تفسير سورة التحريم

تفسير ابن أبي حاتم
تفسير سورة سورة التحريم من كتاب تفسير ابن أبي حاتم المعروف بـتفسير ابن أبي حاتم .
لمؤلفه ابن أبي حاتم الرازي . المتوفي سنة 327 هـ

سُورَةُ التحريم
٦٦
قَوْلُهُ تَعَالَى: يَا أَيُّهَا النَّبِيّ لَمْ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ
١٨٩٢٠ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْرَبُ مِنْ شَرَابٍ عِنْدَ سَوْدَةَ مِنَ الْعَسَلِ، فَدَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ: إِنِّي أَجِدُ مِنْكَ رِيحًا، فَدَخَلَ عَلَى حَفْصَةَ فَقَالَتْ: إِنِّي أَجِدُ مِنْكُ رِيحًا، فَقَالَ: «أَرَاهُ مِنْ شَرَابٍ شَرِبْتُهُ عِنْدَ سَوْدَةَ وَاللَّهِ لا أَشْرَبُهُ» فَأَنْزَلَ اللَّهُ: يَا أَيُّهَا النَّبِيّ لَمْ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ الْآيَةَ «١».
١٨٩٢١ - وَبِسَنَدٍ ضَعِيفٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: يَا أَيُّهَا النَّبِيّ لَمْ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ فِي الْمَرْأَةِ الَّتِي وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «٢».
قَوْلُهُ تَعَالَى: عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ
١٨٩٢٢ - عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ قَالَ: الَّذِي عَرَّفَ أَمْرُ مَارِيَةَ، وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ قَوْلُهُ: «إِنَّ أَبَاكَ وَأَبَاهَا يَلِيَانَ النَّاسَ بَعْدِي» مَخَافَةَ أَنْ يَفْشُوَ «٣».
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ
١٨٩٢٣ - وَبِسَنَدٍ ضَعِيفٍ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ: وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: «هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ» «٤».
١٨٩٢٤ - عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِهِ: وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: نَزَلَتْ فِي عُمَرَ خَاصَّةً «٥».
١٨٩٢٥ - عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سُئِلَ عَنِ التَّوْبَةِ النَّصُوحِ قَالَ: أَنْ يَتُوبَ الرَّجُلُ مِنَ الْعَمَلِ السَّيِّئِ، ثُمَّ لَا يَعَودُ إِلَيْهِ أَبَدًا «٦».
١٨٩٢٦ - وَبِسَنَدٍ ضَعِيفٍ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ التَّوْبَةِ النَّصُوحِ فَقَالَ: «هُوَ النَّدَمُ عَلَى الذَّنْبِ حِينَ يُفْرَطُ مِنْكَ فَتَسْتَغْفِرُ اللَّهَ بِنَدَامَتِكَ عِنْدَ الْحَافِرِ ثُمَّ لَا تَعُودُ إِلَيْهِ أَبَدًا» «٧».
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَخَانَتَاهُمَاْ
١٨٩٢٧ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ: فَخَانَتَاهُمَا قَالَ: مَا زَنَتَا، أَمَّا خِيَانَةُ امْرَأَةِ نُوحٍ فَكَانَتْ تَقُولُ لِلنَّاسِ: إِنَّهُ مَجْنُونٌ، وَأَمَّا خِيَانَةُ امْرَأَةِ لُوطٍ، فَكَانَتْ تَدُلُّ عَلَى الضَّيْفِ، فَتِلْكَ خيانتها «٨».
(١) الدر ٨/ ٢١٣- ٢١٤.
(٢) الدر ٨/ ٢١٣- ٢١٤.
(٣) الدر ٨/ ٢١٧.
(٤) الدر ٨/ ٢١٩.
(٥) الدر ٨/ ٢٢٤.
(٦) الدر ٨/ ٢٢٧- ٢٢٨.
(٧) الدر ٨/ ٢٢٧- ٢٢٨.
(٨) الدر ٨/ ٢٢٨.
قوله تعالى :﴿ عرف بعضه وأعرض عن بعض ﴾
عن مجاهد في قوله :﴿ عرف بعضه وأعرض عن بعض ﴾ قال : الذي عرف أمر مارية، ﴿ وأعرض عن بعض ﴾ قوله : " إن أباك وأباها يليان الناس بعدي " مخافة أن يفشو.
قوله تعالى :﴿ وصالح المؤمنين ﴾
وبسند ضعيف عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله :﴿ وصالح المؤمنين ﴾ قال : " هو علي بن أبي طالب ".
عن سعيد بن جبير في قوله :﴿ وصالح المؤمنين ﴾ قال : نزلت في عمر خاصة.
عن النعمان بن بشير أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سئل عن التوبة النصوح قال : أن يتوب الرجل من العمل السيئ، ثم لا يعود إليه أبدا.
وبسند ضعيف عن أبي بن كعب قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن التوبة النصوح فقال : " هو الندم على الذنب حين يفرط منك فتستغفر الله بندامتك عند الحافر ثم لا تعود إليه أبدا ".
قوله تعالى :﴿ فخانتاهما ﴾
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ فخانتاهما ﴾ قال : مازنتا، أما خيانة امرأة نوح فكانت تقول للناس : إنه مجنون، وأما خيانة امرأة لوط، فكانت تدل على الضيف، فتلك خيانتها.
Icon