تفسير سورة سورة البقرة من كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن
المعروف بـإيجاز البيان
.
لمؤلفه
بيان الحق النيسابوري
.
المتوفي سنة 553 هـ
ﰡ
ﭑ
ﰀ
ومن سورة البقرة
١ الم ونظائرها قيل «١» : إنّها من المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله وما سمّيت معجمة إلا لإعجامها «٢».
والأصحّ أنّها اختصار كلام يفهمه المخاطب «٣»، أو أسماء للسّور «٤»
١ الم ونظائرها قيل «١» : إنّها من المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله وما سمّيت معجمة إلا لإعجامها «٢».
والأصحّ أنّها اختصار كلام يفهمه المخاطب «٣»، أو أسماء للسّور «٤»
(١) أورده المؤلف في وضح البرهان: ١/ ١٠١، ورجح هذا القول ونسبه إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
ونقل النحاس هذا القول في معاني القرآن: (١/ ٧٧، ٧٨) عن الشعبي، وأبي حاتم الرازي، ونقله عن الشعبي أيضا البغوي في تفسيره: ١/ ٤٤، وكذا ابن عطية في المحرر الوجيز: ١/ ١٣٨، وزاد نسبته إلى سفيان الثوري وجماعة من المحدثين.
وانظر زاد المسير: ١/ ٢٠، وتفسير القرطبي: ١/ ١٥٤، وفيه: «وروى هذا القول عن أبي بكر الصديق وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما».
(٢) أشار الناسخ إلى ما بعده في الهامش ولم أستطع قراءته، وجاء في وضح البرهان:
١/ ١٠١: «لإعجام بيانها وإبهام أمرها».
(٣) وقد روي نحو هذا المعنى عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، من ذلك ما أخرجه الطبري في تفسيره: ١/ ٢٠٧، وابن أبي حاتم في تفسيره: ١/ ٢٧، والنحاس في معاني القرآن: ١/ ٧٣ في قوله: الم قال: أنا الله أعلم.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ١/ ٥٦، وزاد نسبته إلى وكيع، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن ابن عباس، وقد رجح الزجاج في معاني القرآن: ١/ ٦٢ هذا القول المنسوب إلى ابن عباس، وقال: «والدليل على ذلك أن العرب تنطق بالحرف الواحد تدل به على الكلمة التي هو منها، قال الشاعر:
فنطق بقاف فقط، يريد قالت أقف».
(٤) أخرجه الطبري في تفسيره: ١/ ٢٠٦ عن عبد الرحمن بن أسلم، وعزاه القاضي عبد الجبار في متشابه القرآن: (١٦، ١٧) إلى الحسن البصري، وكذا المؤلف في وضح البرهان:
١/ ١٠٢. وذكر الفخر الرازي في تفسيره: ٢/ ٦ أنه قول أكثر المتكلمين، واختيار الخليل وسيبويه. وقال ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن: ٣٠٠: «فإن كانت أسماء للسور، فهي أعلام تدل على ما تدل عليه الأسماء من أعيان الأشياء وتفرق بينها. فإذا قال القائل:
(المص) أو قرأت: ص أو ن دل بذاك على ما قرأ كما تقول: لقيت محمدا وكلمت عبد الله، فهي تدل بالاسمين على العينين، وإن كان قد يقع بعضها مثل حم والم لعدة سور، فإن الفصل قد يقع بأن تقول: حم السجدة، والم البقرة، كما يقع الوفاق في الأسماء، فتدل بالإضافات وأسماء الآباء والكنى». [.....]
ونقل النحاس هذا القول في معاني القرآن: (١/ ٧٧، ٧٨) عن الشعبي، وأبي حاتم الرازي، ونقله عن الشعبي أيضا البغوي في تفسيره: ١/ ٤٤، وكذا ابن عطية في المحرر الوجيز: ١/ ١٣٨، وزاد نسبته إلى سفيان الثوري وجماعة من المحدثين.
وانظر زاد المسير: ١/ ٢٠، وتفسير القرطبي: ١/ ١٥٤، وفيه: «وروى هذا القول عن أبي بكر الصديق وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما».
(٢) أشار الناسخ إلى ما بعده في الهامش ولم أستطع قراءته، وجاء في وضح البرهان:
١/ ١٠١: «لإعجام بيانها وإبهام أمرها».
(٣) وقد روي نحو هذا المعنى عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، من ذلك ما أخرجه الطبري في تفسيره: ١/ ٢٠٧، وابن أبي حاتم في تفسيره: ١/ ٢٧، والنحاس في معاني القرآن: ١/ ٧٣ في قوله: الم قال: أنا الله أعلم.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ١/ ٥٦، وزاد نسبته إلى وكيع، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن ابن عباس، وقد رجح الزجاج في معاني القرآن: ١/ ٦٢ هذا القول المنسوب إلى ابن عباس، وقال: «والدليل على ذلك أن العرب تنطق بالحرف الواحد تدل به على الكلمة التي هو منها، قال الشاعر:
قلنا لها قفي قالت قاف | لا تحسبي أنّا نسينا الإيجاف |
(٤) أخرجه الطبري في تفسيره: ١/ ٢٠٦ عن عبد الرحمن بن أسلم، وعزاه القاضي عبد الجبار في متشابه القرآن: (١٦، ١٧) إلى الحسن البصري، وكذا المؤلف في وضح البرهان:
١/ ١٠٢. وذكر الفخر الرازي في تفسيره: ٢/ ٦ أنه قول أكثر المتكلمين، واختيار الخليل وسيبويه. وقال ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن: ٣٠٠: «فإن كانت أسماء للسور، فهي أعلام تدل على ما تدل عليه الأسماء من أعيان الأشياء وتفرق بينها. فإذا قال القائل:
(المص) أو قرأت: ص أو ن دل بذاك على ما قرأ كما تقول: لقيت محمدا وكلمت عبد الله، فهي تدل بالاسمين على العينين، وإن كان قد يقع بعضها مثل حم والم لعدة سور، فإن الفصل قد يقع بأن تقول: حم السجدة، والم البقرة، كما يقع الوفاق في الأسماء، فتدل بالإضافات وأسماء الآباء والكنى». [.....]
63
لأنّ الله أشار بها إلى الكتاب، ولا تصلح صفة للمشار إليه، لأنّ الصّفة للتحلية بالمعاني أو هي إشارة إلى أنّ ذلك الكتاب الموعود مؤلف منها.
فلو كان من عند غير الله لأتيتم بمثله، فيكون موضع الم رفعا بالابتداء، والخبر ذلِكَ الْكِتابُ «١».
وقال المبرّد «٢» : ليس في الم إعراب لأنها حروف هجاء وهي لا يلحقها الإعراب، لأنها علامات إلا أنّها يجوز أن تجعل أسماء للحروف فتعرب.
[٢/ ب] والكتاب والفرض والحكم والقدر واحد «٣»، وفي/ الحديث «٤» :
فلو كان من عند غير الله لأتيتم بمثله، فيكون موضع الم رفعا بالابتداء، والخبر ذلِكَ الْكِتابُ «١».
وقال المبرّد «٢» : ليس في الم إعراب لأنها حروف هجاء وهي لا يلحقها الإعراب، لأنها علامات إلا أنّها يجوز أن تجعل أسماء للحروف فتعرب.
[٢/ ب] والكتاب والفرض والحكم والقدر واحد «٣»، وفي/ الحديث «٤» :
(١) معاني القرآن للزجاج (١/ ٦٧، ٦٨)، ومشكل إعراب القرآن لمكي: ١/ ٧٣، والبيان لابن الأنباري: ١/ ٤٣، والتبيان للعكبري: ١/ ١٤، والدر المصون: ١/ ٨١.
(٢) المبرد: (٢١٠- ٢٨٥ هـ).
هو محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الثمالي الأزدي، أبو العباس. الإمام النّحوي الأديب.
صنّف الكامل في النحو، والمذكر والمؤنث، والمقتضب، وغير ذلك.
قال الزّبيدي في شرح خطبة القاموس: ١/ ٩٢: «المبرّد بفتح الراء المشددة عند الأكثر، وبعضهم بكسر».
أخباره في: طبقات النحويين للزبيدي: ١٠١، معجم الأدباء: ١٩/ ١١١، بغية الوعاة:
١/ ٢٦٩.
(٣) تفسير القرطبي: ١/ ١٥٩.
(٤) أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: ٣/ ١٦٧، كتاب الصلح، باب «إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود»، والإمام مسلم في صحيحه: ٣/ ١٣٢٥، كتاب الحدود، باب «من اعترف على نفسه بالزنا» عن أبي هريرة رضي الله عنه ورفعه، واللفظ عندهما:
«لأقضين بينكما بكتاب الله». وانظر النهاية لابن الأثير: ٤/ ١٤٧.
(٢) المبرد: (٢١٠- ٢٨٥ هـ).
هو محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الثمالي الأزدي، أبو العباس. الإمام النّحوي الأديب.
صنّف الكامل في النحو، والمذكر والمؤنث، والمقتضب، وغير ذلك.
قال الزّبيدي في شرح خطبة القاموس: ١/ ٩٢: «المبرّد بفتح الراء المشددة عند الأكثر، وبعضهم بكسر».
أخباره في: طبقات النحويين للزبيدي: ١٠١، معجم الأدباء: ١٩/ ١١١، بغية الوعاة:
١/ ٢٦٩.
(٣) تفسير القرطبي: ١/ ١٥٩.
(٤) أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: ٣/ ١٦٧، كتاب الصلح، باب «إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود»، والإمام مسلم في صحيحه: ٣/ ١٣٢٥، كتاب الحدود، باب «من اعترف على نفسه بالزنا» عن أبي هريرة رضي الله عنه ورفعه، واللفظ عندهما:
«لأقضين بينكما بكتاب الله». وانظر النهاية لابن الأثير: ٤/ ١٤٧.
64
«لأقضينّ بكتاب الله» أي بحكمه.
٢ لا رَيْبَ فِيهِ يخاطب أهل الكتاب لمعرفتهم به من كتابهم «١». أو لا سبب شكّ وشبهة فيه من انتفاء أسباب التناقض والتعقيد ونحوهما «٢».
هُدىً لِلْمُتَّقِينَ لأنهم الذين اهتدوا به، وموضع هُدىً نصب على الحال من «هاء» فِيهِ، والعامل فيه هو العامل في الظرف، وهو معنى رَيْبَ أي: لا ريب فيه هاديا، ويجوز موضعه رفعا بمعنى فيه هدى أو يكون خبر ذلِكَ الْكِتابُ «٣».
٣ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ بما يغيب عن الحواس، أو يؤمنون بظهر الغيب ولا ينافقون «٤»، والجار والمجرور في موضع حال، وعلى الأول في معنى مفعول به.
والصَّلاةَ: الدعاء، وفي الحديث «٥» :«إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب وإن كان صائما فليصلّ» أي فليدع لصاحبه.
٢ لا رَيْبَ فِيهِ يخاطب أهل الكتاب لمعرفتهم به من كتابهم «١». أو لا سبب شكّ وشبهة فيه من انتفاء أسباب التناقض والتعقيد ونحوهما «٢».
هُدىً لِلْمُتَّقِينَ لأنهم الذين اهتدوا به، وموضع هُدىً نصب على الحال من «هاء» فِيهِ، والعامل فيه هو العامل في الظرف، وهو معنى رَيْبَ أي: لا ريب فيه هاديا، ويجوز موضعه رفعا بمعنى فيه هدى أو يكون خبر ذلِكَ الْكِتابُ «٣».
٣ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ بما يغيب عن الحواس، أو يؤمنون بظهر الغيب ولا ينافقون «٤»، والجار والمجرور في موضع حال، وعلى الأول في معنى مفعول به.
والصَّلاةَ: الدعاء، وفي الحديث «٥» :«إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب وإن كان صائما فليصلّ» أي فليدع لصاحبه.
(١) المحرر الوجيز: ١/ ١٤٢، تفسير القرطبي: ١/ ١٥٨.
(٢) قال المصنف رحمه الله في كتابه «وضح البرهان» : ١/ ١٠٤: إخبار عن كون القرآن حقا وصدقا إذ أسباب الشك عنه زائلة، وصفات التعقيد والتناقض منه بعيدة، والإعجاز واقع، والهدى حاصل، والشيء إذا بلغ هذا المبلغ اتصف بأنه لا رَيْبَ فِيهِ.
(٣) تفسير الطبري: ١/ ٢٣١، معاني القرآن للزجاج: ١/ ٧٠، إعراب القرآن للنحاس:
١/ ١٨٠، الدر المصون: ١/ ٨٦.
(٤) ذكر المفسرون أقوالا كثيرة في المراد بِالْغَيْبِ، راجع هذه الأقوال في تفسير الطبري:
١/ ٢٣٦، تفسير البغوي: ١/ ٤٧، المحرر الوجيز: (١/ ١٤٥، ١٤٦)، زاد المسير:
(١/ ٢٥، ٢٦)، تفسير القرطبي: ١/ ١٦٣. قال الإمام أبو جعفر الطبريّ رحمه الله:
«وأصل الغيب: كل ما غاب عنك من شيء. وهو من قولك: غاب فلان يغيب غيبا».
وأورد ابن عطية رحمه الله بعض الأقوال، ثم قال: «وهذه الأقوال لا تتعارض، بل يقع الغيب على جميعها، والغيب في اللغة: ما غاب عنك من أمر، ومن مطمئن الأرض الذي يغيب فيه داخله.
(٥) أخرجه- باختلاف يسير في بعض ألفاظه- الإمام مسلم في صحيحه: ٢/ ١٠٥٤، كتاب النكاح، باب «الأمر بإجابة الداعي إلى دعوة» عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا. وانظر غريب الحديث لأبي عبيد: ١/ ١٧٨، النهاية لابن الأثير: ٣/ ٥٠، اللسان: ١٤/ ٤٦٥ (صلا).
(٢) قال المصنف رحمه الله في كتابه «وضح البرهان» : ١/ ١٠٤: إخبار عن كون القرآن حقا وصدقا إذ أسباب الشك عنه زائلة، وصفات التعقيد والتناقض منه بعيدة، والإعجاز واقع، والهدى حاصل، والشيء إذا بلغ هذا المبلغ اتصف بأنه لا رَيْبَ فِيهِ.
(٣) تفسير الطبري: ١/ ٢٣١، معاني القرآن للزجاج: ١/ ٧٠، إعراب القرآن للنحاس:
١/ ١٨٠، الدر المصون: ١/ ٨٦.
(٤) ذكر المفسرون أقوالا كثيرة في المراد بِالْغَيْبِ، راجع هذه الأقوال في تفسير الطبري:
١/ ٢٣٦، تفسير البغوي: ١/ ٤٧، المحرر الوجيز: (١/ ١٤٥، ١٤٦)، زاد المسير:
(١/ ٢٥، ٢٦)، تفسير القرطبي: ١/ ١٦٣. قال الإمام أبو جعفر الطبريّ رحمه الله:
«وأصل الغيب: كل ما غاب عنك من شيء. وهو من قولك: غاب فلان يغيب غيبا».
وأورد ابن عطية رحمه الله بعض الأقوال، ثم قال: «وهذه الأقوال لا تتعارض، بل يقع الغيب على جميعها، والغيب في اللغة: ما غاب عنك من أمر، ومن مطمئن الأرض الذي يغيب فيه داخله.
(٥) أخرجه- باختلاف يسير في بعض ألفاظه- الإمام مسلم في صحيحه: ٢/ ١٠٥٤، كتاب النكاح، باب «الأمر بإجابة الداعي إلى دعوة» عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا. وانظر غريب الحديث لأبي عبيد: ١/ ١٧٨، النهاية لابن الأثير: ٣/ ٥٠، اللسان: ١٤/ ٤٦٥ (صلا).
وقيل «١» : الصلاة من صليت العود، إذا لينته، لأنّ المصلى يلين ويخشع.
وأصل الإنفاق «٢» الإنفاد، أنفق القوم نفد زادهم «٣».
٥ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ: يدخل «هم» في مثله فصلا، وفي لفظ الكوفيين عمادا ولا موضع له من الإعراب «٤»، وإنما يؤذن أن الخبر معرفة، أو أن الذي بعده خبر لا صفة.
٦ سَواءٌ عَلَيْهِمْ في قوم من الكفار، وسَواءٌ بمعنى مستو. وفي حديث علي رضي الله عنه: «حبّذا أرض الكوفة، سواء سهلة» «٥».
والحكمة في الإنذار مع العلم بالإصرار إقامة الحجة، وليكون الإرسال عاما، وليثاب الرسول «٦».
وسَواءٌ عَلَيْهِمْ يجوز أن يكون خبر (إن)، ويجوز اعتراضا، والخبر لا يُؤْمِنُونَ «٧»، ولفظ الإنذار «٨» في أَأَنْذَرْتَهُمْ معناه الخبر
وأصل الإنفاق «٢» الإنفاد، أنفق القوم نفد زادهم «٣».
٥ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ: يدخل «هم» في مثله فصلا، وفي لفظ الكوفيين عمادا ولا موضع له من الإعراب «٤»، وإنما يؤذن أن الخبر معرفة، أو أن الذي بعده خبر لا صفة.
٦ سَواءٌ عَلَيْهِمْ في قوم من الكفار، وسَواءٌ بمعنى مستو. وفي حديث علي رضي الله عنه: «حبّذا أرض الكوفة، سواء سهلة» «٥».
والحكمة في الإنذار مع العلم بالإصرار إقامة الحجة، وليكون الإرسال عاما، وليثاب الرسول «٦».
وسَواءٌ عَلَيْهِمْ يجوز أن يكون خبر (إن)، ويجوز اعتراضا، والخبر لا يُؤْمِنُونَ «٧»، ولفظ الإنذار «٨» في أَأَنْذَرْتَهُمْ معناه الخبر
(١) هذا القول بنصه في مجمل اللّغة لابن فارس: ٢/ ٣٨ (صلى)، وأورده السمين الحلبي في الدر المصون: ١/ ٩٤، وقال: «ذكر ذلك جماعة أجله وهو مشكل، فإن الصلاة من ذوات الواو، وهذا من الياء».
(٢) من قوله تعالى: وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ.
(٣) تهذيب الألفاظ: ٢١، مفردات الراغب: ٥٠٢، الكشاف: ١/ ١٣٣، البحر المحيط:
١/ ٣٩، الدر المصون: ١/ ٩٦.
(٤) ينظر هذه المسألة في الجمل للزجاجي: ١٤٢، والإنصاف لابن الأنباري: ١/ ٧٠٦.
(٥) أخرجه يحيى بن معين في تاريخه: ٤/ ٥١، واللّفظ عنده: «يا حبذا الكوفة، أرض سواء معروفة تعرفها جمالنا المعلوفة». أخرجه ابن معين عن علي رضي الله عنه، وفيه انقطاع لأن ابن عيينة لم يسمع من علي.
واللّفظ الذي أورده المؤلف رحمه الله في غريب الحديث للخطابي: ٢/ ١٨٧، والفائق للزمخشري: ٢/ ٢٠٩، النهاية: ٢/ ٤٢٧. [.....]
(٦) في وضح البرهان: ١/ ١٠٥: «وقيل لثبات الرسول على محاجة المعاندين».
(٧) إعراب القرآن للنحاس: ١/ ١٨٤، عن ابن كيسان. وانظر مشكل إعراب القرآن: ١/ ٧٦، التبيان للعكبري: ١/ ٢١.
(٨) في «ك» و «ج» : الاستفهام، وكذلك في وضح البرهان للمؤلف.
(٢) من قوله تعالى: وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ.
(٣) تهذيب الألفاظ: ٢١، مفردات الراغب: ٥٠٢، الكشاف: ١/ ١٣٣، البحر المحيط:
١/ ٣٩، الدر المصون: ١/ ٩٦.
(٤) ينظر هذه المسألة في الجمل للزجاجي: ١٤٢، والإنصاف لابن الأنباري: ١/ ٧٠٦.
(٥) أخرجه يحيى بن معين في تاريخه: ٤/ ٥١، واللّفظ عنده: «يا حبذا الكوفة، أرض سواء معروفة تعرفها جمالنا المعلوفة». أخرجه ابن معين عن علي رضي الله عنه، وفيه انقطاع لأن ابن عيينة لم يسمع من علي.
واللّفظ الذي أورده المؤلف رحمه الله في غريب الحديث للخطابي: ٢/ ١٨٧، والفائق للزمخشري: ٢/ ٢٠٩، النهاية: ٢/ ٤٢٧. [.....]
(٦) في وضح البرهان: ١/ ١٠٥: «وقيل لثبات الرسول على محاجة المعاندين».
(٧) إعراب القرآن للنحاس: ١/ ١٨٤، عن ابن كيسان. وانظر مشكل إعراب القرآن: ١/ ٧٦، التبيان للعكبري: ١/ ٢١.
(٨) في «ك» و «ج» : الاستفهام، وكذلك في وضح البرهان للمؤلف.
للتسوية «١» التي في الاستفهام من الإبهام، ولا تسوية في «أو» «٢» لأنها تكون في معنى «أي» وهذا معنى قولهم إن أو لا تعادل الألف، والمعادلة أن تكون أم مع الألف في معنى أي، ولا يجوز: لأضربنه قام أو قعد، ويجوز «أم» «٣»، إذ لا تسوية في الإبهام لأن المعنى لأضربنه على كل حال.
٧ خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وسمها بسمة تعرفها الملائكة كما كتب الإيمان في قلوب المؤمنين «٤».
وقيل/: هو حفظ ما في قلوبهم للمجازاة إذ ما يحفظ يختم. [٣/ أ] وقيل: المراد ظاهره، وهو المنع بالخذلان عقوبة لا بسلب القدرة، والقلب مضغة معلقة بالنياط، وعربي خالص.
وفي الخبر «٥» :«لكلّ شيء قلب، وقلب القرآن يس» : ولم يجمع السمع للمصدر أو لتوسطه الجمع «٦» [من طرفيه] «٧».
٧ خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وسمها بسمة تعرفها الملائكة كما كتب الإيمان في قلوب المؤمنين «٤».
وقيل/: هو حفظ ما في قلوبهم للمجازاة إذ ما يحفظ يختم. [٣/ أ] وقيل: المراد ظاهره، وهو المنع بالخذلان عقوبة لا بسلب القدرة، والقلب مضغة معلقة بالنياط، وعربي خالص.
وفي الخبر «٥» :«لكلّ شيء قلب، وقلب القرآن يس» : ولم يجمع السمع للمصدر أو لتوسطه الجمع «٦» [من طرفيه] «٧».
(١) ذكره الأخفش في معاني القرآن: (١/ ١٨١، ١٨٢)، وانظر معاني القرآن للزجّاج: ١/ ٧٧، إعراب القرآن للنحاس: ١/ ١٨٤، الحجة لأبي علي الفارسي: (١/ ٢٦٤، ٢٦٥)، التبيان للعكبري: ١/ ٢٢، الدر المصون: ١/ ١٠٥.
(٢) الحجة للفارسي: ١/ ٢٦٥.
(٣) راجع هذا المعنى ل «أم» في حروف المعاني للزّجاجي: ٤٨، رصف المباني: ١٨٧، الجنى الداني: ٢٢٥.
(٤) ذكره الماوردي في تفسيره: ١/ ٦٧.
(٥) أخرجه الترمذي في السنن: ٥/ ١٦٢، كتاب فضائل القرآن، باب «ما جاء في فضل يس» عن أنس رضي الله عنه مرفوعا، وقال: «هذا حديث غريب».
وأخرجه- أيضا- الدارمي في سننه: ٢/ ٤٥٦، كتاب فضائل القرآن، باب «في فضل يس»، وفي سنده هارون أبو محمد مجهول.
قال العجلوني في كشف الخفاء: ١/ ٢٦٩: «وأجيب بأن غايته أنه ضعيف، وهو يعمل به في الفضائل».
(٦) زاد في وضح البرهان: ١/ ١٠٧، «فكان جمعا بدلالة القرينة، مثل: السَّماواتِ وَالْأَرْضِ، والظُّلُماتِ وَالنُّورَ.
(٧) ما بين معقوفين عن نسخة «ج».
(٢) الحجة للفارسي: ١/ ٢٦٥.
(٣) راجع هذا المعنى ل «أم» في حروف المعاني للزّجاجي: ٤٨، رصف المباني: ١٨٧، الجنى الداني: ٢٢٥.
(٤) ذكره الماوردي في تفسيره: ١/ ٦٧.
(٥) أخرجه الترمذي في السنن: ٥/ ١٦٢، كتاب فضائل القرآن، باب «ما جاء في فضل يس» عن أنس رضي الله عنه مرفوعا، وقال: «هذا حديث غريب».
وأخرجه- أيضا- الدارمي في سننه: ٢/ ٤٥٦، كتاب فضائل القرآن، باب «في فضل يس»، وفي سنده هارون أبو محمد مجهول.
قال العجلوني في كشف الخفاء: ١/ ٢٦٩: «وأجيب بأن غايته أنه ضعيف، وهو يعمل به في الفضائل».
(٦) زاد في وضح البرهان: ١/ ١٠٧، «فكان جمعا بدلالة القرينة، مثل: السَّماواتِ وَالْأَرْضِ، والظُّلُماتِ وَالنُّورَ.
(٧) ما بين معقوفين عن نسخة «ج».
وأصل العذاب: المنع، واستعذب عن كذا: انتهى «١».
وفي حديث علي «٢» رضي الله عنه: «اعذبوا عن ذكر النساء، فإن ذلك يكسركم عن الغزو»، وفي المثل «٣» : لألجمنّك لجاما معذبا، أي: مانعا من ركوب الرأس.
٨ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ دخلت الباء في خبر «ما» مؤكدة للنفي «٤»، لأنه يستدل بها السامع على الجحد إذا كان غفل عن أول الكلام.
٩ يُخادِعُونَ اللَّهَ: مفاعله للواحد، مثل: عافاه الله وقاتله، وعاقبت اللص، أو المراد: مخادعة الرسول والمؤمنين كقوله «٥» : يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ [أي: يخادعون رسول الله] «٦»، وأصل الخداع: إظهار غير ما في النفس «٧»، وفي المثل «٨» : أخدع من [ضب] «٩» حرشته.
وفي الحديث «١٠» :«بين يدي الساعة سنون خدّاعة».
وفي حديث علي «٢» رضي الله عنه: «اعذبوا عن ذكر النساء، فإن ذلك يكسركم عن الغزو»، وفي المثل «٣» : لألجمنّك لجاما معذبا، أي: مانعا من ركوب الرأس.
٨ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ دخلت الباء في خبر «ما» مؤكدة للنفي «٤»، لأنه يستدل بها السامع على الجحد إذا كان غفل عن أول الكلام.
٩ يُخادِعُونَ اللَّهَ: مفاعله للواحد، مثل: عافاه الله وقاتله، وعاقبت اللص، أو المراد: مخادعة الرسول والمؤمنين كقوله «٥» : يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ [أي: يخادعون رسول الله] «٦»، وأصل الخداع: إظهار غير ما في النفس «٧»، وفي المثل «٨» : أخدع من [ضب] «٩» حرشته.
وفي الحديث «١٠» :«بين يدي الساعة سنون خدّاعة».
(١) تهذيب اللغة: ٢/ ٣٢١، الصحاح: ١/ ١٧٨، اللسان: ١/ ٥٨٤ (عذب).
(٢) الحديث ذكره أبو عبيد في غريب الحديث: ٣/ ٤٦٧ دون إسناد.
وهو في الفائق للزمخشري: ٢/ ٤٠٥، وغريب الحديث لابن الجوزي: ٢/ ٧٦، والنهاية لابن الأثير: ٣/ ١٩٥.
(٣) جمهرة الأمثال للعسكري: ٢/ ٢١٥، ومجمع الأمثال للميداني: ٣/ ١٣٠.
(٤) معاني القرآن للزجاج: ١/ ٨٥، إعراب القرآن للنحاس: ١/ ١٨٧، مشكل إعراب القرآن:
١/ ٧٧، التبيان للعكبري: ١/ ٢٥. [.....]
(٥) من آية ٥٧ سورة الأحزاب.
(٦) ما بين معقوفين عن نسخة «ج».
(٧) انظر اللسان: ٨/ ٦٣، تاج العروس: ٢٠/ ٤٨٣ (خدع).
(٨) الجمهرة لابن دريد: ١/ ٥١٢، تهذيب اللغة: ١/ ١٥٩، جمهرة الأمثال للعسكري:
١/ ٤٤٠، مجمع الأمثال: ١/ ٤٥٨. والمعنى- كما في مجمع الأمثال- أن خدع الضّبّ إنما يكون من شدة حذره، وأما صفة خدعة فأن يعمد بذنبه باب جحره، ليضرب به حية أو شيئا آخر إن جاءه، فيجيء المحترش فإن كان الضبّ مجرّبا أخرج ذنبه إلى نصف الجحر، فإن دخل عليه شيء ضربه، وإلا بقي في جحره.
(٩) في الأصل: «ظبي»، والمثبت في النص من «ك» و «ج».
(١٠) أخرجه الإمام أحمد في مسنده: ٢/ ٢٩١ باختلاف يسير في اللفظ. وابن ماجة في السنن: ٢/ ١٣٣٩، كتاب الفتن، باب «شدة الزمان» عن أبي هريرة مرفوعا وفي إسنادهما إسحاق بن أبي الفرات، جهّله الحافظ في التقريب: ١٠٢، وهو أيضا في غريب الحديث للخطابي: ١/ ٥٣٠، الفائق للزمخشري: ٣/ ٥٥، النهاية: ٢/ ١٤.
وفي معنى الحديث قال ابن الأثير: «أي تكثر فيها الأمطار ويقل الرّيع، فذلك خداعها، لأنها تطمعهم في الخصب بالمطر ثم تخلف. وقيل: الخدّاعة: القليلة المطر، من خدع الرّيق إذا جفّ».
(٢) الحديث ذكره أبو عبيد في غريب الحديث: ٣/ ٤٦٧ دون إسناد.
وهو في الفائق للزمخشري: ٢/ ٤٠٥، وغريب الحديث لابن الجوزي: ٢/ ٧٦، والنهاية لابن الأثير: ٣/ ١٩٥.
(٣) جمهرة الأمثال للعسكري: ٢/ ٢١٥، ومجمع الأمثال للميداني: ٣/ ١٣٠.
(٤) معاني القرآن للزجاج: ١/ ٨٥، إعراب القرآن للنحاس: ١/ ١٨٧، مشكل إعراب القرآن:
١/ ٧٧، التبيان للعكبري: ١/ ٢٥. [.....]
(٥) من آية ٥٧ سورة الأحزاب.
(٦) ما بين معقوفين عن نسخة «ج».
(٧) انظر اللسان: ٨/ ٦٣، تاج العروس: ٢٠/ ٤٨٣ (خدع).
(٨) الجمهرة لابن دريد: ١/ ٥١٢، تهذيب اللغة: ١/ ١٥٩، جمهرة الأمثال للعسكري:
١/ ٤٤٠، مجمع الأمثال: ١/ ٤٥٨. والمعنى- كما في مجمع الأمثال- أن خدع الضّبّ إنما يكون من شدة حذره، وأما صفة خدعة فأن يعمد بذنبه باب جحره، ليضرب به حية أو شيئا آخر إن جاءه، فيجيء المحترش فإن كان الضبّ مجرّبا أخرج ذنبه إلى نصف الجحر، فإن دخل عليه شيء ضربه، وإلا بقي في جحره.
(٩) في الأصل: «ظبي»، والمثبت في النص من «ك» و «ج».
(١٠) أخرجه الإمام أحمد في مسنده: ٢/ ٢٩١ باختلاف يسير في اللفظ. وابن ماجة في السنن: ٢/ ١٣٣٩، كتاب الفتن، باب «شدة الزمان» عن أبي هريرة مرفوعا وفي إسنادهما إسحاق بن أبي الفرات، جهّله الحافظ في التقريب: ١٠٢، وهو أيضا في غريب الحديث للخطابي: ١/ ٥٣٠، الفائق للزمخشري: ٣/ ٥٥، النهاية: ٢/ ١٤.
وفي معنى الحديث قال ابن الأثير: «أي تكثر فيها الأمطار ويقل الرّيع، فذلك خداعها، لأنها تطمعهم في الخصب بالمطر ثم تخلف. وقيل: الخدّاعة: القليلة المطر، من خدع الرّيق إذا جفّ».
١٠ فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً: أي: عداوة الله «١» كقوله «٢» : فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ، أي: من ترك ذكر الله.
وقيل «٣» : ذلك بما كلّفهم من حدود الشريعة وفروضها.
وقيل «٤» : ذلك بزيادة تأييد الرسول تسمية للمسبب باسم السبب.
١٠ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ: «ما» [مع الفعل] «٥» بمعنى المصدر وليس بمعنى الذي «٦» لأن «الذي» يحتاج إلى عائد من الضمير. وإنما جاءهم المفسدون مع فساد غيرهم لشدة فسادهم، فكأنه لم يعتد بغيره.
١٤ وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ: أبلغ من خلوا بهم «٧» لأن فيه دلالة الابتداء والانتهاء، لأن أول لقائهم للمؤمنين أي: إذا خلوا من المؤمنين إلى الشياطين «٨».
وقيل «٣» : ذلك بما كلّفهم من حدود الشريعة وفروضها.
وقيل «٤» : ذلك بزيادة تأييد الرسول تسمية للمسبب باسم السبب.
١٠ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ: «ما» [مع الفعل] «٥» بمعنى المصدر وليس بمعنى الذي «٦» لأن «الذي» يحتاج إلى عائد من الضمير. وإنما جاءهم المفسدون مع فساد غيرهم لشدة فسادهم، فكأنه لم يعتد بغيره.
١٤ وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ: أبلغ من خلوا بهم «٧» لأن فيه دلالة الابتداء والانتهاء، لأن أول لقائهم للمؤمنين أي: إذا خلوا من المؤمنين إلى الشياطين «٨».
(١) في «ج» : أي زادهم عداوة الله مرضا.
(٢) الزمر: آية: ٢٢.
(٣) ذكر نحوه الماوردي في تفسيره: ١/ ٦٩.
(٤) المصدر السابق، أورد معناه دون لفظه.
(٥) ما بين معقوفين عن نسخة «ج».
(٦) وذكر السمين الحلبي في الدر المصون: ١/ ١٣١ أن «ما» يجوز أن تكون بمعنى الذي، وقال: «وحينئذ فلا بدّ من تقدير عائد، أي: بالذي كانوا يكذّبونه، وجاز حذف العائد لاستكمال الشروط، وهو كونه منصوبا متصلا بفعل، وليس ثمّ عائد آخر».
(٧) في «ج» : خلوا شياطينهم.
راجع هذا المعنى في تفسير الماوردي: ١/ ٧٠، والمحرر الوجيز: (١/ ١٧٤، ١٧٥)، وتفسير القرطبي: ١/ ٢٠٧، وتفسير ابن كثير: ١/ ٧٧.
(٨) قال السمين الحلبي في الدر المصون: ١/ ١٤٥: «والأكثر في «خلا» أن يتعدى بالباء، وقد يتعدى بإلى، وإنما تعدّى في هذه الآية بإلى لمعنى بديع، وهو أنه إذا تعدّى بالباء احتمل معنيين أحدهما: الانفراد، والثاني: السخرية والاستهزاء، تقول: «خلوت به» أي سخرت منه، وإذا تعدّى بإلى كان نصا في الانفراد فقط، أو تقول: ضمن خلا معنى صرف فتعدّى بإلى، والمعنى: صرفوا خلاهم إلى شياطينهم... ». [.....]
(٢) الزمر: آية: ٢٢.
(٣) ذكر نحوه الماوردي في تفسيره: ١/ ٦٩.
(٤) المصدر السابق، أورد معناه دون لفظه.
(٥) ما بين معقوفين عن نسخة «ج».
(٦) وذكر السمين الحلبي في الدر المصون: ١/ ١٣١ أن «ما» يجوز أن تكون بمعنى الذي، وقال: «وحينئذ فلا بدّ من تقدير عائد، أي: بالذي كانوا يكذّبونه، وجاز حذف العائد لاستكمال الشروط، وهو كونه منصوبا متصلا بفعل، وليس ثمّ عائد آخر».
(٧) في «ج» : خلوا شياطينهم.
راجع هذا المعنى في تفسير الماوردي: ١/ ٧٠، والمحرر الوجيز: (١/ ١٧٤، ١٧٥)، وتفسير القرطبي: ١/ ٢٠٧، وتفسير ابن كثير: ١/ ٧٧.
(٨) قال السمين الحلبي في الدر المصون: ١/ ١٤٥: «والأكثر في «خلا» أن يتعدى بالباء، وقد يتعدى بإلى، وإنما تعدّى في هذه الآية بإلى لمعنى بديع، وهو أنه إذا تعدّى بالباء احتمل معنيين أحدهما: الانفراد، والثاني: السخرية والاستهزاء، تقول: «خلوت به» أي سخرت منه، وإذا تعدّى بإلى كان نصا في الانفراد فقط، أو تقول: ضمن خلا معنى صرف فتعدّى بإلى، والمعنى: صرفوا خلاهم إلى شياطينهم... ». [.....]
١٥ اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ: يجازيهم على استهزائهم «١» أو يرجع وباله عليهم أو يستدرجهم بالزيادة في النعم على الإملاء في الطغيان. وفي حديث عدي بن حاتم أنه يفتح لهم باب الجنة ثم يصرفون إلى النار «٢».
[٣/ ب] وَيَمُدُّهُمْ: يملى لهم ويعمرهم «٣»، وقيل: يكلهم إلى نفوسهم/ ويخذلهم.
١٦ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى: إذ كان الله فطرهم على الإيمان.
ويقال: شريت واشتريت: بعت «٤». وشراة المال وشريه خياره [الذي] «٥» يرغب في شراه وفرس شرى: خيار فائق وفي حديث أم
[٣/ ب] وَيَمُدُّهُمْ: يملى لهم ويعمرهم «٣»، وقيل: يكلهم إلى نفوسهم/ ويخذلهم.
١٦ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى: إذ كان الله فطرهم على الإيمان.
ويقال: شريت واشتريت: بعت «٤». وشراة المال وشريه خياره [الذي] «٥» يرغب في شراه وفرس شرى: خيار فائق وفي حديث أم
(١) انظر تأويل مشكل القرآن: ٢٧٧، وتفسير الطبري: (١/ ٣٠٢- ٣٠٤)، ومعاني القرآن للنحاس: ١/ ٩٦، وتفسير الماوردي: ١/ ٧١.
(٢) لم أقف على هذا القول منسوبا إلى عدي بن حاتم، وورد هذا المعنى في أثر أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات: ٢/ ٢٤٤ عن ابن عباس رضي الله عنهما، وفي إسناده الكلبي، وأبو صالح، والكلبي متهم بالكذب كما في التقريب: ٤٧٩. ووصف الطبري في تفسيره: ١/ ٦٦ رواية الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس بقوله: «وليست الرواية عنه من رواية من يجوز الاحتجاج بنقله».
(٣) أخرج الطبري في تفسيره: ١/ ٣٠٧ عن ابن عباس، وعن مرّة عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم: «يمدّهم» يملي لهم.
ونقل الأخفش في معاني القرآن: ١/ ٢٠٦ عن يونس بن حبيب: «ما كان من الشر فهو «مددت» وما كان من الخير فهو «أمددت» ».
وانظر غريب القرآن وتفسيره لليزيدي: ٦٥، وتفسير المشكل لمكي: ٨٧، وتفسير الماوردي: ١/ ٧٢.
(٤) فهو من الأضداد. انظر الأضداد لابن الأنباري: ٧٢، واللسان: ٤/ ٤٢٨ (شرى).
(٥) في الأصل: التي، والمثبت في النص عن «ج».
(٢) لم أقف على هذا القول منسوبا إلى عدي بن حاتم، وورد هذا المعنى في أثر أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات: ٢/ ٢٤٤ عن ابن عباس رضي الله عنهما، وفي إسناده الكلبي، وأبو صالح، والكلبي متهم بالكذب كما في التقريب: ٤٧٩. ووصف الطبري في تفسيره: ١/ ٦٦ رواية الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس بقوله: «وليست الرواية عنه من رواية من يجوز الاحتجاج بنقله».
(٣) أخرج الطبري في تفسيره: ١/ ٣٠٧ عن ابن عباس، وعن مرّة عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم: «يمدّهم» يملي لهم.
ونقل الأخفش في معاني القرآن: ١/ ٢٠٦ عن يونس بن حبيب: «ما كان من الشر فهو «مددت» وما كان من الخير فهو «أمددت» ».
وانظر غريب القرآن وتفسيره لليزيدي: ٦٥، وتفسير المشكل لمكي: ٨٧، وتفسير الماوردي: ١/ ٧٢.
(٤) فهو من الأضداد. انظر الأضداد لابن الأنباري: ٧٢، واللسان: ٤/ ٤٢٨ (شرى).
(٥) في الأصل: التي، والمثبت في النص عن «ج».
زرع «١» :«ركب شريّا وأخذ خطّيّا» «٢».
١٧ مَثَلُهُمْ: في قوم أسلموا ثم نافقوا «٣».
وقيل «٤» : هم اليهود ينتظرون المبعث ويستفتحون
١٧ مَثَلُهُمْ: في قوم أسلموا ثم نافقوا «٣».
وقيل «٤» : هم اليهود ينتظرون المبعث ويستفتحون
(١) قال الزبير بن بكار في الأخبار الموفقيات: ٤٦٤: «وهي أمّ زرع بنت أكيمل بن ساعد».
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح: ٩/ ١٦٧: «وسمى ابن دريد في «الوشاح» أم زرع عاتكة». وأم زرع هي واحدة من إحدى عشرة امرأة من قرية من قرى اليمن كما في الأخبار الموفقيات: ٤٦٢، وقد خرجن إلى مجلس لهن، فقال بعضهن لبعض: تعالين فلنذكر بعولتنا بما فيهم، ولا نكذب فتبايعن على ذلك... ».
والحديث في صحيح البخاري: ٦/ ١٤٧، كتاب النكاح، باب «حسن المعاشرة مع الأهل»، وصحيح مسلم: ٤/ ١٩٠١، كتاب فضائل الصحابة، باب «ذكر حديث أم زرع».
(٢) قال القاضي عياض رحمه الله في بغية الرائد: ١٦٠: «والشرى أيضا- بالشين المعجمة- الفرس الذي يستشري في سيره، أي يلج ويمضي بلا فتور ولا انكسار»... و «الخطى» الرمح، نسب إلى الخط، وهو موضع من ناحية البحرين، تأتي الرماح إليها من الهند، ثم تفرق من الخط إلى بلاد العرب فينسب إليه... ».
وانظر غريب الحديث لأبي عبيد: (٢/ ٣٠٨، ٣٠٩)، وغريب الحديث لابن الجوزي:
١/ ٥٣٥، والنهاية لابن الأثير: ٢/ ٤٩٦.
والخطّ بفتح أوله وتشديد ثانيه كما في معجم ما استعجم: ٢/ ٥٠٣، ومعجم البلدان:
٢/ ٣٧٨.
(٣) الآيات التي نزلت في المنافقين في صدر سورة البقرة (٨- ٢٠) من قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ إلى قوله تعالى: يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ... الآية.
وانظر خبرهم في تفسير الطبري: ١/ ٣٢٢، وتفسير ابن كثير: (١/ ٨٠، ٨١)، والدر المنثور: (١/ ٨١، ٨٢).
(٤) هذه الآية والآيات التي قبلها نزلت في المنافقين قولا واحدا، ولم أجد من قال إنها نزلت في اليهود والمعنى الذي ذكره المؤلف ورد في قوله تعالى: وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكافِرِينَ البقرة: ٨٩.
فهذه الآية نزلت في اليهود، وقد ورد خبر استفتاح اليهود بالنبي صلّى الله عليه وسلّم في عدة روايات منها:
ما أخرجه ابن إسحاق (السيرة لابن هشام: ١/ ٢١١)، والطبري في تفسيره: (٢/ ٣٣٢، ٣٣٣)، وأبو نعيم في الدلائل: (١/ ٩٤- ٩٦)، والبيهقي في الدلائل: (٢/ ٧٥، ٧٦) عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن أشياخ منهم قالوا: فينا والله وفيهم- يعني في الأنصار، وفي اليهود- الذين كانوا جيرانهم- نزلت هذه القصة، يعني: وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا قالوا: كنا قد علوناهم دهرا في الجاهلية ونحن أهل الشرك، وهم أهل الكتاب- فكانوا يقولون: إن نبيا الآن مبعثه قد أظل زمانه، يقتلكم قتل عاد وإرم. فلما بعث الله تعالى ذكره رسوله من قريش واتبعناه، كفروا به. يقول الله: فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ اهـ.
قال الشيخ أحمد شاكر في تخريج هذا الحديث: «هذا له حكم الحديث المرفوع، لأنه حكاية عن وقائع في عهد النبوة، كانت سببا لنزول الآية، تشير الآية إليها. الراجح أن يكون موصولا. لأن عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري الظفري المدني: تابعي ثقة، وهو يحكي عن «أشياخ منهم» فهم آله من الأنصار. وعن هذا رجحنا اتصاله» اهـ.
وانظر باقي الروايات الواردة في استفتاح اليهود بالنبي صلّى الله عليه وسلّم في تفسير الطبري: (٢/ ٣٣٣- ٣٣٦)، ودلائل النبوة لأبي نعيم: ١/ ٩٦، ودلائل النبوة للبيهقي: (٢/ ٧٦، ٧٧)، وأسباب النزول للواحدي: (٦٣، ٦٤)، والدر المنثور: (١/ ٢١٦، ٢١٧).
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح: ٩/ ١٦٧: «وسمى ابن دريد في «الوشاح» أم زرع عاتكة». وأم زرع هي واحدة من إحدى عشرة امرأة من قرية من قرى اليمن كما في الأخبار الموفقيات: ٤٦٢، وقد خرجن إلى مجلس لهن، فقال بعضهن لبعض: تعالين فلنذكر بعولتنا بما فيهم، ولا نكذب فتبايعن على ذلك... ».
والحديث في صحيح البخاري: ٦/ ١٤٧، كتاب النكاح، باب «حسن المعاشرة مع الأهل»، وصحيح مسلم: ٤/ ١٩٠١، كتاب فضائل الصحابة، باب «ذكر حديث أم زرع».
(٢) قال القاضي عياض رحمه الله في بغية الرائد: ١٦٠: «والشرى أيضا- بالشين المعجمة- الفرس الذي يستشري في سيره، أي يلج ويمضي بلا فتور ولا انكسار»... و «الخطى» الرمح، نسب إلى الخط، وهو موضع من ناحية البحرين، تأتي الرماح إليها من الهند، ثم تفرق من الخط إلى بلاد العرب فينسب إليه... ».
وانظر غريب الحديث لأبي عبيد: (٢/ ٣٠٨، ٣٠٩)، وغريب الحديث لابن الجوزي:
١/ ٥٣٥، والنهاية لابن الأثير: ٢/ ٤٩٦.
والخطّ بفتح أوله وتشديد ثانيه كما في معجم ما استعجم: ٢/ ٥٠٣، ومعجم البلدان:
٢/ ٣٧٨.
(٣) الآيات التي نزلت في المنافقين في صدر سورة البقرة (٨- ٢٠) من قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ إلى قوله تعالى: يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ... الآية.
وانظر خبرهم في تفسير الطبري: ١/ ٣٢٢، وتفسير ابن كثير: (١/ ٨٠، ٨١)، والدر المنثور: (١/ ٨١، ٨٢).
(٤) هذه الآية والآيات التي قبلها نزلت في المنافقين قولا واحدا، ولم أجد من قال إنها نزلت في اليهود والمعنى الذي ذكره المؤلف ورد في قوله تعالى: وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكافِرِينَ البقرة: ٨٩.
فهذه الآية نزلت في اليهود، وقد ورد خبر استفتاح اليهود بالنبي صلّى الله عليه وسلّم في عدة روايات منها:
ما أخرجه ابن إسحاق (السيرة لابن هشام: ١/ ٢١١)، والطبري في تفسيره: (٢/ ٣٣٢، ٣٣٣)، وأبو نعيم في الدلائل: (١/ ٩٤- ٩٦)، والبيهقي في الدلائل: (٢/ ٧٥، ٧٦) عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن أشياخ منهم قالوا: فينا والله وفيهم- يعني في الأنصار، وفي اليهود- الذين كانوا جيرانهم- نزلت هذه القصة، يعني: وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا قالوا: كنا قد علوناهم دهرا في الجاهلية ونحن أهل الشرك، وهم أهل الكتاب- فكانوا يقولون: إن نبيا الآن مبعثه قد أظل زمانه، يقتلكم قتل عاد وإرم. فلما بعث الله تعالى ذكره رسوله من قريش واتبعناه، كفروا به. يقول الله: فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ اهـ.
قال الشيخ أحمد شاكر في تخريج هذا الحديث: «هذا له حكم الحديث المرفوع، لأنه حكاية عن وقائع في عهد النبوة، كانت سببا لنزول الآية، تشير الآية إليها. الراجح أن يكون موصولا. لأن عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري الظفري المدني: تابعي ثقة، وهو يحكي عن «أشياخ منهم» فهم آله من الأنصار. وعن هذا رجحنا اتصاله» اهـ.
وانظر باقي الروايات الواردة في استفتاح اليهود بالنبي صلّى الله عليه وسلّم في تفسير الطبري: (٢/ ٣٣٣- ٣٣٦)، ودلائل النبوة لأبي نعيم: ١/ ٩٦، ودلائل النبوة للبيهقي: (٢/ ٧٦، ٧٧)، وأسباب النزول للواحدي: (٦٣، ٦٤)، والدر المنثور: (١/ ٢١٦، ٢١٧).
به «١»، فلما جاءهم كفروا.
وهذا التمثيل إن كان لأنفس المنافقين بأنفس المستوقدين ف «الذي» في معنى الجمع لا غير «٢»، وإن كان ذلك تشبيه حالهم بحال المستوقد جاز فيه معنى الجمع والتوحيد، لأنه إذا أريد به الحال صار الواحد في معنى الجنس «٣»، إذ لا يتعين به مستوقد بخلاف إرادة الذات.
١٨ لا يَرْجِعُونَ أي: إلى الإسلام أو عن الكفر «٤»، لتنوع الرجوع إلى
وهذا التمثيل إن كان لأنفس المنافقين بأنفس المستوقدين ف «الذي» في معنى الجمع لا غير «٢»، وإن كان ذلك تشبيه حالهم بحال المستوقد جاز فيه معنى الجمع والتوحيد، لأنه إذا أريد به الحال صار الواحد في معنى الجنس «٣»، إذ لا يتعين به مستوقد بخلاف إرادة الذات.
١٨ لا يَرْجِعُونَ أي: إلى الإسلام أو عن الكفر «٤»، لتنوع الرجوع إلى
(١) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٥٨: «كانت اليهود إذا قاتلت أهل الشرك استفتحوا عليهم أي استنصروا الله عليهم. فقالوا: اللهم انصرنا بالنبي المبعوث إلينا...
والاستفتاح: الاستنصار».
وانظر تفسير الطبري: ٢/ ٣٣٢، ومعاني القرآن للزجاج: ١/ ١٧١.
(٢) وهو قول الأخفش في معاني القرآن له: ١/ ٢٠٩.
(٣) انظر معاني القرآن للفراء: ١/ ١٥، ومعاني القرآن للنحاس: ١/ ١٠٢، والتبيان للعكبري، (١/ ٣٢، ٣٣)، والدر المصون: ١/ ١٥٦.
(٤) أخرج الطبري في تفسيره: ١/ ٣٣٢ عن ابن عباس وعن مرّة عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم: «فهم لا يرجعون» : فهم لا يرجعون إلى الإسلام. ونقل الماوردي في تفسيره: ١/ ٧٥ عن قتادة مثل هذا القول.
والاستفتاح: الاستنصار».
وانظر تفسير الطبري: ٢/ ٣٣٢، ومعاني القرآن للزجاج: ١/ ١٧١.
(٢) وهو قول الأخفش في معاني القرآن له: ١/ ٢٠٩.
(٣) انظر معاني القرآن للفراء: ١/ ١٥، ومعاني القرآن للنحاس: ١/ ١٠٢، والتبيان للعكبري، (١/ ٣٢، ٣٣)، والدر المصون: ١/ ١٥٦.
(٤) أخرج الطبري في تفسيره: ١/ ٣٣٢ عن ابن عباس وعن مرّة عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم: «فهم لا يرجعون» : فهم لا يرجعون إلى الإسلام. ونقل الماوردي في تفسيره: ١/ ٧٥ عن قتادة مثل هذا القول.
الشيء وعنه، ويقال: كلمني فلان فما رجعت إليه كلمة ولا رجعت «١».
١٩ كَصَيِّبٍ: ذي صوب، فيجوز مطرا أو سحابا «٢» فيعل من صاب يصوب وهو مثل القرآن فما فيه من ذكر الثواب والبشارة وأسباب الهداية كالمطر، وما فيه من الوعيد والتخسير «٣» والذم كالظلمات.
والصواعق والصاعقة: عذاب هدأت فيها النار، وصعق الصوت:
شديدة «٤»، وفي الحديث «٥» :«ينتظر بالمصعوق ثلاثا ما لم يخافوا عليه نتنا».
١٩ حَذَرَ الْمَوْتِ أي: المنافقين آمنوا ظاهرا خوفا من المؤمنين، وتابعوا الكفار باطنا مخافة أن يكون الدائرة لهم، فهم يحذرون الموت كيف ما كانوا.
٢٢ فِراشاً: بساطا [وقيل: فراشا يمكن الاستقرار عليه، ولم يجعلها حزنة غليظة والسماء بناء سقفا] «٦» وفي الحديث «٧» :«فرشنا للنّبيّ- عليه السلام- بناء في يوم مطر» أي نطعا «٨» والمبناة قبة من أدم.
١٩ كَصَيِّبٍ: ذي صوب، فيجوز مطرا أو سحابا «٢» فيعل من صاب يصوب وهو مثل القرآن فما فيه من ذكر الثواب والبشارة وأسباب الهداية كالمطر، وما فيه من الوعيد والتخسير «٣» والذم كالظلمات.
والصواعق والصاعقة: عذاب هدأت فيها النار، وصعق الصوت:
شديدة «٤»، وفي الحديث «٥» :«ينتظر بالمصعوق ثلاثا ما لم يخافوا عليه نتنا».
١٩ حَذَرَ الْمَوْتِ أي: المنافقين آمنوا ظاهرا خوفا من المؤمنين، وتابعوا الكفار باطنا مخافة أن يكون الدائرة لهم، فهم يحذرون الموت كيف ما كانوا.
٢٢ فِراشاً: بساطا [وقيل: فراشا يمكن الاستقرار عليه، ولم يجعلها حزنة غليظة والسماء بناء سقفا] «٦» وفي الحديث «٧» :«فرشنا للنّبيّ- عليه السلام- بناء في يوم مطر» أي نطعا «٨» والمبناة قبة من أدم.
(١) في هامش الأصل ونسخة «ك» و «ج» :«ولا أرجعت». [.....]
(٢) قال ابن فارس في مجمل اللغة: ٢/ ٥٤٤: «الصوب: نزول المطر. والصّيّب: السحاب ذو الصّوب».
(٣) في «ج» : والتحسر.
(٤) اللسان: ١٠/ ١٩٩ (صعق).
(٥) هذا الأثر مقطوع، وهو من قول الحسن البصري رضي الله عنه، كما في الفائق: ٢/ ٢٩٩، وغريب الحديث لابن الجوزي: ١/ ٥٩٠. وهو في النهاية: ٣/ ٣٢ دون عزو. قال ابن الأثير: «هو المغشى عليه، أو الذي يموت فجأة لا يعجّل دفنه».
(٦) ما بين معقوفين عن نسخة «ج».
(٧) أخرجه- باختلاف في لفظه- الإمام أحمد في المسند: ٦/ ٨٥ عن عائشة رضي الله عنها.
والخطابي في غريب الحديث: ١/ ٢٣٠ وفي إسنادهما مقاتل بن بشير، قال عنه الحافظ في التقريب: ٥٤٤: «مقبول»، وبقية الرجال ثقات.
وأورده الزمخشري في الفائق: ١/ ١٣٠، وابن الجوزي في غريب الحديث: ١/ ٨٨، وابن الأثير في النهاية: ١/ ١٥٨.
(٨) قال الخطابي: «البناء:
(٢) قال ابن فارس في مجمل اللغة: ٢/ ٥٤٤: «الصوب: نزول المطر. والصّيّب: السحاب ذو الصّوب».
(٣) في «ج» : والتحسر.
(٤) اللسان: ١٠/ ١٩٩ (صعق).
(٥) هذا الأثر مقطوع، وهو من قول الحسن البصري رضي الله عنه، كما في الفائق: ٢/ ٢٩٩، وغريب الحديث لابن الجوزي: ١/ ٥٩٠. وهو في النهاية: ٣/ ٣٢ دون عزو. قال ابن الأثير: «هو المغشى عليه، أو الذي يموت فجأة لا يعجّل دفنه».
(٦) ما بين معقوفين عن نسخة «ج».
(٧) أخرجه- باختلاف في لفظه- الإمام أحمد في المسند: ٦/ ٨٥ عن عائشة رضي الله عنها.
والخطابي في غريب الحديث: ١/ ٢٣٠ وفي إسنادهما مقاتل بن بشير، قال عنه الحافظ في التقريب: ٥٤٤: «مقبول»، وبقية الرجال ثقات.
وأورده الزمخشري في الفائق: ١/ ١٣٠، وابن الجوزي في غريب الحديث: ١/ ٨٨، وابن الأثير في النهاية: ١/ ١٥٨.
(٨) قال الخطابي: «البناء:
النّطع، والمشهور منه المبناة، يقال للنّطع مبناة ومبناة- بكسر الميم وفتحها- | وإنما سمّي النطع مبناة، لأنها تتخذ من أديمين يوصل أحدهما بالآخر، والمبناة في قول أبي عبيدة خيمة، وهي العيبة أيضا». |
هم وسط ترضى الأنام بحكمهم | إذا نزلت إحدى الليالي بمعظم |
124
شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ: في تبليغ محمد، أو في تبليغ جميع الرسل كما سمعتم من الرسول الصّادق. أو الشّهادة هي الحجّة وظهور الدّلالة، أي: قولكم وإجماعكم حجة.
إِلَّا لِنَعْلَمَ: ليعلم رسولنا وحزبنا «١» كما يقال: بنى الأمير وجبى الوزير، أو هو على ملاطفة الخطاب لمن لا يعلم «٢»، كقولك لمن ينكر ذوب الذّهب: فلتنفخ عليه بالنّار لنعلم أيذوب؟.
أو المعنى [ليوجد أي] «٣» ليكون الموجود كما نعلم «٤» لأن الموجود لا يخالف معلومه، فتعلق الموجود بمعلومه فوق تعلق المسبّب بالسبب.
وَإِنْ كانَتْ: أي: القبلة «٥»، أو التحويلة «٦».
إِلَّا لِنَعْلَمَ: ليعلم رسولنا وحزبنا «١» كما يقال: بنى الأمير وجبى الوزير، أو هو على ملاطفة الخطاب لمن لا يعلم «٢»، كقولك لمن ينكر ذوب الذّهب: فلتنفخ عليه بالنّار لنعلم أيذوب؟.
أو المعنى [ليوجد أي] «٣» ليكون الموجود كما نعلم «٤» لأن الموجود لا يخالف معلومه، فتعلق الموجود بمعلومه فوق تعلق المسبّب بالسبب.
وَإِنْ كانَتْ: أي: القبلة «٥»، أو التحويلة «٦».
(١) أورده الطبري في تفسيره: ٣/ ١٥٨ وقال: «إن الله جل ثناؤه هو العالم بالأشياء كلها قبل كونها، وليس قوله: وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ، بخبر عن أنه لم يعلم ذلك إلا بعد وجوده... أما معناه عندنا، فإنه:
وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا ليعلم رسولي وحزبي وأوليائي من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه، فقال جل ثناؤه: إِلَّا لِنَعْلَمَ ومعناه: ليعلم رسولي وأوليائي، إذ كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأولياؤه من حزبه، وكان من شأن العرب إضافة ما فعلته أتباع الرئيس إلى الرئيس، وما فعل بهم إليه، نحو قولهم: فتح عمر بن الخطاب سواد العراق وجبى خراجها، وإنما فعل ذلك أصحابه، عن سبب كان منه في ذلك... ».
وانظر تفسير الماوردي: ١/ ١٦٦، والمحرر الوجيز: ٢/ ٨، وتفسير الفخر الرازي: ٤/ ١١٤. [.....]
(٢) هو قول الفراء في معاني القرآن له: ٢/ ٣٦٠، وانظر زاد المسير: ١/ ١٥٥، وتفسير الفخر الرازي: ٤/ ١١٥.
(٣) عن نسخة «ج».
(٤) تفسير الفخر الرازي: ٤/ ١١٤.
(٥) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ٣/ ١٦٤ عن أبي العالية. وبه قال الزجاج في معاني القرآن: ١/ ٢٢٠، وانظر تفسير الماوردي: ١/ ١٦٦، وتفسير البغوي: ١/ ١٢٣، وزاد المسير: ١/ ١٥٥.
(٦) أخرجه الطبري في تفسيره: ٣/ ١٦٤ عن ابن عباس رضي الله عنهما، ومجاهد، وقتادة، ونقل الماوردي في تفسيره: ١/ ١٦٦ هذا القول عنهم، وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: ١/ ١٥٥ وزاد نسبته إلى مقاتل.
قال الطبري- رحمه الله-: «قال بعض نحويي البصرة: أنّثت «الكبيرة» لتأنيث القبلة، وإياها عنى جل ثناؤه بقوله: وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً.
وقال بعض نحويي الكوفة: بل أنّثت «الكبيرة» لتأنيث التولية والتحويلة.
فتأويل الكلام على ما تأوله قائلو هذه المقالة: وما جعلنا تحويلتنا إياك عن القبلة التي كنت عليها وتوليتناك عنها، إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه، وإن كانت تحويلتنا إياك عنها وتوليتناك لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ.
وهذا التأويل أولى التأويلات عندي بالصواب لأن القوم إنما كبر عليهم تحويل النبي صلّى الله عليه وسلّم وجهه عن القبلة الأولى إلى الأخرى، لا عين القبلة، ولا الصلاة، لأن القبلة الأولى والصلاة، قد كانت وهي غير كبيرة عليهم، إلا أن يوجّه موجّه تأنيث «الكبيرة» إلى «القبلة»، ويقول: اجتزئ بذكر «القبلة» من ذكر التولية والتحويلة، لدلالة الكلام على ذلك، كما قد وصفنا لك في نظائره. فيكون ذلك وجها صحيحا ومذهبا مفهوما».
وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا ليعلم رسولي وحزبي وأوليائي من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه، فقال جل ثناؤه: إِلَّا لِنَعْلَمَ ومعناه: ليعلم رسولي وأوليائي، إذ كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأولياؤه من حزبه، وكان من شأن العرب إضافة ما فعلته أتباع الرئيس إلى الرئيس، وما فعل بهم إليه، نحو قولهم: فتح عمر بن الخطاب سواد العراق وجبى خراجها، وإنما فعل ذلك أصحابه، عن سبب كان منه في ذلك... ».
وانظر تفسير الماوردي: ١/ ١٦٦، والمحرر الوجيز: ٢/ ٨، وتفسير الفخر الرازي: ٤/ ١١٤. [.....]
(٢) هو قول الفراء في معاني القرآن له: ٢/ ٣٦٠، وانظر زاد المسير: ١/ ١٥٥، وتفسير الفخر الرازي: ٤/ ١١٥.
(٣) عن نسخة «ج».
(٤) تفسير الفخر الرازي: ٤/ ١١٤.
(٥) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ٣/ ١٦٤ عن أبي العالية. وبه قال الزجاج في معاني القرآن: ١/ ٢٢٠، وانظر تفسير الماوردي: ١/ ١٦٦، وتفسير البغوي: ١/ ١٢٣، وزاد المسير: ١/ ١٥٥.
(٦) أخرجه الطبري في تفسيره: ٣/ ١٦٤ عن ابن عباس رضي الله عنهما، ومجاهد، وقتادة، ونقل الماوردي في تفسيره: ١/ ١٦٦ هذا القول عنهم، وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: ١/ ١٥٥ وزاد نسبته إلى مقاتل.
قال الطبري- رحمه الله-: «قال بعض نحويي البصرة: أنّثت «الكبيرة» لتأنيث القبلة، وإياها عنى جل ثناؤه بقوله: وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً.
وقال بعض نحويي الكوفة: بل أنّثت «الكبيرة» لتأنيث التولية والتحويلة.
فتأويل الكلام على ما تأوله قائلو هذه المقالة: وما جعلنا تحويلتنا إياك عن القبلة التي كنت عليها وتوليتناك عنها، إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه، وإن كانت تحويلتنا إياك عنها وتوليتناك لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ.
وهذا التأويل أولى التأويلات عندي بالصواب لأن القوم إنما كبر عليهم تحويل النبي صلّى الله عليه وسلّم وجهه عن القبلة الأولى إلى الأخرى، لا عين القبلة، ولا الصلاة، لأن القبلة الأولى والصلاة، قد كانت وهي غير كبيرة عليهم، إلا أن يوجّه موجّه تأنيث «الكبيرة» إلى «القبلة»، ويقول: اجتزئ بذكر «القبلة» من ذكر التولية والتحويلة، لدلالة الكلام على ذلك، كما قد وصفنا لك في نظائره. فيكون ذلك وجها صحيحا ومذهبا مفهوما».
125
إِيمانَكُمْ: توجهكم إلى القبلة الناسخة. وقيل «١» : صلواتكم إلى
(١) أخرج الإمام البخاري في صحيحه: (٥/ ١٥٠، ١٥١)، كتاب التفسير عن البراء رضي الله عنه أن النبي صلّى الله عليه وسلّم صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا، أو سبعة عشر شهرا، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وأنه صلى أو صلاها صلاة العصر، وصلى معه قوم، فخرج رجل ممن كان صلى معه فمرّ على أهل المسجد وهم راكعون، قال: أشهد بالله لقد صليت مع النبي صلّى الله عليه وسلّم قبل مكة فداروا كما هم قبل البيت، وكان الذي مات على القبلة قبل أن تحول قبل البيت رجال قتلوا لم ندر ما نقول فيهم، فأنزل الله: وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ.
وأخرج الإمام أحمد في مسنده: ٤/ ٢٤١ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «لما حرمت الخمر قال أناس: يا رسول الله، أصحابنا الذين ماتوا وهم يشربونها؟ فأنزلت: لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا، قال: ولما حوّلت القبلة قال أناس: يا رسول الله، أصحابنا الذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس؟ فأنزلت:
وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ.
قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: «إسناده صحيح».
وأخرج نحوه الترمذي في سننه: ٥/ ٢٠٨، كتاب التفسير، باب «ومن سورة البقرة»، وقال: «هذا حديث حسن صحيح».
والطبري في تفسيره: (٣/ ١٦٧- ١٦٩) عن ابن عباس رضي الله عنهما، والبراء، وقتادة، وسعيد بن المسيب، والربيع بن أنس.
وأخرجه الحاكم في المستدرك: ٢/ ٢٦٩، كتاب التفسير، وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ١/ ٢٥٣، وزاد نسبته إلى وكيع، والفريابي، والطيالسي، وعبد بن حميد، وابن حبان عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وانظر أسباب النزول للواحدي: ٧٧، وتفسير الماوردي: ١/ ١٦٧، وتفسير ابن كثير:
١/ ٢٧٨.
وأخرج الإمام أحمد في مسنده: ٤/ ٢٤١ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «لما حرمت الخمر قال أناس: يا رسول الله، أصحابنا الذين ماتوا وهم يشربونها؟ فأنزلت: لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا، قال: ولما حوّلت القبلة قال أناس: يا رسول الله، أصحابنا الذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس؟ فأنزلت:
وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ.
قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: «إسناده صحيح».
وأخرج نحوه الترمذي في سننه: ٥/ ٢٠٨، كتاب التفسير، باب «ومن سورة البقرة»، وقال: «هذا حديث حسن صحيح».
والطبري في تفسيره: (٣/ ١٦٧- ١٦٩) عن ابن عباس رضي الله عنهما، والبراء، وقتادة، وسعيد بن المسيب، والربيع بن أنس.
وأخرجه الحاكم في المستدرك: ٢/ ٢٦٩، كتاب التفسير، وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ١/ ٢٥٣، وزاد نسبته إلى وكيع، والفريابي، والطيالسي، وعبد بن حميد، وابن حبان عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وانظر أسباب النزول للواحدي: ٧٧، وتفسير الماوردي: ١/ ١٦٧، وتفسير ابن كثير:
١/ ٢٧٨.
126
[ قد نرى تقلب وجهك ] لتوقع الوحي في الموعود بتحويل القبلة لا بتتبع النفس هوى الكعبة، إذ كان يحب الكعبة لا عن هوى ولكنها قبلة العرب فتتوفر بها دواعيهم إلى الإيمان١.
١ انظر الكشاف ج١ ص٣١٩، والبحر المحيط ج٢ ص٢٢..
المنسوخة.
١٤٥ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ: في مداراتهم حرصا على إيمانهم.
١٤٤ قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ: لتوقع الوحي في الموعود بتحويل القبلة «١»، لا بتتبع النّفس هوى الكعبة، إذ كان يحب الكعبة لا عن هوى ولكنها «٢» قبلة العرب فيتوفر بها دواعيهم إلى الإيمان.
١٤٨ لِكُلٍّ وِجْهَةٌ
: شرعة ومنهاج «٣». وقيل «٤» : قبلة، أي: لكل أهل دين، أو لكل أهل بلدة من المسلمين.
َ مُوَلِّيها
: أي وجهه «٥»، والضمير في
وَالله، أي: الله مولّيها إياه، بمعنى: موليه إياها.
ومن قال «٦» : معناه مولّي إليها فالضمير «لكل».
١٤٥ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ: في مداراتهم حرصا على إيمانهم.
١٤٤ قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ: لتوقع الوحي في الموعود بتحويل القبلة «١»، لا بتتبع النّفس هوى الكعبة، إذ كان يحب الكعبة لا عن هوى ولكنها «٢» قبلة العرب فيتوفر بها دواعيهم إلى الإيمان.
١٤٨ لِكُلٍّ وِجْهَةٌ
: شرعة ومنهاج «٣». وقيل «٤» : قبلة، أي: لكل أهل دين، أو لكل أهل بلدة من المسلمين.
َ مُوَلِّيها
: أي وجهه «٥»، والضمير في
وَالله، أي: الله مولّيها إياه، بمعنى: موليه إياها.
ومن قال «٦» : معناه مولّي إليها فالضمير «لكل».
(١) راجع سبب نزول هذه الآية في صحيح البخاري: ٥/ ١٥٢، كتاب التفسير، وصحيح مسلم: (١/ ٣٧٤، ٣٧٥)، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب «تحويل القبلة من القدس إلى الكعبة»، وأسباب النزول للواحدي: ٧٨.
(٢) في «ج» : لأنها.
(٣) تفسير الفخر الرازي: ٤/ ١٤٥ عن الحسن رضي الله عنه.
(٤) انظر غريب القرآن لليزيدي: ٨٤، وتفسير الغريب لابن قتيبة: ٦٥، وتفسير الطبري:
(٣/ ١٩٢، ١٩٣)، وتفسير الماوردي: ١/ ١٧٠، والمحرر الوجيز: ٢/ ٢٢، وزاد المسير:
١/ ١٥٩.
(٥) في «ك» و «ج» :«الوجهة».
(٦) قال الزجاج في معاني القرآن: ١/ ٢٢٥: «وهو أكثر القول... وكلا القولين جائز».
وانظر البيان لابن الأنباري: ١/ ١٢٨، والبحر المحيط: ١/ ٤٣٧، والدر المصون:
(٢/ ١٧٣، ١٧٤).
(٢) في «ج» : لأنها.
(٣) تفسير الفخر الرازي: ٤/ ١٤٥ عن الحسن رضي الله عنه.
(٤) انظر غريب القرآن لليزيدي: ٨٤، وتفسير الغريب لابن قتيبة: ٦٥، وتفسير الطبري:
(٣/ ١٩٢، ١٩٣)، وتفسير الماوردي: ١/ ١٧٠، والمحرر الوجيز: ٢/ ٢٢، وزاد المسير:
١/ ١٥٩.
(٥) في «ك» و «ج» :«الوجهة».
(٦) قال الزجاج في معاني القرآن: ١/ ٢٢٥: «وهو أكثر القول... وكلا القولين جائز».
وانظر البيان لابن الأنباري: ١/ ١٢٨، والبحر المحيط: ١/ ٤٣٧، والدر المصون:
(٢/ ١٧٣، ١٧٤).
وقيل «١» : معناه متوليها أي: متبعها وراضيها.
١٥٠ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ: في خلاف ما في التوراة من تحويل القبلة، وموضع لام لِئَلَّا [مع ما بعدها] «٢» نصب، والعامل معنى الكلام أي: عرّفتكم ذلك لئلا يكون حجة «٣».
إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا: إلّا أن يظلموكم في كتمانه «٤».
[١١/ أ] أو معناه: ولكن الّذين ظلموا يحاجونكم بالباطل والشّبهة «٥» / كقول النّابغة «٦» :
أي: إن كان فيهم عيب فهذا، وليس هذا بعيب، فإذا لا عيب فيهم «٧». وإن كان على المؤمنين حجة فللظالم، ولا حجة له، فليس إذا عليهم حجة.
١٥٠ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ: في خلاف ما في التوراة من تحويل القبلة، وموضع لام لِئَلَّا [مع ما بعدها] «٢» نصب، والعامل معنى الكلام أي: عرّفتكم ذلك لئلا يكون حجة «٣».
إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا: إلّا أن يظلموكم في كتمانه «٤».
[١١/ أ] أو معناه: ولكن الّذين ظلموا يحاجونكم بالباطل والشّبهة «٥» / كقول النّابغة «٦» :
ولا عيب فيهم غير أنّ سيوفهم | بهنّ فلول من قراع الكتائب |
(١) عزاه الفخر الرازي في تفسيره: ٤/ ١٤٦ إلى أبي معاذ.
(٢) ما بين معقوفين عن نسخة «ج». [.....]
(٣) هذا قول أبي عبيدة في مجاز القرآن: ١/ ٦٠، وقد صرح المؤلف رحمه الله بالنقل عنه في وضح البرهان: ١/ ١٧٩.
وانظر معاني الزّجّاج: ١/ ٢٢٦، والتبيان للعكبري: ١/ ١٢٨، والدر المصون: ٢/ ١٧٧.
(٤) على أنه استثناء متصل كما ذكر الفخر الرازي في تفسيره: ٤/ ١٥٤، وقال: «والمراد ب «الناس» أهل الكتاب فإنهم وجدوه في كتابهم أنه عليه الصلاة والسلام يحول القبلة فلما حوّلت بطلت حجتهم إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا بسبب أنهم كتموا ما عرفوا، عن أبي روق».
(٥) وهذا المعنى على تقدير أنه استثناء منقطع.
انظر تفسير الطبريّ: ٣/ ٢٠١، وتفسير الماوردي: ١/ ١٧٢، وتفسير الفخر الرازي:
٤/ ١٥٤.
(٦) هو النابغة زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني، الشاعر الجاهلي المشهور (ت نحو ١٨ قبل الهجرة)، والبيت في ديوانه: ٤٤.
(٧) قال الفخر الرازي في تفسيره: ٤/ ١٥٥: «ويقال له: ما على حق إلا التعدي، يعني:
يتعدى ويظلم، ونظيره أيضا قوله تعالى: إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ إِلَّا مَنْ ظَلَمَ، وهذا النوع من الكلام عادة مشهورة للعرب».
(٢) ما بين معقوفين عن نسخة «ج». [.....]
(٣) هذا قول أبي عبيدة في مجاز القرآن: ١/ ٦٠، وقد صرح المؤلف رحمه الله بالنقل عنه في وضح البرهان: ١/ ١٧٩.
وانظر معاني الزّجّاج: ١/ ٢٢٦، والتبيان للعكبري: ١/ ١٢٨، والدر المصون: ٢/ ١٧٧.
(٤) على أنه استثناء متصل كما ذكر الفخر الرازي في تفسيره: ٤/ ١٥٤، وقال: «والمراد ب «الناس» أهل الكتاب فإنهم وجدوه في كتابهم أنه عليه الصلاة والسلام يحول القبلة فلما حوّلت بطلت حجتهم إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا بسبب أنهم كتموا ما عرفوا، عن أبي روق».
(٥) وهذا المعنى على تقدير أنه استثناء منقطع.
انظر تفسير الطبريّ: ٣/ ٢٠١، وتفسير الماوردي: ١/ ١٧٢، وتفسير الفخر الرازي:
٤/ ١٥٤.
(٦) هو النابغة زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني، الشاعر الجاهلي المشهور (ت نحو ١٨ قبل الهجرة)، والبيت في ديوانه: ٤٤.
(٧) قال الفخر الرازي في تفسيره: ٤/ ١٥٥: «ويقال له: ما على حق إلا التعدي، يعني:
يتعدى ويظلم، ونظيره أيضا قوله تعالى: إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ إِلَّا مَنْ ظَلَمَ، وهذا النوع من الكلام عادة مشهورة للعرب».
ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞ
ﲙ
ﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬ
ﲚ
ﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷ
ﲛ
ﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂ
ﲜ
ﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞ
ﲝ
ﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔ
ﲞ
ﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠ
ﲟ
ﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮ
ﲠ
ﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸ
ﲡ
ﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃ
ﲢ
ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻ
ﲣ
ﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝ
ﲤ
١٥٤ بَلْ أَحْياءٌ: قيل «١» : المراد أرواحهم، فالروح: الإنسان.
والصحيح أنّ الله يلطّف بعد الموت أو القتل ما يقوم به البنية الحيوانية فيجعله بحيث شاء من علّيين أو سجّين «٢».
١٥٨ شَعائِرِ اللَّهِ: معالم دينه وأعلام شرعه. من شعرت: علمت «٣» وأشعار الهدي ليعلم به.
فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما: أي: لولا أنهما من شعائر الحج لكان التطوف «٤» بهما جناحا. وقيل «٥» : إنه بسبب صنمين كانا عليهما:
إساف ونائلة.
فَإِنَّ اللَّهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ: مجاز، لأن مقابلة الجزاء للعمل كالشكر للنّعمة.
١٦٣ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ: موضع (هو) رفع لأنه بدل من موضع «لا» مع الاسم «٦»، ولا تنصبه على قولك: ما قام أحد إلّا زيدا لأنّ البدل يدل على أنّ الاعتماد على الثاني، والنّصب يدل على أنّ الاعتماد على الأول.
١٦٥ كَحُبِّ اللَّهِ: كحبّهم لله، لأنّ المشرك يعرفه إلّا أنه يشرك
والصحيح أنّ الله يلطّف بعد الموت أو القتل ما يقوم به البنية الحيوانية فيجعله بحيث شاء من علّيين أو سجّين «٢».
١٥٨ شَعائِرِ اللَّهِ: معالم دينه وأعلام شرعه. من شعرت: علمت «٣» وأشعار الهدي ليعلم به.
فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما: أي: لولا أنهما من شعائر الحج لكان التطوف «٤» بهما جناحا. وقيل «٥» : إنه بسبب صنمين كانا عليهما:
إساف ونائلة.
فَإِنَّ اللَّهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ: مجاز، لأن مقابلة الجزاء للعمل كالشكر للنّعمة.
١٦٣ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ: موضع (هو) رفع لأنه بدل من موضع «لا» مع الاسم «٦»، ولا تنصبه على قولك: ما قام أحد إلّا زيدا لأنّ البدل يدل على أنّ الاعتماد على الثاني، والنّصب يدل على أنّ الاعتماد على الأول.
١٦٥ كَحُبِّ اللَّهِ: كحبّهم لله، لأنّ المشرك يعرفه إلّا أنه يشرك
(١) هذا قول أبي بكر الجصاص في أحكام القرآن: ١/ ٩٤، وقد صرح المؤلف رحمه الله بالنقل عنه في وضح البرهان: ١/ ١٧٩.
وانظر تفسير الفخر الرازي: ٤/ ١٦٢.
(٢) هذا معنى قول جمهور أهل السّنّة في أن نعيم القبر وعذابه للروح والجسد.
ينظر شرح العقيدة الطحاوية: (٤٥٦، ٤٥٧).
(٣) معاني القرآن للزجاج: ١/ ٢٣٣، وتهذيب اللّغة: ١/ ٤١٧، واللسان: ٤/ ٤١٥ (شعر).
(٤) في «ج» : الطواف.
(٥) ينظر سبب نزول هذه الآية في صحيح البخاري: ٥/ ١٥٣، كتاب التفسير، وصحيح مسلم:
٢/ ٩٢٨، كتاب الحج، باب «بيان أن السعي بين الصفا والمروة ركن لا يصح الحج إلا به»، وتفسير الطبري: (٣/ ٢٣١- ٢٣٤)، وأسباب النزول للواحدي: (٧٩، ٨٠).
(٦) البيان لابن الأنباري: ١/ ١٣١، والتبيان للعكبري: ١/ ١٣٢، والبحر الحيط: ١/ ٤٦٣، والدر المصون: ٢/ ١٩٧.
وانظر تفسير الفخر الرازي: ٤/ ١٦٢.
(٢) هذا معنى قول جمهور أهل السّنّة في أن نعيم القبر وعذابه للروح والجسد.
ينظر شرح العقيدة الطحاوية: (٤٥٦، ٤٥٧).
(٣) معاني القرآن للزجاج: ١/ ٢٣٣، وتهذيب اللّغة: ١/ ٤١٧، واللسان: ٤/ ٤١٥ (شعر).
(٤) في «ج» : الطواف.
(٥) ينظر سبب نزول هذه الآية في صحيح البخاري: ٥/ ١٥٣، كتاب التفسير، وصحيح مسلم:
٢/ ٩٢٨، كتاب الحج، باب «بيان أن السعي بين الصفا والمروة ركن لا يصح الحج إلا به»، وتفسير الطبري: (٣/ ٢٣١- ٢٣٤)، وأسباب النزول للواحدي: (٧٩، ٨٠).
(٦) البيان لابن الأنباري: ١/ ١٣١، والتبيان للعكبري: ١/ ١٣٢، والبحر الحيط: ١/ ٤٦٣، والدر المصون: ٢/ ١٩٧.
129
به «١». أو معناه: كحب الله الواجب عليهم «٢»، أو كحب المؤمنين «٣» لله.
وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا: «لو» : إذا جاء فيما يشوّق إليه أو يخوّف منه قلّما يوصل بجوابه ليذهب القلب فيه كلّ مذهب «٤».
أَنَّ الْقُوَّةَ: موضع «أن» نصب «٥» على معنى الجواب المحذوف أي: لرأوا أنّ القوة لله. ويكسر «٦» على الاستئناف أو الحكاية فيما حذف من الجواب بمعنى: لقالوا إن القوة [لله] «٧».
وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا: «لو» : إذا جاء فيما يشوّق إليه أو يخوّف منه قلّما يوصل بجوابه ليذهب القلب فيه كلّ مذهب «٤».
أَنَّ الْقُوَّةَ: موضع «أن» نصب «٥» على معنى الجواب المحذوف أي: لرأوا أنّ القوة لله. ويكسر «٦» على الاستئناف أو الحكاية فيما حذف من الجواب بمعنى: لقالوا إن القوة [لله] «٧».
(١) اختاره الزّجّاج في معاني القرآن له: ١/ ٢٣٧، وانظر تفسير البغوي: ١/ ١٣٦، والمحرر الوجيز: ٢/ ٥٤، وزاد المسير: ١/ ١٧٠، وتفسير الفخر الرازي: ٤/ ٢٢٦.
(٢) تفسير الفخر الرازي: ٤/ ٢٢٦.
(٣) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ٣/ ٢٨٠ عن ابن زيد، وذكره البغوي في تفسيره:
١/ ١٣٦ دون عزو، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: ١/ ١٧٠ عن ابن عباس، وعكرمة، وأبي العالية، وابن زيد، والفراء.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ١/ ٤٠١ ونسب إخراجه إلى عبد بن حميد عن عكرمة.
وذكره الزجاج في معاني القرآن: ١/ ٢٣٧، وقال: «وهذا قول ليس بشيء، ودليل نقضه قوله: وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ، والمعنى: أن المخلصين الذين لا يشركون مع الله غيره هم المؤمنون حقا.
وقال السمين الحلبي في الدر المصون: ٢/ ٢١١: «وهذا الذي قاله الزجاج من الدليل واضح لأن التسوية بين محبة الكفار لأوثانهم وبين محبة المؤمنين لله ينافي قوله: وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ فإن فيه نفي المساواة». [.....]
(٤) جواب «لو» محذوف، وفي تقديره اختلاف كثير.
ينظر تفسير الطبري (٣/ ٢٨٣، ٢٨٦)، ومعاني الزجاج: ١/ ٢٣٨، والمحرر الوجيز:
(٢/ ٥٥، ٥٦)، والبحر المحيط: ١/ ٤٧١، والدر المصون: (٢/ ٢١٢- ٢١٤).
(٥) وهي قراءة الجمهور.
ينظر السبعة لابن مجاهد: ١٧٤، والمحرر الوجيز: ٢/ ٥٦، والبحر المحيط: ١/ ٤٧١، ومعجم القراءات: ١/ ١٣٢.
(٦) وهي قراءة الحسن، وقتادة، وشيبة بن نصاح، وأبي جعفر، ويعقوب.
المحرر الوجيز: ٢/ ٥٦، وتفسير القرطبي: ٢/ ٢٠٥، والبحر المحيط: ١/ ٤٧١، والدر المصون: ٢/ ٢١٣، ومعجم القراءات: ١/ ١٣٢.
(٧) عن نسخة «ج».
(٢) تفسير الفخر الرازي: ٤/ ٢٢٦.
(٣) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ٣/ ٢٨٠ عن ابن زيد، وذكره البغوي في تفسيره:
١/ ١٣٦ دون عزو، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: ١/ ١٧٠ عن ابن عباس، وعكرمة، وأبي العالية، وابن زيد، والفراء.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ١/ ٤٠١ ونسب إخراجه إلى عبد بن حميد عن عكرمة.
وذكره الزجاج في معاني القرآن: ١/ ٢٣٧، وقال: «وهذا قول ليس بشيء، ودليل نقضه قوله: وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ، والمعنى: أن المخلصين الذين لا يشركون مع الله غيره هم المؤمنون حقا.
وقال السمين الحلبي في الدر المصون: ٢/ ٢١١: «وهذا الذي قاله الزجاج من الدليل واضح لأن التسوية بين محبة الكفار لأوثانهم وبين محبة المؤمنين لله ينافي قوله: وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ فإن فيه نفي المساواة». [.....]
(٤) جواب «لو» محذوف، وفي تقديره اختلاف كثير.
ينظر تفسير الطبري (٣/ ٢٨٣، ٢٨٦)، ومعاني الزجاج: ١/ ٢٣٨، والمحرر الوجيز:
(٢/ ٥٥، ٥٦)، والبحر المحيط: ١/ ٤٧١، والدر المصون: (٢/ ٢١٢- ٢١٤).
(٥) وهي قراءة الجمهور.
ينظر السبعة لابن مجاهد: ١٧٤، والمحرر الوجيز: ٢/ ٥٦، والبحر المحيط: ١/ ٤٧١، ومعجم القراءات: ١/ ١٣٢.
(٦) وهي قراءة الحسن، وقتادة، وشيبة بن نصاح، وأبي جعفر، ويعقوب.
المحرر الوجيز: ٢/ ٥٦، وتفسير القرطبي: ٢/ ٢٠٥، والبحر المحيط: ١/ ٤٧١، والدر المصون: ٢/ ٢١٣، ومعجم القراءات: ١/ ١٣٢.
(٧) عن نسخة «ج».
130
ﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷ
ﲧ
ﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃ
ﲨ
ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧ
ﲩ
ﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻ
ﲪ
ﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊ
ﲫ
ﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦ
ﲬ
ﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥ
ﲭ
ﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲ
ﲮ
١٦٨ خُطُواتِ الشَّيْطانِ: أعماله ووساوسه.
١٧١ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ: أي: مثل الذين كفروا في دعائهم آلهتهم، أو مثل داعي الكافرين إلى الله كمثل النّاعق بما لا يسمع، فاكتفى في الأول بالمدعوّ، وفي الثاني بالدّاعي لدلالة كل واحد منهما على الآخر «١».
١٧٣ أُهِلَّ بِهِ: الإهلال: رفع الصّوت بالدّعاء «٢».
غَيْرَ باغٍ: أي: للذة وشهوة، وَلا عادٍ: متعدّ مقدار الحاجة.
وقول الشّافعي «٣» : غير باغ على الإمام/ ولا عاد في سفر حرام [١١/ ب] ضعيف لأنّ سفر الطّاعة لا يبيح ولا ضرورة، والحبس في الحضر يبيح ولا سفر، ولأنّ الميتة للمضطر كالذكيّة للواجد، ولأنّ على الباغي حفظ النّفس عن الهلاك.
١٧٥ فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ: أجرأهم على عمل يدخل النّار.
وحكى الفرّاء «٤» : أنّ أحد الخصمين حلف عند قاضي اليمن، فقال صاحبه: ما أصبرك على الله [أي: على عذاب الله] «٥».
وقال المبرّد «٦» : هو استفهام توبيخ لهم وتعجيب «٧» لنا.
١٧١ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ: أي: مثل الذين كفروا في دعائهم آلهتهم، أو مثل داعي الكافرين إلى الله كمثل النّاعق بما لا يسمع، فاكتفى في الأول بالمدعوّ، وفي الثاني بالدّاعي لدلالة كل واحد منهما على الآخر «١».
١٧٣ أُهِلَّ بِهِ: الإهلال: رفع الصّوت بالدّعاء «٢».
غَيْرَ باغٍ: أي: للذة وشهوة، وَلا عادٍ: متعدّ مقدار الحاجة.
وقول الشّافعي «٣» : غير باغ على الإمام/ ولا عاد في سفر حرام [١١/ ب] ضعيف لأنّ سفر الطّاعة لا يبيح ولا ضرورة، والحبس في الحضر يبيح ولا سفر، ولأنّ الميتة للمضطر كالذكيّة للواجد، ولأنّ على الباغي حفظ النّفس عن الهلاك.
١٧٥ فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ: أجرأهم على عمل يدخل النّار.
وحكى الفرّاء «٤» : أنّ أحد الخصمين حلف عند قاضي اليمن، فقال صاحبه: ما أصبرك على الله [أي: على عذاب الله] «٥».
وقال المبرّد «٦» : هو استفهام توبيخ لهم وتعجيب «٧» لنا.
(١) ينظر ما سلف في: تفسير الطبري: (٣/ ٣١١- ٣١٣)، وتفسير الماوردي: ١/ ١٨٤، وتفسير الفخر الرازي: (٥/ ٨، ٩)، وملاك التأويل: (١/ ١٨٠- ١٨٢).
(٢) تفسير الطبري: ٣/ ٣١٩، ومعاني الزجاج: ١/ ٢٤٣، وتهذيب اللّغة: ٥/ ٣٦٦، واللسان: ١١/ ٧٠١ (هلل).
(٣) ينظر معنى هذا القول في كتاب الأم: (١/ ١٨٤، ١٨٥).
(٤) معاني القرآن: ١/ ١٠٣ عن الكسائي قال: سألني قاضي اليمن وهو بمكة، فقال: اختصم إليّ رجلان من العرب، فحلف أحدهما على حق صاحبه، فقال له: ما أصبرك على الله! وفي هذه أن يراد بها: ما أصبرك على عذاب الله، ثم تلقى العذاب فيكون كلاما كما تقول:
ما أشبه سخاءك بما تم».
(٥) ما بين معقوفين عن نسخة «ج».
(٦) المقتضب: (٤/ ١٨٣، ١٨٤).
(٧) في «ج» : تعجب.
(٢) تفسير الطبري: ٣/ ٣١٩، ومعاني الزجاج: ١/ ٢٤٣، وتهذيب اللّغة: ٥/ ٣٦٦، واللسان: ١١/ ٧٠١ (هلل).
(٣) ينظر معنى هذا القول في كتاب الأم: (١/ ١٨٤، ١٨٥).
(٤) معاني القرآن: ١/ ١٠٣ عن الكسائي قال: سألني قاضي اليمن وهو بمكة، فقال: اختصم إليّ رجلان من العرب، فحلف أحدهما على حق صاحبه، فقال له: ما أصبرك على الله! وفي هذه أن يراد بها: ما أصبرك على عذاب الله، ثم تلقى العذاب فيكون كلاما كما تقول:
ما أشبه سخاءك بما تم».
(٥) ما بين معقوفين عن نسخة «ج».
(٦) المقتضب: (٤/ ١٨٣، ١٨٤).
(٧) في «ج» : تعجب.
١٧٧ وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ: أي: البرّ برّ من آمن، أو ذا البرّ من آمن، والقولان على حذف المضاف، والأول أجود «١»، لأنّ الخبر أولى بالحذف من المبتدأ، لأنّ الاتساع أليق بالأعجاز من الصّدور.
وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ: أي: على حبّ المال «٢». أو على حبّ الإيتاء «٣».
وَفِي الرِّقابِ أي: عتقها، أو إعانة المكاتبين «٤».
والْبَأْساءِ: الفقر، وَالضَّرَّاءِ: السّقم، وَحِينَ الْبَأْسِ القتال.
وَالْمُوفُونَ: على تقدير: ولكنّ ذا البر- أي البار- من آمن بالله والموفون.
وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ: أي: على حبّ المال «٢». أو على حبّ الإيتاء «٣».
وَفِي الرِّقابِ أي: عتقها، أو إعانة المكاتبين «٤».
والْبَأْساءِ: الفقر، وَالضَّرَّاءِ: السّقم، وَحِينَ الْبَأْسِ القتال.
وَالْمُوفُونَ: على تقدير: ولكنّ ذا البر- أي البار- من آمن بالله والموفون.
(١) وهو قول قطرب كما في البحر المحيط: ٢/ ٣، واختاره سيبويه في الكتاب: ١/ ٢١٢، وانظر معاني الزجاج: ١/ ٢٤٦، ومشكل إعراب القرآن لمكي: ١/ ١١٨، والتبيان للعكبري: ١/ ١٤٣، والدر المصون: ٢/ ٢٤٦.
(٢) مشكل إعراب القرآن لمكي: ١/ ١١٨، والبيان لابن الأنباري: ١/ ١٣٩، والتبيان للعكبري: ١/ ١٤٤، وقال أبو حيان في البحر المحيط: ٢/ ٥: «والمعنى أنه يعطي المال محبا له، أي في حال محبته للمال واختياره وإيثاره، وهذا وصف عظيم أن يكون نفس الإنسان متعلقة بشيء تعلق المحب بمحبوبه ثم يؤثر به غيره ابتغاء وجه الله... والظاهر أن الضمير في حُبِّهِ عائد على المال لأنه أقرب مذكور، ومن قواعد النحويين أن الضمير لا يعود على غير الأقرب إلا بدليل... ».
وانظر ترجيح السمين الحلبي لهذا الوجه في الدر المصون: ٢/ ٢٤٧.
(٣) ذكر هذا الوجه مكي في مشكل الإعراب: ١/ ١١٩، وابن الأنباري في البيان: ١/ ١٤٠، والعكبري في التبيان: ١/ ١٤٤، ونقله أبو حيان في البحر: ٢/ ٥ عن ابن الفضل، ثم عقب عليه بقوله: «بعيد من حيث اللّفظ ومن حيث المعنى، أما من حيث اللّفظ، فإنه يعود على غير مصرح به وعلى أبعد من المال، وأما المعنى فلأن من فعل شيئا وهو يحب أن يفعله لا يكاد يمدح على ذلك، لأن في فعله ذلك هوى نفسه ومرادها... ».
وانظر الدر المصون (٢/ ٢٤٧، ٢٤٨). [.....]
(٤) تفسير الطبري: ٣/ ٣٤٧، ونسبه الماوردي في تفسيره: ١/ ١٨٨ إلى الإمام الشافعي.
(٢) مشكل إعراب القرآن لمكي: ١/ ١١٨، والبيان لابن الأنباري: ١/ ١٣٩، والتبيان للعكبري: ١/ ١٤٤، وقال أبو حيان في البحر المحيط: ٢/ ٥: «والمعنى أنه يعطي المال محبا له، أي في حال محبته للمال واختياره وإيثاره، وهذا وصف عظيم أن يكون نفس الإنسان متعلقة بشيء تعلق المحب بمحبوبه ثم يؤثر به غيره ابتغاء وجه الله... والظاهر أن الضمير في حُبِّهِ عائد على المال لأنه أقرب مذكور، ومن قواعد النحويين أن الضمير لا يعود على غير الأقرب إلا بدليل... ».
وانظر ترجيح السمين الحلبي لهذا الوجه في الدر المصون: ٢/ ٢٤٧.
(٣) ذكر هذا الوجه مكي في مشكل الإعراب: ١/ ١١٩، وابن الأنباري في البيان: ١/ ١٤٠، والعكبري في التبيان: ١/ ١٤٤، ونقله أبو حيان في البحر: ٢/ ٥ عن ابن الفضل، ثم عقب عليه بقوله: «بعيد من حيث اللّفظ ومن حيث المعنى، أما من حيث اللّفظ، فإنه يعود على غير مصرح به وعلى أبعد من المال، وأما المعنى فلأن من فعل شيئا وهو يحب أن يفعله لا يكاد يمدح على ذلك، لأن في فعله ذلك هوى نفسه ومرادها... ».
وانظر الدر المصون (٢/ ٢٤٧، ٢٤٨). [.....]
(٤) تفسير الطبري: ٣/ ٣٤٧، ونسبه الماوردي في تفسيره: ١/ ١٨٨ إلى الإمام الشافعي.
ونصب «الصابرين» على المدح «١». وعند الكسائي «٢» : بإيتاء المال. أي: آتاه ذوي القربى والصابرين، فيكون وَأَقامَ الصَّلاةَ، وَالْمُوفُونَ اعتراضا، ولكنّ الاعتراض لا يكون معتمد الكلام.
١٧٨ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ: أي: القاتل، عفا عنه الوليّ وصالحه «٣»، أو عفا بعض الأولياء، أو الوليّ عن بعض القصاص ليفيد التقييد ب «شيء» «٤».
فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ: يطلب الدّية بالمعروف، وينظر القاتل إن أعسر.
وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ: لا يماطل القاتل ولا ينقص.
فَمَنِ اعْتَدى: كان «٥» يصالح عن القاتل أولياؤه، حتى إذا أمن يقتل ثم يرمى إليهم بالدّية «٦».
١٧٩ وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ: كانوا يتفانون بالطوائل «٧» فكفاها
١٧٨ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ: أي: القاتل، عفا عنه الوليّ وصالحه «٣»، أو عفا بعض الأولياء، أو الوليّ عن بعض القصاص ليفيد التقييد ب «شيء» «٤».
فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ: يطلب الدّية بالمعروف، وينظر القاتل إن أعسر.
وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ: لا يماطل القاتل ولا ينقص.
فَمَنِ اعْتَدى: كان «٥» يصالح عن القاتل أولياؤه، حتى إذا أمن يقتل ثم يرمى إليهم بالدّية «٦».
١٧٩ وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ: كانوا يتفانون بالطوائل «٧» فكفاها
(١) معاني الفراء: ١/ ١٠٥، وتفسير الطبري: ٣/ ٣٥٢، ومعاني الزجاج: ١/ ٢٤٧، وإعراب القرآن للنحاس: ١/ ٢٨٠، والدر المصون: ٢/ ٢٥٠.
قال الطبري- رحمه الله-: «وأما «الصابرين» فنصب، وهو من نعت «من» على وجه المدح. لأن من شأن العرب- إذ تطاولت صفة الواحد- الاعتراض بالمدح والذم بالنصب أحيانا، وبالرفع أحيانا... ».
(٢) إعراب القرآن للنحاس: ١/ ٢٨١، وذكره الفراء في معاني القرآن له: ١/ ١٠٨، دون نسبة وردّه، وكذا الطبريّ في تفسيره: (٣/ ٣٥٣، ٣٥٤)، والزجاج في معاني القرآن: ١/ ٢٤٧.
(٣) تفسير الطبري: ٣/ ٣٧١.
(٤) تفسير الفخر الرازي: (٥/ ٥٧، ٥٨).
(٥) أشار ناسخ الأصل إلى نسخة أخرى ورد فيها: كان أولياء القتيل يصالحون مع أولياء القاتل عند تواريه واختفائه، حتى إذا أمن فظهر رموا إليه بالدّية وقتلوه.
(٦) أخرجه الطبريّ في تفسيره: ٣/ ٣٧٧ عن الحسن، وأورده السيوطي في الدر المنثور:
١/ ٤٢١ وزاد نسبته إلى وكيع وعبد بن حميد عن الحسن أيضا.
(٧) جاء في اللسان: ١١/ ٤١٤ (طول) : والطوائل: الأوتار والذحول، واحدتها طائلة، يقال:
فلان يطلب بني فلان بطائلة أي بوتر كأن له فيهم ثارا فهو يطلبه بدم قتيله، وبينهم طائلة أي عداوة وترة.
قال الطبري- رحمه الله-: «وأما «الصابرين» فنصب، وهو من نعت «من» على وجه المدح. لأن من شأن العرب- إذ تطاولت صفة الواحد- الاعتراض بالمدح والذم بالنصب أحيانا، وبالرفع أحيانا... ».
(٢) إعراب القرآن للنحاس: ١/ ٢٨١، وذكره الفراء في معاني القرآن له: ١/ ١٠٨، دون نسبة وردّه، وكذا الطبريّ في تفسيره: (٣/ ٣٥٣، ٣٥٤)، والزجاج في معاني القرآن: ١/ ٢٤٧.
(٣) تفسير الطبري: ٣/ ٣٧١.
(٤) تفسير الفخر الرازي: (٥/ ٥٧، ٥٨).
(٥) أشار ناسخ الأصل إلى نسخة أخرى ورد فيها: كان أولياء القتيل يصالحون مع أولياء القاتل عند تواريه واختفائه، حتى إذا أمن فظهر رموا إليه بالدّية وقتلوه.
(٦) أخرجه الطبريّ في تفسيره: ٣/ ٣٧٧ عن الحسن، وأورده السيوطي في الدر المنثور:
١/ ٤٢١ وزاد نسبته إلى وكيع وعبد بن حميد عن الحسن أيضا.
(٧) جاء في اللسان: ١١/ ٤١٤ (طول) : والطوائل: الأوتار والذحول، واحدتها طائلة، يقال:
فلان يطلب بني فلان بطائلة أي بوتر كأن له فيهم ثارا فهو يطلبه بدم قتيله، وبينهم طائلة أي عداوة وترة.
القصاص ويقال «١» : أقصّ الحاكم فلانا من فلان وإباءه وأمثله فامتثل أي:
اقتص.
١٨١ فَمَنْ بَدَّلَهُ: أي: الوصية «٢»، لأنّ الوصية والإيصاء واحد «٣»، أو فمن بدّل قول الموصي «٤».
والجنف والإثم «٥» : التوصية في غير القرابة، أو التفاوت بينهم هوى وميلا أو إعطاء البعض دون البعض «٦».
[١٢/ أ] وقال/ طاوس «٧» : جنفه: توليجه، وهو أن يوصي لابن بنته ليكون
اقتص.
١٨١ فَمَنْ بَدَّلَهُ: أي: الوصية «٢»، لأنّ الوصية والإيصاء واحد «٣»، أو فمن بدّل قول الموصي «٤».
والجنف والإثم «٥» : التوصية في غير القرابة، أو التفاوت بينهم هوى وميلا أو إعطاء البعض دون البعض «٦».
[١٢/ أ] وقال/ طاوس «٧» : جنفه: توليجه، وهو أن يوصي لابن بنته ليكون
(١) تهذيب اللغة: ٨/ ٢٥٥، واللسان: ٧/ ٧٦ (قصص).
(٢) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٧٣، وتفسير الطبري: (٣/ ٣٩٦، ٣٩٧)، ومعاني الزجاج: ١/ ٢٥١.
(٣) جاء في هامش الأصل: «إشارة إلى وجه تذكير الضمير الراجع إلى الوصية- أن الوصية بمعنى الإيصاء، وبهذا الاعتبار والتأويل ذكّر الضمير».
(٤) تفسير الماوردي: ١/ ١٩٤.
(٥) من قوله تعالى: فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً... ، [البقرة: ١٨٢].
قال الفخر الرازي في تفسيره: ٥/ ٧١: «والفرق بين الجنف والإثم أن الجنف هو الخطأ من حيث لا يعلم به، والإثم هو العمد».
(٦) أخرجه الطبري في تفسيره: ٣/ ٤٠٢ عن عطاء.
وانظر تفسير الماوردي: ١/ ١٩٥. [.....]
(٧) طاوس: (٣٣/ ١٠٦ هـ).
هو طاوس بن كيسان الجندي الخولاني أبو عبد الرحمن.
الإمام الحافظ، التابعي، قال عنه الذهبي: «الفقيه القدوة عالم اليمن».
أخباره في طبقات ابن سعد: ٥/ ٥٣٧، وطبقات الفقهاء للشيرازي: ٧٣، وتذكرة الحفاظ:
١/ ٩٠، وسير أعلام النبلاء: ٥/ ٣٨.
وهذا القول الذي أورده المؤلف عن طاوس في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٧٣، وأخرجه الطبريّ في تفسيره: ٣/ ٤٠٢، وأورده البغوي في تفسيره: ١/ ١٤٨.
قال الطبريّ- رحمه الله-: «وأولى الأقوال في تأويل الآية أن يكون تأويلها: فمن خاف من موص جنفا أو إثما وهو أن يميل إلى غير الحق خطأ منه، أو يتعمد إثما في وصيته، بأن يوصي لوالديه وأقربيه الذين لا يرثونه بأكثر مما يجوز له أن يوصي لهم به من ماله، وغير ما أذن الله له به مما جاوز الثلث أو بالثلث كله وفي المال قلة، وفي الورثة كثرة فلا بأس على من حضره أن يصلح بين الذين يوصى لهم، وبين ورثة الميت وبين الميت، بأن يأمر الميت في ذلك بالمعروف ويعرّفه ما أباح الله له في ذلك وأذن له فيه في الوصية في ماله، وينهاه أن يجاوز في وصيته المعروف الذي قال الله تعالى ذكره في كتابه: كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ... ».
(٢) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٧٣، وتفسير الطبري: (٣/ ٣٩٦، ٣٩٧)، ومعاني الزجاج: ١/ ٢٥١.
(٣) جاء في هامش الأصل: «إشارة إلى وجه تذكير الضمير الراجع إلى الوصية- أن الوصية بمعنى الإيصاء، وبهذا الاعتبار والتأويل ذكّر الضمير».
(٤) تفسير الماوردي: ١/ ١٩٤.
(٥) من قوله تعالى: فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً... ، [البقرة: ١٨٢].
قال الفخر الرازي في تفسيره: ٥/ ٧١: «والفرق بين الجنف والإثم أن الجنف هو الخطأ من حيث لا يعلم به، والإثم هو العمد».
(٦) أخرجه الطبري في تفسيره: ٣/ ٤٠٢ عن عطاء.
وانظر تفسير الماوردي: ١/ ١٩٥. [.....]
(٧) طاوس: (٣٣/ ١٠٦ هـ).
هو طاوس بن كيسان الجندي الخولاني أبو عبد الرحمن.
الإمام الحافظ، التابعي، قال عنه الذهبي: «الفقيه القدوة عالم اليمن».
أخباره في طبقات ابن سعد: ٥/ ٥٣٧، وطبقات الفقهاء للشيرازي: ٧٣، وتذكرة الحفاظ:
١/ ٩٠، وسير أعلام النبلاء: ٥/ ٣٨.
وهذا القول الذي أورده المؤلف عن طاوس في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٧٣، وأخرجه الطبريّ في تفسيره: ٣/ ٤٠٢، وأورده البغوي في تفسيره: ١/ ١٤٨.
قال الطبريّ- رحمه الله-: «وأولى الأقوال في تأويل الآية أن يكون تأويلها: فمن خاف من موص جنفا أو إثما وهو أن يميل إلى غير الحق خطأ منه، أو يتعمد إثما في وصيته، بأن يوصي لوالديه وأقربيه الذين لا يرثونه بأكثر مما يجوز له أن يوصي لهم به من ماله، وغير ما أذن الله له به مما جاوز الثلث أو بالثلث كله وفي المال قلة، وفي الورثة كثرة فلا بأس على من حضره أن يصلح بين الذين يوصى لهم، وبين ورثة الميت وبين الميت، بأن يأمر الميت في ذلك بالمعروف ويعرّفه ما أباح الله له في ذلك وأذن له فيه في الوصية في ماله، وينهاه أن يجاوز في وصيته المعروف الذي قال الله تعالى ذكره في كتابه: كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ... ».
والجنف والإثم : التوصية في غير القرابة١، أوالتفاوت بينهم هوى وميلا٢ أوإعطاء البعض دون البعض٣. وقال طاووس٤ :" جنفه " ( توجيهه ) ٥ وهوأن يوصي لابن بنته ليكون٦ المال كله للبنت فيصلح بينهم الأمير أو الوصي٧.
وقيل : خاف علم٨، لأن الخشية للمستقبل والوصية واقعة.
وقيل : خاف علم٨، لأن الخشية للمستقبل والوصية واقعة.
١ وهو قول الحسن، انظر البحر المحيط ج٢ ص٢٣..
٢ وهول السدي وعبد الرحمان بن زيد، انظر جامع البيان ج٢ ص١٢٥..
٣ وهو قول عطاء، انظر جامع البيان ج٢ ص١٢٤..
٤ طاووس: هو أبوعبد الرحمان طاووس بن كيسان الخولاني الهمداني، الفقيه القدوة الحافظ، عالم اليمن أحد كبار التابعين، توفي بمكة حاجا سنة ١٠٦ ه انظر سير أعلام النبلاء ج٥ ص٣٨، وطبقات الحافظ ص٣٤..
٥ هكذا في معالم التنزيل ج١ ص١٤٨، وفي النسختيبن أ، ب توليجه، ولعله تصحيف..
٦ في ب فيكون..
٧ انظر قول الطاووس في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ص٧٣، وجامع البيان ج٢ ص١٢٥ ومعالم التنزيل ج١ ص١٤٨..
٨ وهو قول ابن عباس وقتادة والربيع انظر البحر المحيط ج٢ ص٢٣..
٢ وهول السدي وعبد الرحمان بن زيد، انظر جامع البيان ج٢ ص١٢٥..
٣ وهو قول عطاء، انظر جامع البيان ج٢ ص١٢٤..
٤ طاووس: هو أبوعبد الرحمان طاووس بن كيسان الخولاني الهمداني، الفقيه القدوة الحافظ، عالم اليمن أحد كبار التابعين، توفي بمكة حاجا سنة ١٠٦ ه انظر سير أعلام النبلاء ج٥ ص٣٨، وطبقات الحافظ ص٣٤..
٥ هكذا في معالم التنزيل ج١ ص١٤٨، وفي النسختيبن أ، ب توليجه، ولعله تصحيف..
٦ في ب فيكون..
٧ انظر قول الطاووس في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ص٧٣، وجامع البيان ج٢ ص١٢٥ ومعالم التنزيل ج١ ص١٤٨..
٨ وهو قول ابن عباس وقتادة والربيع انظر البحر المحيط ج٢ ص٢٣..
المال كلّه للبنت، فيصلح بينهم الأمير أو الوصيّ.
وقيل «١» : خافَ علم، لأنّ الخشية للمستقبل والوصية واقعة.
١٨٤ أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ: ثلاثة أيام من كل شهر ثم نسخ «٢».
وقيل «١» : خافَ علم، لأنّ الخشية للمستقبل والوصية واقعة.
١٨٤ أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ: ثلاثة أيام من كل شهر ثم نسخ «٢».
(١) هذا قول ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن: ١٩١، ونقله ابن عطية في المحرر الوجيز:
٢/ ٩٩ عن ابن عباس وقتادة والربيع.
وانظر الوجوه والنظائر للدامغاني: ١٦٥، وزاد المسير: ١/ ١٨٣، وتفسير الفخر الرازي:
(٥/ ٧١، ٧٢).
(٢) أخرج الطبريّ هذا القول في تفسيره: (٣/ ٤١٤، ٤١٥) عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وعن قتادة وعطاء.
وروايته عن ابن عباس من طريق محمد بن سعد العوفي عن أبيه عن عمه (الحسين بن الحسن بن عطية) عن أبيه (الحسن) عن أبيه (عطية بن سعد بن جنادة).
وهذا الإسناد مسلسل بالضعفاء.
- انظر ترجمة محمد بن سعد العوفي في تاريخ بغداد: (٥/ ٣٢٢، ٣٢٣).
- وترجمة أبيه سعد بن محمد بن الحسن في تاريخ بغداد: ٩/ ١٢٦، ولسان الميزان:
٣/ ١٩.
- وعمه الحسين بن الحسن في تاريخ بغداد: (٨/ ٢٩- ٣٢)، والمغني في الضعفاء للذهبي: ١/ ٢٥٢، ولسان الميزان: ٢/ ٢٧٨.
- وترجمة الحسن بن عطية بن سعد العوفي في التاريخ الكبير للبخاري: ٢/ ٣٠١، والجرح والتعديل: ٣/ ٢٦، وتقريب التهذيب: ١٦٢.
- وترجمة عطية بن سعد بن جنادة في الجرح والتعديل: (٦/ ٣٨٢، ٣٨٣)، وتقريب التهذيب: ٣٩٣.
وانظر القول الذي ذكره المؤلف- رحمه الله- في الناسخ والمنسوخ للنحاس: ٢٥، والناسخ والمنسوخ لابن العربي: ٢/ ٥٥، ونواسخ القرآن لابن الجوزي: (١٦٩، ١٧٠)، والدر المنثور: ١/ ٤٢٩.
وأورده الطبري- رحمه الله- في تفسيره: (٣/ ٤١٣- ٤١٧) أقوالا أخرى في المراد ب «الأيام» ثم قال: «وأولى ذلك بالصواب عندي قول من قال: عنى الله جل ثناؤه بقوله:
أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ أيام شهر رمضان. وذلك أنه لم يأت خبر تقوم به حجة، بأن صوما فرض على أهل الإسلام غير صوم شهر رمضان، ثم نسخ بصوم شهر رمضان، وأن الله تعالى قد بين في سياق الآية، أن الصيام الذي أوجبه جل ثناؤه علينا هو صيام شهر رمضان دون غيره من الأوقات بإبانته عن الأيام التي أخبر أنه كتب علينا صومها بقوله: شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ فمن ادعى أن صوما كان قد لزم المسلمين فرضه غير صوم شهر رمضان الذي هم مجمعون على وجوب فرض صومه- ثم نسخ ذلك- سئل البرهان على ذلك من خبر تقوم به حجة، إذ لا يعلم ذلك إلا بخبر يقطع العذر».
٢/ ٩٩ عن ابن عباس وقتادة والربيع.
وانظر الوجوه والنظائر للدامغاني: ١٦٥، وزاد المسير: ١/ ١٨٣، وتفسير الفخر الرازي:
(٥/ ٧١، ٧٢).
(٢) أخرج الطبريّ هذا القول في تفسيره: (٣/ ٤١٤، ٤١٥) عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وعن قتادة وعطاء.
وروايته عن ابن عباس من طريق محمد بن سعد العوفي عن أبيه عن عمه (الحسين بن الحسن بن عطية) عن أبيه (الحسن) عن أبيه (عطية بن سعد بن جنادة).
وهذا الإسناد مسلسل بالضعفاء.
- انظر ترجمة محمد بن سعد العوفي في تاريخ بغداد: (٥/ ٣٢٢، ٣٢٣).
- وترجمة أبيه سعد بن محمد بن الحسن في تاريخ بغداد: ٩/ ١٢٦، ولسان الميزان:
٣/ ١٩.
- وعمه الحسين بن الحسن في تاريخ بغداد: (٨/ ٢٩- ٣٢)، والمغني في الضعفاء للذهبي: ١/ ٢٥٢، ولسان الميزان: ٢/ ٢٧٨.
- وترجمة الحسن بن عطية بن سعد العوفي في التاريخ الكبير للبخاري: ٢/ ٣٠١، والجرح والتعديل: ٣/ ٢٦، وتقريب التهذيب: ١٦٢.
- وترجمة عطية بن سعد بن جنادة في الجرح والتعديل: (٦/ ٣٨٢، ٣٨٣)، وتقريب التهذيب: ٣٩٣.
وانظر القول الذي ذكره المؤلف- رحمه الله- في الناسخ والمنسوخ للنحاس: ٢٥، والناسخ والمنسوخ لابن العربي: ٢/ ٥٥، ونواسخ القرآن لابن الجوزي: (١٦٩، ١٧٠)، والدر المنثور: ١/ ٤٢٩.
وأورده الطبري- رحمه الله- في تفسيره: (٣/ ٤١٣- ٤١٧) أقوالا أخرى في المراد ب «الأيام» ثم قال: «وأولى ذلك بالصواب عندي قول من قال: عنى الله جل ثناؤه بقوله:
أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ أيام شهر رمضان. وذلك أنه لم يأت خبر تقوم به حجة، بأن صوما فرض على أهل الإسلام غير صوم شهر رمضان، ثم نسخ بصوم شهر رمضان، وأن الله تعالى قد بين في سياق الآية، أن الصيام الذي أوجبه جل ثناؤه علينا هو صيام شهر رمضان دون غيره من الأوقات بإبانته عن الأيام التي أخبر أنه كتب علينا صومها بقوله: شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ فمن ادعى أن صوما كان قد لزم المسلمين فرضه غير صوم شهر رمضان الذي هم مجمعون على وجوب فرض صومه- ثم نسخ ذلك- سئل البرهان على ذلك من خبر تقوم به حجة، إذ لا يعلم ذلك إلا بخبر يقطع العذر».
١٨٥ شَهْرُ رَمَضانَ مبتدأ خبره الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ، ونصبه «١» على الأمر، أي: صوموه، أو على البدل من أَيَّاماً «٢».
هُدىً: حال من الشَّهْرَ «٣».
وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ: عدد ما أفطر المريض والمسافر «٤».
وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ: هو التكبير يوم الفطر «٥»، وقيل «٦» : تعظيم الله
هُدىً: حال من الشَّهْرَ «٣».
وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ: عدد ما أفطر المريض والمسافر «٤».
وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ: هو التكبير يوم الفطر «٥»، وقيل «٦» : تعظيم الله
(١) تنسب قراءة النصب إلى الحسن، ومجاهد، وشهر بن حوشب، وهارون الأعور.
ينظر معاني الفراء: ١/ ١١٢، وإعراب القرآن للنحاس: ١/ ٢٨٦، وتفسير الفخر الرازي:
٥/ ٩٠، والبحر المحيط: ٢/ ٣٨.
(٢) في الأصل: «أيام»، والمثبت في النص من «ك».
قال الزّجّاج في معانيه: ١/ ٢٥٤: «ومن نصب «شهر رمضان» نصبه على وجهين، أحدهما: أن يكون بدلا من «أيام معدودات»، والوجه الثاني: على الأمر، كأنه قال: عليكم شهر رمضان على الإغراء».
وقال النحاس في إعراب القرآن: ١/ ٢٨٧: «وهذا بعيد أيضا لأنه لم يتقدم ذكر الشهر فيغرى به».
وانظر البحر المحيط: ٢/ ٣٩، والدر المصون: (٢/ ٢٧٧، ٢٧٨).
(٣) في «ك» و «ج» :«حال من القرآن».
(٤) أخرجه الطبري في تفسيره: ٣/ ٤٧٧ عن الضحاك وابن زيد.
(٥) أخرجه الطبري في تفسيره: ٣/ ٤٧٨ عن ابن عباس رضي الله عنهما وعن سفيان وزيد بن أسلم، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: ١/ ٣٦٢ (سورة البقرة) عن زيد بن أسلم.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ١/ ٤٦٨، وزاد نسبته إلى ابن المنذر، والمروزي عن زيد بن أسلم.
(٦) ذكره الطبري في تفسيره: ٣/ ٤٧٨، وانظر تفسير الماوردي: ١/ ٢٠٢، وتفسير الفخر الرازي: ٥/ ١٠٠.
ينظر معاني الفراء: ١/ ١١٢، وإعراب القرآن للنحاس: ١/ ٢٨٦، وتفسير الفخر الرازي:
٥/ ٩٠، والبحر المحيط: ٢/ ٣٨.
(٢) في الأصل: «أيام»، والمثبت في النص من «ك».
قال الزّجّاج في معانيه: ١/ ٢٥٤: «ومن نصب «شهر رمضان» نصبه على وجهين، أحدهما: أن يكون بدلا من «أيام معدودات»، والوجه الثاني: على الأمر، كأنه قال: عليكم شهر رمضان على الإغراء».
وقال النحاس في إعراب القرآن: ١/ ٢٨٧: «وهذا بعيد أيضا لأنه لم يتقدم ذكر الشهر فيغرى به».
وانظر البحر المحيط: ٢/ ٣٩، والدر المصون: (٢/ ٢٧٧، ٢٧٨).
(٣) في «ك» و «ج» :«حال من القرآن».
(٤) أخرجه الطبري في تفسيره: ٣/ ٤٧٧ عن الضحاك وابن زيد.
(٥) أخرجه الطبري في تفسيره: ٣/ ٤٧٨ عن ابن عباس رضي الله عنهما وعن سفيان وزيد بن أسلم، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: ١/ ٣٦٢ (سورة البقرة) عن زيد بن أسلم.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ١/ ٤٦٨، وزاد نسبته إلى ابن المنذر، والمروزي عن زيد بن أسلم.
(٦) ذكره الطبري في تفسيره: ٣/ ٤٧٨، وانظر تفسير الماوردي: ١/ ٢٠٢، وتفسير الفخر الرازي: ٥/ ١٠٠.
ﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺ
ﲹ
ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙ
ﲺ
ﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫ
ﲻ
على ما هدى إليه.
١٨٦ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي: هو الانقياد في كلّ ما أوجبه الله حتى إذا استجاب لله في أوامره أجابه الله في مسائله.
والرّفث: الجماع «١»، وأصله الحديث عن النّساء بقول فاحش «٢».
١٨٨ وَتُدْلُوا بِها: أدليت الدلو أرسلتها لتملأها، ودلوتها: انتزعتها ملأى «٣».
وفي استسقاء عمر [رضي الله عنه] :«وقد دلونا به إليك» «٤» يعني العباس. فيكون الحاكم سبب المتوسل إليه في احتجان «٥» المال كسبب الدّلو.
١٨٦ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي: هو الانقياد في كلّ ما أوجبه الله حتى إذا استجاب لله في أوامره أجابه الله في مسائله.
والرّفث: الجماع «١»، وأصله الحديث عن النّساء بقول فاحش «٢».
١٨٨ وَتُدْلُوا بِها: أدليت الدلو أرسلتها لتملأها، ودلوتها: انتزعتها ملأى «٣».
وفي استسقاء عمر [رضي الله عنه] :«وقد دلونا به إليك» «٤» يعني العباس. فيكون الحاكم سبب المتوسل إليه في احتجان «٥» المال كسبب الدّلو.
(١) أخرج الطبريّ هذا القول في تفسيره: (٣/ ٤٨٧، ٤٨٨) عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وعن قتادة ومجاهد والسدي.
وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: ١/ ٣٦٧ (سورة البقرة: عن ابن عباس رضي الله عنهما).
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ١/ ٤٧٨ وزاد نسبته إلى وكيع وابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن عباس أيضا. كما عزاه السيوطي إلى ابن المنذر عن ابن عمر رضي الله عنهما.
وانظر هذا المعنى في معاني الفراء: ١/ ١١٤، وتفسير الغريب لابن قتيبة: ٧٤، وغريب الحديث للخطابي: ٢/ ٥٦٦.
(٢) اللسان: ٢/ ١٥٣، وتاج العروس: (٥/ ٢٦٣، ٢٦٤) (رفث).
(٣) ينظر هذا المعنى في معاني الزجاج: ١/ ٢٥٨، وتهذيب اللغة: ١٤/ ١٧١، واللسان:
١٤/ ٢٦٧ (دلا).
(٤) ذكره بهذا اللفظ ابن قتيبة في غريب الحديث: (٢/ ١٨٢، ١٨٣)، والخطابي في غريب الحديث: (٢/ ٢٤٢، ٢٤٣)، وابن الجوزي في غريب الحديث: ١/ ٣٤٧، وابن الأثير في النهاية: ١/ ١٣٢.
قال ابن قتيبة: «يروى حديث استسقاء عمر بالعباس رضي الله عنهما من وجوه بألفاظ مختلفة، وهذا أتمها. وهو رواية أبي يعقوب الخطابي عن أبيه عن جده».
(٥) قال ابن الأثير في النهاية: ١/ ٣٤٨: «والاحتجان: جمع الشيء وضمّه إليك». وفي اللسان: ١٣/ ١٠٩ (حجن) :«واحتجان المال: إصلاحه وجمعه وضمّ ما انتشر منه.
واحتجان مال غيرك: اقتطاعه وسرقته». [.....]
وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: ١/ ٣٦٧ (سورة البقرة: عن ابن عباس رضي الله عنهما).
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ١/ ٤٧٨ وزاد نسبته إلى وكيع وابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن عباس أيضا. كما عزاه السيوطي إلى ابن المنذر عن ابن عمر رضي الله عنهما.
وانظر هذا المعنى في معاني الفراء: ١/ ١١٤، وتفسير الغريب لابن قتيبة: ٧٤، وغريب الحديث للخطابي: ٢/ ٥٦٦.
(٢) اللسان: ٢/ ١٥٣، وتاج العروس: (٥/ ٢٦٣، ٢٦٤) (رفث).
(٣) ينظر هذا المعنى في معاني الزجاج: ١/ ٢٥٨، وتهذيب اللغة: ١٤/ ١٧١، واللسان:
١٤/ ٢٦٧ (دلا).
(٤) ذكره بهذا اللفظ ابن قتيبة في غريب الحديث: (٢/ ١٨٢، ١٨٣)، والخطابي في غريب الحديث: (٢/ ٢٤٢، ٢٤٣)، وابن الجوزي في غريب الحديث: ١/ ٣٤٧، وابن الأثير في النهاية: ١/ ١٣٢.
قال ابن قتيبة: «يروى حديث استسقاء عمر بالعباس رضي الله عنهما من وجوه بألفاظ مختلفة، وهذا أتمها. وهو رواية أبي يعقوب الخطابي عن أبيه عن جده».
(٥) قال ابن الأثير في النهاية: ١/ ٣٤٨: «والاحتجان: جمع الشيء وضمّه إليك». وفي اللسان: ١٣/ ١٠٩ (حجن) :«واحتجان المال: إصلاحه وجمعه وضمّ ما انتشر منه.
واحتجان مال غيرك: اقتطاعه وسرقته». [.....]
ﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭ
ﲼ
ﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼ
ﲽ
ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭ
ﲾ
ﭯﭰﭱﭲﭳﭴ
ﲿ
ﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅ
ﳀ
ﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞ
ﳁ
١٨٩ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ: في زيادتها ونقصانها «١».
وَلَيْسَ الْبِرُّ «٢» : كانت العرب في الجاهلية إذا أحرمت نقبت «٣» في ظهور بيوتها للدخول والخروج «٤»، وإن اعتبرت عموم اللفظ فهو الدخول في الأمر من بابه.
١٩١ ثَقِفْتُمُوهُمْ: ظفرتم بهم، ثقفته ثقفا: وقفت له فظفرت به «٥».
١٩٤ الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ: القتال في الشّهر الحرام قصاص الكفر فيه.
وَلَيْسَ الْبِرُّ «٢» : كانت العرب في الجاهلية إذا أحرمت نقبت «٣» في ظهور بيوتها للدخول والخروج «٤»، وإن اعتبرت عموم اللفظ فهو الدخول في الأمر من بابه.
١٩١ ثَقِفْتُمُوهُمْ: ظفرتم بهم، ثقفته ثقفا: وقفت له فظفرت به «٥».
١٩٤ الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ: القتال في الشّهر الحرام قصاص الكفر فيه.
(١) تفسير الطبريّ: ٣/ ٥٥٣، ونقل الواحدي في أسباب النزول: (٨٥، ٨٦) عن الكلبي قال:
«نزلت في معاذ بن جبل وثعلبة بن عنمة، وهما رجلان من الأنصار، قالا: يا رسول الله ما بال الهلال يبدو فيطلع دقيقا مثل الخيط، ثم يزيد حتى يعظم ويستوي ويستدير، ثم لا يزال ينتقص ويدق حتى يكون كما كان، لا يكون على حال واحدة؟ فنزلت هذه الآية».
وأورد نحوه السيوطي في الدر المنثور: ١/ ٤٩٠ ونسبه إلى ابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما وضعف السيوطي سند ابن عساكر.
(٢) وتمامه: وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.
(٣) أي: ثقبت.
الصحاح: ١/ ٢٢٧، واللسان: ١/ ٧٦٥ (نقب).
(٤) أخرج الإمام البخاري في صحيحه: ٥/ ١٥٧، كتاب التفسير، في سبب نزول قوله تعالى:
وَلَيْسَ الْبِرُّ... الآية عن البراء رضي الله عنه أنه قال: «كانوا إذا أحرموا في الجاهلية أتوا البيت من ظهره، فأنزل الله: وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها.
وانظر سبب نزول هذه الآية- أيضا- في صحيح مسلم: ٤/ ٢٣١٩، كتاب التفسير، وتفسير الطبري: (٣/ ٥٥٦- ٥٦٠)، وأسباب النزول للواحدي: ٨٦، والدر المنثور:
(١/ ٤٩١- ٤٩٣).
(٥) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٧٦، وتفسير الطبري: ٣/ ٥٦٤، معاني القرآن للزجاج:
١/ ٢٦٣، معاني القرآن للنحاس: ١/ ١٠٦، وتفسير الماوردي: ١/ ٢١٠، وتحفة الأريب:
٨٢.
«نزلت في معاذ بن جبل وثعلبة بن عنمة، وهما رجلان من الأنصار، قالا: يا رسول الله ما بال الهلال يبدو فيطلع دقيقا مثل الخيط، ثم يزيد حتى يعظم ويستوي ويستدير، ثم لا يزال ينتقص ويدق حتى يكون كما كان، لا يكون على حال واحدة؟ فنزلت هذه الآية».
وأورد نحوه السيوطي في الدر المنثور: ١/ ٤٩٠ ونسبه إلى ابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما وضعف السيوطي سند ابن عساكر.
(٢) وتمامه: وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.
(٣) أي: ثقبت.
الصحاح: ١/ ٢٢٧، واللسان: ١/ ٧٦٥ (نقب).
(٤) أخرج الإمام البخاري في صحيحه: ٥/ ١٥٧، كتاب التفسير، في سبب نزول قوله تعالى:
وَلَيْسَ الْبِرُّ... الآية عن البراء رضي الله عنه أنه قال: «كانوا إذا أحرموا في الجاهلية أتوا البيت من ظهره، فأنزل الله: وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها.
وانظر سبب نزول هذه الآية- أيضا- في صحيح مسلم: ٤/ ٢٣١٩، كتاب التفسير، وتفسير الطبري: (٣/ ٥٥٦- ٥٦٠)، وأسباب النزول للواحدي: ٨٦، والدر المنثور:
(١/ ٤٩١- ٤٩٣).
(٥) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٧٦، وتفسير الطبري: ٣/ ٥٦٤، معاني القرآن للزجاج:
١/ ٢٦٣، معاني القرآن للنحاس: ١/ ١٠٦، وتفسير الماوردي: ١/ ٢١٠، وتحفة الأريب:
٨٢.
وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ: متساوية فكيف يحرم القتال ولا يحرم الكفر، وإن اعتبرت خصوص السّبب فقريش صدّت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن المسجد الحرام في ذي القعدة عام الحديبية، فأدخله الله مكة في ذي القعدة القابل «١».
١٩٦ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ: قال الشّافعي «٢» رحمة الله عليه: الإحصار منع العدوّ لأنّها «٣» في عمرة الحديبية، ولقوله: فَإِذا أَمِنْتُمْ.
وعندنا «٤» الإحصار بالمرض وبالعدو، والحصر في العدو خاصّة.
قال أبو عبيد «٥» : الإحصار ما كان من المرض وذهاب/ النفقة، وما [١٢/ ب] كان من سجن أو حبس. قيل: حصر فهو محصور.
قال المبرّد «٦» : حصر: حبس، وأحصر: عرض للحبس على الأصل نحو اقتله عرّضه للقتل وأقبره جعل له القبر.
١٩٦ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ: قال الشّافعي «٢» رحمة الله عليه: الإحصار منع العدوّ لأنّها «٣» في عمرة الحديبية، ولقوله: فَإِذا أَمِنْتُمْ.
وعندنا «٤» الإحصار بالمرض وبالعدو، والحصر في العدو خاصّة.
قال أبو عبيد «٥» : الإحصار ما كان من المرض وذهاب/ النفقة، وما [١٢/ ب] كان من سجن أو حبس. قيل: حصر فهو محصور.
قال المبرّد «٦» : حصر: حبس، وأحصر: عرض للحبس على الأصل نحو اقتله عرّضه للقتل وأقبره جعل له القبر.
(١) ورد هذا السبب- باختلاف في ألفاظه- في عدة روايات منها ما أخرجه الطبريّ في تفسيره:
(٣/ ٥٧٥- ٥٧٨) عن ابن عباس رضي الله عنهما، وعن أبي العالية، ومجاهد، وقتادة.
ونقله الواحدي في أسباب النزول: ٨٨ عن قتادة، وأورده السيوطي في الدر المنثور:
١/ ٤٩٧ وزاد نسبته إلى عبد بن حميد عن مجاهد وقتادة.
(٢) ينظر قول الإمام الشافعي في الأم: ٢/ ١٨٥، وأحكام القرآن: (١/ ١٣٠، ١٣١)، واستدل فيه بحديث ابن عباس: «لا حصر إلا حصر العدو»، وقال: وعن ابن عمر وعائشة معناه.
وقال أيضا: «فمن حال بينه وبين البيت مرض حابس فليس بداخل في معنى الآية، لأن الآية نزلت في الحائل من العدو، والله أعلم».
(٣) في «ج» : لأنه.
(٤) أي عند الحنفية.
ينظر هذا القول في أحكام القرآن للجصاص: (١/ ٢٦٨، ٢٦٩)، وبدائع الصنائع:
٢/ ١٧٥، والهداية: ١/ ١٨٠، وفتح القدير لابن الهمام: ٣/ ٥١.
(٥) لم أقف على قوله في كتابه غريب الحديث، ونقله الأزهري في تهذيب اللغة: ٤/ ٢٢٣ عن أبي عبيد بن أبي عبيدة، وهو في مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى: ١/ ٦٩.
وانظر معاني القرآن للأخفش: ١/ ٣٥٥، والصحاح: ٢/ ٦٣٢، واللسان: ٤/ ١٩٥ (حصر).
(٦) لم أجد قوله فيما تيسر لي من كتبه، وذكره النحاس في معاني القرآن له: ١/ ١١٧ دون عزو.
(٣/ ٥٧٥- ٥٧٨) عن ابن عباس رضي الله عنهما، وعن أبي العالية، ومجاهد، وقتادة.
ونقله الواحدي في أسباب النزول: ٨٨ عن قتادة، وأورده السيوطي في الدر المنثور:
١/ ٤٩٧ وزاد نسبته إلى عبد بن حميد عن مجاهد وقتادة.
(٢) ينظر قول الإمام الشافعي في الأم: ٢/ ١٨٥، وأحكام القرآن: (١/ ١٣٠، ١٣١)، واستدل فيه بحديث ابن عباس: «لا حصر إلا حصر العدو»، وقال: وعن ابن عمر وعائشة معناه.
وقال أيضا: «فمن حال بينه وبين البيت مرض حابس فليس بداخل في معنى الآية، لأن الآية نزلت في الحائل من العدو، والله أعلم».
(٣) في «ج» : لأنه.
(٤) أي عند الحنفية.
ينظر هذا القول في أحكام القرآن للجصاص: (١/ ٢٦٨، ٢٦٩)، وبدائع الصنائع:
٢/ ١٧٥، والهداية: ١/ ١٨٠، وفتح القدير لابن الهمام: ٣/ ٥١.
(٥) لم أقف على قوله في كتابه غريب الحديث، ونقله الأزهري في تهذيب اللغة: ٤/ ٢٢٣ عن أبي عبيد بن أبي عبيدة، وهو في مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى: ١/ ٦٩.
وانظر معاني القرآن للأخفش: ١/ ٣٥٥، والصحاح: ٢/ ٦٣٢، واللسان: ٤/ ١٩٥ (حصر).
(٦) لم أجد قوله فيما تيسر لي من كتبه، وذكره النحاس في معاني القرآن له: ١/ ١١٧ دون عزو.
139
فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ: جمع هديّة «١» وهو «٢» شاة، وموضع «ما» رفع «٣»، ويجوز نصبه «٤» على «فليهد».
ومَحِلَّهُ: الحرم «٥». وعند الشافعي «٦» موضع الإحصار.
والمتمتع بالعمرة إلى الحج: هو المحرم بالعمرة في أشهر الحج، إذا أحرم بالحج بعد الفراغ من العمرة من غير أن يلمّ بأهله عند العبادلة «٧» والفقهاء «٨».
ولفظ مشايخنا في «شروح المتفق» «٩» هو المتزوّد من العمرة إلى الحج.
ومَحِلَّهُ: الحرم «٥». وعند الشافعي «٦» موضع الإحصار.
والمتمتع بالعمرة إلى الحج: هو المحرم بالعمرة في أشهر الحج، إذا أحرم بالحج بعد الفراغ من العمرة من غير أن يلمّ بأهله عند العبادلة «٧» والفقهاء «٨».
ولفظ مشايخنا في «شروح المتفق» «٩» هو المتزوّد من العمرة إلى الحج.
(١) مجاز القرآن: ١/ ٦٩ عن أبي عمرو بن العلاء، وعنه أيضا: تقديرها جدية السرج، والجميع الجدي، مخفف. قال أبو عمرو: ولا أعلم حرفا يشبهه.
وانظر تفسير الغريب: ٧٨، وتفسير الطبري: ٤/ ٣٤.
قال الطبري- رحمه الله- و «الهدى» عندي إنما سمي «هديا» لأنه تقرب به إلى الله جل وعز مهدية، بمنزلة الهدية يهديها الرجل إلى غيره متقربا بها إليه. يقال منه: «أهديت الهدى إلى بيت الله، فأنا أهديه إهداء». كما يقال في الهدية يهديها الرجل إلى غيره: أهديت إلى فلان هدية وأنا أهديها»، ويقال للبدنة هدية... ».
(٢) في «ج» : وهي.
(٣) معاني الفراء: ١/ ١١٨، تفسير الطبري: ٤/ ٣٤، معاني الزجاج: ١/ ٢٦٧.
وقال العكبري في التبيان: ١/ ١٥٩: «ما» في موضع رفع بالابتداء، والخبر محذوف، أي: فعليكم.
ويجوز أن تكون خبرا والمبتدأ محذوف أي: فالواجب ما استيسر. [.....]
(٤) معاني الزجاج: ١/ ٢٦٨، ومشكل إعراب القرآن: ١/ ١٢٣، والدر المصون: ٢/ ٣١٣.
(٥) وهو قول الحنفية كما في أحكام القرآن للجصاص: ١/ ٢٧٢، وبدائع الصنائع: ٢/ ١٧٨.
(٦) كتاب الأم: (٢/ ١٥٨، ١٥٩)، وأحكام القرآن: ١/ ١٣١.
ورجحه الطبري في تفسيره: (٤/ ٥٠، ٥١)، وابن العربي في أحكام القرآن: ١/ ١٢٢، والقرطبي في تفسيره: ٢/ ٣٧٩.
(٧) هم عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم. ينظر: تدريب الراوي: ٢/ ٢١٩.
(٨) ينظر الكافي لابن قدامة: ١/ ٣٩٤، وروضة الطالبين: ٣/ ٤٦، وحاشية الهيثمي على الإيضاح: ١٥٦، والخرشي على مختصر خليل: (٢/ ٣١٠، ٣١١).
(٩) كتاب المتفق في فروع الحنفية لأبي بكر محمد بن عبد الله بن محمد الجوزقي المتوفى سنة ٣٨٨ هـ.
ترجمته في الأنساب: ٣/ ٣٦٥، وتذكرة الحفاظ: ٣/ ١٠١٣، وسير أعلام النبلاء:
١٦/ ٤٩٣.
وذكر حاجي خليفة في كشف الظنون: ٢/ ١٦٨٥ من شروحه المحقق، ولم يذكر مؤلفه.
والتمتع عند الحنفية: هو الترفق بأداء النسكين (العمرة والحج) في أشهر الحج في عام واحد من غير أن يلم بأهله إلماما صحيحا بين العمرة والحج.
والإلمام الصحيح: هو الذي يكون في حالة تحلّله من العمرة وقبل شروعه في الحج.
ينظر لباب المناسك: ١٧٩، وشرحه المسلك المتقسط: (١٧٢، ١٧٣).
وانظر تفسير الغريب: ٧٨، وتفسير الطبري: ٤/ ٣٤.
قال الطبري- رحمه الله- و «الهدى» عندي إنما سمي «هديا» لأنه تقرب به إلى الله جل وعز مهدية، بمنزلة الهدية يهديها الرجل إلى غيره متقربا بها إليه. يقال منه: «أهديت الهدى إلى بيت الله، فأنا أهديه إهداء». كما يقال في الهدية يهديها الرجل إلى غيره: أهديت إلى فلان هدية وأنا أهديها»، ويقال للبدنة هدية... ».
(٢) في «ج» : وهي.
(٣) معاني الفراء: ١/ ١١٨، تفسير الطبري: ٤/ ٣٤، معاني الزجاج: ١/ ٢٦٧.
وقال العكبري في التبيان: ١/ ١٥٩: «ما» في موضع رفع بالابتداء، والخبر محذوف، أي: فعليكم.
ويجوز أن تكون خبرا والمبتدأ محذوف أي: فالواجب ما استيسر. [.....]
(٤) معاني الزجاج: ١/ ٢٦٨، ومشكل إعراب القرآن: ١/ ١٢٣، والدر المصون: ٢/ ٣١٣.
(٥) وهو قول الحنفية كما في أحكام القرآن للجصاص: ١/ ٢٧٢، وبدائع الصنائع: ٢/ ١٧٨.
(٦) كتاب الأم: (٢/ ١٥٨، ١٥٩)، وأحكام القرآن: ١/ ١٣١.
ورجحه الطبري في تفسيره: (٤/ ٥٠، ٥١)، وابن العربي في أحكام القرآن: ١/ ١٢٢، والقرطبي في تفسيره: ٢/ ٣٧٩.
(٧) هم عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم. ينظر: تدريب الراوي: ٢/ ٢١٩.
(٨) ينظر الكافي لابن قدامة: ١/ ٣٩٤، وروضة الطالبين: ٣/ ٤٦، وحاشية الهيثمي على الإيضاح: ١٥٦، والخرشي على مختصر خليل: (٢/ ٣١٠، ٣١١).
(٩) كتاب المتفق في فروع الحنفية لأبي بكر محمد بن عبد الله بن محمد الجوزقي المتوفى سنة ٣٨٨ هـ.
ترجمته في الأنساب: ٣/ ٣٦٥، وتذكرة الحفاظ: ٣/ ١٠١٣، وسير أعلام النبلاء:
١٦/ ٤٩٣.
وذكر حاجي خليفة في كشف الظنون: ٢/ ١٦٨٥ من شروحه المحقق، ولم يذكر مؤلفه.
والتمتع عند الحنفية: هو الترفق بأداء النسكين (العمرة والحج) في أشهر الحج في عام واحد من غير أن يلم بأهله إلماما صحيحا بين العمرة والحج.
والإلمام الصحيح: هو الذي يكون في حالة تحلّله من العمرة وقبل شروعه في الحج.
ينظر لباب المناسك: ١٧٩، وشرحه المسلك المتقسط: (١٧٢، ١٧٣).
140
وقال السّدّي «١» : هو فسخ الحج بالعمرة «٢».
وقال ابن الزّبير «٣» : هو المحصر إذا دخل مكة بعد فوت الحج.
فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ: قبل [يوم] «٤» النحر ما بين إحرامه في أشهر الحج إلى يوم عرفة «٥»، وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ: إذا رجع المتمتع من
وقال ابن الزّبير «٣» : هو المحصر إذا دخل مكة بعد فوت الحج.
فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ: قبل [يوم] «٤» النحر ما بين إحرامه في أشهر الحج إلى يوم عرفة «٥»، وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ: إذا رجع المتمتع من
(١) السدي: (- ١٢٧ هـ).
هو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدي. تابعي روى عن ابن عباس وطائفة.
وعنه أبو عوانة والثوري وغيرهما.
والسّدّي كما في اللباب لابن الأثير: ٢/ ١١٠: «- بضم السين المهملة وتشديد الدال- هذه النسبة إلى السدة، وهي الباب، وإنما نسب السّدّي الكبير إليها لأنه كان يبيع الخمر بسدة الجامع بالكوفة».
ترجمه الحافظ في التقريب: ١٠٨، وقال: «صدوق بهم ورومي بالتشيع».
وانظر ترجمته في ميزان الاعتدال: ١/ ٢٣٦، وطبقات المفسرين للداودي: ١/ ١٠٩.
(٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ٤/ ٩١ عن السدي.
وانظر تفسير الماوردي: ١/ ٢١٤.
(٣) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف: ٤/ ١٣٤، كتاب الحج، باب «في الرجل يهل بالحج فيحصر ما عليه».
وأخرجه- أيضا- الطبري في تفسيره: (٤/ ٨٨، ٨٩) وابن أبي حاتم في تفسيره: ٤٦٧.
وضعف المحقق إسناده.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ١/ ٥١٦ وزاد نسبته إلى ابن المنذر عن ابن الزبير أيضا.
(٤) عن نسخة «ج».
(٥) أخرجه الطبريّ في تفسيره: ٤/ ٩٤ عن ابن عباس رضي الله عنهما، وهو قول الحنفية كما في أحكام القرآن للجصاص: (١/ ٢٩٣- ٢٩٥)، والمسلك المتقسط: ١٧٧.
هو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدي. تابعي روى عن ابن عباس وطائفة.
وعنه أبو عوانة والثوري وغيرهما.
والسّدّي كما في اللباب لابن الأثير: ٢/ ١١٠: «- بضم السين المهملة وتشديد الدال- هذه النسبة إلى السدة، وهي الباب، وإنما نسب السّدّي الكبير إليها لأنه كان يبيع الخمر بسدة الجامع بالكوفة».
ترجمه الحافظ في التقريب: ١٠٨، وقال: «صدوق بهم ورومي بالتشيع».
وانظر ترجمته في ميزان الاعتدال: ١/ ٢٣٦، وطبقات المفسرين للداودي: ١/ ١٠٩.
(٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ٤/ ٩١ عن السدي.
وانظر تفسير الماوردي: ١/ ٢١٤.
(٣) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف: ٤/ ١٣٤، كتاب الحج، باب «في الرجل يهل بالحج فيحصر ما عليه».
وأخرجه- أيضا- الطبري في تفسيره: (٤/ ٨٨، ٨٩) وابن أبي حاتم في تفسيره: ٤٦٧.
وضعف المحقق إسناده.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ١/ ٥١٦ وزاد نسبته إلى ابن المنذر عن ابن الزبير أيضا.
(٤) عن نسخة «ج».
(٥) أخرجه الطبريّ في تفسيره: ٤/ ٩٤ عن ابن عباس رضي الله عنهما، وهو قول الحنفية كما في أحكام القرآن للجصاص: (١/ ٢٩٣- ٢٩٥)، والمسلك المتقسط: ١٧٧.
141
الحج «١». وعند الشّافعي «٢» : إذا رجع إلى الأهل.
تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ: في الأجر «٣»، أو قيامها مقام الهدي «٤»، أو المراد رفع الإبهام «٥» فلا يتوهم في «الواو» أنها بمعنى «أو».
وحاضر والمسجد الحرام: أهل المواقيت ومن دونها إلى مكة، فليس لهم أن يتمتعوا عندنا «٦»، ولو فعلوا لزمهم دم الجناية لا المتعة.
١٩٧ الْحَجُّ أَشْهُرٌ: أي: أشهر الحج فحذف المضاف، أو الحج حج أشهر، فحذف المصدر المضاف، أو جعل الأشهر الحجّ لمّا كان الحج فيها كقولك: ليل نائم، ونهار صائم.
وأشهر الحج شوال وذو القعدة وعشر ذي الحجة جمعت لبعض الثالث «٧»، والفعل في بعض اليوم فعل في اليوم.
فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ: أوجب على نفسه، أي: أحرم.
والرّفث: الجماع وذكره عند النساء «٨». والفسوق: السّباب «٩».
تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ: في الأجر «٣»، أو قيامها مقام الهدي «٤»، أو المراد رفع الإبهام «٥» فلا يتوهم في «الواو» أنها بمعنى «أو».
وحاضر والمسجد الحرام: أهل المواقيت ومن دونها إلى مكة، فليس لهم أن يتمتعوا عندنا «٦»، ولو فعلوا لزمهم دم الجناية لا المتعة.
١٩٧ الْحَجُّ أَشْهُرٌ: أي: أشهر الحج فحذف المضاف، أو الحج حج أشهر، فحذف المصدر المضاف، أو جعل الأشهر الحجّ لمّا كان الحج فيها كقولك: ليل نائم، ونهار صائم.
وأشهر الحج شوال وذو القعدة وعشر ذي الحجة جمعت لبعض الثالث «٧»، والفعل في بعض اليوم فعل في اليوم.
فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ: أوجب على نفسه، أي: أحرم.
والرّفث: الجماع وذكره عند النساء «٨». والفسوق: السّباب «٩».
(١) أحكام القرآن للجصاص: ١/ ٢٩٩.
(٢) أحكام القرآن: ١/ ١٣٠، ونهاية المحتاج: ٢/ ٤٤٦ وهو اختيار الطبري في تفسيره:
٤/ ١٠٦، وقال النحاس في معانيه: ١/ ١٢٦: «وهذا كأنه إجماع».
(٣) معاني القرآن للزجاج: ١/ ٢٦٨. [.....]
(٤) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ٤/ ١٠٨ عن الحسن رحمه الله، وذكره الزجاج في معاني القرآن: ١/ ٢٦٨.
(٥) ينظر هذا المعنى في معاني القرآن للزجاج: ١/ ٢٦٨، ومعاني القرآن للنحاس: ١/ ١٢٦.
(٦) أي عند الحنفية. ينظر هذا القول في أحكام الجصاص: ١/ ٢٨٩، وبدائع الصنائع:
٢/ ١٦٩. وقد أخرج الطبريّ هذا القول في تفسيره: ٤/ ١١١ عن عطاء، ومكحول.
وانظر تفسير الماوردي: ١/ ٢١٥، وأحكام القرآن لابن العربي: ١/ ١٣١.
(٧) معاني الفراء: ١/ ١١٩.
(٨) ذكره الفراء في معاني القرآن: ١/ ١٢٠، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٧٩، وأخرجه الطبري في تفسيره: (٤/ ١٢٩- ١٣٣) عن ابن عباس، والحسن، وقتادة، ومجاهد، وسعيد بن جبير، والربيع وعطاء بن أبي رباح.
(٩) معاني الفراء: ١/ ١٢٠، وتفسير الغريب: ٧٩، وأخرجه الطبري في تفسيره: (٤/ ١٣٨، ١٣٩) عن ابن عمر، وابن عباس، ومجاهد.
(٢) أحكام القرآن: ١/ ١٣٠، ونهاية المحتاج: ٢/ ٤٤٦ وهو اختيار الطبري في تفسيره:
٤/ ١٠٦، وقال النحاس في معانيه: ١/ ١٢٦: «وهذا كأنه إجماع».
(٣) معاني القرآن للزجاج: ١/ ٢٦٨. [.....]
(٤) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ٤/ ١٠٨ عن الحسن رحمه الله، وذكره الزجاج في معاني القرآن: ١/ ٢٦٨.
(٥) ينظر هذا المعنى في معاني القرآن للزجاج: ١/ ٢٦٨، ومعاني القرآن للنحاس: ١/ ١٢٦.
(٦) أي عند الحنفية. ينظر هذا القول في أحكام الجصاص: ١/ ٢٨٩، وبدائع الصنائع:
٢/ ١٦٩. وقد أخرج الطبريّ هذا القول في تفسيره: ٤/ ١١١ عن عطاء، ومكحول.
وانظر تفسير الماوردي: ١/ ٢١٥، وأحكام القرآن لابن العربي: ١/ ١٣١.
(٧) معاني الفراء: ١/ ١١٩.
(٨) ذكره الفراء في معاني القرآن: ١/ ١٢٠، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٧٩، وأخرجه الطبري في تفسيره: (٤/ ١٢٩- ١٣٣) عن ابن عباس، والحسن، وقتادة، ومجاهد، وسعيد بن جبير، والربيع وعطاء بن أبي رباح.
(٩) معاني الفراء: ١/ ١٢٠، وتفسير الغريب: ٧٩، وأخرجه الطبري في تفسيره: (٤/ ١٣٨، ١٣٩) عن ابن عمر، وابن عباس، ومجاهد.
والجدال: الملاحاة مع أهل الرفقة.
وقيل «١» : لا جدال لا خلاف في الحج أنه في ذي الحجة، وهو وجه امتناع لا جدال. وإن قرأت «٢» :«لا رفث ولا فسوق ولا جدال» نفي، إذ لم يجادلوا أنّ الحج في ذي الحجة فكانت لا نافية، ولا/ رفث نهي، إذ ربّما [١٣/ أ] يفعلونه فكانت بمعنى «ليس».
١٩٨ أَفَضْتُمْ: دفعتم بكثرة منها إلى مزدلفة كفيض الإناء عند الامتلاء.
والإفاضة: سرعة الرّكض، وأفاضوا في الحديث: اندفعوا فيه «٣».
وصرف عَرَفاتٍ مع التأنيث والتعريف لأنها اسم واحد على حكاية الجمع «٤».
وعرفات من تعارف النّاس في ذلك المجمع «٥»،
وقيل «١» : لا جدال لا خلاف في الحج أنه في ذي الحجة، وهو وجه امتناع لا جدال. وإن قرأت «٢» :«لا رفث ولا فسوق ولا جدال» نفي، إذ لم يجادلوا أنّ الحج في ذي الحجة فكانت لا نافية، ولا/ رفث نهي، إذ ربّما [١٣/ أ] يفعلونه فكانت بمعنى «ليس».
١٩٨ أَفَضْتُمْ: دفعتم بكثرة منها إلى مزدلفة كفيض الإناء عند الامتلاء.
والإفاضة: سرعة الرّكض، وأفاضوا في الحديث: اندفعوا فيه «٣».
وصرف عَرَفاتٍ مع التأنيث والتعريف لأنها اسم واحد على حكاية الجمع «٤».
وعرفات من تعارف النّاس في ذلك المجمع «٥»،
(١) ذكره النحاس في إعرابه: ١/ ٢٩٥.
(٢) برفع «الرفث والفسوق» وتنوينهما، وفتح «جدال» بغير تنوين، وهي قراءة ابن كثير، وأبي عمرو كما في السبعة لابن مجاهد: ١٨٠، والتبصرة لمكي: ١٥٩ فتكون «لا» الأولى للنهي، أي: لا ترفثوا ولا تفسقوا، وتكون «لا» الثانية لنفي الجنس التي تعمل عمل «ليس»، على معنى نفي الجدال في أن الحج في ذي الحجة- أي لا جدال كائن في الحج وأنه فيه- أما «الرفث والفسوق» فقد يفعلونهما فنهوا عنهما.
ينظر توجيه هذه القراءة في معاني القرآن للفراء: ١/ ١٢٠، وتفسير الطبري: (٤/ ١٥٣، ١٥٤)، والكشف لمكي: ١/ ٢٨٦.
(٣) ينظر ما سبق في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٧٩، ومعاني القرآن للزجاج: ١/ ٢٧٢، ومعاني القرآن للنحاس: ١/ ١٣٦، ومفردات الراغب: ٣٨٨، واللسان: ٧/ ٢١٢ (فيض).
(٤) هذا قول الزجاج في معانيه: ١/ ٢٧٢، وقال السّمين الحلبي في الدر المصون: ٢/ ٣٣١:
«والتنوين في «عرفات» وبابه فيه ثلاثة أقوال، أظهرها: أنه تنوين مقابلة، يعنون بذلك أن تنوين هذا الجمع مقابل لنون جمع الذكور...
الثاني: أنه تنوين صرف وهو ظاهر قول الزمخشري.
الثالث: أن جمع المؤنث إن كان له جمع مذكر كمسلمات ومسلمين فالتنوين للمقابلة وإلّا فللصرف كعرفات».
(٥) ذكره الفخر الرازي في تفسيره: ٥/ ١٨٨ دون عزو.
(٢) برفع «الرفث والفسوق» وتنوينهما، وفتح «جدال» بغير تنوين، وهي قراءة ابن كثير، وأبي عمرو كما في السبعة لابن مجاهد: ١٨٠، والتبصرة لمكي: ١٥٩ فتكون «لا» الأولى للنهي، أي: لا ترفثوا ولا تفسقوا، وتكون «لا» الثانية لنفي الجنس التي تعمل عمل «ليس»، على معنى نفي الجدال في أن الحج في ذي الحجة- أي لا جدال كائن في الحج وأنه فيه- أما «الرفث والفسوق» فقد يفعلونهما فنهوا عنهما.
ينظر توجيه هذه القراءة في معاني القرآن للفراء: ١/ ١٢٠، وتفسير الطبري: (٤/ ١٥٣، ١٥٤)، والكشف لمكي: ١/ ٢٨٦.
(٣) ينظر ما سبق في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٧٩، ومعاني القرآن للزجاج: ١/ ٢٧٢، ومعاني القرآن للنحاس: ١/ ١٣٦، ومفردات الراغب: ٣٨٨، واللسان: ٧/ ٢١٢ (فيض).
(٤) هذا قول الزجاج في معانيه: ١/ ٢٧٢، وقال السّمين الحلبي في الدر المصون: ٢/ ٣٣١:
«والتنوين في «عرفات» وبابه فيه ثلاثة أقوال، أظهرها: أنه تنوين مقابلة، يعنون بذلك أن تنوين هذا الجمع مقابل لنون جمع الذكور...
الثاني: أنه تنوين صرف وهو ظاهر قول الزمخشري.
الثالث: أن جمع المؤنث إن كان له جمع مذكر كمسلمات ومسلمين فالتنوين للمقابلة وإلّا فللصرف كعرفات».
(٥) ذكره الفخر الرازي في تفسيره: ٥/ ١٨٨ دون عزو.
143
وقيل «١» : من تعارف آدم وحواء هناك.
وقيل «٢» : كان جبريل يعرّف إبراهيم- عليه السلام- المناسك، فلمّا صار بعرفات قال: عرفت.
والمشعر الحرام ما بين جبلي مزدلفة «٣»، وقيل «٤» : الجبل الذي يقف عليه الإمام بجمع «٥».
وقيل «٢» : كان جبريل يعرّف إبراهيم- عليه السلام- المناسك، فلمّا صار بعرفات قال: عرفت.
والمشعر الحرام ما بين جبلي مزدلفة «٣»، وقيل «٤» : الجبل الذي يقف عليه الإمام بجمع «٥».
(١) ذكره الماوردي في تفسيره: ١/ ٢١٨ دون عزو، ونقله البغوي في تفسيره: ١/ ١٧٤ عن الضحاك، وذكره ابن عطية في المحرر الوجيز: ٢/ ١٧٤، وقال: «والظاهر أنه اسم مرتجل كسائر أسماء البقاع».
(٢) أخرجه الطبري في تفسيره: (٤/ ١٧٣، ١٧٤) عن ابن عباس من طريق وكيع بن مسلم القرشي، عن أبي طهفة، عن أبي الطفيل عن ابن عباس نحوه.
قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: «هذا إسناد مشكل لا أدري ما وجه صوابه. أما «وكيع بن مسلم القرشي» فما وجدت راويا بهذا الاسم ولا ما يشبهه.
والذي أكاد أجزم به أنه «وكيع بن الجراح» الإمام المعروف. وأن كلمة «بن» محرفة عن كلمة «عن»، ثم يزيد الإشكال أن لم أجد من اسمه «مسلم القرشي» وإشكال ثالث، أن «أبا طهفة» هذا لا ندري ما هو؟ واليقين- عندي- أن الإسناد محرف غير مستقيم» كما أخرج الطبري هذا القول عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، من طريق ابن جريج قال:
قال ابن المسيب: قال علي بن أبي طالب وذكر نحوه. وهذا منقطع بين ابن جريج وسعيد بن المسيب، وأخرج الطبري- نحوه- عن عطاء، والسدي، ونعيم بن أبي هند.
وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: ٥١٩ (سورة البقرة) عن عبد الله بن عمرو، وضعّف محقق هذا الجزء من تفسير ابن أبي حاتم إسناد هذا الأثر، لمحمد بن داود: مسكوت عنه، وأبي حذيفة النهدي: صدوق سيء الحفظ، وثابت بن هرمز: صدوق يهم. وأورد السيوطي هذا الخبر في الدر المنثور: ١/ ٥٣٦ ونسب إخراجه إلى وكيع، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما.
(٣) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (٤/ ١٧٦، ١٧٧) عن ابن عباس، وابن عمر، وسعيد بن جبير ومجاهد.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ١/ ٥٣٩ وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما. [.....]
(٤) ذكره أبو حيان في البحر: ٢/ ٩٦.
(٥) أي: بمزدلفة. -
ينظر تفسير الطبري: ٤/ ١٧٩، ومعاني الزجاج: ١/ ٢٧٣، ونقل النحاس في معانيه:
١/ ١٣٨ عن قتادة قال: هي جمع، وإنما سميت جمعا، لأنه يجمع فيها بين صلاة المغرب والعشاء.
(٢) أخرجه الطبري في تفسيره: (٤/ ١٧٣، ١٧٤) عن ابن عباس من طريق وكيع بن مسلم القرشي، عن أبي طهفة، عن أبي الطفيل عن ابن عباس نحوه.
قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: «هذا إسناد مشكل لا أدري ما وجه صوابه. أما «وكيع بن مسلم القرشي» فما وجدت راويا بهذا الاسم ولا ما يشبهه.
والذي أكاد أجزم به أنه «وكيع بن الجراح» الإمام المعروف. وأن كلمة «بن» محرفة عن كلمة «عن»، ثم يزيد الإشكال أن لم أجد من اسمه «مسلم القرشي» وإشكال ثالث، أن «أبا طهفة» هذا لا ندري ما هو؟ واليقين- عندي- أن الإسناد محرف غير مستقيم» كما أخرج الطبري هذا القول عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، من طريق ابن جريج قال:
قال ابن المسيب: قال علي بن أبي طالب وذكر نحوه. وهذا منقطع بين ابن جريج وسعيد بن المسيب، وأخرج الطبري- نحوه- عن عطاء، والسدي، ونعيم بن أبي هند.
وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: ٥١٩ (سورة البقرة) عن عبد الله بن عمرو، وضعّف محقق هذا الجزء من تفسير ابن أبي حاتم إسناد هذا الأثر، لمحمد بن داود: مسكوت عنه، وأبي حذيفة النهدي: صدوق سيء الحفظ، وثابت بن هرمز: صدوق يهم. وأورد السيوطي هذا الخبر في الدر المنثور: ١/ ٥٣٦ ونسب إخراجه إلى وكيع، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما.
(٣) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (٤/ ١٧٦، ١٧٧) عن ابن عباس، وابن عمر، وسعيد بن جبير ومجاهد.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ١/ ٥٣٩ وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما. [.....]
(٤) ذكره أبو حيان في البحر: ٢/ ٩٦.
(٥) أي: بمزدلفة. -
ينظر تفسير الطبري: ٤/ ١٧٩، ومعاني الزجاج: ١/ ٢٧٣، ونقل النحاس في معانيه:
١/ ١٣٨ عن قتادة قال: هي جمع، وإنما سميت جمعا، لأنه يجمع فيها بين صلاة المغرب والعشاء.
144
١٩٩ مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ: أمر لقريش بالإفاضة من عرفات إلى جمع وكانوا يقفون بجمع بأنّا أهل الحرم لا نخرج عنه، [لأنّ جمعا من الحرم وعرفات من الحلّ] «١»، بل الإفاضة من عرفات مذكورة فهي الإفاضة من جمع إلى منى. والنّاس: إبراهيم ومن تبعه «٢».
مِنْ خَلاقٍ: من نصيب «٣»، من الخلافة التي هي الاختصاص «٤»، أو الخليفة التي هي من حظ الفتى من طبيعته «٥».
والأيّام المعدودات «٦» : أيام التشريق «٧»، ثلاثة بعد المعلومات عشر ذي
مِنْ خَلاقٍ: من نصيب «٣»، من الخلافة التي هي الاختصاص «٤»، أو الخليفة التي هي من حظ الفتى من طبيعته «٥».
والأيّام المعدودات «٦» : أيام التشريق «٧»، ثلاثة بعد المعلومات عشر ذي
(١) عن نسخة «ج».
(٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ٤/ ١٨٩ عن الضحاك، ونقله النحاس في معانيه:
١/ ١٤٠، والبغوي في تفسيره: ١/ ١٧٦، وابن عطية في المحرر الوجيز: ٢/ ١٧٧، وابن الجوزي في زاد المسير: ١/ ٢١٤ عن الضحاك أيضا.
(٣) تفسير الطبري: ٤/ ٢٠٣، ومعاني الزجاج: ١/ ٢٧٤، ومعاني النحاس: ١/ ١٤٢.
(٤) ينظر اللسان: ١٠/ ٩١، وتاج العروس: ٢٥/ ٢٥٣ (خلق).
(٥) في اللسان: ١٠/ ٨٦ (خلق) : والخليقة: الطبيعة التي يخلق بها الإنسان.
(٦) من قوله تعالى: وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ... البقرة: ٢٠٣.
(٧) أخرج الطبريّ هذا القول في تفسيره: (٤/ ٢٠٨- ٢١١) عن ابن عباس، والحسن، ومجاهد، وعطاء بن أبي رباح، وقتادة، والربيع بن أنس، والضحاك، والسدي.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ١/ ٥٦٢ وزاد نسبته إلى الفريابي، وعبد بن حميد، والمروزي، وابن المنذر وابن مردويه، والبيهقي في الشعب، والضياء في المختارة عن ابن عباس رضي الله عنهما.
كما عزا إخراجه إلى ابن أبي الدنيا، والمحاملي في أماليه، والبيهقي عن مجاهد.
قال الماوردي في تفسيره: ١/ ٢٢٠: «وهذا قول جمع المفسرين، وإن خالف بعض الفقهاء في أن أشرك بين بعضها وبين الأيام المعلومات».
(٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ٤/ ١٨٩ عن الضحاك، ونقله النحاس في معانيه:
١/ ١٤٠، والبغوي في تفسيره: ١/ ١٧٦، وابن عطية في المحرر الوجيز: ٢/ ١٧٧، وابن الجوزي في زاد المسير: ١/ ٢١٤ عن الضحاك أيضا.
(٣) تفسير الطبري: ٤/ ٢٠٣، ومعاني الزجاج: ١/ ٢٧٤، ومعاني النحاس: ١/ ١٤٢.
(٤) ينظر اللسان: ١٠/ ٩١، وتاج العروس: ٢٥/ ٢٥٣ (خلق).
(٥) في اللسان: ١٠/ ٨٦ (خلق) : والخليقة: الطبيعة التي يخلق بها الإنسان.
(٦) من قوله تعالى: وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ... البقرة: ٢٠٣.
(٧) أخرج الطبريّ هذا القول في تفسيره: (٤/ ٢٠٨- ٢١١) عن ابن عباس، والحسن، ومجاهد، وعطاء بن أبي رباح، وقتادة، والربيع بن أنس، والضحاك، والسدي.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ١/ ٥٦٢ وزاد نسبته إلى الفريابي، وعبد بن حميد، والمروزي، وابن المنذر وابن مردويه، والبيهقي في الشعب، والضياء في المختارة عن ابن عباس رضي الله عنهما.
كما عزا إخراجه إلى ابن أبي الدنيا، والمحاملي في أماليه، والبيهقي عن مجاهد.
قال الماوردي في تفسيره: ١/ ٢٢٠: «وهذا قول جمع المفسرين، وإن خالف بعض الفقهاء في أن أشرك بين بعضها وبين الأيام المعلومات».
145
الحجة «١»، فهي معدودات لقلتها بالقياس إلى المعلومات «٢» التي يعلمها النّاس للحج.
وذكر الله فيها التكبير المختصّ به، وابتداؤه عند أبي حنيفة «٣» - رحمه الله- من فجر يوم عرفة في أدبار الصلوات الثمان التي آخرها عصر يوم النّحر.
وأوّل أيام التشريق: يوم القرّ «٤» لاستقرار الناس بمنى، والثاني: يوم النّفر الأول إذ ينفرون ويخرجون إلى أهليهم، وهو قوله: فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ أي الخروج في النّفر الأول، ومن تأخر إلى النّفر الثاني وهو ثالث أيام منى فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقى أي: الصيد «٥» إلى يوم الثالث، وقيل «٦» : اتقى في جميع الحج، أو في بقية عمره لئلا يحبط عمله «٧».
وذكر الله فيها التكبير المختصّ به، وابتداؤه عند أبي حنيفة «٣» - رحمه الله- من فجر يوم عرفة في أدبار الصلوات الثمان التي آخرها عصر يوم النّحر.
وأوّل أيام التشريق: يوم القرّ «٤» لاستقرار الناس بمنى، والثاني: يوم النّفر الأول إذ ينفرون ويخرجون إلى أهليهم، وهو قوله: فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ أي الخروج في النّفر الأول، ومن تأخر إلى النّفر الثاني وهو ثالث أيام منى فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقى أي: الصيد «٥» إلى يوم الثالث، وقيل «٦» : اتقى في جميع الحج، أو في بقية عمره لئلا يحبط عمله «٧».
(١) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٧١، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٨٠.
(٢) قال الزجاج في معانيه: ١/ ٢٧٥: «معدودات: يستعمل كثيرا في اللّغة للشيء القليل وكل عدد قل أو كثر فهو معدود، ولكن معدودات أدل على القلة لأن كل قليل يجمع بالألف والتاء، نحو دريهمات وجماعات... ».
(٣) ينظر تحفة الفقهاء للسمرقندي: ١/ ٢٨٨، والهداية: ١/ ٨٧.
(٤) ينظر الأيام والليالي والشهور للفراء: ٧٩، وغريب الحديث لأبي عبيد: ٢/ ٥٣، والنهاية:
٤/ ٣٧، واللسان: ٥/ ٨٧ (قرر).
(٥) أخرج الطبريّ هذا القول في تفسيره: ٤/ ٢٢١، وابن أبي حاتم في تفسيره: ٥٦١ عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ١/ ٥٦٦ وزاد نسبته إلى سفيان بن عيينة، وابن المنذر عن ابن عباس. [.....]
(٦) أخرجه الطبريّ في تفسيره: (٤/ ٢٢١، ٢٢٢) عن قتادة، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير:
١/ ٢١٨ عن قتادة أيضا.
(٧) أخرجه الطبري في تفسيره: ٤/ ٢٢٠ عن أبي العالية وإبراهيم.
ونقله الماوردي في تفسيره: ١/ ٢٢٠ عن أبي العالية، والسدي.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ١/ ٥٦٨ وزاد نسبته إلى عبد بن حميد عن أبي العالية.
(٢) قال الزجاج في معانيه: ١/ ٢٧٥: «معدودات: يستعمل كثيرا في اللّغة للشيء القليل وكل عدد قل أو كثر فهو معدود، ولكن معدودات أدل على القلة لأن كل قليل يجمع بالألف والتاء، نحو دريهمات وجماعات... ».
(٣) ينظر تحفة الفقهاء للسمرقندي: ١/ ٢٨٨، والهداية: ١/ ٨٧.
(٤) ينظر الأيام والليالي والشهور للفراء: ٧٩، وغريب الحديث لأبي عبيد: ٢/ ٥٣، والنهاية:
٤/ ٣٧، واللسان: ٥/ ٨٧ (قرر).
(٥) أخرج الطبريّ هذا القول في تفسيره: ٤/ ٢٢١، وابن أبي حاتم في تفسيره: ٥٦١ عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ١/ ٥٦٦ وزاد نسبته إلى سفيان بن عيينة، وابن المنذر عن ابن عباس. [.....]
(٦) أخرجه الطبريّ في تفسيره: (٤/ ٢٢١، ٢٢٢) عن قتادة، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير:
١/ ٢١٨ عن قتادة أيضا.
(٧) أخرجه الطبري في تفسيره: ٤/ ٢٢٠ عن أبي العالية وإبراهيم.
ونقله الماوردي في تفسيره: ١/ ٢٢٠ عن أبي العالية، والسدي.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ١/ ٥٦٨ وزاد نسبته إلى عبد بن حميد عن أبي العالية.
146
[ من خلاق ] من نصيب، من الخلاقة التي هي الاختصاص، أو الخليقة التي هي حظ الفتى من طبيعته١.
١ انظر لسان العرب مادة "خلق" ج١٠ ص٨٦- ٩٢..
والأيام المعدودات : أيام التشريق ثلاثة بعد المعلومات عشر ذي الحجة، سميت١ معدودات لقلتها بالقياس إلى المعلومات التي يعلمها الناس للحج٢.
وذكر الله فيها : التكبير المختص بها٣، وابتداؤه عند أبي حنيفة رحمه الله من فجر يوم عرفة في أدبار الصلوات الثمان التي آخرها عصره يوم النحر٤.
وأول أيام التشريق : القر لاستقرار الناس بمنى، والثاني : يوم النفر الأول إذ ينفرون ويخرجون إلى أهاليهم٥ وهو قوله :
٢٠٣ [ فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ] أي الخروج في النفر الأول.
٢٠٣ [ ومن تأخر ] إلى النفر الثاني ثالث أيام منى.
٢٠٣ [ فلا إثم عليه لمن اتقى ] أي : الصيد إلى اليوم٦ الثالث٧.
وقيل اتقى في جميع الحج٨. أو في بقية عمره لئلا يحبط عمله٩.
وذكر الله فيها : التكبير المختص بها٣، وابتداؤه عند أبي حنيفة رحمه الله من فجر يوم عرفة في أدبار الصلوات الثمان التي آخرها عصره يوم النحر٤.
وأول أيام التشريق : القر لاستقرار الناس بمنى، والثاني : يوم النفر الأول إذ ينفرون ويخرجون إلى أهاليهم٥ وهو قوله :
٢٠٣ [ فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ] أي الخروج في النفر الأول.
٢٠٣ [ ومن تأخر ] إلى النفر الثاني ثالث أيام منى.
٢٠٣ [ فلا إثم عليه لمن اتقى ] أي : الصيد إلى اليوم٦ الثالث٧.
وقيل اتقى في جميع الحج٨. أو في بقية عمره لئلا يحبط عمله٩.
١ في أ بدل "سميت" "فهي"..
٢ انظر مفاتيح الغيب ج٥ ص٢٠٨، والجامع لأحكام القرآن ج٣ ص١..
٣ في أ به..
٤ انظر المحرر الوجيز ج٢ ص١٨٣، والبحر المحيط ج٢ ص٣١٨، وقد رجح ابن العربي أن التكبير يكون في أيام منى ثلاثة سوى يوم النحر وقال عن قول أبي حنيفة: "فأما من قال: إنه يكبر يوم عرفة ويقطع العصر يوم النحر فقد خرج عن الظاهر لأن الله تعالى قال: [في أيام معلومات] وأقلها ثلاثة، وقد قال هؤلاء: يكبر في يومين فتركوا الظاهر لغير دليل" أحكام القرآن لابن العربي ج١ ص١٤٢..
٥ المحرر الوجيز ج٢ ص١٨٣..
٦ في أ إلى يوم..
٧ روي هذا القول عن ابن عباس، وضعفه الفخر الرازي في تفسيره مفاتيح الغيب ج٥ ص٢١٢..
٨ روي هذا القول عن قتادة انظر زاد المسير ج١ ص٢١٨..
٩ روي هذا القول عن أبي العالية انظر جامع البيان ج٢ ص٣٠٨..
٢ انظر مفاتيح الغيب ج٥ ص٢٠٨، والجامع لأحكام القرآن ج٣ ص١..
٣ في أ به..
٤ انظر المحرر الوجيز ج٢ ص١٨٣، والبحر المحيط ج٢ ص٣١٨، وقد رجح ابن العربي أن التكبير يكون في أيام منى ثلاثة سوى يوم النحر وقال عن قول أبي حنيفة: "فأما من قال: إنه يكبر يوم عرفة ويقطع العصر يوم النحر فقد خرج عن الظاهر لأن الله تعالى قال: [في أيام معلومات] وأقلها ثلاثة، وقد قال هؤلاء: يكبر في يومين فتركوا الظاهر لغير دليل" أحكام القرآن لابن العربي ج١ ص١٤٢..
٥ المحرر الوجيز ج٢ ص١٨٣..
٦ في أ إلى يوم..
٧ روي هذا القول عن ابن عباس، وضعفه الفخر الرازي في تفسيره مفاتيح الغيب ج٥ ص٢١٢..
٨ روي هذا القول عن قتادة انظر زاد المسير ج١ ص٢١٨..
٩ روي هذا القول عن أبي العالية انظر جامع البيان ج٢ ص٣٠٨..
٢٠٤ والخصام مصدر «١»، أو جمع خصم «٢» كبحر وبحار.
٢٠٧ يَشْرِي: يبيع «٣».
٢٠٨ ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ: في طائفة أسلموا ولم يتركوا السّبت «٤».
[فأمروا بترك السبت، أي بترك تعظيمه بالدخول في الإسلام إلى منتهى شرائعه] «٥». بل هو أمر المؤمنين بشرائع الإسلام، أو بالدوام على الإسلام كقوله «٦» : يا أَيُّهَا/ الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا. [١٣/ ب] كَافَّةً: جميعا. كففت: جمعت «٧»، وكفّة الميزان لجمعه ما فيه، ويجوز من الكفّ المنع «٨» لأنهم إذا اجتمعوا تمانعوا.
٢٠٧ يَشْرِي: يبيع «٣».
٢٠٨ ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ: في طائفة أسلموا ولم يتركوا السّبت «٤».
[فأمروا بترك السبت، أي بترك تعظيمه بالدخول في الإسلام إلى منتهى شرائعه] «٥». بل هو أمر المؤمنين بشرائع الإسلام، أو بالدوام على الإسلام كقوله «٦» : يا أَيُّهَا/ الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا. [١٣/ ب] كَافَّةً: جميعا. كففت: جمعت «٧»، وكفّة الميزان لجمعه ما فيه، ويجوز من الكفّ المنع «٨» لأنهم إذا اجتمعوا تمانعوا.
(١) وهو قول الخليل كما في تفسير القرطبي: ٣/ ١٦، وذكره دون نسبه النحاس في إعراب القرآن: ١/ ٢٩٩، ومكي في مشكل إعراب القرآن: ١/ ١٢٥.
وقال العكبري في التبيان: ١/ ١٦٦: ويجوز أن يكون مصدرا وفي الكلام حذف مضاف أي أشد ذوي الخصام. ويجوز أن الخصام هنا مصدرا في معنى اسم الفاعل، كما يوصف بالمصدر في قولك: رجل عدل وخصم.
(٢) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٨٠، ومعاني الزجاج: ١/ ٢٧٧، وإعراب القرآن للنحاس:
١/ ٢٩٩، والبيان لابن الأنباري: ١/ ١٤٨، والتبيان للعكبري: ١/ ١٦٦.
(٣) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٧١، وقال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٨١: «يقال:
شريت الشيء إذا بعته واشتريته. وهو من الأضداد».
وانظر تفسير الطبري: ٤/ ٢٤٦، والأضداد لابن الأنباري: ٧٢، واللسان: ١٤/ ٤٢٨ (شرى).
(٤) أخرج الطبريّ هذا القول في تفسيره: (٤/ ٢٥٥، ٢٥٦) عن عكرمة، وأخرجه الواحدي في أسباب النزول: ٥٩ عن ابن عباس رضي الله عنهما.
ونقله الماوردي في تفسيره: ١/ ٢٢٣، وابن عطية في المحرر الوجيز: ٢/ ١٩٨ عن عكرمة.
(٥) ما بين معقوفين عن نسخة «ج».
(٦) سورة النساء: آية: ١٣٦.
(٧) اللسان: ٩/ ٣٠١ (كفف).
(٨) معاني القرآن للزجاج: ١/ ٢٧٩، وتهذيب اللّغة: ٩/ ٤٥٥، واللسان: ٩/ ٣٠٥ (كفف).
وقال العكبري في التبيان: ١/ ١٦٦: ويجوز أن يكون مصدرا وفي الكلام حذف مضاف أي أشد ذوي الخصام. ويجوز أن الخصام هنا مصدرا في معنى اسم الفاعل، كما يوصف بالمصدر في قولك: رجل عدل وخصم.
(٢) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٨٠، ومعاني الزجاج: ١/ ٢٧٧، وإعراب القرآن للنحاس:
١/ ٢٩٩، والبيان لابن الأنباري: ١/ ١٤٨، والتبيان للعكبري: ١/ ١٦٦.
(٣) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٧١، وقال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٨١: «يقال:
شريت الشيء إذا بعته واشتريته. وهو من الأضداد».
وانظر تفسير الطبري: ٤/ ٢٤٦، والأضداد لابن الأنباري: ٧٢، واللسان: ١٤/ ٤٢٨ (شرى).
(٤) أخرج الطبريّ هذا القول في تفسيره: (٤/ ٢٥٥، ٢٥٦) عن عكرمة، وأخرجه الواحدي في أسباب النزول: ٥٩ عن ابن عباس رضي الله عنهما.
ونقله الماوردي في تفسيره: ١/ ٢٢٣، وابن عطية في المحرر الوجيز: ٢/ ١٩٨ عن عكرمة.
(٥) ما بين معقوفين عن نسخة «ج».
(٦) سورة النساء: آية: ١٣٦.
(٧) اللسان: ٩/ ٣٠١ (كفف).
(٨) معاني القرآن للزجاج: ١/ ٢٧٩، وتهذيب اللّغة: ٩/ ٤٥٥، واللسان: ٩/ ٣٠٥ (كفف).
٢١٠ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ: أي: آياته. أو أمره «١»، كقوله «٢» : أْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ.
٢١٢ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا: قيل «٣» : الشيطان يزينها لهم. بل الله يفعل ذلك: ليصح التكليف وليعظم الثواب «٤».
بِغَيْرِ حِسابٍ: بغير استحقاق على التفضل «٥»، وعَطاءً حِساباً «٦» يكافئ العمل ويقابله وكأنه يعطي المحسوب «٧» بما
٢١٢ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا: قيل «٣» : الشيطان يزينها لهم. بل الله يفعل ذلك: ليصح التكليف وليعظم الثواب «٤».
بِغَيْرِ حِسابٍ: بغير استحقاق على التفضل «٥»، وعَطاءً حِساباً «٦» يكافئ العمل ويقابله وكأنه يعطي المحسوب «٧» بما
(١) أورد الطبري- رحمه الله- هذا القول في تفسيره: ٤/ ٢٦٥ دون نسبة، ونقل عن بعضهم:
«لا صفة لذلك غير الذي وصف به نفسه عز وجل من المجيء والإتيان والنزول. وغير جائز تكلف القول في ذلك لأحد إلا بخبر من الله جل جلاله أو من رسول مرسل. فأما القول في صفات الله وأسمائه، فغير جائز لأحد من جهة الاستخراج إلا بما ذكرنا».
(٢) سورة النحل: آية: ٣٣.
(٣) هو قول المعتزلة الذين لا ينسبون خلق فعل الشر إلى الله.
ينظر قولهم في متشابه القرآن للقاضي عبد الجبار: ١٢٢، والكشاف: ١/ ٣٥٤.
(٤) قال ابن عطية في المحرر الوجيز: ٢/ ٢٠٣: «المزيّن هو خالقها ومخترعها وخالق الكفر.
ويزينها الشيطان بوسوسته وإغوائه... وخصّ الذين كفروا لقبولهم التزيين جملة، وإقبالهم على الدنيا، وإعراضهم عن الآخرة بسببها. والتزيين من الله تعالى واقع للكل... ».
وأورد أبو حيان قول الزمخشري في البحر المحيط: ٢/ ١٢٩، ثم قال: «وهو جار على مذهب المعتزلة بأن الله تعالى لا يخلق الشر، وإنما ذلك من خلق العبد، فلذلك تأول التزيين على الخذلان أو على الإمهال. وقيل: المزين الشيطان، وتزيينه بتحسين ما قبح شرعا وتقبيح ما حسن شرعا. والفرق بين التزيينين أن تزيين الله بما ركبه ووضعه في الجبلة، وتزيين الشيطان بإذكار ما وقع غفالة وتحسينه بوساوسه إياها لهم. [.....]
(٥) تفسير الفخر الرازي: ٦/ ٩.
(٦) سورة النبأ: آية: ٣٦.
(٧) في «ج» : مما لا يحسب.
قال الفخر الرازي- رحمه الله- في تفسيره: ٦/ ١٠: «فإن قيل: قد قال تعالى في صفة المتقين وما يصل إليهم: عَطاءً حِساباً أليس ذلك كالمناقض لما في هذه الآية؟.
قلنا: أما من حمل قوله: بِغَيْرِ حِسابٍ على التفضل، وحمل قوله: عَطاءً حِساباً على المستحق بحسب الوعد على ما هو قولنا، أو بحسب الاستحقاق على ما هو قول المعتزلة، فالسؤال ساقط، وأما من حمل قوله: بِغَيْرِ حِسابٍ على سائر الوجوه، فله أن يقول إن ذلك العطاء إذا كان يتشابه في الأوقات ويتماثل، صح من هذا الوجه أن يوصف بكونه عطاء حسابا، ولا ينقضه ما ذكرناه في معنى قوله: بِغَيْرِ حِسابٍ.
«لا صفة لذلك غير الذي وصف به نفسه عز وجل من المجيء والإتيان والنزول. وغير جائز تكلف القول في ذلك لأحد إلا بخبر من الله جل جلاله أو من رسول مرسل. فأما القول في صفات الله وأسمائه، فغير جائز لأحد من جهة الاستخراج إلا بما ذكرنا».
(٢) سورة النحل: آية: ٣٣.
(٣) هو قول المعتزلة الذين لا ينسبون خلق فعل الشر إلى الله.
ينظر قولهم في متشابه القرآن للقاضي عبد الجبار: ١٢٢، والكشاف: ١/ ٣٥٤.
(٤) قال ابن عطية في المحرر الوجيز: ٢/ ٢٠٣: «المزيّن هو خالقها ومخترعها وخالق الكفر.
ويزينها الشيطان بوسوسته وإغوائه... وخصّ الذين كفروا لقبولهم التزيين جملة، وإقبالهم على الدنيا، وإعراضهم عن الآخرة بسببها. والتزيين من الله تعالى واقع للكل... ».
وأورد أبو حيان قول الزمخشري في البحر المحيط: ٢/ ١٢٩، ثم قال: «وهو جار على مذهب المعتزلة بأن الله تعالى لا يخلق الشر، وإنما ذلك من خلق العبد، فلذلك تأول التزيين على الخذلان أو على الإمهال. وقيل: المزين الشيطان، وتزيينه بتحسين ما قبح شرعا وتقبيح ما حسن شرعا. والفرق بين التزيينين أن تزيين الله بما ركبه ووضعه في الجبلة، وتزيين الشيطان بإذكار ما وقع غفالة وتحسينه بوساوسه إياها لهم. [.....]
(٥) تفسير الفخر الرازي: ٦/ ٩.
(٦) سورة النبأ: آية: ٣٦.
(٧) في «ج» : مما لا يحسب.
قال الفخر الرازي- رحمه الله- في تفسيره: ٦/ ١٠: «فإن قيل: قد قال تعالى في صفة المتقين وما يصل إليهم: عَطاءً حِساباً أليس ذلك كالمناقض لما في هذه الآية؟.
قلنا: أما من حمل قوله: بِغَيْرِ حِسابٍ على التفضل، وحمل قوله: عَطاءً حِساباً على المستحق بحسب الوعد على ما هو قولنا، أو بحسب الاستحقاق على ما هو قول المعتزلة، فالسؤال ساقط، وأما من حمل قوله: بِغَيْرِ حِسابٍ على سائر الوجوه، فله أن يقول إن ذلك العطاء إذا كان يتشابه في الأوقات ويتماثل، صح من هذا الوجه أن يوصف بكونه عطاء حسابا، ولا ينقضه ما ذكرناه في معنى قوله: بِغَيْرِ حِسابٍ.
لا يحتسب.
٢١٣ كانَ النَّاسُ أُمَّةً: ملّة وطريقة «١»، أي: أهل ملّة، وتلك الملّة:
الضلال فهو الغالب عليهم، وإن كانت الأرض لم تخل عن حجة الله.
وقيل «٢» : كانوا على الحق متفقين فاختلفوا.
بَغْياً بَيْنَهُمْ: مفعول، أي: اختلفوا للبغي «٣».
٢١٤ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ: لم يأتكم، كقوله «٤» : وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ.
وَزُلْزِلُوا: أزعجوا بالخوف يوم الأحزاب «٥»، وهو «زلّوا» ضوعف
٢١٣ كانَ النَّاسُ أُمَّةً: ملّة وطريقة «١»، أي: أهل ملّة، وتلك الملّة:
الضلال فهو الغالب عليهم، وإن كانت الأرض لم تخل عن حجة الله.
وقيل «٢» : كانوا على الحق متفقين فاختلفوا.
بَغْياً بَيْنَهُمْ: مفعول، أي: اختلفوا للبغي «٣».
٢١٤ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ: لم يأتكم، كقوله «٤» : وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ.
وَزُلْزِلُوا: أزعجوا بالخوف يوم الأحزاب «٥»، وهو «زلّوا» ضوعف
(١) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٧٢، وتفسير الغريب لابن قتيبة: ٨١، وقال الطبري في تفسيره: ٤/ ٢٧٦: «وأصل «الأمة» الجماعة تجتمع على دين واحد، ثم يكتفى بالخبر عن «الأمة» من الخبر عن الدين لدلالتها عليه، كما قال جل ثناؤه: وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً [سورة المائدة: ٤٨، سورة النحل: ٩٣]، يراد به: أهل دين واحد وملة واحدة... ».
(٢) أخرجه الطبري في تفسيره: (٤/ ٢٧٥، ٢٧٦) عن ابن عباس وقتادة، وأخرجه الحاكم في المستدرك: (٢/ ٥٤٦، ٥٤٧)، كتاب التاريخ، «ذكر نوح النبي صلّى الله عليه وسلّم» عن ابن عباس، وقال:
«هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي.
ونقله البغوي في تفسيره: ١/ ١٨٦ عن قتادة وعكرمة، وابن عطية في المحرر الوجيز:
٢/ ٢٠٧ عن ابن عباس وقتادة.
قال الفخر الرازي في تفسيره: (٦/ ١١، ١٢) :«وهذا قول أكثر المحققين».
وقال ابن كثير في تفسيره: ١/ ٣٦٥ عن هذا القول المنسوب إلى ابن عباس أنه: «أصح سندا ومعنى، لأن الناس كانوا على ملة آدم عليه السلام حتى عبدوا الأصنام، فبعث الله إليهم نوحا عليه السلام، فكان أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض».
(٣) معاني الزجاج: (١/ ٢٨٤، ٢٨٥)، ومعاني النحاس: ١/ ١٦٢، والتبيان للعكبري:
١/ ١٧١، والدر المصون: ٢/ ٣٧٨.
(٤) سورة الجمعة: آية: ٣.
(٥) ينظر تفسير الطبري: (٤/ ٢٨٨، ٢٨٩)، وأسباب النزول للواحدي: ٩٨، وتفسير ابن كثير:
١/ ٣٦٦، والدر المنثور: ١/ ٥٨٤.
(٢) أخرجه الطبري في تفسيره: (٤/ ٢٧٥، ٢٧٦) عن ابن عباس وقتادة، وأخرجه الحاكم في المستدرك: (٢/ ٥٤٦، ٥٤٧)، كتاب التاريخ، «ذكر نوح النبي صلّى الله عليه وسلّم» عن ابن عباس، وقال:
«هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي.
ونقله البغوي في تفسيره: ١/ ١٨٦ عن قتادة وعكرمة، وابن عطية في المحرر الوجيز:
٢/ ٢٠٧ عن ابن عباس وقتادة.
قال الفخر الرازي في تفسيره: (٦/ ١١، ١٢) :«وهذا قول أكثر المحققين».
وقال ابن كثير في تفسيره: ١/ ٣٦٥ عن هذا القول المنسوب إلى ابن عباس أنه: «أصح سندا ومعنى، لأن الناس كانوا على ملة آدم عليه السلام حتى عبدوا الأصنام، فبعث الله إليهم نوحا عليه السلام، فكان أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض».
(٣) معاني الزجاج: (١/ ٢٨٤، ٢٨٥)، ومعاني النحاس: ١/ ١٦٢، والتبيان للعكبري:
١/ ١٧١، والدر المصون: ٢/ ٣٧٨.
(٤) سورة الجمعة: آية: ٣.
(٥) ينظر تفسير الطبري: (٤/ ٢٨٨، ٢٨٩)، وأسباب النزول للواحدي: ٩٨، وتفسير ابن كثير:
١/ ٣٦٦، والدر المنثور: ١/ ٥٨٤.
لفظه لمضاعفة معناه.
حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ يسأل النّصر الموعود، لا أنه استبطأ النّصر، لأن الله لا يؤخره عن وقته.
٢١٩ ماذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ: أي: الفضل عن الحاجة «١»، أو السهل المتيسر، خذ ما عفا: أي سهل وصفا «٢»، ونصبه على أنه جواب المنصوب وهو «ماذا» «٣» و «ماذا» اسم واحد، ولهذا لا يصح «٤» «عمّ ذا تسأل» كما يصح «عم تسأل».
ومن رفع «٥» الْعَفْوَ جعل «ذا» بمنزلة «الذي» [ويجعلهما] «٦».
حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ يسأل النّصر الموعود، لا أنه استبطأ النّصر، لأن الله لا يؤخره عن وقته.
٢١٩ ماذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ: أي: الفضل عن الحاجة «١»، أو السهل المتيسر، خذ ما عفا: أي سهل وصفا «٢»، ونصبه على أنه جواب المنصوب وهو «ماذا» «٣» و «ماذا» اسم واحد، ولهذا لا يصح «٤» «عمّ ذا تسأل» كما يصح «عم تسأل».
ومن رفع «٥» الْعَفْوَ جعل «ذا» بمنزلة «الذي» [ويجعلهما] «٦».
(١) أخرج الطبري في تفسيره: ٤/ ٣٣٧ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: العفو ما فضل عن أهلك. وأخرج نحوه ابن أبي حاتم في تفسيره: ٦٥٦ (سورة البقرة).
والنحاس في الناسخ والمنسوخ: ٦٧، والطبراني في المعجم الكبير: ١١/ ٣٨٦، وأورده السيوطي في الدر المنثور: ١/ ٦٠٧ وزاد نسبته إلى وكيع، وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر والبيهقي- كلهم- عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.
وبه قال الفراء في معاني القرآن: ١/ ١٤١، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٨٢، وأخرجه- أيضا- الطبري في تفسيره: (٤/ ٣٣٧، ٣٣٨) عن قتادة وعطاء والحسن.
وأورد الطبري- رحمه الله- أقوالا أخرى في المراد ب «العفو» ثم قال: «وأولى هذه الأقوال بالصواب قول من قال: معنى «العفو» : الفضل من مال الرجل عن نفسه وأهله في مؤونتهم ما لا بد لهم منه. وذلك هو الفضل الذي تظاهرت به الأخبار عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالإذن في الصدقة... ».
وقال النحاس في معانيه: ١/ ١٧٥: «وهذه الأقوال ترجع إلى شيء واحد، لأن العفو في اللّغة: ما سهل».
(٢) ينظر هذا المعنى في مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٧٣، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة:
٨٢، ومعاني النحاس: ١/ ١٧٥، ومفردات الراغب: ٣٣٩.
(٣) معاني الزجاج: ١/ ٢٩٣، وإعراب النحاس: ١/ ٣٠٩، والكشف لمكي: ١/ ٢٩٣، والتبيان للعكبري: ١/ ١٧٦، والدر المصون: ٢/ ٤٠٩.
(٤) في «ج» : لا يصلح عن ماذا تسأل.
(٥) وهي قراءة أبي عمرو كما في السبعة لابن مجاهد: ١٨٢، وإعراب القرآن للنحاس:
١/ ٣٠٩. والكشف لمكي: ١/ ٢٩٢.
(٦) في الأصل: ويجعلها، والمثبت في النص عن «ج». [.....]
والنحاس في الناسخ والمنسوخ: ٦٧، والطبراني في المعجم الكبير: ١١/ ٣٨٦، وأورده السيوطي في الدر المنثور: ١/ ٦٠٧ وزاد نسبته إلى وكيع، وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر والبيهقي- كلهم- عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.
وبه قال الفراء في معاني القرآن: ١/ ١٤١، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٨٢، وأخرجه- أيضا- الطبري في تفسيره: (٤/ ٣٣٧، ٣٣٨) عن قتادة وعطاء والحسن.
وأورد الطبري- رحمه الله- أقوالا أخرى في المراد ب «العفو» ثم قال: «وأولى هذه الأقوال بالصواب قول من قال: معنى «العفو» : الفضل من مال الرجل عن نفسه وأهله في مؤونتهم ما لا بد لهم منه. وذلك هو الفضل الذي تظاهرت به الأخبار عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالإذن في الصدقة... ».
وقال النحاس في معانيه: ١/ ١٧٥: «وهذه الأقوال ترجع إلى شيء واحد، لأن العفو في اللّغة: ما سهل».
(٢) ينظر هذا المعنى في مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٧٣، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة:
٨٢، ومعاني النحاس: ١/ ١٧٥، ومفردات الراغب: ٣٣٩.
(٣) معاني الزجاج: ١/ ٢٩٣، وإعراب النحاس: ١/ ٣٠٩، والكشف لمكي: ١/ ٢٩٣، والتبيان للعكبري: ١/ ١٧٦، والدر المصون: ٢/ ٤٠٩.
(٤) في «ج» : لا يصلح عن ماذا تسأل.
(٥) وهي قراءة أبي عمرو كما في السبعة لابن مجاهد: ١٨٢، وإعراب القرآن للنحاس:
١/ ٣٠٩. والكشف لمكي: ١/ ٢٩٢.
(٦) في الأصل: ويجعلها، والمثبت في النص عن «ج». [.....]
ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰ
ﳛ
ﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞ
ﳜ
ﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞ
ﳝ
ﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲ
ﳞ
ﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂ
ﳟ
اسمين كأنه: ما الذي ينفقون «١».
٢٢٠ لَأَعْنَتَكُمْ: لشدد عليكم «٢».
٢٢٢ يَطْهُرْنَ: ينقطع دمهن ويَطْهُرْنَ «٣» : يتطهرن فأدغمت.
٢٢٣ أَنَّى شِئْتُمْ: كيف شئتم، أو من أين شئتم بعد أن لا يخرج عن موضع الحرث بدليل نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ.
وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ: التسمية عند الجماع «٤». [أو طلب الولد الذي يدعو له بالخير بعد موته] «٥». بل العبرة بعموم اللفظ «٦».
٢٢٤ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ: علة وحجة في ترك البرّ والاصطلاح»
فتعتلوا بالأيمان، فكأنّ اليمين سبب يعرض فيمنع من البرّ والتقوى، أو يوجب الإعراض عنهما.
وقيل «٨» : لا تجعلوا الله بذلة أيمانكم/ من غير حاجة وبغير استثناء. [١٤/ أ] أَنْ تَبَرُّوا: أن لا تبرّوا، على هذا موضع أَنْ تَبَرُّوا نصب «٩»
٢٢٠ لَأَعْنَتَكُمْ: لشدد عليكم «٢».
٢٢٢ يَطْهُرْنَ: ينقطع دمهن ويَطْهُرْنَ «٣» : يتطهرن فأدغمت.
٢٢٣ أَنَّى شِئْتُمْ: كيف شئتم، أو من أين شئتم بعد أن لا يخرج عن موضع الحرث بدليل نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ.
وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ: التسمية عند الجماع «٤». [أو طلب الولد الذي يدعو له بالخير بعد موته] «٥». بل العبرة بعموم اللفظ «٦».
٢٢٤ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ: علة وحجة في ترك البرّ والاصطلاح»
فتعتلوا بالأيمان، فكأنّ اليمين سبب يعرض فيمنع من البرّ والتقوى، أو يوجب الإعراض عنهما.
وقيل «٨» : لا تجعلوا الله بذلة أيمانكم/ من غير حاجة وبغير استثناء. [١٤/ أ] أَنْ تَبَرُّوا: أن لا تبرّوا، على هذا موضع أَنْ تَبَرُّوا نصب «٩»
(١) ينظر معاني الزجاج: (١/ ٢٨٧، ٢٩٣)، وإعراب النحاس: ١/ ٣٠٩، والكشف لمكي:
١/ ٢٩٢، والدر المصون: (٢/ ٤٠٨، ٤٠٩).
(٢) ينظر معنى «العنت» في تفسير الغريب: ٨٣، وتفسير الطبري: (٤/ ٣٥٩، ٣٦٠)، ومعاني الزجاج: (١/ ٢٩٤، ٢٩٥)، وتفسير القرطبي: ٣/ ٦٦، وتحفة الأريب: ٢١٩.
(٣) بفتح الطاء والهاء وتشديدهما، وهي قراءة حمزة، والكسائي، وعاصم في رواية شعبة.
ينظر السبعة لابن مجاهد: ١٨٢، والتبصرة لمكي: ١٦٠، والتيسير للداني: ٨٠.
(٤) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ٤/ ٤١٧، عن ابن عباس رضي الله عنهما.
ونقله البغوي في تفسيره: ١/ ١٩٩ عن عطاء، وأورده ابن الجوزي في زاد المسير ١/ ٢٥٣ وقال: «رواه عطاء عن ابن عباس».
(٥) ما بين معقوفين عن نسخة «ج».
(٦) ينظر تفسير الطبري: (٤/ ٤١٧، ٤١٨)، وتفسير الفخر الرازي: ٦/ ٧٩.
(٧) في «ج» : الإصلاح.
(٨) ذكر نحوه الفخر الرازي في تفسيره: ٦/ ٨٠.
(٩) قال الزجاج في معانيه: ١/ ٢٩٩: «والنصب في «أن» في هذا الموضع هو الاختيار عند جميع النحويين». -
وانظر إعراب النحاس: (١/ ٣١١، ٣١٢)، والتبيان للعكبري: ١/ ١٧٨، والدر المصون:
٢/ ٤٢٦.
١/ ٢٩٢، والدر المصون: (٢/ ٤٠٨، ٤٠٩).
(٢) ينظر معنى «العنت» في تفسير الغريب: ٨٣، وتفسير الطبري: (٤/ ٣٥٩، ٣٦٠)، ومعاني الزجاج: (١/ ٢٩٤، ٢٩٥)، وتفسير القرطبي: ٣/ ٦٦، وتحفة الأريب: ٢١٩.
(٣) بفتح الطاء والهاء وتشديدهما، وهي قراءة حمزة، والكسائي، وعاصم في رواية شعبة.
ينظر السبعة لابن مجاهد: ١٨٢، والتبصرة لمكي: ١٦٠، والتيسير للداني: ٨٠.
(٤) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ٤/ ٤١٧، عن ابن عباس رضي الله عنهما.
ونقله البغوي في تفسيره: ١/ ١٩٩ عن عطاء، وأورده ابن الجوزي في زاد المسير ١/ ٢٥٣ وقال: «رواه عطاء عن ابن عباس».
(٥) ما بين معقوفين عن نسخة «ج».
(٦) ينظر تفسير الطبري: (٤/ ٤١٧، ٤١٨)، وتفسير الفخر الرازي: ٦/ ٧٩.
(٧) في «ج» : الإصلاح.
(٨) ذكر نحوه الفخر الرازي في تفسيره: ٦/ ٨٠.
(٩) قال الزجاج في معانيه: ١/ ٢٩٩: «والنصب في «أن» في هذا الموضع هو الاختيار عند جميع النحويين». -
وانظر إعراب النحاس: (١/ ٣١١، ٣١٢)، والتبيان للعكبري: ١/ ١٧٨، والدر المصون:
٢/ ٤٢٦.
لوصول الفعل إليه مع الجار، أو خفض «١»، لأن التقدير: لأن تبروا، أي تكونوا بررة أتقياء إذا لم تجعلوه عرضة [أي: بدلة] «٢».
واللّغو «٣» : اليمين على الظن إذا تبين خلافه «٤»، أو ما يسبق به اللّسان عن سهو أو غضب من غير قصد «٥».
٢٢٦ يُؤْلُونَ: يحلفون، إيلاء وأليّة وألوة وألوة «٦».
والإيلاء هنا: قول الرّجل لامرأته: والله لا أقربك، أو حرّمها على نفسه بهذه النيّة، فإن فاء إليها بالوطء ورجع قبل أربعة أشهر كفّر عن يمينه، وإلّا بانت «٧».
واللّغو «٣» : اليمين على الظن إذا تبين خلافه «٤»، أو ما يسبق به اللّسان عن سهو أو غضب من غير قصد «٥».
٢٢٦ يُؤْلُونَ: يحلفون، إيلاء وأليّة وألوة وألوة «٦».
والإيلاء هنا: قول الرّجل لامرأته: والله لا أقربك، أو حرّمها على نفسه بهذه النيّة، فإن فاء إليها بالوطء ورجع قبل أربعة أشهر كفّر عن يمينه، وإلّا بانت «٧».
(١) وهو قول الكسائي والخليل كما في مشكل الإعراب لمكي: ١/ ١٣٠، وتفسير القرطبي: ٣/ ٩٩.
(٢) عن نسخة «ج».
(٣) من قوله تعالى: لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ... [البقرة: ٢٢٥].
(٤) أخرج الطبري- رحمه الله- نحو هذا القول في تفسيره: (٤/ ٤٣٢- ٤٣٧) عن أبي هريرة، وابن عباس، والحسن، ومجاهد، وقتادة، والسدي، وأبي مالك.
ونقله الماوردي في تفسيره: ١/ ٢٣٩ عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه.
(٥) أخرج الإمام البخاري- رحمه الله- في صحيحه: ٧/ ٢٢٥ كتاب الأيمان والنذور، باب:
لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ... عن عائشة رضي الله عنها قالت: «أنزلت في قوله: لا والله وبلى والله».
وأخرجه أبو داود في سننه: ٣/ ٥٧١، كتاب الأيمان والنذور، باب «لغو اليمين» عن عائشة مرفوعا.
وأخرجه الطبري في تفسيره: (٤/ ٤٢٨- ٤٣٢) عن عائشة، وابن عباس، والشعبي، وعكرمة. وهو قول الشافعي رحمه الله كما في: أحكام القرآن له: ٢/ ١١٠.
وقال الصنعاني في سبل السلام: ٤/ ٢٠٧: «وتفسير عائشة أقرب لأنها شاهدت التنزيل وهي عارفة بلغة العرب». [.....]
(٦) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٧٣، وتفسير الغريب لابن قتيبة: (٨٥، ٨٦)، وتفسير الطبري: ٤/ ٤٥٦، واللسان: ١٤/ ٤٠ (ألا).
(٧) ينظر معنى «الإيلاء» في اصطلاح الفقهاء، وشروطه، واختلاف المذاهب فيه في بدائع الصنائع: ٣/ ١٧٠، والخرشي على مختصر خليل: ٤/ ٨٩، ومغني المحتاج: ٣/ ٣٤٤، والمغني لابن قدامة: ٧/ ٢٩٨.
(٢) عن نسخة «ج».
(٣) من قوله تعالى: لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ... [البقرة: ٢٢٥].
(٤) أخرج الطبري- رحمه الله- نحو هذا القول في تفسيره: (٤/ ٤٣٢- ٤٣٧) عن أبي هريرة، وابن عباس، والحسن، ومجاهد، وقتادة، والسدي، وأبي مالك.
ونقله الماوردي في تفسيره: ١/ ٢٣٩ عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه.
(٥) أخرج الإمام البخاري- رحمه الله- في صحيحه: ٧/ ٢٢٥ كتاب الأيمان والنذور، باب:
لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ... عن عائشة رضي الله عنها قالت: «أنزلت في قوله: لا والله وبلى والله».
وأخرجه أبو داود في سننه: ٣/ ٥٧١، كتاب الأيمان والنذور، باب «لغو اليمين» عن عائشة مرفوعا.
وأخرجه الطبري في تفسيره: (٤/ ٤٢٨- ٤٣٢) عن عائشة، وابن عباس، والشعبي، وعكرمة. وهو قول الشافعي رحمه الله كما في: أحكام القرآن له: ٢/ ١١٠.
وقال الصنعاني في سبل السلام: ٤/ ٢٠٧: «وتفسير عائشة أقرب لأنها شاهدت التنزيل وهي عارفة بلغة العرب». [.....]
(٦) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٧٣، وتفسير الغريب لابن قتيبة: (٨٥، ٨٦)، وتفسير الطبري: ٤/ ٤٥٦، واللسان: ١٤/ ٤٠ (ألا).
(٧) ينظر معنى «الإيلاء» في اصطلاح الفقهاء، وشروطه، واختلاف المذاهب فيه في بدائع الصنائع: ٣/ ١٧٠، والخرشي على مختصر خليل: ٤/ ٨٩، ومغني المحتاج: ٣/ ٣٤٤، والمغني لابن قدامة: ٧/ ٢٩٨.
152
والتربّص: الانتظار «١»، أو مقلوبة أي: التصبّر «٢».
والقرء «٣» : الحيض «٤»، أقرأت: حاضت [فهي] «٥» مقرئ، وأصله- إن كان- الاجتماع بدليل القرآن، والقرية للنّاس وللنّمل، [واجتماع] «٦» الدّم في الحيض، وإلّا لسال دفعة.
وإن كان الانتقال «٧» من قرأت النجوم وأقرأت «٨»، فالانتقال إلى الحيض الذي هو طارئ.
ويقال: هو يقرئ جاريته أي: يستبرئها، واستقريت الأرض واقتريتها
والقرء «٣» : الحيض «٤»، أقرأت: حاضت [فهي] «٥» مقرئ، وأصله- إن كان- الاجتماع بدليل القرآن، والقرية للنّاس وللنّمل، [واجتماع] «٦» الدّم في الحيض، وإلّا لسال دفعة.
وإن كان الانتقال «٧» من قرأت النجوم وأقرأت «٨»، فالانتقال إلى الحيض الذي هو طارئ.
ويقال: هو يقرئ جاريته أي: يستبرئها، واستقريت الأرض واقتريتها
(١) معاني القرآن للزجاج: ١/ ٣٠١، ومفردات الراغب: ١٨٥، وتفسير الفخر الرازي:
٦/ ٨٦.
(٢) الدر المصون: ٢/ ٤٣٥.
(٣) من قوله تعالى: وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ... [البقرة: ٢٢٨].
(٤) هذا قول الإمام أبي حنيفة وأصحابه كما في أحكام القرآن للجصاص: ١/ ٣٦٤، والهداية:
٢/ ٢٨، واللباب لابن المنبجي: ٢/ ٧١٤.
وقد أخرجه الطبريّ في تفسيره: (٤/ ٥٠٠- ٥٠٣) عن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عباس، ومجاهد، وقتادة، وعكرمة، والضحاك، والربيع، والسّدّي.
وذكر ابن الجوزي هذا القول في زاد المسير: ١/ ٢٥٩ وزاد نسبته إلى علي بن أبي طالب، وأبي موسى، وعبادة بن الصامت، وأبي الدرداء، وسفيان الثوري، والأوزاعي.
وانظر تفسير ابن كثير: ١/ ٣٩٧، والدر المنثور: ١/ ٦٥٧.
وقد رجح ابن القيم هذا القول في زاد المعاد: (٥/ ٦٠٠، ٦٠١).
(٥) في الأصل: «فهو»، والمثبت في النص من «ك»، وانظر تفسير الطبري: ٣/ ١١٣.
(٦) في الأصل: «فاجتماع»، والمثبت في النص عن «ج».
(٧) في وضح البرهان: ١/ ٢٠٩: وإن كان الأصل «الانتقال» من قول العرب: قرأت النجوم وأقرأت... ».
(٨) قال أبو عبيدة في مجاز القرآن: ١/ ٧٤: «وأظنه أنا من قولهم: قد أقرأت النجوم، إذا غابت».
ونقل الفخر الرازي في تفسيره: ٦/ ٩٤ عن أبي عمرو بن العلاء قال: أن القرء هو الوقت، يقال: أقرأت النجوم إذا طلعت، وأقرأت إذا أفلت».
٦/ ٨٦.
(٢) الدر المصون: ٢/ ٤٣٥.
(٣) من قوله تعالى: وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ... [البقرة: ٢٢٨].
(٤) هذا قول الإمام أبي حنيفة وأصحابه كما في أحكام القرآن للجصاص: ١/ ٣٦٤، والهداية:
٢/ ٢٨، واللباب لابن المنبجي: ٢/ ٧١٤.
وقد أخرجه الطبريّ في تفسيره: (٤/ ٥٠٠- ٥٠٣) عن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عباس، ومجاهد، وقتادة، وعكرمة، والضحاك، والربيع، والسّدّي.
وذكر ابن الجوزي هذا القول في زاد المسير: ١/ ٢٥٩ وزاد نسبته إلى علي بن أبي طالب، وأبي موسى، وعبادة بن الصامت، وأبي الدرداء، وسفيان الثوري، والأوزاعي.
وانظر تفسير ابن كثير: ١/ ٣٩٧، والدر المنثور: ١/ ٦٥٧.
وقد رجح ابن القيم هذا القول في زاد المعاد: (٥/ ٦٠٠، ٦٠١).
(٥) في الأصل: «فهو»، والمثبت في النص من «ك»، وانظر تفسير الطبري: ٣/ ١١٣.
(٦) في الأصل: «فاجتماع»، والمثبت في النص عن «ج».
(٧) في وضح البرهان: ١/ ٢٠٩: وإن كان الأصل «الانتقال» من قول العرب: قرأت النجوم وأقرأت... ».
(٨) قال أبو عبيدة في مجاز القرآن: ١/ ٧٤: «وأظنه أنا من قولهم: قد أقرأت النجوم، إذا غابت».
ونقل الفخر الرازي في تفسيره: ٦/ ٩٤ عن أبي عمرو بن العلاء قال: أن القرء هو الوقت، يقال: أقرأت النجوم إذا طلعت، وأقرأت إذا أفلت».
153
ﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹ
ﳤ
ﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈﰉﰊﰋﰌﰍﰎﰏﰐﰑﰒﰓﰔﰕﰖﰗﰘﰙﰚ
ﳥ
ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂ
ﳦ
سرت فيها تنظر حالها.
وجمع قروء على الكثرة، لأنه حكم كلّ مطلّقة في الدّنيا فقد دخلها معنى الكثرة «١»، أو هو على تقدير: ثلاثة من القروء «٢».
٢٢٩ الطَّلاقُ مَرَّتانِ: أي: الطلاق الرّجعي، وسأل رجل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن الثالثة فقال «٣» : أَوْ تَسْرِيحٌ.
٢٣١ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ: قاربنه وشارفنه «٤»، أو بلغن أجل الرّجعة.
آياتِ اللَّهِ هُزُواً: كان الرجل يطلّق ويعتق ثم يقول: كنت هازلا [هازئا] «٥». وأمّا عموم اللّفظ: لا تستهزءوا بالأحكام مع كثرة فروعها.
ولا تعضلوهن «٦» : العضل: المنع والتضييق، أعضل الأمر أعيا،
وجمع قروء على الكثرة، لأنه حكم كلّ مطلّقة في الدّنيا فقد دخلها معنى الكثرة «١»، أو هو على تقدير: ثلاثة من القروء «٢».
٢٢٩ الطَّلاقُ مَرَّتانِ: أي: الطلاق الرّجعي، وسأل رجل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن الثالثة فقال «٣» : أَوْ تَسْرِيحٌ.
٢٣١ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ: قاربنه وشارفنه «٤»، أو بلغن أجل الرّجعة.
آياتِ اللَّهِ هُزُواً: كان الرجل يطلّق ويعتق ثم يقول: كنت هازلا [هازئا] «٥». وأمّا عموم اللّفظ: لا تستهزءوا بالأحكام مع كثرة فروعها.
ولا تعضلوهن «٦» : العضل: المنع والتضييق، أعضل الأمر أعيا،
(١) التبيان للعكبري: ١/ ١٨١، والدر المصون: ٢/ ٤٣٨.
(٢) هذا مذهب المبرد كما في المقتضب: (٢/ ١٥٦، ١٥٧)، وانظر الدر المصون: ٢/ ٤٣٩.
(٣) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه: ٦/ ٣٣٨، كتاب النكاح، باب (الطلاق مرتان)، عن أبي رزين الأسدي مرسلا، وكذا الطبري في تفسيره: ٤/ ٥٤٥. وقال الشيخ أحمد شاكر- رحمه الله-: «وهو حديث مرسل ضعيف»، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: ٧٥٦ (سورة البقرة)، والنحاس في ناسخه: ٨٢ عن أبي رزين، والبيهقي في سننه: ٧/ ٣٤٠، كتاب «الخلع والطلاق»، باب «ما جاء في موضع الطلقة الثالثة من كتاب الله عز وجل».
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ١/ ٦٦٤ وزاد نسبته إلى وكيع، وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وأبي داود، وابن مردويه عن أبي رزين الأسدي.
وأخرجه البيهقي في سننه: ٧/ ٣٤٠ عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ١/ ٦٦٤ وزاد نسبته إلى ابن مردويه عن أنس أيضا.
(٤) إعراب القرآن للنحاس: ١/ ٢٠٨، وتفسير الماوردي: ١/ ٢٤٧، وتفسير الفخر الرازي:
٦/ ١٨٧، وقال القرطبي في تفسيره: ٣/ ١٥٥: «معنى «بلغن» قاربن بإجماع من العلماء ولأن المعنى يضطر إلى ذلك لأنه بعد بلوغ الأجل لا خيار له في الإمساك، وهو في الآية التي بعدها بمعنى التناهي لأن المعنى يقتضي ذلك، فهو حقيقة في الثانية مجاز في الأولى». [.....]
(٥) من نسخة «ج».
(٦) من قوله تعالى: وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْواجَهُنَّ...
[البقرة: ٢٣٢].
(٢) هذا مذهب المبرد كما في المقتضب: (٢/ ١٥٦، ١٥٧)، وانظر الدر المصون: ٢/ ٤٣٩.
(٣) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه: ٦/ ٣٣٨، كتاب النكاح، باب (الطلاق مرتان)، عن أبي رزين الأسدي مرسلا، وكذا الطبري في تفسيره: ٤/ ٥٤٥. وقال الشيخ أحمد شاكر- رحمه الله-: «وهو حديث مرسل ضعيف»، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: ٧٥٦ (سورة البقرة)، والنحاس في ناسخه: ٨٢ عن أبي رزين، والبيهقي في سننه: ٧/ ٣٤٠، كتاب «الخلع والطلاق»، باب «ما جاء في موضع الطلقة الثالثة من كتاب الله عز وجل».
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ١/ ٦٦٤ وزاد نسبته إلى وكيع، وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وأبي داود، وابن مردويه عن أبي رزين الأسدي.
وأخرجه البيهقي في سننه: ٧/ ٣٤٠ عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ١/ ٦٦٤ وزاد نسبته إلى ابن مردويه عن أنس أيضا.
(٤) إعراب القرآن للنحاس: ١/ ٢٠٨، وتفسير الماوردي: ١/ ٢٤٧، وتفسير الفخر الرازي:
٦/ ١٨٧، وقال القرطبي في تفسيره: ٣/ ١٥٥: «معنى «بلغن» قاربن بإجماع من العلماء ولأن المعنى يضطر إلى ذلك لأنه بعد بلوغ الأجل لا خيار له في الإمساك، وهو في الآية التي بعدها بمعنى التناهي لأن المعنى يقتضي ذلك، فهو حقيقة في الثانية مجاز في الأولى». [.....]
(٥) من نسخة «ج».
(٦) من قوله تعالى: وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْواجَهُنَّ...
[البقرة: ٢٣٢].
154
وعضلت المرأة: عسرت ولادتها «١».
نزل «٢» في معقل بن يسار المزنيّ «٣»، منع أخته جميلة «٤» الرجوع إلى زوجها الأول أبي البدّاح «٥» بن عاصم. وقوله «٦» : فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ في
نزل «٢» في معقل بن يسار المزنيّ «٣»، منع أخته جميلة «٤» الرجوع إلى زوجها الأول أبي البدّاح «٥» بن عاصم. وقوله «٦» : فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ في
(١) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٨٨، وتفسير الطبري: ٥/ ٢٤، وتفسير الماوردي:
١/ ٢٤٨، ومفردات الراغب: ٣٣٨، واللسان: ١١/ ٤٥١ (عضل).
(٢) صحيح البخاري:
وانظر تفسير الطبري: (٥/ ١٧- ٢٠)، وأسباب النزول للواحدي: (١١١- ١١٤)، وتفسير ابن كثير: ١/ ٤١٦.
(٣) هو معقل بن يسار بن عبد الله بن معبر المزني، صحابي جليل، أسلم قبل الحديبية، وشهد بيعة الرضوان.
ترجمته في الاستيعاب: ٣/ ١٤٣٢، وأسد الغابة: ٥/ ٢٣٢، والإصابة: ٦/ ١٨٤.
(٤) في «ك» و «ج» :«جميل»، والذي ورد في الأصل ذكره الحافظ ابن حجر في الفتح: ٩/ ٩٣ عن الثعلبي.
وورد في رواية الطبري في تفسيره: ٥/ ٢٠ عن ابن جريج أن اسمها «جمل»، وكذا في غوامض الأسماء المبهمة لابن بشكوال: ١/ ٢٩٣، والإصابة: ٧/ ٥٥٥ (ترجمة جمل بنت يسار).
وذكر السهيلي في التعريف والإعلام: ٢٩ أن اسمها «جميل»، وقيل: اسمها «ليلى».
وذكر الحافظ في الفتح: ٩/ ٩٣ قولا آخر في اسمها وهو «فاطمة» ثم قال: «ويحتمل التعدد بأن لها اسمان ولقب أو لقب واسم».
(٥) ترجمة أبي البدّاح بن عاصم بن عدي الأنصاري في الاستيعاب: ٤/ ١٦٠٨، وأسد الغابة:
٦/ ٢٧، والإصابة: ٧/ ٣٥.
(٦) سورة البقرة: آية: ٢٢٩.
وقد ثبت اسم جميلة في سبب نزول هذه الآية فيما أخرجه الإمام البخاري- رحمه الله- تعليقا عن عكرمة (صحيح البخاري: ٦/ ١٧١، كتاب الطلاق، باب «الخلع وكيف الطلاق فيه» ).
وثبت ذلك أيضا في رواية أخرجها ابن ماجة في سننه: ١/ ٦٦٣، كتاب الطلاق، باب «المختلعة تأخذ ما أعطاها، عن ابن عباس رضي الله عنهما، وذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره: ١/ ٤٠٣ وعزا إخراجه إلى أبي بكر بن مردويه عن ابن عباس أيضا.
وقيل في اسم المختلعة: حبيبة بنت سهل، كما في موطأ الإمام مالك: ٢/ ٥٦٤، كتاب الطلاق، باب «وما جاء في الخلع»، ومسند الإمام أحمد: (٦/ ٤٣٣، ٤٣٤)، وسنن أبي داود: (٢/ ٦٦٨، ٦٦٩)، كتاب الطلاق، باب «ما جاء في الخلع»، وتفسير الطبري:
٤/ ٥٥٥، وتفسير ابن كثير: ١/ ٤٠٢.
١/ ٢٤٨، ومفردات الراغب: ٣٣٨، واللسان: ١١/ ٤٥١ (عضل).
(٢) صحيح البخاري:
٥/ ١٦٠، كتاب التفسير، باب (وإذا طلقتم النساء | )، وليس فيه ذكر لاسم المرأة وزوجها. |
(٣) هو معقل بن يسار بن عبد الله بن معبر المزني، صحابي جليل، أسلم قبل الحديبية، وشهد بيعة الرضوان.
ترجمته في الاستيعاب: ٣/ ١٤٣٢، وأسد الغابة: ٥/ ٢٣٢، والإصابة: ٦/ ١٨٤.
(٤) في «ك» و «ج» :«جميل»، والذي ورد في الأصل ذكره الحافظ ابن حجر في الفتح: ٩/ ٩٣ عن الثعلبي.
وورد في رواية الطبري في تفسيره: ٥/ ٢٠ عن ابن جريج أن اسمها «جمل»، وكذا في غوامض الأسماء المبهمة لابن بشكوال: ١/ ٢٩٣، والإصابة: ٧/ ٥٥٥ (ترجمة جمل بنت يسار).
وذكر السهيلي في التعريف والإعلام: ٢٩ أن اسمها «جميل»، وقيل: اسمها «ليلى».
وذكر الحافظ في الفتح: ٩/ ٩٣ قولا آخر في اسمها وهو «فاطمة» ثم قال: «ويحتمل التعدد بأن لها اسمان ولقب أو لقب واسم».
(٥) ترجمة أبي البدّاح بن عاصم بن عدي الأنصاري في الاستيعاب: ٤/ ١٦٠٨، وأسد الغابة:
٦/ ٢٧، والإصابة: ٧/ ٣٥.
(٦) سورة البقرة: آية: ٢٢٩.
وقد ثبت اسم جميلة في سبب نزول هذه الآية فيما أخرجه الإمام البخاري- رحمه الله- تعليقا عن عكرمة (صحيح البخاري: ٦/ ١٧١، كتاب الطلاق، باب «الخلع وكيف الطلاق فيه» ).
وثبت ذلك أيضا في رواية أخرجها ابن ماجة في سننه: ١/ ٦٦٣، كتاب الطلاق، باب «المختلعة تأخذ ما أعطاها، عن ابن عباس رضي الله عنهما، وذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره: ١/ ٤٠٣ وعزا إخراجه إلى أبي بكر بن مردويه عن ابن عباس أيضا.
وقيل في اسم المختلعة: حبيبة بنت سهل، كما في موطأ الإمام مالك: ٢/ ٥٦٤، كتاب الطلاق، باب «وما جاء في الخلع»، ومسند الإمام أحمد: (٦/ ٤٣٣، ٤٣٤)، وسنن أبي داود: (٢/ ٦٦٨، ٦٦٩)، كتاب الطلاق، باب «ما جاء في الخلع»، وتفسير الطبري:
٤/ ٥٥٥، وتفسير ابن كثير: ١/ ٤٠٢.
155
[ فلا تعضلوهن ] العضل : المنع والتضييق، أعضل الأمر أعيا، وعضلت المرأة عسرت ولادتها١. نزل في معقل ببت يسار المزني٢ منع أخته جميلة٣ حين أرادت الرجوع إلى زوجها عبد الله٤ بن عاصم٥.
١ الصحاح مادة "عضل" ج٥ ص١٧٦٦، وعمدة الحفاظ ص٣٦٨..
٢ هو معقل بن يسار بن عبد الله بن معبر المزني، صحابي أسلم قبل الحديبية، وشهد بيعة الرضوان نزل البصرة ومات بها في خلافة معاوية رضي الله عنه. الإصابة ج٩ ص٢٥٩..
٣ هي جميلة بنت يسار المزينة. وذكر الطبري عن ابن جريح أن اسمها "جميل" وكذا سماها ابن حجر في فتح الباري، وسماها ابن فتحون "جمل" بغير تصعير وقيل اسمها "ليلى" وقيل "فاطمة" يقول ابن حجر ويحتمل التعدد بأن يكون لها اسمان ولقب أو لقبان واسم. انظر جامع البيان ج٢ ص٤٥٨ وفتح الباري ج٩ ص١٦٠، والإصابة ج١٢ ص١٧٤..
٤ في ب عبيد الله..
٥ ذكر ابن حجر أن الرجل هو: أبو البداح بن عاصم الأنصاري، ونقل عن عز بن عبد السلام في كتابه "المجاز" أن اسمه عبد الله بن رواحة. انظر فتح الباري ج٩ ص١٦٠، والإصابة ج١١ ص٣٢.
والأثر أخرجه البخاري بلفظ آخر وهو أن الحسن قال حدثني معقل بن يسار أنها نزلت فيه قال زوجتك أختا لي من رجل فطلقها حتى إذا انقضت عدتها جاء يخطبها فقلت له: زوجتك وفرشتك وأكرمتك فطلقتها ثم جئت تخطبها، لا والله لا تعود إليك أبدا، وكان رجلا لا بأس به، وكانت المرأة تريد أن ترجع إليه. فأنزل الله هذه الآية" [فلا تعضلوهن] فقلت: الآن أفعل يا رسول الله قال: فزوجها إياه.
صحيح البخاري ج٦ ص١٣٣، في كتاب النكاح من قال لا نكاح إلا بولي..
٢ هو معقل بن يسار بن عبد الله بن معبر المزني، صحابي أسلم قبل الحديبية، وشهد بيعة الرضوان نزل البصرة ومات بها في خلافة معاوية رضي الله عنه. الإصابة ج٩ ص٢٥٩..
٣ هي جميلة بنت يسار المزينة. وذكر الطبري عن ابن جريح أن اسمها "جميل" وكذا سماها ابن حجر في فتح الباري، وسماها ابن فتحون "جمل" بغير تصعير وقيل اسمها "ليلى" وقيل "فاطمة" يقول ابن حجر ويحتمل التعدد بأن يكون لها اسمان ولقب أو لقبان واسم. انظر جامع البيان ج٢ ص٤٥٨ وفتح الباري ج٩ ص١٦٠، والإصابة ج١٢ ص١٧٤..
٤ في ب عبيد الله..
٥ ذكر ابن حجر أن الرجل هو: أبو البداح بن عاصم الأنصاري، ونقل عن عز بن عبد السلام في كتابه "المجاز" أن اسمه عبد الله بن رواحة. انظر فتح الباري ج٩ ص١٦٠، والإصابة ج١١ ص٣٢.
والأثر أخرجه البخاري بلفظ آخر وهو أن الحسن قال حدثني معقل بن يسار أنها نزلت فيه قال زوجتك أختا لي من رجل فطلقها حتى إذا انقضت عدتها جاء يخطبها فقلت له: زوجتك وفرشتك وأكرمتك فطلقتها ثم جئت تخطبها، لا والله لا تعود إليك أبدا، وكان رجلا لا بأس به، وكانت المرأة تريد أن ترجع إليه. فأنزل الله هذه الآية" [فلا تعضلوهن] فقلت: الآن أفعل يا رسول الله قال: فزوجها إياه.
صحيح البخاري ج٦ ص١٣٣، في كتاب النكاح من قال لا نكاح إلا بولي..
جميلة «١» بنت عبد الله بن أبيّ بن سلول خالعت زوجها ثابت «٢» بن قيس بن شمّاس بمهرها.
[١٤/ ب] ٢٣٣ لا تُضَارَّ والِدَةٌ بِوَلَدِها: بأخذ ولدها بعد/ ما [رضي] «٣» بها.
وَلا مَوْلُودٌ لَهُ: أي: الأب بردّ الولد عليه بعد ما عرف أمه ولا يقبل ثدي غيرها.
وَعَلَى الْوارِثِ مِثْلُ ذلِكَ: أي: على وارث الولد من النّفقة، وترك المضارّة «٤» ما على المولود له وهو الوالد إذا كان حيّا.
فِصالًا: فطاما قبل الحولين «٥». و «التراضي» لئلا يكره أحدهما
[١٤/ ب] ٢٣٣ لا تُضَارَّ والِدَةٌ بِوَلَدِها: بأخذ ولدها بعد/ ما [رضي] «٣» بها.
وَلا مَوْلُودٌ لَهُ: أي: الأب بردّ الولد عليه بعد ما عرف أمه ولا يقبل ثدي غيرها.
وَعَلَى الْوارِثِ مِثْلُ ذلِكَ: أي: على وارث الولد من النّفقة، وترك المضارّة «٤» ما على المولود له وهو الوالد إذا كان حيّا.
فِصالًا: فطاما قبل الحولين «٥». و «التراضي» لئلا يكره أحدهما
(١) ترجمتها في الاستيعاب: ٤/ ١٨٠٢، وأسد الغابة: ٧/ ٥٤، والإصابة: (٧/ ٥٦٢، ٥٦٣).
(٢) ثابت بن قيس بن شمّاس الخزرجي الأنصاري، صحابي جليل، استشهد يوم اليمامة في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه.
ترجمته في: الاستيعاب: (١/ ٢٠٠- ٢٠٣)، وأسد الغابة: (١/ ٢٧٥، ٢٧٦)، والإصابة:
(١/ ٣٩٥- ٣٩٦).
(٣) في الأصل: «رضيت»، والمثبت في النص عن «ج».
(٤) على الأمرين معا وهما: النفقة، وترك المضارة. وهذا مذهب الحنفية كما في أحكام القرآن للجصاص: (١/ ٤٠٦، ٤٠٧)، وتفسير النسفي: ١/ ١١٨.
وأورده ابن كثير في تفسيره: ١/ ٤١٨ وقال: «وهو قول الجمهور».
ونقل ابن العربي هذا القول في أحكام القرآن: ١/ ٢٠٥ عن قتادة والحسن، وقال: «ويسند إلى عمر رضي الله عنه، فأوجبوا على قرابة المولود الذين يرثونه نفقته إذا عدم أبوه في تفصيل طويل لا معنى له. وقالت طائفة من العلماء: إن قوله تعالى: وَعَلَى الْوارِثِ مِثْلُ ذلِكَ لا يرجع إلى جميع ما تقدم كله وإنما يرجع إلى تحريم الإضرار. والمعنى: وعلى الوارث من تحريم الإضرار بالأم ما على الأب. وهذا هو الأصل فمن ادعى أنه يرجع العطف فيه إلى جميع ما تقدم فعليه الدليل... ».
وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: ٢/ ٢٩٧: «فالإجماع من الأمّة ألا يضار الوارث، والخلاف هل عليه رزق وكسوة أم لا؟».
وانظر تفسير القرطبي: (٣/ ١٦٩، ١٧٠)، والبحر المحيط: ٢/ ٢١٦.
(٥) معاني الزجاج: ١/ ٣١٣، معاني النحاس: ١/ ٢٢٠، وقال فيه: «وأصل «الفصال» في اللّغة التفريق، والمعنى (عن تراض) من الأبوين ومشاورة ليكون ذلك من غير إضرار منهما بالولد».
وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: ٢/ ٢٩٨: «الضمير في أَرادا للوالدين، وفِصالًا معناه: فطاما عن الرضاع، ولا يقع التشاور ولا يجوز التراضي إلا بما لا ضرر فيه على المولود،... وتحرير القول في هذا أن فصله قبل الحولين لا يصح إلا بتراضيهما، وألا يكون على المولود ضرر، وأما بعد تمامها فمن دعا إلى الفصل فذلك له، إلا أن يكون في ذلك على الصبي ضرر».
(٢) ثابت بن قيس بن شمّاس الخزرجي الأنصاري، صحابي جليل، استشهد يوم اليمامة في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه.
ترجمته في: الاستيعاب: (١/ ٢٠٠- ٢٠٣)، وأسد الغابة: (١/ ٢٧٥، ٢٧٦)، والإصابة:
(١/ ٣٩٥- ٣٩٦).
(٣) في الأصل: «رضيت»، والمثبت في النص عن «ج».
(٤) على الأمرين معا وهما: النفقة، وترك المضارة. وهذا مذهب الحنفية كما في أحكام القرآن للجصاص: (١/ ٤٠٦، ٤٠٧)، وتفسير النسفي: ١/ ١١٨.
وأورده ابن كثير في تفسيره: ١/ ٤١٨ وقال: «وهو قول الجمهور».
ونقل ابن العربي هذا القول في أحكام القرآن: ١/ ٢٠٥ عن قتادة والحسن، وقال: «ويسند إلى عمر رضي الله عنه، فأوجبوا على قرابة المولود الذين يرثونه نفقته إذا عدم أبوه في تفصيل طويل لا معنى له. وقالت طائفة من العلماء: إن قوله تعالى: وَعَلَى الْوارِثِ مِثْلُ ذلِكَ لا يرجع إلى جميع ما تقدم كله وإنما يرجع إلى تحريم الإضرار. والمعنى: وعلى الوارث من تحريم الإضرار بالأم ما على الأب. وهذا هو الأصل فمن ادعى أنه يرجع العطف فيه إلى جميع ما تقدم فعليه الدليل... ».
وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: ٢/ ٢٩٧: «فالإجماع من الأمّة ألا يضار الوارث، والخلاف هل عليه رزق وكسوة أم لا؟».
وانظر تفسير القرطبي: (٣/ ١٦٩، ١٧٠)، والبحر المحيط: ٢/ ٢١٦.
(٥) معاني الزجاج: ١/ ٣١٣، معاني النحاس: ١/ ٢٢٠، وقال فيه: «وأصل «الفصال» في اللّغة التفريق، والمعنى (عن تراض) من الأبوين ومشاورة ليكون ذلك من غير إضرار منهما بالولد».
وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: ٢/ ٢٩٨: «الضمير في أَرادا للوالدين، وفِصالًا معناه: فطاما عن الرضاع، ولا يقع التشاور ولا يجوز التراضي إلا بما لا ضرر فيه على المولود،... وتحرير القول في هذا أن فصله قبل الحولين لا يصح إلا بتراضيهما، وألا يكون على المولود ضرر، وأما بعد تمامها فمن دعا إلى الفصل فذلك له، إلا أن يكون في ذلك على الصبي ضرر».
الفطام [أو ليرضى] «١» بما لا يعلمه الآخر.
والتشاور: ليكون التراضي عن تفكر فلا تضرّ «٢» الرضيع. فسبحانه وبحمده يؤدّب الكبير ولا [يهمل] «٣» الصّغير.
تَسْتَرْضِعُوا أَوْلادَكُمْ: أي: لأولادكم «٤» إذا أرادت الأمّ أن تتزوج وحذفت اللام، لأن الاسترضاع لا يكون إلّا للأولاد.
٢٣٥ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا: لا تشاوروهنّ بالنكاح، أو لا تنكحوهن سرا «٥».
والتشاور: ليكون التراضي عن تفكر فلا تضرّ «٢» الرضيع. فسبحانه وبحمده يؤدّب الكبير ولا [يهمل] «٣» الصّغير.
تَسْتَرْضِعُوا أَوْلادَكُمْ: أي: لأولادكم «٤» إذا أرادت الأمّ أن تتزوج وحذفت اللام، لأن الاسترضاع لا يكون إلّا للأولاد.
٢٣٥ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا: لا تشاوروهنّ بالنكاح، أو لا تنكحوهن سرا «٥».
(١) عن نسخة «ج». [.....]
(٢) في «ج» : يردّ.
(٣) في الأصل: «يمهل»، والمثبت في النّص من «ك»، ومن وضح البرهان للمؤلف.
(٤) هذا قول الزجاج في معانيه: ١/ ٣١٤، ونسبه إليه- أيضا- النحاس في معانيه: ١/ ٢٢١، والقرطبي في تفسيره: ٣/ ١٧٢.
قال النحاس في إعراب القرآن: ١/ ٣١٧: «التقدير في العربية: وإن أردتم أن تسترضعوا أجنبية لأولادكم وحذفت اللام لأنه يتعدى إلى مفعولين أحدهما بحرف... ».
وانظر البحر المحيط: ٢/ ٢١٨، والدر المصون: (٢/ ٤٧٣، ٤٧٤).
(٥) وهو قول عبد الرحمن بن زيد.
أخرجه الطبريّ في تفسيره: ٥/ ١١٠، ونقله الماوردي في تفسيره: ١/ ٢٥٤، والبغوي في تفسيره: ١/ ٢١٦، وابن الجوزي في زاد المسير: ١/ ٢٧٨، والقرطبي في تفسيره: ٣/ ١٩١ عن ابن زيد أيضا.
قال النحاس في معانيه: ١/ ٢٢٨: «ولا يكون السرّ النكاح الصحيح، لأنه لا يكون إلّا بولي وشاهدين، وهذا علانية».
وقال الفخر الرازي في تفسيره: ٦/ ١٤٢: «السر ضد الجهر والإعلان، فيحتمل أن يكون السر هاهنا صفة المواعدة على شيء: ولا تواعدوهن مواعدة سرية. ويحتمل أن يكون صفة للموعود به على معنى: ولا توعدوهن بالشيء الذي يكون موصوفا بوصف كونه سرا... ».
(٢) في «ج» : يردّ.
(٣) في الأصل: «يمهل»، والمثبت في النّص من «ك»، ومن وضح البرهان للمؤلف.
(٤) هذا قول الزجاج في معانيه: ١/ ٣١٤، ونسبه إليه- أيضا- النحاس في معانيه: ١/ ٢٢١، والقرطبي في تفسيره: ٣/ ١٧٢.
قال النحاس في إعراب القرآن: ١/ ٣١٧: «التقدير في العربية: وإن أردتم أن تسترضعوا أجنبية لأولادكم وحذفت اللام لأنه يتعدى إلى مفعولين أحدهما بحرف... ».
وانظر البحر المحيط: ٢/ ٢١٨، والدر المصون: (٢/ ٤٧٣، ٤٧٤).
(٥) وهو قول عبد الرحمن بن زيد.
أخرجه الطبريّ في تفسيره: ٥/ ١١٠، ونقله الماوردي في تفسيره: ١/ ٢٥٤، والبغوي في تفسيره: ١/ ٢١٦، وابن الجوزي في زاد المسير: ١/ ٢٧٨، والقرطبي في تفسيره: ٣/ ١٩١ عن ابن زيد أيضا.
قال النحاس في معانيه: ١/ ٢٢٨: «ولا يكون السرّ النكاح الصحيح، لأنه لا يكون إلّا بولي وشاهدين، وهذا علانية».
وقال الفخر الرازي في تفسيره: ٦/ ١٤٢: «السر ضد الجهر والإعلان، فيحتمل أن يكون السر هاهنا صفة المواعدة على شيء: ولا تواعدوهن مواعدة سرية. ويحتمل أن يكون صفة للموعود به على معنى: ولا توعدوهن بالشيء الذي يكون موصوفا بوصف كونه سرا... ».
يَبْلُغَ الْكِتابُ أَجَلَهُ: تنقضي العدّة «١»، والكتاب ما كتب عليها من الحداد والقرار.
٢٣٦ لا جُناحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّساءَ ما لَمْ تَمَسُّوهُنَّ: لأنّها لا تطلّق في طهر المسيس «٢».
أو لا جناح في النّفقة والمهر سوى متعة قدر المكنة، وأدنى متعة الطلاق درع وخمار «٣». وتخصيص المحسن لأنّهم الّذين يقبلونه ويعملون به.
ونصب مَتاعاً على المصدر «٤» من «متعوهنّ»، ويجوز
٢٣٦ لا جُناحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّساءَ ما لَمْ تَمَسُّوهُنَّ: لأنّها لا تطلّق في طهر المسيس «٢».
أو لا جناح في النّفقة والمهر سوى متعة قدر المكنة، وأدنى متعة الطلاق درع وخمار «٣». وتخصيص المحسن لأنّهم الّذين يقبلونه ويعملون به.
ونصب مَتاعاً على المصدر «٤» من «متعوهنّ»، ويجوز
(١) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٩٠، وتفسير الطبري: (٥/ ١١٥، ١١٦)، وتفسير البغوي:
(١/ ٢١٦، ٢١٧)، والمحرر الوجيز: ٢/ ٣١٠، وتفسير ابن كثير: ١/ ٤٢٣.
(٢) أي في طهر جامعها فيه زوجها.
قال الطبري- رحمه الله- في تفسيره: ٥/ ١١٨: «والمماسّة في هذا الموضع كناية عن اسم الجماع».
(٣) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره: (٥/ ١٢١، ١٢٢) عن الربيع بن أنس، وقتادة، والشعبي.
ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: ١/ ٢٨٠ عن الإمام أحمد.
قال الجصاص في أحكام القرآن: ١/ ٤٣٣: «وإثبات المقدار على اعتبار حاله في الإعسار واليسار طريقه الاجتهاد وغالب الظن، ويختلف ذلك في الأزمان أيضا لأن الله تعالى شرط في مقدارها شيئين:
- أحدهما: اعتبارها بيسار الرجل وإعساره.
- والثاني: أن يكون بالمعروف مع ذلك، فوجب اعتبار المعنيين في ذلك... ».
وانظر الأقوال التي قيلت في مقدار المتعة في تفسير الماوردي: ١/ ٢٥٥، وتفسير البغوي: ١/ ٢١٨، وتفسير القرطبي: ٣/ ٢٠١.
(٤) ذكره أبو حيان في البحر المحيط: ٢/ ٢٣٤، والسمين الحلبي في الدر المصون: ٢/ ٤٩٠.
قال أبو حيان: «وتحريره أن المتاع هو ما يمتع به، فهو اسم له، ثم أطلق على المصدر على سبيل المجاز والعامل فيه: وَمَتِّعُوهُنَّ، ولو جاء على أصل مصدر وَمَتِّعُوهُنَّ لكان «تمتيعا».
(١/ ٢١٦، ٢١٧)، والمحرر الوجيز: ٢/ ٣١٠، وتفسير ابن كثير: ١/ ٤٢٣.
(٢) أي في طهر جامعها فيه زوجها.
قال الطبري- رحمه الله- في تفسيره: ٥/ ١١٨: «والمماسّة في هذا الموضع كناية عن اسم الجماع».
(٣) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره: (٥/ ١٢١، ١٢٢) عن الربيع بن أنس، وقتادة، والشعبي.
ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: ١/ ٢٨٠ عن الإمام أحمد.
قال الجصاص في أحكام القرآن: ١/ ٤٣٣: «وإثبات المقدار على اعتبار حاله في الإعسار واليسار طريقه الاجتهاد وغالب الظن، ويختلف ذلك في الأزمان أيضا لأن الله تعالى شرط في مقدارها شيئين:
- أحدهما: اعتبارها بيسار الرجل وإعساره.
- والثاني: أن يكون بالمعروف مع ذلك، فوجب اعتبار المعنيين في ذلك... ».
وانظر الأقوال التي قيلت في مقدار المتعة في تفسير الماوردي: ١/ ٢٥٥، وتفسير البغوي: ١/ ٢١٨، وتفسير القرطبي: ٣/ ٢٠١.
(٤) ذكره أبو حيان في البحر المحيط: ٢/ ٢٣٤، والسمين الحلبي في الدر المصون: ٢/ ٤٩٠.
قال أبو حيان: «وتحريره أن المتاع هو ما يمتع به، فهو اسم له، ثم أطلق على المصدر على سبيل المجاز والعامل فيه: وَمَتِّعُوهُنَّ، ولو جاء على أصل مصدر وَمَتِّعُوهُنَّ لكان «تمتيعا».
حالا «١» من قَدَرُهُ. وحَقًّا على الحال من قوله بِالْمَعْرُوفِ، ويجوز تأكيدا لمعنى الجملة، أي: أخبركم به حقا.
٢٣٧ أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ: هو الزّوج «٢» لا غير، وعفوه إذا
٢٣٧ أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ: هو الزّوج «٢» لا غير، وعفوه إذا
(١) إعراب القرآن للنحاس: ١/ ٣١٩، ومشكل الإعراب لمكي: ١/ ١٣٢، وفي البحر:
٢/ ٢٣٤: «وجوّزوا فيه أن يكون منصوبا على الحال، والعامل فيها ما يتعلق به الجار والمجرور، وصاحب الحال الضمير المستكن في ذلك العامل، والتقدير: قدر الموسع يستقر عليه في حال كونه متاعا... ».
(٢) ورد هذا المعنى في أثر أخرجه الطبريّ في تفسيره: ٥/ ١٥٧ عن عمرو بن شعيب ورفعه.
وكذا ابن أبي حاتم في تفسيره: (٨٤٢، ٨٤٣)، والبيهقي في سننه: (٧/ ٢٥١، ٢٥٢)، كتاب الصداق باب «من قال الذي بيده عقدة النكاح الزوج». وأورده السيوطي في الدر المنثور: ١/ ٦٩٩ وزاد نسبته إلى الطبراني عن عمرو بن شعيب مرفوعا، وقال: «بسند حسن».
وأخرج الطبري هذا القول أيضا عن علي بن أبي طالب، وابن عباس، وشريح، وابن سيرين، وسعيد بن المسيب، وسعيد بن جبير، ومحمد بن كعب القرظي، والشعبي، والضحاك، والربيع بن أنس.
وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف: ٤/ ٢٨١، كتاب النكاح، باب «في قوله تعالى: أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، ومجاهد، والضحاك، وشريح، وابن المسيب، والشعبي، ونافع، ومحمد بن كعب.
وهو قول الإمام أبي حنيفة وأصحابه، كما في: أحكام القرآن للجصاص: ١/ ٤٣٩، وتفسير النسفي: ١/ ١٢١.
وقال الكيا الهراس في أحكام القرآن: ١/ ٣٠٥: «وهو أصح قولي الشافعي».
وقيل في الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ: الوليّ، أخرجه الطبري في تفسيره: (٥/ ١٤٦- ١٤٩) عن ابن عباس، والحسن، وعلقمة، وشريح، والشعبي، والزهري.
وانظر القولين في أحكام القرآن لابن العربي: (١/ ٢١٩، ٢٢٠)، وتفسير القرطبي:
(٣/ ٢٠٦، ٢٠٧)، وتفسير ابن كثير: (١/ ٤٢٥، ٤٢٦).
ورجح الطبري في تفسيره: ٥/ ١٥٨ الأول بقوله: «وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال: المعني بقوله: الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ، الزوج. وذلك لإجماع الجميع على أن وليّ جارية بكر أو ثيب صبية صغيرة كانت أو مدركة كبيرة، لو أبرأ زوجها من مهرها قبل طلاقها إياها، أو وهبه له أو عفا له عنه إن إبراءه ذلك وعفوه له عنه باطل، وأن صداقها عليه ثابت ثبوته قبل إبرائه إياه منه... ».
٢/ ٢٣٤: «وجوّزوا فيه أن يكون منصوبا على الحال، والعامل فيها ما يتعلق به الجار والمجرور، وصاحب الحال الضمير المستكن في ذلك العامل، والتقدير: قدر الموسع يستقر عليه في حال كونه متاعا... ».
(٢) ورد هذا المعنى في أثر أخرجه الطبريّ في تفسيره: ٥/ ١٥٧ عن عمرو بن شعيب ورفعه.
وكذا ابن أبي حاتم في تفسيره: (٨٤٢، ٨٤٣)، والبيهقي في سننه: (٧/ ٢٥١، ٢٥٢)، كتاب الصداق باب «من قال الذي بيده عقدة النكاح الزوج». وأورده السيوطي في الدر المنثور: ١/ ٦٩٩ وزاد نسبته إلى الطبراني عن عمرو بن شعيب مرفوعا، وقال: «بسند حسن».
وأخرج الطبري هذا القول أيضا عن علي بن أبي طالب، وابن عباس، وشريح، وابن سيرين، وسعيد بن المسيب، وسعيد بن جبير، ومحمد بن كعب القرظي، والشعبي، والضحاك، والربيع بن أنس.
وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف: ٤/ ٢٨١، كتاب النكاح، باب «في قوله تعالى: أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، ومجاهد، والضحاك، وشريح، وابن المسيب، والشعبي، ونافع، ومحمد بن كعب.
وهو قول الإمام أبي حنيفة وأصحابه، كما في: أحكام القرآن للجصاص: ١/ ٤٣٩، وتفسير النسفي: ١/ ١٢١.
وقال الكيا الهراس في أحكام القرآن: ١/ ٣٠٥: «وهو أصح قولي الشافعي».
وقيل في الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ: الوليّ، أخرجه الطبري في تفسيره: (٥/ ١٤٦- ١٤٩) عن ابن عباس، والحسن، وعلقمة، وشريح، والشعبي، والزهري.
وانظر القولين في أحكام القرآن لابن العربي: (١/ ٢١٩، ٢٢٠)، وتفسير القرطبي:
(٣/ ٢٠٦، ٢٠٧)، وتفسير ابن كثير: (١/ ٤٢٥، ٤٢٦).
ورجح الطبري في تفسيره: ٥/ ١٥٨ الأول بقوله: «وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال: المعني بقوله: الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ، الزوج. وذلك لإجماع الجميع على أن وليّ جارية بكر أو ثيب صبية صغيرة كانت أو مدركة كبيرة، لو أبرأ زوجها من مهرها قبل طلاقها إياها، أو وهبه له أو عفا له عنه إن إبراءه ذلك وعفوه له عنه باطل، وأن صداقها عليه ثابت ثبوته قبل إبرائه إياه منه... ».
سلّم كلّ المهر لا [يرتجع] «١» النصف بالطّلاق، أو إن لم يسلّم وفّاه كملا، كأنه من عفوت الشّيء إذا وفرته وتركته حتى يكثر «٢».
وفي الحديث «٣» :«ويرعون عفاءها»، والعفاء: ما ليس لأحد فيه ملك».
وأبهمت الصّلاة الوسطى مع فضلها ليحافظ على الصّلوات، ولهذا أخفيت ليلة القدر.
٢٣٩ فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالًا: صلّوا على أرجلكم، أو على ركابكم «٥» وقوفا ومشاة وسمّي الرّاجل لأنّه يستعمل رجله في المشي «٦».
٢٤٠ غَيْرَ إِخْراجٍ: نصب على صفة «المتاع» «٧».
[١٥/ أ] فَإِنْ خَرَجْنَ: أي: بعد/ الحول، أو قبل الحول إذا سكنّ في بيوتهن.
فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ: في قطع نفقة السّكنى.
والوصية للأزواج والعدّة إلى الحول منسوختان «٨»، ومن لا يرى
وفي الحديث «٣» :«ويرعون عفاءها»، والعفاء: ما ليس لأحد فيه ملك».
وأبهمت الصّلاة الوسطى مع فضلها ليحافظ على الصّلوات، ولهذا أخفيت ليلة القدر.
٢٣٩ فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالًا: صلّوا على أرجلكم، أو على ركابكم «٥» وقوفا ومشاة وسمّي الرّاجل لأنّه يستعمل رجله في المشي «٦».
٢٤٠ غَيْرَ إِخْراجٍ: نصب على صفة «المتاع» «٧».
[١٥/ أ] فَإِنْ خَرَجْنَ: أي: بعد/ الحول، أو قبل الحول إذا سكنّ في بيوتهن.
فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ: في قطع نفقة السّكنى.
والوصية للأزواج والعدّة إلى الحول منسوختان «٨»، ومن لا يرى
(١) في الأصل: «يرتجعه»، والمثبت في النص عن «ك» و «ج».
(٢) غريب الحديث للخطابي: ٢/ ٢٩٣، واللسان: ١٥/ ٧٦ (عفا).
(٣) ذكره ابن الجوزي في غريب الحديث: ٢/ ١٠٩، وابن الأثير في النهاية: ٣/ ٢٦٦.
(٤) اللسان: ١٥/ ٧٩ (عفا). [.....]
(٥) من قوله تعالى: حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ البقرة:
٢٣٨.
(٦) من قوله تعالى: أَوْ رُكْباناً.
(٧) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٩٢، ومفردات الراغب: ١٩٠، والبحر المحيط:
٢/ ٢٤٣.
(٨) أي نسخت الوصية بنزول الفرائض، ونسخت العدة إلى الحول بالأربعة أشهر وعشرا. أما نسخ الوصية فبقوله تعالى: وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ سورة النساء: ١٢. وأما نسخ العدة إلى الحول فبقوله تعالى: وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً البقرة: ٢٣٤، ومن القائلين بنسخ هذه الآية: عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وقتادة وعكرمة، والربيع بن أنس، وابن زيد، والضحاك، وعطاء.
ينظر تفسير الطبري: (٥/ ٢٥٤- ٢٥٦)، والمحرر الوجيز: ٢/ ٣٤٠، ونواسخ القرآن لابن الجوزي: (٢١٤- ٢١٦)، وتفسير القرطبي: ٣/ ٢٢٦، والدر المنثور: (١/ ٧٣٨، ٧٣٩)، ورجح الطبري هذا القول في تفسيره: ٥/ ٢٥٩، وكذا القرطبي: ٣/ ٢٢٧.
(٢) غريب الحديث للخطابي: ٢/ ٢٩٣، واللسان: ١٥/ ٧٦ (عفا).
(٣) ذكره ابن الجوزي في غريب الحديث: ٢/ ١٠٩، وابن الأثير في النهاية: ٣/ ٢٦٦.
(٤) اللسان: ١٥/ ٧٩ (عفا). [.....]
(٥) من قوله تعالى: حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ البقرة:
٢٣٨.
(٦) من قوله تعالى: أَوْ رُكْباناً.
(٧) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٩٢، ومفردات الراغب: ١٩٠، والبحر المحيط:
٢/ ٢٤٣.
(٨) أي نسخت الوصية بنزول الفرائض، ونسخت العدة إلى الحول بالأربعة أشهر وعشرا. أما نسخ الوصية فبقوله تعالى: وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ سورة النساء: ١٢. وأما نسخ العدة إلى الحول فبقوله تعالى: وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً البقرة: ٢٣٤، ومن القائلين بنسخ هذه الآية: عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وقتادة وعكرمة، والربيع بن أنس، وابن زيد، والضحاك، وعطاء.
ينظر تفسير الطبري: (٥/ ٢٥٤- ٢٥٦)، والمحرر الوجيز: ٢/ ٣٤٠، ونواسخ القرآن لابن الجوزي: (٢١٤- ٢١٦)، وتفسير القرطبي: ٣/ ٢٢٦، والدر المنثور: (١/ ٧٣٨، ٧٣٩)، ورجح الطبري هذا القول في تفسيره: ٥/ ٢٥٩، وكذا القرطبي: ٣/ ٢٢٧.
النّسخ «١» قال: إنها في وصيتهم على عادة الجاهلية حولا، فبيّن الله أنّ وصيّتهم لا تغيّر حكم الله في تربّص أربعة أشهر وعشرا.
٢٤٥ فَيُضاعِفَهُ رفعه للعطف على يُقْرِضُ اللَّهَ «٢»، والنّصب على جواب الاستفهام بالفاء «٣»، إلّا أنّ فيه معنى الجزاء، أي: من يقرض الله فالله يضاعفه وجواب الجزاء بالفاء مرفوع «٤».
يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ: يقبض الصّدقة، ويبسط الجزاء «٥»، أو يقبض الرزق على بعض ويبسطها على بعض ليأتلفوا بالاختلاف.
٢٤٥ فَيُضاعِفَهُ رفعه للعطف على يُقْرِضُ اللَّهَ «٢»، والنّصب على جواب الاستفهام بالفاء «٣»، إلّا أنّ فيه معنى الجزاء، أي: من يقرض الله فالله يضاعفه وجواب الجزاء بالفاء مرفوع «٤».
يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ: يقبض الصّدقة، ويبسط الجزاء «٥»، أو يقبض الرزق على بعض ويبسطها على بعض ليأتلفوا بالاختلاف.
(١) وهو قول مجاهد كما أخرج الإمام البخاري في صحيحه: ٥/ ١٦٠، كتاب التفسير، باب قوله تعالى:
(٢) قرأ بالرفع نافع، وحمزة، والكسائي، وأبو عمرو، وابن كثير.
ينظر السبعة لابن مجاهد: (١٨٤، ١٨٥)، والحجة لأبي علي الفارسي: ٢/ ٣٤٤، وحجة القراءات: ١٣٩، والكشف لمكي: ١/ ٣٠٠.
ورجح الطبري في تفسيره: ٥/ ٢٨٧ قراءة الرفع، وكذا الفارسي في الحجة: (٢/ ٣٤٤، ٣٤٥).
(٣) معاني القرآن للزجاج: ١/ ٣٢٤، ومشكل الإعراب لمكي، والبيان لابن الأنباري:
١/ ١٦٤، والتبيان للعكبري: ١/ ١٩٤، الدر المصون: ٢/ ٥٠٩.
وقراءة النصب وإثبات الألف قراءة عاصم، وأما ابن عامر فقرأ من غير ألف وبالنصب والتشديد.
ينظر السبعة لابن مجاهد: ١٨٥، والحجة لأبي علي الفارسي: ٢/ ٣٤٤، وحجة القراءات: ١٣٩، والكشف لمكي: ١/ ٣٠٠.
(٤) ينظر تفسير الطبري: (٥/ ٢٨٧، ٢٨٨)، والحجة للفارسي: (٢/ ٣٤٤، ٣٤٥).
(٥) هو قول الزجاج في معانيه: ١/ ٣٢٥، ونقله عنه الماوردي في تفسيره: ١/ ٢٦٢.
قال الزجاج: «وإخلافها جائز أن يكون ما يعطى من الثواب في الآخرة، وجائز أن يكون مع الثواب أن يخلفها في الدنيا».
وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً | ، وأخرجه الطبري في تفسيره ٥/ ٢٥٨ عن مجاهد أيضا. |
ينظر السبعة لابن مجاهد: (١٨٤، ١٨٥)، والحجة لأبي علي الفارسي: ٢/ ٣٤٤، وحجة القراءات: ١٣٩، والكشف لمكي: ١/ ٣٠٠.
ورجح الطبري في تفسيره: ٥/ ٢٨٧ قراءة الرفع، وكذا الفارسي في الحجة: (٢/ ٣٤٤، ٣٤٥).
(٣) معاني القرآن للزجاج: ١/ ٣٢٤، ومشكل الإعراب لمكي، والبيان لابن الأنباري:
١/ ١٦٤، والتبيان للعكبري: ١/ ١٩٤، الدر المصون: ٢/ ٥٠٩.
وقراءة النصب وإثبات الألف قراءة عاصم، وأما ابن عامر فقرأ من غير ألف وبالنصب والتشديد.
ينظر السبعة لابن مجاهد: ١٨٥، والحجة لأبي علي الفارسي: ٢/ ٣٤٤، وحجة القراءات: ١٣٩، والكشف لمكي: ١/ ٣٠٠.
(٤) ينظر تفسير الطبري: (٥/ ٢٨٧، ٢٨٨)، والحجة للفارسي: (٢/ ٣٤٤، ٣٤٥).
(٥) هو قول الزجاج في معانيه: ١/ ٣٢٥، ونقله عنه الماوردي في تفسيره: ١/ ٢٦٢.
قال الزجاج: «وإخلافها جائز أن يكون ما يعطى من الثواب في الآخرة، وجائز أن يكون مع الثواب أن يخلفها في الدنيا».
ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊ
ﳵ
ﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛ
ﳶ
ﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻ
ﳷ
٢٤٦
هَلْ عَسَيْتُمْ: هل ظننتم «١» إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ أَلَّا تُقاتِلُوا إذ كلّ ما في القرآن من (عسى) على التوحيد فهو على وجه الخبر، وما هو على الجمع فعلى الاستفهام.
٢٤٨ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ: إذ كانوا فقدوه فأتاهم به الملائكة «٢».
فِيهِ سَكِينَةٌ: أي: في إتيانه بعد الافتقاد كما قال رسولهم.
وقيل «٣» : كانت فيه صورة يتيمّن بها في الخطوب والحروب.
هَلْ عَسَيْتُمْ: هل ظننتم «١» إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ أَلَّا تُقاتِلُوا إذ كلّ ما في القرآن من (عسى) على التوحيد فهو على وجه الخبر، وما هو على الجمع فعلى الاستفهام.
٢٤٨ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ: إذ كانوا فقدوه فأتاهم به الملائكة «٢».
فِيهِ سَكِينَةٌ: أي: في إتيانه بعد الافتقاد كما قال رسولهم.
وقيل «٣» : كانت فيه صورة يتيمّن بها في الخطوب والحروب.
(١) في مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٧٧، وتفسير الطبري: ٥/ ٣٠٠: «هل تعدون».
قال السمين الحلبي في الدر المصون: ٢/ ٥١٦: «واعلم أن مدلول «عسى» إنشاء لأنها للترجي أو للإشفاق، فعلى هذا: فكيف دخلت عليها «هل» التي تقتضي الاستفهام؟
فالجواب أن الكلام محمول على المعنى».
وقال الزمخشري في الكشاف: ١/ ٣٧٨: «والمعنى: هل قاربتم أن لا تقاتلوا، يعني: هل الأمر كما أتوقعه أنكم لا تقاتلون، أراد أن يقول: عسيتم أن لا تقاتلوا، بمعنى أتوقع جبنكم عن القتال، فأدخل «هل» مستفهما عما هو متوقع عنده ومظنون، وأراد بالاستفهام التقرير، وتثبيت أن المتوقع كائن وأنه صائب في توقعه كقوله تعالى: هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ [سورة الإنسان: آية: ١] معناه التقرير».
وأورد السمين الحلبي قول الزمخشري الذي تقدم ثم قال: «وهذا من أحسن الكلام، وأحسن من قول من زعم أنها خبر لا إنشاء، مستدلا بدخول الاستفهام عليها».
(٢) هذا معنى قوله تعالى: تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ... الآية، وانظر هذه القصة في تفسير الطبري:
٥/ ٣٢١.
(٣) ينظر الأقوال في المراد ب «السكينة» في هذه الآية في تفسير الطبري: (٥/ ٣٢٦- ٣٢٩)، وتفسير الماوردي: ١/ ٢٦٣، وتفسير البغوي: ١/ ٢٢٩، وزاد المسير: ١/ ٢٩٤، وتفسير ابن كثير: ١/ ٤٤٥.
وعقّب الطبري- رحمه الله- على هذه الأقوال بقوله: «وأولى هذه الأقوال بالحق في معنى «السكينة» ما قاله عطاء بن أبي رباح: من الشيء تسكن إليه النفوس من الآيات التي يعرفونها.
وذلك أن «السكينة» في كلام العرب «الفعلية»، من قول القائل: «سكن فلان إلى كذا وكذا» إذا اطمأن إليه وهدأت عنده نفسه».
وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: ٢/ ٣٦١: «والصحيح أن التابوت كانت فيه أشياء فاضلة من بقايا الأنبياء وآثارهم، فكانت النفوس تسكن إلى ذلك، وتأنس به وتقوى... ».
قال السمين الحلبي في الدر المصون: ٢/ ٥١٦: «واعلم أن مدلول «عسى» إنشاء لأنها للترجي أو للإشفاق، فعلى هذا: فكيف دخلت عليها «هل» التي تقتضي الاستفهام؟
فالجواب أن الكلام محمول على المعنى».
وقال الزمخشري في الكشاف: ١/ ٣٧٨: «والمعنى: هل قاربتم أن لا تقاتلوا، يعني: هل الأمر كما أتوقعه أنكم لا تقاتلون، أراد أن يقول: عسيتم أن لا تقاتلوا، بمعنى أتوقع جبنكم عن القتال، فأدخل «هل» مستفهما عما هو متوقع عنده ومظنون، وأراد بالاستفهام التقرير، وتثبيت أن المتوقع كائن وأنه صائب في توقعه كقوله تعالى: هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ [سورة الإنسان: آية: ١] معناه التقرير».
وأورد السمين الحلبي قول الزمخشري الذي تقدم ثم قال: «وهذا من أحسن الكلام، وأحسن من قول من زعم أنها خبر لا إنشاء، مستدلا بدخول الاستفهام عليها».
(٢) هذا معنى قوله تعالى: تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ... الآية، وانظر هذه القصة في تفسير الطبري:
٥/ ٣٢١.
(٣) ينظر الأقوال في المراد ب «السكينة» في هذه الآية في تفسير الطبري: (٥/ ٣٢٦- ٣٢٩)، وتفسير الماوردي: ١/ ٢٦٣، وتفسير البغوي: ١/ ٢٢٩، وزاد المسير: ١/ ٢٩٤، وتفسير ابن كثير: ١/ ٤٤٥.
وعقّب الطبري- رحمه الله- على هذه الأقوال بقوله: «وأولى هذه الأقوال بالحق في معنى «السكينة» ما قاله عطاء بن أبي رباح: من الشيء تسكن إليه النفوس من الآيات التي يعرفونها.
وذلك أن «السكينة» في كلام العرب «الفعلية»، من قول القائل: «سكن فلان إلى كذا وكذا» إذا اطمأن إليه وهدأت عنده نفسه».
وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: ٢/ ٣٦١: «والصحيح أن التابوت كانت فيه أشياء فاضلة من بقايا الأنبياء وآثارهم، فكانت النفوس تسكن إلى ذلك، وتأنس به وتقوى... ».
وَبَقِيَّةٌ: قيل «١» إنها الكتب، وقيل «٢» : عصا موسى وعمامة هارون.
٢٤٩ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ: ليعلم أن من يخالف بالشرب من النهر لا يواقف العدو فيجرد العسكر عنه.
والغرفة «٣» - بالفتح- لمرة واحدة «٤»، وبالضم اسم ما اغترف.
إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ: وكانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدد أصحاب بدر «٥».
٢٤٩ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ: ليعلم أن من يخالف بالشرب من النهر لا يواقف العدو فيجرد العسكر عنه.
والغرفة «٣» - بالفتح- لمرة واحدة «٤»، وبالضم اسم ما اغترف.
إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ: وكانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدد أصحاب بدر «٥».
(١) لعله يريد بالكتب الألواح التي ألقاها موسى عليه السلام بعد أن رجع إلى قومه فرآهم قد عبدوا العجل.
وقد أخرج الطبري في تفسيره: ٥/ ٣٣١ عن ابن عباس رضي الله عنهما أن «البقية» هي رضاض الألواح.
وانظر المحرر الوجيز: ٢/ ٣٦١، وزاد المسير: ١/ ٢٩٥، وتفسير القرطبي: ٣/ ٢٤٩.
(٢) ورد هذا المعنى في خبر ذكره السيوطي في الدر المنثور: ١/ ٧٥٨ وعزا إخراجه إلى إسحاق بن بشر في «المبتدأ» وابن عساكر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما. وأورد الطبري- رحمه الله- في تفسيره: (٥/ ٣٣١- ٣٣٤) عدة أقوال في المراد ب «البقية» ثم قال: «وأولى الأقوال بالصواب أن يقال: إن الله تعالى ذكره أخبر عن التابوت الذي جعله آية لصدق قول نبيه صلّى الله عليه وسلّم الذي قال لأمته: إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً إن فيه سكينة منه وبقية من تركة آل موسى وآل هارون. وجائز أن تكون تلك البقية: العصا، وكسر الألواح، والتوراة، أو بعضها... وذلك أمر لا يدرك علمه من جهة الاستخراج ولا اللّغة، ولا يدرك على ذلك إلا بخبر يوجب عنه العلم. ولا خبر عند أهل الإسلام في ذلك للصفة التي وصفنا، وإن كان كذلك، فغير جائز فيه تصويب قول وتضعيف آخر غيره، إذ كان جائزا فيه ما قلنا من القول». [.....]
(٣) من قوله تعالى: إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ.
(٤) تفسير الطبري: ٥/ ٣٤٢، والصحاح: ٤/ ١٤١٠، واللسان: ٩/ ٢٦٣ (غرف).
وقرأ بالفتح ابن كثير، وأبو عمرو بن العلاء، ونافع.
ينظر السبعة لابن مجاهد: ١٨٧، والحجة لأبي علي الفارسي: ٢/ ٣٥٠، وحجة القراءات: ١٤٠، والكشف لمكي: ١/ ٣٠٣.
(٥) ورد في رواية أخرجها الإمام البخاري في صحيحه: ٥/ ٥، كتاب المغازي، باب «عدة أصحاب بدر» عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: «كنا أصحاب محمد صلّى الله عليه وسلّم نتحدث أن عدة أصحاب بدر على عدة أصحاب طالوت الذين جاوزوا النهر ولم يجاوز معه إلّا مؤمن بضعة عشر وثلاثمائة».
وانظر مسند الإمام أحمد: ٤/ ٢٩٠ عن البراء، وتفسير الطبري: (٥/ ٣٤٦- ٣٥١) عن البراء، وقتادة، والسدي.
وقد أخرج الطبري في تفسيره: ٥/ ٣٣١ عن ابن عباس رضي الله عنهما أن «البقية» هي رضاض الألواح.
وانظر المحرر الوجيز: ٢/ ٣٦١، وزاد المسير: ١/ ٢٩٥، وتفسير القرطبي: ٣/ ٢٤٩.
(٢) ورد هذا المعنى في خبر ذكره السيوطي في الدر المنثور: ١/ ٧٥٨ وعزا إخراجه إلى إسحاق بن بشر في «المبتدأ» وابن عساكر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما. وأورد الطبري- رحمه الله- في تفسيره: (٥/ ٣٣١- ٣٣٤) عدة أقوال في المراد ب «البقية» ثم قال: «وأولى الأقوال بالصواب أن يقال: إن الله تعالى ذكره أخبر عن التابوت الذي جعله آية لصدق قول نبيه صلّى الله عليه وسلّم الذي قال لأمته: إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً إن فيه سكينة منه وبقية من تركة آل موسى وآل هارون. وجائز أن تكون تلك البقية: العصا، وكسر الألواح، والتوراة، أو بعضها... وذلك أمر لا يدرك علمه من جهة الاستخراج ولا اللّغة، ولا يدرك على ذلك إلا بخبر يوجب عنه العلم. ولا خبر عند أهل الإسلام في ذلك للصفة التي وصفنا، وإن كان كذلك، فغير جائز فيه تصويب قول وتضعيف آخر غيره، إذ كان جائزا فيه ما قلنا من القول». [.....]
(٣) من قوله تعالى: إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ.
(٤) تفسير الطبري: ٥/ ٣٤٢، والصحاح: ٤/ ١٤١٠، واللسان: ٩/ ٢٦٣ (غرف).
وقرأ بالفتح ابن كثير، وأبو عمرو بن العلاء، ونافع.
ينظر السبعة لابن مجاهد: ١٨٧، والحجة لأبي علي الفارسي: ٢/ ٣٥٠، وحجة القراءات: ١٤٠، والكشف لمكي: ١/ ٣٠٣.
(٥) ورد في رواية أخرجها الإمام البخاري في صحيحه: ٥/ ٥، كتاب المغازي، باب «عدة أصحاب بدر» عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: «كنا أصحاب محمد صلّى الله عليه وسلّم نتحدث أن عدة أصحاب بدر على عدة أصحاب طالوت الذين جاوزوا النهر ولم يجاوز معه إلّا مؤمن بضعة عشر وثلاثمائة».
وانظر مسند الإمام أحمد: ٤/ ٢٩٠ عن البراء، وتفسير الطبري: (٥/ ٣٤٦- ٣٥١) عن البراء، وقتادة، والسدي.
يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللَّهِ: يحدّثون أنفسهم به، وهو أصل الظن، ولذلك صلح للشك واليقين «١».
٢٥٣ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا: مشيئة الإلجاء «٢»، أو مشيئة الصّرفة والصّرفة مشيئة مفتنة «٣».
٢٥٤ لا بَيْعٌ فِيهِ: خصّ البيع لما في البيع من المعاوضة فيكون كالفداء
٢٥٣ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا: مشيئة الإلجاء «٢»، أو مشيئة الصّرفة والصّرفة مشيئة مفتنة «٣».
٢٥٤ لا بَيْعٌ فِيهِ: خصّ البيع لما في البيع من المعاوضة فيكون كالفداء
(١) فهو من الأضداد.
ينظر ثلاثة كتب في الأضداد للأصمعي: ٣٤، والسجستاني: (٧٦، ٧٧)، وابن السكيت:
١٨٨، وتفسير الطبري: ٥/ ٣٥٢، والأضداد لابن الأنباري: ٣، واللسان: ١٣/ ٢٧٢ (ظنن).
(٢) الصّرفة: رأى للمعتزلة يقول إن العبد قادر على فعل الشيء، لكنه صرف عنه، كقولهم بأن العرب كانت تستطيع الإتيان بمثل القرآن لكن الله سبحانه وتعالى صرفهم عن ذلك في ذلك الوقت، مع قدرتهم على القول بمثله.
ينظر المغني للقاضي عبد الجبار: (١٦/ ٢٤٦- ٢٥٢) وقد ردّ العلماء رأي المعتزلة هذا، ومن أبرزهم الباقلاني في إعجاز القرآن: (٢٩- ٣١)، والفخر الرازي في تفسيره: ٦/ ٢٢٠ الذي أجاب عن شبهة المعتزلة بقوله: «إن أنواع المشيئة وإن اختلفت وتباينت إلّا أنها مشتركة في عموم كونها مشيئة، والمذكور في الآية في معرض الشرط هو المشيئة من حيث إنها مشيئة، لا من حيث إنها مشيئة خاصة، فوجب أن يكون هذا المسمى حاصلا، وتخصيص المشيئة بمشيئة خاصة، وهي إما مشيئة الهلاك، أو مشيئة سلب القوى والقدر، أو مشيئة القهر والإجبار، تقييد للمطلق وهو غير جائز، وكما أن هذا التخصيص على خلاف ظاهر اللفظ فهو على خلاف الدليل القاطع، وذلك لأن الله تعالى إذا كان عالما بوقوع الاقتتال، والعلم بوقوع الاقتتال حال عدم وقوع الاقتتال جمع بين النفي والإثبات، وبين السلب والإيجاب، فحال حصل العلم بوجود الاقتتال لو أراد عدم الاقتتال لكان قد أراد الجمع بين النفي والإثبات وذلك محال، فثبت أن ظاهر الآية على ضد قولهم، والبرهان القاطع على ضد قولهم» اهـ.
(٣) في «ك» :«مسألة مفتنة»، وفي وضح البرهان: ١/ ٢١٩: «والصّرفة مسألة كلامية مفتنة».
ينظر ثلاثة كتب في الأضداد للأصمعي: ٣٤، والسجستاني: (٧٦، ٧٧)، وابن السكيت:
١٨٨، وتفسير الطبري: ٥/ ٣٥٢، والأضداد لابن الأنباري: ٣، واللسان: ١٣/ ٢٧٢ (ظنن).
(٢) الصّرفة: رأى للمعتزلة يقول إن العبد قادر على فعل الشيء، لكنه صرف عنه، كقولهم بأن العرب كانت تستطيع الإتيان بمثل القرآن لكن الله سبحانه وتعالى صرفهم عن ذلك في ذلك الوقت، مع قدرتهم على القول بمثله.
ينظر المغني للقاضي عبد الجبار: (١٦/ ٢٤٦- ٢٥٢) وقد ردّ العلماء رأي المعتزلة هذا، ومن أبرزهم الباقلاني في إعجاز القرآن: (٢٩- ٣١)، والفخر الرازي في تفسيره: ٦/ ٢٢٠ الذي أجاب عن شبهة المعتزلة بقوله: «إن أنواع المشيئة وإن اختلفت وتباينت إلّا أنها مشتركة في عموم كونها مشيئة، والمذكور في الآية في معرض الشرط هو المشيئة من حيث إنها مشيئة، لا من حيث إنها مشيئة خاصة، فوجب أن يكون هذا المسمى حاصلا، وتخصيص المشيئة بمشيئة خاصة، وهي إما مشيئة الهلاك، أو مشيئة سلب القوى والقدر، أو مشيئة القهر والإجبار، تقييد للمطلق وهو غير جائز، وكما أن هذا التخصيص على خلاف ظاهر اللفظ فهو على خلاف الدليل القاطع، وذلك لأن الله تعالى إذا كان عالما بوقوع الاقتتال، والعلم بوقوع الاقتتال حال عدم وقوع الاقتتال جمع بين النفي والإثبات، وبين السلب والإيجاب، فحال حصل العلم بوجود الاقتتال لو أراد عدم الاقتتال لكان قد أراد الجمع بين النفي والإثبات وذلك محال، فثبت أن ظاهر الآية على ضد قولهم، والبرهان القاطع على ضد قولهم» اهـ.
(٣) في «ك» :«مسألة مفتنة»، وفي وضح البرهان: ١/ ٢١٩: «والصّرفة مسألة كلامية مفتنة».
من العذاب كقوله «١» : وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ.
٢٥٥ الْقَيُّومُ: القائم بتدبير خلقه «٢».
والسّنة «٣» في الرأس، والنّوم في العين.
كُرْسِيُّهُ: علمه «٤»، يقال للعلماء: كراسي «٥». وقيل/: قدرته [١٥/ ب] بدليل قوله: وَلا يَؤُدُهُ: أي: ولا يثقله.
وقيل «٦» : الكرسيّ جسم عظيم يحيط بالسماوات إحاطة السماء بالأرض والعرش أعظم منه كهو من السماوات.
الطاغوت «٧» : الشيطان وكل مارد من إنس وجان «٨».
٢٥٥ الْقَيُّومُ: القائم بتدبير خلقه «٢».
والسّنة «٣» في الرأس، والنّوم في العين.
كُرْسِيُّهُ: علمه «٤»، يقال للعلماء: كراسي «٥». وقيل/: قدرته [١٥/ ب] بدليل قوله: وَلا يَؤُدُهُ: أي: ولا يثقله.
وقيل «٦» : الكرسيّ جسم عظيم يحيط بالسماوات إحاطة السماء بالأرض والعرش أعظم منه كهو من السماوات.
الطاغوت «٧» : الشيطان وكل مارد من إنس وجان «٨».
(١) سورة الأنعام: آية: ٧٠.
(٢) نقله الماوردي في تفسيره: ١/ ٢٦٩ عن قتادة.
وانظر معاني الزجاج ١/ ٣٣٦، ومعاني النحاس: ١/ ٢٥٩، وزاد المسير: ١/ ٣٠٢.
(٣) قال أبو عبيدة في مجاز القرآن: ١/ ٧٨: «السّنة: النّعاس».
وينظر معاني الزجاج: ١/ ٣٣٧، ومعاني النحاس: ١/ ٢٦١، وتفسير المشكل لمكي:
١١٨، وقال الماوردي في تفسيره: ١/ ٢٦٩: «السّنة: النعاس في قول الجميع، والنعاس ما كان في الرأس، فإذا صار في القلب صار نوما».
(٤) أخرجه الطبري في تفسيره: ٥/ ٣٩٧ عن ابن عباس.
ونقل الأستاذ محمود محمد شاكر في هامش تفسير الطبري: ٥/ ٤٠١ عن الأزهري قال:
«والصحيح عن ابن عباس ما رواه عمار الدهني، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أنه قال: «الكرسي موضع القدمين، وأما العرش فإنه لا يقدر قدره». قال: وهذه رواية اتفق أهل العلم على صحتها. قال: ومن روى عنه في الكرسي أنه العلم، فقد أبطل». وهذا هو قول أهل الحق إن شاء الله.
وانظر تفسير الماوردي: ١/ ٢٧٠، وزاد المسير: ١/ ٣٠٤.
(٥) قال الطبري في تفسيره: ٥/ ٤٠٢: «وأصل «الكرسي» العلم. ومنه قيل للصحيفة يكون فيها علم مكتوب «كراسة»... ومنه يقال للعلماء «الكراسي»، لأنهم المعتمد عليهم... ».
وانظر هذا المعنى الذي أورده المؤلف- رحمه الله- في تفسير الماوردي: ١/ ٢٧٠.
(٦) ذكر نحوه الفخر الرازي في تفسيره: ٧/ ١٢ دون عزو.
(٧) في قوله تعالى: لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لَا انْفِصامَ لَها وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ البقرة: ٢٥٦.
(٨) في مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٧٩: «الطاغوت: الأصنام، والطواغيت من الجن والإنس شياطينهم».
وأخرج الطبري في تفسيره: (٥/ ٤١٦، ٤١٧) عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال: «الطاغوت: الشيطان». وأخرج مثله عن مجاهد، والشعبي، وقتادة، والضحاك، والسّدّي.
قال الطبري رحمه الله: «والصواب من القول عندي في «الطاغوت» أنه كل ذي طغيان على الله، فعبد من دونه، إما بقهر منه لمن عبده، وإما بطاعة ممن عبده له، إنسانا كان ذلك المعبود، أو شيطانا، أو وثنا، أو صنما، أو كائنا ما كان من شيء».
وانظر المحرر الوجيز: (٢/ ٣٩٢، ٣٩٣)، وتفسير الفخر الرازي: ٦/ ١٧. [.....]
(٢) نقله الماوردي في تفسيره: ١/ ٢٦٩ عن قتادة.
وانظر معاني الزجاج ١/ ٣٣٦، ومعاني النحاس: ١/ ٢٥٩، وزاد المسير: ١/ ٣٠٢.
(٣) قال أبو عبيدة في مجاز القرآن: ١/ ٧٨: «السّنة: النّعاس».
وينظر معاني الزجاج: ١/ ٣٣٧، ومعاني النحاس: ١/ ٢٦١، وتفسير المشكل لمكي:
١١٨، وقال الماوردي في تفسيره: ١/ ٢٦٩: «السّنة: النعاس في قول الجميع، والنعاس ما كان في الرأس، فإذا صار في القلب صار نوما».
(٤) أخرجه الطبري في تفسيره: ٥/ ٣٩٧ عن ابن عباس.
ونقل الأستاذ محمود محمد شاكر في هامش تفسير الطبري: ٥/ ٤٠١ عن الأزهري قال:
«والصحيح عن ابن عباس ما رواه عمار الدهني، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أنه قال: «الكرسي موضع القدمين، وأما العرش فإنه لا يقدر قدره». قال: وهذه رواية اتفق أهل العلم على صحتها. قال: ومن روى عنه في الكرسي أنه العلم، فقد أبطل». وهذا هو قول أهل الحق إن شاء الله.
وانظر تفسير الماوردي: ١/ ٢٧٠، وزاد المسير: ١/ ٣٠٤.
(٥) قال الطبري في تفسيره: ٥/ ٤٠٢: «وأصل «الكرسي» العلم. ومنه قيل للصحيفة يكون فيها علم مكتوب «كراسة»... ومنه يقال للعلماء «الكراسي»، لأنهم المعتمد عليهم... ».
وانظر هذا المعنى الذي أورده المؤلف- رحمه الله- في تفسير الماوردي: ١/ ٢٧٠.
(٦) ذكر نحوه الفخر الرازي في تفسيره: ٧/ ١٢ دون عزو.
(٧) في قوله تعالى: لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لَا انْفِصامَ لَها وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ البقرة: ٢٥٦.
(٨) في مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٧٩: «الطاغوت: الأصنام، والطواغيت من الجن والإنس شياطينهم».
وأخرج الطبري في تفسيره: (٥/ ٤١٦، ٤١٧) عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال: «الطاغوت: الشيطان». وأخرج مثله عن مجاهد، والشعبي، وقتادة، والضحاك، والسّدّي.
قال الطبري رحمه الله: «والصواب من القول عندي في «الطاغوت» أنه كل ذي طغيان على الله، فعبد من دونه، إما بقهر منه لمن عبده، وإما بطاعة ممن عبده له، إنسانا كان ذلك المعبود، أو شيطانا، أو وثنا، أو صنما، أو كائنا ما كان من شيء».
وانظر المحرر الوجيز: (٢/ ٣٩٢، ٣٩٣)، وتفسير الفخر الرازي: ٦/ ١٧. [.....]
[ بالطاغوت ] الشيطان، وكل ما رد من إنس وجن١. فعلوت٢ منه الطغيان قلبت لام طغيوت إلى موضع العين فانقلبت ألفا٣. والعروة الوثقى : الإيمان٤، شبه المعنى بالصورة المحسوسة مجازا٥.
١ في أ وجان. وانظر جامع البيان ج٣ ص١٨، ١٩..
٢ في ب فلعوت..
٣ وإليه ذهب أبوعلي الفارسي وتوضيح ذلك أن لام "طغيوت" وهي "الياء" قلبت إلى موضع العين وهي "الغين" فصارت "طيغوت" ثم انقلبت الياء ألفا فصارت "طاغوت".
انظر الجامع لأحكام القرآن ج٣ ص٢٨١..
٤ وهو مروي عن مجاهد وغيره انظر جامع البيان ج٣ ص٢٠..
٥ أي: شبه حال المستمسك بالإيمان بحال من أمسك بعروة وثقى من حبل محكم..
٢ في ب فلعوت..
٣ وإليه ذهب أبوعلي الفارسي وتوضيح ذلك أن لام "طغيوت" وهي "الياء" قلبت إلى موضع العين وهي "الغين" فصارت "طيغوت" ثم انقلبت الياء ألفا فصارت "طاغوت".
انظر الجامع لأحكام القرآن ج٣ ص٢٨١..
٤ وهو مروي عن مجاهد وغيره انظر جامع البيان ج٣ ص٢٠..
٥ أي: شبه حال المستمسك بالإيمان بحال من أمسك بعروة وثقى من حبل محكم..
فعلوت «١» من الطّغيان قلبت لام طغووت إلى موضع العين وانقلبت ألفا «٢».
والعروة الوثقى: الإيمان «٣»، شبه المعنى بالصورة المحسوسة مجازا.
٢٥٨ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ: «إلى» هنا للتعجب لأنها للنهاية فالمعنى:
هل انتهت رؤيتك إلى من هذه صفته ليدلّ على بعد وقوع مثله.
فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ: ليس بانتقال «٤»، ولكن لمّا عاند نمروذ حجة الإحياء بتخلية واحد وقتل آخر، كلّمه من وجه لا يعاند، وكانوا أصحاب تنجيم، وحركة الكواكب من المغرب إلى المشرق معلومة لهم، والحركة الشرقية المحسوسة [لنا] «٥» قسريّة كتحريك الماء النّمل على الرّحى «٦» إلى غير جهة حركة النّمل فقال: إنّ ربي يحرّك الشمس قسرا على
والعروة الوثقى: الإيمان «٣»، شبه المعنى بالصورة المحسوسة مجازا.
٢٥٨ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ: «إلى» هنا للتعجب لأنها للنهاية فالمعنى:
هل انتهت رؤيتك إلى من هذه صفته ليدلّ على بعد وقوع مثله.
فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ: ليس بانتقال «٤»، ولكن لمّا عاند نمروذ حجة الإحياء بتخلية واحد وقتل آخر، كلّمه من وجه لا يعاند، وكانوا أصحاب تنجيم، وحركة الكواكب من المغرب إلى المشرق معلومة لهم، والحركة الشرقية المحسوسة [لنا] «٥» قسريّة كتحريك الماء النّمل على الرّحى «٦» إلى غير جهة حركة النّمل فقال: إنّ ربي يحرّك الشمس قسرا على
(١) في «ج» : فلعوت.
(٢) ينظر تفسير الطبري: ٥/ ٤١٩، وتفسير الفخر الرازي: ٧/ ١٦، والدر المصون: ٢/ ٥٤٨.
(٣) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ٥/ ٤٢١، وابن أبي حاتم في تفسيره: ١٠٠٠ (سورة البقرة) عن مجاهد.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٢/ ٢٣، وزاد نسبته إلى سفيان وعبد بن حميد عن مجاهد أيضا.
(٤) أي ليس بانتقال من دليل إلى آخر. ينظر تفسير الفخر الرازي: ٧/ ٢٦، وعصمة الأنبياء له:
(٦٠- ٦٢).
(٥) في الأصل: «لها» والمثبت في النص عن «ج».
(٦) الرّحى: الأداة التي بطحن بها.
النهاية: ٢/ ٢١١، واللسان: ١٤/ ٣١٢ (رحا).
(٢) ينظر تفسير الطبري: ٥/ ٤١٩، وتفسير الفخر الرازي: ٧/ ١٦، والدر المصون: ٢/ ٥٤٨.
(٣) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ٥/ ٤٢١، وابن أبي حاتم في تفسيره: ١٠٠٠ (سورة البقرة) عن مجاهد.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٢/ ٢٣، وزاد نسبته إلى سفيان وعبد بن حميد عن مجاهد أيضا.
(٤) أي ليس بانتقال من دليل إلى آخر. ينظر تفسير الفخر الرازي: ٧/ ٢٦، وعصمة الأنبياء له:
(٦٠- ٦٢).
(٥) في الأصل: «لها» والمثبت في النص عن «ج».
(٦) الرّحى: الأداة التي بطحن بها.
النهاية: ٢/ ٢١١، واللسان: ١٤/ ٣١٢ (رحا).
غير حركتها فإن كنت ربّا فحرّكها بحركتها فهو أهون.
فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ: أي دهش «١».
٢٥٩ لَمْ يَتَسَنَّهْ: إن قلت: سانيته مساناة «٢» وجمعته على سنوات، فالهاء للوقف «٣».
وإن قلت: سانهت «٤» وجمعت على سنهات فالهاء لام الفعل «٥»، أي: لم يتغير باختلاف السّنين، أو لم يتصبّب، أي هو على حاله وكما تركته، فيكون لم يتسن: لم يأخذ سننا أو سنّة الطريق.
وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً: علامة في إحياء الموتى. وقيل «٦» : بل الآية أنه
فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ: أي دهش «١».
٢٥٩ لَمْ يَتَسَنَّهْ: إن قلت: سانيته مساناة «٢» وجمعته على سنوات، فالهاء للوقف «٣».
وإن قلت: سانهت «٤» وجمعت على سنهات فالهاء لام الفعل «٥»، أي: لم يتغير باختلاف السّنين، أو لم يتصبّب، أي هو على حاله وكما تركته، فيكون لم يتسن: لم يأخذ سننا أو سنّة الطريق.
وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً: علامة في إحياء الموتى. وقيل «٦» : بل الآية أنه
(١) قال الجوهري في الصحاح: ١/ ٢٤٤ (بهت) :«وبهت الرجل- بالكسر- إذا دهش وتحيّر.
وبهت- بالضم- مثله، وأفصح منها بهت، كما قال جل ثناؤه: فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ لأنه يقال رجل مبهوت ولا يقال باهت ولا بهيت».
وانظر تفسير الماوردي: ١/ ٢٧٤، ومفردات الراغب: ٦٣، وتفسير الفخر الرازي:
٧/ ٢٩، وقال أبو عبيدة في مجاز القرآن: ١/ ٧٩: «فبهت: انقطع، وذهبت حجته... ».
(٢) نقل القرطبي في تفسيره: ٣/ ٢٩٣ عن المهدوي قال: «ويجوز أن يكون أصله من سانيته مساناة، أي عاملته سنة بعد سنة».
(٣) معاني الفراء: ١/ ١٧٢، وتفسير الطبري: ٥/ ٤٦٠، ومعاني الزجاج: ١/ ٣٤٣، والبحر المحيط: ٢/ ٢٩٢، والدر المصون: ٢/ ٥٦٣، وقرأ حمزة والكسائي: لم يتسنّ بحذف الهاء في الوصل، وإثباتها في الوقف.
ينظر السبعة: ١٨٩، والحجة لأبي علي الفارسي: ٢/ ٣٦٩، والكشف لمكي: ١/ ٣٠٧.
قال الطبري- رحمه الله-: «ومن قرأه كذلك فإنه يجعل الهاء في يَتَسَنَّهْ زائدة صلة، كقوله: فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ وجعل «تفعلت» منه: «تسنيت تسنيا»، واعتل في ذلك بأن «السنة» تجمع «سنوات»، فيكون «تفعلت» على صحة». وقال مكي: «وحجة من حذف الهاء في الوصل أن الهاء جيء بها للوقف، لبيان حركة ما قبلها ولذلك سمّيت هاء السكت... ».
(٤) من سنهت النخلة وتسنّهت: إذا أتت عليها السنون. الصحاح: ٦/ ٢٢٣٥ (سنه).
(٥) تفسير الطبري: ٥/ ٤٦١، ومعاني الزجاج: ١/ ٣٤٣، والدر المصون: ٢/ ٥٦٤. ومن قال بمعنى هذا الاشتقاق قرأ بإثبات الهاء في الوصل والوقف. وهي قراءة عامة قراء أهل المدينة والحجاز كما في تفسير الطبري، والسبعة: (١٨٨، ١٨٩)، والكشف: ١/ ٣٠٧.
(٦) نقله ابن الجوزي في زاد المسير: ١/ ٣١١ عن ابن عباس رضي الله عنهما.
- وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: ٢/ ٤١١: «وفي إماتته هذه المدة ثم إحيائه أعظم آية، وأمره كله آية للناس غابر الدهر لا يحتاج إلى تخصيص بعض ذلك دون بعض».
وبهت- بالضم- مثله، وأفصح منها بهت، كما قال جل ثناؤه: فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ لأنه يقال رجل مبهوت ولا يقال باهت ولا بهيت».
وانظر تفسير الماوردي: ١/ ٢٧٤، ومفردات الراغب: ٦٣، وتفسير الفخر الرازي:
٧/ ٢٩، وقال أبو عبيدة في مجاز القرآن: ١/ ٧٩: «فبهت: انقطع، وذهبت حجته... ».
(٢) نقل القرطبي في تفسيره: ٣/ ٢٩٣ عن المهدوي قال: «ويجوز أن يكون أصله من سانيته مساناة، أي عاملته سنة بعد سنة».
(٣) معاني الفراء: ١/ ١٧٢، وتفسير الطبري: ٥/ ٤٦٠، ومعاني الزجاج: ١/ ٣٤٣، والبحر المحيط: ٢/ ٢٩٢، والدر المصون: ٢/ ٥٦٣، وقرأ حمزة والكسائي: لم يتسنّ بحذف الهاء في الوصل، وإثباتها في الوقف.
ينظر السبعة: ١٨٩، والحجة لأبي علي الفارسي: ٢/ ٣٦٩، والكشف لمكي: ١/ ٣٠٧.
قال الطبري- رحمه الله-: «ومن قرأه كذلك فإنه يجعل الهاء في يَتَسَنَّهْ زائدة صلة، كقوله: فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ وجعل «تفعلت» منه: «تسنيت تسنيا»، واعتل في ذلك بأن «السنة» تجمع «سنوات»، فيكون «تفعلت» على صحة». وقال مكي: «وحجة من حذف الهاء في الوصل أن الهاء جيء بها للوقف، لبيان حركة ما قبلها ولذلك سمّيت هاء السكت... ».
(٤) من سنهت النخلة وتسنّهت: إذا أتت عليها السنون. الصحاح: ٦/ ٢٢٣٥ (سنه).
(٥) تفسير الطبري: ٥/ ٤٦١، ومعاني الزجاج: ١/ ٣٤٣، والدر المصون: ٢/ ٥٦٤. ومن قال بمعنى هذا الاشتقاق قرأ بإثبات الهاء في الوصل والوقف. وهي قراءة عامة قراء أهل المدينة والحجاز كما في تفسير الطبري، والسبعة: (١٨٨، ١٨٩)، والكشف: ١/ ٣٠٧.
(٦) نقله ابن الجوزي في زاد المسير: ١/ ٣١١ عن ابن عباس رضي الله عنهما.
- وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: ٢/ ٤١١: «وفي إماتته هذه المدة ثم إحيائه أعظم آية، وأمره كله آية للناس غابر الدهر لا يحتاج إلى تخصيص بعض ذلك دون بعض».
كان ابن أربعين سنة وابنه كان ابن مائة وعشرين سنة.
نُنْشِزُها: نرفع بعضها إلى بعض «١»، والنّشز: المكان المرتفع «٢».
ونشوز المرأة ترفّعها «٣».
٢٦٠ كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى: سببه «٤» أنه رأى جيفة استهلكت في الرياح، فأحبّ معاينة إحيائها ليقوى اليقين بالمشاهدة، فيكون ألف أَوَلَمْ تُؤْمِنْ [١٦/ أ] بالتقدير «٥» أي: قد آمنت فلم تسأل هذا؟ فقال: ليطمئن قلبي/ بمشاهدة ما أعلمه «٦». أو أعلم أني خليلك مستجاب الدعوة «٧».
وقرئت الآية عند النّبي صلّى الله عليه وسلّم فقيل: شك إبراهيم ولم يشك نبينا. فقال- عليه السلام-: «أنا أحق بالشك منه» «٨». وإنما قاله تواضعا وتقديما، أي:
نُنْشِزُها: نرفع بعضها إلى بعض «١»، والنّشز: المكان المرتفع «٢».
ونشوز المرأة ترفّعها «٣».
٢٦٠ كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى: سببه «٤» أنه رأى جيفة استهلكت في الرياح، فأحبّ معاينة إحيائها ليقوى اليقين بالمشاهدة، فيكون ألف أَوَلَمْ تُؤْمِنْ [١٦/ أ] بالتقدير «٥» أي: قد آمنت فلم تسأل هذا؟ فقال: ليطمئن قلبي/ بمشاهدة ما أعلمه «٦». أو أعلم أني خليلك مستجاب الدعوة «٧».
وقرئت الآية عند النّبي صلّى الله عليه وسلّم فقيل: شك إبراهيم ولم يشك نبينا. فقال- عليه السلام-: «أنا أحق بالشك منه» «٨». وإنما قاله تواضعا وتقديما، أي:
(١) هذا قول اليزيدي في كتابه غريب القرآن: (٩٧، ٩٨)، وفي تفسير الطبري: ٥/ ٤٧٥:
«بمعنى وانظر كيف نركب بعضها على بعض، وننقل ذلك إلى مواضع من الجسم وانظر معاني النحاس: (١/ ٢٨١، ٢٨٢).
(٢) تفسير الطبري: ٥/ ٤٧٦، ومعاني الزجاج: ١/ ٣٤٤، ومعاني النحاس: ١/ ٢٨٢، وتهذيب اللغة: ١١/ ٣٠٥، واللسان: ٥/ ٤١٧ (نشز). [.....]
(٣) قال الراغب في المفردات: ٤٩٣: «ونشوز المرأة بغضها لزوجها ورفع نفسها عن طاعته وعينها عنه إلى غيره».
(٤) ينظر ذلك في تفسير الطبريّ: ٥/ ٤٨٥، وأسباب النزول للواحدي: ١١٧، وتفسير البغوي:
١/ ٢٤٧، والدر المنثور: (٢/ ٣٢، ٣٣).
(٥) في «ج» : للتقرير.
(٦) قال النحاس في معانيه: ١/ ٢٨٣: «وهذا القول مذهب الجلة من العلماء، وهو مذهب ابن عباس والحسن».
وانظر عصمة الأنبياء للفخر الرازي: ٦٤، وتفسيره: ٧/ ٤١.
(٧) ورد هذا المعنى في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: (٥/ ٤٨٨، ٤٨٩) عن سعيد بن جبير، والسدي.
(٨) الحديث في صحيح البخاري: ٥/ ١٦٣، كتاب التفسير، باب قوله تعالى: وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وفي صحيح مسلم: ١/ ١٣٣، كتاب الإيمان باب «زيادة طمأنينة القلب بتظاهر الأدلة» عن أبي هريرة أيضا.
«بمعنى وانظر كيف نركب بعضها على بعض، وننقل ذلك إلى مواضع من الجسم وانظر معاني النحاس: (١/ ٢٨١، ٢٨٢).
(٢) تفسير الطبري: ٥/ ٤٧٦، ومعاني الزجاج: ١/ ٣٤٤، ومعاني النحاس: ١/ ٢٨٢، وتهذيب اللغة: ١١/ ٣٠٥، واللسان: ٥/ ٤١٧ (نشز). [.....]
(٣) قال الراغب في المفردات: ٤٩٣: «ونشوز المرأة بغضها لزوجها ورفع نفسها عن طاعته وعينها عنه إلى غيره».
(٤) ينظر ذلك في تفسير الطبريّ: ٥/ ٤٨٥، وأسباب النزول للواحدي: ١١٧، وتفسير البغوي:
١/ ٢٤٧، والدر المنثور: (٢/ ٣٢، ٣٣).
(٥) في «ج» : للتقرير.
(٦) قال النحاس في معانيه: ١/ ٢٨٣: «وهذا القول مذهب الجلة من العلماء، وهو مذهب ابن عباس والحسن».
وانظر عصمة الأنبياء للفخر الرازي: ٦٤، وتفسيره: ٧/ ٤١.
(٧) ورد هذا المعنى في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: (٥/ ٤٨٨، ٤٨٩) عن سعيد بن جبير، والسدي.
(٨) الحديث في صحيح البخاري: ٥/ ١٦٣، كتاب التفسير، باب قوله تعالى: وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وفي صحيح مسلم: ١/ ١٣٣، كتاب الإيمان باب «زيادة طمأنينة القلب بتظاهر الأدلة» عن أبي هريرة أيضا.
168
أنا دونه ولم أشك فكيف يشك إبراهيم «١» ؟!.
٢٦٠ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ: الدّيك، والطاوس، والغراب، والحمام «٢».
فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ: قطّعهنّ «٣»، فيكون إِلَيْكَ من صلة فَخُذْ. أو معناه: أملهن «٤»، صاره يصيره ويصوره. والصّوار: قطعة من المسك «٥» من القطع، ومن إمالة حاسّة الشمّ إليها، والصّورة لأنها تميل إليها النّفوس «٦»، ولأنها على تقطيع وتقدير.
٢٦١ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ: أي: مثل أموالهم «٧».
٢٦٠ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ: الدّيك، والطاوس، والغراب، والحمام «٢».
فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ: قطّعهنّ «٣»، فيكون إِلَيْكَ من صلة فَخُذْ. أو معناه: أملهن «٤»، صاره يصيره ويصوره. والصّوار: قطعة من المسك «٥» من القطع، ومن إمالة حاسّة الشمّ إليها، والصّورة لأنها تميل إليها النّفوس «٦»، ولأنها على تقطيع وتقدير.
٢٦١ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ: أي: مثل أموالهم «٧».
(١) ينظر الشفا للقاضي عياض: ٢/ ٦٩٧، وفتح الباري: ٦/ ٤٧٥، كتاب الأنبياء، باب قول الله عز وجل: وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ....
(٢) قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: ١/ ٤٦٦: «اختلف المفسرون في هذه الأربعة: ما هي؟
وإن كان لا طائل تحت تعيينها، إذ لو كان في ذلك مهم لنصّ عليه القرآن... ».
(٣) معاني الفراء: ١/ ١٧٤، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٨٠، وغريب القرآن لليزيدي: ٩٨، ومعاني الزجاج: ١/ ٣٤٥، ومعاني النحاس: ١/ ٢٨٦.
(٤) غريب القرآن لليزيدي: ٩٨، وقال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٩٦: «يقال صرت الشيء فانصار، أي: أملته فمال. وفيه لغة أخرى: «صرته» بكسر الصاد».
وانظر تفسير الطبري: ٥/ ٤٩٥، ونقل الزجاج في معانيه: ١/ ٣٤٥ عن أهل اللّغة قولهم:
«معنى صرهن أملهن إليك وأجمعهن إليك». قال الزجاج: «قال ذلك أكثرهم».
ونقل النحاس في معانيه: ١/ ٢٨٦ عن الكسائي قال: «من ضمّها جعلها من صرت الشيء أملته وضممته إليّ، وصر وجهك إليّ أي أقبل به».
قال ابن عطية في المحرر الوجيز: ٢/ ٤٢٣: «فقد تأول المفسرون اللّفظة، بمعنى التقطيع، وبمعنى الإمالة فقوله: «إليك» على تأويل التقطيع متعلق ب فَخُذْ، وعلى تأويل الإمالة والضم متعلق ب فَصُرْهُنَّ وفي الكلام متروك يدل عليه الظاهر تقديره: فأملهن إليك وقطعهن... ».
(٥) ينظر معاني القرآن للنحاس: ١/ ٢٨٧، وتهذيب اللغة: ١٢/ ٢٢٨، والنهاية: ٣/ ٥٩.
(٦) في تهذيب اللّغة: ١٢/ ٢٢٨ عن الليث: «الصّور: الميل، والرجل يصور عنقه إلى الشيء:
إذا مال نحوه بعنقه... » وينظر النهاية: ٣/ ٥٩، واللسان: ٤/ ٤٧٤ (صور).
(٧) قال الطبري- رحمه الله تعالى- في تفسيره: ٥/ ٥١٢: «وهذه الآية مردودة إلى قوله: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [البقرة: ٢٤٥].
ونقل ابن الجوزي في زاد المسير: ١/ ٣١٦ عن ثعلب قال: «إنما المثل- والله أعلم- للنفقة، لا للرجال، ولكن العرب إذا دل المعنى على ما يريدون، حذفوا، مثل قوله تعالى:
وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ فأضمر «الحب» لأن المعنى معلوم، فكذلك ها هنا. أراد:
مثل الذين ينفقون أموالهم... ».
(٢) قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: ١/ ٤٦٦: «اختلف المفسرون في هذه الأربعة: ما هي؟
وإن كان لا طائل تحت تعيينها، إذ لو كان في ذلك مهم لنصّ عليه القرآن... ».
(٣) معاني الفراء: ١/ ١٧٤، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٨٠، وغريب القرآن لليزيدي: ٩٨، ومعاني الزجاج: ١/ ٣٤٥، ومعاني النحاس: ١/ ٢٨٦.
(٤) غريب القرآن لليزيدي: ٩٨، وقال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٩٦: «يقال صرت الشيء فانصار، أي: أملته فمال. وفيه لغة أخرى: «صرته» بكسر الصاد».
وانظر تفسير الطبري: ٥/ ٤٩٥، ونقل الزجاج في معانيه: ١/ ٣٤٥ عن أهل اللّغة قولهم:
«معنى صرهن أملهن إليك وأجمعهن إليك». قال الزجاج: «قال ذلك أكثرهم».
ونقل النحاس في معانيه: ١/ ٢٨٦ عن الكسائي قال: «من ضمّها جعلها من صرت الشيء أملته وضممته إليّ، وصر وجهك إليّ أي أقبل به».
قال ابن عطية في المحرر الوجيز: ٢/ ٤٢٣: «فقد تأول المفسرون اللّفظة، بمعنى التقطيع، وبمعنى الإمالة فقوله: «إليك» على تأويل التقطيع متعلق ب فَخُذْ، وعلى تأويل الإمالة والضم متعلق ب فَصُرْهُنَّ وفي الكلام متروك يدل عليه الظاهر تقديره: فأملهن إليك وقطعهن... ».
(٥) ينظر معاني القرآن للنحاس: ١/ ٢٨٧، وتهذيب اللغة: ١٢/ ٢٢٨، والنهاية: ٣/ ٥٩.
(٦) في تهذيب اللّغة: ١٢/ ٢٢٨ عن الليث: «الصّور: الميل، والرجل يصور عنقه إلى الشيء:
إذا مال نحوه بعنقه... » وينظر النهاية: ٣/ ٥٩، واللسان: ٤/ ٤٧٤ (صور).
(٧) قال الطبري- رحمه الله تعالى- في تفسيره: ٥/ ٥١٢: «وهذه الآية مردودة إلى قوله: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [البقرة: ٢٤٥].
ونقل ابن الجوزي في زاد المسير: ١/ ٣١٦ عن ثعلب قال: «إنما المثل- والله أعلم- للنفقة، لا للرجال، ولكن العرب إذا دل المعنى على ما يريدون، حذفوا، مثل قوله تعالى:
وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ فأضمر «الحب» لأن المعنى معلوم، فكذلك ها هنا. أراد:
مثل الذين ينفقون أموالهم... ».
169
أنا دونه ولم أشك فكيف يشك إبراهيم «١» ؟!.
٢٦٠ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ: الدّيك، والطاوس، والغراب، والحمام «٢».
فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ: قطّعهنّ «٣»، فيكون إِلَيْكَ من صلة فَخُذْ. أو معناه: أملهن «٤»، صاره يصيره ويصوره. والصّوار: قطعة من المسك «٥» من القطع، ومن إمالة حاسّة الشمّ إليها، والصّورة لأنها تميل إليها النّفوس «٦»، ولأنها على تقطيع وتقدير.
٢٦١ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ: أي: مثل أموالهم «٧».
٢٦٠ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ: الدّيك، والطاوس، والغراب، والحمام «٢».
فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ: قطّعهنّ «٣»، فيكون إِلَيْكَ من صلة فَخُذْ. أو معناه: أملهن «٤»، صاره يصيره ويصوره. والصّوار: قطعة من المسك «٥» من القطع، ومن إمالة حاسّة الشمّ إليها، والصّورة لأنها تميل إليها النّفوس «٦»، ولأنها على تقطيع وتقدير.
٢٦١ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ: أي: مثل أموالهم «٧».
(١) ينظر الشفا للقاضي عياض: ٢/ ٦٩٧، وفتح الباري: ٦/ ٤٧٥، كتاب الأنبياء، باب قول الله عز وجل: وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ....
(٢) قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: ١/ ٤٦٦: «اختلف المفسرون في هذه الأربعة: ما هي؟
وإن كان لا طائل تحت تعيينها، إذ لو كان في ذلك مهم لنصّ عليه القرآن... ».
(٣) معاني الفراء: ١/ ١٧٤، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٨٠، وغريب القرآن لليزيدي: ٩٨، ومعاني الزجاج: ١/ ٣٤٥، ومعاني النحاس: ١/ ٢٨٦.
(٤) غريب القرآن لليزيدي: ٩٨، وقال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٩٦: «يقال صرت الشيء فانصار، أي: أملته فمال. وفيه لغة أخرى: «صرته» بكسر الصاد».
وانظر تفسير الطبري: ٥/ ٤٩٥، ونقل الزجاج في معانيه: ١/ ٣٤٥ عن أهل اللّغة قولهم:
«معنى صرهن أملهن إليك وأجمعهن إليك». قال الزجاج: «قال ذلك أكثرهم».
ونقل النحاس في معانيه: ١/ ٢٨٦ عن الكسائي قال: «من ضمّها جعلها من صرت الشيء أملته وضممته إليّ، وصر وجهك إليّ أي أقبل به».
قال ابن عطية في المحرر الوجيز: ٢/ ٤٢٣: «فقد تأول المفسرون اللّفظة، بمعنى التقطيع، وبمعنى الإمالة فقوله: «إليك» على تأويل التقطيع متعلق ب فَخُذْ، وعلى تأويل الإمالة والضم متعلق ب فَصُرْهُنَّ وفي الكلام متروك يدل عليه الظاهر تقديره: فأملهن إليك وقطعهن... ».
(٥) ينظر معاني القرآن للنحاس: ١/ ٢٨٧، وتهذيب اللغة: ١٢/ ٢٢٨، والنهاية: ٣/ ٥٩.
(٦) في تهذيب اللّغة: ١٢/ ٢٢٨ عن الليث: «الصّور: الميل، والرجل يصور عنقه إلى الشيء:
إذا مال نحوه بعنقه... » وينظر النهاية: ٣/ ٥٩، واللسان: ٤/ ٤٧٤ (صور).
(٧) قال الطبري- رحمه الله تعالى- في تفسيره: ٥/ ٥١٢: «وهذه الآية مردودة إلى قوله: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [البقرة: ٢٤٥].
ونقل ابن الجوزي في زاد المسير: ١/ ٣١٦ عن ثعلب قال: «إنما المثل- والله أعلم- للنفقة، لا للرجال، ولكن العرب إذا دل المعنى على ما يريدون، حذفوا، مثل قوله تعالى:
وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ فأضمر «الحب» لأن المعنى معلوم، فكذلك ها هنا. أراد:
مثل الذين ينفقون أموالهم... ».
(٢) قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: ١/ ٤٦٦: «اختلف المفسرون في هذه الأربعة: ما هي؟
وإن كان لا طائل تحت تعيينها، إذ لو كان في ذلك مهم لنصّ عليه القرآن... ».
(٣) معاني الفراء: ١/ ١٧٤، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٨٠، وغريب القرآن لليزيدي: ٩٨، ومعاني الزجاج: ١/ ٣٤٥، ومعاني النحاس: ١/ ٢٨٦.
(٤) غريب القرآن لليزيدي: ٩٨، وقال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٩٦: «يقال صرت الشيء فانصار، أي: أملته فمال. وفيه لغة أخرى: «صرته» بكسر الصاد».
وانظر تفسير الطبري: ٥/ ٤٩٥، ونقل الزجاج في معانيه: ١/ ٣٤٥ عن أهل اللّغة قولهم:
«معنى صرهن أملهن إليك وأجمعهن إليك». قال الزجاج: «قال ذلك أكثرهم».
ونقل النحاس في معانيه: ١/ ٢٨٦ عن الكسائي قال: «من ضمّها جعلها من صرت الشيء أملته وضممته إليّ، وصر وجهك إليّ أي أقبل به».
قال ابن عطية في المحرر الوجيز: ٢/ ٤٢٣: «فقد تأول المفسرون اللّفظة، بمعنى التقطيع، وبمعنى الإمالة فقوله: «إليك» على تأويل التقطيع متعلق ب فَخُذْ، وعلى تأويل الإمالة والضم متعلق ب فَصُرْهُنَّ وفي الكلام متروك يدل عليه الظاهر تقديره: فأملهن إليك وقطعهن... ».
(٥) ينظر معاني القرآن للنحاس: ١/ ٢٨٧، وتهذيب اللغة: ١٢/ ٢٢٨، والنهاية: ٣/ ٥٩.
(٦) في تهذيب اللّغة: ١٢/ ٢٢٨ عن الليث: «الصّور: الميل، والرجل يصور عنقه إلى الشيء:
إذا مال نحوه بعنقه... » وينظر النهاية: ٣/ ٥٩، واللسان: ٤/ ٤٧٤ (صور).
(٧) قال الطبري- رحمه الله تعالى- في تفسيره: ٥/ ٥١٢: «وهذه الآية مردودة إلى قوله: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [البقرة: ٢٤٥].
ونقل ابن الجوزي في زاد المسير: ١/ ٣١٦ عن ثعلب قال: «إنما المثل- والله أعلم- للنفقة، لا للرجال، ولكن العرب إذا دل المعنى على ما يريدون، حذفوا، مثل قوله تعالى:
وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ فأضمر «الحب» لأن المعنى معلوم، فكذلك ها هنا. أراد:
مثل الذين ينفقون أموالهم... ».
وَاللَّهُ واسِعٌ: أي: واسع الفضل بالتضعيف عليهم.
٢٦٢ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ: في عثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما «١».
٢٦٣ قَوْلٌ مَعْرُوفٌ: ردّ حسن، وَمَغْفِرَةٌ: ستر الفقر على السائل «٢»، أو التجافي عما يبدر منه عند الرّدّ «٣».
٢٦٤ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوانٍ: صفته صفة حجر أملس.
والصّفوان جمع صفوانة، والصّفا جمع صفاة «٤».
والصّلد: الأرض [التي] «٥» لا تنبت شيئا «٦»، وزند صلاد لا ينقدح «٧».
٢٦٢ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ: في عثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما «١».
٢٦٣ قَوْلٌ مَعْرُوفٌ: ردّ حسن، وَمَغْفِرَةٌ: ستر الفقر على السائل «٢»، أو التجافي عما يبدر منه عند الرّدّ «٣».
٢٦٤ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوانٍ: صفته صفة حجر أملس.
والصّفوان جمع صفوانة، والصّفا جمع صفاة «٤».
والصّلد: الأرض [التي] «٥» لا تنبت شيئا «٦»، وزند صلاد لا ينقدح «٧».
(١) نقله الواحدي في أسباب النزول: ١١٩، والبغوي في تفسيره: ١/ ٢٤٩ عن الكلبي، ونسبه ابن عطية في المحرر الوجيز: ٢/ ٤٢٩ إلى مكي بن أبي طالب القيسي. وعزاه ابن الجوزي في زاد المسير: ١/ ٣١٦ إلى مقاتل وابن السائب الكلبي. [.....]
(٢) تفسير الماوردي: ١/ ٢٨١، وتفسير البغوي: ١/ ٢٥٠، والمحرر الوجيز: ٢/ ٤٣١.
(٣) تفسير البغوي: ١/ ٢٥٠.
(٤) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٨٢، وقال الطبريّ في تفسيره: ٥/ ٥٢٤: «والصفوان هو الصفا، وهي الحجارة الملس». وانظر هذا المعنى في معاني الأخفش: ١/ ٣٨٥، وتفسير القرطبي: ٣/ ٣١٣.
(٥) في الأصل: «الذي»، والمثبت في النص من «ج».
(٦) مجاز القرآن: ١/ ٨٢، وتفسير الطبري: ٥/ ٥٢٤، ومفردات الراغب: ٢٨٥، وتفسير القرطبي: ٣/ ٣١٣، واللسان: ٣/ ٢٥٧ (صلد).
(٧) قال الجوهري في الصحاح: ٢/ ٤٩٨ (صلد) :«وصلد الزند يصلد- بالكسر- صلودا إذا صوّت ولم يخرج نارا. وأصلد الرجل: أي صلد زنده».
وينظر اللسان: ٣/ ٢٥٧، وتاج العروس: ٨/ ٢٩١ (صلد)، ونقل الزبيدي عن أبي عمرو قال: «ويقال للبخيل: صلدت زناده».
(٢) تفسير الماوردي: ١/ ٢٨١، وتفسير البغوي: ١/ ٢٥٠، والمحرر الوجيز: ٢/ ٤٣١.
(٣) تفسير البغوي: ١/ ٢٥٠.
(٤) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٨٢، وقال الطبريّ في تفسيره: ٥/ ٥٢٤: «والصفوان هو الصفا، وهي الحجارة الملس». وانظر هذا المعنى في معاني الأخفش: ١/ ٣٨٥، وتفسير القرطبي: ٣/ ٣١٣.
(٥) في الأصل: «الذي»، والمثبت في النص من «ج».
(٦) مجاز القرآن: ١/ ٨٢، وتفسير الطبري: ٥/ ٥٢٤، ومفردات الراغب: ٢٨٥، وتفسير القرطبي: ٣/ ٣١٣، واللسان: ٣/ ٢٥٧ (صلد).
(٧) قال الجوهري في الصحاح: ٢/ ٤٩٨ (صلد) :«وصلد الزند يصلد- بالكسر- صلودا إذا صوّت ولم يخرج نارا. وأصلد الرجل: أي صلد زنده».
وينظر اللسان: ٣/ ٢٥٧، وتاج العروس: ٨/ ٢٩١ (صلد)، ونقل الزبيدي عن أبي عمرو قال: «ويقال للبخيل: صلدت زناده».
وفي الحديث «١» :«خرج اللّبن من طعنة عمر أبيض يصلد» أي: يبرق ويبصّ.
٢٦٦ إِعْصارٌ: أعاصير الرّياح: زوابعها «٢»، كأنها تلتف بالنّار التفاف الثّوب المعصور بالماء. وعطف «أصاب» على «يودّ» لأنّ «يود» يتضمن التمني، والتمني يتناول الماضي والمستقبل «٣».
٢٦٧ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ: لا تقصدوا رذال المال وحشف «٤» التمر في الزكاة.
٢٦٦ إِعْصارٌ: أعاصير الرّياح: زوابعها «٢»، كأنها تلتف بالنّار التفاف الثّوب المعصور بالماء. وعطف «أصاب» على «يودّ» لأنّ «يود» يتضمن التمني، والتمني يتناول الماضي والمستقبل «٣».
٢٦٧ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ: لا تقصدوا رذال المال وحشف «٤» التمر في الزكاة.
(١) أخرج نحوه ابن قتيبة في غريب الحديث: ١/ ٦٢٣ عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما.
واللّفظ عنده: «أن الطبيب من الأنصار سقاه لبنا حين طعن، فخرج من الطعنة أبيض يصلد».
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير: ١/ ٧١، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد: ٩/ ٨١ وقال: رجاله رجال الصحيح.
والحديث- أيضا- في الفائق: ٢/ ٣١١، وغريب الحديث لابن الجوزي: ١/ ٥٩٩، والنهاية: ٣/ ٤٦.
(٢) قال الزجاج في معانيه: ١/ ٣٤٩: «الإعصار: الريح التي تهب من الأرض كالعمود إلى السماء، وهي التي تسميها الناس الزوبعة، وهي ريح شديدة، لا يقال إنها إعصار حتى تهبّ بشدة.
قال الشاعر:
إن كنت ريحا فقد لاقيت إعصارا
وانظر معاني النحاس: ١/ ٢٩٥، وتهذيب اللّغة: ٢/ ١٥، واللسان: ٤/ ٥٧٨ (عصر).
(٣) هذا جواب الفراء في معانيه: ١/ ١٧٥ على الإشكال في عطف الماضي على المستقبل.
فحمل العطف على المعنى. وقال الزمخشري في الكشاف: ١/ ٣٩٦: إن «الواو» للحال لا للعطف، ومعناه: أيود أحدكم لو كانت له جنة وأصابه الكبر».
وانظر تفسير الفخر الرازي: ٧/ ٦٤، والبحر المحيط: ٢/ ٣١٤، والدر المصون:
٢/ ٥٩٧.
(٤) الحشف: اليابس الفاسد من التمر.
ينظر غريب الحديث لابن قتيبة: ٢/ ٧٤، والنهاية: ١/ ٣٩١، واللسان: ٩/ ٤٧ (حشف) وفي سبب نزول هذه الآية أخرج الإمام الترمذي في سننه: ٥/ ٢١٩، كتاب «تفسير القرآن»، باب «ومن سورة البقرة» عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: «نزلت فينا معشر الأنصار، كنا أصحاب نخل فكان الرجل يأتي من نخله على قدر كثرته وقلّته... وكان ناس ممن لا يرغب في الخير يأتي الرجل بالقنو فيه الشّيص والحشف، وبالقنو قد انكسر فيعلقه فأنزل الله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ قالوا: لو أنّ أحدكم أهدي إليه مثل ما أعطاه لم يأخذ إلّا على إغماض وحياء. قال: فكنا بعد ذلك يأتي أحدنا بصالح ما عنده».
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب صحيح».
وأخرج نحوه ابن ماجة في السنن: ١/ ٥٨٣ كتاب الزكاة، باب «النهي أن يخرج في الصدقة شر ماله»، والطبري في تفسيره: (٥/ ٥٥٩، ٥٦٠)، والحاكم في المستدرك:
٢/ ٢٨٥، كتاب التفسير، وقال: «هذا حديث غريب صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي.
وأخرجه أيضا البيهقي في سننه: ٤/ ١٣٦، كتاب الزكاة، باب ما يحرم على صاحب المال من أن يعطي الصدقة شر ماله» عن البراء أيضا.
وانظر أسباب النزول للواحدي: ١٢٠، وتفسير ابن كثير: (١/ ٤٧٣، ٤٧٤)، والدر المنثور: ٢/ ٥٨).
واللّفظ عنده: «أن الطبيب من الأنصار سقاه لبنا حين طعن، فخرج من الطعنة أبيض يصلد».
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير: ١/ ٧١، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد: ٩/ ٨١ وقال: رجاله رجال الصحيح.
والحديث- أيضا- في الفائق: ٢/ ٣١١، وغريب الحديث لابن الجوزي: ١/ ٥٩٩، والنهاية: ٣/ ٤٦.
(٢) قال الزجاج في معانيه: ١/ ٣٤٩: «الإعصار: الريح التي تهب من الأرض كالعمود إلى السماء، وهي التي تسميها الناس الزوبعة، وهي ريح شديدة، لا يقال إنها إعصار حتى تهبّ بشدة.
قال الشاعر:
إن كنت ريحا فقد لاقيت إعصارا
وانظر معاني النحاس: ١/ ٢٩٥، وتهذيب اللّغة: ٢/ ١٥، واللسان: ٤/ ٥٧٨ (عصر).
(٣) هذا جواب الفراء في معانيه: ١/ ١٧٥ على الإشكال في عطف الماضي على المستقبل.
فحمل العطف على المعنى. وقال الزمخشري في الكشاف: ١/ ٣٩٦: إن «الواو» للحال لا للعطف، ومعناه: أيود أحدكم لو كانت له جنة وأصابه الكبر».
وانظر تفسير الفخر الرازي: ٧/ ٦٤، والبحر المحيط: ٢/ ٣١٤، والدر المصون:
٢/ ٥٩٧.
(٤) الحشف: اليابس الفاسد من التمر.
ينظر غريب الحديث لابن قتيبة: ٢/ ٧٤، والنهاية: ١/ ٣٩١، واللسان: ٩/ ٤٧ (حشف) وفي سبب نزول هذه الآية أخرج الإمام الترمذي في سننه: ٥/ ٢١٩، كتاب «تفسير القرآن»، باب «ومن سورة البقرة» عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: «نزلت فينا معشر الأنصار، كنا أصحاب نخل فكان الرجل يأتي من نخله على قدر كثرته وقلّته... وكان ناس ممن لا يرغب في الخير يأتي الرجل بالقنو فيه الشّيص والحشف، وبالقنو قد انكسر فيعلقه فأنزل الله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ قالوا: لو أنّ أحدكم أهدي إليه مثل ما أعطاه لم يأخذ إلّا على إغماض وحياء. قال: فكنا بعد ذلك يأتي أحدنا بصالح ما عنده».
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب صحيح».
وأخرج نحوه ابن ماجة في السنن: ١/ ٥٨٣ كتاب الزكاة، باب «النهي أن يخرج في الصدقة شر ماله»، والطبري في تفسيره: (٥/ ٥٥٩، ٥٦٠)، والحاكم في المستدرك:
٢/ ٢٨٥، كتاب التفسير، وقال: «هذا حديث غريب صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي.
وأخرجه أيضا البيهقي في سننه: ٤/ ١٣٦، كتاب الزكاة، باب ما يحرم على صاحب المال من أن يعطي الصدقة شر ماله» عن البراء أيضا.
وانظر أسباب النزول للواحدي: ١٢٠، وتفسير ابن كثير: (١/ ٤٧٣، ٤٧٤)، والدر المنثور: ٢/ ٥٨).
إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ: أي: بوكس ونقصان في الثّمن «١».
٢٧١ فَنِعِمَّا هِيَ: نعم ما هي على تقدير الفاعل، ونصب «ما» على التفسير «٢»، أي: نعم الشّيء شيئا هو.
٢٧٢ ابْتِغاءَ: نصب على المفعول له.
٢٧٣ لِلْفُقَراءِ: أي: الصّدقة للفقراء.
أُحْصِرُوا: احتبسوا على التصرف لخوف الكفار «٣»، أو لحبسهم أنفسهم على العبادة «٤».
٢٧١ فَنِعِمَّا هِيَ: نعم ما هي على تقدير الفاعل، ونصب «ما» على التفسير «٢»، أي: نعم الشّيء شيئا هو.
٢٧٢ ابْتِغاءَ: نصب على المفعول له.
٢٧٣ لِلْفُقَراءِ: أي: الصّدقة للفقراء.
أُحْصِرُوا: احتبسوا على التصرف لخوف الكفار «٣»، أو لحبسهم أنفسهم على العبادة «٤».
(١) قال الزجاج في معانيه: ١/ ٣٥٠: «يقول: أنتم لا تأخذونه إلا بوكس، فكيف تعطونه في الصدقة».
(٢) ذكره مكي في مشكل إعراب القرآن: ١/ ١٤١، وينظر البيان لابن الأنباري: ١/ ١٧٧، والتبيان للعكبري: ١/ ٢٢١، والبحر المحيط: ٢/ ٣٢٣.
(٣) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (٥/ ٥٩٢، ٥٩٣) عن قتادة، وابن زيد. ونقله الماوردي في تفسيره: ١/ ٢٨٧ عن قتادة وابن زيد أيضا.
(٤) ذكر ابن الجوزي هذا القول في زاد المسير: ١/ ٣٢٧ وعزاه إلى ابن عباس رضي الله عنهما، ومقاتل. [.....]
(٢) ذكره مكي في مشكل إعراب القرآن: ١/ ١٤١، وينظر البيان لابن الأنباري: ١/ ١٧٧، والتبيان للعكبري: ١/ ٢٢١، والبحر المحيط: ٢/ ٣٢٣.
(٣) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (٥/ ٥٩٢، ٥٩٣) عن قتادة، وابن زيد. ونقله الماوردي في تفسيره: ١/ ٢٨٧ عن قتادة وابن زيد أيضا.
(٤) ذكر ابن الجوزي هذا القول في زاد المسير: ١/ ٣٢٧ وعزاه إلى ابن عباس رضي الله عنهما، ومقاتل. [.....]
وقيل «١» : أحصروا بالمرض والجراحات [المثخنة في الجهاد] «٢» عن الضّرب في الأرض.
والضّرب: الإسراع في السير «٣»، يقال «٤» : ضربت له الأرض كلّها، أي: طلبته/ في كلّ الأرض. [١٦/ ب] لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً: لا يكون منهم سؤال فيكون [إلحافا] «٥»، لأنهم لو سألوا لم يحسبهم الجاهل بهم أغنياء.
وفي الحديث «٦» :«من سأل وله أربعون درهما فقد ألحف».
٢٧٥ لا يَقُومُونَ: أي: من قبورهم «٧».
والضّرب: الإسراع في السير «٣»، يقال «٤» : ضربت له الأرض كلّها، أي: طلبته/ في كلّ الأرض. [١٦/ ب] لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً: لا يكون منهم سؤال فيكون [إلحافا] «٥»، لأنهم لو سألوا لم يحسبهم الجاهل بهم أغنياء.
وفي الحديث «٦» :«من سأل وله أربعون درهما فقد ألحف».
٢٧٥ لا يَقُومُونَ: أي: من قبورهم «٧».
(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: ١١١٧ (سورة البقرة) عن سعيد بن جبير، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: ١/ ٣٢٨ عن سعيد بن جبير، والكسائي، وأورده السيوطي في الدر المنثور:
٢/ ٨٩، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه.
(٢) في الأصل: «المتخذة في الجهات». والمثبت في النص من «ك».
(٣) اللسان: ١/ ٥٤٥ (ضرب).
(٤) تهذيب اللغة: ١٢/ ٢٢ عن أبي زيد الأنصاري.
(٥) في الأصل: «إلحاف»، والمثبت في النص من «ك».
ومعنى إِلْحافاً إلحاحا كما في مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٨٣، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٩٨، وتفسير الطبري: ٥/ ٥٩٧.
(٦) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد: ٩/ ٣٣٤، وقال: «رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن يونس وهو ثقة».
وأخرج النسائي في سننه: ٥/ ٩٨، كتاب الزكاة، باب «من الملحف» عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا بلفظ: «من سأل وله أربعون درهما فهو الملحف».
وأخرج أحمد في مسنده: ٣/ ٧، وأبو داود في سننه: ٢/ ٢٧٩، كتاب الزكاة، باب «من يعطى من الصدقات، وحد الغنى» عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعا بلفظ: «من سأل وله قيمة أوقية فقد ألحف».
قال الخطابي: «والأوقية عند أهل الحجاز أربعون درهما».
وانظر نص الحديث الذي أورده المؤلف في: معاني الزّجّاج: ١/ ٣٥٧، وغريب الحديث لابن الجوزي: ٢/ ٣١٧، والنهاية: ٤/ ٢٣٧.
(٧) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٩٨، تفسير الطبري: ٦/ ٨، والمحرر الوجيز: ٢/ ٤٨٠.
٢/ ٨٩، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه.
(٢) في الأصل: «المتخذة في الجهات». والمثبت في النص من «ك».
(٣) اللسان: ١/ ٥٤٥ (ضرب).
(٤) تهذيب اللغة: ١٢/ ٢٢ عن أبي زيد الأنصاري.
(٥) في الأصل: «إلحاف»، والمثبت في النص من «ك».
ومعنى إِلْحافاً إلحاحا كما في مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٨٣، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٩٨، وتفسير الطبري: ٥/ ٥٩٧.
(٦) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد: ٩/ ٣٣٤، وقال: «رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن يونس وهو ثقة».
وأخرج النسائي في سننه: ٥/ ٩٨، كتاب الزكاة، باب «من الملحف» عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا بلفظ: «من سأل وله أربعون درهما فهو الملحف».
وأخرج أحمد في مسنده: ٣/ ٧، وأبو داود في سننه: ٢/ ٢٧٩، كتاب الزكاة، باب «من يعطى من الصدقات، وحد الغنى» عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعا بلفظ: «من سأل وله قيمة أوقية فقد ألحف».
قال الخطابي: «والأوقية عند أهل الحجاز أربعون درهما».
وانظر نص الحديث الذي أورده المؤلف في: معاني الزّجّاج: ١/ ٣٥٧، وغريب الحديث لابن الجوزي: ٢/ ٣١٧، والنهاية: ٤/ ٢٣٧.
(٧) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٩٨، تفسير الطبري: ٦/ ٨، والمحرر الوجيز: ٢/ ٤٨٠.
يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ: يضربه ويصرعه «١» مِنَ الْمَسِّ: من الجنون «٢».
والخبط: ضرب البعير وصرعه بيديه «٣»، والرّمح بالرّجلين «٤»، والزّبن «٥» بالرّكبتين. وهذا الصّرع بامتلاء بطون الدماغ من رطوبات الفجّة امتلاء غير كامل. وإضافته إلى الشّيطان على مجاز إضافة الإغواء الّذي يلقي المرء في مصارع وخيمة «٦».
وفي الحديث «٧» : إنّ آكلي الربا يعرفون في الآخرة كما يعرف المجنون في الدّنيا ينهضون ويسقطون. وكلّ زيادة تؤخذ بغير بدل صورة أو معنى فهو ربا «٨».
٢٧٩ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ: لا تأخذون أكثر من رؤوس أموالكم ولا
والخبط: ضرب البعير وصرعه بيديه «٣»، والرّمح بالرّجلين «٤»، والزّبن «٥» بالرّكبتين. وهذا الصّرع بامتلاء بطون الدماغ من رطوبات الفجّة امتلاء غير كامل. وإضافته إلى الشّيطان على مجاز إضافة الإغواء الّذي يلقي المرء في مصارع وخيمة «٦».
وفي الحديث «٧» : إنّ آكلي الربا يعرفون في الآخرة كما يعرف المجنون في الدّنيا ينهضون ويسقطون. وكلّ زيادة تؤخذ بغير بدل صورة أو معنى فهو ربا «٨».
٢٧٩ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ: لا تأخذون أكثر من رؤوس أموالكم ولا
(١) ينظر تفسير الطبري: ٦/ ٨.
(٢) معاني الفراء: ١/ ١٨٢، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٩٨، وقال الطبري في تفسيره:
٦/ ١١: ومعنى قوله: يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ يتخبله من مسّه إياه. يقال عنه: قد مسّ الرجل وألق، فهو ممسوس ومألوق... ».
وينظر معاني الزجاج: ١/ ٣٥٨، ومعاني النحاس: ١/ ٣٠٦، وزاد المسير: ١/ ٣٣٠، وتفسير القرطبي: ٣/ ٣٥٤.
(٣) تهذيب اللّغة: ٧/ ٢٤٩، ومفردات الراغب: ١٤٢، واللسان: ٧/ ٢٨٠ (خبط).
(٤) قال الأزهري في تهذيب اللّغة: ٥/ ٥٣: «ويقال رمحت الدّابّة، وكل ذي حافر يرمح رمحا إذا ضرب رجليه... » وانظر اللسان: ٢/ ٤٥٤ (رمح).
(٥) الزّبن: الدّفع.
انظر الصحاح: ٥/ ٢١٣٠، واللسان: ١٣/ ١٩٤ (زبن).
(٦) ذكر نحوه الماوردي في تفسيره: ١/ ٢٨٨.
(٧) لم أقف عليه مسندا.
وذكر ابن الجوزي هذا المعنى الذي أورده المؤلف- دون الإشارة إلى كونه حديثا- في زاد المسير: ١/ ٣٣٠ دون عزو، ونقله الفخر الرازي في تفسيره: (٧/ ٩٦، ٩٧) عن وهب بن منبه. [.....]
(٨) قال القرطبي- رحمه الله- في تفسيره: ٣/ ٣٤٨: «والربا الذي عليه عرف الشرع شيئان:
تحريم النّساء والتفاضل في العقود... ».
(٢) معاني الفراء: ١/ ١٨٢، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٩٨، وقال الطبري في تفسيره:
٦/ ١١: ومعنى قوله: يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ يتخبله من مسّه إياه. يقال عنه: قد مسّ الرجل وألق، فهو ممسوس ومألوق... ».
وينظر معاني الزجاج: ١/ ٣٥٨، ومعاني النحاس: ١/ ٣٠٦، وزاد المسير: ١/ ٣٣٠، وتفسير القرطبي: ٣/ ٣٥٤.
(٣) تهذيب اللّغة: ٧/ ٢٤٩، ومفردات الراغب: ١٤٢، واللسان: ٧/ ٢٨٠ (خبط).
(٤) قال الأزهري في تهذيب اللّغة: ٥/ ٥٣: «ويقال رمحت الدّابّة، وكل ذي حافر يرمح رمحا إذا ضرب رجليه... » وانظر اللسان: ٢/ ٤٥٤ (رمح).
(٥) الزّبن: الدّفع.
انظر الصحاح: ٥/ ٢١٣٠، واللسان: ١٣/ ١٩٤ (زبن).
(٦) ذكر نحوه الماوردي في تفسيره: ١/ ٢٨٨.
(٧) لم أقف عليه مسندا.
وذكر ابن الجوزي هذا المعنى الذي أورده المؤلف- دون الإشارة إلى كونه حديثا- في زاد المسير: ١/ ٣٣٠ دون عزو، ونقله الفخر الرازي في تفسيره: (٧/ ٩٦، ٩٧) عن وهب بن منبه. [.....]
(٨) قال القرطبي- رحمه الله- في تفسيره: ٣/ ٣٤٨: «والربا الذي عليه عرف الشرع شيئان:
تحريم النّساء والتفاضل في العقود... ».
174
تنقصون منها «١».
نزلت في العبّاس وعثمان، كانا يؤخّران ويضعّفان «٢».
فَأْذَنُوا: فاعلموا «٣»، أو «آذنوا» «٤» : أعلموا، آذنه بالشّيء فأذن به.
وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ: الإعسار الواجب للإنظار هو الإعدام «٥»، أو كساد المتاع ونحوه «٦».
نزلت في العبّاس وعثمان، كانا يؤخّران ويضعّفان «٢».
فَأْذَنُوا: فاعلموا «٣»، أو «آذنوا» «٤» : أعلموا، آذنه بالشّيء فأذن به.
وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ: الإعسار الواجب للإنظار هو الإعدام «٥»، أو كساد المتاع ونحوه «٦».
(١) ينظر تفسير الطبري: ٦/ ٢٨، وأحكام القرآن للجصاص: ١/ ٤٧٤، وتفسير البغوي:
١/ ٢٦٥، وتفسير الفخر الرازي: ٧/ ١٠٨.
(٢) نقل الواحدي في أسباب النزول: ١٢٥، وابن الجوزي في زاد المسير: ١/ ٣٣٢ عن عطاء وعكرمة أنهما قالا: «نزلت الآية في العباس بن عبد المطلب، وعثمان بن عفان، وكانا قد أسلفا في التمر، فلما حضر الجذاذ قال لهما صاحب التمر: لا يبقى لي ما يكفي عيالي إذا أنتما أخذتما حظّكما كله، فهل لكما أن تأخذا النصف وتؤخرا النصف وأضعف لكما؟
ففعلا، فلما حل الأجل طلبا الزيادة، فبلغ ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فنهاهما وأنزل الله تعالى هذه الآية، فسمعا وأطاعا وأخذا رؤوس أموالهما».
وأخرج الإمام مسلم في صحيحه: ٢/ ٨٨٩، كتاب الحج، باب «حجة النبي» عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه مرفوعا: «وأول ربا أضع ربانا، ربا العباس بن عبد المطلب، فإنه موضوع كله... ».
(٣) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٩٨، وتفسير المشكل لمكي: ١٢٢، وتحفة الأريب: ٥٣.
(٤) جاء في هامش الأصل: «إشارة إلى قراءة بالمد».
وقرأ بالمد وكسر الذال حمزة، وعاصم في رواية شعبة.
ينظر السبعة: ١٩٢، والحجة لأبي علي الفارسي: ٢/ ٤٠٣، والكشف: ١/ ٣١٨، والدر المصون: ٢/ ٦٣٩.
قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٩٨، «ومن قرأ: فآذنوا بحرب أراد: آذنوا غيركم من أصحابكم. يقال: آذنني فأذنت».
ورجح الطبري في تفسيره: ٦/ ٢٤ القراءة الأولى، قراءة قصر الألف وفتح الذال.
(٥) الإعدام هنا: شدة الفقر.
(٦) قال ابن العربي في أحكام القرآن: ١/ ٢٤٦: «فإن قيل: وبم تعلم العسرة؟ قلنا: بأن لا نجد له مالا فإن قال الطالب: خبأ مالا. قلنا للمطلوب: أثبت عدمك ظاهرا ويحلف باطنا، والله يتولى السرائر».
وقال الفخر الرازي في تفسيره: ٧/ ١١١: «فأما من له بضاعة كسدت عليه، فواجب عليه أن يبيعها بالنقصان إن لم يكن إلا ذلك، ويؤديه في الدّين».
١/ ٢٦٥، وتفسير الفخر الرازي: ٧/ ١٠٨.
(٢) نقل الواحدي في أسباب النزول: ١٢٥، وابن الجوزي في زاد المسير: ١/ ٣٣٢ عن عطاء وعكرمة أنهما قالا: «نزلت الآية في العباس بن عبد المطلب، وعثمان بن عفان، وكانا قد أسلفا في التمر، فلما حضر الجذاذ قال لهما صاحب التمر: لا يبقى لي ما يكفي عيالي إذا أنتما أخذتما حظّكما كله، فهل لكما أن تأخذا النصف وتؤخرا النصف وأضعف لكما؟
ففعلا، فلما حل الأجل طلبا الزيادة، فبلغ ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فنهاهما وأنزل الله تعالى هذه الآية، فسمعا وأطاعا وأخذا رؤوس أموالهما».
وأخرج الإمام مسلم في صحيحه: ٢/ ٨٨٩، كتاب الحج، باب «حجة النبي» عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه مرفوعا: «وأول ربا أضع ربانا، ربا العباس بن عبد المطلب، فإنه موضوع كله... ».
(٣) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٩٨، وتفسير المشكل لمكي: ١٢٢، وتحفة الأريب: ٥٣.
(٤) جاء في هامش الأصل: «إشارة إلى قراءة بالمد».
وقرأ بالمد وكسر الذال حمزة، وعاصم في رواية شعبة.
ينظر السبعة: ١٩٢، والحجة لأبي علي الفارسي: ٢/ ٤٠٣، والكشف: ١/ ٣١٨، والدر المصون: ٢/ ٦٣٩.
قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٩٨، «ومن قرأ: فآذنوا بحرب أراد: آذنوا غيركم من أصحابكم. يقال: آذنني فأذنت».
ورجح الطبري في تفسيره: ٦/ ٢٤ القراءة الأولى، قراءة قصر الألف وفتح الذال.
(٥) الإعدام هنا: شدة الفقر.
(٦) قال ابن العربي في أحكام القرآن: ١/ ٢٤٦: «فإن قيل: وبم تعلم العسرة؟ قلنا: بأن لا نجد له مالا فإن قال الطالب: خبأ مالا. قلنا للمطلوب: أثبت عدمك ظاهرا ويحلف باطنا، والله يتولى السرائر».
وقال الفخر الرازي في تفسيره: ٧/ ١١١: «فأما من له بضاعة كسدت عليه، فواجب عليه أن يبيعها بالنقصان إن لم يكن إلا ذلك، ويؤديه في الدّين».
175
[ وإن كان ذو عسرة ] الإعسار الواجب الإنظار هو : الإعدام، أو كساد المتاع ونحوه١.
١ انظر المحرر الوجيز ج٢ ص٤٩٤..
٢٨٢ إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ: ذكر الدّين، إذ يكون تَدايَنْتُمْ: تجازيتم «١».
وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ: أي: على إقراره «٢».
وَلا يَبْخَسْ: ليشهد عليه «٣».
أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ: لخرس «٤»، أو صبا، [أو] «٥» عته «٦».
أَنْ تَضِلَّ: أن تنسى «٧».
وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ: أي: على إقراره «٢».
وَلا يَبْخَسْ: ليشهد عليه «٣».
أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ: لخرس «٤»، أو صبا، [أو] «٥» عته «٦».
أَنْ تَضِلَّ: أن تنسى «٧».
(١) في تفسير الطبري: ٦/ ٤٦: «فإن قال قائل: وما وجه قوله: بِدَيْنٍ وقد دل بقوله: إِذا تَدايَنْتُمْ عليه؟ وهل تكون مداينة بغير دين، فاحتيج إلى أن يقال: بدين؟.
قيل: إن العرب لما كان مقولا عندها: «تداينا» بمعنى: تجازينا، وبمعنى: تعاطينا الأخذ والإعطاء بدين أبان الله بقوله «بدين»، المعنى الذي قصد تعريف من سمع قوله:
تَدايَنْتُمْ حكمه، وأعلمهم أنه حكم الدين دون حكم المجازاة».
وينظر معاني النحاس: ١/ ٣١٤، وأورد البغوي في تفسيره: ١/ ٢٦٧ نحو قول الطبري، وقال: «وقيل ذكره تأكيدا».
(٢) تفسير الطبري: ٦/ ٥٦، وقال الفخر الرازي في تفسيره: ٧/ ١٢١: «الكتابة وإن وجب أن يختار لها العالم بكيفية كتب الشروط والسجلات لكن ذلك لا يتم إلا بإملاء من عليه الحق فليدخل في جملة إملائه اعترافه بما عليه من الحق في قدره وجنسه وصفته وأجله إلى غير ذلك... ».
(٣) في تفسير الطبري: ٦/ ٥٦، ومعاني الزّجّاج: ١/ ٣٦٢، وتفسير الفخر الرازي:
٧/ ١٢١: «أي: لا ينقص منه شيئا». وقال القرطبي في تفسيره: ٣/ ٣٨٥: «والبخس النقص».
(٤) ذكره الطبري في تفسيره: ٦/ ٥٨، ونقله الماوردي في تفسيره: ١/ ٢٩٤ عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وانظر تفسير البغوي: ١/ ٢٦٨، وتفسير الفخر الرازي: ٧/ ١٢١.
(٥) المثبت في النص عن «ك»، وفي الأصل: «و».
(٦) العته: الجنون.
(٧) ينظر معاني الفراء: ١/ ١٨٤، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٨٣، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٩٩، ومعاني الزجاج: ١/ ٣٦٣، ومعاني النحاس: ١/ ٣١٨، وتفسير الماوردي: ١/ ٢٩٥. [.....]
قيل: إن العرب لما كان مقولا عندها: «تداينا» بمعنى: تجازينا، وبمعنى: تعاطينا الأخذ والإعطاء بدين أبان الله بقوله «بدين»، المعنى الذي قصد تعريف من سمع قوله:
تَدايَنْتُمْ حكمه، وأعلمهم أنه حكم الدين دون حكم المجازاة».
وينظر معاني النحاس: ١/ ٣١٤، وأورد البغوي في تفسيره: ١/ ٢٦٧ نحو قول الطبري، وقال: «وقيل ذكره تأكيدا».
(٢) تفسير الطبري: ٦/ ٥٦، وقال الفخر الرازي في تفسيره: ٧/ ١٢١: «الكتابة وإن وجب أن يختار لها العالم بكيفية كتب الشروط والسجلات لكن ذلك لا يتم إلا بإملاء من عليه الحق فليدخل في جملة إملائه اعترافه بما عليه من الحق في قدره وجنسه وصفته وأجله إلى غير ذلك... ».
(٣) في تفسير الطبري: ٦/ ٥٦، ومعاني الزّجّاج: ١/ ٣٦٢، وتفسير الفخر الرازي:
٧/ ١٢١: «أي: لا ينقص منه شيئا». وقال القرطبي في تفسيره: ٣/ ٣٨٥: «والبخس النقص».
(٤) ذكره الطبري في تفسيره: ٦/ ٥٨، ونقله الماوردي في تفسيره: ١/ ٢٩٤ عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وانظر تفسير البغوي: ١/ ٢٦٨، وتفسير الفخر الرازي: ٧/ ١٢١.
(٥) المثبت في النص عن «ك»، وفي الأصل: «و».
(٦) العته: الجنون.
(٧) ينظر معاني الفراء: ١/ ١٨٤، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٨٣، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٩٩، ومعاني الزجاج: ١/ ٣٦٣، ومعاني النحاس: ١/ ٣١٨، وتفسير الماوردي: ١/ ٢٩٥. [.....]
إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً: تقع وتحدث «١»، أو تِجارَةً اسم كان وتُدِيرُونَها «٢» خبرها.
وَلا يُضَارَّ: لا يجبر على الكتابة والشّهادة «٣»، أو الكاتب والشّهيد لا يضارّان ولا يعدوان الحقّ «٤».
٢٨٦ إِنْ نَسِينا: تركنا «٥». أَوْ أَخْطَأْنا: أتينا بخطإ، كقولك: أبدعت أتيت ببدعة. خطيء خطأ: تعمد الإثم، وأخطأ: لم يتعمد «٦».
إِصْراً: ثقلا، والعهد والرّحم إصر لأنّ القيام بحقهما ثقيل، والإصر هنا: إثم العقد إذا ضيّعوا «٧».
وفي الحديث «٨» :«من بكّر وابتكر ودنا كان له كفلان من الإصر»
وَلا يُضَارَّ: لا يجبر على الكتابة والشّهادة «٣»، أو الكاتب والشّهيد لا يضارّان ولا يعدوان الحقّ «٤».
٢٨٦ إِنْ نَسِينا: تركنا «٥». أَوْ أَخْطَأْنا: أتينا بخطإ، كقولك: أبدعت أتيت ببدعة. خطيء خطأ: تعمد الإثم، وأخطأ: لم يتعمد «٦».
إِصْراً: ثقلا، والعهد والرّحم إصر لأنّ القيام بحقهما ثقيل، والإصر هنا: إثم العقد إذا ضيّعوا «٧».
وفي الحديث «٨» :«من بكّر وابتكر ودنا كان له كفلان من الإصر»
(١) تفسير الطبري: ٦/ ٧٩، ومعاني الزّجاج: (١/ ٣٦٥، ٣٦٦).
(٢) قرأ بالرفع القراء السبعة إلّا عاصما.
ينظر السبعة: ١٩٣، والتبصرة لمكي: ١٦٦، والتبيان للعكبري: ١/ ٢٣١، والدر المصون: ٢/ ٦٧٣.
(٣) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (٦/ ٨٨- ٩٠) عن ابن عباس، ومجاهد، والربيع، والضحاك، والسدي. وانظر هذا القول في معاني النحاس: (١/ ٣٢٣، ٣٢٤)، وتفسير الماوردي: ١/ ٢٩٦.
(٤) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره: (٦/ ٨٥، ٨٦) عن الحسن، وقتادة، وطاوس، وابن زيد.
وقال الطبري رحمه الله: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: معنى ذلك:
وَلا يُضَارَّ كاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ، بمعنى ولا يضارهما من استكتب هذا أو استشهد هذا، بأن يأبى على هذا إلا أن يكتب له وهو مشغول بأمر نفسه، ويأبى هذا إلا أن يجيبه إلى الشهادة وهو غير فارغ... ».
(٥) تفسير الطبري: ٦/ ١٣٣، ومعاني الزجاج: ١/ ٣٧٠، ونقله النحاس في معانيه: ١/ ٣٣٢ عن طرب.
(٦) معاني النحاس: ١/ ٣٣٣.
(٧) نصّ هذا الكلام في معاني الفراء: ١/ ١٨٩، وانظر معاني الزّجّاج: ١/ ٣٧٠.
(٨) لم أقف عليه بهذا اللفظ، وهكذا ورد في الأصل، ويبدو أنه اعتمد في ضبط اللفظة «دنأ» الهمز، وعليه جرى تفسير المؤلف لهذه اللفظة بمعنى الدناءة، وفي تاج العروس: ١/ ٢٣٠ عن كتاب المصادر: دنؤ الرجل يدنؤ دنوءا ودناءة إذا كان ماجنا، وعن أبي منصور قال: أهل اللغة: لا يهمزون دنؤ في باب الخسة وإنما يهمزون في باب المجون. اهـ. هكذا فسر الحديث بهذا السياق للحديث.
وقد جاء في نسخة «ج» ما يدل على توجيه آخر وهو المشهور من لفظ الحديث بتفسير الدنو بالقرب ففيها: «من بكر وابتكر ودنا كان له كفلان من الأجر، ومن تأخر ولغا كان له كفلان من الإصر» أي بكر إلى الجمعة وابتكر: سمع أول الخطبة، ولغا أي: هزل، واللاغي: الماجن، كان له كفلان من إثم العقد إذا ضيعه للغوه.
ينظر هذا الحديث في مسند الإمام أحمد: ٢/ ٢٠٩، وسنن ابن ماجة: ١/ ٣٤٦، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في الغسل يوم الجمعة، وسنن الترمذي: ٢/ ٣٦٨، أبواب الصلاة، باب ما جاء في فضل الغسل يوم الجمعة.
وانظر: في معنى الدنو بمعنى القرب في تاج العروس: ١٠/ ١٣١ (دنا).
(٢) قرأ بالرفع القراء السبعة إلّا عاصما.
ينظر السبعة: ١٩٣، والتبصرة لمكي: ١٦٦، والتبيان للعكبري: ١/ ٢٣١، والدر المصون: ٢/ ٦٧٣.
(٣) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (٦/ ٨٨- ٩٠) عن ابن عباس، ومجاهد، والربيع، والضحاك، والسدي. وانظر هذا القول في معاني النحاس: (١/ ٣٢٣، ٣٢٤)، وتفسير الماوردي: ١/ ٢٩٦.
(٤) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره: (٦/ ٨٥، ٨٦) عن الحسن، وقتادة، وطاوس، وابن زيد.
وقال الطبري رحمه الله: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: معنى ذلك:
وَلا يُضَارَّ كاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ، بمعنى ولا يضارهما من استكتب هذا أو استشهد هذا، بأن يأبى على هذا إلا أن يكتب له وهو مشغول بأمر نفسه، ويأبى هذا إلا أن يجيبه إلى الشهادة وهو غير فارغ... ».
(٥) تفسير الطبري: ٦/ ١٣٣، ومعاني الزجاج: ١/ ٣٧٠، ونقله النحاس في معانيه: ١/ ٣٣٢ عن طرب.
(٦) معاني النحاس: ١/ ٣٣٣.
(٧) نصّ هذا الكلام في معاني الفراء: ١/ ١٨٩، وانظر معاني الزّجّاج: ١/ ٣٧٠.
(٨) لم أقف عليه بهذا اللفظ، وهكذا ورد في الأصل، ويبدو أنه اعتمد في ضبط اللفظة «دنأ» الهمز، وعليه جرى تفسير المؤلف لهذه اللفظة بمعنى الدناءة، وفي تاج العروس: ١/ ٢٣٠ عن كتاب المصادر: دنؤ الرجل يدنؤ دنوءا ودناءة إذا كان ماجنا، وعن أبي منصور قال: أهل اللغة: لا يهمزون دنؤ في باب الخسة وإنما يهمزون في باب المجون. اهـ. هكذا فسر الحديث بهذا السياق للحديث.
وقد جاء في نسخة «ج» ما يدل على توجيه آخر وهو المشهور من لفظ الحديث بتفسير الدنو بالقرب ففيها: «من بكر وابتكر ودنا كان له كفلان من الأجر، ومن تأخر ولغا كان له كفلان من الإصر» أي بكر إلى الجمعة وابتكر: سمع أول الخطبة، ولغا أي: هزل، واللاغي: الماجن، كان له كفلان من إثم العقد إذا ضيعه للغوه.
ينظر هذا الحديث في مسند الإمام أحمد: ٢/ ٢٠٩، وسنن ابن ماجة: ١/ ٣٤٦، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في الغسل يوم الجمعة، وسنن الترمذي: ٢/ ٣٦٨، أبواب الصلاة، باب ما جاء في فضل الغسل يوم الجمعة.
وانظر: في معنى الدنو بمعنى القرب في تاج العروس: ١٠/ ١٣١ (دنا).
177
[١٧/ أ] / أي: بكّر إلى الجمعة، وابتكر: سمع أول الخطبة، ودنا: هزل، والدّنيّ:
الماجن «١». كان له كفلان من إثم العقد إذا ضيّعه للغوه.
الماجن «١». كان له كفلان من إثم العقد إذا ضيّعه للغوه.
(١) الصحاح: ٦/ ٢٣٤٢، واللسان: ١٤/ ٢٧٤ (دنا).
178