تفسير سورة الذاريات

كتاب نزهة القلوب
تفسير سورة سورة الذاريات من كتاب كتاب نزهة القلوب .
لمؤلفه أبى بكر السجستاني .

﴿ وَٱلذَّارِيَاتِ ذَرْواً ﴾: الرياح. ﴿ فَٱلْحَامِلاَتِ وِقْراً ﴾: السحاب تحمل الماء. ﴿ فَٱلْجَارِيَاتِ يُسْراً ﴾: السفن تجري في الماء جريا سهلا. ويقال: ميسرة أي مسخرة. وقوله: ﴿ فَٱلْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً ﴾: الملائكة. هكذا يؤثر عن علي ابن أبي طالب رضوان الله عليه في ﴿ وَٱلذَّارِيَاتِ ﴾ إلى قوله: فالمقسمات أمرا.
﴿ ٱلْحُبُكِ ﴾ الطرائق التي تكون في السماء من آثار الغيم، واحدها حبيكة وحباك، والحبك أيضا: الطرائق التي تراها في الماء القائم إذا ضربته الريح، وكذلك حبك الرمل: الطرائق التي تراها فيه إذا هبت عليه الريح. ويقال: شعره حبك؛ إذا كان متكسرا جعودته طرائق.
﴿ قُتِلَ ٱلْخَرَّاصُونَ ﴾ أي لعن الكذابون. والخرص الكذب. والخرص أيضا: الظن والحزر.
﴿ أَيَّانَ يَوْمُ ٱلدِّينِ ﴾: متى يوم الجزاء.
﴿ يَهْجَعُونَ ﴾ ينامون.
﴿ لَّلسَّآئِلِ وَٱلْمَحْرُومِ ﴾ فالسائل الذي يسأل الناس؛ والمحروم: المحارف، وهما واحد، لأن المحروم: الذي قد حرم الرزق فلا يتأتى له والمحارف: الذي قد حارفه الكسب أي انحرف عنه.
﴿ فَرَاغَ إِلَىٰ أَهْلِهِ ﴾ انظر ٩١ من الصافات.
﴿ فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ﴾ انظر ٦٧ من طه.
﴿ صَرَّةٍ ﴾: أي شدة صوت ﴿ صَكَّتْ وَجْهَهَا ﴾: أي ضربت وجهها بجميع أصابعها ﴿ عَقِيمٌ ﴾ هي التي لا تلد، والذي لا يولد له انظر ٤٠ من آل عمران.
﴿ فَتَوَلَّىٰ بِرُكْنِهِ ﴾ أي بجانبه، أي أعرض.
﴿ ذَنُوباً ﴾: أي نصيبا. وأصل الذنوب: الدلو العظيمة، ولا يقال لها ذنوب إلا وفيها ماء، وكانوا يستقون فيكون لكل واحد ذنوب، فجعل الله الذنوب في موضع النصيب.
Icon