تفسير سورة الرّوم

تفسير الشافعي
تفسير سورة سورة الروم من كتاب تفسير الشافعي .
لمؤلفه الشافعي . المتوفي سنة 204 هـ

٣٥٥- قال الشافعي : واعلموا أن الله تعالى قادر على إعادة الخلق بعد إفنائه. وقالت الكرامية١ : يعيد مثله، فأما عينه فلا. والدليل عليه : هو أن الإعادة حدوث عن العدم بعد تقدم وجوده. والعدم بعد الوجود كالعدم قبل الوجود، لا يتزايد. فلو استحال أن يخلقه الله بعد العدم ثانيا لاستحال أن يخلقه أولا، فلما بطل ذلك وصحَّ خلقه ابتداء فكذلك إعادته ثانيا، لأن قدرته تعالى باقية والموانع مرتفعة، فصحَّ أن يحدثه ثانيا كما أحدثه أولا، وقال الله تعالى :﴿ وَهُوَ اَلذِى يَبْدَؤُا اَلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ﴾. ( الكوكب الأزهر شرح الفقه الأكبر ص : ٢١. )
ــــــــــــ
٣٥٦- قال الشافعي في قول الله عز وجل :﴿ وَهُوَ اَلذِى يَبْدَؤُا اَلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ﴾ قال : معناه هو أهون عليه ـ في العبرة عندكم ـ مما كان، يقول للشيء كن، فيخرج مفصلا بعينيه وأذنيه وسمعه ومفاصله وما خلق الله فيه من العروق. فهذا ـ في العبرة ـ أشد من أن يقول لشيء قد كان : عدْ إلى ما كنت.
قال : فهو إنما هو أهون عليه في العبرة عندكم، ليس أن شيئا يعظم على الله عز وجل. ( أحكام الشافعي : ١/٤١. ون مناقب الإمام الشافعي ص : ١٨٧. )
١ - الكرامية أصحاب محمد بن كرام، فرقة من المرجئة، يزعمون أن الإيمان هو الإقرار والتصديق باللسان دون القلب، وأنكروا أن يكون معرفة القلب أو شيء غير التصديق باللسان إيمانا، وزعموا أن المنافقين الذين كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا مؤمنين على الحقيقة، وزعموا أن الكفر بالله هو الجحود والإنكار له باللسان. مقالات الإسلاميين ص: ١٤١. ون الرائد في علم العقائد ص: ٤٦-٤٧..
Icon