ﰡ
١ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ: لقلّة ما بقي بالإضافة إلى ما مضى «١»، أو لأنّ كلّ آت قريب. وحساب الله العبد إظهاره تعالى ما للعبد وما عليه للجزاء.
٢ مُحْدَثٍ: أي: في التنزيل «٢».
٣ لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ: مشتغلة، من لهيت ألهى لهوا ولهيّا «٣».
أو طالبة للهو، من لهوت ألهو، وإذا تقدّمت الصّفة انتصب، كقول الشّاعر «٤» :
لميّة موحشا طلل... يلوح كأنّه خلل
وَأَسَرُّوا النَّجْوَى: تمّ الكلام عليه، ثم كأنه فسّره فقال: هم الذين
وانظر تفسير القرطبي: ١١/ ٢٦٧، والبحر المحيط: ٦/ ٢٩٥.
(٢) تفسير الطبري: ١٧/ ٢، وتفسير الماوردي: ٣/ ٣٦، والمحرر الوجيز: ١٠/ ١٢٢.
قال القرطبي في تفسيره: ١١/ ٢٦٧: «أي ما يأتيهم ذكر من ربهم محدث، يريد في النزول وتلاوة جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه كان ينزل سورة بعد سورة، وآية بعد آية، كما كان ينزله الله تعالى عليه في وقت بعد وقت، لا أن القرآن مخلوق».
(٣) اللسان: ١٥/ ٢٥٨ (لها)، وانظر تفسير القرطبي: ١١/ ٢٦٧، والبحر المحيط: ٦/ ٢٩٥.
(٤) هو كثيّر عزّة، والبيت له في الكتاب لسيبويه: ٢/ ١٢٣، وخزانة الأدب: ٢/ ٢١١.
وهو في مغني اللبيب: ١/ ٨٥، واللسان: ١١/ ٢٢٠ (خلل) دون نسبة.
قال الأستاذ عبد السلام هارون- رحمه الله- في هامش تحقيقه لكتاب سيبويه: «والشاهد فيه نصب «موحشا» على الحال، وكان أصله صفة ل «طلل»، فتقدمت على الموصوف فصارت حالا».
: ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ.
أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ: أفتقبلونه «٢» ؟.
١٠ فِيهِ ذِكْرُكُمْ: شرفكم «٣» إن [عملتم] «٤» به.
١٢ يَرْكُضُونَ: يسرعون ويستحثون.
١٣ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ: لتسألوا عما كنتم تعملون «٥».
١٥ حَصِيداً خامِدِينَ/: خمدوا كالنّار وحصدوا كما يحصد الزّرع.
١٩ لا يَسْتَحْسِرُونَ: لا يتعبون ولا ينقطعون عن العمل، من البعير الحسير.
٢١ يُنْشِرُونَ: يحيون. أنشر الله الموتى فنشروا.
٢٩ وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ: قيل «٦» : إنّه إبليس في دعائه إلى طاعته.
٣٠ كانَتا رَتْقاً: ملتصقتين، ففتق الله بينهما بالهواء «٧»، أو فتق السّماء بالمطر والأرض بالنبات «٨».
(٢) في تفسير الطبري: ١٧/ ٣: «قال بعضهم لبعض: أتقبلون السحر، وتصدقون به وأنتم تعلمون أنه سحر؟ يعنون بذلك القرآن».
(٣) ينظر معاني القرآن للفراء: ٢/ ٢٠٠، وتفسير الطبري: ١٧/ ٧، ومعاني الزجاج:
٣/ ٣٨٥، وتفسير البغوي: ٣/ ٢٣٩.
(٤) في الأصل: «علمتم»، ولا يستقيم به السياق.
(٥) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: ٣/ ٣٩ عن ابن بحر.
(٦) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٧/ ١٧ عن قتادة.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٥/ ٦٢٥، وزاد نسبته إلى عبد الرزاق، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة أيضا. [.....]
(٧) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٧/ ١٨ عن الحسن، وقتادة، ونقله الماوردي في تفسيره: ٣/ ٤٢ عن ابن عباس رضي الله عنهما.
(٨) ذكره الفراء في معانيه: ٢/ ٢٠١، وأبو عبيدة في مجاز القرآن: ٢/ ٣٧، واليزيدي في غريب القرآن: ٢٥٤، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٢٨٦.
وأخرجه الطبري في تفسيره: ١٧/ ١٩ عن عكرمة، وعطية، وابن زيد.
وأخرجه الحاكم في المستدرك: ٢/ ٣٨٢، كتاب التفسير عن ابن عباس رضي الله عنهما، وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه».
وفي إسناده: طلحة بن عمرو بن عثمان الحضرمي. قال عنه الذهبي في التلخيص: «واه».
ووصفه الحافظ في التقريب: ٢٨٣ بقوله: «متروك، من السابعة».
وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات: ١/ ٦١ عن ابن عباس، وفي إسناده طلحة بن عمرو أيضا.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٥/ ٦٢٥، وزاد نسبته إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما.
ورجح الطبري هذا القول فقال: «وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: معنى ذلك: أو لم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا من المطر والنبات، ففتقنا السماء بالغيث، والأرض بالنبات. وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب في ذلك لدلالة قوله:
جَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ على ذلك، وأنه جلّ ثناؤه لم يعقب ذلك بوصف الماء بهذه الصفة إلا والذي تقدمه من ذكر أسبابه... ».
٣٧ خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ: فسر بالجنس، أي: خلق على حبّ العجلة في أمره «١»، كقوله «٢» : وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولًا: وفسّر بآدم «٣» - عليه السلام- وأنّه لمّا نفخ فيه الرّوح فقبل أن استكمله «٤» نهض.
وقال الأخفش «٥» : معناه: خلق الإنسان في عجلة.
(٢) سورة الأسراء: آية: ١١.
(٣) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٧/ ٢٦ عن السدي، ونقله البغوي في تفسيره:
٣/ ٢٤٤ عن سعيد بن جبير، والسدي.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٥/ ٦٣٠، وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، عن عكرمة.
(٤) في «ك» : فقبل استكماله.
(٥) الأخفش: (- ٢١٥ هـ).
هو سعيد بن مسعدة المجاشعي بالولاء، الإمام اللّغوي النّحويّ المشهور، أصله من «بلخ».
لازم سيبويه وروى عنه كتابه.
أخباره في: إنباه الرواة: ٢/ ٣٦، ومعجم الأدباء: ٤/ ٢٤٢، وإشارة التعيين: ١٣١.
ونص كلامه في معانيه: ٢/ ٦٣٣ كالتالي: «من تعجيل الأمر، لأنه قال: إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ، فهذا العجل كقوله: فَلا تَسْتَعْجِلُونِ.
وانظر قوله في تفسير القرطبي: ١١/ ٢٨٩، والبحر المحيط: ٦/ ٣١٣.
٤٠ فَتَبْهَتُهُمْ: فتفجؤهم أو تحيّرهم «٣».
٤٦ نَفْحَةٌ: دفعة يسيرة «٤». وقيل «٥» : نصيب، نفح له من عطائه «٦».
٤٧ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ: أي: ذوات القسط، والقسط: العدل، مصدر يوصف به، يكون للواحد وللجميع «٧».
٥٨ جُذاذاً: قطعا، جمع جذاذة، ك «زجاجة» وزجاج.
وعقب ابن عطية على هذا القول بقوله: «وهذا أيضا ضعيف مغاير لمعنى الآية».
(٢) كذا في الأصل، ولعل المناسب للسياق هنا: «وتعقيبه»، لدلالة: فَلا تَسْتَعْجِلُونِ عليه.
(٣) في تفسير البغوي: ٣/ ٢٤٥: «يقال فلان مبهوت، أي: متحير».
وقال القرطبي في تفسيره: ١١/ ٢٩٠: «يقال: بهته يبهته إذا واجهه بشيء يحيره. وقيل:
فتفجأهم».
(٤) قال القرطبي في تفسيره: ١١/ ٢٩٣: «والنفحة في اللغة الدفعة اليسيرة، فالمعنى: ولئن مسهم أقل شيء من العذاب لَيَقُولُنَّ يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ، أي: متعدين، فيعترفون حين لا ينفعهم الاعتراف».
(٥) ذكره الطبري في تفسيره: ١٧/ ٣٢، ونقله البغوي في تفسيره: ٣/ ٢٤٦ عن ابن جريج، وكذا القرطبي في تفسيره: ١١/ ٢٩٣.
(٦) في اللسان: ٢/ ٦٢٢ (نفح) :«ونفحه بشيء، أي: أعطاه، ونفحه بالمال نفحا: أعطاه».
(٧) معاني القرآن للزجاج: ٣/ ٣٩٤. [.....]
٦٣ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ: أي: يجب أن يفعله كبيرهم أن لو كان معبودا لئلا يعبد معه غيره على إلزام الحجة لا الخبر، أو هو خبر معلق بشرط لا يكون، وهو نطق الأصنام فيكون نفيا للمخبر به «٣».
وإذا وقفت على بَلْ فَعَلَهُ «٤» كان المعنى: بل فعله من فعله، ثم الابتداء بقوله: كَبِيرُهُمْ هذا.
٦٨ حَرِّقُوهُ: قاله رجل من أكراد فارس «٥»، ولم تحرق النّار إلّا وثاقة «٦»، ولما أوثقوه قال: لا إله إلّا أنت سبحانك ربّ العالمين، لك الحمد ولك الملك لا شريك لك «٧».
٦٩ كُونِي بَرْداً: قيل: أحدث فيها البرد بدلا من الحرّ.
٤٦٨، والتبصرة لمكي: ٢٦٤.
(٢) قال اليزيدي في غريب القرآن: ٢٥٥: «و «جذيذ» بمعنى مجذوذ كالقتيل والجريح».
وانظر المعنى الذي أورده المؤلف في معاني الفراء: ٢/ ٢٠٦، ومعاني القرآن للزجاج:
٣/ ٣٩٦، والكشف لمكي: ٢/ ١١٢.
(٣) ينظر هذا المعنى في تفسير الماوردي: ٣/ ٤٧، وتفسير البغوي: ٣/ ٢٤٩، وزاد المسير:
٥/ ٣٥٩.
(٤) وقد نقل عن الكسائي أنه كان يقف على قوله تعالى: بَلْ فَعَلَهُ.
ينظر تفسير البغوي: ٣/ ٢٤٩، وتفسير القرطبي: ١١/ ٣٠٠، والبحر المحيط: ٦/ ٣٢٥.
(٥) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٧/ ٤٣ عن مجاهد.
(٦) ورد هذا المعنى في أثر أخرجه عبد الرزاق في تفسيره: ٣٤١، والطبري في تفسيره:
١٧/ ٤٤ عن كعب الأحبار.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٥/ ٦٣٩، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر عن كعب أيضا.
(٧) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٧/ ٤٥ عن أرقم، وذكره ابن كثير في تفسيره:
٥/ ٣٤٥ دون عزو.
٧١ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها: أرض الشّام «٢». وبركتها أنّ أكثر الأنبياء منها، وهي أرض خصيب يطيب فيها عيش الغنيّ والفقير.
٧٤ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ تَعْمَلُ/ الْخَبائِثَ: قرية سدوم «٣»، وخبائثهم إتيان الذكران وتضارطهم في أنديتهم «٤».
٧٨ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ: رعت ليلا «٥»، نفشت الغنم، ونفشها أهلها، وأسداها أيضا باللّيل، وأهملها بالنهار «٦».
٧٩ فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ: دفع الغنم إلى صاحب الحرث لينتفع بدرها ونسلها ودفع الحرث إلى صاحب الغنم، وجعل عليه عمارته حتى إذا نبتت في السنة القابلة ترادّا «٧».
٧٨ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ: جمع في موضع التثنية لإضافته إلى المحكوم لهم ومن حكم.
(٢) ورد هذا القول في آثار أخرجها الطبري في تفسيره: (١٧/ ٤٦، ٤٧) عن أبيّ بن كعب، والحسن، وقتادة، والسدي، وابن جريج، وابن زيد.
وأورد ابن الجوزي في زاد المسير: ٥/ ٣٦٨ القول الذي ذكره المؤلف، ثم قال: «وهذا قول الأكثرين».
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٥/ ٦٤٢، وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم عن أبي بن كعب.
(٣) ذكره الطبري في تفسيره: ١٧/ ٤٩، والماوردي في تفسيره: ٣/ ٥٠، والبغوي في تفسيره:
٣/ ٢٥٢، وابن الجوزي في زاد المسير: ٥/ ٣٧٠.
(٤) المصادر السابقة.
(٥) غريب القرآن لليزيدي: ٢٥٦، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٢٨٧، وتفسير الطبري:
١٧/ ٥٣، والمفردات للراغب: ٥٠٢، واللسان: ٦/ ٣٥٧ (نفش).
(٦) الهمل، بالتحريك: الإبل بلا راع، مثل النّفش، إلّا أن الهمل بالنهار والنّفش لا يكون إلّا ليلا. يقال: إبل همل وهاملة وهمّال وهوامل، وتركتها هملا أي: سدى إذا أرسلتها ترعى ليلا بلا راع.
ينظر اللسان: ١١/ ٧١٠ (همل).
(٧) تفسير الطبري: (١٧/ ٥١- ٥٤)، وتفسير البغوي: ٣/ ٢٥٣، وتفسير ابن كثير: ٥/ ٣٤٩. [.....]
٨٢ وَمِنَ الشَّياطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ: كثّف أجسام الجن حتى أمكنهم تلك الأعمال معجزة لسليمان «١».
وسخّر الطير له بأن قوّى إفهامها كصبياننا الذين يفهمون التخويف.
٨٣ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ: لم يكن ما نزل به من المرض فعلا للشّياطين كما ذكره في سورة «ص» «٢»، ولكن إنّما آذاه «٣» بالوسوسة ونحوها.
٨٤ وَآتَيْناهُ أَهْلَهُ: ابن عباس قال «٤» : أبدل بكل شيء ذهب له ضعفين.
«ذو الكفل» «٥» رجل صالح كفل لنبيّ بصيام النّهار وقيام اللّيل وألّا يغضب ويقضي بالحق «٦».
وذَا النُّونِ «٧» صاحب الحوت، إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً: أي:
(٢) قوله تعالى: وَاذْكُرْ عَبْدَنا أَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَعَذابٍ [آية:
٤١].
(٣) في الأصل: «إنما وإنما آذاه... »، ولا يستقيم به السياق.
(٤) أخرجه الطبري في تفسيره: ١٧/ ٧٢ بسند فيه: محمد بن سعد عن أبيه عن عمه... وقد سبق بيان ضعفهم ص (١٣٥).
(٥) في قوله تعالى: وَإِسْماعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ [آية: ٨٥].
(٦) ورد هذا المعنى في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: (١٧/ ٧٤، ٧٥) عن أبي موسى الأشعري، ومجاهد.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٥/ ٦٦١، وزاد نسبته إلى ابن حاتم، وابن أبي شيبة، وابن المنذر، وعبد بن حميد عن مجاهد رحمه الله.
وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره: ٥/ ٣٥٧: «الظاهر من السياق أنه ما قرن مع الأنبياء إلا وهو نبي.
وقال آخرون: إنما كان رجلا صالحا، وكان ملكا عادلا، وحكما مقسطا، وتوقف ابن جرير في ذلك، فالله أعلم» اه.
(٧) في قوله تعالى: وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً... [آية: ٨٧].
٨٧ فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ: لن نضيّق «٢»، كقوله «٣» : وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ أو فظنّ أن لن نقدّر عليه البلاء من القدر «٤» لا القدرة، كأنه: فظن أن لن نقدر عليه ما قدرنا من كونه في بطن الحوت، أو هو على تقدير الاستفهام «٥»، أي: أفظنّ؟.
فِي الظُّلُماتِ: ظلمة اللّيل والبحر وبطن الحوت «٦».
إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ: أي: لنفسي في خروجي قبل الإذن.
٩٠ وَأَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ: كانت عقيما فجعلها الله ولودا «٧».
وقيل «٨» : كان في خلقها سوء فحسّن الله خلقها.
(٢) هذا قول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٢٨٧، وذكره الطبري في تفسيره: ١٧/ ٧٨ ورجحه.
وانظر تفسير الماوردي: ٣/ ٥٧، والمحرر الوجيز: ١٠/ ١٩٦، وتفسير القرطبي:
١١/ ٣٢٩.
(٣) سورة الطلاق: آية: ٧.
(٤) ذكره الزجاج في معانيه: ٣/ ٤٠٢.
(٥) ذكره الطبري في تفسيره: ١٧/ ٧٩، والماوردي في تفسيره: ٣/ ٥٨، وابن عطية في المحرر الوجيز: ١٠/ ١٩٦.
(٦) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٧/ ٨٠ عن ابن عباس، ومحمد بن كعب القرظي، وقتادة، وعمرو بن ميمون.
وذكره الفراء في معاني القرآن: ٢/ ٢٠٩، والزجاج في معانيه: ٣/ ٤٠٢، وابن عطية في المحرر الوجيز: ١٠/ ١٩٧.
(٧) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٧/ ٨٣ عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، وقتادة.
وذكره الفراء في معاني القرآن: ٢/ ٢١٠، والماوردي في تفسيره: ٣/ ٥٩، ورجحه ابن كثير في تفسيره: ٥/ ٣٦٤. [.....]
(٨) ذكره الطبري في تفسيره: ١٧/ ٨٣، ونقله الماوردي في تفسيره: ٣/ ٥٩ عن عطاء، وابن كامل.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٥/ ٦٧٠، وعزا إخراجه إلى عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والخرائطي في «مساوئ الأخلاق»، وابن عساكر عن عطاء بن أبي رباح.
وعقّب الطبري- رحمه الله- على القولين اللذين تقدما بقوله: «والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن الله أصلح لزكريا زوجه، كما أخبر تعالى ذكره بأن جعلها ولودا حسنة الخلق، لأن كل ذلك من معاني إصلاحه إياها، ولم يخصص الله جل ثناؤه بذلك بعضا دون بعض في كتابه، ولا على لسان رسوله، ولا وضع على خصوص ذلك دلالة، فهو على العموم ما لم يأت ما يجب التسليم له بأن ذلك مراد به بعض دون بعض».
[٦٣/ ب] ٩٢ إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ: دينكم «٢»، أُمَّةً واحِدَةً: دينا واحدا، ونصبه على القطع «٣»، أو أنكم خلق واحد فكونوا على دين واحد «٤».
٩٣ وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ: اختلفوا في الدين وتفرقوا «٥».
٩٥ وَحَرامٌ: واجب «٦»، عَلى قَرْيَةٍ: على أهل قرية،
(٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٧/ ٨٥ عن مجاهد، ونقله الماوردي في تفسيره:
٣/ ٦٠ عن ابن عباس، وقتادة.
(٣) أي على الحال، وهو اصطلاح جرى عليه الفراء.
ينظر معاني القرآن له: ٢/ ٢١٠، وإعراب القرآن للنحاس: ٣/ ٧٩، والتبيان للعكبري:
٢/ ٩٢٦، ومعجم المصطلحات النحوية: ١٨٨.
(٤) ذكره الماوردي في تفسيره: ٣/ ٦٠.
(٥) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٢٨٨، وتفسير الطبري: ١٧/ ٨٤، وتفسير البغوي:
٣/ ٢٦٨، وتفسير القرطبي: ١١/ ٣٤١.
(٦) نقل الزجاج هذا القول في معانيه: ٣/ ٤٠٥، وابن الجوزي في زاد المسير: ٥/ ٣٨٧ عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٥/ ٦٧٢، وعزا إخراجه إلى الفريابي، وابن أبي حاتم، والبيهقي في «الشعب» عن ابن عباس أيضا.
وفي توجيه هذا القول ذكر الفخر الرازي في تفسيره: ٢٢/ ٢٢١: أن الحرام قد يجيء بمعنى الواجب، والدليل عليه الآية والاستعمال والشعر.
أما الآية فقوله تعالى: قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً، وترك الشرك واجب وليس بمحرم، وأما الشعر فقول الخنساء:
وإن حراما لا أرى الدهر باكيا... على شجرة إلا بكيت على عمرو
يعني: وإن واجبا. وأما الاستعمال فلأن تسمية أحد الضدين باسم الآخر مجاز مشهور، كقوله تعالى: وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها.
إذا ثبت هذا فالمعنى أنه واجب على أهل كل قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون... » اه.
وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: ١٠/ ٢٠٤: «ويتجه في الآية معنى ضمنه وعيد بيّن، وذلك أنه ذكر من عمل صالحا وهو مؤمن، ثم عاد إلى ذكر الكفرة الذين من كفرهم ومعتقدهم أنهم لا يحشرون إلى ربّ، ولا يرجعون إلى معاد، فهم يظنون بذلك أنه لا عقاب ينالهم، فجاءت الآية مكذبة لظن هؤلاء، أي: ممتنع على الكفرة المهلكين أنهم لا يرجعون، بل هم راجعون إلى عقاب الله وأليم عذابه».
٩٦ حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ: أي: جهة يأجوج.
و «الحدب» : فجاج الأرض «١».
يَنْسِلُونَ: يخرجون ويسرعون «٢»، من نسلان الذئب.
٩٨ حَصَبُ جَهَنَّمَ: حطبها «٣». وقيل: يحصبون فيها بالحصباء «٤».
(٢) قال اليزيدي في غريب القرآن: ٢٥٦: «والنسلان والنسول مشي سريع في استخفاء مثل نسلان الذئب».
وانظر تفسير الطبري: ١٧/ ٩١، ومعاني الزجاج: ٣/ ٤٠٥، والمفردات للراغب: ٤٩١، واللسان: ١١/ ٦٦١ (نسل).
(٣) معاني القرآن للفراء: ٢/ ٢١٢، وأخرجه الطبري في تفسيره: ١٧/ ٩٤ عن مجاهد، وقتادة، وعكرمة.
(٤) أي: يرمون فيها بالحصى، وفي تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٢٨٨: «وأصله من الحصباء، وهي: الحصى. يقال: حصبت فلانا: إذا رميته حصبا- بتسكين الصاد- وما رميت به: حصب، بفتح الصاد... واسم حصى الحجارة: حصب».
وانظر تفسير الطبري: ١٧/ ٩٤، واللسان: ١/ ٣٢٠ (حصب).
١٠١ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى: الطاعة لله «٢».
وقيل «٣» : إنّهم عيسى وعزير والملائكة عبدوا وهم كارهون.
و «الحسيس» «٤» : الصوت الذي يحسّ «٥».
١٠٣ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ: النفخة الأخيرة «٦». وقيل «٧» : إطباق باب النّار على أهلها.
٦/ ٣٤١.
(٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٧/ ٩٦ عن مجاهد.
(٣) ورد هذا القول في أثر طويل عن ابن عباس رضي الله عنهما، في سياق المناظرة بين أحد رؤوس الشرك في مكة- وهو ابن الزّبعرى- وبين النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد أخرجه الطبري في تفسيره: (١٧/ ٩٦، ٩٧)، والطبراني في المعجم الكبير:
١٢/ ١٥٣، حديث رقم (١٢٧٣٩)، والحاكم في المستدرك: ٢/ ٣٨٥، كتاب التفسير، وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه»، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الواحدي في أسباب النزول: (٣٥٣، ٣٥٤) عن ابن عباس أيضا.
وانظر تفسير ابن كثير: (٥/ ٣٧٤، ٣٧٥)، والدر المنثور: ٥/ ٦٧٩. [.....]
(٤) من قوله تعالى: لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ [آية: ١٠٢].
(٥) غريب القرآن لليزيدي: ٣٥٧، وتفسير الطبري: ١٧/ ٩٨، واللسان: ٦/ ٤٩ (حسس).
(٦) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٧/ ٩٩ عن ابن عباس رضي الله عنهما من طريق محمد بن سعد عن أبيه عن عمه، وهو إسناد مسلسل بالضعفاء، تقدم بيان حالهم ص (١٣٥).
ونقل الماوردي في تفسيره: ٣/ ٦٢ هذا القول عن الحسن رحمه الله تعالى.
(٧) أخرجه الطبري في تفسيره: ١٧/ ٩٨ عن سعيد بن جبير، وابن جريج.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٣/ ٦٣ عن ابن جريج.
وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: ٥/ ٣٩٤، وقال: «رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس، وبه قال الضحاك».
﴿ كما بدأنا ﴾ العامل في " كما " :" نعيده " أي : نعيد الخلق كما بدأناه٣.
﴿ وعدا ﴾ مصدر والعامل فيه معنى " نعيده " ٤.
٢ قاله ابن عباس، ومجاهد، واختاره ابن جرير، ورجحه ابن كثير.
انظر: جامع البيان ج ١٧ص ١٠٠، وتفسير ابن كثير ج٣ص٢٠٠..
٣ أي: تكون الكاف منصوبة بفعل مضمر يفسره"نعيده". انظر الكشاف ج ٢ص٥٨٥..
٤ أي: وعدنا هذا وعدا..
كَما بَدَأْنا: العامل في كَما... : نُعِيدُهُ، أي: نعيد الخلق كما بدأناه «٣».
وَعْداً: مصدر، والعامل فيه معنى نُعِيدُهُ «٤».
١٠٥ وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ: الكتب المزبورة المنزلة على الأنبياء.
والذِّكْرِ: أم الكتاب «٥».
١٠٩ آذَنْتُكُمْ عَلى سَواءٍ: أمر بيّن سويّ «٦»، أو سواء في البلاغ، لم أظهر بعضكم على شيء كتمته عن غيره «٧»، فيدلّ على إبطال مذهب الباطنية «٨» لعنهم الله.
١١١ لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ: أي: إبقاؤكم على ما أنتم عليه كناية عن مدلول غير مذكور.
ورجح الطبري هذا القول.
(٢) بالتوحيد على قراءة ابن كثير، ونافع، وأبي عمرو، وابن عامر، وعاصم في رواية شعبة.
كما في السبعة لابن مجاهد: ٤٣١، ٤٧١، والتبصرة لمكي: ٢٦٤.
وانظر الكشف لمكي: ٢/ ١١٤، والبيان لابن الأنباري: ٢/ ١٦٦، والبحر المحيط:
٦/ ٣٤٣.
(٣) ينظر معاني القرآن للفراء: ٢/ ٢١٣، والتبيان للعكبري: ٢/ ٩٢٩.
(٤) معاني القرآن للزجاج: ٣/ ٤٠٦، والتبيان للعكبري: ٢/ ٩٢٩، وتفسير القرطبي: ١١/ ٣٤٨.
(٥) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره: ١٧/ ١٠٣ عن مجاهد، وابن زيد.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٣/ ٦٣ عن مجاهد.
(٦) ذكر الماوردي هذا القول في تفسيره: ٣/ ٦٤ عن السدي.
(٧) نقله الماوردي في تفسيره: ٣/ ٦٤ عن علي بن عيسى. وذكره الفخر الرازي في تفسيره:
٢٢/ ٢٣٣، والقرطبي في تفسيره: ١١/ ٣٥٠.
(٨) تفسير النسفي: ٣/ ٩١.
١١٢ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ، بحكمك الحق «٢»، أو افصل بيننا بإظهار الحق «٣» وكان النبيّ ﷺ إذا شهد حربا قرأها «٤».
وذكر نحوه القرطبي في تفسيره: ١١/ ٣٥١ دون عزو.
(٢) ذكره الطبري في تفسيره: ١٧/ ١٠٨ فقال: «وقد زعم بعضهم أن معنى قوله: رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ قل: ربّ احكم بحكمك الحق، ثم حذف «الحكم» الذي «الحق» نعت له، وأقيم «الحق» مقامه... ». [.....]
(٣) ذكره الماوردي في تفسيره: ٣/ ٦٤، وقال: «هذا معنى قول قتادة».
(٤) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره: ٣٤٥ عن قتادة، وكذا الطبري في تفسيره: ١٧/ ١٠٨، وعزاه ابن كثير في تفسيره: ٥/ ٣٨٣ إلى زيد بن أسلم.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٥/ ٦٨٩، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة رحمه الله.