تفسير سورة الغاشية

معاني القرآن للفراء
تفسير سورة سورة الغاشية من كتاب معاني القرآن للفراء المعروف بـمعاني القرآن للفراء .
لمؤلفه الفراء . المتوفي سنة 207 هـ

وقوله عزَّ وجلَّ: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (١٤) عمِل بالخير وتصدق، وَيُقَال: قَدْ أفلح من تزكى: تصدق قبل خروجه يوم العيد.
وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (١٥) شهد الصلاة مَعَ الْإِمَام.
وقوله عزَّ وجلَّ: بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا (١٦) اجتمع القراء عَلَى التاء، وهي فِي قراءة أبيّ: «بَلْ أَنْتُمْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ» تحقيقًا لمن قَرَأَ بالتاءِ «١».
وَقَدْ قَرَأَ بعض القراء: «بَلْ يُؤْثِرُونَ «٢» ».
وقوله عزَّ وجلَّ: إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى (١٨) يَقُولُ: مَن ذكر اسم ربه فصلى وعمل بالخير، فهو فِي الصحف الأولى كما هُوَ فى القرآن.
ومن سورة الغاشية
[تصلى، وتُصْلَى «٣» ] (٤) قراءتان.
وقوله عزَّ وجلَّ: لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ (٦) وهو نبت يُقال لَهُ: الشِّبْرِق، وأهل الحجاز يسمونه الضريع إِذَا يبس، وهو «٤» سم.
وقوله عزَّ وجلَّ: لا يُسْمَعُ فِيها لاغِيَةً «٥» (١١) :
حالفة عَلَى كذب، وقرأ عاصم والْأَعْمَش وبعض القراء: «لا تَسْمَعُ» بالتاء، وقرأ بعض أهل
(١) فى ش: على التاء.
(٢) قرأ بها عبد الله وأبو رجاء والحسن والجحدري وأبو حيوة وغيرهم. (البحر المحيط: ٨/ ٤٦٠).
(٣) قوله: تصلى تصلى بعد سورة الأعلى، وأول سورة الغاشية.
(٤) فى ش: فهو.
(٥) قال فى الإتحاف (٢٧٠) :«واختلف فى (لا يسمع فيها لاغية) : فنافع بالتاء من فوق مضمومة بالبناء للمفعول (لاغية) بالرفع على النيابة وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ورويس بياء من تحت مضمومة بالبناء للمفعول أيضا (لاغية) بالرفع، على ما تقدم، والباقون بفتح التاء من فوق ونصب (لاغِيَةً) على المفعولية».
المدينة: «لا يُسمع فيها لاغيةٌ» : ولو قرئت: «لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً» وكأنه للقراءة موافق لأن رءوس الآيات أكثرها بالرفع «١».
وقوله عزَّ وجل: فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (١٣) يُقال: مرفوعة مرتفعة: رفعت لهم، أشرفت، وَيُقَال: مخبوءة «٢» رفعت لهم.
وقوله عزَّ وجلَّ: وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ (١٥) بعضها إلى جنب بعض، وهي الوسائد واحدها: نُمْرُقة. قَالَ: وسمعت بعض كلب يَقُولُ: نِمْرِقة [بِكسر النون والراء] «٣».
وقوله عزَّ وجلَّ: وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (١٦) هِيَ: الطنافس التي لها خَمْل رقيق (مَبْثُوثَةٌ) : كثيرة.
وقوله عزَّ وجلَّ: أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (١٧) عجّبهم من حمل الإبل أنها تحمل وِقرها باركة ثُمَّ تنهض بِهِ، وليس شيء من الدواب يطيق ذَلِكَ إلّا البعير.
وقوله عزَّ وجل: لَسْتَ عَلَيْهِمْ بمسيطر (٢٢) بمسلّط، والكتاب (بِمُصَيْطِرٍ)، و (الْمُصَيْطِرُونَ «٤» ) : بالصاد والقراءة بالسين «٥»، ولو قرئت بالصاد كَانَ مَعَ الكتاب وكان صوابًا.
وقوله عزَّ وجلَّ: إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (٢٣) تكون مستثنيًا من الكلام الَّذِي كَانَ التذكير يقع عَلَيْهِ وإن لم يُذكَر، كما تَقُولُ فِي الكلام:
اذهب فعِظ وذكِّر، وعُمّ إلا من لا تطمع فِيهِ، ويكون أن تجعل: (من تولّى وكفر) منقطعا
(١) فى ش: الرفع.
(٢) فى ش: مخبوة. [.....]
(٣) مزيد بين السطور فى ب، وساقط فى ش.
(٤) سورة الطور الآية: ٣٧.
(٥) قرأ بالسين هشام، واختلف عن قنبل وابن ذكوان وحفص (الإتحاف: ٤٣٨).
Icon