ﰡ
وقال سعيد عن قتادة :" هو فتح مكة ". قال أبو بكر : أبان عن فضيلة الإنفاق قبل الفتح على ما بَعْدَهُ لعِظَمِ عناء النفقة فيه وكثرة الانتفاع به ؛ ولأن الإنفاق في ذلك الوقت كان أشدّ على النفس لقلة المسلمين وكثرة الكفار مع شدة المحنة والبلاء وللسبق إلى الطاعة، ألا ترى إلى قوله :﴿ الذين اتبعوه في ساعة العسرة ﴾ [ التوبة : ١١٧ ] وقوله :﴿ والسابقون الأولون ﴾ [ التوبة : ١٠ ] ؟ فهذه الوجوه كلها تقتضي تفضيلها.
وجعل قوله :﴿ وَالشُّهَدَاءُ ﴾ صفة لمن تقدم ذكره من المؤمنين ؛ وهو قول عبدالله ومجاهد.
وقال ابن عباس ومسروق وأبو الضحى والضحاك :" هو ابتداء كلام وخبره :﴿ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورهُمْ ﴾ ".
ورُوي عن أبي أمامة الباهلي قال :" كان ناس من بني إسرائيل ابتدعوا بِدَعاً لم يكتبها الله عليهم ابتغوا بها رضوان الله فلم يَرْعَوْها حق رعايتها، فعابهم الله بتركها فقال :﴿ وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا ﴾ الآية ".