في السورة إنذار بيوم القيامة وهوله وحسابه، وحثّ على الخير وتحذير من الشرّ بصورة عامة. ومن المفسّرين من روى مكيتها وحسب، ١ ومنهم من قال : إنها من المختلف على مكيته ومدنيته بسبب تعدّد الروايات ٢. والطابع المكي قويّ البروز عليها، بحيث يسوغ ترجيح مكّيتها إن لم نقل الجزم بذلك، بل ويلهم أنها من السور المبكرة في النزول. وتكاد تكون هي وسورة القارعة المتفق على مكيتها ونزولها مبكرة سورتين متماثلتين. ولقد جاء في حديث رواه الترمذي عن أنس أن قراءة هذه السورة تعدل نصف القرآن، وفي حديث آخر عنه أنها تعدل بربع القرآن ٣.
وقد يكون التباين من الرواة. وعلى كل حال فقد يكون قصد التذكر بأهوال يوم القيامة والحثّ على الخير واجتناب الشرّ من الحكمة المتوخاة في الحديث، والله تعالى أعلم.
٢ انظر تفسير الخازن والنسفي والطبرسي والزمخشري والقاسمي.
٣ التاج ٤/٢١.
ﰡ
في الآيات إشارة إلى يوم القيامة وهوله وحسابه : فالأرض ترتجف وتتشقق وتقذف ما في بطنها كأنها تتزلزل. والناس يتساءلون عما كان ويكون. لا يلبثون أن يعرفوا أن الله قد حقق بذلك وعده بيوم القيامة والحساب. وحينئذ يهرعون جماعات جماعات ؛ ليروا نتائج أعمالهم ويوفوا عليها أجورهم، كلّ بما قدّم من خير أو شرّ. فالذين يعملون خيرا مهما قلّ سيلقون خيرا، ولا يضيع عليهم منه شيء. والذين يعملون شرا مهما قلّ سيلقون شرا.
والسورة مع احتوائها حقيقة يوم القيامة والحساب الإيمانية هي سورة وعظ وترغيب وترهيب مطلقة التوجيه للناس عموما، واستهدفت كما هو المتبادر إثارة الخوف من ذلك اليوم، وحمل الناس على الإقبال على العمل الصالح، والابتعاد عن الأعمال السيئة، وعدم الاستهانة بالشرّ مهما قلّ، وعدم إهمال الخير مهما ضؤل. وهي من هذه الناحية تنطوي على تلقين مستمر المدى.
طائفة من الروايات والأحاديث في سياق آيات هذه السورة
ولقد روى البغوي في سياق وتأويل جملة ﴿ وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا ﴾ حديثا عن أبي هريرة قال :«قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تقيء الأرض أفلاذ أكبادها أمثال الأسطوانة من الذهب والفضة، فيجيء القاتل فيقول : في هذا قتلت، ويجيء القاطع فيقول : في هذا قطعت رحمي. ويجيء السارق فيقول : في هذا قطعت يدي، ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئا ». والحديث إن صحّ فإن روايته لم تذكر أنه بسبيل تفسير الجملة. كما أن أثقال الأرض التي في بطنها ليست فقط القاتل والقاطع والسارق. ولذلك نظل نرجّح التأويل الذي أوّلنا به الجملة.
ولقد روى المفسر نفسه بطرقه حديثا عن أبي هريرة قال :«قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الآية ﴿ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ﴾ قال : أتدرون ما أخبارها ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم. قال : فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة بما عمل على ظهرها أن تقول : عمل عليّ كذا وكذا يوم كذا وكذا، فهذه أخبارها ». وهذا الحديث مما ورد في جامع الترمذي أيضا ١ حيث ينطوي فيه تفسير نبوي فيه إنذار وتنبيه متساوقان مع ما احتوته السورة من ذلك.
ولقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة حديثا في سياق آيتي ﴿ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ﴾ جاء فيه :«إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الحمر، وقد أوضح الشارح أن السؤال عن ما إذا كان يجب على ما يقتنيه المسلم من الحمر زكاة فقال لم ينزل عليّ فيها شيء إلا هذه الآية الجامعة الفاذة ﴿ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ﴾ " ٢ حيث ينطوي في الحديث حثّ على عمل الخير، ومن ذلك الصدقات مهما قلت، وبأي اسم كان، ونهى عن الشرّ مهما تفه، فيتساوق التلقين النبوي كذلك مع التلقين القرآني.
ولقد روى البغوي بطرقه عن مقاتل قوله : إن الآيتين المذكورتين نزلتا في رجلين، وذلك أنه لما نزلت ﴿ ويطعمون الطعام على حبّه ﴾ كان أحدهما يأتيه السائل فيستقل أن يعطيه الثمرة والكسرة والجوزة ونحوها، ويقول : ما هذا بشيء، إنما نؤجر على ما نعطي ونحن نحبّه، وكان الآخر يتهاون بالذنب اليسير كالكذبة والغيبة والنظرة وأشباه ذلك، ويقول : إنما وعد الله النار على الكبائر، وليس في هذا إثم، فأنزل الله الآيتين يرغّبهم في القليل من الخير أن يعطوه فإنه يوشك أن يكثر. ويحذرهم اليسير من الذنب فإنه يوشك أن يكثر.
والآيتان منسجمتان مع آيات السورة، وهما بسبيل تبشير وإنذار عامين، ومبدأين قرآنيين شاملين محكمين. والمتبادر من صيغة الرواية أنها بسبيل شرح ما ينطوي فيهما من بعض حكمة التنزيل.
ولقد روى الطبري بطرقه في سياق الآيتين حديثا عن أبي إدريس قال :«إن أبا بكر كان يأكل مع النبي صلى الله عليه وسلم فأنزلت هذه الآية، فرفع يده من الطعام وقال : إني لراء ما عملت من خير وشرّ. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن ما ترى مما تكره فهو بمثاقيل ذرّ الشر، ويدخر الله لك مثاقيل ذرّ الخير حتى تعطاه يوم القيامة " ». وحديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال :«أنزلت ﴿ إذا زلزلت ﴾ وأبو بكر قاعد فبكى، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما يبكيك ؟ قال : يبكيني هذه السورة، فقال له : " لولا أنكم تخطئون وتذنبون فيغفر الله لكم لخلق الله أمة يخطئون ويذنبون فيغفر لهم " ». فإذا صحّت الأحاديث فتكون الحكمة النبوية قد توخّت تطمين المخلصين من المؤمنين في صدد ما قد يصدر منهم من هفوات، والله أعلم.
ولقد أورد ابن كثير في سياق الآيتين حديثا رواه ابن أبي حاتم عن أبي سعيد الخدري قال :«لما أنزلت ﴿ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ﴾ قلت : يا رسول الله إني لراء عملي ؟ قال : نعم، قلت : تلك الكبار الكبار ؟ قال : نعم، قلت الصغار الصغار ؟ قال : نعم، قلت : واثكل أمي ؟ قال : أبشر يا أبا سعد فإن الحسنة بعشر أمثالها، ثم إلى سبعمائة ضعف، ويضاعف الله لمن يشاء، والسيئة بمثلها أو يغفر الله، ولن ينجو أحد منكم بعمله إلا أن يتغمدني الله منه برحمة ».
فإن صح الحديث فتكون الحكمة النبوية قد توخت فيه التحذير من الكبائر والصغائر معا، والتحذير كذلك من اعتداد الإنسان بأعماله، ومنه على الله بها مع تأميل المؤمنين المخلصين في نفس الوقت بعفو الله ورحمته.
ولقد روى الطبري بطرقه في سياق الآيتين كذلك حديثا عن عائشة قالت :«قلت : يا رسول الله إن عبد الله بن جدعان كان يصل الرحم، ويفعل ويفعل، هو ذاك نافعه ؟ قال : لا، إنه لم يقل يوما ربّ اغفر لي خطيئتي يوم الدين ». وحديث عن سلمة بن يزيد الجعفي قال :«ذهبت أنا وأخي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله إن أمّنا كانت في الجاهلية تقري الضيف وتصل الرحم هل ينفعها عملها ذلك شيئا ؟ قال : لا ». وحديث جاء فيه :«إن سلمان بن عامر جاء رسول الله فقال : إن أبي كان يصل الرحم، ويفي بالذمة، ويكرم الضيف، قال : مات قبل الإسلام ؟ قال : نعم. قال : لن ينفعه ذلك. فولّى، فقال رسول الله : عليّ بالشيخ، فجاء فقال له : إنها لن تنفعه، ولكنها تكون في عقبه، فلن تخزوا أبدا، ولن تذلوا أبدا، ولن تفتقروا أبدا ». وحديث عن أنس جاء فيه :«قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله لا يظلم المؤمن حسنة يثاب عليها الرزق في الدنيا ويجزي بها في الآخرة، وأما الكافر فيعطيه بها في الدنيا، فإذا كان يوم القيامة لم تكن له حسنة ».
وهذه الأحاديث لم ترد بصيغها في كتب الأحاديث الصحيحة، وهذا لا يمنع صحّتها. وفحواها متّسق مع التقريرات والتلقينات التي انطوت في آيات عديدة، والتي تنبّه على أن الإيمان بالله ورسله وكتبه وملائكته واليوم الآخر شرط لا بد منه لنفع الأعمال الصالحة في الآخرة.
٢ نفسه.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١:إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ﴿ ١ ﴾ وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا ﴿ ٢ ﴾ وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا ﴿ ٣ ﴾ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ﴿ ٤ ﴾ بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا ﴿ ٥ ﴾ يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ [ ١ ] النَّاسُ أَشْتَاتاً لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ ﴿ ٦ ﴾ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ﴿ ٧ ﴾ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ﴿ ٨ ﴾
في الآيات إشارة إلى يوم القيامة وهوله وحسابه : فالأرض ترتجف وتتشقق وتقذف ما في بطنها كأنها تتزلزل. والناس يتساءلون عما كان ويكون. لا يلبثون أن يعرفوا أن الله قد حقق بذلك وعده بيوم القيامة والحساب. وحينئذ يهرعون جماعات جماعات ؛ ليروا نتائج أعمالهم ويوفوا عليها أجورهم، كلّ بما قدّم من خير أو شرّ. فالذين يعملون خيرا مهما قلّ سيلقون خيرا، ولا يضيع عليهم منه شيء. والذين يعملون شرا مهما قلّ سيلقون شرا.
والسورة مع احتوائها حقيقة يوم القيامة والحساب الإيمانية هي سورة وعظ وترغيب وترهيب مطلقة التوجيه للناس عموما، واستهدفت كما هو المتبادر إثارة الخوف من ذلك اليوم، وحمل الناس على الإقبال على العمل الصالح، والابتعاد عن الأعمال السيئة، وعدم الاستهانة بالشرّ مهما قلّ، وعدم إهمال الخير مهما ضؤل. وهي من هذه الناحية تنطوي على تلقين مستمر المدى.
طائفة من الروايات والأحاديث في سياق آيات هذه السورة
ولقد روى البغوي في سياق وتأويل جملة ﴿ وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا ﴾ حديثا عن أبي هريرة قال :«قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تقيء الأرض أفلاذ أكبادها أمثال الأسطوانة من الذهب والفضة، فيجيء القاتل فيقول : في هذا قتلت، ويجيء القاطع فيقول : في هذا قطعت رحمي. ويجيء السارق فيقول : في هذا قطعت يدي، ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئا ». والحديث إن صحّ فإن روايته لم تذكر أنه بسبيل تفسير الجملة. كما أن أثقال الأرض التي في بطنها ليست فقط القاتل والقاطع والسارق. ولذلك نظل نرجّح التأويل الذي أوّلنا به الجملة.
ولقد روى المفسر نفسه بطرقه حديثا عن أبي هريرة قال :«قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الآية ﴿ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ﴾ قال : أتدرون ما أخبارها ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم. قال : فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة بما عمل على ظهرها أن تقول : عمل عليّ كذا وكذا يوم كذا وكذا، فهذه أخبارها ». وهذا الحديث مما ورد في جامع الترمذي أيضا ١ حيث ينطوي فيه تفسير نبوي فيه إنذار وتنبيه متساوقان مع ما احتوته السورة من ذلك.
ولقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة حديثا في سياق آيتي ﴿ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ﴾ جاء فيه :«إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الحمر، وقد أوضح الشارح أن السؤال عن ما إذا كان يجب على ما يقتنيه المسلم من الحمر زكاة فقال لم ينزل عليّ فيها شيء إلا هذه الآية الجامعة الفاذة ﴿ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ﴾ " ٢ حيث ينطوي في الحديث حثّ على عمل الخير، ومن ذلك الصدقات مهما قلت، وبأي اسم كان، ونهى عن الشرّ مهما تفه، فيتساوق التلقين النبوي كذلك مع التلقين القرآني.
ولقد روى البغوي بطرقه عن مقاتل قوله : إن الآيتين المذكورتين نزلتا في رجلين، وذلك أنه لما نزلت ﴿ ويطعمون الطعام على حبّه ﴾ كان أحدهما يأتيه السائل فيستقل أن يعطيه الثمرة والكسرة والجوزة ونحوها، ويقول : ما هذا بشيء، إنما نؤجر على ما نعطي ونحن نحبّه، وكان الآخر يتهاون بالذنب اليسير كالكذبة والغيبة والنظرة وأشباه ذلك، ويقول : إنما وعد الله النار على الكبائر، وليس في هذا إثم، فأنزل الله الآيتين يرغّبهم في القليل من الخير أن يعطوه فإنه يوشك أن يكثر. ويحذرهم اليسير من الذنب فإنه يوشك أن يكثر.
والآيتان منسجمتان مع آيات السورة، وهما بسبيل تبشير وإنذار عامين، ومبدأين قرآنيين شاملين محكمين. والمتبادر من صيغة الرواية أنها بسبيل شرح ما ينطوي فيهما من بعض حكمة التنزيل.
ولقد روى الطبري بطرقه في سياق الآيتين حديثا عن أبي إدريس قال :«إن أبا بكر كان يأكل مع النبي صلى الله عليه وسلم فأنزلت هذه الآية، فرفع يده من الطعام وقال : إني لراء ما عملت من خير وشرّ. فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" إن ما ترى مما تكره فهو بمثاقيل ذرّ الشر، ويدخر الله لك مثاقيل ذرّ الخير حتى تعطاه يوم القيامة " ». وحديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال :«أنزلت ﴿ إذا زلزلت ﴾ وأبو بكر قاعد فبكى، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما يبكيك ؟ قال : يبكيني هذه السورة، فقال له :" لولا أنكم تخطئون وتذنبون فيغفر الله لكم لخلق الله أمة يخطئون ويذنبون فيغفر لهم " ». فإذا صحّت الأحاديث فتكون الحكمة النبوية قد توخّت تطمين المخلصين من المؤمنين في صدد ما قد يصدر منهم من هفوات، والله أعلم.
ولقد أورد ابن كثير في سياق الآيتين حديثا رواه ابن أبي حاتم عن أبي سعيد الخدري قال :«لما أنزلت ﴿ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ﴾ قلت : يا رسول الله إني لراء عملي ؟ قال : نعم، قلت : تلك الكبار الكبار ؟ قال : نعم، قلت الصغار الصغار ؟ قال : نعم، قلت : واثكل أمي ؟ قال : أبشر يا أبا سعد فإن الحسنة بعشر أمثالها، ثم إلى سبعمائة ضعف، ويضاعف الله لمن يشاء، والسيئة بمثلها أو يغفر الله، ولن ينجو أحد منكم بعمله إلا أن يتغمدني الله منه برحمة ».
فإن صح الحديث فتكون الحكمة النبوية قد توخت فيه التحذير من الكبائر والصغائر معا، والتحذير كذلك من اعتداد الإنسان بأعماله، ومنه على الله بها مع تأميل المؤمنين المخلصين في نفس الوقت بعفو الله ورحمته.
ولقد روى الطبري بطرقه في سياق الآيتين كذلك حديثا عن عائشة قالت :«قلت : يا رسول الله إن عبد الله بن جدعان كان يصل الرحم، ويفعل ويفعل، هو ذاك نافعه ؟ قال : لا، إنه لم يقل يوما ربّ اغفر لي خطيئتي يوم الدين ». وحديث عن سلمة بن يزيد الجعفي قال :«ذهبت أنا وأخي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله إن أمّنا كانت في الجاهلية تقري الضيف وتصل الرحم هل ينفعها عملها ذلك شيئا ؟ قال : لا ». وحديث جاء فيه :«إن سلمان بن عامر جاء رسول الله فقال : إن أبي كان يصل الرحم، ويفي بالذمة، ويكرم الضيف، قال : مات قبل الإسلام ؟ قال : نعم. قال : لن ينفعه ذلك. فولّى، فقال رسول الله : عليّ بالشيخ، فجاء فقال له : إنها لن تنفعه، ولكنها تكون في عقبه، فلن تخزوا أبدا، ولن تذلوا أبدا، ولن تفتقروا أبدا ». وحديث عن أنس جاء فيه :«قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله لا يظلم المؤمن حسنة يثاب عليها الرزق في الدنيا ويجزي بها في الآخرة، وأما الكافر فيعطيه بها في الدنيا، فإذا كان يوم القيامة لم تكن له حسنة ».
وهذه الأحاديث لم ترد بصيغها في كتب الأحاديث الصحيحة، وهذا لا يمنع صحّتها. وفحواها متّسق مع التقريرات والتلقينات التي انطوت في آيات عديدة، والتي تنبّه على أن الإيمان بالله ورسله وكتبه وملائكته واليوم الآخر شرط لا بد منه لنفع الأعمال الصالحة في الآخرة.
٢ نفسه.