تفسير سورة الجاثية

تفسير الشافعي
تفسير سورة سورة الجاثية من كتاب تفسير الشافعي .
لمؤلفه الشافعي . المتوفي سنة 204 هـ

٣٧٦- قال الشافعي : يقول الله عز وجل :﴿ وَمَا يُهْلِكُنَا إِلا اَلدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ اِنْ هُمُ إِلا يَظُنُّونَ ﴾ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر »١.
قال الشافعي : إنما تأويله ـ والله أعلم ـ أن العرب كان من شأنها أن تذم الدهر وتسبه عند المصائب التي تنزل بهم : من موت، أو هدْمٍ، أو تلف مال، أو غير ذلك، وتسب الليل والنهار ـ وهما الجديدان، والفتيان ـ ويقولون : أصابتهم قوارع الدهر، وأبادهم الدهر، وأتى عليهم ؛ فيجعلون الليل والنهار اللذين يفعلان ذلك ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« لا تسبوا الدهر » على أنه الذي يفعل بكم هذه الأشياء، فإنكم إذا سببتم فاعل هذه الأشياء فإنما تسبون الله عز وجل، فإن الله تعالى فاعل هذه الأشياء. ( مناقب الشافعي : ١/٣٣٦-٣٣٧. ون السنن الكبرى : ٣/٣٦٥ )
١ - أخرجه مسلم في كتاب الألفاظ من الأدب وغيرها (٤٠) باب: النهي عن سب الدهر (١)(ر ٥/٢٢٤٦) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وأخرجه البيهقي في كتاب صلاة الاستسقاء باب: ما جاء في سب الدهر ٣/٣٦٥.
وأخرجه أحمد في مسند أبي هريرة..

Icon