تفسير سورة الهمزة

تفسير النسفي
تفسير سورة سورة الهمزة من كتاب مدارك التنزيل وحقائق التأويل المعروف بـتفسير النسفي .
لمؤلفه أبو البركات النسفي . المتوفي سنة 710 هـ
مكية، وهي تسع آيات.

وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (١)
﴿وَيْلٌ﴾ مبتدأ خبره ﴿لّكُلّ هُمَزَةٍ﴾ أي الذي يعيب الناس من خلفهم ﴿لُّمَزَةٍ﴾ أي من يعيهم مواجهة ويناء فعلة يدل على أن ذلك عادة منه قيل نزلت في الأخنس بن شريق وكانت عادته الغيبة والوقيعة وقيل في أمية بن خلف وقيل في الوليد ويجوز أن يكون السبب خاصاً والوعيد عاماً ليتناول كل من باشر ذلك القبيح
الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (٢)
﴿الذى﴾ بدل من كل أو نصب على الذم ﴿جَمَعَ مَالاً﴾ جَمَعَ شامي وحمزة وعلي مبالغة جمع وهو مطابق لقوله ﴿وَعَدَّدَهُ﴾ أي جعله عدة لحوادث الدهر
يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (٣)
﴿يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ﴾ أي تركه خالداً في الدنيا لا يموت أو هو تعريض بالعمل الصالح وأنه هو الذى أخلده صاحبه في النعيم فأما المال فما أخلد أحدا فيه
كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (٤)
﴿كَلاَّ﴾ ردع له عن حسبانه ﴿لَيُنبَذَنَّ﴾ أي الذي جمع ﴿فِى الحطمة﴾ في النار التي شأنها أن تحطم كل ما يلقى فيها
وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (٥)
﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الحطمة﴾ تعجيب وتعظيم
نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (٦)
﴿نَارُ الله﴾ خبر مبتدأ محذوف أي هي نار الله ﴿الموقدة﴾ نعتها
الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (٧)
﴿التى تَطَّلِعُ عَلَى الافئدة﴾ يعني أنها تدخل في أجوافهم حتى تصل إلى صدورهم وتطلع على أفئدتهم وهى أوساط القلوب ولا شئ في بدن الإنسان ألطف من الفؤاد ولا أشد تألماً منه بأدنى أذى يمسه فكيف إذا طلعت عليه نار جهنم واستولت عليه وقيل خص الأفئدة لأنها مواطن الكفر والعقائد الفاسدة ومعنى اطلاع النار عليها أنها تشتمل عليها
إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (٨)
﴿إنها عليهم﴾ أى النار أوالحطمة ﴿مؤصدة﴾ مطبقة
فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (٩)
﴿في عمد﴾ بضمتين كوفى غير حفص الباقون فِى عَمَدٍ وهما لغتان في جمع عماد كإهاب وأهب وحمار وحمر ﴿مُّمَدَّدَةِ﴾ أى توصد عليهم الأبواب وتمدد على الأبواب العمد استيثاقاً في استيثاق في الحديث المؤمن كيس فطن وقاف متثبت لا يعجل عالم ورع والمنافق همزة لمزة حطمة كحاطب الليل لا يبالي من اين اكتسب وفيم أتفق والله أعلم
Icon