تفسير سورة البقرة

تفسير القرآن
تفسير سورة سورة البقرة من كتاب تفسير القرآن .
لمؤلفه الصنعاني . المتوفي سنة 211 هـ
تفسير سورة البقرة

بسم الله الرحمن الرحيم

حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن قتادة في قوله :﴿ الم ﴾ قال : اسم من أسماء القرآن.
حدثنا الحسن بن يحيى قال : حدثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن قتادة :﴿ لا ريب فيه هدى ﴾ يقول : لا شك فيه.
حدثنا الحسن بن يحيى قال : أنبأنا عبد الرازق قال : أنبأنا معمر عن قتادة في قوله :﴿ ومن الناس من يقول ءامنا بالله وباليوم الأخر وما هم بمؤمنين ﴾ حتى بلغ :﴿ فما ربحت تجارتهم عليه وما كانوا مهتدين ﴾ قال : هذه في المنافقين.
حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرازق قال : أنبأنا معمر بن قتادة في قوله :﴿ وإذا خلو إلى شياطينهم ﴾ قال : المشركون.
وحدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرازق قال : أخبرنا معمر عن قتادة :﴿ مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ﴾ هي لا إله إلا الله، أضاءت لهم، فأكلوا بها وشربوا وأمنوا في الدنيا، ونكحوا النساء، وحقنوا بها دماءهم، حتى إذا ماتوا ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون.
وحدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أنبأنا معمر عن قتادة :﴿ أو كصيب ﴾ قال : المطر.
وحدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن قتادة :﴿ فيه ظلمات ورعد وبرق ﴾ يقول : أخبر عن قوم لا يسمعون شيئا إلا ظنوا أنهم هالكون فيه، حذرا من الموت، والله محيط بالكافرين.
ثم ضرب لهم مثلا آخر، فقال :﴿ يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم ما مشوا فيه ﴾ يقول : هذا المنافق إذا كثر ماله وكثرت ماشيته وأصابته عافية قال : لم يصبني منذ دخلت في ديني هذا إلا خير ﴿ وإذا أظلم عليهم قاموا ﴾ يقول : إذا ذهبت أموالهم، وهلكت مواشيهم، وأصابهم البلاء، قاموا متحيرين.
وقد روي عن قتادة أنه كان يتأول قوله :﴿ حذر الموت ﴾ حذرا من الموت، حدثنا بذلك الحسن بن يحيى قال : حدثنا عبد الرزاق : أنبأنا معمر عنه.
وحدثنا الحسن بن يحيى قال : أنبأنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن قتادة في قوله :﴿ فأتوا بسورة من مثله ﴾ يقول : بسورة مثل هذا القرآن.
وحدثنا الحسن بن يحيى قال : أنبأنا عبد الرزاق قال : أنبأنا ابن عيينة عن مسعر عن عبد الملك الزراد عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود في قوله :﴿ وقودها الناس والحجارة ﴾ قال : حجارة الكبريت جعلها الله كما شاء.
وحدثنا الحسن بن يحيى قال : حدثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر قال : قال : الحسن ﴿ وأتوا به متشابها ﴾ قال : يشبه بعضه بعضا، ليس فيه مرذول.
وحدثنا الحسن بن يحيى قال : حدثنا عبد الرزاق قال : أنبأنا الثوري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله :﴿ متشابها ﴾ قال : مشتبها في اللون ومختلفا في الطعم.
حدثني المثني قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا عبد الرزاق عن الثوري عن أبي نجيح عن مجاهد ويحيى بن سعيد ﴿ متشابها ﴾ قالا : في اللون والطعم.
حدثنا الحسن بن يحيى قال : أنبأنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن قتادة ﴿ وأتوا به متشابها ﴾ قال : يشبه ثمر الدنيا، غير أن ثمر الجنة أطيب.
وحدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا الثوري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : لا يبلن ولا يتغوطن ولا يحضن ولا يلدن ولايمنين ولا يبزقن. وحدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن قتادة في قوله :﴿ ولهم فيها أزوج مطهرة ﴾ قال : طهرهن الله من كل بول وغائط وقذر ومن كل مأثم.
وحدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا معمر عن قتادة قال : لما ذكر الله العنكبوت والذباب، قال المشركون ما بال العنكبوت والذباب يذكران ! فأنزل الله :﴿ إن الله لا يستحى أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها ﴾.
وحدثني الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن ابن أبى نجيع عن مجاهد في قوله :﴿ هو الذى خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء ﴾ قال : خلق الأرض قبل السماء فلما خلق الأرض ثار منها دخان، فذلك حين يقول :﴿ ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات ﴾ قال : بعضهن فوق بعض وسبع أرضين بعضهن تحت بعض.
وحدثنا الحسن بن يحيى قال : أنبأنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن قتادة في قوله :﴿ فسواهن سبع سماوات ﴾ قال : بعضهن فوق بعض، بين كل سماءين مسيرة خمسمائة عام.
حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن قتادة في قوله :﴿ أتجعل فيها من يفسد فيها ﴾ قال : كان الله أعلمهم إذا كان في الأرض خلق أفسدوا فيها وسفكوا الدماء فذلك قوله :﴿ أتجعل فيها من يفسد فيها ﴾.
حدثنا الحسن بن يحيى قال : حدثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن قتادة في قوله :﴿ ونحن نسبح بحمدك ﴾ قال : التسبيح التسبيح.
حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن قتادة في قوله :﴿ ونقدس لك ﴾ قال : التقديس : الصلاة.
١وحدثنا الحسن بن يحيى قال : حدثنا عبد الرزاق قال : حدثنا معمر عن قتادة في قوله :﴿ وعلم آدم الأسماء كلها ﴾ قال : علمه اسم كل شيء، بحر وهذا جبل٢، وهذا كذا وهذا كذا، لكل شيء، ثم عرض تلك الأسماء على الملائكة ﴿ فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين ﴾.
١ من هنا بدأت المقابلة بين النسخة المصرية (م) وبين ما ورد في الطبري من روايات عن عبد الرزاق في التفسير. ولا زال النقص مستمرا في نسخة (ق) نسخة أنقرة..
٢ في الطبري (هذا جبل) مقدم على (هذا بحر)..
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله :﴿ وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون ﴾ قال : أسروا بينهم، فقالوا : يخلق الله ما يشاء، فلن يخلق الله خلقا إلا ونحن أكرم عليه منه.
عبد الرزاق قال : نا معمر قال : أخبرني شيخ : أن ابن عباس قال في قوله :﴿ يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة ﴾ قال : خلق الله آدم من أديم الأرض يوم الجمعة بعد العصر فسماه آدم ثم عهد الله فنسي، فسماه الإنسان. قال ابن عباس : فلله، يقول : فبالله، ما غابت الشمس حتى أهبط من الجنة.
عبد الرزاق قال : نا معمر قال : أخبرنا عوف الأعرابي عن قسامة بن زهير عن أبي موسى الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " خلق الله آدم من أديم الأرض كلها [ فجاء بنو آدم على قدر الأرض جاء ]١ منهم الأبيض والأسود والأحمر [ وبين ذلك ] والسهل والحزن والخبيث والطيب٢
١ ما بين المعكوفتين من رواية الطبري والدر المنثور. وفي (م) طمس غير واضح..
٢ الحديث من رواية أبي داود في كتاب السنة ج ٧ ص ٦٢ والترمذي قال: حسن صحيح. في تفسير سورة البقرة ص ٢٧٣.
ورواه الإمام أحمد في مسنده ج ٤ ص ٤٠٠، ٤٠٦..

عبد الرزاق قال : نا معمر وأخبرني عوف أيضا عن قسامة عن أبي موسى أن الله حين أهبط آدم من الجنة إلى الأرض علمه صنعة كل شيء وزوده من ثمار الجنة فثماركم هذه من ثمار الجنة، غير أن هذه تتغير وتلك لا تتغير.
. . . . . . . . . . . . ١عن أبيه قال : لما خلق الله آدم أراد أن. . . . . . . ٢.
عبد الرزاق قال : نا الثوري عن عبد العزيز ثني وعبيد عن عبيد بن عمير قال : قال آدم لربه -وذكر خطيئته-٣ رب أرأيت خطيئتي التي عصيتك بها، أشيء كتبته علي قبل أن تخلقني أم شيء ابتدعته من نفسي ؟ قال : بل شيء كتبته عليك قبل أن أخلقك، قال : فكما كتبته علي فاغفره لي، قال : فذلك قوله :﴿ فتلقى آدم من ربه كلمات ﴾ وهو قوله :{ ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين٤.
عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن قتادة في قوله :﴿ فتلقى آدم من ربه كلمات ﴾ وهو قوله :﴿ ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ﴾٥.
١ طمس في (م) ولم أجد الرواية في الطبري ولا في الدر..
٢ طمس في (م) ولم أجد الرواية في الطبري ولا في الدر..
٣ جاءت رواية الطبري هكذا (قال: آدم يا رب خطيئتي التي أخطأتها...)..
٤ الأعراف الآية ٢٣..
٥ الأعراف الآية ٢٣..
عبد الرزاق قال : وحدثنا معمر عن قتادة في قوله :﴿ أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ﴾ قال : كان بنوا إسرائيل يأمرون الناس بطاعة الله وبتقواه وبالبر. وهم١ يخالفون ذلك، فعيرهم الله به.
١ كلمة (وهم) غير موجودة في رواية الطبري..
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وأني فضلتكم على العالمين ﴾ قال : فضلوا على عالم ذلك الزمان.
عبد الرازق قال : نا معمر عن بهز بن حكيم بن معاوية القشيري عن أبيه عن جده، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أنتم تتمون١ سبعين أمة، أنتم خيرها وأكرمها على الله.
عبد الرزاق قال : معمر وقال الكلبي : أنتم خير الناس للناس. ٠
١ في رواية الطبري (إنكم وفيتم..).
رواه الإمام أحمد في مسنده ج ٥ ص ٣، ٥.
ورواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن. ج٤ ص ٢٩٤..

عبد الرزاق قال : نا عمر عن قتادة في قوله :﴿ لا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ﴾ لو جاءت بكل شيء لم يقبل منها.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله :﴿ رجزا ﴾ قال : عذابا.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن أبي إسحق الهمداني عن عمرو بن ميمون الأودي في قوله :﴿ وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون ﴾ قال : لما خرج [ موسى ببني إسرائيل بلغ ذلك ]١ فرعون فقال : لا تتبعوهم حتى يصيح الديك [ قال : فوالله ما صاح ليلتئذ ديك ]٢ حتى أصبحوا فدعا بشاة فذبحت ثم قال : لا [ أفرغ من كبدها حتى يجتمع ]٣ إلي ستمائة ألف من القبط، فلم يفرغ من كبدها [ حتى اجتمع إليه ستمائة ألف ]٤ من القبط ثم سار موسى بمن معه، فلما أتى [ البحر قال : له رجل من أصحابه يقال : له ]٥ يوشع بن نون أين أمرك ربك يا موسى ؟ [ قال : أمامك، يشير إلى البحر، فأقحم يوشع ]٦ فرسه في البحر حتى بلغ الغمر فذهب به [ ثم رجع فقال : أين أمرك ربك ]٧ يا موسى ؟ فوالله ما كذبت ولا كذبت، فقال : ذلك ثلاث مرات، [ ثم أوحى الله- جل ثناؤه- إلى موسى ]٨ أن اضرب بعصاك البحر، فضربه فانفلق [ ﴿ فكان كل فرق كالطود العظيم ﴾ ]٩ مثل جبل نخلة، ثم سار موسى ومن معه، وأتبعهم فرعون في طريقهم حتى إذا تتاموا فيه أطبقه الله عليهم فذلك قوله :[ وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون ]١٠ قال : معمر وقال : قتادة قال : كان مع موسى ستمائة ألف، وأتبعه فرعون على ألفي ألف ومائتي ألف حصان.
١ ما بين المعكوفتين مطموس في (م) وأثبتناها من رواية الطبري..
٢ ما بين المعكوفتين مطموس في (م) وأثبتناها من رواية الطبري..
٣ ما بين المعكوفتين مطموس في (م) وأثبتناها من رواية الطبري..
٤ ما بين المعكوفتين مطموس في (م) وأثبتناها من رواية الطبري..
٥ ما بين المعكوفتين مطموس في (م) وأثبتناها من رواية الطبري..
٦ ما بين المعكوفتين مطموس في (م) وأثبتناها من رواية الطبري..
٧ ما بين المعكوفتين مطموس في (م) وأثبتناها من رواية الطبري..
٨ ما بين المعكوفتين مطموس في (م) وأثبتناها من رواية الطبري..
٩ ما بين المعكوفتين مطموس في (م) وأثبتناها من رواية الطبري..
١٠ ما بين المعكوفتين مطموس في (م) وأثبتناها من رواية الطبري..
عبد الرزاق نا معمر عن قتادة في قوله :﴿ فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ثم بعثناكم من بعد موتكم ﴾ قال : أخذتهم الصاعقة، أي : ماتوا ثم بعثهم الله تعالى [ ليكملوا بقية آجالهم ]١.
١ ما بين المعكوفتين مطموس في (م) وأثبتناها من رواية الطبري..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٥:عبد الرزاق نا معمر عن قتادة في قوله :﴿ فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ثم بعثناكم من بعد موتكم ﴾ قال : أخذتهم الصاعقة، أي : ماتوا ثم بعثهم الله تعالى [ ليكملوا بقية آجالهم ]١.
١ ما بين المعكوفتين مطموس في (م) وأثبتناها من رواية الطبري..

عبد الرازق نا معمر عن قتادة في قوله :﴿ وأنزلنا عليكم المن والسلوى ﴾ قال : كان المن ينزل مثل الثلج، والسلوى طير كانت تحشرها عليهم ريح الجنوب.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله :﴿ ادخلوا هذه القرية ﴾ قال : بيت المقدس، ثم قال :﴿ ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة ﴾ إبراهيم بن الحكم عن أبيه عن عكرمة في قوله :﴿ حطة ﴾ قال : لا إله إلا الله.
عبد الرزاق قال : معمر وقال الحسن وقتادة : أي : احطط عنا خطايانا فدخلوا على غير الجهة التي أمروا بها، دخلوا متزحفين على أوراكهم، وبدلوا قولا غير الذي قيل لهم فقالوا :: حبة في شعيرة.
عبد الرازق قال : معمر عن قتادة قال : في قوله :﴿ قد علم كل أناس مشربهم ﴾ قال : كانوا اثني عشر سبطا لكل سبط عين.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله :﴿ لن نصبر على طعام واحد ﴾ قال : ملوا طعامهم، وذكروا عيشهم الذي كانوا فيه مثل ذلك فقالوا :: ﴿ فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثآئها الله وفومها ﴾.
عبد الرزاق قال : معمر وقال قتادة والحسن : الفوم : الخبز.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن الحسن وقتادة في قوله :﴿ وضربت عليهم الذلة ﴾ قالا : يعطون الجزية عن يد وهم صاغرون.
عبد الرزاق قال : نا الثوري عن ليث عن مجاهد في قوله :﴿ والصابئين ﴾ قال : الصابئون قوم بين اليهود والمجوس ليس لهم دين.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله :﴿ وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور ﴾ قال : الطور : الجبل، اقتلعه الله فرفعه فوقهم، فقال :﴿ خذوا ما آتيناكم بقوة ﴾ والقوة : الجد، وإلا قذفته عليكم، قال : فأقروا بذلك أنهم يأخذون ما أوتوا بقوة.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة والكلبي في قوله :﴿ ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت ﴾ قالا : نهوا عن صيد الحيتان في يوم السبت، فكانت تشرع إليهم يوم السبت بلوا بذلك١ فاصطادوها فجعلهم الله قردة خاسئين.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله :﴿ خاسئين ﴾ قال : صاغرين.
١ في رواية الطبري (بلوا بذلك فاعتدوا فاصطادوها)..
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله :﴿ فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة ﴾ قال : لما بين يديها من ذنوبهم، وما خلفها من الحيتان، وموعظة للمتقين بعدهم.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن عبيدة السلماني : أن رجلا من بني إسرائيل كان له ذو قرابة، هو وارثه، فقتله ليرثه، ثم ذهب به فألقاه إلى باب قوم آخرين، ثم أصبح يطلب بدمه، فهموا أن يقتتلوا، حتى لبست الطائفتان السلاح، فقال رجل : أتقتتلون وفيكم نبي الله موسى ؟ فكف بعضهم عن بعض، ثم انطلقوا إلى موسى، فذكروا له شأنهم، فأوحى الله إليه أن يذبحوا بقرة، فلو اعترضوا بقرة فذبحوها أجزأت عنهم، فسألوا وشددوا، فشدد الله عليهم، فقالوا :﴿ ادع لنا ربك يبين لنا ما هي ؟ قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك ﴾.
عبد الرزاق قال معمر : وقال قتادة : الفارض : الهرمة. يقول : ليست بالهرمة ولا بالبكر، ﴿ عوان بين ذلك ﴾ ﴿ قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها ﴾.
قال معمر : قال قتادة : هي الصافي لونها، ﴿ قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا ﴾ ﴿ قال إنه يقول أنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها ﴾ يقول : لا عيب فيها وأما ﴿ لا شية فيها ﴾ فيقول : لا بياض فيها ﴿ فذبحوها وما كادوا يفعلون ﴾١.
عبد الرزاق قال معمر : قال الزهري وقتادة : فالبقرة إن شئت ذبحت وإن شئت نحرت.
قال معمر : قال أيوب في حديثه عن ابن سيرين عن عبيدة قال : لم يجدوا هذه البقرة إلا عند رجل واحد، فباعها بوزنها ذهبا، أو بملء مسكها٢ ذهبا، قال : فذبحوها، ثم ضربوا المقتول ببعض لحمها.
قال معمر : قال قتادة : ضربوه بلحم الفخذ، فعاش وقال : قتلني فلان قال عبيدة : فلم يرث، ولم نعلم قاتلا ورث بعده.
عبد الرزاق قال : نا معمر قال : حدثت أن يهوديا كان يحدث ناسا من الأنصار في مجلس عظيم أن سيأتيهم نبي، فلما جاءهم آمنوا به إلا ذلك اليهودي.
عبد الرزاق قال : أخبرنا أبو معشر المدني عن محمد بن كعب القرظي في قوله :﴿ فذبحوها وما كادوا يفعلون ﴾ قال : لغلاء ثمنها.
عبد الرزاق قال : نا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة قال : لو أخذ بنو إسرائيل أدنى بقرة لأجزأت عنهم ولولا٣ أنهم قالوا :﴿ وإنا إن شاء الله لمهتدون ﴾ ما وجدوها.
عبد الرزاق قال ابن عيينة : وأخبرني محمد بن سوقة عن عكرمة قال : ما كان ثمنها إلا ثلاثة دنانير.
١ في رواية الطبري: (فذبحوها وما كادوا يفعلون) قال: لغلاء ثمنها، وستأتي هذه الرواية بعد قليل..
٢ مسكها: أي جلدها..
٣ في رواية الطبري: (ولولا قولهم...)..
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله :﴿ ثم قست قلوبكم من بعد ذلك ﴾ قال : قست قلوبهم من بعد ما أراهم الله الآية، فهي كالحجارة أو أشدة قسوة، ثم عذر الحجارة١ فقال :﴿ وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله ﴾.
١ في رواية الطبري (ثم عذر الحجارة، ولم يعذر شقي ابن آدم فقال: وإن من الحجارة....)..
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله :﴿ أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به ﴾ قال : كانوا يقولون إنه سيكون نبي فجاء بعضهم لبعض فقالوا : أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحتجوا به عليكم ؟.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله :﴿ ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني ﴾ قال : أمثال البهائم، لا يعلمون شيئا، قال : إلا أماني. قال : يتمنون على الله الباطل وما ليس لهم.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله :﴿ فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ﴾ قال : كان ناس من بني إسرائيل كتبوا١ كتبا ليتأكلوا بها الناس، ثم قالوا : هذه من عند الله وما هي من عند الله.
١ في رواية الطبري (كتبوا كتابا بأيديهم ليتأكلوا بها الناس...)..
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله :﴿ لن تمسنا النار إلا أياما معدودة ﴾ قال : أياما معدودة بما أصبنا في العجل قال الله :﴿ قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده ﴾
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته ﴾ قال : السيئة : الشرك، والخطيئة : الكبائر.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله :﴿ وأيدناه بروح القدس ﴾ قال : هو جبريل صلى الله عليه وسلم.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله :﴿ قلوبنا غلف ﴾ قال : هو كقوله :﴿ قلوبنا في أكنة ﴾.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله :﴿ فقليلا ما يؤمنون ﴾ قال : لا يؤمن منهم إلا قليل.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن الكلبي قال : لا يؤمنون إلا بقليل مما في أيديهم، ويكفرون بما وراءه.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله :﴿ وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا ﴾ قال : كانوا يقولون : وإنه سيأتي نبي ﴿ فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين ﴾.
عبد الرزاق قال : نا الثوري عن أبي بكر١ عن عكرمة في قوله :﴿ فباءو بغضب على غضب ﴾ قال : كفرهم بعيسى وكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم.
١ في رواية الطبري (عن أبي بكر عن عكرمة...)..
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله :﴿ وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم ﴾ قال : أشربوا حبه حتى خلص ذلك إلى قلوبهم.
عبد الرزاق قال : معمر عن عبد الكريم الجزري عن عكرمة في قوله :﴿ فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ﴾ قال : قال ابن عباس : قال أبو جهل : لئن رأيت محمدا يصلي عند الكعبة لأطأن على عنقه، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : لو فعل لأخذته الملائكة عيانا١ قال : وقال ابن عباس : لو تمنى اليهود الموت لماتوا، ولو خرج الذين يباهلون النبي لرجعوا لا يجدون أهلا ولا مالا.
١ رواه البخاري في تفسير سورة (اقرأ) ج ٦ ص ٨٩.
والترمذي في تفسير سورة (اقرأ) ج ٥ ص ١١٤ وقال: هذا الحديث حسن صحيح..

عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله :﴿ من كان عدوا لجبريل ﴾ قال : قالت اليهود : إن جبريل يأتي محمدا وهو عدونا، لأنه يأتي بالشدة والحرب والسنة، وإن ميكائيل ينزل بالرخاء والعافية والخصب، فجبريل عدونا، فقال :﴿ من كان عدوا لجبريل ﴾.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة قال : كتبت الشياطين كتبا فيها كفر وشرك، ثم دفعت تلك الكتب تحت كرسي سليمان فلما مات سليمان استخرج الناس تلك الكتب فقالوا : هذا علم كتمناه سليمان، فقال الله ﴿ واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا، يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت ﴾.
عبد الرزاق قال معمر : وقال قتادة والزهري عن عبيد الله قال : كانا ملكين من الملائكة فأهبطا ليحكما بين الناس، وذلك أن الملائكة سخروا من أحكام بني آدم، فتحاكمت إليهما امرأة فحابيا لها، ثم ذهبا يصعدان، فحيل بينهما وبين ذلك، وخيرا بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، فاختارا عذاب الدنيا.
عبد الرزاق قال معمر وقال قتادة : فكانا يعلمان الناس السحر فأخذ عليهما أن لا تعلما أحدا حتى تقولا ﴿ إنما نحن فتنة فلا تكفر ﴾.
عبد الرزاق قال معمر وقال الكلبي : لا يعلمان إلا الفرقة، قال وأخذ عليهما أن لا يعلما أحدا حتى يتقدما إليه ويقولا له١ :﴿ إنما نحن فتنة فلا تكفر ﴾.
عبد الرزاق قال : نا الثوري عن موسى بن عقبة عن سالم عن ابن عمر عن كعب قال : ذكرت الملائكة أعمال بني آدم وما يأتون من الذنوب، فقيل لهم : اختاروا ملكين فاختاروا هاروت وماروت، قال : فقال لهما : إني أرسل رسلي إلى الناس وليس بيني وبينكما رسول، انزلا ولا تشركا بي شيئا ولا تزنيا ولا تسرقا، قال عبد الله بن عمر : قال كعب : فما استكملا يومهما الذي أنزلا فيه، حتى عملا ما حرم الله عليهما.
عبد الرزاق قال : نا ابن التيمي عن أبيه عن أبي عثمان عن ابن عباس : أن المرأة التي فتن بها الملكان مسخت فهي هذه الكوكب الحمراء يعني الزهرة٢.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة ﴿ ما له في الآخرة من خلاق ﴾ أي : ليس له في الآخرة جنة٣ عند الله.
قال معمر وقال الحسن : ليس له دين.
١ في (م) يقولا إليه فيقول..
٢ هذه من روايات بني إسرائيل التي دست في التفاسير، ونسبت إلى بعض الصحابة رضوان الله عليهم ترويجا لها، لم يصح رفع شيء منها إلى النبي صلى الله عليه وسلم..
٣ في رواية الطبري (ليس له في الآخرة حجة عند الله) ومعنى الخلاق: الحظ والنصيب.
.

عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله :﴿ لمثوبة من عند الله ﴾ قال : ثواب من عند الله.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن جعفر الجزري عن يزيد بن الأصم قال : سئل المختار الكذاب : هل يرى هاروت وماروت اليوم أحد ؟ قال : أما منذ انفلت بابل اليفاتها١ عمرو الآخرة فإن أحدا لم يرهما.
١ الكلمة غير واضحة في (م) ولم أجد الرواية في الطبري ولا في الدر..
عبد الرزاق قال : نا معمر والكلبي في قوله :﴿ لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا ﴾ قال : كانوا يقولون : راعنا سمعك، قال : فكان اليهود يأتون فيقولون مثل ذلك يستهزئون، فقال الله : لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة والكلبي في قوله :﴿ ما ننسخ من آية أو ننسها ﴾ قال : كان الله تعالى ذكره ينسي نبيه ما شاء وينسخ ما شاء.
عبد الرزاق قال : معمر وقال قتادة : وأما قوله :﴿ نأت بخير منها أو مثلها ﴾ يقول : آية فيها تخفيف، فيها رخصة١ فيها أمر، فيها نهي.
عبد الرزاق قال : نا هشيم، قال : أخبرني يعلى بن عطاء، قال : حدثني القاسم بن قائف الثقفي، قال : سمعت سعد بن أبي وقاص يقول : ما ننسخ من آية أو تنساها٢ قال : فقلت : إن سعيد بن المسيب يقرؤها أو ننسها، قال : فقال سعد : إن القرآن لم ينزل على ابن المسيب ولا على آل المسيب، قال الله :﴿ سنقرئك فلا تنسى ﴾ قال :﴿ واذكر ربك إذا نسيت ﴾.
١ في رواية الطبري (فيها رحمة)..
٢ في رواية الطبري (أو تنساها)..
عبد الرزاق قال : نا معمر عن الزهري في قوله :﴿ ود كثير من أهل الكتاب ﴾ قال : هو كعب بن الأشرف.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله :﴿ فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره ﴾ قال : نسختها قوله :﴿ فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ﴾
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله :﴿ ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها ﴾ قال : هو بختنصر وأصحابه خربوا بيت المقدس، وأعانته على ذلك النصارى، قال الله :﴿ أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين ﴾ وهم النصارى لا يدخلون المسجد إلا مسارقة إن قدر عليهم عوقبوا ﴿ لهم في الدنيا خزي ﴾ قال : يعطون الجزية عن يد وهم صاغرون.
عبد الرزاق قال معمر، وقال قتادة عن ابن المسيب : صلوا بمكة وبعدما قدموا المدينة ستة عشر شهرا نحو بيت المقدس، قال معمر : وقال الزهري : ثمانية عشر شهرا.
عبد الرزاق قال : نا إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال : لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا أو قال : سبعة عشر شهرا، وكان يحب أن تحول نحو الكعبة فنزلت :﴿ قد نرى تقلب وجهك في السماء ﴾ فيه فصرف إلى الكعبة، فمر رجل صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفر من الأنصار، وهم يصلون نحو بيت المقدس، فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صلى إلى الكعبة، فانحرفوا نحو الكعبة قبل أن يركعوا وهم في صلاتهم١.
١ رواه البخاري ج ٥ ص ١٥٠.
ورواه مسلم ج ٢ ص ٧٥، وأبو داود قسما منه ج ١ ص ٤٧٣.
ورواه الترمذي ج ١ ص ٢١٤ وقال: عنه حديث حسن صحيح. والنسائي ج ١ ص ٢٤٣..

عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة ومنصور بن المعتمر عن ابن مسعود في قوله :﴿ يتلونه حق تلاوته ﴾ قال : حق تلاوته أن تحل حلاله، وتحرم حرامه، ولا يحرف عن مواضعه١.
١ في رواية الطبري (أن يحل حلاله ويحرم حرامه ولا يحرفه عن مواضعه)..
عبد الرزاق قال : معمر عمن سمع الحسن في قوله :﴿ وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات ﴾ قال : ابتلاه بذبح ولده، وبالنار، وبالكواكب والشمس والقمر.
عبد الرزاق قال : معمر وقال قتادة : قال ابن عباس : ابتلاه الله بالنار.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس في قوله :﴿ وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات ﴾ قال : ابتلاه الله بالطهارة ؛ خمس في الرأس وخمس في الجسد، في الرأس، السواك والاستنشاق والمضمضة وقص الشارب وفرق الرأس، وفي الجسد خمسة : تقليم الأظافر وحلق العانة، والختان، والاستنجاء عند الغائط والبول، ونتف الإبط.
سعيد بن منصور عن اسماعيل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله :﴿ ويلعنهم اللاعنون ﴾ قال : البهائم.
إذا اشتد الأرض، قالت البهائم : هذا من أجل عصاة بني آدم، لعن الله عصاتهم١.
عبد الرزاق قال : نا معمر وأخبرني الحكيم بن أبان عن القاسم بن أبي بزة عن ابن عباس مثله.
عبد الرزاق قال : نا الثوري عن محمد بن المسيب عن أبي صالح عن ابن عباس مثله.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله :﴿ لا ينال عهدي الظالمين ﴾ قال : لا ينال عهد الله في الآخرة الظالمون، فأما في الدنيا فقد ناله الظالم، وأمن به، وأكل وأبصر وعاش.
١ في رواية الدر: إن البهائم إذا اشتدت عليهم السنة قالت هذا من أجل عصاة بني آدم. لعن الله عصاة بني آدم..
عبد الرزاق قال : نا معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله :﴿ واتخدوا من مقام إبراهيم مصلى ﴾ قال : مقامه عرفة وجمع ومنى، ولا أعلمه إلا وقد ذكر مكة.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله :﴿ وإذ جعلنا البيت مثابة للناس ﴾ قال : لا يقضون منه وطرا.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله :﴿ طهرا بيتى للطائفين ﴾ قال : من الشرك وعبادة الأوثان.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن الزهري في قوله :﴿ رب اجعل هذا بلدا آمنا ﴾ قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الناس لم يحرموا مكة ولكن الله حرمها، فهي حرام إلى يوم القيامة، وإن أعتى الناس على الله ثلاثة : رجل قتل في الحرم، ورجل قتل غير قاتله، ورجل أخذ بنحول أهل الجاهلية١.
١ روى البخاري قسما منه ج ٢ ص ١٥٧ في باب فضل الحرم. ومسلم قسما منه ج ٢ ص ١٠٩ وأبو داود قسما ج ٢ ص ٤٣٤. وروى القسم الأخير من الحديث الإمام أحمد في مسنده ج ٢ ص ١٨٧. والمراد ب (نحول أهلية الجاهلية) العداوة والبغضاء..
عبد الرزاق قال : نا معمر عن أيوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله :﴿ وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت ﴾ قال : القواعد التي كانت قواعد البيت قبل ذلك.
عبد الرزاق قال : نا الثوري عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن كعب القرظي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليت شعري ما فعل أبواي، ليت شعري ما فعل أبواي، ثلاث مرات، فنزلت :﴿ إنا أرسلنك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسئل عن أصحاب الجحيم ﴾ قال : فما ذكرهما حتى توفاه الله١.
عبد الرزاق قال : نا الثوري عن أبي الهذيل عن سعيد بن جبير في قوله :﴿ مثابة للناس ﴾ قال : يحجون ثم يحجون لا يقضون منه وطرا.
عبد الرزاق قال : نا ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس في قوله :﴿ مقام إبراهيم ﴾ قال : الحج كله مقام إبراهيم.
١ رواه ابن جرير في تفسيره، ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة.
وقد أورد الترمذي وأبو داود والنسائي قصة استئذان الرسول صلى الله عليه وسلم زيارة أمه فأذن له، واستأذن في الدعاء لها فمنع..

عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله :﴿ وأرنا مناسكنا ﴾ قال : أرنا منسكنا وحجنا.
عبد الرزاق قال : حدثني الثوري عن ابن جريج عن عطاء ﴿ وأرنا مناسكنا ﴾ قال : مذابحنا.
عبد الرزاق قال : نا ابن أبي التيمي عن كثير بن زياد قال : سألت الحسن عن الحنيفية فقال : هو حج هذا البيت، قال ابن التيمي وأخبرني جرير عن الضحاك بن مزاحم مثله.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ابن أبي مليكة عن عبد الله بن عمرو قالا : صلى جبريل بإبراهيم الظهر والعصر بعرفات، ثم وقف به، حتى إذا غربت الشمس دفع به فصلى به المغرب والعشاء بجمع، ثم صلى الفجر كأسرع ما صلى أحد من المسلمين.
عبد الرزاق قال معمر وقال أيوب : قال ابن أبي مليكة : صلى به صلاة معجلة، ثم وقف به، حتى إذا كان كأفضا ما يصلي أحد في المسلمين.
قال معمر وقال أيوب : ثم وقف به حتى إذا كان كالصلاة المؤخرة، دفع به، ثم رمى الجمرة، ثم ذبح ثم حلق، ثم أفاض به إلى البيت.
وقال الله لنبيه :﴿ ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين ﴾. عبد الرزاق قال معمر وقال قتادة : وقد تكون حنيفية في شرك، ومن الحنيفية الختان وتحريم نكاح الأم والبنت والأخت ولكن الله قال :﴿ حنيفا وما كان من المشركين ﴾
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله :﴿ صبغة الله ﴾ قال : دين الله.
قال : وحدثنا معمر عن قتادة في قوله :﴿ ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله ﴾ قال : الشهادة ؛ النبي مكتوبا عندهم، هو الذي كتموا.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة قال في قوله :١ ﴿ أمة وسطا ﴾ قال : عدولا، لتكون٢ هذه الأمة شهداء على الناس أن الرسل قد بلغتهم، ويكون الرسول على هذه الأمة شهيدا، أن قد بلغ ما أرسل به.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن زيد بن أسلم قوم نوح يقولون يوم القيامة : لم يبلغنا نوح، قال : فيدعى نوح فيسأل : هل بلغتهم ؟ قال : فيقول نعم، قد بلغتهم، فيقال :٣ من شهودك ؟ فيقول أحمد٤ وأمته. فيدعون فيسألون فيقولون : نعم قد بلغهم. قال٥ فيقول قوم نوح : وكيف تشهدون علينا ولم تدركونا ؟ قال : فيقولون : قد جاءنا نبي فأخبرنا أنه٦ قد بلغكم، وأنزل عليه أنه٧ قد بلغكم فصدقناه٨ فيصدق نوح ويكذبون٩. قال :﴿ لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ﴾
عبد الرزاق وقال معمر وقال زيد بن أسلم : إن الأمم يقولون يوم القيامة : والله لقد كادت هذه الأمة أن يكونوا أنبياء كلهم لما يرون الله أعطاهم.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ لكبيرة إلا على الذين هدى الله ﴾ قال : كبيرة حين حولت القبلة إلى المسجد الحرام فكانت كبيرة إلا على الذين هدى الله.
١ إلى هنا انتهى النقص من نسخة أنقرة، ومن هنا بدأت المقابلة بين النسختين، نسخة أنقرة ويرمز لها ب (ق) والنسخة المصرية ويرمز لها ب (م) أما الزيادات والتصويبات من الطبري والدر فيشار إليها بأسماء الكتب..
٢ في (م) لتكن..
٣ في (م) فيقول..
٤ كلمة (أحمد) مكررة في (م)..
٥ كلمة (قال:) من (ق)..
٦ في (م) أن..
٧ في (م) أن..
٨ في (م) بزيادة (قال)..
٩ رواه البخاري ج ٨ ص ١٥٦..
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ قد نرى تقلب وجهك في السماء ﴾ قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقلب وجهه إلى السماء، يحب أن يصرفه الله تعالى إلى الكعبة حتى صرفه الله تعالى إليها.
عبد الرزاق قال : نا هشيم عن يعلى بن عطاء عن يحيى بن قمطة قال : رأيت عبد الله بن عمرو جالسا في المسجد الحرام بإزاء الميزاب، فتلا هذه الآية :﴿ فلنولينك قبلة ترضاها ﴾ فقال : هذه القبلة هذه القبلة.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ فول وجهك شطر المسجد الحرام ﴾ قال : نحو المسجد الحرام ﴿ وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره ﴾ أي : تلقاءه.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١٥:عبد الرزاق قال معمر، وقال قتادة عن ابن المسيب : صلوا بمكة وبعدما قدموا المدينة ستة عشر شهرا نحو بيت المقدس، قال معمر : وقال الزهري : ثمانية عشر شهرا.
عبد الرزاق قال : نا إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال : لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا أو قال : سبعة عشر شهرا، وكان يحب أن تحول نحو الكعبة فنزلت :﴿ قد نرى تقلب وجهك في السماء ﴾ فيه فصرف إلى الكعبة، فمر رجل صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفر من الأنصار، وهم يصلون نحو بيت المقدس، فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صلى إلى الكعبة، فانحرفوا نحو الكعبة قبل أن يركعوا وهم في صلاتهم١.
١ رواه البخاري ج ٥ ص ١٥٠.
ورواه مسلم ج ٢ ص ٧٥، وأبو داود قسما منه ج ١ ص ٤٧٣.
ورواه الترمذي ج ١ ص ٢١٤ وقال: عنه حديث حسن صحيح. والنسائي ج ١ ص ٢٤٣..


عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ولكل وجهة هو موليها ﴾ قال : هي صلاتهم إلى بيت المقدس، وصلاتهم إلى الكعبة.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة وابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى :﴿ لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم ﴾ قال :١ هم مشركو العرب. قالوا- حين صرفت القبلة إلى الكعبة- : قد رجع إلى قبلتكم فيوشك أن يرجع إلى دينكم. قال الله تعالى :﴿ فلا تخشوا الناس واخشون ﴾.
١ في (م) قالا..
عبد الرزاق قال : نا معمر عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أمه أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط، وكانت من المهاجرات الأول، في قوله :﴿ استعينوا بالصبر والصلاة ﴾ قال : غشي على عبد الرحمن بن عوف عشية ظنوا أن نفسه فيها فخرجت امرأته أم كلثوم إلى المسجد تستعين١ بما أمرت أن تستعين من الصبر والصلاة، قال : فلما أفاق قال : أغشي٢ علي ؟ قالوا : نعم، قال : صدقتم إنه أتاني ملكان في غشيتي هذه، فقالا :٣ انطلق نحاكمك إلى العزيز الأمين، قال : فانطلقا بي، فلقيهما ملك آخر، فقال : أين تريدان ؟ قالا٤ : نحاكمه إلى العزيز الأمين، قال : فأرجعاه، فإن هذا ممن كتبت لهم السعادة وهم بطون أمهاتهم، وسيمتع الله به بنيه ما شاء٥ الله. قال : فعاش شهرا ثم مات.
١ في (م) لتستعين..
٢ في (م) غشي بدون همزة الاستفهام..
٣ في (م) فقالوا..
٤ في (م) قال..
٥ في (م) ما شاء من غير لفظ الجلالة..
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ﴾ قال : إن أرواح الشهداء في صور طير بيض.
عبد الرزاق قال معمر وقال الكلبي : في صور طير خضر تأكل من ثمار الجنة وتأوي إلى قناديل تحت العرش.
عبد الرزاق : نا معمر عن الزهري عن ابن كعب بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن نسمة المسلم١ طير يعلق في شجرة الجنة حتى يرجعها الله إلى جسده "
١ في (م) المؤمن..
عبد الرزاق قال : نا معمر عن الزهري عن الأعوج في قوله تعالى :﴿ إن الذين يكتمون مآ أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بينه للناس في الكتاب ﴾ قال : قال أبو هريرة : إنكم لتقولون أكثر أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، والله الموعد، وإنكم لتقولون ما بال المهاجرين لا يحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الأحاديث ؟ [ وما بال الأنصار لا يحدثون عن رسول الله بهذه الأحاديث ]١ إن أصحابي من المهاجرين كانت تشغلهم صفقاتهم في الأسواق وإن أصحابي من الأنصار كانت تشغلهم أرضوهم والقيام عليها، وإني كنت امرءا مسكينا، وكنت أكثر مجالسة النبي صلى الله عليه وسلم، أحضر إذا غابوا وأحفظ إذا نسوا. وإن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا يوما فقال : من يبسط ثوبه حتى أفرغ من حديثي ثم يقبضه إليه فإنه لن ينسى شيئا سمعه مني أبدا، قال فبسطت ثوبي أو قال نمرتي فحدثنا فقبضت إلي فوالله ما نسيت شيئا سمعته منه٢، وايم الله لولا آية في كتاب الله، ما حدثتكم بشيء أبدا، ثم تلا :﴿ إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى ﴾ الآية كلها٣.
عبد الرزاق قال : نا معمر قال : بلغني عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة قال : من سئل عن علم عنده فكتمه أتى به يوم القيامة ملجما بلجام من نار٤.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ويلعنهم اللاعنون ﴾ قال : الملائكة.
١ ما بين المعكوفتين سقط من (م)..
٢ كلمة (منه) من (ق)..
٣ رواه مسلم في صحيحه في فضائل الصحابة ج ٧ ص ١٦٧ رواه الترمذي في العلم ج ٤ ص ١٣٨ وأبو داود في العلم ج ٥ ص ٢٥١. وأحمد ج ٢ ص ٢٦٣..
٤ في (م) النار..
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وتقطعت بهم الأسباب ﴾ قال : هو الوصل الذي كان بينهم في الدنيا.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ كمثل الذي ينعق بما لا يسمع ﴾ قال : هذا مثل ضربه الله١ تعالى للكافر يقول : مثل هذا الكافر كمثل هذه البهيمة التي تسمع الصوت ولا تدري ما يقال لها، فكذلك الكافر يقال له ولا ينتفع بما يقال له.
١ لفظ الجلالة من (ق)..
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وما أهل به لغير الله ﴾ قال ما ذبح لغير الله مما لم يسم عليه١.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن الزهري قال : الإهلال أن يقول باسم المسيح.
عبد الرزاق قال : نا معمر عمن سمع الحسن في قوله تعالى :﴿ فمن اضطر غير باغ ولا عاد ﴾ قال : غير باغ فيها ولا معتد٢ فيها، يأكلها وهو غني عنها.
قال : معمر وقال الكلبي : غير باغ في الأرض، يقول : اللص يقطع الطريق، ولا عاد على الناس.
١ في (م) به..
٢ في (م) ولا معتدي بإثبات الياء..
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ فما أصبرهم على النار ﴾ قال : ما أجرأهم عليها !
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة قال : كانت اليهود تصلي قبل المغرب والنصارى قبل المشرق فنزلت :﴿ ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ﴾.
عبد الرزاق قال : نا الثوري عن زيد عن مرة عن عبد الله بن مسعود في قوله تعالى :﴿ وآتى المال على حبه ﴾ قال : أن تؤتيه وأنت صحيح شحيح تأمل العيش وتخشى الفقر.
عبد الرزاق قال : نا معمر في قوله تعالى :﴿ والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس ﴾ قال : البأساء : البؤس، والضراء : الزمانة في الجسد، وحين البأس : قال : حين القتال.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ كتب عليكم القصاص في القتلى ﴾ قال : لم يكن لمن قبلنا١ دية، إنما كان القتل أو العفو٢، فنزلت هذه الآية في قوم كانوا أكثر من غيرهم، فكانوا إذا قتل من الحي الكثير عبد قالوا : لا نقتل٣ به إلا حرا، وإذا قتلت منهم امرأة٤ قالوا : لا نقتل بها إلا رجلا، فأنزل الله تعالى :﴿ الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى ﴾.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وابن عيينة عن عمرو بن دينار عن مجاهد٥ عن ابن عباس قال : كان القصاص في بني إسرائيل ولم تكن الدية، فقال الله تعالى لهذه الأمة :﴿ كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد٦ والأنثى بالأنثى فمن عفى له من أخيه شيء ﴾ قال : فالعفو أن يقبل الدية في العمد ﴿ فاتباع بالمعروف ﴾ قال : يتبع الطالب بمعروف، ويؤدي إليه٧ المطلوب بإحسان ﴿ ذلك تخفيف من ربكم ورحمة ﴾ مما كتب على من كان قبلكم.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة :﴿ فاتباع بالمعروف ﴾ قال : يتبع الطالب بالمعروف ويؤدي إليه المطلوب بإحسان.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ فمن عفى له من أخيه شيء ﴾ قال : إذا قتل الرجل عمدا، ثم أخذت منه الدية فقد عفي له عن القتل.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ فمن اعتدى بعد ذلك ﴾ قال : هو القتل بعد أخذ الدية، يقول : من قتل بعد أن يأخذ الدية فعليه٨ القتل، لا تقبل منه الدية.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا أعافي أحدا قتل٩ بعد أخذ الدية.
١ في (م) قبل..
٢ في (م) والعفو..
٣ في (م) (يقتل) بالياء التحتية. (إلا حر) بالرفع..
٤ في (م) قتل. بحذف تاء التأنيث..
٥ في (ق) سقط اسم مجاهد..
٦ سقطت كلمة (بالعبد) من (ق)..
٧ كلمة (إليه) من (ق)..
٨ في (م) فعليه أن القتل، بزيادة (أن)، ولا معنى لها في السياق..
٩ سقطت كلمة (قتل) من (م) رواه أبو داود في الديات ج ٦ ص ٣٠٦..
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب ﴾ قال : جعل الله في القصاص حياة إذا ذكره١ الظالم المعتدي كف عن القتل.
١ في (م) ذكر. بدون هاء الضمير..
عبد الرزاق قال : نا معمر عن هشام بن عروة عن أبيه في قوله تعالى :﴿ خيرا١ الوصية ﴾ قال : دخل علي بن أبي طالب على مولى لهم وهو في الموت فقال : ألا أوصي فقال له : قال الله تبارك وتعالى ﴿ إن ترك خيرا الوصية ﴾ وليس له كبير شيء.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن الزهري قال : جعل الله الوصية حقا مما قل منه أو كثر.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين ﴾ قال٢ نسخ الوالدين منها، وترك الأقربين ممن٣ لا يرث.
عبد الرزاق قال : نا٤ الثوري عن الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم قال : ذكر عنده طلحة والزبير٥ فقيل : كانا يشددان في الوصية، فقال وما عليهما ألا يفعلا٦ توفي النبي صلى الله عليه وسلم فما أوصى، وأوصى أبو بكر، فإن أوصى فحسن، وإن لم يوص فلا بأس.
١ في (م) (حين الوصية) وهو تصحيف في هذا الموطن، وهي آية المائدة..
٢ قال: من (ق)..
٣ في (م) مما..
٤ في (م) قال قال الثوري..
٥ في (ق) وزبير..
٦ في (م) أن لا يفعلوا..
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ فمن بدله بعدما سمعه ﴾ قال : من بدل الوصية بعدما سمعها فإن إثم ما بدل عليه.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ فمن خاف من موص جنفا أو إثما ﴾ ( قال هو الرجل يوصي )١ فيحيف في وصيته، فيردها الولي إلى الحق والعدل.
عبد الرزاق قال : نا ابن عيينة عن ابن طاوس عن أبيه في قوله تعالى :﴿ فمن خاف من موص جنفا أو إثما ﴾ قال هو الرجل يوصي لولد ابنته.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن أبان عن النخعي في قوله تعالى :﴿ إن ترك خيرا ﴾ قال ألف درهم إلى خمس مائة درهم.
١ [قال هو الرجل يوصي] هذه الزيادة غير موجودة في (م)..
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم ﴾ قال : كتب الله تعالى شهر رمضان على الناس كما كتبه على الذين من قبلهم، وقد كان كتب على الناس قبل أن ينزل شهر رمضان صوم ثلاثة أيام من كل شهر.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ﴾ قال : كانت في الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة يطيقان الصوم وهو شديد عليهما، فرخص لهما أن يفطرا ويطعما، ثم نسخ ذلك بعد فقال :﴿ فمن شهد منكم الشهر فليصمه ﴾.
قال معمر وأخبرني من سمع سعيد بن جبير ومجاهدا وعكرمة كانوا يقرؤونها ( وعلى الذين يطوقونه ) يقول : يكلفونه، الذين يكلفون الصوم ولا يطيقونه، فيطعمون ويفطرون.
عبد الرزاق قال : معمر وأخبرني ابن طاوس عن أبيه مثل ذلك.
عبد الرزاق قال : نا معمر قال : أخبرني ثابت البناني أن أنس بن مالك كبر حتى كان لا يطيق الصوم، فكان يفطر ويطعم.
عبد الرزاق قال : نا ابن جريج قال : أخبرني محمد بن عباد عن١ جعفر عن أبي عمرو مولى عائشة عن عائشة أنها كانت تقرؤها ( وعلى الذين يطوقونه ).
عبد الرزاق قال : نا ابن جريج عن عطاء أنه كان يقرؤها ( وعلى الذين يطوقونه ) قال ابن جريج وكان مجاهدا يقرؤها كذلك أيضا.
١ في (ق) محمد بن عباد بن جعفر..
عبد الرزاق قال : نا جعفر بن سليمان عن عوف عن الحسن قال : سأل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : أين ربنا ؟ فأنزل الله تعالى :﴿ وإذا سألك عبادي عنى فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ﴾١ الآية.
١ رواه الترمذي من حديث النعمان بن بشير ج ٤ ص ٢٧٩..
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم ﴾ قال : كان الناس قبل هذه الآية إذا رقد أحدهم من الليل رقدة لم يحل له طعام وشراب ولا أن يأتي امرأته١ إلى الليلة المقبلة، فوقع بذلك بعض٢ المسلمين، فمنهم من أكل بعد هجعة وشرب، ومنهم من وقع على أهله. فرخص الله تعالى لهم.
عبد الرزاق قال معمر وقال قتادة : الرفث غشيان النساء.
عبد الرزاق قال : نا معمر وأخبرني إسماعيل بن شروس عن عكرمة مولى ابن عباس أن رجلا -قد سماه٣ لي فنسيته- من أصحاب رسول صلى الله عليه وسلم من الأنصار جاء ليلة وهو صائم فقالت له امرأته لا تنم حتى نصنع لك طعاما، فنام، فجاءت، فقالت : نمت والله، قال لا والله ما نمت قالت : بلى والله، فلم يأكل تلك الليلة شيئا وأصبح صائما يغشى عليه فأنزلت الرحمة فيه.
عبد الرزاق قال : نا معمر عمن سمع الحسن في قوله تعالى :﴿ وابتغوا ما كتب الله لكم ﴾ قال : هو الولد.
عبد الرزاق قال : نا معمر وقال قتادة :﴿ وابتغوا ما كتب الله لكم ﴾ قال :٤ الرخصة التي كتبت لكم.
عبد الرزاق قال : نا ابن عيينة قال : أخبرني عمرو بن دينار عن عطاء ابن أبي رباح قال : قلت لابن عباس كيف تقرأ هذه الآية ﴿ وابتغوا ﴾٥ أو اتبعوا قال : أيهما شئت، عليك بالقراءة الأولى.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد ﴾ قال : كان الناس إذا اعتكفوا خرج الرجل فيباشر أهله، ثم يرجع إلى المسجد، فنهاهم الله تعالى عن ذلك.
١ في (م) امرأة..
٢ في (م) البعض بزيادة اللام والسياق يمنعها..
٣ في (م) سماها بضمير المؤنث وما بعده يخالفه حيث قال: فنسيته؟!.
٤ كلمة (قال:) من (ق)..
٥ في (م) قلت لابن عباس: كيف تقرأ هذه الآية: (وابتغوا أو ابتغوا) وهو تصحيف لأن الخلاف بين القراء في (ابتغوا، اتبعوا) فالابتغاء بمعنى الطلب، والاتباع بمعنى الانقياد والطاعة. وليس الخلاف في وجود الواو مع (ابتغوا) كما تفيد رواية (م)، وقد رجح الطبري وغيره رواية (وابتغوا). أما قراءة (واتبعوا) فهي قراءة الحسن ومعاوية بن قرة. وهي قراءة شاذة..
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وتدلوا بها إلى الحكام ﴾ قال : لا تدل١ بمال أخيك إلى الحاكم وأنت تعلم أنك ظالم فإن قضاءه لا يحل لك شيئا كان حراما عليك.
١ في (ق) لا تدلي. بإثبات الياء..
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ مواقيت للناس ﴾ قال : هي مواقيت لهم في حجهم وصومهم وفطرهم ونسكهم.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن الزهري قال : كان أناس من الأنصار إذا أهلوا بالعمرة لم يحل بينهم وبين السماء شيء يتحرجون من ذلك، فكان الرجل يخرج مهلا بالعمرة، فتبدوا له الحاجة بعدما يخرج من بيته، فيرجع١ فلا يدخل من باب الحجرة من أجل سقف البيت، لا يحول بينه وبين السماء فيقتحم الجدار من ورائه، ثم يقوم من٢ حجرته فيأمر بحاجته، فتخرج إليه من بيته حتى بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم أهل زمان الحديبية بالعمرة فدخل إلى حجرته فدخل على أثره رجل من الأنصار من بني سلمة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم " إني أحمس " ٣.
عبد الرزاق قال : نا معمر وقال الزهري وكانت قريش وحلفاؤها لأنهم الحمس لا يبالون ذلك، فقال الأنصاري وأنا أحمس، يقول وأنا على دينك، قال٤ فأنزل الله تعالى٥ :﴿ وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ﴾ الآية.
١ كلمة (فيرجع) من (ق)..
٢ في (م) (في حجرته)..
٣ أصل الرواية في البخاري من حديث البراء ج ٥ ص ١٥٧..
٤ كلمة (قال) من (م)..
٥ أصل الرواية في البخاري من حديث البراء ج ٥ ص ١٥٧..
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله :﴿ والفتنة أشد من القتل ﴾ قال : يقول : الشرك أشد من القتل.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام ﴾ قال : نسخها قوله تعالى :﴿ فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ﴾١.
١ سورة التوبة الآية (٥)..
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ﴾ قال : حتى لا يكون شرك.
عبد الرزاق عن معمر عن رجل عن قتادة عن عكرمة في قوله تعالى :﴿ الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص ﴾ قال : كان هذا في سفر الحديبية، صد المشركون النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه عن البيت في الشهر الحرام، فقاضوا يومئذ المشركين قضية أن لهم أن يعتمروا في العام المقبل في هذا الشهر الذي صدوهم فيه، فجعل الله تعالى لهم شهرا حراما يعتمرون فيه مكان شهرهم الذي صدوا فيه، فلذلك قال : والحرمات قصاص.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ﴾ قال : يقول : لا تمسكوا بأيديكم عن النفقة في سبيل الله.
عبد الرزاق قال : نا معمر وأخبرني أيوب١ عن ابن سيرين عن عبيدة السلماني قال : هي في الرجل يصيب الذنب العظيم، فيلقي بيديه ويرى أنه قد هلك.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة وعمن سمع عطاء بن أبي رباح في قوله تعالى :﴿ وأتموا الحج والعمرة لله ﴾ قال : هما واجبتان الحج والعمرة.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن مسعود في قوله تعالى :﴿ فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي ﴾ قال : إذا أحصر الرجل من مرض أو كسر أو شبه ذلك، بعث بهديه ومكث على إحرامه حتى يبلغ الهدي محله، وينحر ثم قد حل، ويرجع إلى أهله، وعليه الحج والعمرة جميعا وهدي أيضا، قال : فإن وصل إلى البيت من وجهه ذلك فليس عليه إلا الحج من قابل.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة٢ نحو ذلك.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن الزهري في قوله تعالى :﴿ فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ﴾ قال : أمر النبي صلى الله عليه وسلم كعب بن عجرة أن يصوم ثلاثة أيام٣.
عبد الرزاق قال معمر : أخبرني أيوب عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : مر النبي صلى الله عليه وسلم على كعب بن عجرة وهو يوقد تحت قدر وهوام رأسه تتساقط عليه قال :٤ أتؤذيك هذه الهوام يا كعب ؟ قال : نعم يا نبي الله، فأمره أن يحلق رأسه وينسك نسكا أو يصوم ثلاثة أيام٥ أو يطعم فرقا٦ بين ستة مساكين٧.
عبد الرزاق قال : نا معمر قال : أخبرني داود بن أبي هند عن الشعبي عن كعب بن عجرة أنه قال : بين كل مسكين صاع أو نسك قال : معمر٨ وقال قتادة : والنسك شاة.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن هشام بن عروة عن أبيه في قوله تعالى :﴿ فإذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج ﴾ قال : يقول :٩ إذا أمنت حين تحصر من كسرك من وجعك فعليك أن تأتي البيت فتكون متعة لك إلى قابل، ولا حل لك١٠ حتى تأتي البيت.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن أيوب عن عكرمة في قوله تعالى :﴿ فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم ﴾ قال : صيام ثلاثة أيام يعني أيام العشر من حين يحرم، آخرها يوم عرفة.
عبد الرزاق قال : نا معمر وقال الزهري عن سالم عن ابن عمر : صوم ثلاثة أيام في الحج آخرها يوم عرفة، فمن فاته ذلك صام أيام التشريق فإنها من أيام الحج، وسبعة إذا رجع إلى أهله.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ذلك لمن لم يكن أهله حاضرى المسجد الحرام ﴾ قال : قال ابن عباس : يا أهل مكة لا متعة لكم إنما يجعل أحدكم بينه وبين مكة واديا ثم يهل.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن ابن طاوس عن أبيه في قوله تعالى :﴿ ذلك لمن لم يكن أهله حاضرى المسجد الحرام ﴾ قال : هي لأهل الحرم.
عبد الرزاق قال : معمر١١ وقال الزهري : من كان على يوم أو نحوه فهو كأهل مكة.
عبد الرزاق قال معمر وأخبرني من سمع عطاء بن أبي رباح يقول : من كان أهله دون الميقات فهو كأهل مكة، يقول : لا يتمتع.
١ سقط اسم (أيوب) من (م)..
٢ كلمة عن قتادة من (ق)..
٣ رواه البخاري من حديث عبد الله بن معقل عن كعب بن عجرة ج ٥ ص ١٥٨.
ورواه الإمام أحمد في مسنده من حديث عبد الرحمان بن أبي ليلى عن كعب ج ٤ ص ٢٤١.
وأبو داود ج ٢ ص ٣٦٦.
والترمذي ج ٤ ص ٢٨١ وقال: حديث حسن صحيح..

٤ طمس في (ق) والتوضيح من (م)..
٥ طمس في (ق) والتوضيح من (م)..
٦ الفرق: بفتحتين مكيال، يقال: إنه يسع ستة عشر رطلا. كما ذكره صاحب المصباح في مادة: فرق..
٧ انظر التخريج السابق للحديث..
٨ (قال: معمر) من (ق)..
٩ طمس في (ق) والتوضيح من (م)..
١٠ طمس في (ق) والتوضيح من (م)..
١١ (قال معمر) من (ق)..
عبد الرزاق قال : نا معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى :﴿ الحج أشهر معلومات ﴾ قال : شوال وذو القعدة وذو الحجة ﴿ فمن فرض فيهن الحج ﴾ قال ابن أبي نجيح : قال مجاهد : والفرض الإهلال.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن الزهري وقتادة وعن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : الرفث غشيان النساء، والفسوق : المعاصي، واختلفوا في الجدال، فقال : الزهري وقتادة : هو الصخب والمراء وأنت محرم، وقال : مجاهد : لا جدال فيه، قد بين الله الحج فليس فيه شك.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ﴾ قال : كان أناس من أهل اليمن يخرجون بغير زاد إلى مكة، فأمرهم الله أن يتزودوا وأخبرهم أن خير الزاد التقوى.
عبد الرزاق قال : نا عمر بن ذر قال : سمعت مجاهدا يقول كانوا يحجون ولا يتزودون، فرخص لهم في الزاد، وكانوا يحجون ولا يركبون فأنزل الله تبارك وتعالى :﴿ يأتوك رجالا وعلى كل ضامر ﴾ ﴿ وتزودوا [ فإن ]١ خير الزاد التقوى ﴾.
عبد الرزاق قال : حدثني أبي عن عكرمة قال : هذا السويق والدقيق.
عبد الرزاق قال : نا ابن عيينة عن عمرو عن عكرمة قال : كانوا يحجون بغير زاد فأمروا٢ أن يتزودوا فقال : وتزودوا، ثم قال : فإن٣ خير الزاد التقوى.
عبد الرزاق قال : نا ابن عيينة عن محمد بن سوقة عن سعيد بن جبير قال : هو الكعك والسويق.
عبد الرزاق قال : نا ابن عيينة عن عبد الملك عن الشعبي قال : هو التمر والسويق.
١ سقطت من (ق)..
٢ في (م) فقال: وتزودوا..
٣ سقطت من (ق)..
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم ﴾ قال : كانوا١ إذا أفاضوا من عرفات لم يتجروا بتجارة ولم٢ يعرضوا على٣ كسب ولا ضالة٤، فأحل الله لهم ذلك، فقال :٥ ﴿ ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم ﴾.
عبد الرزاق قال : نا ابن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد، قال : سمعت أبا الزبير يقرأ :﴿ ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم ﴾ في مواسم الحج.
عبد الرزاق قال : نا ابن عيينة عن عمرو بن دينار قال : قال ابن عباس : كان ذو المجاز وعكاظ متجرا للناس في الجاهلية، فلما كان الإسلام كرهوا ذلك حتى نزلت :﴿ ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم ﴾ في مواسم الحج.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ فاذكروا الله عند المشعر الحرام ﴾ قال : المشعر الحرام جمع كله، قال معمر وقال أيوب عن ابن أبي مليكة : سمع ابن الزبير يقول : الجمع٦ كله موقف وارتفعوا عن بطن محسر، وعرفة كلها موقف، وارتفعوا عن بطن عرنة٧.
١ في (ق) الكلمة مطموسة والتوضيح من (م)..
٢ في (م) ولا..
٣ في (م) بكسب..
٤ في (ق) الكلمة مطموسة والتوضيح من (م)..
٥ في (ق) الكلمة مطموسة والتوضيح من (م)..
٦ في (م) جمع كلها موقف..
٧ في (ق) شكلت عرنة بضم العين والراء، وضبطها ابن منظور في لسان العرب بفتح الراء..
قال : عبد الرزاق : قال معمر عن الزهري : قال : كان الناس يقفون بعرفة إلا قريشا وأحلافها وهم الحمس، فقال بعضهم لبعض لا تعظموا إلا الحرم فإنكم إن عظمتم غير الحرم أوشك الناس أن يتهاونوا بحرمكم، فقصروا عن مواقف الحق١ فوقفوا بجمع، فأمرهم الله تعالى أن يفيضوا من حيث أفاض الناس من عرفات، فلذلك قال الله تعالى :﴿ ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس ﴾.
١ في (ق) الحق، وفي (م) الخلق. ولم ترد الرواية في الطبري ورواية الدر المنثور تؤيد رواية (ق) لذا أثبتناها، كما أن السياق يقتضيه لأن التعبير جاء ب (الناس) دلالة على موقف إبراهيم عليه السلام والناس من غير قريش..
عبد الرزاق قال معمر وأخبرني أيوب عن ابن أبي مليكة عن عبد الله بن عمرو أن جبريل عليه السلام وقف بإبراهيم عليه السلام بعرفات.
قال معمر وأخبرني سليمان التيمي أنه سمع نعيم بن أبي هند قال : لما وقف جبريل بإبراهيم بعرفة قال : عرفت، فسميت عرفات.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ كذكركم ءابآءكم ﴾ قال : كانوا إذا قضوا مناسكهم اجتمعوا فافتخروا وذكروا آباءهم وأيامها، فأمروا أن يجعلوا مكان ذلك ذكر الله تعالى فيذكرونه كذكر آبائهم أو أشد ذكرا.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ربنا ءاتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ﴾ قال : في الدنيا عافية وفي الآخرة عافية.
عبد الرزاق قال معمر وقال قتادة : قال رجل : اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي١ في الدنيا فمرض مرضا حتى أضني٢ على فراشه فذكر للنبي صلى الله عليه وسلم شأنه، فأتاه٣ النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له : إنه دعا بكذا وكذا، فقال : النبي صلى الله عليه وسلم لا طاقة لأحد بعقوبة الله، ولكن قل ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. فقالها، فما لبث إلا أياما أو قال يسيرا حتى٤ برأ.
١ كلمة (لي) من (ق)..
٢ معنى أضنى: اشتد مرضه..
٣ في (م) فجاءه..
٤ رواه مسلم من حديث ابن أبي عدي ج ٨ ص ٦٧.
والإمام أحمد في مسنده من حديث ابن أبي عدي يوصله إلى أنس مع تقديم وتأخير في اللفظ ج ٣ ص ١٠٧..

عبد الرزاق قال : نا معمر عن عبد الكريم الجزري عن سعيد بن جبير قال : أتى رجل إلى ابن عباس فقال : إني أجرت نفسي من قوم فتركت لهم أجرتي١ أو قال : بعض أجرتي٢ ويخلوا بيني وبين المناسك، قال ابن عباس : هذا من الذين قال الله تعالى :﴿ أولئك لهم نصيب مما كسبوا ﴾.
١ في (م) أجري..
٢ في (م) أجري..
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ واذكروا الله في أيام معدودات ﴾ قال هي أيام التشريق :﴿ فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه ﴾ يقول : رخص الله تعالى أن ينفروا في يومين منها إن شاءوا، ومن تأخر إلى اليوم١ الثالث فلا إثم عليه لمن اتقى، قال قتادة : يرون أنه مغفور له.
١ في (م) يوم الثالث..
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه ﴾ قال : هو المنافق.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وهو ألد الخصام ﴾ قال : جدل بالباطل.
عبد الرزاق قال : أنا معمر قال أخبرني [ ابن جريج عن ]١ ابن أبي مليكة عن عائشة قالت : كان أبغض الرجال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الألد الخصم٢.
١ ما بين المعكوفتين زيادة من (م)..
٢ في (م) الألد الخصام.
رواه البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها ج ٥ ص ١٥٩..

عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ويهلك الحرث والنسل ﴾ قال : الحرث الحرث، والنسل نسل كل شيء.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله ﴾ قال : هم المهاجرون والأنصار.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ادخلوا في السلم كافة ﴾ قال : ادخلوا في الإسلام جميعا، ولا تتبعوا خطوات الشيطان، يقول : خطاياه.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة ﴾ قال : يأتيهم الله في ظلل من الغمام، وتأتيهم الملائكة عند الموت.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ والذين اتقوا فوقهم ﴾ قال فوقهم في الجنة.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن سليمان الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة في قوله تعالى :﴿ فهدى الله الذين ءامنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه ﴾ قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " نحن الآخرون الأولون يوم القيامة. نحن أول الناس دخولا الجنة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم، فهذا اليوم الذي اختلفوا فيه هدانا الله له، فالناس لنا تبع فيه، غدا لليهود وبعد غد للنصارى١.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : نحن الآخرون السابقون يوم القيامة، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، وأوتيناه٢ من بعدهم، فهذا يومهم الذي فرض عليهم، فاختلفوا فيه، فهدانا الله له، فهم لنا فيه تبع، غدا لليهود وبعد غد للنصارى٣.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة في قوله تعالى :﴿ فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق ﴾ قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : نحن الآخرون الأولون يوم القيامة، نحن أول الناس دخولا الجنة، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، وأوتيناه من بعدهم، فهدانا الله لما اختلفوا فيه من الحق، فهذا اليوم الذي اختلفوا فيه، الناس فيه لنا تبع، غدا اليهود وبعد غد للنصارى٤.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى : كان الناس أمة واحدة } قال : كانوا على الهدى جميعا، فاختلفوا، فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين، وكان أول نبي بعث نوح عليه السلام٥.
١ روى البخاري الشطر الأول من حديث أبي هريرة ج ١ ص ٢١١.
ومسلم ج ٣ ص ٦..

٢ (وأوتيناه من بعدهم) سقطت من (م)..
٣ انظر تخريج الحديث في الصفحة السابقة..
٤ انظر تخريج الحديث في الصفحة السابقة..
٥ هكذا ورد تفسير الآية ﴿كان الناس أمة واحدة﴾ قبل تفسير الآية: ﴿يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة﴾. في كلتا النسختين..
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء ﴾ قال : نزلت في يوم الأحزاب، أصاب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يومئذ بلاء وحصر فكانوا كما قال الله عز وجل :﴿ وبلغت القلوب الحناجر ﴾.
عبد الرزاق قال :١ نا معمر عن الزهري قال : لما كان يوم الأحزاب حصر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بضع عشرة ليلة، حتى خلص إلى امرئ منهم الكرب، وحتى قال النبي صلى الله عليه وسلم -كما قال ابن المسيب- " اللهم أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إنك إن تشاء لا تعبد " فبينا هم على٢ ذلك أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى عيينة بن حصن بن بدر : أرأيت إن جعلت لك ثلث ثمر الأنصار أترجع بمن معك من غطفان، وتخذل بين الأحزاب، فأرسل إليه عيينة : إن جعلت لي الشطر فعلت : فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن عبادة وسعد بن معاذ فقال : " إني أرسلت إلى عيينة، فعرضت عليه أن أجعل له ثلث ثمركم ويرجع بمن معه من غطفان، ويخذل بين الأحزاب، فأبى إلا الشطر " فقالا : يا رسول الله إن كنت أمرت بشيء فامض لأمر الله. قال : " لو كنت أمرت بشيء ما استأمرتكما، ولكن هذا رأي أعرضه عليكما " قالا : فإنا لا نرى أن تعطيهم إلا السيف. قال ابن أبي نجيح قالا : فوالله يا رسول الله، لقد كان يمر في الجاهلية يجر صرمه٣ في عام السنة حول المدينة ما يطيق أن يدخلها، أفالآن حين٤ جاء الله بالإسلام نعطيهم ذلك ؟
عبد الرزاق قال : معمر قال الزهري قال النبي صلى الله عليه وسلم : " فنعما إذا " ٥. فبينما هم كذلك إذ جاءهم نعيم بن مسعود الأشجعي -وكان يأمنه الفريقان جميعا٦ وكان موادعا- فقال : إني كنت عند عيينة وأبي سفيان إذ جاءتهم رسل بني قريظة أن اثبتوا فإنا سنخالف المسلمين إلى بيضتهم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " فلعلنا أمرناهم بذلك "، وكان نعيم رجلا لا يكتم الحديث، فقام بكلمة٧ النبي صلى الله عليه وسلم فجاء عمر، فقال : يا رسول الله إن كان هذا أمر من أمر٨ الله فأمضه، وإن كان رأيا منك فشأن٩ بني قريظة وقريش أهون من أن يكون لأحد عليك فيه مقال، فقال النبي صلى الله عليه وسلم على الرجل : " ردوه " فردوه فقال : انظر الذي ذكرناه١٠ لك فلا تذكره لأحد "، فكأنما أغراه به، فانطلق حتى أتى عيينة وأبا سفيان فقال : هل سمعتم محمد يقول قولا إلا كان حقا ؟ قالوا١١ : لا، قال : فإني لما ذكرت له شأن بني قريظة، قال : فلعلنا أمرناهم بذلك، فقال أبو سفيان : سنعلمكم بكر ذلك إن كان مكرا. فأرسل إلى بني قريظة : إنكم قد أمرتمونا أن نثبت، وأنكم ستخالفون المسلمين إلى بيضتهم فأعطونا بذلك رهينة. قالوا : إنها قد دخلت ليلة السبت، وإنا لا نقضي في السبت شيئا، قال أبو سفيان : أنتم في مكر من بني قريظة، فارتحلوا فأرسل الله عليهم الريح، وقذف في قلوبهم الرعب، فأطفأت نيرانهم وقطعت أرسان خيولهم، وانطلقوا منهزمين من غير قتال، قال : فذلك حين قال الله تعالى :﴿ وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا ﴾ قال : فندب١٢ النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في طلبهم، فطلبوهم حتى بلغوا حمراء الأسد ثم رجعوا، قال : فوضع النبي صلى الله عليه وسلم عنه لأمته واغتسل واستجمر، فناداه جبريل عذيرك من محارب١٣، ألا أراك قد وضعت اللأمة ولم تضعها الملائكة فقام النبي صلى الله عليه وسلم فزعا، فقال لأصحابه : " عزمت عليكم لا تصلوا صلاة١٤ العصر حتى تأتوا بني قريظة ".
فغربت الشمس قبل أن يأتوهم، فقالت طائفة من المسلمين إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرد أن تدعوا الصلاة فصلوا، وقالت طائفة والله إنا لفي عزيمة النبي صلى الله عليه وسلم وما علينا بأس. فصلت طائفة إيمانا واحتسابا وتركت طائفة إيمانا واحتسابا، فلم يعنف النبي صلى الله عليه وسلم واحدا من الفريقين، وخرج النبي صلى الله عليه وسلم فمر١٥ بمجالس بينه وبين بني قريظة. فقال : هل مر بكم من أحد ؟ فقالوا : مر علينا دحية الكلبي على بغلة شهباء تحته قطيفة ديباج، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " ليس ذلك بدحية، ولكنه جبريل أرسل إلى بني قريظة ليزلزلهم، ويقذف في قلوبهم الرعب، قال : فحاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم قال : وأمر أصحابه أن يستروه بالحجف حتى يسمعهم كلامه، ففعلوا، فناداهم : " يا أخوة القردة والخنازير " قالوا : يا أبا القاسم ما كنت فاحشا. قال١٦ : فحاصرهم حتى نزلوا على حكم سعد ابن معاذ، وكانوا حلفاءه، فحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم، وتسبى ذراريهم ونساؤهم، وزعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :١٧ أصاب الحكم، وكان حيي بن أخطب استجاش المشركين على النبي صلى الله عليه وسلم فجاء إلى بني قريظة فاستفتح عليهم ليلا فقال سيدهم : إن هذا الرجل مشؤوم فلا يشئمنكم١٨ فناداهم حيي : يا بني قريطة ألا تستحيون ألا تلحقوني ألا تضيفوني فإني جائع١٩ مقرور، فقالت بنو قريظة : والله لنفتحن له فلم يزالوا حتى فتحوا له، فلما دخل معهم أطمعهم قال : يا بني قريظة جئتكم في عز الدهر، جئتكم في عارض٢٠ برد لا يقوم لسبيله شيء فقال : له سيدهم أتعدنا عارضا بردا ؟ تنكشف عنا وتدعنا عند بحر دايم لا يفارقنا ؟ إنما تعدنا الغرور، قال : فواثقهم وعاهدهم لئن انقضت جموع الأحزاب أن يجئ حتى يدخل معهم أطمهم فأطاعوه حينئذ في الغدر بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالمسلمين، فلما فض الله جموع الأحزاب انطلق حتى إذا كان بالروحاء ذكر العهد والميثاق الذي أعطاهم، فرجع حتى دخل معهم أطمهم، فلما قتلت بنو قريظة أتى ملبوبا٢١ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : حيي للنبي٢٢ صلى الله عليه وسلم أما والله ما لمت نفسي في عداوتك ولكنه من يخذل الله يخذل. فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم فضربت عنقه٢٣.
١ سبب سوق الإمام عبد الرزاق هذه الرواية الطويلة هنا هو البأساء والضراء الذي أصاب المسلمين يوم الأحزاب، وقد ورد في بعض الأقوال أن الآية نزلت بسبب غزوة الأحزاب..
٢ في (م) كذلك..
٣ يجر صرمه في عام السنة: أي يجر فقره في عام القحط، يقال: أصرم الرجل أي: افتقر..
٤ في (م) لما..
٥ في (م) فنعم إذن..
٦ كلمة (جميعا) من (ق)..
٧ في (م) (فقام بكلمة الحديث) وما أثبتناه أوضح..
٨ في (م) (أمر من الله)..
٩ في (م) (فإن شأن)..
١٠ في (م) انظروا الذي ذكرنا لك فلا تذكروه لأحد..
١١ في (م) فقالوا..
١٢ كلمة (فندب) من (ق)..
١٣ معنى قوله: (عذيرك من محارب): أي هات من يعذرك في أمر الحرب وهي كلمة عتاب مع تلطف. انظر ابن الأثير، ج ٣ ص ١٩٧ ط دار الإحياء..
١٤ كلمة (صلاة) من (م)..
١٥ كلمة (فمر) من (ق)..
١٦ قوله: (قال فحاصرهم) من (ق)..
١٧ كلمة (قال:) من (ق)..
١٨ في (م) فلا يسامتنكم ومعناها: أي لا يقصدكم ويصل إليكم يقال: سمت وتسمته إذا قصد نحوه. لسان العرب ج ٢ ص ٤٦ ط دار صادر.
أما رواية (يشئمنكم) أي لا يصل شؤمه إليكم..

١٩ معنى مقرور أي: مصاب بالقر وهو البرد..
٢٠ معنى (عارض برد): يقصد الجيش العظيم، شبهه بالسحاب الذي يسد الأفق..
٢١ في (م) مكتوفا..
٢٢ قوله: (للنبي صلى الله عليه وسلم) من (ق)..
٢٣ هذه الرواية المطولة لم يذكرها أصحاب السنن بهذا السياق، ورواها أصحاب كتب السير انظر مثلا السيرة الحلبية ج ٢ ص ٦٤٠ ومختصر سيرة ابن هشام ص ٢١٤. والبداية والنهاية ج ٤ ص ١٠٢ مع اختلاف في السياق..
عبد الرزاق قال : معمر عن قتادة في قوله :﴿ وهو كره لكم ﴾ قال : شديد عليكم.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن الزهري وعن عثمان الجزري عن مقسم مولى ابن عباس قال : لقى وافد بن عبد الله عمرو بن الحضرمي في أول ليلة من رجب وهو يرى أنه من جمادى فقتله وهو أول قتيل من المشركين، فعير المشركون المسلمين، قالوا : أتقتلون في الشهر الحرام فأنزل الله تعالى :﴿ يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به ﴾ يقول وكفر بالله والمسجد الحرام، يقول : وصد عن المسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر من قتلكم عمرو بن الحضرمي، والفتنة، يقول : والشرك الذي أنتم فيه أكبر من ذلك أيضا، قال الزهري : وكان النبي١ صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا يحرم القتال في الشهر الحرام، ثم أحل له بعد.
١ قوله: (النبي صلى الله عليه وسلم) من (ق)..
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة عن رجل عن مجاهد في قوله :﴿ يسئلونك عن الخمر والميسر ﴾ قالا : لما نزلت هذه الآية شربها بعض الناس وتركها بعضهم، حتى نزل تحريمها في سورة المائدة. قال قتادة : والميسر القمار.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن ليث عن مجاهد وسعيد قالا : الميسر القمار كله، حتى الجوز الذي يلعب به الصبيان.
عبد الرزاق قال : نا معمر قال : أخبرني يزيد بن أبي زياد عن أبي١ الأحوص قال : سمعت ابن مسعود يقول : إياكم وزجرا بالكعبين. أو قال بالكعبتين فإنهما من الميسر. عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ قل٢ العفو ﴾ قال : هو الفضل.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة ﴾ قال يقول : لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة، فتعرفون فضل الآخرة على الدنيا.
١ كلمة (أبي) سقطت من (م)..
٢ في (م) (خذ العفو، وليست في آية سورة البقرة)..
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة قال :١ لما نزلت ﴿ ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتى هي أحسن ﴾ اعتزل الناس اليتامى فلم يخالطوهم في مأكل٢ ولا مشرب ولا مال، فشق ذلك على الناس، فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى :﴿ ويسئلونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم ﴾.
١ كلمة (قال:) من (م)..
٢ في (م) مأكول ولا مشروب..
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ولا تنكحوا المشركات ﴾ قال : المشركات ممن ليس من أهل الكتاب، وقد تزوج حذيفة يهودية أو نصرانية.
عبد الرزاق قال : معمر عن الزهري وقتادة في قوله تعالى :﴿ ولا تنكحوا المشركين ﴾ قال : لا يحل لك١ أن تنكح يهوديا ولا نصرانيا ولا مشركا من غير دينك.
١ كلمة (لك) من (ق)..
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ويسئلونك عن المحيض قل هو أذى ﴾ قال : قذر. وقوله تعالى :﴿ فأتوهن من حيث أمركم الله ﴾ يقول : طئوهن غير حيض.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال : كانت العرب تبرك نساءها وكانت اليهود تعيرهم يقولون إذا ولد لأحدهم ولد كان أحول، فأنزل الله عز وجل :﴿ نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ﴾.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن ابن١ خيثم عن ابن٢ شابط عن حفصة بنت عبد الرحمن عن أم سلمة أن امرأة٣ سألتها عن الرجل يأتي امرأته منحنية، فسألت أم سلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :﴿ نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ﴾٤ صماما واحدا
[ محمد بن كثير قال : نا عبد الله بن وافد قال : حدثني طلحة بن عمرو عن عطاء في قوله :﴿ وقدموا لأنفسكم ﴾ قال : التسمية عند الجماع ]٥.
١ كلمة (ابن) من (ق)..
٢ كلمة (ابن) من (ق)..
٣ في (م) عن أم سلمة أنها سألت عن الرجل..
٤ رواه مسلم من حديث سفيان الثوري ج ٤ ص ١٥٦.
وأبو داود من حديث سفيان الثوري ج ٣ ص ٨٠.
والترمذي من حديث سفيان الثوري ج ٤ ص ٢٨٤..

٥ ما بين المعكوفتين سقط من (ق) وأثبتناه من (م)..
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم ﴾ قال : هو الرجل يحلف في الأمر الذي لا يصلح له، فإذا كلم في ذلك قال : إني قد حلفت، فيجعل يمينه عرضة لذلك فأنزل الله تعالى :﴿ ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم ﴾.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة في قوله تعالى :﴿ لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ﴾ قال : قالت : هم القوم يتدارءون في الأمر، يقول١ هذا لا والله، وبلى والله، وكلا والله، يتدارءون في الأمر، لا يعقد عليه قلوبهم.
عبد الرزاق قال : نا معمر وقال الحسن وقتادة : هو الخطأ غير العمد كقول الرجل : والله إن هذا لكذا وكذا، وهو يرى أنه صادق ولا يكون كذلك.
عبد الرزاق قال : حدثنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة في قوله تعالى :﴿ ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم ﴾ قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم " لا يتلجج أحدكم باليمين في أهله، فهو إثم، له عند الله من الكفارة التي أمر الله بها " ٢.
عبد الرزاق قال : نا الثوري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى :﴿ لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ﴾ قال : هو الرجل يحلف على الشيء يرى أنه كذلك وليس كذلك ﴿ ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان ﴾ قال : أن تحلف على الشيء وأنت تعلمه.
عبد الرزاق قال : نا هشيم٣ عن أبى بشر عن سعيد بن جبير في قوله تعالى :﴿ لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ﴾ قال : هو الرجل يحلف على الحرام فلا يؤاخذ الله بتركه.
عبد الرزاق قال : نا هشيم٤ عن مغيرة عن إبراهيم قال : هو الرجل يحلف على الشيء ثم ينساه.
عبد الرزاق قال : رأيت ابن المبارك يقرأ على معمر التفسير٥.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن ابن طاوس عن أبيه في قوله تعالى :﴿ ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم ﴾ قال : هو الرجل يحلف على الأمر الذي٦ لا يصلح ثم يعتل بيمينه، يقول الله تعالى :﴿ أن تبروا وتتقوا ﴾ خير من أن تمضي على ما لا يصلح.
١ في (م) يقولون..
٢ رواه البخاري قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ج ٧ ص ٢١٧ بلفظ (من استلج في أهله بيمين فهو أعظم إثما ليبر يعني الكفارة).
ومسلم ج ٥ ص ٨٨ مع اختلاف في بعض الألفاظ..

٣ في (م) هشام عن ابن بشير ورواية الطبري كالتي أثبتناها..
٤ في (م) هشام عن ابن بشير ورواية الطبري كالتي أثبتناها..
٥ كلمة (التفسير) من (ق).
وجاء في (ق) بعد كلمة التفسير ما يلي (سلمة قال سمعت أبا عبد الرحمان المقري يقول: إذا مسحت برأس اليتيم فامسح إلى قفاه، وإذا مسحت من له أبوان فامسحه إلى قدام). وهذا الكلام في هذا الموضع لا معنى لع ولا مناسبة، ولذا فقد حذفناه..

٦ كلمة (الذي) من (م)..
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة عن علي بن أبي طالب وعن عطاء الخراساني عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عثمان وزيد أنهم قالوا : في قوله تعالى :﴿ للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر ﴾ قالوا : الإيلاء تطليقة، وهي أملك بنفسها، وعليها العدة لغيره.
عبد الرزاق قال معمر وقال الزهري : هي واحدة وهو أملك برجعتها.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن ﴾.
قال : كانت المرأة تكتم حملها حتى تجعله لرجل آخر فنهاهن الله تعالى عن ذلك.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وبعولتهن أحق بردهن في ذلك ﴾ قال : أحق بردهن في العدة.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وللرجال عليهن درجة ﴾ قال : للرجال درجة في الفضل على النساء.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة قال : كان الطلاق ليس له وقت حتى أنزل الله تعالى :﴿ الطلاق مرتان ﴾ فالثالثة إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان.
عبد الرزاق قال : نا الثوري عن إسماعيل بن سميع عن أبي رزين قال : قال رجل : يا رسول الله أسمع الله يقول : الطلاق مرتان، فأين الثالثة قال : التسريح بإحسان١.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن الزهري في قوله تعالى :﴿ ولا يحل لكم أن تأخذوا مما ءاتيتموهن شيئا إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله ﴾ قال : لا يحل للرجل أن يختلع٢ امرأته إلا أن يؤتي٣ ذلك منها، فإما أن تكون أن٤ يؤتى ذلك منه يضارها حتى تختلع منه فإن ذلك لا يصلح، ولكن إذا نشزت فأظهرت له البغضاء وأساءت عشرته فقد حل له خلعها.
١ ذكره السيوطي في الدر المنثور، ونسبه إلى عبد الرزاق وسعيد بن منصور، وأحمد وعبد بن حميد وأبي داود في ناسخه وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر والبيهقي وابن أبي حاتم وابن مردويه. انظر الدر ج ١ ص ٢٧٧.
إلا أنني لم أجد الرواية في مسند الإمام أحمد بعد البحث.
ورواه ابن جرير في تفسيره ج ٢ ص ٢٧٨..

٢ في (م) أن يخلع..
٣ في (م) ألا أن يؤتوا..
٤ كلمة (أن) من (م) وفيها تؤتى بتاء التأنيث..
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ولا تمسكوهن ضرارا ﴾ قال : هو الرجل يطلق امرأته فإذا بقي من عدتها يسير راجعها يضارها بذلك ويطول عليها، فنهاهم الله تعالى عن ذلك، فأمرهم١ أن يمسكوهن بمعروف، أو يسرحوهن بمعروف.
١ لفظ الجلالة من (م)..
عبد الرزاق قال : نا معمر عن الحسن وقتادة في قوله تعالى :﴿ فلا تعضلوهن ﴾ قالا : نزلت في معقل بن يسار، كانت أخته تحت رجل، فطلقها حتى إذا مضت عدتها جاء رجل فخطبها فعضلها معقل بن يسار، وأبى أن ينكحها إياه، فنزلت فيها هذه الآية، يعني به الأولياء، يقول : لا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ لا تضار والدة بولدها ﴾ يقول : لا ترم به إلى أبيه ضرارا ﴿ ولا مولود له بولده ﴾ يقول : ولا الوالد فينتزعه منها ضرارا إذا رضيت من أجر١ الرضاع بما ترضى به غيرها، وهي أحق به إذا رضيت بذلك، وعلى وارث الصبي٢ مثل ما على أبيه إذا كان قد هلك أبوه ولم يكن له مال، فإن على الوارث أجر الرضاع.
عبد الرزاق قال : نا ابن جريج أن عمرو بن شعيب أخبره أن سعيد بن المسيب أخبره أن عمر بن الخطاب قال في قوله تعالى :﴿ وعلى الوارث مثل ذلك ﴾ قال : وقف بني عم٣ منفوس بني عمه كلالة بالنفقة عليه مثل العاقلة فقالوا : لا مال له، قال : ولو. فوقفهم بالنفقة عليه.
١ في (م) (من أجل الرضاع) باللام، وما أثبتناه أصح لاقتضاء السياق..
٢ في (م) الوصي. وهو تصحيف..
٣ وردت هذه الرواية في الطبري أيضا ومعناها:
إن عمر رضي الله عنه حبس بني عم المولود في نفقته، وكان المولود كلالة أي لا والد له، فالنفقة واجبة على العصبة كوجوب الدية على العاقلة..

عبد الرزاق قال : ابن جريج وقال : مجاهد في قوله تعالى :﴿ في ما فعلن في أنفسهن من معروف ﴾ قال : هو النكاح الحلال الطيب.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى :﴿ فيما عرضتم به من خطبة النساء ﴾ قال : هو الرجل يعرض للمرأة عدتها، فيقول : والله إنك لجميلة وإن النساء لمن حاجتي وإنك لإلى خير إن شاء الله.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى :﴿ ولا تواعدوهن سرا ﴾ قال : مواعدة السر أن يأخذ عليها عهدا أن تحبس نفسها عليه ولا تنكح غيره.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة عن الحسن في قوله تعالى :﴿ لا تواعدوهن سرا ﴾ قال : هو الفاحشة.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن الزهري في قوله :﴿ ومتعوهن على الموسع قدره ﴾ قال : متعتان إحداهما يقضي بهما السلطان١، والأخرى حق على المتقين، فمن طلق قبل أن يدخل ويفرض فإنه لم٢ يؤخذ بالمتعة، ومن طلق بعدما يدخل أو يفرض فالمتعة حق عليه، قال معمر وأخبرني أيوب عن نافع أن ابن عمر قال : لا متعة لها إذا فرض لها.
عبد الرزاق قال : نا الثوري عن ليث عن مجاهد في قوله تعالى :﴿ حتى يبلغ الكتاب أجله ﴾ قال : حتى تنقضي العدة.
١ كلمة (يقضي بها السلطان) مطموسة في (ق) وقد أثبتناها من (م)..
٢ كلمة (لم) من (م) والسياق يقتضيها..
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة عن ابن المسيب في قوله تعالى :﴿ فنصف ما فرضتم ﴾ قال : لها نصف الصداق ولا متعة لها.
عبد الرزاق قال : نا معمر وقال : الزهري لكل مطلقة متعة.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة عن سعيد بن المسيب وأيوب عن ابن سيرين عن شريح وابن أبي نجيح عن مجاهد قالوا : الذي بيده عقدة النكاح الزوج.
قال : معمر وقال : الحسن هو الولي.
عبد الرزاق عن معمر وقال الزهري : هو الأب، منه وقوله تعالى :﴿ إلا أن يعفون ﴾ يعني المرأة.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وقوموا لله قانتين ﴾ قال : مطيعين.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن الزهري في قوله تعالى :﴿ فإن خفتم فرجالا أو ركبانا ﴾ قال : إذا أطلت على المسلمين الأعداء فقد حل لهم أن يصلوا قبل أي جهة كانوا، رجالا أو ركبانا، يومؤن إيماء ركعتين.
عبد الرزاق وقال معمر وقال قتادة : تجزئ ركعة إذا لم يستطيع غيرها.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وصية لأزوجهم ﴾ قال : نسخها الميراث للمرأة الربع أو الثمن، وقوله تعالى :﴿ متاعا إلى الحول ﴾ قال : نسخها العدة أربعة أشهر وعشرا.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت ﴾ قال : فروا من الطاعون، ﴿ فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم ﴾ ليكملوا١ بقية أيامهم.
عبد الرزاق قال معمر وقال الكلبي : كانوا ثمانية آلاف.
عبد الرزاق قال معمر وقال قتادة عن٢ عكرمة فروا من القتال.
١ طمس في (ق) والتوضيح من (م)..
٢ (عن عكرمة) من (ق)..
عبد الرزاق قال : نا معمر عن زيد بن أسلم قال لما١ نزلت :﴿ من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة ﴾ قال : جاء ابن الدحداحة٢ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا نبي الله ألا أرى ربنا يستقرضنا مما أعطانا لأنفسنا وإن لي أرضين٣ أحدهما بالعالية والأخرى بالسافلة وإني قد جعلت خيرهما صدقة، قال وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " كم من عذق٤ مذلل لابن الدحداحة في الجنة " ٥.
١ كلمة (لما) من (ق)..
٢ في (م) ابن الدحداح، وفي رواية الطبري أبو الدحداح وفي الإصابة لابن حجر: (ثابت بن الدحداح) بن نعيم بن غنم بن إياس، حليف الأنصار.
ويقال: ثابت بن الدحداحة ويكنى أبا الدحداح وأبا الدحداحة.
وقال: الواقدي في غزوة أحد حدثني عبد الله بن عمار الحطمي قال: أقبل ثابت بن الدحداحة يوم أحد فقال: يا معشر الأنصار إن كان محمد قتل فإن الله حي لا يموت فقاتلوا عن دينكم، فحمل بمن معه من المسلمين فطعنه خالد فأنفذه فوقع ميتا، قال: الواقدي وبعض أصحابنا يقول: إنه جرح ثم برأ من جراحته ومات بعد ذلك على فراشه، مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الحديبية فالله أعلم. انظر الإصابة ج ١ ص ١٩١ و ج ٤ ص ٥٩ ط الحلبي..

٣ طمس في (ق) والتوضيح من (م)..
٤ العذق: الغصن الذي يحمل التمر أو عنقود التمر.
المذلل: القريب المنال..

٥ رواه ابن أبي حاتم من حديث عبد الله بن مسعود.
وفي رواية مسلم: كم من عذق معلق أو مدلى في الجنة لابن الدحداح، أو قال: شعبة لأبي الدحداح. انظر صحيح مسلم ج ٣ ص ٦١.
ورواه الإمام أحمد مع اختلاف في السياق انظر المسند ج ٣ ص ١٤٦..

عبد الرزاق قال : نا معمر وعن قتادة في قوله تعالى :﴿ ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله ﴾ ﴿ وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ﴾ قال : وكان من سبط لم يكن فيه نبوة ولا ملك.
فقال :﴿ إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم ﴾.
قال عبد الرزاق : قال معمر : فأما قوله تعالى :﴿ وقال لهم نبيهم ﴾ قال قتادة : كان نبيهم الذي بعد موسى يوشع بن نون، قال وهو أحد الرجلين اللذين أنعم الله عليهما، قال : وأحسبه أيضا قال : هو فتى موسى.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ تحمله الملائكة ﴾ قال : تحمله حتى تضعه في بيت طالوت :﴿ فيه سكينة من ربكم ﴾ أي : وقار ﴿ وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون ﴾ قال : فالبقية عصا موسى والرضراض من الألواح.
عبد الرزاق قال :١ نا الثوري عن بعض أشياخهم قال : تحمله الملائكة قال : تسوقه على عجلة على بقرة.
قال : ونا بكار بن عبد الله قال : سألنا وهب بن منبه عن تابوت موسى ما كان فيها، وما كانت فقال : كانت نحوا من ثلاثة أذرع في ذراعين، فقلنا : ما كان فيها ؟ قال : عصا موسى والسكينة، فقيل له : ما السكينة ؟ قال : روح من الله تعالى يتكلم، إذا اختلفوا في شيء تكلم فأخبرهم ببيان٢ ما يريدون.
عبد الرزاق قال : نا الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبي الأحوص عن علي قال : السكينة لها وجه كوجه الإنسان، ثم هي بعد ريح هفافة.
عبد الرزاق قال : نا الثوري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : لها جناحان٣ وذنب مثل ذنب الهرة.
عبد الرزاق : وسألت الثوري عن قوله تعالى :﴿ وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون ﴾ قال : منهم من يقول : البقية قفيز من من ورضراض٤ الألواح، ومنهم من يقول : العصا والنعلان.
عبد الرزاق قال : نا عبد الصمد بن معقل أنه سمع وهب بن منبه يقول : إن أرميا لما خرب بيت المقدس وحرقت الكتب وقف في ناحية الجبل :﴿ قال أنى يحى هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ﴾ ثم رد الله من رد من بني إسرائيل على رأس سبعين سنة من حين أماته الله، فعمروها ثلاثين سنة تمام المائة، فلما تمت المائة رد الله روحه، وقد عمرت وهي على حالها الأولى قال : فجعل ينظر إلى العظام كيف تلتئم بعضها إلى بعض، ثم نظر إلى العظام تكسى عصبا ولحما ﴿ فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير ﴾ فقال الله تعالى ﴿ فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه ﴾ قال : وكان طعامه تينا في مكتل وقلة فيها ماء، قال : ثم سلط الله عليهم الوصب، فلما أراد أن يرد عليهم التابوت أوحى الله تعالى إلى نبي من أنبيائهم، إما دانيال وإما غيره، إن كنتم تريدون أن يرفع الله٥ عنكم المرض فأخرجوا عنكم هذا التابوت، قالوا : بآية ماذا ؟ قال : بآية أنكم تأتون ببقرتين صعبتين لم تعملا عملا قط، فإذا نظرتا إليها وضعتا بأعناقهما للنير، حتى يشد عليهما، ثم يشد التابوت على عجل، ثم يعلق على البقرتين ثم تخليان، فتسيران من حيث يريد الله أن يبلغها، ففعلوا ذلك، ووكل الله بهما أربعة من الملائكة يسوقونها، فسارت البقرتان بها سيرا سريعا، حتى إذا بلغتا طرف القدس كسرتا سيرهما، وقطعتا حبالهما، وتركتاها وذهبتا، فنزل إليها داود ومن معه، فلما رأى داود التابوت حجل٦ إليها فرحا بها، قال : فقلنا لوهب بن منبه : ما حجل إليها ؟ قال : شبيها بالرقص فقالت له امرأته : لقد خففت حتى كاد الناس أن يمقتوك لما صنعت، فقال : أتبطئيني عن طاعة٧ ربي، لا تكونين لي زوجة بعدها أبدا ففارقها٨.
١ طمس في (ق) والتوضيح من (م)..
٢ في (م) شأن ما يريدون..
٣ في (م) لها حاجبان..
٤ رضراض من الألواح: فتاتها..
٥ لفظ الجلالة من (ق)..
٦ معنى حجل إليها: قال: في لسان العرب الحجل: أن يرفع رجلا ويقفز على الأخرى من الفرح. قال: ويكون بالرجلين إلا أنه قفز وليس بمشي ج ١١ ص ١٤٤ ط صادر..
٧ في (م) طلقة ولا معنى له، وهو تصحيف..
٨ كلمة (ففارقها) من (ق)..
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه ﴾ قال : هو نهر الأردن وفلسطين ﴿ فمن شرب منه فليس منى ومن لم يطعمه فإنه منى إلا من اغترف غرفة بيده ﴾ قال : كان الكفار يشربون فلا يروون، وكان المسلمون يغترفونه غرفة، فيجزئهم ذلك.
نا عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة ﴾ إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يوم بدر : " أنتم بعدة أصحاب طالوت ثلاثة مائة " ١.
عبد الرزاق قال معمر عن قتادة : وكان مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر ثلاث مائة وبضعة عشر.
١ رواه الإمام أحمد ج ٤ ص ٢٩٠ مع اختلاف في السياق..
عبد الرزاق قال : نا بكار بن عبد الله قال : سمعت وهب بن منبه يحدث قال : لما خرج أو قال : برز طالوت لجالوت، قال جالوت : أبرزوا إلي من يقاتلني فإن قتلني فلكم ملكي، وإن قتلته فلي ملككم، فأتى١ داود إلى طالوت فقاضاه إن قتله بأن ينكحه ابنته ويحكمه في ملكه، قال : فألبسه طالوت سلاحه، فكره داود أن يقاتله بسلاح، وقال : إن الله لم ينصرني عليه، لم يغن السلاح شيئا٢، فخرج إليه بالمقلاع وبمخلاة فيها أحجاره، ثم برز إليه فقال جالوت : أنت تقاتلني ؟ قال داود : نعم، قال : ويلك ما خرجت إلي إلا كما يخرج للكلب بالمقلاع والحجارة، لأبددن لحمك ولأطعمنه اليوم السباع والطير٣ فقال له داود : بل أنت عدو الله شر من الكلب، فأخذ داود حجرا فرماه بالمقلاع فأصاب٤ بين عينيه، حتى نفذت٥ في دماغه، فصرع جالوت وانهزم من معه، واحتز داود رأسه، فلما رجعوا إلى طالوت ادعى الناس قتل جالوت، فمنهم من يأتي بالسيف وبالشيء من سلاحه أو جسده، وخبأ داود رأسه، فقال طالوت : من جاء برأسه فهو الذي قتله، فجاء به داود، ثم قال لطالوت : أعطني ما وعدتني، فندم طالوت على ما شرط له، وقال : إن بنات الملوك لا بد لهن من صداق، وأنت رجل جريء شجاع فاجعل لها صداقا ثلاث مائة غلفة٦ من أعدائنا، وكان يرجو بذلك أن يقتل داود٧ فغزا داود فأسر ثلاث مائة وقطع غلفهم٨ وجاء بها، فلم يجد طالوت بدا من أن يزوجه، فزوجه، ثم أدركته الندامة، فأراد قتل داود، فهرب منه إلى الجبل، فنهض إليه طالوت فحاصره، فلما كان ذات ليلة سلط النوم على طالوت وحرسه٩، فهبط إليهم داود فأخذ إبريق طالوت الذي يشرب به ويتوضأ، وقطع شعيرات من لحيته وشيئا من هدب ثيابه، ثم رجع داود إلى مكانه، فناداه أن تعاهد حرسك١٠ فإني لو شئت أن أقتلك البارحة فعلت بآية أن هذا إبريقك وشيء من شعر لحيتك وهدب ثيابك، وبعث به إليه، فعلم طالوت أنه لو شاء قتله فعطفه ذلك عليه، فأمنه وعاهده١١ الله ألا يرى منه بأسا، ثم انصرف ثم كان في آخر أمر طالوت، أنه كان يدس لقتله، وكان طالوت لا يقاتل عدوا إلا هزم حتى مات. قال بكار : وسئل وهب وأنا أسمع : أنبيا كان طالوت يوحى إليه ؟
فقال : لا، لم يأته وحي، ولكن كان معه نبي يوحى إليه، يقال له اسمويل يوحى إليه، هو الذي ملك طالوت١٢.
حديث نمرود :
١ في (م) (فقال له إبراهيم)..
٢ كلمة (شيئا) من (ق)..
٣ كلمة (والطير) من (ق)..
٤ في (م) فأصابه..
٥ في (م) نفذ..
٦ في (م) حلقة، وفي رواية الطبري (غلفة) بالغين كما في (ق)، وهي الجلدة التي تقطع في الختان..
٧ قوله: (فغزا داود) من (م)..
٨ في (م) حلقة، وفي رواية الطبري (غلفة) بالغين كما في (ق)، وهي الجلدة التي تقطع في الختان..
٩ في (م) حريم بدل حرس. وفي رواية الطبري مثل الذي أثبتناه والسياق يقتضيه..
١٠ في (م) حريم بدل حرس. وفي رواية الطبري مثل الذي أثبتناه والسياق يقتضيه..
١١ في (م): وعاهد الله. بدون هاء الضمير..
١٢ هكذا جاءت قصة طالوت متأخرة عن مكانها من السورة، في النسختين..
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وأيدناه بروح القدس ﴾ قال : هو جبريل عليه السلام.
عبد الرزاق عن قتادة والحسن في قوله تعالى :﴿ لا تأخذه سنة ﴾ قال : نعسة.
نا عبد الرزاق قال : نا معمر قال : أخبرني الحكم بن أبان عن عكرمة مولى ابن عباس في قوله تعالى :﴿ لا تأخذه سنة ولا نوم ﴾ قال : إن موسى سأل الملائكة : هل ينام ربنا تبارك وتعالى ؟ قال :١ فأوحى الله تعالى إلى الملائكة، وأمرهم أن يؤرقوه ثلاثا، فلا يتركوه ينام، ففعلوا ذلك، ثم أعطوه قارورتين قال : فأمسكهما، ثم تركوه وحذروه أن يكسرهما، قال : فجعل ينعس وهما في يديه، في كل يد واحدة، فجعل ينعس وينبه٢ وينعس وينبه، حتى نعس نعسة فضرب إحداهما بالأخرى فكسرهما. قال عبد الرزاق : قال معمر : إنما هو مثل ضربه الله له، يقول : فكذلك السماوات والأرض في يديه، يقول : فكيف ينعس !
عبد الرزاق قال : نا معمر عن الحسن وقتادة في قوله تعالى :﴿ ولا يؤوده حفظهما ﴾ قال : لا يثقل عليه شيء.
١ كلمة (قال:) من (م)..
٢ في (م) وينتبه..
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ لا إكراه في الدين ﴾ قال : كانت العرب ليس لها دين، فأكرهوا على الدين بالسيف، قال : ولا يكره اليهودي ولا النصراني ولا المجوسي إذا أعطوا الجزية.
عبد الرزاق قال : نا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح قال : سمعت مجاهدا يقول لغلام له نصراني : يا جرير أسلم، ثم قال : هكذا كان يقال : لهم.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن الكلبي وقتادة في قوله :﴿ ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه ﴾ قالا : هو جبار اسمه نمرود، وهو أول من تجبر في الأرض، فحاج إبراهيم في ربه أن آتاه الملك، أي١ أن آتى الله الجبار الملك، ﴿ إذ قال٢ إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت ﴾ فقال ذلك الجبار، فأنا أحيي وأميت، يقول : أنا أقتل من شئت وأحيي من شئت.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن زيد بن أسلم أن أول جبار كان في الأرض نمرود، قال : وكان الناس يخرجون يمتارون من عنده الطعام، فخرج إبراهيم يمتار٣ مع من يمتار، قال : فإذا مر به الناس قال : من ربكم ؟ قالوا : أنت حتى مر به إبراهيم، قال : من ربك ؟ قال :﴿ الذي يحيي ويميت ﴾ قال : أنا أحيي وأميت، قال إبراهيم :﴿ فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر ﴾ قال : فرده٤ بغير طعام، قال : فرجع إبراهيم إلى أهله، فمر على كثيب رمل أعفر. فقال : ألا آخذ من هذا، فآتي به أهلي فتطيب٥ نفوسهم حين أدخل عليهم، فأخذ منه فأتى أهله قال : فوضع متاعه ثم نام، قال : فقامت امرأته إلى متاعه ففتحته، فإذا هو بأجود طعام رآه أحد، فصنعت له منه، فقربته إليه، وكان عهده بأهله أنه ليس عندهم طعام، فقال : من أين هذا ؟ فقالت : من الطعام الذي جئت به، فعرف أن الله رزقه، فحمد الله، ثم بعث الله تعالى إلى الجبار ملكا أن آمن بي وأتركك على ملكك، قال : فهل رب غيري ؟ قال : فجاءه الثانية، فقال له ذلك فأبى عليه، ثم أتاه الثالثة فأبى عليه، فقال له الملك، فاجمع جموعك إلى ثلاثة أيام، قال : فجمع الجبار جموعه، قال : فأمر الله الملك ففتح عليه بابا من البعوض، قال : فطلعت الشمس فلم يروها من كثرها، قال فبعثها الله تعالى عليهم، فأكلت لحومهم وشربت دماءهم، فلم تبق إلا العظام، والملك كما هو، لم يصبه من ذلك شيء، قال فبعث الله عليه بعوضة فدخلت في منخره، فمكث أربع مائة سنة يضرب رأسه بالمطارق، وأرحم الناس به من جمع يديه ثم ضرب بهما رأسه، وكان جبارا أربع مائه سنة فعذبه الله أربع مائة سنة كملكه، ثم أماته الله، وهو الذي كان بنى صرحا إلى السماء فأتى الله بنيانه من القواعد، وهو الذي قال الله تبارك وتعالى :﴿ فأتى الله بنيانهم من القواعد ﴾.
١ كلمة (أي) من (م)..
٢ في (م) (فقال: له إبراهيم)..
٣ في (م) يمتاره، ومعناها يشترون من عنده الطعام، أو يأتون به ليبيعوه عليه..
٤ في (م) فرد..
٥ في (م) فتطيب أنفسهم..
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ أنى يحيي هذه الله بعد موتها ﴾ قال : هو عزير : مر على قرية خربة فتعجب فقال :﴿ أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله ﴾ أول النهار فلبث مائة عام ثم بعثه في آخر النهار فقال : كم لبثت، قال : يوما أو بعض يوم، قال : بل لبثت مائة عام.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ لم يتسنه ﴾ قال : لم يتغير.
عبد الرزاق قال : سمعت هشام بن حسان يحدث عن محمد بن سيرين أن زيد بن ثابت كان يقرؤها ﴿ كيف ننشزها ﴾١.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة والحسن في قوله تعالى :﴿ كيف ننشزها ثم نكسوها لحما ﴾ قال : بلغنا أن أول ما خلق من عزير خلق عيناه، فكان ينظر إلى عظامه كيف يجتمع إليه وإلى لحمه.
قال عبد الرزاق : قال بكار وسمعت وهبا يقول : لما رد الله بني إسرائيل إلى مدينتهم وكان بختنصر أحرق٢ التوراة، أمر الله ملكا فجاء بغرفة من نور فقذفها في٣ في عزير فنسخ التوراة حرفا بحرف حتى فرغ منها.
عبد الرزاق قال : نا عبد الصمد بن معقل أنه سمع وهب بن منبه يقول : إن أرميا لما خرب بيت المقدس وحرقت الكتب وقف في ناحية الجبل :﴿ قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ﴾ ثم رد الله من رد من بني إسرائيل على رأس سبعين سنة من حين أماته الله، فعمروها ثلاثين سنة تمام المائة، فلما تمت المائة رد الله روحه، وقد عمرت وهي على حالها الأولى قال : فجعل ينظر إلى العظام كيف تلتئم بعضها إلى بعض، ثم نظر إلى العظام تكسى عصبا ولحما، ﴿ فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير ﴾ فقال الله تعالى :﴿ فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه ﴾ قال : وكان طعامه تينا في مكتل وقلة فيها ماء، قال : ثم سلط الله عليهم الوصب، فلما أراد أن يرد عليهم التابوت أوحى الله تعالى إلى نبي من أنبيائهم، إما دانيال وإما غيره، إن كنتم تريدون أن يرفع الله٤ عنكم المرض فأخرجوا عنكم هذا التابوت، قالوا : بآية ماذا ؟ قال : بآية أنكم تأتون ببقرتين صعبتين لم تعملا عملا قط، فإذا نظرتا إليها وضعتا بأعناقهما للنير، حتى يشد عليهما، ثم يشد التابوت على عجل، ثم يعلق على البقرتين ثم تخليان، فتسيران من حيث يريد الله أن يبلغها، ففعلوا ذلك، ووكل الله بهما أربعة من الملائكة يسوقونها، فسارت البقرتان بها سيرا سريعا، حتى إذا بلغتا طرف القدس كسرتا سيرهما، وقطعتا حبالهما، وتركتاها وذهبتا، فنزل إليها داود ومن معه، فلما رأى داود التابوت حجل٥ إليها فرحا بها، قال : فقلنا لوهب بن منبه : ما حجل إليها ؟ قال : شبيها بالرقص فقالت له امرأته : لقد خففت حتى كاد الناس أن يمقتوك لما صنعت، فقال : أتبطئيني عن طاعة٦ ربي، لا تكونين لي زوجة بعدها أبدا ففارقها٧.
١ في (م) ننشرها، بالراء المهملة وهما قراءتان سبعيتان..
٢ في (م) قد حرق التوراة..
٣ كلمة (في) الثانية من (ق) أي في فم عزير..
٤ لفظ جلالة من (ق)..
٥ معنى حجل إليها: قال: في لسان العرب الحجل: أن يرفع رجلا ويقفز على الأخرى من الفرح. قال: ويكون بالرجلين إلا أنه قفز وليس بمشي ج ١١ ص ١٤٤ ط صادر..
٦ في (م) طلقة ولا معنى له، وهو تصحيف..
٧ كلمة (ففارقها) من (ق)..
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ﴾ قال : فمزقهن، قال : أمر أن يخلط الدماء بالدماء والريش بالريش، ثم يجعل على كل جبل منهن جزءا.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ولكن ليطمئن قلبي ﴾ قال : قال ابن عباس : ما في القرآن آية أرجى في نفسي منها.
قال عبد الرزاق قال معمر وقال قتادة لأزداد يقينا.
قال عبد الرزاق : قال معمر وقال الكلبي : ليطمئن قلبي أن قد استجيب لي.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله :﴿ فتركه صلدا ﴾ قال : نقيا ليس عليه شيء.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وتثبيتا من أنفسهم ﴾ قال : ثقة من أنفسهم.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال : قال سمعت ابن عباس يقول :﴿ فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير ﴾ قال : إنما قيل له ذلك.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن الحسن في قوله تعالى :﴿ جنة بربوة ﴾ قال : هي الأرض المستوية التي تعلو فوق الماء، وقال مجاهد : هي الأرض المرتفعة المستوية.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله :﴿ فطل ﴾ قال : الطل : الندى.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجرى من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات ﴾ قال : هذا مثل ضربه الله تعالى، فقال :﴿ أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت ﴾ يقول : قد ذهبت جنته عند أحوج ما كان، حين كبرت سنه، وضعف عن الكسب وله ذرية ضعفاء لا ينفعونه، وأصاب١ جنته ريح فيها سموم، وكان الحسن يقول : صر : برد، فاحترقت : فذهبت أحوج ما كان إليها، فلذلك يقول : أيود أحدكم أن يذهب عمله أحوج ما كان إليه.
عبد الرزاق قال : نا عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس في قوله تعالى :﴿ الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية ﴾ قال : نزلت في علي، كانت معه أربعة دراهم، فأنفق بالليل درهما، وبالنهار درهما، وسرا درهما، وعلانية درهما٢.
عبد الرزاق قال : نا الثوري قال : قال مجاهد :﴿ لعلكم تتفكرون ﴾ قال : تطيعون.
١ في (م) فأصابت..
٢ ورد في تفسير هذه الآية متقدما على ترتيبها في المصحف..
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ﴾ قال لا تعمد إلى رذالة مالك فتتصدق منه١ قال :﴿ ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه ﴾ يقول : إلا أن يهضم لكم منه.
١ من هنا يوجد نقص في نسخة (م) إلى أوائل سورة النساء. وقد اعتمدنا في هذا القسم على نسخة (ق) وقارناها بما ورد بما في الطبري..
عبد الرزاق قال : نا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن مسعود في قوله تعالى :﴿ الشيطان يعدكم الفقر ﴾ قال : إن للملك لمة وللشيطان لمة، فلمة الملك إيعاد بالخير وتصديق بالحق، فمن وجدها فليحمد الله، ولمة الشيطان إيعاد بالشر وتكذيب بالحق، فمن وجدها فليستعذ بالله.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ يؤتي الحكمة من يشاء ﴾ قال : الحكمة : القرآن والفقه في القرآن.
عبد الرزاق عن رجل عن عمار الدهني عن أبي جعفر في قوله تعالى :﴿ إن تبدوا الصدقات فنعما هي ﴾ يعني الزكاة المفروضة ﴿ وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء ﴾ يعني التطوع.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله ﴾ قال : حصروا أنفسهم للغزو، فلا يستطيعون تجارة.
﴿ يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف ﴾ عبد الرزاق عن معمر عن مجاهد قال :﴿ تعرفهم بسيماهم ﴾ قال : التخشع.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطة الشيطان من المس ﴾ قال : هو التخبيل الذي يتخبطه الشيطان من الجنون.
عبد الرزاق قال : نا معمر قال : سمعت عطاء الخراساني يقول : إن عبد الله بن سلام قال : يؤذن يوم القيامة للبر والفاجر في القيام، إلا أكلة الربا، لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن أيوب عن ابن سيرين في قوله تعالى :﴿ فنظرة إلى ميسرة ﴾ قال : خاصم رجل إلى شريح في دين يطلبه، فقال : آخر يعذر صاحبه : إنه معسر، وقد قال الله عز وجل :﴿ وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة ﴾ فقال شريح : هذه كانت في الربا، وإنما كان الربا في الأنصار، وإن الله تعالى يقول :﴿ أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ﴾ ولا والله لا يأمر الله بأمر ثم نخالفه، احبسوه إلى جنب هذه السارية حتى يوفيه.
عبد الرزاق قال : نا الثوري عن مغيرة عن إبراهيم في قوله تعالى :﴿ وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون ﴾ قال : برأس المال.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا ﴾ قال : لا تأب أن تشهد إذا دعيت إلى الشهادة.
عبد الرزاق قال معمر، وكان الحسن يقول مثل ذلك ويقول : جمعت الأمرين، لا تأب إن كانت عندك شهادة أن تشهد بها، ولا تأب إذا دعيت إلى الشهادة أن تشهد بها.
عبد الرزاق قال : نا الثوري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى :﴿ ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا ﴾ قال : إذا كانوا قد شهدوا.
قال : وقال جابر الجعفي عن مجاهد الشاهد بالخيار ما لم يشهد.
عبد الرزاق قال : حدثنا ابن جرير عن عطاء ومجاهد في قوله تعالى :﴿ ولا يضار كاتب ولا شهيد ﴾ قال : واجب على الكاتب أن يكتب، ولا شهيد، قال : إذا كان قد شهد قبل هذا.
عبد الرزاق قال : معمر عن قتادة في قوله :﴿ ولا يضار كاتب ولا شهيد ﴾ قال : لا يضار كاتب، فيكتب ما لم يمل عليه، ولا شهيد يقول : فيشهد بما لم يشهد عليه.
عبد الرزاق قال : نا ابن جريج عن عطاء في قوله تعالى :﴿ ولا يضار كاتب ولا شهيد ﴾ يقول : أن يؤديا ما قبلهما.
عبد الرزاق قال : نا ابن عيينة عن عمرو عن عكرمة قال : كان عمر يقرأ : ولا يضارر كاتب ولا شهيد.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن ابن طاوس عن أبيه في قوله تعالى :﴿ ولا يضار كاتب ولا شهيد ﴾ إذا دعي الرجل فقال : لي حاجة.
عبد الرزاق قال : نا معمر والثوري وابن عيينة عن ابن شبرمة عن الشعبي في قوله تعالى :﴿ فإن أمن بعضكم بعضا ﴾ قال : لا بأس به إذا أمنته ألا تكتب ولا تشهد ﴿ فإن أمن بعضكم بعضا ﴾ قال : ابن عيينة عن ابن شبرمة قال الشعبي : إلى هذا انتهى ﴿ فإن أمن بعضكم بعضا ﴾ قال : لا بأس إذا أمنته ألا تكتب ولا تشهد.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله ﴾ قال : نسخها قوله تعالى :﴿ لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت ﴾ الآية.
عبد الرزاق قال : نا معمر قال سمعت الزهري يقول : إن ابن عمر قرأ :﴿ وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه ﴾ فبكى وقال : أإنا لمؤاخذون بما نحدث به أنفسنا، فبكى حتى سمع نشيجه، فقام رجل١ من عنده، فأتى ابن عباس، فذكر له ذلك، فقال : يرحم الله ابن عمر، لقد وجد المسلمون نحوا مما وجد حتى نزلت بعدها :﴿ لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ﴾
١ سيأتي اسم الرجل وهو مجاهد..
عبد الرزاق قال : سمعت هشاما يحدث عن الحسن في قوله تعالى :﴿ إن نسينا أو أخطأنا ﴾ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تجوز الله لهذه الأمة عن الخطأ والنسيان وما أكرهوا عليه.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ﴾ قال : بلغني أن الله تجاوز لهذه الأمة عن نسيانها وما حدثت به نفسها.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ لا تحمل علينا إصرا ﴾ قال : لا تحمل علينا عهدا وميثاقا ﴿ كما حملته على الذين من قبلنا ﴾ يقول : كما غلظ على الذين من قبلنا.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن صاحب له عن أبي قلابة قال : إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي سنة، ثم وضعه على عرشه، أو قال : في عرشه. وكان خواتم البقرة من ذلك الكتاب. قال : ومن قرأ خاتمة البقرة لم يدخل الشيطان بيته ثلاثا.
عبد الرزاق قال معمر، وأخبرني من سمع الحسن يقول : كان مما منّ الله تبارك وتعالى به على نبيه أنه قال : وأعطيتك خواتم سورة البقرة وهي من كنوز عرشي.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن عاصم بن بهدلة عن علقمة بن قيس قال : من قرأ خواتم سورة البقرة في ليلة أجزأت عنه قيام تلك الليلة.
عبد الرزاق حدثني الثوري عن منصور عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد عن أبي مسعود الأنصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة كفتاه١.
عبد الرزاق قال : نا جعفر بن سليمان عن حميد الأعرج عن مجاهد قال : كنت عند ابن عمر فقرأ ﴿ لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم ﴾ إلى قوله تعالى :﴿ قدير ﴾ فبكى، قال : فانطلقت حتى أتيت على ابن عباس، قلت : يا ابن عباس، كنت عند ابن عمر آنفا، فقرأ هذه الآية فبكى، قال : أيّةُ آية ؟ قال : قلت :﴿ لله ما في السماوات وما في الأرض ﴾ إلى ﴿ قدير ﴾ قال : فضحك ابن عباس وقال : يرحم الله ابن عمر، أو ما يدري فيما أنزلت وكيف أنزلت، إن هذه الآية حين أنزلت غمت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم غما شديدا، أو غاظتهم غيظا شديدا، وقالوا : يا رسول الله هلكنا، إنما كنا نؤخذ بما تكلمنا، فأما ما تعقل قلوبنا ليست بأيدينا. فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قولوا سمعنا وأطعنا " قال : فنسختها٢ هذه الآية :﴿ آمن الرسول ﴾ إلى :﴿ وعليها ما اكتسبت ﴾ قال : فتجوز لهم عن حديث النفس وأخذوا بالأعمال.
١ رواه البخاري من حديث أبي مسعود ج ٦ ص ١٠٤.
ورواه مسلم عنه أيضا ج ٣ ص ١٩٨.
ورواه الجماعة بطرق متعددة..

٢ جاء ذكر نسخ الآية في صحيح البخاري ج ٥ ص ١٦٥ بغير هذا السياق..
Icon