ﰡ
﴿ تنزيل الكتاب... ﴾ مبتدأ خبره " من رب العالمين ". وجملة " لا ريب فيه " أي في كونه منزلا منه تعالى معترضة بينهما، أو حال من " الكتاب ".
﴿ لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك ﴾ [ آية ٤٦ القصص ص ١٣٨ ].
﴿ ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع ﴾ ليس لكم إذا جاوزتم رضاه ولي أي ناصر ينصركم إن أراد بكم ضرا، ولا شفيع يشفع لكم عنده. وأصل الشفاعة : الانضمام إلى آخر ناصرا له سائلا عنه : وأكثر ما يستعمل في انضمام من هو أعلى حرمة ومرتبة إلى من هو أدنى.
واليوم : يوم القيامة، ويتفاوت طوله بحسب اختلاف الشدة، فيعادل في حالة ألف سنة من سنى الدنيا، وفي حالة خمسين ألفا منها. أي يحكم الله شئون الدنيا كلها السماوية والأرضية إلى أن تقوم الساعة.
أي يريدها محكمة متقنة حسبما تقتضيه الحكمة، ثم تصير كلها إليه في يوم القيامة، وهو اليوم الذي لا حكم فيه لسواه ولا ملك لغيره " لمن الملك اليوم لله الواحد القهار " ١ ليحكم فيما شأنه أن يحكم فيه بما يريد. ثم وصف هذا اليوم بما يفيد الشدة وعظم الهول، وأنه إذا قيس بأيام الدنيا كان كألف سنة منها، وقد يكون كخمسين ألفا. وإذا كانت صيرورة الأمر كله إليه يوم القيامة، فكيف يكون للمشركين فيه من دون الله ولي أو شفيع ! ؟
وهو عذاب الدنيا ؛ كالأسقام والمصائب والجذب.