبعته. وبأن مردّ الناس جميعهم إلى الله حيث يجزى كل منهم بما عمل.
والآية الثانية تعقيب على الأولى وتدعيم وتعليل لما احتوته من الأمر بالكظم والغفران كما هو المتبادر. وهي من الآيات الصريحة الحاسمة والمحكمة بأهلية الإنسان للعمل الصالح والسيء بما أودعه الله فيه من إرادة وقابلية وباستحقاقه الجزاء وفاقا لكسبه واختياره.
تعليق على آية قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ
وقد روى المصحف الذي اعتمدناه أن الآية [١٤] مدنية، وروى بعض المفسرين أنها نزلت في مناسبة شتم أحد المشركين لعمر بن الخطاب رضي الله عنه في مكة وتفكير هذا بمقابلته والتنكيل به. كما روى بعضهم أنها نزلت في المؤمنين
561
الذين رأوا ازدياد أذى المشركين عليهم في مكة فاستأذنوا النبي ﷺ بالمقابلة «١».
والروايتان تنقضان رواية مدنية الآية. ويلاحظ من ناحية ثانية أن الآيتين منسجمتان، وأن الثانية متممة للأولى، وأن مضمون الآيتين متسق مع ما احتوته آيات مكية عديدة من الحثّ والصفح والصبر. لذلك فنحن نشك في مدنية الآية، بل نجزم بعدم صحة رواية ذلك. أما ما ذكرته الروايتان من مناسبة النزول فقد يكون صحيحا حيث إنه من الممكن أن يكون عمر بن الخطاب أو غيره قد أنفوا من تحمل شتيمة الكفار وأذاهم فاستأذنوا النبي ﷺ بالمقابلة فاقتضت حكمة الله تهدئتهم. غير أن الذي يتبادر لنا أن الآيتين غير منقطعتين عن السياق السابق وأنهما في صدد موقف الكفار من آيات الله وسخريتهم وعنادهم. ونميل إلى القول إن بعض المسلمين قد تساءلوا عن حكمة الله في الصبر عليهم أو قد فكروا في الجنوح إلى مجادلة الكفار أو الرد عليهم بشيء من العنف فاقتضت حكمة التنزيل تهدئتهم والأمر بترك الأمر لله تعالى. وفحوى الآيات السابقة مما يقوي هذا التوجيه حيث احتوت صورة شديدة لموقف الكفار.
وحكمة أمر الله ظاهرة سواء أكان الأمر بعدم المقابلة على الأذى والشتيمة أم بعدم العنف في الجدل والدعوة. فبالنسبة للأمر الأول فقد كان المسلمون قلة ضئيلة وكان خصومهم أشد قوة ومالا وعددا فلو سمح لهم بالمقابلة لتطور الأمر وهيىء للكفار فرصة لضربهم ضربة ساحقة قد يكون لها على الدعوة أسوأ العواقب. وبالنسبة للأمر الثاني فالأوامر القرآنية المكية ظلت تتوالى- وقد مرّ من ذلك أمثلة كثيرة- بوجوب الاكتفاء بالإنذار والتبشير والترغيب والترهيب والتذكير والتنديد والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والعنف في الدعوة أو الدفاع عنها مخالف لذلك.
ولقد قال المفسرون إن هذه الآية نسخت بآيات القتال المدنية، وقال الطبري إن هذا مجمع عليه عند أهل التأويل. ولقد قيل هذا في كل أمر في الآيات المكية
(١) انظر تفسير الآيات في تفسير البغوي والخازن.
562
بالإغضاء والصفح والصبر في القرآن المكي. وفي القول وجاهة إذا قيد بما احتوته آيات القتال المدنية من شروط وحدود مثل مقاتلة المعتدين على المسلمين والناكثين بعهودهم معهم والطاعنين في الدين الإسلامي والصادين عنه بالقوة والفتنة على ما شرحناه في سياق تفسير سورة (الكافرون). ومع ذلك فإن الآية الأولى تظل على ما يتبادر لنا مستمد تلقين للمسلمين في التسامح والكظم والإغضاء وضبط النفس تجاه مواقف غير المسلمين غير المستحبة وفي الظروف التي تتحمل ذلك ولا يترتب عليه ذل أو صدّ أو استمرار في الأذى والعدوان. ولا يتناقض هذا مع الآيات المدنية التي فيها تنظيم لعلاقة المسلمين بغير المسلمين على ما سوف نشرحه في مناسباته.
[سورة الجاثية (٤٥) : الآيات ١٦ الى ٢٠]
وَلَقَدْ آتَيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلْناهُمْ عَلَى الْعالَمِينَ (١٦) وَآتَيْناهُمْ بَيِّناتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (١٧) ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْها وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (١٨) إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ (١٩) هذا بَصائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (٢٠)
. (١) الحكم: بمعنى الحكمة أي كل ما فيه السداد والصواب والنظر الصائب من أمر وقول وفعل.
(٢) الشريعة: بمعنى الطريقة أو المنهج.
(٣) من الأمر: المقصد من الجملة (من أمر الدين).
عبارة الآيات واضحة، ويبدو أنها جاءت معقبة على الآيات السابقة:
١- فمع أن الله تعالى قد آتى بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقهم من الطيبات وفضلهم على الناس في ذلك فإن هذا لم يمنعهم من الاختلاف والنزاع
563
بعد ما جاءهم من العلم بغيا بغير حق.
٢- ولسوف يقضي الله بينهم يوم القيامة فيؤيد الحق وأهله ويزهق الباطل وأهله.
٣- ولقد جعل الله النبي على طريق واضح من الحق والهدى فعليه وعلى المؤمنين أن يسيروا فيها ولا ينحرفوا عنها ولا يختلفوا ويتنازعوا فيها كما فعل بنو إسرائيل ولا يتبعوا أهواء الجاهلين ولا يعبأوا بمواقف الكافرين الظالمين. فهؤلاء بعضهم أولياء بعض ولن تغني عنهم ولا يتهم لبعضهم من الله شيئا.
٤- والله إنما هو ولي الذين يتّقونه ويلتزمون حدوده.
٥- وإن في هذه التقريرات لبصائر للناس وهدى من شأنها أن تحملهم على التدبر والارعواء وفهم الأمور على وجهها الحق، وفيها بصورة خاصة الهدى والرحمة لمن حسنت نيته ورغب في الحق وشعّ نور اليقين في قلبه.
والآيات تنطوي على التهدئة والتثبيت والتطمين والبشرى للمسلمين كما هو واضح، ومن هنا جاء معنى التعقيب فيها على الآيات السابقة كما هو المتبادر.
وفي تقرير اختلاف بني إسرائيل- بغيا بعد ما جاءهم من العلم- إشارة إلى انحرافهم عن شرائع الله ووصاياه بعد ما كان لهم عند الله بسبب التزامهم ذلك المكان المفضل وأغدق عليهم عنايته في أشكال متنوعة حيث يتضمن ذلك:
١- التنديد بهم.
(٢) وتقرير كونهم فقدوا بانحرافهم وبغيهم وتحريفهم لكتب الله مزية التفضيل التي منحهم إياها مما فيه تأييد لما قلناه في سياق تفسير السورة السابقة.
٣- وقد يكون فيه إلى ذلك تحذير للمسلمين من الوقوع فيما وقعوا فيه وهذا قد تكرر كثيرا في الآيات المكية والمدنية.
هذا، ونكرر في صدد عبارة وَفَضَّلْناهُمْ عَلَى الْعالَمِينَ (١٦) ما نبهنا عليه في مناسبات سابقة من اتفاق المؤولين والمفسرين من أن ذلك بالنسبة للعالمين في
564
الزمن الذي شاءت حكمة الله أن يفضلهم فيه بسبب استقامتهم وليس على سبيل الشمول والاستمرار، وما ذكرناه في مدى تقرير اختلاف بني إسرائيل بغيا منهم مما يؤيد ذلك كما هو المتبادر.
[سورة الجاثية (٤٥) : الآيات ٢١ الى ٢٢]
أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ (٢١) وَخَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (٢٢)
. (١) اجترحوا: اقترفوا أو ارتكبوا أو فعلوا، وفي سورة الأنعام وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ ما جَرَحْتُمْ بِالنَّهارِ [٦٠].
في الآية الأولى تساؤل فيه معنى التنديد بالذين يقترفون الأعمال السيئة ثم يتوهمون أنهم سيظلون بدون حساب وسؤال أو يكونون هم والذين يعملون الأعمال الصالحة سواء في مركز واحد في الحياة وبعد الممات وتوبيخ لهم على هذا التوهم الذي يقعون فيه.
وفي الآية الثانية تقرير بأن الله تعالى إنما خلق السموات والأرض بالحق وأن من الحق أن تجزى كل نفس بما كسبت دون جنف ولا إجحاف.
وفي الآيتين على ما يتبادر عودة على بدء إلى ما احتوته الآيات التي سبقت فصل بني إسرائيل أولا وتعقيبا على ما احتواه هذا الفصل وما بعده من تعقيب ثانيا.
وهما والحالة هذه استمرار في السياق والموضوع. وقد استهدفتا تطمين المؤمنين الصالحين وإنذار الكفار المسيئين، وتنبيها موجها إلى العقل على عدم إمكان تسوية المسيئين مع المحسنين وخلق الله للكون عبثا.
وهذه المعاني قد تكررت في القرآن ومرت أمثلة عديدة من ذلك في السور السابقة وفيها بطبيعة الحال حثّ مستمر المدى والتلقين على الإيمان والعمل
الصالح وتثبيت للمؤمنين الصالحين وإنذار للمسيئين في كل مكان وزمان، وبيان لحكمة البعث والجزاء الأخرويين وكون الإيمان والعمل الصالح واجتراح السيئات من مكتسبات الإنسان التي يجزي جزاء عادلا عليها وفاقا لها.
[سورة الجاثية (٤٥) : آية ٢٣]
أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (٢٣)
. في الآية لفت نظر فيه تنديد موجه إلى السامع لحالة الذي اتخذ من هواه إلها له عن علم وبينة وعناد فاستحق خذلان الله حتى غدا كمن ختم على سمعه فلا يسمع وعلى قلبه فلا يفهم وجعل على بصره غطاء فلا يرى. وانتهت بسؤالين أولهما يتضمن معنى التقرير بأن مثل هذا وأمثاله لن يستطيع أحد أن يهديهم بعد أن انصرف عن الله وانصرف الله عنه، وثانيهما يتضمن التنديد بالسامعين الذين لا يتدبرون هذه الحقيقة على وضوحها أو يتضمن الحث على تدبرها.
وفي الآية تعقيب على الآيات السابقة كما هو المتبادر كأنما أريد بها التقرير بأن ما وجه فيها إلى العقول والقلوب من خطاب ولفت نظر لن يؤثر في الكفار لأن موقفهم موقف المتعمد للجحود، ولأنهم يتعامون ويتصاممون وينصرفون عن التدبر في آيات الله عنادا ومكابرة.
تعليق على آية أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ.. إلخ
والمقصود من تعبير اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ إما أن يكون الإشارة إلى تحكم الهوى والغرض في المرء حتى يصبح مطيعا وخاضعا له كأنما هو إلهه. وإما تقرير كون ما عليه من عقائد وعبادات وعادات باطلة قائما على هوى النفس دون الحق والحقيقة. والآية تتحمل هذا وتتحمل ذاك وإن كنا نرجح الأول. والمقصود من تعبير وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ أن ما هو عليه من موقف باطل جاحد ليس ناشئا عن جهل في الحق والحقيقة وإنما عن مكابرة وعناد مع العلم بهما ويكون معنى
الجملة أن إضلال الله له إنما كان بسبب نيته الخبيثة من قبيل وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ [إبراهيم: ٢٧] وَما يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِينَ [البقرة: ٢٦] على ما نبهنا عليه في المناسبات السابقة.
وقد توهم الآية أن فيها تأييسا للنبي ﷺ من الكفار بسبب موقف المكابرة والعناد المتعمد، ولسنا نرى محلا لذلك التوهم. فالآيات ظلت تتوالى على النبي ﷺ بالأمر بالاستمرار في الدعوة والتذكير والإنذار رغم استمرار الكفار في عنادهم ومكابرتهم. والاستمرار في ذلك هو مهمة الرسالة العظمى التي حملها النبي ﷺ من حيث المبدأ والأصل. وهذا لا يمنع أن تكون انطوت على تسلية النبي ﷺ وتطمينه وتثبيته كما هو شأن كثير من الآيات المماثلة أو المقاربة، بل إن ذلك هدف رئيسي من أهدافها فيما هو المتبادر.
والآية في حدّ ذاتها تضمنت تلقينا مستمر المدى بالتنديد بكل مكابر جاحد للحق والحقيقة أو محرّف لهما أو منحرف عنهما لا سيما إذا كان صادرا في ذلك عن هوى في النفس ومرض في القلب وخبث في الطوية وعن عمد وتصميم. وهذه صورة موجودة في كل ظرف ومكان.
هذا، والتأويل الذي أوّلنا به الآية والمستلهم من مضمونها وروحها ومضمون وروح الآيات والسياق عامة يزيل ما يمكن أن يرد من وهم بكون تعبير وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً هو بمعنى تحتيم الضلال على الضال أو تأبيده، وإنما هو في صدد تصوير شدة عناد الكفار وتصاممهم عن عمد وتصميم، وفي صدد تقرير كون إضلال الله إنما ترتب على ذلك، مع استدراك استدركناه في مناسبات سابقة وهو أن ذلك كله هو بسبيل تسجيل واقع أمر الكفار حين نزولها، وأن التأبيد فيه قاصر على الذين يستمرون فيه حتى الموت.
[سورة الجاثية (٤٥) : الآيات ٢٤ الى ٢٦]
وَقالُوا ما هِيَ إِلاَّ حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما يُهْلِكُنا إِلاَّ الدَّهْرُ وَما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ (٢٤) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ ما كانَ حُجَّتَهُمْ إِلاَّ أَنْ قالُوا ائْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٢٥) قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (٢٦)
567
في هذه الآيات:
١- حكاية لما كان يقوله الكفار كلما وعدوا بالبعث والجزاء بعد الموت حيث كانوا يقولون على سبيل الإنكار: إن الحياة والموت ظاهرتان طبيعيتان أو دهريتان فنحن نحيا ونموت على طبيعة الكون والدهر، وليس من وراء ذلك شيء، وما يهلكنا إلّا كرّ الأيام والليالي.
٢- وحكاية لما كانوا يعمدون إليه من احتجاج كلما تليت عليهم آيات الله ووعيده بالآخرة حيث كان قصاراهم تحدي النبي ﷺ بالإتيان بآبائهم الميتين إذا كان صادقا في ما يقوله لهم وينذرهم به.
٣- ورد عليهم منطو على التقريع فقولهم هذا هو جزاف لا يستند إلى علم ويقين وإنما يصدرون به عن عناد ومكابرة.
٤- وأمر للنبي ﷺ بأن يقول لهم إنه هو الذي يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم ليوم القيامة، وإن هذا هو الحق الذي لا ريب فيه والذي هو في قدرة الله تعالى ولو لم يفهمه أكثر الناس ويتيقّنوه.
والآيات متصلة بما سبقها سياقا وموضوعا كما هو واضح، والآية الثانية تدل على أن تحدي الكفار بإحياء آبائهم كان يتكرر منهم كلما كانوا ينذرون بالبعث والحساب الأخرويين. وقد مرّ في سورة الدخان السابقة مثال من ذلك. وقد تضمن أسلوبها وروحها تزييفا لحجة الكفار وتحديهم حيث قررت أن البعث المنذر به هو ليوم القيامة والحساب وحينما يحل الأجل المعين في علم الله. وقد جاءت الآية الثالثة بعدها لتدعمها بتقرير هذه الحقيقة ولعل الفقرة الأخيرة منها قد قصدت تقرير كون البعث متأتيا عن حكمة ربانية وكون محل تحقيقها هو يوم القيامة.
568
ولقد نبهنا في سياق تفسير آيات الدخان [٣٤- ٣٩] أن الردّ القرآني وحكمة عدم إجابة الكفار إلى تحديهم متسقة مع مشيئة الله في عدم إجابتهم إلى التحدي بالإتيان بمعجزة للبرهنة على ما في رسالة النبي ﷺ ودعواه بصلتها بالله من صدق وحقّ. فلا نرى حاجة إلى الإعادة ونكتفي بالقول: إن اتساق الرد هنا مع الردّ هناك دليل على صواب التوجيه والتنبيه إن شاء الله.
ولقد روى الطبري في سياق الآية الأولى حديثا عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «كان أهل الجاهلية يقولون: إنّما يهلكنا الليل والنهار وهو الذي يهلكنا ويميتنا ويحيينا فقال الله في كتابه وقالوا ما هي إلّا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلّا الدهر قال فيسبّون الدهر فقال الله تبارك وتعالى يؤذيني ابن آدم بسبّ الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلّب الليل والنهار» «١». وحديثا آخر عن أبي هريرة أيضا أن النبي ﷺ قال: «يقول الله استقرضت عبدي فلم يعطني وسبّني عبدي يقول وا دهراه وأنا الدهر». وحديثا ثالثا عن أبي هريرة كذلك عن النبي ﷺ قال: «إنّ الله قال لا يقولنّ أحدكم يا خيبة الدهر فإنّي أنا الدهر أقلّب ليله ونهاره وإذا شئت قبضتهما» حيث ينطوي في الأحاديث توضيح نبوي وعظي يجب على المسلم أن يقف عنده.
[سورة الجاثية (٤٥) : الآيات ٢٧ الى ٣٥]
وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ (٢٧) وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٢٨) هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٢٩) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (٣٠) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْماً مُجْرِمِينَ (٣١)
وَإِذا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيها قُلْتُمْ ما نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلاَّ ظَنًّا وَما نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (٣٢) وَبَدا لَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٣٣) وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْساكُمْ كَما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا وَمَأْواكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ (٣٤) ذلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آياتِ اللَّهِ هُزُواً وَغَرَّتْكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْها وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (٣٥)
(١) القسم الأخير الذي يبدأ بجملة: قال الله من هذا الحديث من مرويات البخاري أيضا، انظر التاج ج ٤ ص ٢٠٧.
569
(١) جاثية: من الجثو وهو الجلوس على الركب جلسة المتقاضي أمام قاضيه. أو الجلوس جلسة القرفصاء جلسة الانتظار لقضاء الله. وذكر بعض المفسرين أن معناها: متجمعة إلى بعضها منتظرة قضاء الله في أمرها.
(٢) لا يستعتبون: لا يطلب منهم تقديم الأعذار، أو لا تقبل منهم الأعذار، والأصل في معنى الاستعتاب إزالة العتب الناشئ من مساءة بالاعتذار عنها.
جاءت الآيات معقبة على الآيات السابقة، وعبارتها واضحة لا تحتاج إلى أداء آخر. وقد تضمنت توكيد حقيقة البعث وصدق الوعد بتحقيقه، وما يكون من شمول رحمة الله فيه للذين آمنوا وعملوا الصالحات، وما سوف يلقاه الكفار من خزي وتقريع ونار أبدية. كما تضمنت تذكيرهم بما كانوا يقولونه في جحود الساعة وشكهم فيها، وبما كانوا يقابلون به آيات الله من الهزء، وباغترارهم بالدنيا ونسيانهم هذا اليوم ونسيان الله لهم فيه مقابل ذلك وتقرير كون أعمالهم كانت تحصى عليهم وتكتب في كتاب الله فلن تقبل منهم الأعذار ولن يجدوا لهم من دون الله وليا ولا نصيرا.
وأسلوب الآيات قوي نافذ من شأنه أن يثير الرعب والخشية من الله في قلوب الكافرين والطمأنينة في قلوب المؤمنين وهو مما استهدفته كما هو المتبادر. وما ورد في الآيات من دعوة كل أمة إلى كتابها ومن قول الله عز وجل لهم: هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٢٩) قد ورد بأساليب أخرى في آيات سابقة وعلقناه على مداه بما يغني عن التكرار.
وتعبير نَنْساكُمْ كَما نَسِيتُمْ قد قصد به المقابلة اللفظية لأن الله عز وجل متنزه عن النسيان. والمتبادر أنه أريد به التناسي والإهمال أو إخراجهم من نطاق رحمة الله كما كانت هذه الرحمة تصيبهم في الدنيا.
570

[سورة الجاثية (٤٥) : الآيات ٣٦ الى ٣٧]

فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّماواتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٣٦) وَلَهُ الْكِبْرِياءُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٣٧)
. جاءت الآيتان خاتمة للسورة وخاتمة لحكاية مواقف الكفار وأقوالهم وإنذارهم والحملة عليهم جريا على أسلوب النظم القرآني في سور عديدة وبخاصة في سلسلة الحواميم. وهي خاتمة قوية حقا، فالله الذي أنزل آياته التي قررت ما قررت من ربوبيته الشاملة وعظمة كونه هو المستحق وحده للحمد وله وحده الكبرياء والتعالي فهو العزيز القوي الحكيم ربّ العالمين جميعا.
ولقد روى البغوي بطرقه في سياق الآية الأخيرة حديثا عن أبي هريرة قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله عزّ وجلّ: الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني في واحد منهما أدخلته النار». وفي الحديث صورة من صور التعليقات النبوية على الآيات على سبيل الوعظ والتنبيه. فالكبرياء والعظمة لا يمكن أن يكونا لغير الله المستغني عن غيره الذي هو الأعظم والأكبر من كل شيء فمن حاول التشبّه بالله فيهما انحرف عن الحق واستحق عذاب الله.
[تمّ بتوفيق الله الجزء الرابع ويليه إن شاء الله تعالى الجزء الخامس وأوله تفسير سورة أحقاف]
571
فهرس محتويات الجزء الرابع
تفسير سورة يوسف ٧ تعليق على ما روي من أسباب نزول الآيات ٨ تعليق على مقدمة قصة يوسف ١١ تعليق على الحلقة الأولى من قصة يوسف ١٣ تعليق على الحلقة الثانية من قصة يوسف ١٧ تعليق على الحلقة الثالثة من قصة يوسف ٢٠ تعليق على الحلقة الرابعة من قصة يوسف ٢٦ تعليق على الآيات التي أعقبت قصة يوسف ٢٨ استطراد إلى ما يفعله بعض المسلمين من أفعال فيها سمة من سمات الشرك ٢٩ توضيح لمدى سبيل الله وواجب المسلمين عامة ٣٠ تفسير سورة الحجر ٣٤ تعليق على ما في آية إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا...
من معجزة ٣٧ تعليق على مدى الآية كَذلِكَ نَسْلُكُهُ.. ٤٢
تعليق على آية وَلَقَدْ جَعَلْنا فِي السَّماءِ.. ٤٦
تعليق على أبواب جهنم السبعة ٤٨ تعليق على مدى جملة بِما أَغْوَيْتَنِي ٤٩ تعليق على جملة وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً... ٥٧
تعليق على آية لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ... ٥٨
تفسير سورة الأنعام ٦٣ تعليق على كلمة قرطاس ٦٦ تعليق على طلب الكفار استنزال الملائكة وردّ القرآن ٦٨ تعليق على الآية قُلْ أَيُّ شَيْءٍ... ٧٣
تعليق على جملة الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ... ٧٥ تعليق على جملة وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً... ٧٩
تعليق على جملة وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا... ٨٣
تعليق على جملة فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ.. ٨٤
تعليق على آية وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ.. ٨٦
تعليق على جملة مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ.. ٨٩
تعليق على آية قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي.. ٩٤
تعليق على الآية وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخافُونَ.. ٩٦
تعليق على الآية وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ.. ١٠١
بعض الأحاديث الواردة في قُلْ هُوَ الْقادِرُ.. ١٠٥
تعليق على آية وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ... ١٠٩
تعليق على جملة وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ بالنسبة للنبي ١١١ تعليق على الآية قُلْ أَنَدْعُوا مِنْ دُونِ... ١١٤
تعليق على وصف إبراهيم عليه السلام بالحنيف ١١٩ تعليق على الآية وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ١٢١ تعليق على جملة وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى... ١٢٣
تعليق على جملة وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى... ١٢٤
تعليق على الآية وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ... ١٣٠
تعليق على جملة لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ... ١٣١
تعليق على جملة وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ.. ١٣٤
تعليق على جملة كَذلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ... ١٣٥
تعليق على آية وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ... ١٣٦
تعليق على الآية وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ... ١٣٩
تعليق على الآية أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي... ١٤١
تعليق على آية فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ ١٤٣ تعليق على جملة إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ ١٤٧
572
تعليق على جملة وَإِنَّ كَثِيراً لَيُضِلُّونَ... ١٤٨
تعليق على الآية وَذَرُوا ظاهِرَ الْإِثْمِ... ١٥٠
تعليق على آية وَإِذا جاءَتْهُمْ آيَةٌ... ١٥٣
تعليق على جملة فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ... ١٥٦
تعليق على الآية وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً... ١٥٨
تعليق على تقاليد المشركين في الأنعام والحرث وقتل الأولاد ١٦٣ تعليق على الآية وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ... ١٦٧
تعليق على الآية فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى... ١٧١
تعليق على الآية قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ... ١٧١
تعليق على آية وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا... ١٧٧
تعليق على الآية سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا... ١٨٢
تعليق على جملة قُلْ هَلُمَّ شُهَداءَكُمُ الَّذِينَ... ١٨٤
تعليق على آية قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ... ١٨٥
تعليق على جملة لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها
١٨٨ تعليق على الآية ثُمَّ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ... ١٩٠
تعليق على موضوع ترجمة الكتب السماوية... ١٩٢
تعليق على جملة يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ... ١٩٥
تعليق على الآية إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا... ١٩٧
تعليق على الآية مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ... ٢٠١
تعليق على آية قُلْ إِنَّنِي هَدانِي رَبِّي... ٢٠٤
تعليق على جملة وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ... ٢٠٥
تفسير سورة الصافات ٢٠٧ تعليق على قصة إبراهيم عليه السلام ومسألة الذبح ٢٢٠ تعليق على جملة وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ ٢٢٤ تعليق على ما وصف بكذبات إبراهيم عليه السلام ٢٢٥ تعليق على قصة إلياس عليه السلام ٢٢٧ تعليق على اسم بعل ٢٢٨ تعليق على قصة لوط عليه السلام ٢٢٩ تعليق على قصة يونس عليه السلام ٢٣٠ تعليق على انصباب التنديد بالمشركين ٢٣٣ تعليق على جملة وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ... ٢٣٥
تعليق على آية وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ... ٢٣٦
تفسير سورة لقمان ٢٤٠ تعليق على الآية وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ... ٢٤٣
تعليق على وصف الجبال والسماء ٢٤٤ تعليق على شخصية لقمان وما في مواعظه من تلقين ٢٤٧ تعليق على حدود واجب الأولاد إزاء الآباء ٢٥٠ تعليق على وصف الشرك بالظلم العظيم ٢٥٢ تعليق على اختصاص الأم بالذكر ٢٥٢ تعليق على الجملة القرآنية على التمسك بتقاليد الآباء ٢٥٤ تعليق على جملة أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ... ٢٥٥
تعليق على رواية مدنية الآيات [٢٧- ٢٨- ٢٩] ٢٥٩ تعليق على آية إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ٢٦٣ تفسير سورة سبأ ٢٦٤ تعليق على جملة وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ... ٢٦٦
تعليق على قصة داود وسليمان في السورة ٢٧١ تعليق على قصة سبأ وسيل العرم ٢٧٥ تعليق على المحاورة بين الضعفاء والمستكبرين ٢٨٤ تعليق على جملة لَنْ نُؤْمِنَ بِهذَا الْقُرْآنِ... ٢٨٤
تعليق على جملة نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوالًا وَأَوْلاداً... ٢٨٨
أحاديث واردة في سياق الآية وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ... ٢٨٨
تعليق على جملة إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ... ٢٩٣
تفسير سورة الزمر ٢٩٧
573
تعليق على جملة إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ... ٢٩٩
تعليق على جملة خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ ٣٠١ تعليق على جملة إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ... ٣٠٢
تعليق على جملة قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ... ٣٠٥
تعليق على أمر الله للنبي في السورة بعبادة الله وحده ٣٠٧ تعليق على إلهام جملة وَأَرْضُ اللَّهِ واسِعَةٌ بالهجرة ٣٠٧ التلقين المنطوي في الآية قُلْ يا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا... ٣٠٩
تعليق على جملة قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ...
ونزوله على سبعة أحرف ٣١٨ تعليق على الآية ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ... ٣٢٤
تعليق على جملة فَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ ٣٣٥ تعليق على آية يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ... ٣٣٧
تعليق على جملة وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ... ٣٤١
تعليقات على الآية وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ٣٤٤ تفسير سورة غافر ٣٥٠ تعليق على جملة ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا ٣٥٢ تعليق على ما جاء عن الملائكة في هذه الآيات ٣٥٣ تعليق على جملة وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ... ٣٥٦
تعليق على جملة أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ ٣٥٨ تعليق على جملة وَما يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ ٣٦٠ تعليق على آية فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ... ٣٦٠
تعليق على قصة موسى وفرعون ومؤمن آل فرعون... ٣٦٥
استطراد إلى مذهب التقية بصورة عامة وعند الشيعيين خاصة ٣٦٨ تعليق على ذكر عاد وثمود ورسالة يوسف في الآيات ٣٧٠ تعليق على جملة النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا...
٣٧٢
تعليق على جملة إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا... ٣٧٧
تعليق على جملة وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ ٣٧٧ تعليق على موضوع الدجال ونزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان ٣٨٠ تعليق على جملة كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكافِرِينَ ٣٩٥ تعليق على روايات عدد الأنبياء ٣٩٦ تفسير سورة فصّلت ٤٠٤ تعليق على خلق السموات والأرض الوارد في السورة ٤٠٨ تعليق على التباين في المشاهد الأخروية ٤١٢ تعليق على الآية وَقَيَّضْنا لَهُمْ قُرَناءَ ٤١٣ تعليق على آية إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ... ٤١٧
تعليق على آية وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ... ٤١٩
تعليق على رواية عجيبة في صدد نزول الآية [٣٥] ٤٢٢ تعليق على عبادة الشمس والقمر عند العرب ٤٢٤ تعليق على جملة وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا... ٤٢٨
تعليق على جملة لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ... ٤٢٩
تفسير سورة الشورى ٤٣٥ رواية عجيبة عن سرّ حم عسق ٤٣٧ تعليق على حديث مروي في صدد الفقرة فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ... ٤٣٩
تعليق على جملة لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ٤٤١ تعليق على آية شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ... ٤٤٣
574
تعليق على جملة وَما تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ... ٤٤٦
تعليق على آية فَلِذلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ... ٤٤٧
تعليق على آية وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ... ٤٥٢
تعليق على جملة قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً... ٤٥٧
تعليق على آية وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ... ٤٦٥
تعليق على آية وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ ٤٦٦ تعليق على الآية وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ... ٤٦٨
تعليق على آيات وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ... ٤٧٣
تعليق على آية وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ... ٤٨٣
تفسير سورة الزخرف ٤٨٨ تعليق على آية أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ... ٤٨٩
تعليق على جملة أُمِّ الْكِتابِ ٤٩٠ تعليق على تكرار توكيد عروبة القرآن ٤٩٠ تعليق على ما احتوته الآيات [١٦- ١٨] من وصف الإناث ٤٩٤ تعليق على آية وَقالُوا لَوْ شاءَ الرَّحْمنُ ما عَبَدْناهُمْ... ٤٩٦
تعليق على آية وَكَذلِكَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ... ٤٩٩
تعليق على آية وَقالُوا لَوْلا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ... ٥٠١
تعليق على جملة وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ... ٥٠٢ تعليق على جملة وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ... ٥٠٦
تعليق على آية وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ... ٥٠٨
تعليق على آية وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذا قَوْمُكَ... ٥١٥
تعليق على جملة ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا... ٥١٦
تعليق على تأويل الشيعة للآية فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ... ٥١٨
تعليق على خبر نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان ٥١٩ تعليق على رسالة عيسى عليه السلام لقومه وشخصيته وأقواله ٥٢١ تعليق على صحاف الذهب وأكواب الذهب ٥٢٤ تعليق على اسم مالك خازن النار واستطراد إلى الملائكة ٥٢٦ تعليق على جملة فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ ٥٣٢ تفسير سورة الدخان ٥٣٤ تعليق على آية إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ ٥٣٦ تعليق على آية فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ... ٥٣٩
تعليق على توالي الإنذار بانتقام الله ٥٤٣ تعليق على تعبير وَقالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ ٥٤٤ تعليق على آية وَلَقَدِ اخْتَرْناهُمْ عَلى عِلْمٍ... ٥٤٧
تعليق على جملة فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ ٥٤٨ تعليق على آية فَأْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ٥٥٢ تعليق على السندس والإستبرق ٥٥٦ تفسير سورة الجاثية ٥٥٧ تعليق على آية قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا... ٥٦١
تعليق على آية أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ... ٥٦٦
575
الجزء الخامس
السور المفسرة في هذا الجزء «١» ١- الأحقاف.
٢- الكوثر.
٣- الغاشية.
٤- الكهف.
٥- النحل.
٦- نوح.
٧- إبراهيم.
٨- الأنبياء.
٩- المؤمنون.
١٠- السجدة.
١١- الطور. ١٢- الملك.
١٣- الحاقة.
١٤- المعارج.
١٥- النبأ.
١٦- النازعات.
١٧- الانفطار.
١٨- الانشقاق.
١٩- الروم.
٢٠- العنكبوت.
٢١- المطففون.
٢٢- الرعد.
(١) انظر الفهرست المفصل في آخر الجزء.
5
Icon