تفسير سورة آل عمران

مجاز القرآن
تفسير سورة سورة آل عمران من كتاب مجاز القرآن المعروف بـمجاز القرآن .
لمؤلفه أبو عبيدة معمر بن المثنى . المتوفي سنة 209 هـ

(بسم الله الرّحمن الرّحيم)

سورة «آل عمران» (٣)
«الم» (١) : افتتاح كلام، شعار للسورة، وقد مضى تفسيرها فى البقرة (٢)،
ثم انقطع فقلت: «اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ» (٢) : استئناف.
«آياتٌ مُحْكَماتٌ» (٧) : يعنى هذه الآيات التي تسمّيها فى القرآن.
«وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ» (٧) : يشبه بعضها بعضا.
«فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ» (٧) أي جور.
«فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ» (٧) : ما يشبه بعضه بعضا، فيطعنون فيه.
«ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ» (٧) : الكفر.
«وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ» (٧) : العلماء، ورسخ أيضا فى الإيمان.
[ «تَأْوِيلِهِ» ] (٧) : التأويل: التفسير، والمرجع: مصيره، قال الأعشى:
على أنها كانت تأوّل حبّها تأوّل ربعى السّقاب فأصحبا «١»
(١) : ديوانه ٨٨ والطبري ٣/ ١١٣ واللسان (ربع). وحكى ثعلب فى شرح البيت أنه قال: تأول حبها أول ما أخذ يشب أي كتأول ربعى أي ولد ولد فى الربيع، ابتكرت بولادته، أي فما زال حبها يتم حتى بلغ غايته، والسقاب جمع سقب، فأصحبا: انقاد، يقال: مصحب إذا كان منقادا... إلخ.
قوله: تأول حبها: تفسيره: ومرجعه، أي إنه كان صغيرا فى قلبه، فلم يزل ينبت، حتى أصحب فصار قديما، كهذا السقب الصغير لم يزل يشبّ حتى أصحب فصار كبيرا مثل أمّه. «١»
«مِنْ لَدُنْكَ» (٨) أي من عندك.
«لا رَيْبَ فِيهِ» (٩) لا شك فيه.
«لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً» (١٠) : يعنى عند الله.
«كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ» (١١) : كسنة آل فرعون وعادتهم، قال الراجز:
ما زال هذا دأبها ودأبى
١٠٩ «كَذَّبُوا بِآياتِنا» (١١) أي بكتبنا وعلاماتنا عن الحق.
«الْمِهادُ» (١٢) الفراش.
«قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ» (١٣) أي علامة.
«فِي فِئَتَيْنِ» (١٣) أي فى جماعتين. «فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» (١٣) : إن شئت، عطفتها على «فى»، فجررتها وإن شئت قطعتها فاستأنفت، قال، كثير عزة:
فكنت كذى رجلين رجل صحيحة ورجل رمى فيها الزمان فشلّت «٢»
(١) «قوله... أمه» : نقل الطبري (٣/ ١١٧) هذا الكلام.
(٢) كثير: هو كثير بن عبد الرحمن بن الأسود، يكنى: أبا صخر، من شعراء الدولة الأموية، وفى نسبه اختلاف. انظر الأغانى ٨/ ٣٥ والسمط ٦١- والبيت فى ديوانه ٢/ ٤٦ والكتاب ٢/ ٤٦- والأمالى للقالى ١/ ١٠٨.
وبعضهم يرفع رجل صحيحة.
«يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ» (١٣) : مصدر، تقول: فعل فلان كذا رأى عينى وسمع أذنى.
«يُؤَيِّدُ» (١٣) يقوى، من الأيد، وإن شئت من الأد.
«لَعِبْرَةً» (١٣) : اعتبار.
«وَالْقَناطِيرِ» (١٤) :«١» واحدها قنطار، «٢» وتقول العرب: هو قدر وزن لا يحدّونه. «المقنطرة» مفعلة، مثل قولك: ألف مؤلّفة. «٣»
(١) القناطير.... إلخ» : قال أبو بكر السجستاني فى غريب القرآن (١٤٠- ١٤١) القناطير: جمع قنطار، وقد اختلف فى تفسير القنطار فقال بعضهم ملء مسك ثور ذهبا أو فضة، وقيل الف الف مثقال، وقيل غير ذلك، وجملته أنه كثير من المال... إلخ.
(٢) «واحدها... مؤلفة» : نقل الطبري (٣/ ١٢٤) هذا الكلام قال:
وقد ذكر بعض أهل العلم بكلام العرب (لعله يعنى أبا عبيدة) أن العرب لا تحد القنطار بمقدار معلوم من الوزن... ، وقد ينبغى أن يكون ذلك لأن ذلك لو كان محدودا قدره عندها لم يكن بين متقدمى أهل التأويل فيه كل هذا الاختلاف.
(٣) «واحدها... متممة» التي وردت فى فروق النسخ: نقل صاحب اللسان (قنطر) هذه العبارة عن أبى عبيدة. [.....]
[قال الكلبي: «١» ملء مسك ثور من ذهب أو فضة قال ابن عباس: ثمانون ألف درهم وقال السّدّى «٢» [مائة] رطل، من ذهب أو فضة وقال جابر بن عبد الله: ألف دينار].
«وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ» (١٤) «٣» المعلمة بالسماء، ويجوز أن تكون «مسوّمة» مرعاة، من أسمتها تكون هى سائمة، والسّائمة: الراعية، وربّها يسيمها.
«الْأَنْعامِ» (١٤) : جماعة النّعم.
«وَالْحَرْثِ» (١٤) : الزرع.
«مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا» (١٤) يمتّعهم، أي يقيمهم.
«الْمَآبِ» (١٤) المرجع، من آب يؤب.
«مُطَهَّرَةٌ» (١٥) : مهذّبة من كل عيب.
[ «وَالْقانِتِينَ» ] (١٧) : القانت المطيع.
«شَهِدَ اللَّهُ» (١٨) : قضى الله. «٤» «أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ» (١٨) شهود على ذلك.
(١) الكلبي: له ترجمة فى تهذيب التهذيب ٩/ ١٧٩.
(٢) السدى: له ترجمة فى الإرشاد ٧/ ١٣.
(٣) «وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ» : فى البخاري: المسوم الذي له سيماء بعلامة أو بصوفة أو بما كان... إلخ. وقال ابن حجر (٨/ ١٥٦) : أما التفسير الأول فقال أبو عبيدة:
الخيل المسومة المعلمة بالسيماء... وقال أبو عبيدة أيضا: يجوز أن يكون معنى مسومة مرعاة من أسمتها فصارت سائمة انتهى. وقال النحاس فى معانى القرآن (١٣٨) :
وقال أبو عبيدة والكسائي: قد تكون المسومة: المعلمة.
(٤) «قضى الله» نقله القرطبي عن أبى عبيدة ٤/ ٤٢.
«بِالْقِسْطِ» (١٨) أقسط: مصدر المقسط وهو العادل والقاسط: الجائر.
«الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ» (١٩) : الأمم الذين أتتهم الكتب والأنبياء.
«وَالْأُمِّيِّينَ» (٢٠) : الذين لم يأتهم الأنبياء بالكتب والنبىّ الأمىّ:
الذي لا يكتب.
«يَفْتَرُونَ» (٢٤) يختلفون الكذب.
«تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ» (٢٧) : تنقص من الليل فتزيد فى النهار، وكذلك النهار من الليل «وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ» (٢٧) أي الطيّب من الخبيث، والمسلم من الكافر.
«تُقاةً» (٢٨) وتقيّة واحدة. «١»
[ «أَمَداً» ] (٣٠) : الأمد الغاية.
«فَإِنْ تَوَلَّوْا» (٣٢)، فى هذا الموضع: فإن كفروا.
«إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ» (٣٥) معناها: قالت: امرأة عمران.
«مُحَرَّراً» (٣٥) أي عتيقا لله، أعتقته وحرّرته واحد.
«فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ» (٣٧) : أولاها.
(١) «تقاة... واحدة» : كذا فى البخاري، وانظر فتح الباري ٨/ ١٥٦.
«وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا» (٣٧) أي ضمّها، «١» وفيها لغتان: كفلها يكفل وكفلها يكفل.
«الْمِحْرابَ» (٣٧) : سيّد المجالس ومقدّمها وأشرفها، «٢» وكذلك هو من المساجد. «٣»
«أَنَّى لَكِ هذا» «٤» أي من أين لك هذا، قال الكميت بن زيد:
أنّى ومن أين آبك الطّرب... من حيث لا صبوة ولا ريب «٥»
«يُبَشِّرُكَ» (٣٩)، «يبشرك» «٦» واحد.
«بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ» (٣٩) أي بكتاب من الله تقول العرب للرجل: أنشدنى كلمة كذا وكذا، أي قصيدة «٧» فلان وإن طالت.
(١) «ضمن... بها» الذي ورد فى الفروق: فى القرطبي ٤/ ٧٠.
(٢) «اشرف... مقدمها» : الذي ورد فى الفروق: فى القرطين ١/ ٩٩.
(٣) «المحراب... المساجد» : ورد فى غريب القرآن باختلاف يسير (١٧٤).
(٤) «أَنَّى لَكِ هذا» : قال النحاس فى معانى القرآن (٤٠ ب) : قال أبو عبيدة المعنى: «من أين لك» وهذا القول فيه تساهل، لأن «أين» سؤال عن المواضع و «أنى» سؤال عن المذاهب والجهات، والمعنى: من أي المذاهب، ومن أي الجهات لك هذا، وقد فرق الكميت بينهما فقال: «أنى ومن» البيت.
(٥) مطلع قصيدة بائية من الهاشميات ص ٧٤، وهو فى القرطبي ٤/ ٧٢ واللسان ٢٠/ ٣٢٢ والمفصل- ابن يعيش ٢٠٧.
(٦) «يُبَشِّرُكَ» : وفى الداني (٨٧) حمزة والكسائي «يُبَشِّرُكَ» فى الموضعين (٢٩، ٤٥) هنا وفى سبحان (١٧/ ٩) والكهف (١٨/ ٢) «وَيُبَشِّرُ» بفتح الياء وإسكان الباء وضم الشين مخففا فى الأربعة وحمزة... والباقون بضم الأول وكسر الشين مشددا فى الجميع.
(٧) «بكتاب... قصيدة» : نقل الطبري (٣/ ١٥٨) هذا الكلام عن أبى عبيدة وعقب عليه بقوله: وقد زعم بعض أهل العلم بلغات العرب من أهل البصرة أن معنى... ، جهلا منه واجتراء على ترجمة القرآن برأيه.
[ «وحصورا» ] (٣٩) : الحصور له غير موضع والأصل واحد وهو الذي لا يأتى النساء، والذي لا يولد له، والذي يكون مع النّدامى فلا يخرج شيئا، قال الأخطل:
وشارب مربح للكأس نادمنى لا بالحصور ولا فيها بسوار «١»
الذي لا يساور جليسه كما يساور الأسد والحصور: أيضا الذي لا يخرج سرّا أبدا، قال جرير:
ولقد تسقّطنى الوشاة فصادفوا حصرا بسرّك يا أميم ضنينا «٢»
«وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ» (٤٠) أي بلغت الكبر، والعرب تصنع مثل هذا، تقول: هذا القميص لا يقطعنى أي أنت لا تقطعه، أي إنه لا يبلغ ما أريد من تقدير.
[ «عاقِرٌ» ] (٢٠) العاقر: التي لا تلد، والرجل العاقر: الذي لا يولد له، قال عامر بن الطّفيل:
لبئس الفتى إن كنت أعور عاقرا جبانا فما عذرى لدى كل محضر «٣»
(١) : ديوانه ١١٦- والطبري ٣/ ١٥٨ والقرطبي ٤/ ٧٨ واللسان (حصر، سور)
(٢) : ديوانه ٥٧٨- والطبري ٣/ ١٥٨ والجمهرة ٢/ ١٣٤ واللسان والتاج (حصر) [.....]
(٣) : ديوانه ١١٩- والطبري ٣/ ١٦٠، ١٦/ ٣٢ والقرطبي ١١/ ٧٩.
«إِلَّا رَمْزاً» (٤١) : باللسان من غير أن يبين، ويخفض بالصوت مثل همس.
«وَالْإِبْكارِ» (٤١) : مصدر من قال أبكر يبكر، وأكثرها بكّر يبكّر وباكر.
«وَإِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ» (٤٢) : مثل قالت الملائكة.
«مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ» (٤٤) : من أخبار الغيب، ما غاب عنك.
«وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ» (٤٤) أي عندهم.
«أَقْلامَهُمْ» (٤٤) قداحهم.
«يكفل» أي يضمّ.
«بِكَلِمَةٍ مِنْهُ» (٤٥) : الرسالة، هو ما أوحى الله به إلى الملائكة فى أن يجعل لمريم ولدا.
[ «وَجِيهاً» ] (٤٥) الوجيه: الذي يشرف، ويكون له وجه عند الملوك.
«الْأَكْمَهَ» (٤٩) :«١» الذي يولد من أمه أعمى، قال رؤبة:
وكيد مطال وخصم منده هرّجت فارتد ارتداد الأكمه «٢»
(١) «الأكمه... أعمى» : روى النحاس (٤٢ آ) هذا الكلام والشطر الثاني لرؤبة عن أبى عبيدة.
(٢) : الشطر الثاني هو ٢٧ فى ديوانه ١٦٦- والطبري ٣/ ١٧٣ والقرطبي ٤/ ٩٤ واللسان (كمه، هرج) وأما الأول فهو التاسع والعشرون من الأرجوزة نفسها.
هرّجته حتى هرج، مثل هرج الحرّ.
«وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ» (٥٠) بعض يكون شيئا من الشيء، ويكون كلّ «١» الشيء، قال لبيد بن ربيعة:
تزاك أمكنة إذا لم أرضها... أو يعتلق بعض النفوس حمامها «٢»
فلا يكون الحمام ينزل ببعض النفوس، فيذهب البعض، ولكنه يأتى على الجميع.
«فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ» (٥٢) أي عرف «٣» منهم الكفر.
«قالَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ» (٥٢) أي من أعوانى فى ذات الله.
(١) «يجوز... كل» الوارد فى الفروق: نقل النحاس (٤٢ آ) والقرطبي (٤/ ٩٦) هذا الكلام عنه ونص النحاس: «هذا القول... بمعنى» فى معانى القرآن له، وأيضا فى القرطبي ٤/ ٩٦.
(٢) من معلقته فى شرح العشر ٨ والقرطبي ٤/ ٩٦ وشواهد الكشاف ٢٢٧.
(٣) «عرف» : قال النحاس فى معانى القرآن (٤٤ آ) : قال أبو عبيدة: «أحس» بمعنى عرف.
«قالَ الْحَوارِيُّونَ» (٥٢) : صفوة الأنبياء الذين اصطفوهم، وقالوا:
القصّارون والحواريات: من النساء اللاتي لا ينزلن البادية، وينزلن القرى، قال الحادي:
لما تضمّنت الحواريّات ١١٧
وقال أبو جلدة اليشكرىّ:
وقل للحواريات تبكين غيرنا ولا تبكنا إلّا الكلاب النوابح ١١٨
«١»
«وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ» (٥٤) : أهلكهم الله.
«وَجاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ» (٥٥) :
أي هم عند الله خير من الكفار.
«لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ» (٥٧) : الكافرين.
«فَيَكُونُ. الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ» (٥٩، ٦٠) : انقضى الكلام الأول، واستأنف فقال: «الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ».
«فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ» (٦٠) أي الشّاكّين.
(١) : أبو جلدة: أحد بنى عندى بن جشم بن حبيب بن كعب بن يشكر بن بكر ابن وائل. أنظر ترجمته فى المؤتلف ٧٨-. والبيت فى الجمهرة ١/ ٢٣٠، ٢/ ١٤٦ والطبري ٣/ ١٨٢ والمؤتلف ٧٨ ومقاييس اللغة ٢/ ١١٦ والقرطبي ٤/ ٩٨ والأساس واللسان (حور) وشواهد الكشاف ٦١.
«ثُمَّ نَبْتَهِلْ» (٦١) أي نلتعن يقال: ما له بهله الله، ويقال: عليه بهلة الله «١» والناقة باهل وباهلة، إذا كانت بغير صرار، والرجل باهل، إذا لم يكن معه عصا ويقال: أبهلت ناقتى، تركتها بغير صرار.
«إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ» (٦٢) أي الخبر اليقين.
«فَإِنْ تَوَلَّوْا» (٦٣) : فإن كفروا، وتركوا أمر الله.
«سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ» (٦٤) أي النّصف، يقال: قد دعاك إلى السواء فاقبل منه.
«إِلى كَلِمَةٍ» (٦٤) مفسرة بعد «أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ، وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً» بهذه الكلمة التي دعاهم إليها.
«لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ» (٧٠) : بكتب الله.
«وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ» (٧٠) أي تعرفون.
«يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ» (٧١) أي لم تخلطون، يقال: لبست على أمرك.
«وَجْهَ النَّهارِ» (٧٢) أوله، قال ربيع بن زياد العبسي.
(١) «نلتعن... بهلة الله» : انظر رواية القرطبي لهذا الكلام عنه ٤/ ١٠٥.
ﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏ ﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙ ﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡ ﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬ ﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭ ﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊ ﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙ ﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟ ﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧ ﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭ ﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻ ﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏ ﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙ ﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣ ﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯ ﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟ ﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠ ﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻ ﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇ ﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕ ﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠ
من كان مسرورا بمقتل مالك... فليأت نسوتنا بوجه نهار «١»
كقولك: بصدر نهار.
«وَلا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ» (٧٣) : لا تقرّوا: لا تصدّقوا.
«إِلَّا ما دُمْتَ عَلَيْهِ قائِماً» (٧٥) يقول: مالم تفارقه.
«لا خَلاقَ لَهُمْ» (٧٧) أي لا نصيب لهم.
«وَلا يُزَكِّيهِمْ» (٧٧) لا يكونون عنده كالمؤمنين.
«يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتابِ» (٧٨) أي يقلبونه ويحرّفونه.
«وَلكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ» (٧٩) : لم يعرفوا ربانيين. «٢»
«عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي» (٨١) أي عهدى.
«فَمَنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ»
(٩٤) أي اختلق.
«لَلَّذِي بِبَكَّةَ» (٩٦) : هى اسم لبطن مكة، وذلك لأنهم يتباكّون فيها ويزدحمون. «٣»
(١) : ربيع بن زياد: شاعر إسلامى، انظر المؤتلف ١٢٥ والأغانى ١٦/ ١٩. -
والبيت فى الحماسة ٣/ ٣٨ والأغانى ١٦/ ٢٧ والطبري ٣/ ٢٠٢ والقرطبي ٤/ ١١ واللسان والتاج (وجه) وشواهد الكشاف ١١٤.
(٢) «لم يعرفوا ربانيين» : وفى المعرب للجواليقى (١٦١) : قال أبو عبيد أحسب الكلمة ليست بعربية، إنما هى عبرانية أو سريانية. وذلك أن أبا عبيدة زعم أن العرب لا تعرف الربانيين. قال أبو عبيد وإنما عرفها الفقهاء وأهل العلم. قال وسمعت رجلا عالما بالكتب يقول: الربانيون: العلماء بالحلال والحرام والأمر والنهى. وهذا الكلام فى اللسان (ربى) باختلاف يسير. وانظره فى القرطبي (٤/ ١٢٢) أيضا.
(٣) «ببكة... يزدحمون» نقل أبو بكر السجستاني هذا الكلام برمته فى غريب القرآن
«تَبْغُونَها عِوَجاً» (٩٩) : مكسورة الأول، «١» لأنه فى الدّين، وكذلك فى الكلام والعمل فإذا كان فى شىء قائم نحو الحائط، والجذع: فهو عوج مفتوح الأول.
«وَأَنْتُمْ شُهَداءُ» (٩٩) أي علماء به.
«عَلى شَفا حُفْرَةٍ» (١٠٣) «٢» أي حرف مثل شفا الرّكية وحروفها.
«فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها» (١٠٣) ترك «شفا»، ووقع التأنيث على «حفرة» وتصنع العرب مثل هذا كثيرا، قال جرير:
رأت مرّ السنين أخذن منى كما أخذ السّرار من الهلال «٣»
(١) «مكسورة... الأول» : راجع رواية القرطبي (٥/ ١٥٤) هذا الكلام عنه وعن غيره.
(٢) «شفا حفرة... وحروفها» : وفى البخاري: شفا حفرة مثل شفا ركية، قال ابن حجر: بفتح الراء وكسر الكاف وتشديد الياء وهو حرفها كذا للاكثر يفتح المهملة وسكون الراء... والجرف الذي أضيف اليه «شفا» فى الآية الأخرى، غير «شفا» هنا، وقد قال أبو عبيدة فى قوله تعالى «شَفا حُفْرَةٍ» : شفا جرف وهو يقتضى التسوية بينهما فى الإضافة، وإلا فمدول «جرف» غير مدلول «حفره» فان لفظ شفا يضاف إلى أعلى الشيء (فتح الباري ٨/ ١٥٥).
(٣) ديوانه ٤٢٦- والكامل للمبرد ٣١٣ والطبري ٤/ ٢٣ وحروف المعاني ٦٢ آ. والسرار: الليلة التي يستتر فيها القمر. [.....]
وقال العجّاج:
طول الليالى أسرعت فى نقضى طوين طولى وطوين عرضى «١»
«وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ» (١٠٤)، و «كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ» (١١٠)، أما قوله: «إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً» (١٦/ ١٢٠) أي كان إماما مطيعا، ويقال أنت أمّة فى هذا الأمر، أي يؤتم بك. «وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ» (١٢/ ٤٥) : بعد قرن، ويقال: «بَعْدَ أُمَّةٍ» أي نسيان، نسيت كذا وكذا: أي أمهت، وأنا آمهه، «٢» ويقال: هو ذو أمه.
مكسور الميم، وبعضهم يقول: ذو أمّة بمعنى واحد، أي ذو دين واستقامة
(١) : قد اختلفوا فى عزو هذا الرجز فنسبه بعضهم إلى العجاج وبعضهم إلى الأغلب العجلى. قال البغدادي (الخزانة ٤/ ١٦٩) : وزعم أبو محمد الأعرابى فى فرحة الأديب أن هذا الرجز ليس للأغلب وإنما هو من شوارد الرجز لا يعرف قائله ومن حفظ حجة على من لم يحفظ. وهو فى ملحق ديوان العجاج ص ٨١ والكتاب ٧/ ١٩ والطبري ٤/ ٢٣ والأغانى ١٨/ ١٦٤ والشنتمرى ١/ ٢٥ وشواهد المغني ٢٩٧ والعيني ٣/ ٣٩٥.
(٢) «امهت... آمهه» : روى صاحب اللسان هذا الكلام عن أبى عبيدة (أمه) على الوجه التالي: «أمهت الشيء فأنا آمهه أمها إذا نسيته».
وكانوا بأمة وبإمة، أي استقامة من عيشهم، أي دوم منه «كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ» أي جماعة وهو أمّة على حدة، أي واحد، ويقال: يبعث «١» زيد بن عمرو ابن نفيل أمة وحده، وقال النابغة فى أمة وإمّة، معناه الدّين والاستقامة:
وهل يأثمن ذو أمة وهو طائع «٢»
ذو أمة: بالرّفع والكسر، والمعنى الدّين، والاستقامة.
«فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ» (١٠٦) : العرب تختصر لعلم المخاطب بما أريد به، فكأنه خرج مخرج قولك: فأما الذين كفروا فيقول لهم: أكفرتم، فحذف هذا واختصر الكلام، وقال الأسدىّ:
كذبتم وبيت الله لا تنكحونها... بنى شاب قرناها تصرّ وتحلب (٥٥)
(١) يبعث... وحده هذا حديث، يروى عن النبي عليه السلام أنه قاله فى زيد بن نفيل، وهو قرشى عدوى، والد سعيد بن زيد، ابن عم عمر بن الخطاب، كان يتعبد قبل النبوة على دين إبراهيم، ويتطلب دين إبراهيم، ويوحد الله، ويعيب على قريش ذبائحهم على الأنصاب، انظر طبقات ابن سعد ١/ ١٠٥ والمروج للمسعودى ١/ ١٢٦ وأسد الغابة ٢/ ٢٣٦ والنووي ١/ ٢٠٤ والاصابة رقم ٢٠٨. والحديث فى غريب القرآن لأبى بكر السجستاني ٢٤ واللسان والتاج (أمم).
(٢) عجز بيت من القصيدة التي يعتذر بها النابغة إلى النعمان بن المنذر عما وشت به بنو قريع وهو فى ديوانه من الستة ١٩ واللسان (أمم).
أراد: بنى التي شاب قرناها، وقال النابغة الذبيانيّ:
كأنك من جمال بنى أقيش يقعقع خلف رجليه بشنّ (٥٤)
«بنى أقيش» : حىّ من الجن، أراد: كأنك جمل يقعقع خلف الجمل بشنّ، فألقى الجمل، ففهم عنه ما أراد.
«تِلْكَ آياتُ اللَّهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ» (١٠٨) أي عجائب الله، «نتلوها» : نقصّها.
«إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ» (١١٢) : إلا بعهد من الله، قال الأعشى:
وإذا تجوّزها حبال قبيلة أخذت من الأخرى إليك حبالها «١»
«وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ» (١١٢) أي أحرزوه وبانوا به.
«وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ» (١١٢) : أي ألزموا المسكنة.
«لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ» (١١٣) : العرب تجوّز فى كلامهم مثل هذا أن يقولوا: أكلونى البراغيث، «٢» قال أبو عبيدة: سمعتها من أبى عمرو الهذلي فى منطقة، وكان وجه الكلام أن يقول: أكلنى البراغيث.
(١) ديوانه ٢٤- والطبري ٤/ ١٩ والقرطبي ١/ ١٠٢ واللسان والتاج (حبل) ١٣ أبو عمر الهذلي: لم أقف على ترجمته، ولعله من الرواة الأعراب الذين حمل عنهم الشعر والغريب.
(٢) «أكلونى البراغيث» : قال القرطبي (٤/ ١٧٦) : وقال أبو عبيدة: هذا مثل قولهم: أكلونى البراغيث، وذهبوا أصحابك. قال النحاس: وهذا غلط، لأنه قد تقدم ذكرهم، وأكلونى البراغيث لم يتقدم لهم ذكر. وانظر الخزانة (٤/ ٣٨).
وفى القرآن: «عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ» (٥/ ٧٤) : وقد يجوز أن يجعله كلامين، فكأنك قلت: «لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ»، ثم قلت:
«أمّة قائمة»، ومعنى «قائمة» مستقيمة.
«آناءَ اللَّيْلِ» (١١٣) : ساعات الليل، واحدها «إنى»، تقديرها:
«جثى»، والجميع «أجثاء»، قال أبو أثيلة:
حلو ومرّ كعطف القدح مرّته... فى كل إنى قضاه الليل ينتعل «١»
َمَثَلِ رِيحٍ فِيها صِرٌّ أَصابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ»
(١١٧) : الصّر: شدة البرد، «٢» وعصوف من الريح.
(١) : أبو أثيلة: هو المتنخل الهذلي، مالك بن عمر بن عثمان بن سويد، أحد بنى لحيان بن هذيل، انظر الشعراء ٤١٦، والأغانى ٢٠/ ١٤٥ والخزانة ٢/ ١٣٨.
- والبيت فى ديوان الهذليين ٢/ ٣٥ من قصيدة يرثى بها ابنه أثيلة، وهو فى الطبري ٤/ ٣٤ والمقصور والممدود لابن ولاد ٧ واللسان والتاج (إنى).
(٢) «الصر... البرد» : هذا الكلام فى الطبري ٤/ ٣٦، وفى البخاري: صر برد، قال ابن حجر (٨/ ١٥٥) هو تفسير أبى عبيدة، قال فى قوله تعالى كمثل...
شدة البرد.
«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ» (١١٨) :
البطانة: الدّخلاء من غيركم.»
«لا يَأْلُونَكُمْ خَبالًا» (١١٨) أي لا تألوكم هذه البطانة خبالا، أي شرّا.
«قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ» (١١٨) أي الأعلام.
«إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ» (١١٩) أي بما فى الصدور.
«مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ» (١٢١) : متّخذا لهم مصافا معسكرا. «٢»
«بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ» (١٢٥) أي معلمين. هو من المسوّم الذي له سيماء بعمامة أو بصوفة أو بما كان.
«لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا» (١٢٧) أي ليهلك الذين كفروا.
«أَوْ يَكْبِتَهُمْ» (١٢٧) تقول العرب: كبته الله لوجهه: أي صرعه الله.
«قَدْ خَلَتْ» (١٣٧) : قد مضت، «سنن» (١٢٧) أي أعلام.
(١) «بطانة... غيركم» : هذا الكلام فى غريب القرآن لابى بكر السجستاني ٤١.
(٢) «من أهلك... معسكرا» : قال ابن حجر (٨/ ١٥٥) أثناء كلامه على قول البخاري: تبوىء تتخذ معسكرا، هو تفسير أبى عبيدة فى قوله «وإذ غدوت من أهلك... معسكرا».
«وَلا تَهِنُوا» (١٣٩) أي لا تضعفوا، هو من الوهن.
«إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ» (١٤٠)، القرح: الجراح، والقتل.
«انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ» (١٤٤) : كل من رجع عما كان عليه، فقد رجع على عقبيه.
«وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ» (١٤٥) معناها: ما كانت نفس لتموت إلّا بإذن الله.
[ «رِبِّيُّونَ» ] (١٤٦) «١» الرّبّيّون: الجماعة الكثيرة، والواحد منها ربّى.
«وَإِسْرافَنا فِي أَمْرِنا» (١٤٧) : تفريطنا.
«ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً» (١٥١) أي بيانا.
«إِذْ تَحُسُّونَهُمْ» (١٥٢) : تستأصلونهم قتلا، «٢» يقال: حسسناهم من عند آخرهم، أي استأصلناهم، قال رؤبة:
(١) «الربيون... ربى» : وفى البخاري: ربيون الجموع واحدها ربى. قال ابن حجر: هو تفسير أبى عبيدة، قال فى قوله:(٢) «تحسونهم... قتلا» : كذا فى البخاري وقال ابن حجر:
إذا شكونا سنة حسوسا... تأكل بعد الأخضر اليبيسا «١»
«ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ» (١٥٢) أي ليبلوكم: ليختبركم، ويكون «ليبتليكم» بالبلاء.
«إِذْ تُصْعِدُونَ» (١٥٣) فى الأرض، قال الحادي:
قد كنت تبكين على الإصعاد... فاليوم سرّحت وصاح الحادي «٢»
وأصل «الإصعاد» الصعود فى الجبل، ثم جعلوه فى الدّرج، ثم جعلوه فى الارتفاع فى الأرض، أصعد فيها: أي تباعد.
«أُخْراكُمْ» «٣» (١٥٣) آخركم.
«يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ» (١٥٤) : انقطع النصب، ثم جاء موضع رفع:
«وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ» ولو نصبت على الأول إذ كانت مفعولا بها لجازت
(١) ديوانه ٧٢ والقرطبي ٤/ ٢٣٥ واللسان (حسس).
(٢) روى القرطبي (٤/ ٢٣٩) هذا الرجز على أنه من إنشاد أبى عبيدة. [.....]
(٣) «أخراكم آخركم» : وقد أخذ البخاري تفسيره هذا فقال: أخراكم وهو تأنيث آخركم، قال ابن حجر: (٨/ ١٧١) وهو تابع لأبي عبيدة، فإنه قال «أخراكم آخركم»، وفيه نظر لأن أخرى تأنيث آخر بفتح الخاء، لا كسرها، وقد حكى الفراء: من العرب من يقول: «فى أخراتكم» بزيادة المثناة. وقال العيني: وأما الاخرى فهو تأنيث الآخر بفتح الخاء لا بكسرها، والبخاري تبع فى هذا أبا عبيدة فإنه قال: أخراكم... ، وذهل فيه (عمدة القاري ٨/ ٥٢٧).
إن شاء الله، كقولك: رأيت زيدا، وزيدا أعطاه فلان مالا، ومثلها فى القرآن: «يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً» (٧٦/ ٣١) فنصب «الظالمين» بنصب الأول على غير معنى: «يدخلهم فى رحمته».
«ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ» (١٥٦) يقال: ضربت فى الأرض: أي تباعدت.
«أَوْ كانُوا غُزًّى» (١٥٦) لا يدخلها رفع ولا جرّ لأن واحدها: غاز، فخرجت مخرج قائل وقوّل، «١» فعّل، وقال رؤبة:
وقوّل إلّا ده فلا ده «٢»
(١) «غزى... وقول» : وقد ورد فى البخاري: غزى... غاز، وقال ابن حجر (فتح الباري ٨/ ١٥٥) هو تفسير أبى عبيدة أيضا قال فى قوله: أو كانوا... وقول، انتهى. وقرأ الجمهور «غزى» بالتشديد جمع غاز، وقياسه «غزاة» لكن حملوا المعتل على الصحيح كما قال أبو عبيدة، وقرأ الحسن وغيره «غزى» بالتخفيف، فقيل: خفف الزاى كراهية التثقيل وقيل أصله غزاة، وحذف الهاء.
(٢) ديوانه ١٦٦- وهو فى اللسان والتاج (قول) وابن يعيش ١/ ٥٣٧ والخزانة ٣/ ٩٠. وذكر البغدادي رواية أبى عبيدة لهذا الشطر. وقد اختلفوا فى معنى «ده» وفى أصله، فقال بعضهم: هى كلمة فارسية، وقال بعضهم بل هى عربية، وقال الميداني (١/ ٢٩) قالوا: معناه إلا هذه فلا هذه، يعنى أن الأصل «الاذه» بالذال المعجمة، فعربت بالدال غير المعجمة. وروى البغدادي عن ابن نزار الملقب بملك النحاة عن طريق السخاوي أنه قال:... فقد ثبت بهذا أن «ذه» اسم فاعل لا اسم للفعل وهى معربة لا مبنية وتنوينها تنوين الصرف لا تنوين التنكير.
يقول: إن لم يكن هذا فلا ذا. ومثل هذا قولهم: إن لم تتركه هذا اليوم فلا تتركه أبدا، وإن لم يكن ذاك الآن لم يكن أبدا.
[ «حَسْرَةً» ] (١٥٦) الحسرة: الندامة.
«فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ» (١٥٩) : أعملت الباء فيها فجررتها بها كما نصبت هذه الآية: «إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً» (٢/ ٢٦).
«لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ» (١٥٩) أي تفرّقوا على كل وجه.
«فَإِذا عَزَمْتَ» (١٥٩) أي إذا أجمعت.
«وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ» (١٦١) : أن يخان.
«هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللَّهِ» (١٩٧) أي هم منازل، معناها: لهم درجات عند الله، كقولك: هم طبقات، قال ابن هرمة:
وكأين من نبى قتل معه ربيون ربى (فتح الباري ٨/ ١٥٥).
وهو تفسير أبى عبيدة أيضا بلفظه وزاد يقال استأصلناهم (فتح الباري ٨/ ١٥٥).
أرجما للمنون يكون قومى لريب الدّهر أم درج السيول «١»
(١) ابن هرمة: هو إبراهيم بن على بن سلمة بن هرمة، وهو من مخضرمى الدولتين، يكنى أبا إسحاق. راجع الأغانى ٤/ ١٠١ والخزانة ١/ ٢٠٤. - والبيت فى الكتاب ١/ ١٧٥- والطبري ٤/ ١٠١ والشنتمرى ١/ ٢٠٦ واللسان (درج) وشواهد الكشاف ٢١٩ والخزانة ١/ ٢٠٣.
تفسيرها: أم هم على درج السيول. ويقال للدرجة التي يصعد عليها:
درجة، وتقديرها: قصبة، ويقال لها أيضا: درجة.
«قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ» (١٦٥) أي إنكم أذنبتم فعوقبتم.
«لَوْ نَعْلَمُ قِتالًا» (١٦٧) أي لو نعرف قتالا.
«فَادْرَؤُا عَنْ أَنْفُسِكُمُ» (١٦٨) أي ادفعوا عن أنفسكم.
«أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ» (١٦٩) أي بل هم أحياء.
«الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ» (١٧٣) : وقع المعنى على رجل واحد، والعرب تفعل ذلك، فيقول الرجل: فعلنا كذا وفعلنا، وإنما يعنى نفسه، وفى القرآن: «إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ» (٥٤/ ٤٩) والله هو الخالق.
«يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا» (١٧٦) أي نصيبا.
«وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ» (١٧٨) :
ألف «أن» مفتوحة، لأن «يحسبن» قد عملت فيها، «وما» : فى هذا الموضع بمعنى «الذي» فهو اسم، والمعنى من الإملاء ومن الإطالة، ومنها قوله:
«وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا» (١٩/ ٤٤) : أي دهرا وتمليت حبيبك
والملوان: النهار والليل كما ترى، قال ابن مقبل:
ألا يا ديار الحىّ بالسّبعان أملّ عليها بالبلى الملوان «١»
يعنى الليل والنهار، و «أمّل عليها بالبلى» : أي رجع عليها حتى أبلاها، أي طال عليها، ثم استأنفت الكلام فقلت: «إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً» (١٧٨) فكسرت ألف «إنما» للابتداء فإنما أبقيناهم إلى وقت آجالهم ليزدادوا إثما وقد قيل فى الحديث: الموت خير للمؤمن للنّجاة من الفتنة، والموت خير للكافر لئلا يزداد إثما.
«عَذابٌ مُهِينٌ» (١٧٨) : فذلك من الهوان.
«يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ» (١٧٩) : يختار.
«وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ»
(١) : ابن مقبل هو تميم بن أبى بن مقبل، شاعر مخضرم، انظر ترجمته فى الإصابة رقم ٨٦٢، والخزانة ١/ ١١٣. - والبيت فى الكتاب ٢/ ٣٥١- وإصلاح المنطق ٤٣٦ وتهذيب الألفاظ ٥٠٠ والطبري ٤/ ١٢٣ والسمط ٥٣٣ والروض ١/ ٢٦ والاقتضاب ٤٧٢ والشنتمرى ٢/ ٣٢٢ واللسان (سبع) والعيني ٤/ ٤٥٤، ٥٧٩ والخزانة ٢/ ٢٧٥. ونسبه الحصرى فى زهر الآداب (٤/ ٦٨) إلى أعرابى من بنى عقيل، وياقوت فى معجم البلدان إليه فى قول، وإلى ابن أحمر فى قول آخر ٣/ ٣٣. - والسبعان:
بفتح أوله وضم ثانيه، وآخره نون متصل من تثنية السبع، قال ياقوت: قال أبو منصور هو موضع معروف فى ديار قيس نصر، السبعان: جبل قبل فلج وقيل واد شمالى سلم عنده جبل يقال له العبد.
(١٨٠) : انتصب، ولم تعمل «هو» فيه، وكذلك كل ما وقفت فيه فلم يتمّ إلّا بخبر نحو: ما ظننت زيدا هو خيرا منك، وإنما نصبت «خيرا»، لأنك لا تقول: ما ظننت زيدا، ثم تسكت وتقول: رأيت زيدا فيتم [الكلام]، فلذلك قلت: هو خير منك فرفعت وقد يجوز فى هذا النصب.
«سَيُطَوَّقُونَ» (١٨٠) : يلزمون، كقولك طوّقته الطوق. «١»
«عَذابَ الْحَرِيقِ» (١٨١) : النار اسم جامع تكون نارا وهى حريق وغير حريق، فإذا التهبت فهى حريق.
«سيكتب ما قالوا» (١٨٢) : سيحفظ. «٢»
«إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنا» (١٨٣) : أمرنا، «أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ» (١٨٣) :
أن لا ندين له فنقرّ به.
«كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ» (١٨٥) : أي ميّتة، قال:
(١) «سيطوقون... الطوق» : رواه ابن حجر فى فتح الباري ٨/ ١٧٣ عن أبى عبيدة.
(٢) «سيكتب... سيحفظ» : وفى البخاري سنكتب: سنحفظ. وقال ابن حجر: هو تفسير أبى عبيدة أيضا لكنه ذكره بضم الياء التحتانية على البناء المجهول وهى قراءة حمزة (فتح الباري ٨/ ١٥٥).
الموت كأس والمرء ذائقها «١»
فى هذا الموضع شاربها.
«فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ» (١٨٧) أي لم يلتفتوا إليه يقال: نبذت حاجتى خلف ظهرك، إذا لم يلتفت إليها، قال أبو الأسود الدّؤلى:
نظرت إلى عنوانه فنبذته كنبذك نعلا أخلقت من نعالكا (٥٦)
«بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ» (١٨٨) : أي تزحزح زحزح بعيد.
«وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا» (١٩١) : العرب تختصر الكلام ليخففوه لعلم المستمع بتمامه فكأنه فى تمام القول: ويقولون: ربنا ما خلقت هذا باطلا.
«يُنادِي لِلْإِيمانِ» (١٩٣) أي ينادى إلى الإيمان، ويجوز: إننا سمعنا مناديا للإيمان ينادى.
(١) : عجز بيت فى ديوان أمية بن أبى الصلت رقم ٤٠، والبيت فى عيون الأخبار ٢/ ٣٧٤ والكامل ٤٣، ١٩٤ والأغانى ٣/ ١٧٩ والقرطبي ٤/ ٢٩٧ واللسان (عبط) والعيني ٢/ ١٨٨.
«فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ» (١٩٥) :
فتحت ألف «أن» لأنك أعملت «فاستجاب لهم ربهم بذلك، ولو كان مختصرا على قولك. وقال إنى لا أضيع أجر العاملين فكسرت الألف. «لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ» (١٩٥) أي لأذهبنّها عنهم أي لأمحونّها عنهم «فَاسْتَجابَ لَهُمْ» «١» أي أجابهم، وتقول العرب: استجبتك، فى معنى استجبت لك، قال الغنوىّ:
وداع دعا يا من يجيب إلى النّدى فلم يستجبه عند ذاك مجيب (٨٣)
«نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ» (١٩٨) أي ثوابا، ويجوز منزلا من عند الله من قولك: أنزلته منزلا.
«وَرابِطُوا» (٢٠٠) أي اثبتوا ودوموا، قال الأخطل:
ما زال فينا رباط الخيل معلمة وفى كليب رباط اللّوم والعار «٢»
(١) فاستجاب... يجيب: وورد فى البخاري: استجابوا أجابوا ويستجيب يجيب قال ابن حجر (٨/ ١٧١) : هو قول أبى عبيدة، قال فى قوله تعالى «فَاسْتَجابَ لَهُمْ» أي أجابهم، تقول العرب استجبتك أي أجبتك، قال كعب الغنوي:
«وداع» البيت، وقال فى قوله تعالى «وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ» (٤٢/ ٢٦) أي يجيب الذين آمنوا. - (٨٣) الغنوي: راجع رقم ٨٣ حيث تجد الاختلاف فيمن هو الغنوي.
(٢) ديوانه ٢٠٦- وفى الأساس (ربط).
Icon