تفسير سورة سورة الناس من كتاب المحرر الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز
المعروف بـتفسير ابن عطية
.
لمؤلفه
ابن عطية
.
المتوفي سنة 542 هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير سورة الناس١قال ابن عباس وغيره : هي مدنية، وقال قتادة : هي مكية.
١ في الأصول "تفسير سورة المعوذة الثانية" واخترنا الاسم المشهور والمثبت في المصحف..
ﰡ
[المجلد الاول]
بسم الله الرّحمن الرّحيم
مقدمة «المحرر الوجيز» لابن عطيةالحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، والصلاة والسلام على النبي المصطفى. وبعد- فقد قال ربنا جل شأنه كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ [ص: ٢٩] وقال سبحانه: وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ. قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ [الزمر: ٢٧، ٢٨].
وقال عز من قائل: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها [محمد: ٢٤] وقال عز شأنه: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ [القمر: ١٧] وقال عبد الله بن مسعود: من أراد العلم فليثوّر القرآن «١».
وفي رواية أخرى أثيروا القرآن فإن فيه خبر الأولين والآخرين.
وتثوير القرآن: مناقشته ومدارسته والبحث فيه. وهو ما يعرف به.
علم التفسير
وهو في اللغة: مصدر فسّر.. بمعنى الإيضاح والتبيين. قال تعالى: وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْناكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً [الفرقان: ٣٣] أي بيانا وتفصيلا.
والفسر: البيان وكشف المغطى.
قال أبو حيان: ويطلق التفسير أيضا على التعرية للانطلاق، يقال: فسرت الفرس: عرّيته لينطلق، وهو راجع لمعنى الكشف، فكأنه كشف ظهره لهذا الذي يريده منه من الجري.
أما في الاصطلاح
فقد عرف بعدة تعريفات منها:
هو: علم يبحث عن كيفية النطق بألفاظ القرآن، ومدلولاتها، وأحكامها الإفرادية والتركيبية، ومعانيها التي تحمل عليها حالة التركيب، وتتمات ذلك «٢».
(١) من رفعه وهم، انظر مجمع الزوائد (٧/ ١٦٥).
(٢) هكذا عرفه أبو حيان في مقدمة البحر المحيط (١٠/ ١٣).
(٢) هكذا عرفه أبو حيان في مقدمة البحر المحيط (١٠/ ١٣).
3
- وقال الزركشي «١» :
هو علم يفهم به كتاب الله المنزل على نبيه محمد ﷺ وبيان معانيه واستخراج أحكامه وحكمه، واستمداد ذلك من: علم اللغة، والنحو، والتصريف، وعلم البيان، وأصول الفقه، والقراءات، ويحتاج لمعرفة أسباب النزول، والناسخ والمنسوخ.
- وقال السيوطي «٢» :
هو علم نزول الآيات وشؤونها، وأقاصيصها، والأسباب النازلة فيها، ثم ترتيب مكيها ومدنيها، ومحكمها ومتشابهها، وناسخها ومنسوخها، وخاصها وعامها، ومطلقها ومقيدها، ومجملها ومفسرها، وحلالها وحرامها، ووعدها ووعيدها، وأمرها ونهيها، وعبرها وأمثالها، وهذا التعريف أتم في الدلالة من تعريفي أبي حيان والزركشي.
- وقيل «٣» :
هو: علم يبحث فيه عن أحوال القرآن المجيد من حيث دلالته على مراد الله تعالى بقدر الطاقة البشرية.
- وقيل «٤» :
هو: اسم للعلم الباحث عن بيان معاني ألفاظ القرآن وما يستفاد منها باختصار أو توسع. ومن عدّ التفسير علما تسامح «٥».
التأويل
وقد عرفنا معنى التفسير لغة واصطلاحا فما معنى التأويل؟
هو في اللغة: من الإيالة وهي السياسة، فكأن المؤول يسوس الكلام ويضعه في موضعه.
وقيل: من الأول وهو الرجوع، فكأن المؤول أرجع الكلام إلى ما يحتمله من المعاني.
وأوّل الكلام وتأوّله: دبره وقدره. وأوله وتأوله: فسره «٦».
في الاصطلاح
أولا: في الاصطلاح:
عند السلف:
أ- تفسير الكلام وبيان معناه، سواء وافق ظاهره أم خالفه. وعليه فيكون التأويل والتفسير مترادفين.
هو علم يفهم به كتاب الله المنزل على نبيه محمد ﷺ وبيان معانيه واستخراج أحكامه وحكمه، واستمداد ذلك من: علم اللغة، والنحو، والتصريف، وعلم البيان، وأصول الفقه، والقراءات، ويحتاج لمعرفة أسباب النزول، والناسخ والمنسوخ.
- وقال السيوطي «٢» :
هو علم نزول الآيات وشؤونها، وأقاصيصها، والأسباب النازلة فيها، ثم ترتيب مكيها ومدنيها، ومحكمها ومتشابهها، وناسخها ومنسوخها، وخاصها وعامها، ومطلقها ومقيدها، ومجملها ومفسرها، وحلالها وحرامها، ووعدها ووعيدها، وأمرها ونهيها، وعبرها وأمثالها، وهذا التعريف أتم في الدلالة من تعريفي أبي حيان والزركشي.
- وقيل «٣» :
هو: علم يبحث فيه عن أحوال القرآن المجيد من حيث دلالته على مراد الله تعالى بقدر الطاقة البشرية.
- وقيل «٤» :
هو: اسم للعلم الباحث عن بيان معاني ألفاظ القرآن وما يستفاد منها باختصار أو توسع. ومن عدّ التفسير علما تسامح «٥».
التأويل
وقد عرفنا معنى التفسير لغة واصطلاحا فما معنى التأويل؟
هو في اللغة: من الإيالة وهي السياسة، فكأن المؤول يسوس الكلام ويضعه في موضعه.
وقيل: من الأول وهو الرجوع، فكأن المؤول أرجع الكلام إلى ما يحتمله من المعاني.
وأوّل الكلام وتأوّله: دبره وقدره. وأوله وتأوله: فسره «٦».
في الاصطلاح
أولا: في الاصطلاح:
عند السلف:
أ- تفسير الكلام وبيان معناه، سواء وافق ظاهره أم خالفه. وعليه فيكون التأويل والتفسير مترادفين.
(١) البرهان، (١/ ٣٣).
(٢) الإتقان. ٢/ ١٧٤.
(٣) منهج الفرقان/ محمد سلامة ٢/ ٦.
(٤) الإمام الطاهر بن عاشور- في مقدمة تفسيره التحرير والتنوير ص ١١.
(٥) راجع المصدر السابق ص ١٢.
(٦) اللسان. أول، وأساس البلاغة: الأول.
(٢) الإتقان. ٢/ ١٧٤.
(٣) منهج الفرقان/ محمد سلامة ٢/ ٦.
(٤) الإمام الطاهر بن عاشور- في مقدمة تفسيره التحرير والتنوير ص ١١.
(٥) راجع المصدر السابق ص ١٢.
(٦) اللسان. أول، وأساس البلاغة: الأول.
4
ب- نفس المراد بالكلام فإن كان الكلام طلبا كان تأويله نفس الفعل المطلوب. وإن كان خبرا كان تأويله نفس الشيء المخبر به، وبين هذا المعنى والذي قبله فرق ظاهر «١»..
ثانيا: عند الخلف: هو صرف اللفظ عن المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح لدليل يقترن به «٢».
الفرق بين التفسير والتأويل
اختلف العلماء في بيان الفرق بين التفسير والتأويل:
- فقد ذهب بعضهم إلى أن التفسير والتأويل بمعنى واحد. وهؤلاء يمثلهم أبو عبيدة وطائفة معه.
- وقيل: التفسير أعم من التأويل، وأكثر ما يستعمل التفسير في الألفاظ، والتأويل في المعاني، كتأويل الرؤيا. والتأويل يستعمل أكثره في الكتب الإلهية. والتفسير يستعمل فيها وفي غيرها.
وقيل غير ذلك «٣».
والراجح: أن التفسير ما كان راجعا إلى الرواية، والتأويل: ما كان راجعا إلى الدراية، وذلك: لأن التفسير معناه: الكشف والبيان، والكشف عن مراد الله تعالى لا نجزم به إلا إذا ورد بطريق مأثور.
والتأويل: ملحوظ فيه ترجيح أحد احتمالات اللفظ بالدليل، والترجيح يعتمد على الاجتهاد «٤».
أقسام التفسير «٥»
أولا: التفسير بالمأثور.. أي المنقول، ويشمل:
١- تفسير القرآن بالقرآن.
٢- تفسير الرسول للقرآن.
٣- تفسير الصحابة للقرآن.
٤- تفسير التابعين للقرآن.
ولنعرّف كلّ نوع من هذه الأنواع.
١- تفسير القرآن بالقرآن
اشتمل القرآن الكريم على الإيجاز والإطناب، وعلى الإجمال والتبيين، وعلى الإطلاق والتقييد، وعلى العموم والخصوص.
ثانيا: عند الخلف: هو صرف اللفظ عن المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح لدليل يقترن به «٢».
الفرق بين التفسير والتأويل
اختلف العلماء في بيان الفرق بين التفسير والتأويل:
- فقد ذهب بعضهم إلى أن التفسير والتأويل بمعنى واحد. وهؤلاء يمثلهم أبو عبيدة وطائفة معه.
- وقيل: التفسير أعم من التأويل، وأكثر ما يستعمل التفسير في الألفاظ، والتأويل في المعاني، كتأويل الرؤيا. والتأويل يستعمل أكثره في الكتب الإلهية. والتفسير يستعمل فيها وفي غيرها.
وقيل غير ذلك «٣».
والراجح: أن التفسير ما كان راجعا إلى الرواية، والتأويل: ما كان راجعا إلى الدراية، وذلك: لأن التفسير معناه: الكشف والبيان، والكشف عن مراد الله تعالى لا نجزم به إلا إذا ورد بطريق مأثور.
والتأويل: ملحوظ فيه ترجيح أحد احتمالات اللفظ بالدليل، والترجيح يعتمد على الاجتهاد «٤».
أقسام التفسير «٥»
أولا: التفسير بالمأثور.. أي المنقول، ويشمل:
١- تفسير القرآن بالقرآن.
٢- تفسير الرسول للقرآن.
٣- تفسير الصحابة للقرآن.
٤- تفسير التابعين للقرآن.
ولنعرّف كلّ نوع من هذه الأنواع.
١- تفسير القرآن بالقرآن
اشتمل القرآن الكريم على الإيجاز والإطناب، وعلى الإجمال والتبيين، وعلى الإطلاق والتقييد، وعلى العموم والخصوص.
(١) راجع: التفسير والمفسرون ١/ ١٩، ورقائق التفسير لابن تيمية ١/ ١٤٤.
(٢) راجع التفسير والمفسرون ١/ ٢٠.
(٣) راجع: الإتقان ٢/ ١٧٣، رقائق التفسير ١/ ١٤١ وما بعدها، تفسير البغوي ١/ ١٨، مقدمة التفسير للراغب ص ٤٠٢- ٤٠٣، التفسير والمفسرون ١/ ٢٠ وما بعدها.
(٤) التفسير والمفسرون (بتصرف وإيجاز) ص ٢٣.
(٢) راجع التفسير والمفسرون ١/ ٢٠.
(٣) راجع: الإتقان ٢/ ١٧٣، رقائق التفسير ١/ ١٤١ وما بعدها، تفسير البغوي ١/ ١٨، مقدمة التفسير للراغب ص ٤٠٢- ٤٠٣، التفسير والمفسرون ١/ ٢٠ وما بعدها.
(٤) التفسير والمفسرون (بتصرف وإيجاز) ص ٢٣.