تفسير سورة الفلق

لطائف الإشارات
تفسير سورة سورة الفلق من كتاب لطائف الإشارات .
لمؤلفه القشيري . المتوفي سنة 465 هـ
قوله جل ذكره :﴿ بسم الله الرحمان الرحيم ﴾.
" بسم الله " : اسم عزيز إذا تجلى لقلب فإن لاطفه بجماله أحياه، وإن كاشفه بجلاله أباده وأفناه ؛ فالعبد في حالتي بقاء وفناء، ومحو وإثبات، ووجد وفقد.

قوله جل ذكره :﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ ﴾.
أي امتنع واعتصم بربِّ الفَلَقَ. والفلقُ : الصُّبْحُ.
ويقال : هو الخَلْقُ كلُّهم، وقيل : الفَلَقُ وادٍ في جهنم.
أي من الشرور كلِّها.
قيل : الليلُ إذا دخَلَ. وفي خبرٍ، أنه صلى الله عليه وسلم أخذ بيد عائشة ونَظَرَ إلى القمر فقال :" يا عائشة، تَعَوَّذِي بالله من شرِّ هذا، فإنه الغاسقُ إذا وقب ".
وهن السواحر اللواتي ينفخن في عُقَد الخيط ( عند الرُّقية )، ويوهمنَّ إدخال الضررِ بذلك.
والحَسَدُ شرُّ الأخلاق.
وفي السورة تعليمُ استدفاع الشرور من الله. ومَنْ صَحَّ توكُّلُه على الله فهو الذي صحَّ تحقُّقُه بالله، فإذا توكَّلَ لم يُوَفِّقْه اللَّهُ للتوكُّلِ إلاَّ والمعلومُ من حاله أنه يكفيه ما توكَّلَ به عليه ؛ وإنَّ العبدَ به حاجةٌ إلى دَفْعِ البلاء عنه، فإن أخَذَ في التحرُّز من تدبيره وحَوْله وقُوَّته وفَهْمِه وبصيرته في كلِّ وقتٍ استراح من تعب تردُّدِ القلبِ في التدبير، وعن قريبٍ يُرَقَّى إلى حالة الرضا. . كُفِيَ مُرَادَه أم لا. وعند ذلك الملك الأعظم، فهو بظاهره لا يفتر عن الاستعاذة، وبقلبه لا يخلو من التسليم والرضا.
Icon