ﰡ
مكية في قول الجمهور، وقيل: فيها مدني قوله: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ﴾ على تأويل من قال: إنها حكاية حال عن المنافقين في القيامة، وآيها: خمسون آية، وحروفها: ثماني مئة وستة عشر حرفًا، وكلمها: مئة وإحدى وثمانون كلمة.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (١)﴾.[١] ﴿وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا﴾ يعني: الملائكة التي أرسلت بالمعروف من أمر الله ونهيه، و ﴿وَالْمُرْسَلَاتِ﴾ نصب على الحال.
...
﴿فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا (٢)﴾.
[٢] ﴿فَالْعَاصِفَاتِ﴾ يعني: الرياح الشديدة الهبوب ﴿عَصْفًا﴾ مصدر.
...
﴿وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا (٣)﴾.
[٣] ﴿وَالنَّاشِرَاتِ﴾ يعني: الرياح اللينة ﴿نَشْرًا﴾ مصدر أيضًا.
[٤] ﴿فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا﴾ يعني: الملائكة تأتي بما يفرق بين الحق والباطل.
...
﴿فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا (٥)﴾.
[٥] ﴿فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا﴾ يعني: الملائكة تلقي الذكر إلى الأنبياء. قرأ أبو عمرو، وخلاد عن حمزة بخلاف عنه: بإدغام التاء في الذال، وقرأ الباقون: بالإظهار (١).
...
﴿عُذْرًا أَوْ نُذْرًا (٦)﴾.
[٦] ﴿عُذْرًا﴾ قرأ يعقوب من رواية روح: بضم الذال، والباقون: بإسكانها ﴿أَوْ نُذْرًا﴾ قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف، وحفص عن عاصم: بإسكان الذال، والباقون: بضمها (٢)، فإسكان الذال فيهما على أنهما مصدران، وضم الذال يصح معه المعنى، ويصح أن يكون جمعًا لنذير وعاذر اللذين هما اسم فاعل، والمعنى: أن الذكر يلقى بإعذار وإنذار، وأما النصب في قوله: (عُذْرًا أَوْ نُذْرًا)، فيصح إذا كانا مصدرين أن يكون ذلك
(٢) انظر: "التيسير" للداني (ص: ٢١٨)، و"تفسير البغوي" (٤/ ٥٣٢)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٢/ ٢١٧)، و"معجم القراءات القرآنية" (٨/ ٣٣ - ٣٤).
...
﴿إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (٧)﴾.
[٧] وجواب القسم: ﴿إِنَّمَا تُوعَدُونَ﴾ من البعث والعذاب ﴿لَوَاقِعٌ﴾ كائن لا محالة.
...
﴿فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (٨)﴾.
[٨] ثم ذكر متى يقع فقال: ﴿فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ﴾ مُحِيَ نورُها.
...
﴿وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ (٩)﴾.
[٩] ﴿وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ﴾ شُقَّت.
...
﴿وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ (١٠)﴾.
[١٠] ﴿وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ﴾ قُطعت من أماكنها (٢).
(٢) في "ت": "أساكنها".
[١١] ﴿وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ﴾ قرأ أبو عمرو، وأبو جعفر بخلاف عن الثاني: (وُقِّتَتْ) بواو مضمومة مبدلة من الهمزة، واختلف عن أبي جعفر في تخفيف القاف وتشديدها، وقرأ الباقون: (أُقِّتَتْ) بالهمز وتشديد القاف (١)، وهما لغتان، والعرب تعاقب بين الواو والهمزة؛ كقولهم وَكَّدْتُ، وأَكَّدْتُ، ووَرَّخْتُ، وأَرَّخْتُ، ومعناهما: جُمعت لميقات يوم معلوم، وهو يوم القيامة؛ ليشهدوا على الأمم.
...
﴿لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (١٢)﴾.
[١٢] ﴿لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (١٢)﴾ أُخرت، وضرب الأجل لجمعهم، يعجِّبُ العبادَ من ذلك اليوم.
...
﴿لِيَوْمِ الْفَصْلِ (١٣)﴾.
[١٣] ثم بين تعالى فقال: ﴿لِيَوْمِ الْفَصْلِ﴾ بين الخلائق.
...
﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ (١٤)﴾.
[١٤] ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ﴾ من أين تعلم كنهه ولم تر مثله؟
[١٥] ﴿وَيْلٌ﴾ مبتدأ وهو نكرة لما فيه من معنى الدعاء قال ابن عباس: "ويلٌ: واد في جهنم" (١) ﴿يَوْمَئِذٍ﴾ ظرفه ﴿لِلْمُكَذِّبِينَ﴾ بالبعث.
...
﴿أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ (١٦)﴾.
[١٦] ﴿أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ﴾ يعني: الأمم الماضية حين كذبوا رسلهم.
...
﴿ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ (١٧)﴾.
[١٧] ﴿ثُمَّ﴾ نحن ﴿نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ﴾ السالكين سبيلَهم في الكفر والتكذيب؛ يعني: كفار مكة.
...
﴿كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (١٨)﴾.
[١٨] ﴿كَذَلِكَ﴾ مثلَ فعلنا بالمكذبين ﴿نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ﴾ بكل من أجرم.
...
﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (١٩)﴾.
[١٩] ﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ﴾ كرره في هذه السورة عشر مرات مبالغةً في التهديد؛ نحو: ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾.
[٢٠] ﴿أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ﴾ ضعيف، والمراد: المني. واتفق القراء على إدغام القاف في الكاف في هذا الحرف، وذكر النقاش أنه في قراءة ابن كثير، ونافع براوية قالون، وعاصم في رواية حفص: بالإظهار، قاله في "الإيضاح".
...
﴿فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (٢١)﴾.
[٢١] ﴿فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ﴾ موضع حريز (١)، وهو الرحم.
...
﴿إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ (٢٢)﴾.
[٢٢] ﴿إِلَى قَدَرٍ﴾ أي: مؤخرًا إلى مقدار من الزمان ﴿مَعْلُومٍ﴾ وهو وقت الولادة.
...
﴿فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ (٢٣)﴾.
[٢٣] ﴿فَقَدَرْنَا﴾ قرأ نافع، وأبو جعفر، والكسائي: (فَقَدَّرْنَا) بتشديد الدال؛ من التقدير؛ أي: قدرناه تقديرًا مرة بعد مرة، وقرأ الباقون: بتخفيفها؛ من القدرة (٢).
(٢) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٦٦٦)، و"تفسير البغوي" (٤/ ٥٣٣)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٢/ ٣٩٧)، و"معجم القراءات =
...
﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (٢٤)﴾.
[٢٤] ﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ﴾ بقدرتنا على ذلك.
...
﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا (٢٥)﴾.
[٢٥] ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا﴾ أوعيةً، جمع كافت، وهو الوعاء.
...
﴿أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا (٢٦)﴾.
[٢٦] ﴿أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا﴾ منتصبان بـ (كِفَاتًا) على المفعولية، فالأرض تكفتُ الأحياء على ظهرها، وتكفتُ الأموات في بطنها.
...
﴿وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا (٢٧)﴾.
[٢٧] ﴿وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ﴾ جبالًا ﴿شَامِخَاتٍ﴾ مرتفعاتٍ ثوابتَ.
﴿وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا﴾ عذبًا.
...
(١) انظر: "تفسير القرطبي" (١٩/ ١٦٠).
[٢٨] ﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ﴾ بأمثال هذه النعم.
...
﴿انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (٢٩)﴾.
[٢٩] ثم أخبر تعالى أنه يقال لهم يوم القيامة: ﴿انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ﴾ من العذاب ﴿تُكَذِّبُونَ﴾ في الدنيا.
...
﴿انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ (٣٠)﴾.
[٣٠] ﴿انْطَلِقُوا﴾ تكرير للأول ﴿إِلَى ظِلٍّ﴾ يعني: إلى دخان جهنم. قرأ رويس عن يعقوب: (انْطَلَقُوا) الحرف الثاني بفتح اللام، والباقون: بكسرها (١).
﴿ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ﴾ لأنه إذا ارتفع، افترق ثلاث فرق؛ لعظمته. قرأ أبو عمرو: (ثَلاَث شُّعَبٍ) بإدغام الثاء في الشين (٢).
...
﴿لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ (٣١)﴾.
[٣١] ﴿لَا ظَلِيلٍ﴾ نعت (ظِلٍّ)؛ أي: لا كَنينٍ يُظلهم من حر ذلك اليوم.
(٢) انظر: "الغيث" للصفاقسي (ص: ٣٧٩)، و"معجم القراءات القرآنية" (٨/ ٣٧).
...
﴿إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (٣٢)﴾.
[٣٢] ﴿إِنَّهَا﴾ أي: النار ﴿تَرْمِي بِشَرَرٍ﴾ جمع شرارة، وهو ما تطاير من النار، كلُّ شرارة ﴿كَالْقَصْرِ﴾ وهو البناء العظيم.
...
﴿كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ (٣٣)﴾.
[٣٣] ثم رد الضمير إلى لفظ النار دون معناها، فقال: ﴿كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ﴾ قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وحفص عن عاصم: (جِمَالَةٌ) بغير ألف بعد اللام مع كسر الجيم على جمع جَمَل، وقرأ الباقون: بالألف، جمع (جمالة) التي هي جمع جَمَل، ومنهم رويس عن يعقوب: بضم الجيم، والباقون: بكسرها، فمن قرأ بضم الجيم، أراد الأشياء العظام المجموعة، والقراءة بالكسر قال ابن عباس وسعيد بن جبير: "هي حبال سفن البحر، يُجمع بعضُها إلى بعض لتكون كأوساط الرجال" (١) ﴿صُفْرٌ﴾ جمع أصفر؛ يعني: لون النار؛ فإن الشرار لما فيه من النارية يكون أصفر، وشبه الشرار بالقصر؛ لعظمه، وبالجمال للعظم والطول واللون، وهذا تشبيه بما يشاهد.
وذكره البغوي في "تفسيره" (٤/ ٤٣٥)، والثعلبي في "تفسيره" (١٠/ ١١١)، عن سعيد بن جبير.
[٣٤] ﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ﴾.
...
﴿هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ (٣٥)﴾.
[٣٥] ﴿هَذَا﴾ مبتدأ، خبره:
﴿يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ﴾ أي: هذا المذكور في يوم لا ينطقون فيه (١) خوفًا ودهشًا.
...
﴿وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ (٣٦)﴾.
[٣٦] ﴿وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ﴾ بالاعتذار (٢) ﴿فَيَعْتَذِرُونَ﴾ عطف ﴿فَيَعْتَذِرُونَ﴾ على ﴿يُؤْذَنُ لَهُمْ﴾ فلا يعتذرون.
...
﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (٣٧)﴾.
[٣٧] ﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ﴾.
...
﴿هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ (٣٨)﴾.
[٣٨] ﴿هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ﴾ بين الخلائق ﴿جَمَعْنَاكُمْ﴾ أيها المكذبون من هذه الأمة ﴿وَالْأَوَّلِينَ﴾ من المكذبين من قبلكم، فتحاسبون جميعًا.
...
(٢) في "ت": "في الاعتذار".
[٣٩] ﴿فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ﴾ حيلة تدفعون بها عنكم العذاب ﴿فَكِيدُونِ﴾ فاحتالوا لأنفسكم. قرأ يعقوب: (فَكِيدُونِي) بإثبات الياء، والباقون: بحذفها (١).
...
﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (٤٠)﴾.
[٤٠] ﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ﴾ إذ لا حيلة لهم.
...
﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ (٤١)﴾.
[٤١] ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ﴾ من الشرك؛ لأنهم في مقابلة المكذبين.
﴿فِي ظِلَالٍ﴾ جمع ظل؛ أي: في ظلال الشجر.
﴿وَعُيُونٍ﴾ ماء. قرأ ابن كثير، وحمزة، والكسائي، وأبو بكر، وابن ذكوان: بكسر العين، والباقون: بضمها (٢).
...
﴿وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ (٤٢)﴾.
[٤٢] ﴿وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ﴾.
(٢) انظر: "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: ٤٣١)، و"معجم القراءات القرآنية" (٨/ ٤٠).
[٤٣] ويقال لهم: ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا﴾ بلا داء ولا تخمة.
﴿بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ في الدنيا بطاعتي.
...
﴿إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (٤٤)﴾.
[٤٤] ﴿إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾ في العقيدة.
...
﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (٤٥)﴾.
[٤٥] ﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ﴾.
...
﴿كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (٤٦)﴾.
[٤٦] ثم قال لكفار مكة: ﴿كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا﴾ في الدنيا (١).
﴿إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ﴾ كافرون مستحقون للعذاب.
...
﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (٤٧)﴾.
[٤٧] ﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ﴾ حيث عَرَّضوا أنفسهم للعذاب الدائم بالتمتع القليل.
...
[٤٨] ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا﴾ صَلُّوا ﴿لَا يَرْكَعُونَ﴾ قال ابن عباس: "إنما يقال لهم هذا يوم القيامة حين يُدعون إلى السجود فلا يستطيعون" (١). قرأ الكسائي، وهشام، ورويس: (قِيلَ) بإشمام القاف الضم (٢).
...
﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (٤٩)﴾.
[٤٩] ﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ﴾.
...
﴿فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (٥٠)﴾.
[٥٠] ﴿فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ﴾ بعدَ القرآن ﴿يُؤْمِنُونَ﴾ إذا لم يؤمنوا به؟! وهذا توقيف وتوبيخ. وروي عن يعقوب أنه قرأ: (تُؤْمِنُونَ) بالخطاب على المواجهة، ورويت عن ابن عامر، قاله ابن عطية في "تفسيره" (٣)، والله أعلم.
* * *
(٢) انظر: "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: ٤٣١)، و"معجم القراءات القرآنية" (٨/ ٤١).
(٣) انظر: "المحرر الوجيز" لابن عطية (٥/ ٤٢٢)، و"معجم القراءات القرآنية" (٨/ ٤١).