ﰡ
٢ - كذا هو عند القرطبي في جامع: ٣/٤١- ٤٢. وابن كثير في تفسيره: ١/٢٥٥..
٢ - كذا هو عند القرطبي في جامع: ٣/٤١- ٤٢. وابن كثير في تفسيره: ١/٢٥٥..
وإن صح أن ذلك ليس كذلك فالوجه فيه أن الله تعالى أمرها بالقنوت وهو الطاعة، ثم السجود وهو الصلاة بعينها، كما قال تعالى :﴿ وإدبار السجود ﴾١، يريد إدبار الصلوات، ثم قال :﴿ واركعي مع الراكعين ﴾، أي اشكري مع الشاكرين، ومنه قوله تعالى :﴿ وخر راكعا وأناب ﴾٢، أي سجد شكرا لله، وكذلك قال ابن عباس : إنها سجدة شكر. ( س : ٢/٦٤ ).
٢ - سورة ص: ٢٣..
والصحيح عندي في ذلك، قول من قال : متوفيك : قابضك من الأرض١، لما صح عن النبي – صلى الله عليه وسلم - من نزوله٢. وإذا حملت رواية علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس على التقديم والتأخير، أي رافعك ومميتك، لم يكن بخلاف لما ذكرناه. ( ت : ١٤/٢٠٣ ).
٢ - أخرج الإمام البخاري أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال: (والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا فيكسر الصيب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد حتى تكون السجدة الواحدة خير من الدنيا وما فيها، ثم يقول أبو هريرة: واقرأوا إن شئتم: ﴿وإن من أهل الكتاب إلا ليومن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا﴾- النساء: ١٥٨. انظر صحيحه بشرح الكرماني، كتاب بدء الخلق، باب نزول عيسى بن مريم عليهما السلام: ١٤/٨٧- ٨٨..
١٢٩- أي أن منهم من يؤتمن على بيت مال فلا يخون، ومنهم من يؤتمن على فلس أو نحوه فيخون. ( ت : ٢/٢٨٨ ).
١٣٠- ﴿ إلا ما دمت قائما ﴾، أي مواظبا بالاختلاف والاحتضار. ( س : ٥/٨١ ).
١٣٢- روى معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب في قوله :﴿ إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا ﴾، قال : هي اليمين الفاجرة، قال : واليمين الفاجرة من الكبائر، ثم تلا هذه الآية. ( ت : ٢٠/٢٦٨ ).
٢ - أخرجه الإمام البخاري في التوحيد، باب قول الله تعالى: ﴿وجوه يومئذ ناضرة على ربها ناظرة﴾: ٨/١٥٨. والإمام مسلم في الإيمان، باب وعبد من اقتطع حق مسلم بيمين فاجر بالنار: ١/١٢٢. والترمذي في التفسير، سورة آل عمران: ٧٦. ٤/٢٩٢..
٣ - انظر جامع البيان: ٣/٣٢١..
وروى معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله :﴿ من استطاع إليه سبيلا ﴾، قال : السبيل : أن يصح بدن العبد، ويكون له ثمن زاد وراحلة غير أن يجحف به. وبه قال الحسن البصري، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وإليه ذهب الشافعي، وأبو حنيفة وأصحابهما، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه. ( ت : ٩/١٢٥- ١٢٦ ).
١٣٥- مالك، عن العلاء بن عبد الرحمان، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- خرج على المقبرة فقال :( السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ؛ وددت أني قد رأيت إخواننا، قالوا : يا رسول الله، ألسنا بإخوانك ؟ قال : بل أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد، وأنا فرطهم على الحوض ؛ قالوا : يا رسول الله، كيف تعرف من يأتي بعدك من أمتك ؟ قال : أرأيت لو كانت لرجل خيل غر محجلة٢ في خيل دهم بهم٣، ألا يعرف خيله ؟ قالوا : بلى يا رسول الله، قال : فإنهم يأتون يوم القيامة غرا محجلين من الوضوء، وأنا فرطهم على الحوض فلا يذادن رجل عن حوضي كما يذاد البعير الضال، أناديهم ألا هلم، ألا هلم، ألا هلم، فيقال : إنهم قد بدلوا بعدك، فأقول : فسحقا، فسحقا، فسحقا )٤. ( ت : ٢٠/٢٣٨- ٢٣٩ ).
١٣٦- كان سفيان بن عيينة يقول : تفسير هذا الحديث وما كان مثله بين في كتاب الله، وهو قوله :﴿ وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ﴾. ( ت : ٢٠/٢٤٩ ).
٢ - المحجل من الخيل هو الذي يرتفع البياض في قوائمه إلى موضع القيد. النهاية في غريب الحديث: ١/٣٤٦..
٣ - البهم جمع بهيم، وهو في الأصل، الذي لا يخالط لونه لون سواه: النهاية: ١/١٦٧..
٤ - الموطأ، كتاب الطهارة، باب جامع الوضوء: ٢٣..
وقال قتادة مثل ذلك، وزاد عليها : فاتقوا الله ما استطعتم. ( بهجة المجالس : ١/٣٩٣ ).
١٣٩- روى معمر، عن قتادة في قوله :﴿ واعتصموا بحبل الله جميعا ﴾، قال : بعهد الله وأمره. وروى ابن عيينة عن جامع بن أبي راشد، عن أبي وائل، عن عبد الله ابن مسعود :﴿ واعتصموا بحبل الله جميعا ﴾، قال : حبل الله وصراط الله المستقيم : كتاب الله. وأبو معاوية، عن إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- :( إن هذا القرآن هو حبل الله )١. فهذا قول.
والقول الثاني : روى بقي، حدثنا يحيى بن عبد الحميد، قال : حدثنا هشيم، عن العوام بن حوشب، عن الشعبي، عن عبد الله في قوله :﴿ واعتصموا بحبل الله جميعا ﴾، قال : حبل الله : الجماعة. قال بقي : وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال : حدثنا محمد ابن الحسن الأسدي، عن هشيم، عن العوام بن حوشب، عن الشعبي، عن عبد الله في قوله :﴿ واعتصموا بحبل الله جميعا ﴾ -الآية، قال : الحبل الذي أيد الله به الجماعة. قال : وحدثنا أبو كريب٢، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي حصين٣، عن الشعبي، عن ثابت بن قطبة، قال : قال عبد الله بن مسعود في خطبته : أيها الناس، عليكم بالطاعة والجماعة، فإنها حبل الله الذي أمر به، وإن ما تكرهون في الجماعة، خير مما تحبون في الفرقة. ( ت : ٢١/٢٧٣ ).
٢ - هو محمد بن العلاء بن كريب الحافظ الثقة الإمام، شيخ المحدثين، أبو كريب الهمداني الكوفي، حدث عن أبي بكر ابن عياش، وابن المبارك، وسفيان بن عيينة... وعنه الجماعة الستة، وأبو زرعة. وأبو حاتم وآخرون، توفي سنة: ٢٤٨هـ انظر طبقات ابن سعد: ٦/٢٨٩. وسير أعلام النبلاء: ١١/٣٩٤- ٣٩٨..
٣ - هو عثمان بن عاصم بن حصين، وقيل: بدل حصين زيد بن كثير، الإمام الحافظ الأسدي الكوفي، روى عن جابر بن سمرة، وابن عباس، وابن الزبير، وأنس، وأبي سعيد الخدري، والشعبي... وعنه الثوري، وأبو الأحوص الحنفي، وأبو بكر ابن عياش، وسفيان بن عيينة، وسواهم. توفي سنة ١٢٨هـ انظر سير أعلام النبلاء: ٥/٤١٢- ٤١٧..
وقيل في قول الله :﴿ كنتم خير أمة أخرجت للناس ﴾، أنهم أمة محمد – صلى الله عليه وسلم- يعني الصالحين منهم، وأهل الفضل هم شهداء على الناس يوم القيامة. قالوا : وإنما صار أول هذه الأمة خير القرون، لأنهم آمنوا حين كفر الناس، وصدقوه حين كذبه الناس، وعزروه ونصروه، وآووه وواسوه بأموالهم وأنفسهم، وقاتلوا غيرهم على كفرهم، حتى أدخلوهم في الإسلام٣. ( ت : ٢٠/٢٥١ ).
﴿ ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون ( ١١٣ ) يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين ﴾ ( ١١٤ ).
١٤٢- حدثنا عبد الله بن محمد بن يوسف قراءة عليه، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن مفرج، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن زياد، قال : حدثنا أحمد بن عبد الجبار، قال : حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق، قال : حدثني محمد بن أبي محمد بن عكرمة أو سعيد بن جبير، عن ابن عباس –رضي الله عنهما- قال : لما أسلم عبد الله بن سلام وثعلبة بن سعية وأسيد بن سعية، وأسد بن عبيد، ومن أسلم من يهود، فآمنوا وصدقوا ورغبوا في الإسلام، قالت أحبار يهود : ما أتى محمدا إلا شرارنا، فأنزل الله تعالى :﴿ ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة ﴾-الآية، إلى قوله تعالى :﴿ من الصالحين ﴾٤. ( الاستيعاب : ١/٩٦- ٩٧. وكذا في ١/٢١٠- ٢١١ ).
٢ - انظر جامع لأحكام القرآن: ٤/١٧٠..
٣ - قال الحافظ ابن كثير: والصحيح أن هذه الآية عامة في جميع الأمة كل قرن بحسبه، وخير قرونهم الذين بعث فيهم رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. انظر تفسيره: ١/٣٩٢..
٤ - انظر جامع البيان: ٤/٥٢- ٥٣..
وقد روي أن قول –عز وجل- :﴿ ليس لك من الأمر شيء ﴾، نزلت في غير هذا، وذكروا فيها وجوها ليس هذا موضعا لذكرها٢. ( المصدر السابق : ٢/٧٩٦- ٧٩٧ ).
٢ - قال ابن إسحاق في هذه الآية: أي ليس لك من الحكم شيء في عبادي، إلا ما أمرتك به فيهم أو أتوب عليهم برحمتي، فإن شئت فعلت، أو أعذبهم فبحقي، ﴿فإنهم ظالمون﴾، أي قد استوجبوا ذلك بمعصيتهم إياي. الروض الأنف: ٣/١٨٢..
١٤٦- ثبت عن ابن عباس، ومجاهد وسعيد بن جبير أن هذه الآية، نزلت في الشهداء، قوله تعالى :﴿ ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ﴾، وهو قول ابن مسعود، وجابر، وهو الصحيح، وبالله التوفيق. ( ت : ١١/٦٥ ).
١٤٧- لمجاهد في قول الله – عز وجل- في الشهداء :﴿ أحياء عند ربهم يرزقون ﴾، قال : ليس هم في الجنة، ولكن يأكلون من ثمارها ويجدون ريحها.
قال أبو عمر : ظاهر حديث مالك يرد قول مجاهد هذا ؛ لأن فيه : " إنما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة " ٢، ومن ادعى على أن شجر الجنة وثمرها في غيرها فقد أحال ظاهر الحديث. ( س : ٨/٣٦٠ ).
٢ - انظر الموطأ، كتاب الجنائز، باب جامع الجنائز: ١٤٥..
١٤٩- معروف من كلام العرب الإتيان بلفظ العموم، والمراد به الخصوص ؛ ألا ترى إلى قول الله – عز وجل- :﴿ الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم ﴾، وهذه الإشارة في الناس إنما هي رجل واحد أخبر أصحاب محمد – صلى الله عليه وسلم- أن قريشا جمعت لهم، وجاء اللفظ – كما ترى- على العموم. ومثله :﴿ تدمر كل شيء ﴾٣، ﴿ ما تذر من شيء أتت عليه ﴾٤، ومثل هذا كثير لا يجهله إلا من لا عناية له بالعلم. ( ت : ٢١/ ٢٦٥- ٢٦٦. وانظر س : ٢٦/ ٢٦٤ ).
٢ - أهل المعاني هم الذين لهم نوع اختصاص بالبحث في معاني الكتاب والسنة، غير المفسرين، انظر الفهرست لابن النديم: ٥٧- ٥٨..
٣ - سورة الأحقاف: ٢٤..
٤ - سورة الذاريات: ٤٢..
وليس في هذا بيان أنه غير الزكاة، والأكثر على أن ذلك في الزكاة، والله أعلم. وقد روي عن ابن مسعود في هذه الآية :﴿ سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ﴾، قال : ما من صاحب كنز لا يؤدي زكاته، إلا جاء يوم القيامة شجاع أقرع، يطوق في عنقه ينهشه. ( ت : ١٧/١٤٩- ١٥٠. وانظر س : ٩/١٢٤ ).
٢ - انظر جامع البيان: ٤/١٩٢..
١٥٤- قال أبو عمر : أحسن ما روي في قول الله تعالى :﴿ يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ﴾، ما قاله محمد بن كعب القرظي أنه كان يقول في هذه الآية :﴿ يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ﴾، قال : اصبروا على دينكم، وصابروا الوعد الذي وعدتكم عليه، ورابطوا عدوكم وعدوي حتى يترك دينه لدينكم، واتقوا الله في ما بيني وبينكم، ﴿ لعلكم تفلحون ﴾، إذا لقيتموني٢. ( س : ١٤/٤٧- ٤٨ ).
٢ - انظر المصدر السابق: ٤/٢٢١..