ﰡ
[الجزء الاول]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
تقديم
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ. الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ. إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ. اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ. صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ بسم الله نستفتح خزائن علمه، ونطرق أبواب حكمته، وبحمد الله نستقبل مواطر فضله، ونرجو المزيد من غيوث رحمته.. وبالصلاة والسلام على رسول الله نتزود بخير زاد، فى صحبتنا لكتاب الله، الذي نزل به الروح الأمين على قلبه، هدى ورحمة للعالمين! فسبحانك اللهمّ وبحمدك، وتبارك اسمك وتعالى جدّك، والصلاة والسلام على النبي الأمى، الذي بعثته فى الأميين رسولا يتلو عليهم آياتك ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، فحمل الأمانة، وأدى الرسالة، وجاهد فى الله حقّ جهاده، حتى أجلى غواشى الشرك من القلوب، وقشع ضلالات الجهل عن العقول، وغزا بالقرآن أمة ركبها الضلال، واستبد بها العمى، فصابها بصوب حكمته، وأدبها بأدب نبوته، وصاغها صياغة جديدة، فإذا هى أمة غير الأمة، وناس غير الناس، حتى لقد استأهلت أن تلبس هذا الوصف الكريم الذي وصفها الله به فى كتابه الكريم إذ قال سبحانه: «كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ» ! فالأمة الإسلامية هى أمة القرآن، إليه يردّ أصلها، وبه يعرف نسبها، ومنه نسجت وتنسج ما لبست وتلبس من حلل العزة والكرامة والسيادة،أطعمهم الله خير طعام، تشتهيه النفس، وتطيب معه الحياة، فأنزل عليهم المنّ والسّلوى.. مائدة من السماء.. يجدونها حيث يشاءون، حاضرة عتيدة بين أيديهم، لا يتكلفون لها جهدا، ولا يبذلون من أجلها دانقا أو درهما!! ومع هذا، فقد عافت نفوسهم هذا الطعام السماوي.. الطيب الكريم،
وقد كشف القرآن عن هذا الموقف اللئيم، الذي وقفوه إزاء هذه النعمة الكريمة، فقال تعالى:
«وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نَصْبِرَ عَلى طَعامٍ واحِدٍ فَادْعُ لَنا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِها وَقِثَّائِها وَفُومِها وَعَدَسِها وَبَصَلِها قالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ ما سَأَلْتُمْ. وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ... »
(٦١: البقرة).
فهذه مائدة كانت ممدودة لهم من السماء، وكان جديرا بالقوم أن يعيشوا فيها، وأن يهنئوا بها.. ولو أنهم فعلوا ما زايلهم هذا الخير أبدا، ولعاشت فيه أجيالهم جيلا بعد جيل، يطعمون من هذا الطعام الطيب الكريم، الذي تصفو عليه النفوس، وتنتعش الأرواح، كما تصح عليه الأبدان!! ومن يدرى؟ فلعله لو ذهب بنو إسرائيل بهذه التجربة إلى غايتها، لتغير وجه الحياة الإنسانية بهم، ولظهرت فى الحياة سلالات بشرية لا تحمل معدة الحيوان، ولا بهيمية البهائم.. ولكن الله بالغ أمره! «قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً» (٣: الطلاق).
فبدّل الله نعمة القوم نقمة، وضربهم بالذّلة والمسكنة، فما استقام لهم بعدها وجه فى الحياة، ولا كان لهم فيها من زاد إلا السحت الخبيث من الطعام، يختلسونه اختلاسا، مما يأكل الناس والأنعام! «وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ
(١٧٥- ١٧٦: الأعراف).
ونحن- المسلمين- ماذا كان منا اليوم فى شأن هذا الكتاب الكريم الذي بين أيدينا؟
لقد أنزله الله علينا مائدة من السماء، حافلة بالطيبات من الرزق، محملة بالكريم الغدق من النعم! فذالكم هو «القرآن الكريم» الذي وصفه الله سبحانه وتعالى بقوله:
«وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ» (٨٢: الإسراء)..
والذي يقول فيه النبىّ صلوات الله وسلامه عليه: «القرآن مأدبة الله، فتعلموا من مأدبته».
ففى مأدبة الله هذه.. الشفاء والرحمة.. وإن المائدة التي أعدّها الله للمسلمين، ووضعها بين أيديهم ليست على شاكلة تلك المائدة التي أنزلها على بنى إسرائيل طعاما يغذّى الأجسام، ويشبع البطون.
إن المائدة الممدودة للمسلمين، مائدة يتغذى منها العقل والروح، فتتخلق منها ملكات علوية، ووجدانات ربانية. بها يسمو الإنسان ويعلو، وبها ينتصر على هذا الضعف الإنسانى، وينتصر على تلك النزعات الحيوانية، المندسّة فى كيانه.
ولهذا يقول الرسول الكريم عن تلك المأدبة: «فتعلموا من مأدبته» ولم يقل: «فكلوا من مأدبته».. ذلك أن القرآن مأدبة علم وحكمة وخلق، وليس مأدبة معدة، ولا طعام بطون!!
فمن شأن القرآن أن يقيم المتصلين به على طريق الحق، فيأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويؤمنون بالله! إن الذي يستقيم على دعوة القرآن، لهو إنسان سليم فى كيانه، معافى فى نفسه، ثم هو مع ذلك قادر على أن يحمل الهدى إلى غيره، فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويكون خليفة الله فى الأرض، وخليفة الرسول فى الدعوة إلى الله، وهداية الناس إليه.
ولكن صحبة المسلمين للقرآن لم تكن قائمة على العدل والإحسان فى جميع الأحوال.. فكثيرا ما أساء المسلمون تلك الصحبة، وأوسعوها جفاء وعقوقا، حيث يعيش القرآن فيهم غريبا.. لا يقفون عنده، ولا يلتفتون إليه، ولا يتدبرون آياته، ولا يتلقون بعض ما فيه من خير وهدى! والجفوة التي بين المسلمين وبين القرآن الكريم جفوة غليظة مستحكمة، قد تداعت عليها دواع كثيرة، أحكمت بنيانها، وثبتت دعائمها، فلم يعد بين المسلمين وبين القرآن طريق يصلهم به إلا تلك الطرق الدارسة الطامسة، التي تتصاعد منها أتربة وأدخنة، تعمّى على الناظر منهم فى كتاب الله، وجوه الحق والخير التي فيه.
أولا: هذه الخلافات السياسية والمذهبية التي وقعت بين المسلمين منذ أعقاب الخلافة الراشدة، فانعكست آثار هذه الخلافات السياسية والمذهبية
وكان من هذا أن تشعبت مسائل الدين بين الطوائف المختلفة، اختلافا دينيا سياسيا، والتي انقسمت كل طائفة منها على نفسها، فكانت فرقا تبلغ المئات عدا.. وقد ذهبت كل فرقة فى الدين مذهبا، وأقامت لمذهبها حجته من كتاب الله، وسنة رسول الله.. وهذا هو أفدح ما فى الأمر، وأشنع ما فى هذا الخلاف! فالمسألة الواحدة من مسائل الدين، تأخذ دورة طويلة لا تكاد تنتهى أبدا، فلا يكاد المسلم يمسك منها بطرف حتى تجره جرا إلى مسائل كثيرة، تتولد منها وتتفرع، وتبيض وتفرخ، وإذا هو أمام عشرات من الصور «المهزوزة» للأمر الواحد، والمسألة الواحدة.. تتراقص فى محيط تفكيره، كما يتراقص الشبح فى ضوء مصباح، عبثت بذبالته الريح.. فى يوم عاصف! وهذا ما نجده فى كل أمر من أمر ديننا نرجع فيه إلى الفقه الإسلامى، الذي صادف تدوينه، تلك الفترة التي تمزقت فيها الوحدة الإسلامية، وتمزق معها العقل الإسلامى! وثانيا: التعويل على هذا الفقه تعويلا كاملا، وربط المسلمين به ربطا محكما، حتى لقد أصبح عند كثير من علماء المسلمين، وفقهائهم- على امتداد العصور
من أجل هذا «تميّعت» مسائل الدين، وغامت فى أنظار المسلمين، فهم إنما يطوفون بها فى إجلال وتقديس، أشبه بإجلال المجهول وتقديسه، لا يقوم فى النفس مقاما ثابتا مطمئنا أبدا، بل سرعان ما يذهب ذلك الشبح الباهت إذا طلع عليه بصيص من نور، أو لمعة من سراب! والقرآن- من غير شك أو جدال- هو مصدر الشريعة الإسلامية، وهو دستورها القائم أبد الدهر..
وقد استغنى به المسلمون فى الصدر الأول للإسلام، فأغناهم عن كل شىء..
لا يمدون أبصارهم إلى غيره، ولا يأخذون لدينهم ودنياهم إلا بما توحى به إليهم كلماته، وتومىء به إليهم آياته! وطبيعى أن هذا الذي نقوله عن كتاب الله، نقوله كذلك فيما ثبت من سنة رسول الله، القولية والفعلية، إذ كانت السنة المطهرة تطبيقا شارحا لكتاب الله، وفى هذا يقول الله تعالى: «وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا» (٧: الحشر).
وبهذا الفهم لكتاب الله، يتحقق لنا أمران:
أولهما: اتصالنا بكتاب الله اتصالا وثيقا، قائما على معرفة به، وتذوق لجنى طعومه الطيبة، وهذا مما يجعل لتلاوتنا للقرآن، أو استماعنا لتلاوته أثرا فى نفوسنا، ووقعا على قلوبنا، وتجاوبا مع آدابه، واستجابة لنداءته.. فيما يدعو إليه، من أمر بالمعروف، ونهى عن المنكر! وثانيهما: تصور مسائل الدين تصورا واضحا محددا، بلا ذيول، ولا معلقات..
وبهذا يعرف المسلم الحكم قاطعا، فيما أحل الله، وفيما حرم، فيكون على بينة من أمره، فيما يأخذ أو يدع من أمر دينه! ومن أجل هذا كانت صحبتنا هذه لكتاب الله، على هذا الوجه، الذي لا ننظر فيه إلى غير كتاب الله، وإلى تدبر آياته، بعيدا عن طنين المقولات الكثيرة التي جاءت إلى القرآن من كل صوب، وكادت تخفت صوته، وتغيم على الأضواء السماوية المنبعثة منه! إننا فى صحبتنا هذه للقرآن، لا نقيم نظرنا على غير كلماته وآياته، ولا نخط على هذه الصفحات غير ما يسمح لنا به النظر فى كلماته وآياته.
إننا لا نفسر القرآن بالمعنى المعروف للتفسير، فى هذه الصحبة التي نصحب فيها كتاب الله.. وإنما نحن نرتل آيات الله ترتيلا.. آية آية، أو آيات آيات.. ثم نقف لحظات نلتقط فيها أنفاسنا المبهورة، لما تطالعنا به الآية أو الآيات، من عجب ودهش وروعة، ثم نمسك القلم، لنمسك به على الورق بعض
وسلام على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين.
المؤلف القاهرة فى الثاني والعشرين من ذى القعدة ١٣٨٦ هـ فى الثالث من مارس ١٩٦٧ م
أولا: المكىّ والمدنيّ
المكىّ من القرآن ما نزل بمكة، والمدنىّ ما نزل بالمدينة.
وعدد سور القرآن مائة وأربع عشرة سورة باتفاق.
السّور المكية.
١) اقرأ باسم ربك ٢) ن ٣) المزمل ٤) المدثر ٥) المسد ٦) التكوير ٧) الأعلى ٨) الليل ٩) الفجر ١٠) الضحى ١١) الشرح ١٢) العصر ١٣) العاديات ١٤) الكوثر ١٥) التكاثر ١٦) الماعون ١٧) الكافرون ١٨) الفيل ١٩) الفلق ٢٠) الناس ٢١) الإخلاص ٢٢) النجم ٢٣) عبس ٢٤) القدر ٢٥) الشمس ٢٦) البروج ٢٧) التين ٢٨) قريش ٢٩) القارعة ٣٠) القيامة ٣١) الهمزة ٣٢) المرسلات ٣٣) ق ٣٤) البلد ٣٥) الطارق ٣٦) القمر ٣٧) ص ٣٨) الأعراف ٣٩) الجن ٤٠) يس ٤١) الفرقان ٤٢) المعارج ٤٣) مريم ٤٤) طه ٤٥) الواقعة
السور المدنية:
٨٦) البقرة (أول ما نزل بالمدينة) ٨٧) الأنفال ٨٨) آل عمران ٨٩) الأحزاب ٩٠) الممتحنة ٩١) النساء ٩٢) الزلزلة ٩٣) الحديد ٩٤) محمد ﷺ ٩٥) الرعد ٩٦) الرحمن ٩٧) الإنسان ٩٨) الطلاق ٩٩) البينة ١٠٠) الحشر ١٠١) النصر ١٠٢) النور ١٠٣) الحج ١٠٤) المنافقون ١٠٥) المجادلة ١٠٦) الحجرات
وقيل إنها نزلت مرتين- مرة بمكة ومرة بالمدينة.
ثانيا: عدد آياته، وكلماته، وحروفه
وكان من اهتمام المسلمين بالقرآن، وحرصهم عليه أن أحصوه آية آية، وكلمة كلمة، وحرفا حرفا.. ونسجل هنا هذا الجهد المشكور لعلماء القرآن رضى الله عنهم.
عدد آيات القرآن:
اختلف الدارسون للقرآن فى إحصاء آياته..
فقال بعضهم: هى ستة آلاف آية.
وقال آخرون: ستة آلاف آية ومئتان وأربع آيات.
وقيل: سنة آلاف ومئتان وأربع عشرة آية.
وقيل: ستة آلاف ومئتان وتسع عشرة آية.
وقيل ستة آلاف ومئتان وخمس وعشرون أو ست وعشرون أو ست وثلاثون..
عدد كلماته:
أجمع العلماء على أن عدد كلمات القرآن سبع وسبعون ألفا وأربع مئة وسبع وثلاثون كلمة.
عدد حروفه:
وأما عدد حروفه فهى ثلاثمئة وواحد وعشرون ألف حرف.
أخبرونى عن القرآن كله، كم من حرف هو؟ فأجمعوا على أنه ثلاثمئة وأربعون ألفا وسبع مئة وأربعون حرفا.
قال: فأخبرونى عن نصفه..
قالوا: عند الفاء من قوله تعالى فى سورة الكهف: «وَلْيَتَلَطَّفْ» (١٩: الكهف).
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الآيات: (١- ٦) [سورة الناس (١١٤) : الآيات ١ الى ٦]بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١) مَلِكِ النَّاسِ (٢) إِلهِ النَّاسِ (٣) مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ (٤)الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (٥) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (٦)
التفسير:
كان العياذ فى سورة «الفلق» بربّ «الفلق»، أي رب المخلوقات جميعها..
وهنا فى سورة الناس، يأتى الأمر بالاستعاذة، بربّ الناس، من الناس، وهم بعض ما خلق الله سبحانه وتعالى.
وقد وصف الله سبحانه وتعالى فى هذه السورة، بثلاث صفات: أنه سبحانه «رب الناس» أي مربيهم، والقائم عليهم بعد خلقهم.. وأنه جلّ شأنه: «مَلِكِ النَّاسِ» أي مالك أمرهم، وباسط سلطانه عليهم، وأنه سبحانه «إِلهِ النَّاسِ» أي سيدهم، وهم عبيده، يتصرف فيهم كيف يشاء، بماله من سلطان عليهم..
وقد يقال: إن صفة الألوهية يقوم لها السلطان المطلق على المألوهين من غير داعية إلى ربوبية، أو ملك.. فما داعية ذكر الربوبية والملك هنا؟
والجواب- والله أعلم- أن ذكر الربوبية بيان لفضل الله وإحسانه على عباده، وأنه لم يملكهم إلا وقد خلع عليهم خلع الربوبية، فرباهم، ونشّأهم،
فإذا قامت الألوهية على الناس بعد هذا بسلطانها، لم يكن هذا السلطان سلطان قهر وجبريّة، وإنما هو سلطان فضل وإحسان، سلطان المالك فيما ملك.
وقد جاءت هذه الصفات الثلاث لله سبحانه على هذا الترتيب: الربوبية فالملك، فالألوهية، لتكشف عما لله سبحانه فى الناس من سلطان متمكن، قائم على العدل والإحسان.. فهو سبحانه المربّى والمنشئ لهم.. وقد يربّى المربّى، وينشّىء المنشئ ولا يملك ما ربّاه ونشّأه.. ولكن الله سبحانه، هو المربى، وهو المالك لما يربى.. ثم إنه قد يربى المربى، ويملك ما يرّبيه، ولكن لا يقوم له سلطان متمكن على ما يربيه ويملكه، فقد يخرج عن يده لسبب أو لآخر.. ولكن الله سبحانه هو المربى والمالك لما يربى، والإله القائم بسلطانه المطلق على ما ربّى وما ملك! وفى تخصيص الناس بالاستعاذة منهم، وفى جعل هذا فى سورة خاصة بهم تسمى سورة «الناس» - فى هذا إشارة إلى أن الناس، من بين المخلوقات التي يعرفونها، هم الذين يفعلون الشر، بما ركب فيهم من إرادة عاملة، قادرة على أن تتجه نحو الخير، أو الشر..
فكل مخلوق- فيما يرى الإنسان ويعلم- قائم على فطرة، لا يتحول عنها، ولا يأخذ طريقا غير طريقها الذي أقامها الله سبحانه وتعالى عليه.
ومن هنا، ترى جميع المخلوقات، التي تعايشنا على هذه الأرض تحكمها طبيعة واحدة، فى كل جنس من أجناسها، أو نوع من أنواعها
فالنملة الواحدة، هى النمل جميعه، والنحلة الواحدة، هى النحل كله، والغراب الواحد، هو الغربان جميعها، والذئب الواحد، هو الذئاب كلها..
وهكذا، كل فرد فى جنسه، يحمل تاريخ الجنس كله، لا تحتاج فى التعرف على هذا الجنس إلى أكثر من التعرف على فرد منه.. فى أي مكان وفى أي زمان.
ومن هنا كان من الممكن رصد الشرور الناجمة من بعض الحيوان، والعمل على توقّيها، وأخذ الحذر منها.. فإنه إذا عرف الشرّ أمكن توقّيه، وسدّ المنافذ التي ينفذ منها..
وليس كذلك الإنسان.. فكل إنسان عالم وحده، له وجوده الذاتي، وله عقله، وإدراكه، وتصوراته، ومنازعه، وخيره، وشرّه.. وهيهات أن يلتقى إنسان مع إنسان لقاء مطابقا فى جميع الوجوه، ظاهرا وباطنا..
ولهذا فإنه لا يمكن رصد شرور الناس، بل إنه لا يمكن رصد شرّ إنسان واحد، ولا رسم الحدود التي يقف عندها.. ومن هنا كانت الاستعاذة من الناس، على هذا الوجه الخاص، لأن الشرور التي تقع منهم، بل من أىّ واحد منهم، كثيرة لا تحصى، متعددة متنوعة، لا تحصر.. ولعل هذا هو بعض السر فى تكرار لفظ «الناس» ثلاث مرات فى مطلع السورة، فهم ليسوا ناسا وحسب، بل هم ناس، وناس، وناس.. إنهم فى مجموعهم، أخيار، وأشرار، وخليط من أخيار وأشرار.. وهم فى أفرادهم: خير، وشر، وخليط من الخير والشر..
فالإنسان يحسن، ويسىء، ويقف موقفا بين الإساءة والإحسان.
«مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ» هو بيان للمستعاذ منه، برب الناس، ملك الناس، إله الناس..
والوسواس الخناس: هو ما يطرق الإنسان من وساوس وظنون، مما تسوّل له به نفسه، من منكرات، وما يزين له به إخوان السوء، وما يغريه به أهل الضلال من مفاسد، وآثام..
وتسمية هذه الطوارق المنكرة، وتلك الواردات المضلّة، بالوسواس، لأنها تدخل على الإنسان فى مسارّة ومخافتة، وتلقاه من وراء عقله، وفى غفلة من ضميره.. إنها توسوس له، وتهمس فى صدره، دون أن يحضرها عقله، أو تشهدها حواسه..
وهذا واضح إذا كان هذا الوسواس من ذات الإنسان نفسه، ومن نزغات شيطانه.
أما إذا كان هذا الوسواس من شيطان من شياطين الإنس، فإن الوسوسة تكون بينه وبين من يوسوس له، بمعزل عن أعين الناس، وعن أسماعهم، حتى لا يروا ولا يسمعوا هذا السوء الذي يوسوس به، ولا هذا المنكر الذي يدعو إليه..
وهكذا المنكرات والآثام، لا يدعى إليها علانية، كما لا يأتيها مقترفوها علانية.. إنها لا تتمشّى إلا فى الظلام، ولا يلتقى بها أصحابها المتعاملون بها- من داعين بها ومدعوين إليها- إلا فى تلصص ومسارقة..
وفى قوله تعالى: «الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ» وفى جعل الوسوسة فى الصدور، مع أنها تكون فى الآذان- إشارة إلى أن هذه الوسوسة إنما تتدسس إلى الصدور، دون أن تشعر بها الآذان، وأنها لا تحدث أثرها السيّء إلا إذا أخذت مكانها من الصدور، أي القلوب، ووقعت منها موقعا.. على خلاف الآذان، فإن كثيرا من وساوس السوء تطرقها، ثم لا تجد لها من أصحابها أذنا صاغية، فتسقط ميتة، وتدرج فى أكفان الريح! وقوله تعالى: «مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ» «من» هنا بيانية، تكشف عن وجه الوسواس الخناس، وهو أنه إما أن يكون إنسانا، أو شيطانا.. من عالم الإنس، أو عالم الجن..
والوسواس الخناس- كما قلنا- كائن لا يكاد يرى شخصه، حين يوسوس، حيث يتدسس إلى من يوسوس إليه خفية، ويدخل عليه من حيث لا يشعر..
ولهذا جمع الله سبحانه وتعالى بين الوسواس من عالم الإنس، والوسواس من عالم الجن.. فالإنسان الذي يوسوس للناس بالسوء، ويغريهم به.
هو شيطان، فى خفاء شخصه، وفى عداوته للإنسان، وفيما يحمل إليه
وعبّر عن الشيطان هنا بلفظ الجن، للدلالة على خفائه، وعدم إمكان وقوع العين عليه، وإن كان له لمة يعرفها المؤمن، ونخسة يشعر بها، ويعلم أنها من وارداته..
وعالم الجن، أو الشيطان، وإن يكن غير منظور لنا، فإن علينا الإيمان به، وأنه يعيش معنا على هذه الأرض، ويرانا من حيث لا تراه، كما يقول تعالى عن الشيطان: «إِنَّهُ يَراكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ» (٢٧: الأعراف) وهذا العالم غير المرئي، هو عدوّ لنا، متربص بنا، أشبه بجراثيم الأمراض التي لا ترى بالعين المجردة، وإن كان يمكن رؤيتها بأجهزة خاصة، كما يمكن أن يرى الشيطان لكثير من المؤمنين بعين البصيرة لا الإبصار، فلنحذر هذا العدو الراصد، كما نحذر الوباء، كما يقول سبحانه: «إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا» (٦: فاطر) وإنه ليس علينا أن نبحث عن كنه الشيطان، ولا عن حياته الخاصة فى عالمه، ولا عن طعامه، شرابه، ونزاوجه، وتوالده.. وإنما الذي علينا أن نعلمه، هو أنه عدوّ غير مرئىّ لنا، وأنه يتدسس إلى مشاعرنا، ومدركاتنا، وعواطفنا، ويحاول جاهدا أن يؤثر فيها، وأن يخرج بها عن جادّة الحق والخير، إلى طريق الغواية والضلال، فيزين لنا الشر، فنراه خيرا، والضلال، فتراه هدى! والشيطان، ليس هو النفس الأمارة بالسوء، كما يرى ذلك بعض الناس، وإنما هو كائن له وجوده المستقل خارج العالم الإنسانى، وله حياته الخاصة، شأنه فى هذا شأن الكائنات والعوالم غير المرئية التي تعيش معنا، كالجراثيم، والهواء، بل والإنسان الذي يلبس ثوب الوسواس.. فإنه شيطان غير مرئى.
الأنعام).. ويقول جل شأنه: «وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزادُوهُمْ رَهَقاً» (٦: الجن).. وقد سخر الله بعض الجن لسليمان- عليه السلام- كما سخر له الريح.. فقال تعالى: «وَمِنَ الشَّياطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حافِظِينَ» (٨٢ الأنبياء) وقال سبحانه: «يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَتَماثِيلَ وَجِفانٍ كَالْجَوابِ وَقُدُورٍ راسِياتٍ» (١٣: سبأ).
فالشيطان أو الجن، عالم غير منظور، يقابل عالم الإنسان المنظور، وبين العالمين احتكاك أشبه بالاحتكاك الذي يقع بين الإنسان والإنسان، وفى احتكاك الإنسان بالإنسان يتولد خير وشر.. أما احتكاك الشيطان بالإنسان، فلا يتولد منه إلا شر محض.. كما يتولد الشر من احتكاك الإنسان بالإنسان فى مجال العداوة والبغضاء.. وليس بين الشيطان والإنسان إلا عداوة دائمة متصلة، وليس يرد على الإنسان من الشيطان إلا السوء الخالص، والشر الصريح، كما يقول سبحانه.. «إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا.. إِنَّما يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعِيرِ». (٦: فاطر) فاللهم احفظنا من وساوس النفس وأهوائها، ومن كيد الشيطان وزغانه، واجعل لنا من لدنك وليّا، واجعل لنا من لدنك نصيرا، حتى نستقيم على
هذا، وكان غاية هذه الرحلة المباركة فى رياض كتاب الله، وفى صحبته، تلك الصحبة المسعدة المتصلة مع آياته، آية آية، ومع كلماته، كلمة كلمة، حتى استوفت القرآن الكريم كله- كان ذلك صباح يوم الخميس المبارك، لتسعة عشر يوما خلت من جمادى الأولى سنة تسعين وثلاثمائة وألف، من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الموافق لليوم الثالث والعشرين من شهر يوليو سنة ألف وتسعمائة وسبعين ميلادية..
وعلى زاد هذه الرحلة المباركة، نعيش ما بقي لنا من أجل، ومن جنى ثمارها الطيبة المباركة، نعطى مما فى وسعنا، وننفق مما فى أيدينا.. نبتغى بذلك وجه الله، وحسن المثوبة، وكريم الشفاعة من كتاب الله، ومن رسول الله، فهما وسيلتي إلى الله، أرجو بهما خير الدنيا، وحسن ثواب الآخرة: «وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ» كما أسأله- سبحانه- أن يبارك لى فى زوجى التي هيأت لى أسباب التوفر على هذا العمل، وكانت لى رفيق سفر فى هذه الهجرة المباركة إلى كتاب
هذا، وقد كنا على نية أن نلحق بخاتمة هذا التفسير، تعريفا بالمؤلف، يتناول حياته، وثقافته، وظروف الحياة التي تلبست به وهو بين يدى هذا التفسير، وأحداث عصره التي أثّرت فيه.. فذلك- فى رأينا- مما يرفع لعينى الدارس لهذا التفسير صورة للمؤلف، توثق الصلة به، وتجعل حديثه إليه بظهر الغيب، حديث مشاهدة ومشافهة، وبهذا يتسع بينهما مجال المحاورة والمجادلة، وتكثر فى طريقهما مواقف المراجعة والحساب، الأمر الذي من شأنه أن يبعث نشاط الدارس، ويستثير ملكاته، ويشعره دائما أنه فى مواجهة من يحاسبه ويراجعه، ويحصى عليه غفلاته، وشرود خواطره، كما يحاسب هو المؤلّف ويراجعه، ويأخذ عليه غفلاته وهفواته! نعم، كنت على هذه النية، حتى إذا كتب القلم آخر كلمات فى تفسير سورة الناس، وأردته على أن يمضى معى فيما انتويته من كتابة التعريف بالمؤلف، أبى إلا جماحا وشرودا، وبدا لى أن يد القدر تمسك بالقلم عن أن يمضى لما قصدت إليه، وأن من الخير أن يخرج هذا التفسير خالصا من كل ما ليس من صميمه!! لهذا عوّلت على أن يكون التعريف بالمؤلف، وما اتصل به فى عصره من أشخاص وأحداث- فى كتاب خاص، يلحق به ما يسفر عنه ظهور هذا التفسير وتداوله فى محيط العلماء والدارسين، وما لهم فيه من آراء.. فإلى لقاء مع المؤلف فى هذا الملحق.. إن شاء الله.
وإنى لأذكر هنا بالحمد والثناء ما لقى هذا التفسير وصاحبه من أسرة مجلة «قافلة الزيت» بالمملكة العربية السعودية من احتفاء وتنويه.. فمنذ صدر الكتاب الأول من «التفسير القرآنى» والمجلة ترصد حركاته، وتعلن عن مولد كل جديد منه.. حتى إذا كاد يكتمل ويبلغ الغاية تفضلت أسرة المجلة بتقديم هدية كتابية ثمينة طىّ رسالة رقيقة من رئيس تحريرها الأستاذ الجليل «منصور مدنى» فكان ذلك خير جزاء معجل فى الدنيا لهذا الجهد الذي بذلته ابتغاء وجه الله، والذي أرجو أن يكون لكل من ساعد فى هذا الجهد، بقول أو عمل، جزاؤه من واسع فضل الله، وعظيم إحسانه، فإنه لا يشكر الله، من لا يشكر الناس..
فجزى الله أسرة مجلة «قافلة الزيت» عنّى خيرا، وأجزل المثوبة لمديرها العام الأستاذ الكبير «مصطفى حسن الخان» ومديرها المسئول الأستاذ الفاضل «على حسن قناديلى» ورئيس تحريرها الأستاذ النبيل «منصور مدنى» ومحررها المساعد الأستاذ الفاضل «عونى أبو كشك».
فلقد كان هؤلاء جميعا يتعبدون لله فى محراب العمل معى، لإخراج هذا التفسير، ودفع العوائق التي تعترض سبيله، أو تعوّق مسيرته.
هذا، ومن توفيق الله، ومن تيسيره لهذا العمل، أن تتولى طبعه وإخراجه مطبعة «السنة المحمدية» التي أسسها العالم الحافظ الإمام المجتهد، محيى السنة، المرحوم «الشيخ محمد حامد الفقى». فقد أقام هذه المطبعة على أساس من تقوى الله ورضوانه، فطابت فيها مغارسه من رجال، وأعمال، حتى لقد خرجت هذه المطبعة عن أن تكون عملا تجاريّا، إلى دار عبادة، ومحراب صلاة.. ولهذا تجدنى إذ أذكر صاحب هذه المطبعة، وأدعو له بالرحمة والرضوان، أذكر أبناءه وتلاميذه الذين ربّاهم فيها على يديه، ونشّأهم على الأمانة والتقوى، وعلى رأسهم ابنه الفاضل
ولو أنى ذهبت أذكر جميع الذين لهم فضل المشاركة والمعاونة فى هذا الكتاب لا تسع مجال القول، وجاوز الحدّ الذي عزمت على التزامه، والوقوف عنده فى المقام.
فشكرا شكرا، لكل من شارك فى هذا التفسير من قريب أو بعيد، فى سرّ أو علن.
«وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ.. وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى..
«سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ».
القاهرة فى/ ٢٧ رمضان ١٣٩٠ هـ يو الخميس/ ٢٦ نوفمبر ١٩٧٠ م أحمد إبراهيم رئيس مطبعة السنة المحمدية
(جزء.. عمّ) الموضوع/ الصفحة. الليالى العشر.. ما تأويلها؟ / ١٥٤٦. وهديناه النجدين.. ما تأويله؟ / ١٥٧٣. مسيرة الإنسان، إلى أمام أم وراء؟ / ١٦١٥. سورة الهب، ونظمها/ ١٧٠٣. النبىّ.. وحديث السّحر!! / ١٧٢٧
نعتذر عن بعض الأخطاء التي وقعت فى هذا التفسير، على الرغم من اجتهادنا فى تجنبها وتوقىّ الوقوع فيها.
ولكن كيف لا نخطىء ونحن بشر؟ إن الخطأ منّا شهادة ناطقة على أن الكمال لله وحده، وأن العصمة لأنبيائه ورسله، وقد وقع معظم هذه الأخطاء فى الكتب الأربعة الأولى، قبل أن تتمهد الطريق بين المؤلف وللطبعة..
والمرجو أن يتفضل القارئ مشكورا فيجرى بالقلم هذه التصويبات:
الكتاب الأول الصفحة/ السطر/ الخطأ/ الصواب ٢٠/ ٩/ الطاغوت/ الطاغوت ٦٣/ ١١/ ولقد خلقنا/ لقد خلقنا ٨٣/ ١٩/ والمساكين وابن السبيل وقولوا/ والمساكين وقولوا ١٣٧/ ١/ ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل/ ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ١٤٦/ ١٤/ وهو ربنا وربكم ونحن له مخلصون/ وهو ربنا وربكم ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم ونحن له مخلصون ١٧١/ ٧/ أرأيت من اتخذ/ أفرأيت من اتخذ ١٧٣/ ١٨/ أمواتا/ أموات ١٨٥/ ٧/ وأن الله شديد العقاب/ وأن الله شديد العذاب ١٨٨/ ٥/ ما وجدنا عليه/ ما ألفينا عليه ٢٠٢/ ١٠/ ولتكبروا الله مع/ ولتكبروا الله على ٢٣٢/ ٧/ فإن الله سريع الحساب/ فإن الله شديد العقاب ٢٤٣/ ١٥/ آياته/ الآيات ٢٤٧/ ١١/ آياته/ الآيات ٣٠٥/ ١٤/ وقالوا لنبى لهم/ إذ قالوا لنبىّ لهم
الكتاب الخامس ٥٨٩/ ١٨/ واعلموا أن الله مع المتقين/ واعملوا أن الله شديد العقاب ٨٢٣/ ٨/ قل هو أذن خير لكم/ قل أذن خير لكم ٨٢٣/ ١٠/ قل هو أذن خير لكم/ قل أذن خير لكم هذا، وهناك بعض أخطاء لا يخفى وجه الصواب فيها على فطنة القارئ.
م ١١١- التفسير القرآنى ج ٣٠
الكتاب الأول (المجلد الأول)
الموضوع/ الصفحة/ السورة الجن.. الشيطان.. إبليس/ ٥٤/ «البقرة» آدم.. مادة خلقه.. وجنته/ ٥٩/ «البقرة» النسخ.. معناه، ومتعلقه/ ١٢٠ «البقرة» النفقة للمتوفىّ عنها زوجها/ ٢٨٨ «البقرة» الطلاق.. وحكمه/ ٢٩٥/ «البقرة»
الكتاب الثاني
الربا.. أنواعه.. أحكامه/ ٣٦٣/ «البقرة» الدّين.. توثيقه.. والإشهاد عليه/ ٣٧٧/ «البقرة» المحكم والمتشابه فى القرآن/ ٣٩٨/ آل عمران كلام المسيح فى المهد.. على أية صورة وقع؟ / ٤٤٩/ «آل عمران الخير فى خير أمة أخرجت للناس/ ٥٤٦/ «آل عمران المسلمون واليهود.. فى مسيرة الحياة/ ٥٥٣/ «آل عمران تعدد الزوجات.. حكمته، وضوابطه/ ٦٨٩/ «النساء
الكتاب الثالث
زواج المتعة.. والرأى فيه/ ٧٤١/ «النساء الصلاة.. وشارب الخمر/ ٧٩٣/ «النساء القتل الخطأ.. والقتل العمد/ ٨٦١/ «النساء القرآن.. والمسيح المصلوب/ ٨٦٨/ «النساء الوسيلة.. والتوسل بأصحاب القبور/ ١٠٨٥/ «المائدة
الكتاب الرابع (المجلد الثاني)
الخمر.. مادتها.. حكم شاربها/ ٢٢/ «المائدة المسيح الإله.. والمسيح الإنسان/ ٨٧/ «المائدة مشيئة الله ومشيئة العباد/ ٢٦٣/ «الأنعام
الكتاب الخامس
رسالة الإسلام.. ونسخها للرسالات السابقة/ ٤٩٥/ «الأعراف الحرب والسلام.. فى الإسلام/ ٦٥٢/ «الأنفال المسلم.. وكم حسابه فى ميدان القتال؟ / ٦٦٦/ «الأنفال الإسلام.. دين المستقبل/ ٧٤٠/ «التوبة التكافل الاجتماعى.. فى الإسلام/ ٨٠٦/ «التوبة
الكتاب السادس
الجزاء الدنيوي.. وجزاء الآخرة/ ٩٣٧/ «يونس الإنسان، وما ينزل من السماء/ ٩٨٧/ «يونس السمع والبصر، ومكانهما فى الإنسان/ ٩٩٩/ «يونس العلم، وأسلوب تحصيله/ ١٠٧٥/ «يونس الناس.. وهذا الاختلاف فى حظوظ الحياة/ ١٢١٤/ «هود يوسف، والفتنة المتحدية/ ١٢٥١/ «هود
(الكتاب السابع) المجلد الثالث
لمحة من القضاء والقدر/ ٢١/ «يوسف قميص يوسف.. ما هو/ ٤٣/ «يوسف الحق والباطل.. دولة ودولة/ ٩٣/ «الرعد ذكر الله.. واطمئنان القلوب به/ ١١٠/ «الرعد
الكتاب الثامن
وقفة مع الإسراء والمعراج/ ٤١٢/ الإسراء الحقيقة المحمدية.. وما يقال فيها/ ٤٣٤/ الإسراء بنو إسرائيل ووعد الآخرة/ ٤٤٢/ الإسراء العرب وقتل الأبناء ووأد البنات/ ٤٧٨/ الإسراء الشجرة الملعونة فى القرآن.. ما هى؟ / ٥١٢/ الإسراء أصحاب الكهف.. من هم؟ / ٥٨٥/ الكهف القضاء والقدر/ ٦٧٢/ الكهف قصة موسى والعبد الصالح/ ٦٤٠/ الكهف ذو القرنين.. من هو وما شأنه؟ / ٦٩٦/ الكهف يأجوج ومأجوج.. من هم؟ / ٧٠٦/ الكهف جهنم.. وهل يردها الناس جميعا؟ / ٧٥٦/ مريم
الكتاب التاسع
الخير والشر/ ٨٧٤/ الأنبياء أولياء الله، وما يبتلون به/ ٩٣٢/ الأنبياء الحياة، وخالق الحياة/ ٩٧٥/ الحج مناسك الحج.. ومشاهد القيامة/ ١٠١٤/ الحج
الكتاب العاشر (المجلد الرابع)
الماء والماء.. والناس والناس/ ٤٣/ الفرقان التكرار.. والقصص القرآنى/ ٩٦/ الشعراء كلمات الله.. وكيف تلقاها النبي؟ / ١٥٦/ الشعراء الشعر.. ونظرة الإسلام إليه/ ١٩٥/ الشعراء سليمان.. والملة.. والهدهد/ ٢٢٤/ النمل الدابة التي تكلّم الناس.. ما هى؟ / ٢٨٨/ النمل موسى.. والقتيل الذي قتله/ ٣٢٧/ القصص
الكتاب الحادي عشر
من انباء الغيب/ ٤٧٥/ الروم الليل وما وسق/ ٤٩٩/ الروم فتنة الترتيب النزولى للقرآن/ ٦٣٢/ الأحزاب المرأة والرجل فى بيت النبوة/ ٦٨٨/ سبأ زينب.. وزواج النبي منها/ ٧١٥/ صبأ الأمانة التي حملها الإنسان.. ما هى؟ / ٧٦١/ سبأ الرسول.. وعموم الرسالة الإسلامية/ ٨١٢/ سبأ الإيحاء النفسي.. وأسلوب الدعوة/ ٨٧١/ فاطر القرية، والمرسلون إليها/ ٩١٣/ يس
الكتاب الثاني عشر
داود، ما خطيئته؟ / ١٠٦٥/ ص سليمان والشمس.. والجسد الملقى على الكرسي/ ١٠٧٩/ ص بين النفس.. والروح.. والجسد/ ١١٦١/ الزمر مؤمن آل فرعون.. أنبيّ هو؟ / ١٢٢٥/ غافر
الكتاب الثالث عشر (المجلد الخامس)
قل لا أسألكم عليه أجرا.. ما تأويله؟ / ٤٤/ الشورى الشورى فى الإسلام.. منهجا وتطبيقا/ ٦٧/ الشورى مفهوم جديد للحروف فى أوائل السور/ ٨٩/ الشورى بيعة العقبة وليلة الجن/ ٢٩٠/ الأحقاف الحرب والسلام فى الإسلام/ ٣١١/ محمد النبىّ.. وما ذنبه الذي يستغفر له؟ / ٣٤١/ محمد الجهاد.. والحرب النفسية/ ٣٧٨/ محمد
الكتاب الرابع عشر
هذا الانقلاب فى عوالم الوجود يوم القيامة، ما تأويله؟ / ٥٤٥/ الطور البعث، وعلى أية صورة يقع؟ / ٥٤٩/ الطور المعراج، وما يقال فيه/ ٥٩٤/ النجم سورة الرحمن.. ونظمها/ ٦٥٠/ الرحمن الأقسام المنفية فى القرآن، ودلالتها/ ٧٣٢/ الواقعة المسيحية رأفة ورحمة.. ثم ماذا؟ / ٧٩٢/ الحديد
الكتاب الخامس عشر (تبارك)
الموت، والحياة/ ١٠٤٦/ الملك بين أصحاب الجنة، ومشركى قريش/ ١٠٩٠/ القلم النبي.. وصاحب الحوت/ ١١١٤/ القلم الإسلام، وشهوة الجنس/ ١١٨١/ المعارج مخاطبات القرآن.. ما سر حكايتها كما هى؟ / ١٣١٢/ القيامة وحي القرآن.. ووحي السنة/ ١٣١٩/ القيامة
الكتاب الخامس عشر (عم)
الليالى العشر.. ما تأويلها؟ / ١٥٤٦/ الفجر وهديناه النجدين.. ما تأويله؟ / ١٥٧٣/ البلد مسيرة الإنسان، إلى أمام أم وراء؟ / ١٦١٥/ العصر سورة اللهب، ونظمها/ ١٧٠٣/ اللهب النبي.. وحديث السحر/ ١٧٢٧/ الفلق «رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا، رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا، رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ».
«وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ».
- القضاء والقدر.
- المسيح فى القرآن والتوراة والإنجيل.
- نشأة التصوف.
- التعريف بالإسلام.
فى الشريعة- إعجاز القرآن.. جزءان.
- التفسير القرآنى للقرآن.. خمسة عشر جزءا.
- النبىّ محمد صلى الله عليه وسلم.
- القصص القرآنى.
- السياسة المالية فى الإسلام.
- فى طريق الإسلام.
- من الحقل الإسلامى.
- الخلافة والإمامة.
- الدعاء المستجاب.
فى السّير. عمر بن الخطاب. على بن أبى طالب. محمد بن عبد الوهاب (الدعوة الوهابية) فى الأدب الأدب الصوفي فى مفهوم جديد