مكية في قولهم جميعا.
بسم الله الرحمان الرحيم
ﰡ
(متى تُقْرَعْ بمرْوَتكم نَسُؤْكم | ولم تُوقَدْ لنا في القدْرِ نارُ) |
(قد كنت قبل لقائكم ذا مِرّةٍ | عندي لكل مُخاصِمٍ مِيزانُه) |
(فالأرضُ مَعْقِلُنا وكانتْ أُمّنا | فيها مقابِرُنا وفيها نُولَدُ) |
بسم الله الرحمن الرحيم
أحدهما : أنه الهمج الطائر من بعوض وغيره، ومنه الجراد، قاله الفراء، الثاني : أنه طير يتساقط في النار ليس ببعوض ولا ذباب، قاله أبو عبيدة وقتادة.
وفي ﴿ المبثوث ﴾ ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه المبسوط، قاله الحسن.
الثاني : المتفرق، قاله أبو عبيدة.
الثالث : أنه الذي يحول بعضه في بعض، قاله الكلبي.
وإنما شبه الناس الكفار يوم القيامة بالفراش المبثوث ؛ لأنهم يتهافتون في النار كتهافت الفراش.
وقال ﴿ كالْعِهْنِ المَنْفُوشِ ﴾ لخفته، وضعفه، فشبه به الجبال لخفتها، وذهابها بعد شدَّتها وثباتها.
ويحتمل أن يريد جبال النار، تكون كالعهن لحمرتها وشدة لهبها ؛ لأن جبال الأرض تسير ثم تنسف حتى يدك بها الأرض دكّا.
أحدها : أنه ميزان ذو كفتين توزن به الحسنات والسيئات، قاله الحسن، قال أبو بكر رضي الله عنه : وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الحق أن يكون ثقيلاً.
الثاني : الميزان هو الحساب، قاله مجاهد، ولذلك قيل : اللسان وزن الإنسان، وقال الشاعر :
(يا عَمروُ لو نَالَتْك أَرْحامُنا | كُنْتَ كَمن تَهْوِي به الهاوِيَة.) |
قد كنت قبل لقائكم ذا مِرّةٍ | عندي لكل مُخاصِمٍ مِيزانُه |
الثالث : أن الموازين الحجج والدلائل، قاله عبد العزيز بن يحيى، واستشهد فيه بالشعر المتقدم.
وفي الموازين وجهان :
أحدهما : جمع ميزان.
الثاني : أنه جمع موزون.
أحدهما : يعني في عيشة مرضية، قال قتادة : وهي الجنة.
الثاني : في نعيم دائم، قاله الضحاك، فيكون على الوجه الأول من المعاش، وعلى الوجه الثاني من العيش.
أحدهما : أن الهاوية جهنم، سماها أُمَّا له ؛ لأنه يأوي إليها كما يأوي إلى أُمّه، قاله ابن زيد، ومنه قول أمية بن أبي الصلت.
فالأرضُ مَعْقِلُنا وكانتْ أُمّنا | فيها مقابِرُنا وفيها نُولَدُ |
الثاني : أنه أراد أُمّ رأسه يهوي عليها في نار جهنم، قاله عكرمة.
وقال الشاعر :
يا عَمروُ لو نَالَتْك أَرْحامُنا | كُنْتَ كَمن تَهْوِي به الهاوِيَة. |