تفسير سورة البقرة

تفسير النسائي
تفسير سورة سورة البقرة من كتاب تفسير النسائي .
لمؤلفه النسائي . المتوفي سنة 303 هـ

قوله تعالى: ﴿ فَلاَ تَجْعَلُواْ للَّهِ أَندَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [٢٢]٧- أنا قُتيبة بن سعيد، نا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن عمرو بن شُرَحبيل، عن عبد الله قال:" سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أيُّ الذَّنب أعظم عند الله؟ قال: " أن تجعل لله ندًّا وهو خلقك " قلت: إن ذلك لعظيم، قلت: ثم أيٌّ؟ قال: " ثم تقتل ولدك أن يطعم معك " قلت: ثم أيٌّ؟ قال: " أن تزاني حليلة جارك " ".
قوله تعالى: ﴿ وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلأَسْمَآءَ كُلَّهَا ﴾ [٣١]٤- أخبرني إبراهيم بن الحسن، نا الحارث بن عطيَّة، عن هشام الدَّستوائي، عن قتادة، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا حتى يُريحنا من مكاننا هذا، فيأتون آدم فيقولون: يا آدم أنت أبو النَّاس، خلقك الله بيده وأَسجد لك ملائكته، وعلَّمك أسماء كلِّ شيء، فاشفع لنا إلى ربك حتى تُريحنا من مكاننا هذا ". وساق حديث الشَّفاعة بطوله.
قوله تعالى: ﴿ ٱسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ ٱلْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا ﴾ [٣٥]٥- أنا قتيبة بن سعيد، نا يعقوب، عن عمرو، عن الأعرج، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" " احتجَّ آدم وموسى عليهما السَّلام، فقال له موسى: يا آدم، خلقك الله بيده، ثم نفخ فيك من روحه، ثم قال لك، كُن، فكنتَ، ثم أمر الملائكة فسجدوا لك، ثم قال: ﴿ ٱسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ ٱلْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلْظَّٰلِمِينَ ﴾ فنهاك عن شجرة واحدة، فعصيت ربك، فقال آدم: يا موسى، ألم تعلم أن الله قدَّر هذا عليَّ قبل أن يخلُقني "، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لقد حجَّ آدم موسى، لقد حجَّ آدم موسى، لقد حجَّ آدم موسى " ". ٦- أنا عيسى بن حمَّاد، أنا الَّليث، عن محمد بن عَجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي [هريرة] عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" " لقيَ آدم موسى، فقال/ له موسى: أنت الذي فعلت بنا الفِعْل، كنتَ في الجنَّة، فأهبطْتنا إلى الأرض، فقال له آدم عليه السلام، أنت موسى الذي آتاك الله التَّوراة؟ قال: نعم، قال: في كم تجد التًّوراة كُتبت قبل خلقي؟ قال موسى عليه السلام: بكذا وكذا، قال آدم: فلم تجد فيها خطيئتي، قال: بلى، قال: فتلومُني في شيء كتبه الله عليَّ قبل خلقي " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فحجَّ آدم موسى، فحجَّ آدم موسى " ".
قوله تعالى: ﴿ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ ٱلْمَنَّ وَٱلسَّلْوَىٰ ﴾ [٥٧]٨- أنا إسحاق بن إبراهيم، وعليُّ بن حُجْر قالا: أنا جرير، عن مُطرِّف، عن الحكم بن عُتيبة، عن الحسن العُرَنِّي، عن عمرو بن حريث، عن سعيد بن زيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" الكَمْأَة من المَنِّ "قال علي في حديثه:" الَّذي أنزل الله على بني إسرائيل وماؤها شفاءُ للعين ".
قوله تعالى: ﴿ وَٱدْخُلُواْ ٱلْبَابَ سُجَّداً ﴾ [٥٨]٩- أنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن عبد الرحمن، نا عبد الله بن المُبارك، عن معمر، عن همَّام بن مُنبِّه، عن أبي هريرة قال: قيل لبني إسرائيل: ادخلو الباب سجَّدا وقولوا حِطَّة، فدخلوا الباب يزحفون على أَسْتاهِهم، وبدلوا فقالوا: حِنطة حبة من شَعْرة. ١٠- أخبرني محمد بن عُبيد بن محمد، نا عبد الله بن المُبارك/، عن معمر، عن همَّام، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله " حِطَّةٌ " قال:" بدَّلوا فقالوا: حبَّةٌ ".
قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ ٱللَّهِ عَلَى ٱلْكَاذِبِينَ ﴾ [٦١]٨١- أنا عبد الرحمن بن عُبيد الله، عن عُبيد الله، عن عبد الكريم الجَزَري، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال أبو جهل:" لئن رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عند الكعبة أَتَيْته حتى أَطُّأَ على عنقه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو فعل أخذته الملائكة عيانا، وإن اليهود لو تمنوا الموت لماتوا، ورأوا مقاعدهم من النار، ولو خرج الذين يُبَاهلون رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجعوا لا يجدون مالا ولا أهلا " ".
قوله تعالى: ﴿ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ ٱلْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ﴾ [٧٩]١١- أنا الحسن بن أحمد بن حبيب، حدثنا محمد - وهو ابن عبد الله بن نُمَير، نا وكيع، نا سفيان، عن عبد الرحمن بن علقمة قال: سمعت ابن عباس يقول: الذين يكتبون الكتاب بأيديهم، نزلت في أهل الكتاب.
قوله تعالى: ﴿ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ ﴾ [٩٧]١٢- أنا محمد بن المُثنَّى، نا خالد - يعني ابن الحارث، عن حُميد، عن أنس - إن شاء الله - قال:" جاء عبد الله بن سلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، مقدمَهُ إلى المدينة فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي، ما أول أشراط الساعة؟ وأول ما يأكل أهل الجنة؟ والولد ينزع إلى أبيه وإلى أمه؟ فقال: " أخبرني بهن جبريل عليه السلام آنفا " قال عبد الله: ذلك رَذلة عدو لليهود من الملائكة، قال: " أما أول أشراط الساعة، فنار تحشرهم من المشرق إلى المغرب، وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت، وأما الولد، فإذا سبق ماء الرجل نزعه، وإذا سبق ماء المرأة نزعت ". قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله، قال: يا رسول الله، إن اليهود قوم بُهْت، وإن علموا بإسلامي قبل أن تسألهم عني بهتوني عندك، فجاءت اليهود، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيُّ رجل فيكم عبد الله بن سلام؟ " قالوا: خيرنا وابن خيرنا، وسيدنا وابن سيدنا، وأعلمنا. قال: " أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام؟ " قالوا: أعاذه الله من ذلك، فخرج إليهم فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، قالوا: شرُّنا، وابن شرِّنا، وانتقصوه، قال: هذا ما كنت أخاف/ يا رسول الله ".
قوله تعالى: ﴿ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَـٰنُ ﴾ [١٠٢]١٣- أنا محمد بن العلاء، نا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس قال: كان الذي أصاب سليمان بن داود عليه السلام في سبب امرأة من أهله - يُقال لها جَرادة - وكانت أحبَّ نسائه إليه، وكان إذا أراد أن يأتي نساءه أو يدخل الخلاء أعطاها الخاتم، فجاء أُناس من أهل الجَرادة يُخَاصمون قوما إلى سليمان بن داود عليه السلام، فكان هوى سليمان أن يكون الحقُّ لأهل الجَرادة، فيقضي لهم، فعُوقب حين لم يكن هواه فيهم [واحداً]، فجاء حين أراد الله أن يبتليه فأعطاها الخاتم ودخل الخلاء، ومثل الشيطان في صورة سليمان قال: هاتي خاتمي، فأعطته خاتمه، فلبسه فلما لبسه دانت له الشياطين، والإنس، والجن، وكلُّ شيء، جاءها سليمان قال: هاتي خاتمي، قالت: اخرج، لست بسليمان، قال سليمان عليه السلام: إن ذاك من أمر الله [إنه بلاء] أُبْتَلى به، (فخرج) فجعل إذا قال: أنا سليمان رجموه حتى يُدمون عَقِبه، فخرج يحمل على شاطيء البحر، ومكث هذا الشيطان فيهم مقيم ينكح نساءه ويقضي بينهم، فلما أراد الله عز وجل أن يُرد على سليمان ملكه انطلقت الشياطين، وكتبوا كُتبا فيها سحر وفيها كفر، فدفنوها تحت كرسي سليمان عليه السلام ثم أَثَاروها، وقالوا: هذا كان يفتن الجن والإنس، قال: فأَكْفَر الناس سليمان حتى بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل على محمد عليه السلام ﴿ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَـٰنُ وَلَـٰكِنَّ ٱلشَّيَـٰطِينَ كَفَرُواْ ﴾ يقول: الذي صنعوا، فخرج سليمان يحمل على شاطيء البحر، قال: ولما أنكر الناس - لما أراد الله أن يُرد على سليمان ملكه أنكروا - انطلقت الشياطين جاءوا إلى نسائه فسألوهن/ فقلن: إنه ليأتينا، ونحن حُيَّض، وما كان يأتينا قبل ذلك، فلما رأى الشيطان أنه حضر هلاكه هرب، وأرسل به فألقاه في البحر، وفي الحديث - فتلقَّاه سمكُهُ فأخذه، وخرج الشيطان حتى لحق بجزيرة في البحر، وخرج سليمان عليه السلام يحمل لرجل سمكا قال: بكم تحمل، قال: بسمكة من هذا السمك فحمل معه حتى بلغ به، أعطاه السمكة التي في بطنها الخاتم، فلما أعطاه السمكة، شق بطنها يريد يشويها، فإذا الخاتم فلبسه، فأقبل إليه الإنس والشياطين، فأرسل في طلب الشيطان فجعلوا لا يُطيقونه فقال: احتالوا له فذهبوا فوجدوه نائما قد سَكِرَ، فبنوا عليه بيتا من رصاص، ثم جاءوا ليأخذوه فوثب، فجعل لا يثب في ناحية إلا أماط الرصاص معه فأخذوه فجاءوا به إلى سليمان، فأمر بحنت من رُخام، فنُقر، ثم أدخله في جوفه، ثم سدَّه بالنحاس، ثم أمر به فطُرح في البحر. ١٤- أنا محمد بن العلاء، عن أبي أسامة، نا الأعمش، عن المِنْهال، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس قال: كان آصِف كاتب سليمان بن داود عليه السلام، وكان يعلم الاسم [الأعظم] كان يكتب كل شيء يأمره به سليمان عليه السلام، ويدفنه تحت كرسيِّه، فلما مات سليمان أخرجته الشياطين فكتبوا بين كل سطر من سحر وكذب وكفر، فقالوا: هذا الذي كان يعمل سليمان بها، فأكفره جهَّال الناس وسفهاؤُهم وسبُّوه ووقف علماؤُهم، فلم يزل جهَّالهم يسبُّونه حتى أنزل الله جلَّ وعزَّ: ﴿ وَٱتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ ٱلشَّيَـٰطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَـٰنَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَـٰنُ وَلَـٰكِنَّ ٱلشَّيَـٰطِينَ كَفَرُواْ ﴾.
قوله تعالى: ﴿ مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا ﴾ [١٠٦]١٥- أنا عمرو بن علي، نا يحيى، نا سفيان، عن حبيب، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس قال: قال عُمر: أقرؤُنا أُبَي، وأقضانا علي، وإنا لندع/ من قول أُبَي، وذلك أنه يقول: لا تدع شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال الله عز وجل: ﴿ مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ﴾.
١٦- أنا إسحاق بن إبراهيم، أنا النضر، أنا شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن القاسم بن ربيعة قال: قلت لسعد بن مالك إن سعيد بن المسيِّب يقرأ ما ننسخ من آية أو نُنسها قال: إن القرآن لم يقرأه الله على المسيِّب [ولا على ابنه] وإنه إنما ننسخ من آية أو ننساها يا محمد قال: ﴿ وَٱذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ ﴾.
قوله تعالى: ﴿ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ ٱللَّهِ ﴾ [١١٥]١٧- أخبرني محمد بن آدم بن سليمان، عن ابن المبارك، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُصلي على راحلته حيث توجَّهت به ثم تلا هذه الآية: ﴿ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ ٱللَّهِ ﴾.
قوله تعالى: ﴿ وَٱتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ﴾ [١٢٥]١٨- أنا هنَّاد بن السَّري، عن ابن أبي زائدة، أنا حُميد الطويل، عن أنس، عن عمر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى، فأنزل الله تبارك وتعالى: ﴿ وَٱتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ﴾.
قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَٰهِيمُ ٱلْقَوَاعِدَ مِنَ ٱلْبَيْتِ ﴾ [١٢٧]١٩- أنا محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين، عن ابن القاسم قال: حدثني مالك، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، أن عبد الله بن محمد بن أبي بكر، أخبر عبد الله بن عمر، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" " ألم ترَي إلى قومِك حين بنوا الكعبة اقتصروا عن قواعد إبراهيم " فقلت: يا رسول الله ألا تردها على قواعد إبراهيم؟ فقال:/ لولا حدثان قومك بالكفر "، فقال عبد الله بن عمر: لئن كانت عائشة سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك استلام الرُّكنين اللذين يليان الحجر إلا أن البيت لم يتم على قواعد إبراهيم
قوله تعالى: ﴿ سَيَقُولُ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَ ٱلنَّاسِ مَا وَلَّٰهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ ﴾ [١٤٢]٢٠- أنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، نا إسحاق، عن زكريا، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب قال، قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فصلى نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا، ثم إنه وُجَّه إلى الكعبة، فمر رجل قد كان صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم على قوم من الأنصار، فقال: أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وُجِّه إلى الكعبة فانحرفوا إلى الكعبة. ٢١- أنا محمد بن حاتم، أنا حبان، أنا عبد الله، أنا شريك، عن أبي إسحاق، عن البراء في قوله ﴿ سَيَقُولُ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَ ٱلنَّاسِ مَا وَلَّٰهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ ٱلَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا ﴾.
قال: هم أهل الكتاب السُّفهاء. ذيل التفسيرقوله تعالى: [ ﴿ سَيَقُولُ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَ ٱلنَّاسِ مَا وَلَّٰهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ ﴾ [١٤٢] ]١/ ٧٣٦- أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا سفيان، قال: حدثنا أبو إسحاق، عن البراء، قال: صلَّينا مع النبي صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً - شك سُفيان - وصُرف إلى القبلة.
قوله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً ﴾ [١٤٣]٢٦- أنا محمد بن المُثنَّى، عن هشام بن عبد الملك، نا أبو معاوية، أنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم:" ﴿ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً ﴾ قال: " عدلا " ". ٢٧- أنا محمد بن آدم بن سليمان، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يجيء النبي يوم القيامة معه الرجل، ويجيء النبي معه الرجلان، ويجيء النبي معه أكثر من ذلك، فيُقال/ له: هل بلَّغت قومك؟ فيقول: نعم، فيُدعون، فيُقال: هل بلَّغكم؟، فيقولون: لا، فيُقال: من يشهد لك؟ فيقول: أمَّة محمد صلى الله عليه وسلم، فتُدعى أمَّة محمد صلى الله عليه وسلم فيُقال: هل بلَّغ هذا؟ فيقولون: نعم، فيُقال: وما عِلمُكم بذلك، فيقولون: أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن الرُّسل قد بلَّغوا فصدقناه، فذلك قوله: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً ﴾ قال: " عدلاً لتكونوا شهداء على الناس " ".
قوله تعالى: ﴿ قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي ٱلسَّمَآءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ﴾ [١٤٤]٢٢- أنا قتيبة بن سعيد، عن مالك، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر قال: بينما الناس بقُباء في صلاة الصبح، جاءهم آت، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أُنزل عليه الليلة، وأُمر أن يستقبل القِبلة فاستقبلوها، وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة. ٢٣- أنا محمد بن حاتم بن نُعيم، أنا حبان، أنا عبد الله، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً، وكان نبي الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يصلي نحو الكعبة/، فكان يرفع رأسه إلى السماء، فأنزل الله عز وجل: ﴿ قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي ٱلسَّمَآءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ ﴾.
قال البراء: والشَّطر فينا قِبلة. وقال في قول الله تعالى: ﴿ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ﴾ قال: ما كان الله ليُضيع صلاة من مات وهو يصلي نحو بيت المقدس. ٢٤- أنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب، أنا الليث، نا خالد بن يزيد، عن ابن أبي هلال قال، أخبرني مروان بن عثمان أن عبيد بن حُنين أخبره عن أبي سعيد بن المُعلي قال: كنا نغدو للسوق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنمر على المسجد، فنصلي فيه، فمررنا يوماً ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد على المنبر، فقلت: لقد حدث أمر، فجلست، فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿ قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي ٱلسَّمَآءِ ﴾ حتى فرغ من الآية، قلت لصاحبي، تعال نركع ركعتين قبل أن ينزل رسول الله صلى لله عليه وسلم فنكون أول من صلى، فتوارينا، فصلينا، ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى للناس الظهر يومئذ. ٢٥- أنا إسحاق بن إبراهيم، أنا يحيى بن آدم، نا أبو زُبيد عن سليمان التَّيْمي، عن أنس قال، ما بقي أحد صلى القِبلتين غيري. قوله تعالى: ﴿ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ ﴾ [١٤٤]٢٨- أنا أبو بكر بن نافع، نا يحيى، نا حمَّاد بن سلمة، أنا ثابت، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا يصلون نحو بيت المقدس، فلما نزلت هذه الآية ﴿ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ ﴾ مر رجل من بني سلمة، فناداهم، وهم ركوع في صلاة الفجر: ألا إن القِبلة قد حوِّلت إلى الكعبة فمالوا ركوعاً.
قوله تعالى: ﴿ إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ ٱللَّهِ ﴾ [١٥٨]٢٩- أنا محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين - قراءة عليه - عن ابن القاسم قال: حدثني مالك، عن هشام بن عُروة، عن أبيه قال: قلت لعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم - وأنا يومئذ حديث السِّنِّ: أرأيت قول الله عز وجل ﴿ إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ ٱللَّهِ فَمَنْ حَجَّ ٱلْبَيْتَ أَوِ ٱعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ﴾ فما أُرى على أحد شيئاً ألا يطَّوَّف بهما، قالت عائشة: كلا، لو كانت كما تقول كانت لا جناح عليه أَلاَّ يطَّوَّف بهما، إنما أُنزلت هذه الآية في الأنصار، كانوا يهِلُّون بِمَنَاة، وكانت مَنَاة حَذْو قُدَيد، وكانوا يتحرجون أن يطوفوا بين الصَّفا والمروة، فلما جاء الإسلام سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فأنزل الله عز وجل ﴿ إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ ٱللَّهِ فَمَنْ حَجَّ ٱلْبَيْتَ أَوِ ٱعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ / أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ﴾.
قوله تعالى: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ ﴾ [١٦٤] الآية٣٠- أنا هارون بن عبد الله، ويوسف بن سعيد - واللفظ له، نا حجَّاج، عن ابن جُريج قال: أخبرني إسماعيل بن أُمية، عن أيوب بن خالد، عن عبد الله بن رافع، عن أبي هريرة قال:" أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي، فقال: " خلق الله التُّربة يوم السبت، وخلق الجبال يوم الأحد، وخلق الأشجار يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النُّور يوم الأربعاء، وبثَّ فيها الدَّوابات يوم الخميس، وخلق آدم يوم الجمعة بعد العصر آخر الخلق آخر ساعات النهار " ".
قوله تعالى: ﴿ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَاداً ﴾ [١٦٥]٣١- أنا إسحاق بن إبراهيم، أنا النضر بن شُميل، نا شعبة، وأنا محمد بن عبد الأعلى، وإسماعيل بن مسعود قالا: نا خالد - وهو ابن الحارث، نا شعبة، عن سليمان، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من مات يجعل لله ندّا أدخله النار ". وأنا أقول: من مات لا يجعل لله ندّا أدخله الجنة
قوله تعالى: ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً ﴾ [البقرة: ١٧٤]قوله تعالى: ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ ٱللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً ﴾ [آل عمران: ٧٧]٣٢- أنا الهيثم بن أيوب، نا يحيى بن زكريا، عن الأعمش عن شقيق، قال ابن مسعود: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من حلف على يمين يقطع بها مالاً، لقي الله وهو عليه غضبان "، وتصديقه في كتاب الله تعالى ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ ٱللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَـٰئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ ﴾ قال: فجاء الأشعث بن قيس، فقال: ما يُحدثكم أبو عبد الرحمن؟ قلنا: كذا وكذا، قال: صدق والله، أُنزلت فيَّ وفي فلان، كانت بيني وبينه خُصومة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم/:" " شُهُودك أو يمِينه " قلت: إذاً يحلف، قال: " من حلف على يمين يقطع بها مالاً، وهو فيها كاذب لقي الله وهو عليه غضبان " "فأنزل الله عز وجل الآية. ٣٣- أنا محمد بن بشار، عن محمد، نا شعبة، عن علي بن مدرك، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن خرشة بن الحر، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم " قال أبو ذر: خابوا وخسروا قال: " المُسْبل إزاره، والمُنفق سلعته بالحلف الكاذب، والمنَّان عطاءه " ".
ذيل التفسيرقوله تعالى: [ ﴿ وَٱلْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ ﴾ [١٧٧] ]٢/ ٧٣٧- أخبرنا بشر بن خالد، قال: ثنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن سليمان، عن عبد الله بن مُرَّة، عن مسروق، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" أربعة من كُنَّ فيه كان مُنافقا أو كانت فيه خصلة من الأربع كانت فيه خصلة من النِّفاق حتى يدعها: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر ".
قوله تعالى: ﴿ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلْقِصَاصُ ﴾ [١٧٨]٣٤- أنا عبد الجبَّار بن العلاء بن عبد الجبَّار، عن سفيان، عن عمرو، عن مُجاهد، عن ابن عباس قال: كان القِصاص في بني إسرائيل، ولم يكن فيهم الدِّية، فقال الله تبارك وتعالى لهذه الأمة: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلْقِصَاصُ فِي ٱلْقَتْلَى ٱلْحُرُّ بِالْحُرِّ ﴾ إلى قوله: ﴿ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ ﴾ فالعفو أن تُقبل الدِّية في العَمْد، واتباع المعروف: أن تَتْبع هذا بمعروف وتؤدي هذا بإحسان، فخُفِّف عن هذه الأمة. ذيل التفسيرقوله تعالى: [ ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلْقِصَاصُ فِي ٱلْقَتْلَى ﴾ [١٧٨] ]٣/ ٧٣٨- أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا علي بن حفص، قال: حدثنا ورقاء، عن عمرو، عن مجاهد، قال: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلْقِصَاصُ فِي ٱلْقَتْلَى ٱلْحُرُّ بِالْحُرِّ ﴾ قال: كان بنو إسرائيل عليهم القِصاص وليس عليهم الدِّية فأنزل الله عز وجل عليهم الديَّة فجعلها على هذه الأمة تخفيفا على ما كان على بني إسرائيل.
قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ ﴾ [١٨٣]٣٥ - أنا عُبيد الله بن سعيد، نا يحيى، عن هشام، أخبرني أبي، عن عائشة قالت: كان يوم عاشوراء يوماً تصومه قريش في الجاهلية، وكان رسول الله يصومه، فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه، فنزل صوم رمضان هو الفريضة، فمن شاء صام يوم عاشوراء، ومن شاء ترك. ٣٦ - أنا قتيبة بن سعيد قال: نا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، أن عِراكا، أخبره أن عروة أخبره، عن عائشة: أن قريشا كانت تصوم يوم عاشوراء في الجاهلية، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم/ بصيامه حتى فرض رمضان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من شاء فليصمه، ومن شاء أفطره ".
قوله تعالى: ﴿ وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ﴾ [١٨٤]٣٧ - أنا قتيبة بن سعيد، نا بكر - يعني ابن مُضر، عن عمرو بن الحارث، عن بُكير، عن يزيد - مولى سلمة بن الأكوع، عن سلمة بن الأكوع قال: لما نزلت هذه الآية ﴿ وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ﴾ - كان من أراد منا أن يُفطر، ويفتدي حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها. ٣٨ - أنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، نا يزيد بن هارون، أنا ورقاء، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن ابن عباس في قوله ﴿ وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ﴾ قال: تُطيقونه: تُكلفونه فدية طعام مسكين واحد، فمن تطوع فزاد مسكينا آخر ليست بمنسوخة، فهو خير له.
﴿ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ ﴾، لا يرخص في هذه إلا الكبير الذي لا يطيق الصيام، والمريض الذي لا يُشفى. ٣٩ - أنا محمد بن عبد الوهاب، نا محمد بن سابق، نا ورقاء، أنا ابن أبي نجيح، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن ابن عباس قال: الَّذين يُطوَّقُونه.
قوله تعالى: ﴿ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ﴾ [١٨٥]٤٠ - أنا علي بن محمد بن علي، نا خلف بن تميم، عن بشير أبي إسماعيل، حدثني خيثمة، عن أنس بن مالك في صوم رمضان في السفر، قلت: فأين هذه الآية ﴿ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ﴾ قال إنها نزلت يوم نزلت - يعني على النبي صلى الله عليه وسلم - ونحن نرتَحل جِياعا، وننزل على غير شبع، واليوم نرتحل شِباعا، وننزل على شبع.
قوله تعالى: ﴿ وَكُلُواْ وَٱشْرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلْخَيْطُ ٱلأَبْيَضُ مِنَ ٱلْخَيْطِ ٱلأَسْوَدِ مِنَ ٱلْفَجْرِ ﴾ [١٨٧]٤١- قال: أنا علي بن حُجر، أنا جرير، عن مُطَرف، عن الشَّعبي/، عن عدي بن حاتم أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله ﴿ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلْخَيْطُ ٱلأَبْيَضُ مِنَ ٱلْخَيْطِ ٱلأَسْوَدِ ﴾ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" الخيط الأبيض من الخيط الأسود، هذا هو سواد الليل وبياض النهار ". ٤٢- أنا أبو بكر بن إسحاق، نا سعيد بن أبي مريم، أنا أبو غسان، حدثني أبو حازم، عن سهل بن سعد قال: نزلت هذه الآية ﴿ وَكُلُواْ وَٱشْرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلْخَيْطُ ٱلأَبْيَضُ مِنَ ٱلْخَيْطِ ٱلأَسْوَدِ ﴾ ولم ينزل ﴿ مِنَ ٱلْفَجْرِ ﴾ فكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجله الخيط الأبيض، والخيط الأسود، ولا يزال يأكل ويشرب حتى يتبين له رؤيتهما، فأنزل الله تبارك وتعالى بعد ذلك ﴿ مِنَ ٱلْفَجْرِ ﴾ فعلموا أنما يعني بذلك الليل والنهار. ٤٣- أنا هلال بن العلاء، نا حسين بن عيَّاش، نا زهير، نا أبو إسحاق، عن البراء بن عازب، أن أحدهم كان إذا نام قبل أن يتعشى، لم يحل له أن يأكل شيئاً ولا يشرب ليلته ويومه من الغد حتى تغرب الشمس، حتى نزلت هذه الآية ﴿ وَكُلُواْ وَٱشْرَبُواْ ﴾ إلى ﴿ ٱلْخَيْطِ ٱلأَسْوَدِ ﴾ وأنزلت في أبي قيس بن عمرو، أتى أهله وهو صائم بعد المغرب، فقال: هل من شيء، فقالت امرأته: ما عندنا شيء، ولكن أَخرُج أَلْتمس لك عشاء، فخرجت، ووضع رأسه فنام، فرجعت إليه فوجدته نائما، وأيقظته فلم يطعم شيئا، وبات صائما وأصبح صائما حتى انتصف النهار، فغُشي عليه، وذلك قبل أن تنزل الآية، فأنزل الله فيه.
قوله تعالى: ﴿ وَلَيْسَ ٱلْبِرُّ بِأَن تَأْتُواْ ٱلْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا ﴾ [١٨٩]٤٤- أنا علي بن الحسين، نا أُميَّة، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن البراء: كانت الأنصار إذا حجت لم تدخل من أبوابها، ودخلت من ظهورها، فأنزل الله تبارك وتعالى ﴿ وَلَيْسَ ٱلْبِرُّ بِأَن تَأْتُواْ ٱلْبُيُوتَ/ مِن ظُهُورِهَا ﴾.
٤٥- أنا محمد بن حاتم بن نعيم، أنا حِبان، أنا عبد الله، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن البراء في قوله ﴿ وَلَيْسَ ٱلْبِرُّ بِأَن تَأْتُواْ ٱلْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا ﴾ قال: كان ناس من أهل الجاهلية إذا أحرموا، لم يدخلوا البيوت من أبوابها، ودخلوها من ظهورها من الحيطان، فأنزل الله جل ثناؤه ﴿ وَلَيْسَ ٱلْبِرُّ بِأَن تَأْتُواْ ٱلْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـٰكِنَّ ٱلْبِرَّ مَنِ ٱتَّقَىٰ وَأْتُواْ ٱلْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ﴾.
قوله تعالى: ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ ﴾ [١٩٣]٤٦- [أنا] عمرو بن علي، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن خالد بن عبد الله، عن بيان، عن وبرة، عن سعيد بن جبير قال: خرج إلينا ابن عمر، ونحن نرجوا أن يُحدِّثنا حديثا عجيباً، فبدر إليه رجل بالمسألة فقال: يا أبا عبد الرحمن، ما يمنعك من القتال، والله تعالى يقول ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ ﴾ قال: ثكلتك أمك، أتدري ما الفتنة؟ إنما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقاتل المشركين، وكان الدخول في دينهم فتنة، وليس يقاتلهم على الملك.
قوله تعالى: ﴿ وَأَنْفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ﴾ [١٩٥]٤٧- أنا محمد بن حاتم بن نُعيم، أنا حِبان، أنا عبد الله، عن زائدة، عن الرُّكين بن الربيع، عن الربيع بن عَمِيلة، عن يُسير بن عَمِيلة، عن خُرَيم بن فاتك الأسدي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من أنفق نفقة في سبيل الله، كُتب له بسبع مائة ضعف ". قوله تعالى: ﴿ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ ﴾ [١٩٥]٤٨- أنا عبيد الله بن سعيد، عن حديث أبي عاصم، عن حيوة بن شُريح قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب قال: حدثني أسلم أبو عمران قال: قال أبو أيوب صاحب النبي صلى الله عليه وسلم: إنا لما أعزَّ الله الإسلام/، وكثَّر ناصريه قال بعضنا لبعض سرًّا بيننا: إن الله جل وعزَّ أعزَّ الإسلام وكثَّر ناصريه، فلو أقمنا في أموالنا، وأصلحنا منها، فأنزل الله جل وعزَّ، ورد ذلك علينا ﴿ وَأَنْفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ ﴾ فكانت التهلُكة: الإقامة في أموالنا. ٤٩- أنا محمد بن حاتم، أنا حبان، أنا عبد الله، عن حيوة، أخبرني يزيد بن أبي حبيب، نا أسلم أبو عمران قال: كنا بالقسطنطينية وعلى أهل مصر عُقبة بن عامر، وعلى أهل الشام فضالة بن عبيد، فخرج من المدينة صفٌّ عظيم من الروم، وصففنا لهم صفا عظيما من المسلمين، فحمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل بهم، ثم خرج إلينا مقبلا، فصاح الناس، فقالوا: سبحان الله، الفتى ألقى بيده إلى التهلُكة، فقال أبو أيوب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس، إنكم تتأوَّلون هذه الآية على هذا التأويل، وإنما أُنزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار لما أعز الله دينه، وكثَّر ناصريه، قلنا بيننا بعضنا لبعض سرًّا من رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أموالنا قد ضاعت، فلو أنا أقمنا فيها، وأصلحنا ما ضاع منها، فأنزل الله تبارك وتعالى في كتابه يرد علينا ما هممنا به قال.
﴿ وَأَنْفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ ﴾ فكانت التهلُكة: الإقامة التي أردنا أن نقيم في أموالنا فنصلحها، فأمرنا بالغزو، فما زال أبو أيوب غازيا في سبيل الله حتى قُبض.
قوله تعالى: ﴿ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ ﴾ [١٩٦]٥٠- أنا عمرو بن علي، نا أزهر بن سعد، عن ابن عون، عن مجاهد، عن ابن أبي ليلى، عن كعب/ بن عُجرة قال: فيَّ أُنزلت هذه الآية، فأتيت، فقال:" " ادن " فدنوت، فقال: " أيؤذيك هوامُّك؟ " فأمرني بصيام، أو صدقة، أو نُسُك ". قال ابن عون: ففسره لي مجاهد، فلم أحفظه. فسألت أيوب، فقال: الصيام ثلاثة أيام، والصدقة على ستة مساكين، والنُّسك ما استيسر. ٥١- أنا محمد بن بشار، نا محمد، نا شعبة، عن عبد الرحمن بن الأصبهاني، عن عبد الله بن مَعقِل قال:" جلست في هذا المسجد إلى كعب بن عُجرة، فسألته عن هذه الآية ﴿ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ ﴾.
قال كعب: فيَّ نزلت، وكان بي أذىً من رأسي، فحُملت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، والقَمل يتناثر على وجهي، فقال: " ما كُنت أُرَى أن الجهد بلغ بك ما أرى، أتجد شاة؟ " قال: لا، فنزلت هذه الآية ﴿ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ﴾ "فالصوم ثلاثة أيام، والصدقة على ستة مساكين، لكل مسكين نصف صاع، والنُّسك شاة. قوله تعالى: ﴿ فَمَن تَمَتَّعَ بِٱلْعُمْرَةِ إِلَى ٱلْحَجِّ فَمَا ٱسْتَيْسَرَ مِنَ ٱلْهَدْيِ ﴾ [١٩٦]٥٢- أنا محمد بن عبد الأعلى، نا بشر، عن عمران بن مسلم، عن أبي رجاء، عن عمران قال: نزلت آية المتعة - يعني متعة الحج - في كتاب الله وأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم تنزل آية تنسخ آية متعة الحج، ولم يَنْهَ عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مات، قال رجل برأيه ما شاء.
قوله تعالى: ﴿ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقْوَىٰ ﴾ [١٩٧]٥٣- أنا سعيد بن عبد الرحمن، حدثنا سفيان، عن عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله تعالى ﴿ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقْوَىٰ ﴾ قال: كان ناس يحُجُّون بغير زاد، فنزلت ﴿ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقْوَىٰ ﴾.
قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ ٱلنَّاسُ ﴾ [١٩٩]٥٤- / أنا إسحاق بن إبراهيم، أنا أبو معاوية، نا هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: كانت قريش تقف بالمُزدلفة، ويُسمون الحُمْس، وسائر العرب تقف بعرفة، فأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقف بعرفة، ثم يدفع منها، فأنزل الله تعالى ﴿ ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ ٱلنَّاسُ ﴾.
قوله جل ثناؤه: ﴿ وِمِنْهُمْ مَّن يَقُولُ رَبَّنَآ آتِنَا فِي ٱلدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي ٱلآخِرَةِ حَسَنَةً ﴾ [٢٠١]٥٥- أنا إسحاق بن إبراهيم، أنا إسماعيل بن إبراهيم، عن عبد العزيز قال:" سأل قتادة أنسا، أية دعوة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بها أكثر؟ فقال: كان يدعو أكثر ما يدعو بهذا القول: اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار ".
قوله تعالى: ﴿ وَهُوَ أَلَدُّ ٱلْخِصَامِ ﴾ [٢٠٤]٥٦- أنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا وكيع، نا ابن جريج، عن ابن أبي مُليكة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أبغَضُ الرجال إلى الله الألدُّ الخَصِم ".
قوله تعالى: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَٱعْتَزِلُواْ ٱلنِّسَآءَ فِي ٱلْمَحِيضِ ﴾ [٢٢٢]٥٧- أنا إسحاق بن إبراهيم، أنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس قال: كانت اليهود إذا حاضت المرأة منهم، لم يؤاكلوهُنَّ، ولم يُشاربوهنَّ، ولم يجامعوهنَّ في البيوت، فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فأنزل الله تعالى ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَٱعْتَزِلُواْ ٱلنِّسَآءَ فِي ٱلْمَحِيضِ ﴾ فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤاكلوهنَّ، وأن يشاربوهنَّ، وأن يجامعوهنَّ في البيوت، وأن يصنعوا بهنَّ كل شيء ما خلا النِّكاح.
قوله تعالى: ﴿ نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ﴾ [٢٢٣]٥٨- أنا/ إسحاق بن إبراهيم، أنا سفيان، عن ابن المنكدر، عن جابر قال: كانت اليهود تقول في الرجل يأتي امرأته من قبل دُبُرها في قُبُلِها أن الولد يكون أحول، فنزلت ﴿ نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ﴾.
٥٩- أنا قتيبة بن سعيد، نا أبو عوانة، عن محمد بن المُنكدر، عن جابر بن عبد الله قال: قالت اليهود: إذا أتى الرجل امرأته من قِبَل دُبُرها، كان الحول من ذلك، فأنزل الله تبارك وتعالى ﴿ نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ ﴾ قال: قائما، وقاعدا، وباركا بعد أن يكون في المأْتى. ٦٠- أنا أحمد بن الخليل، نا يونس بن محمد، نا يعقوب، نا جعفر، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس قال:" جاء عمر بن الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، هلَكت، قال: " وما الذي أهلكك؟ " قال: حوَّلت رحلي الليلة، فلم يرد عليه شيئا، قال: فأُوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية ﴿ نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ﴾ "يقول: أَقْبِل، وأَدْبِر، واتق الدُّبر، والحَيْضة.
قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا طَلَّقْتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ ﴾ [٢٣٢]٦١- أنا سَوَّار بن عبد الله بن سَوَّار، نا أبو داود الطيالسي، نا عبَّاد بن راشد قال: سمعت الحسن يقول: حدثني معقل بن يسار قال: كانت لي أُخت تُخْطَب، فأمنعها، فخطبها ابن عمٍّ لي، فزوجتها إيَّاه، فاصطحبا ما شاء الله أن يصطحبا، ثم طلقها طلاقا له عليها رجعة، فتركها حتى انقضت عدَّتها، وخطبها الخُطَّاب، جاء فخطبها فقلت: يا لُكَعُ، خطبت أختي فمنعتها الناس، وآثرتُك بها. طلقتها فلما انقضت عدتها، جئت تخطبها؟ لا والله الذي لا إله إلا هو لا أزوِّجكما، ففيَّ نزلت هذه الآية ﴿ وَإِذَا طَلَّقْتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ / أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْاْ ﴾ فقلت: سمعا وطاعة وكفَّرت عن يميني، وأنكحتُها. ٦٢- أنا أبو بكر بن علي، حدثنا سُريْج بن يونس، [عن هُشَيم]، أنا يونُس، عن الحسن، عن معقل بن يسار قال: زوَّجت أختي رجلا منَّا، فطلقها، فلما انقضت العدة خطبها إلي، ووافقها ذلك، فقلت له: زوَّجتك وآثرتُك، ثم طلقتها، ما هي بالتي تعود إليك، فنزلت ﴿ وَإِذَا طَلَّقْتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْاْ بَيْنَهُمْ بِٱلْمَعْرُوفِ ﴾ فقلت لما نزلت هذه الآية: أَمَا إنها ستعود إليك.
قوله تعالى: ﴿ وَٱلَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً ﴾ [٢٣٤]٦٣- أنا محمد بن عبد الأعلى، أنا خالد - يعني ابن الحارث، أنا ابن عون، عن محمد قال: لقيت مالكا فقلت: [كيف] كان ابن مسعود يقول في شأن سُبَيعة، قالت: [قال] أتجعلون عليها التغليظ، ولا تجعلون لها الرُّخصة، لأُنزلت سورة النساء القُصرى بعد الطُّولَى. ٦٤- أنا محمد بن سلمة، أنا ابنُ القاسم، عن مالك، عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عُجرة، عن عمَّته زينب بنت كعب بن عُجرة، أن الفُرَيعة بنت مالك بن سنان - وهي أُخت أبي سعيد الخدري، أخبرتها" أنها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تسأله أترجع إلى أهلها بني خُدرة، فإن زوجها خرج في طلب أعبد له أبقوا حتى إذا كانوا في طرف القَدوم لحقهم فقتلوه، قالت: [فسألت] رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أرجع إلى أهلي، فإن زوجي لم يتركني في مسكن يملكه ولا نفقة، قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نعم "، فخرجت حتى إذا كُنت في الحجرة، أو في المسجد دعاني أو أمر بي، فدُعيت، فقال: " كيف قلت؟ " قالت: فرددت عليه، فقال: " امكثي في بيتك حتى يبلُغ الكتاب/ أجله "فاعتددت أربعة أشهر وعشرا، فلما كان عثمان أرسل إليَّ فأخبرته، فاتَّبعه، وقضى به. ذيل التفسيرقوله تعالى: [ ﴿ وَٱلَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً ﴾ [٢٣٤]]٤/ ٧٣٩- أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين - قراءة عليه وأنا أسمع واللفظ له - قال: أنبأنا ابن القاسم، عن مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، عن حُميد بن نافع، عن زينب بنت أبي سلمة أنها أخبرته بهذه الأحاديث الثلاثة، قالت زينب:" دخلتُ على أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين تُوفي أبوها أبو سفيان بن حرب فدعت أم حبيبة بطيب فدهنت منه جارية ثم مست بعارضيها ثم قالت: والله مالي بالطيب من حاجة غير أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تُحِدُّ على ميت فوق ثلاث ليالٍ إلا على زوج أربعة أشهرٍ وعشرا ". قال زينب:" ثم دخلَتْ على زينب بنت جحش حين توفي أخوها وقد دعت بطيب ومسَّت منه ثم قالت: والله مالي بالطِّيب من حاجة غير أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المِنبر: " لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تحدُّ على ميت فوق ثلاث ليالٍ إلا على زوج أربعة أشهرٍ وعشرا ". وقالت زينب: سمعت أمَّ سلمة تقول:" جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن ابنتي تُوُفي عنها زوجها وقد اشتكت عينها أفأكحُلُها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا " ثم قال: " إنما هي أربعة أشهر وعشرا وقد كانت إحداكنَّ في الجاهلية ترمي بالبَعْرة عند رأس الحَوْل ". قال حُميد: فقلت لزينب: وما ترمي بالبَعرة عند رأس الحول؟ قالت زينب: كانت المرأة إذا توفي عنها زوجها دخلت حِفشاً ولبست شر ثيابها ولم تمس طيبا ولا شيئا حتى تمر بها سنة ثم تُؤتَى بدابَّة حمار أو شاة أو طير فتفتضُّ به فقلما تفتض بشيء إلا مات ثم تخرج فتُعطى بعرة فترمي بها وتُراجع بعد ما شاءت من طيب أو غيره. قال مالك: تَفتَض تمسح به. في حديث محمد: قال مالك: الحِفشْ الخُصُّ. ٥/ ٧٤٠- (عن) عمرو بن منصور، (عن) عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالك، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن حميد بن نافع، عن زينب ابنة أبي سلمة أنها أخبرته هذه الأحاديث الثلاثة: قالت زينب:" دخلتُ على أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين توفي أبوها أبو سفيان بن حرب فدعت أم حبيبة بطيب فيه صُفرة - خَلُوق أو غيره - فدهنت منه جارية ثم مسَّت بعارضَيها ثم قالت: والله مالي بالطيب من حاجة، غير أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يحلُّ لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تُحِدَّ على ميت فوق ثلاث ليال، إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا ". قالت زينب:" فدخلتُ على زينب ابنة جحش حين توفي أخوها، فدعت بطيب فمسَّت به ثم قالت: أما والله مالي بالطيب من حاجة، غير أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر: " لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تُحِدَّ فوق ثلاث ليال إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا ". قالت زينب: وسمعت أم سلمة تقول:" جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن ابنتي تُوفي عنها زوجها وقد اشتكت عينها، أفتكْحُلها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا " - مرتين أو ثلاثا كل ذلك يقول: " لا " ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما هي أربعة أشهر وعشر، وقد كانت إحداكنَّ في الجاهلية ترمي بالبعرة على رأس الحَوْل ". ٦/ ٧٤١- أخبرنا هنَّاد بن السَّري، عن وكيع، عن شعبة، قال: حدثني حُميد بن نافع، عن زينب بنت أم سلمة، قالت أم حبيبة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تُحِدُّ على ميت فوق ثلاثة أيام إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا ". ٧/ ٧٤٢- أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا شُعبة، عن حميد بن نافع، عن زينب بنت أم سلمة - قلت: عن أمها؟ قال: نعم - إنَّ النبي صلى الله عليه وسلم سُئل عن امرأة تُوفي عنها زوجها فخافوا على عينها أتكتَحل؟ فقال:" قد كانت إحداكنَّ تمكث في بيتها في شرِّ أحلاسها حولا، ثم خرجت، فلا؛ أربعة أشهر وعشراً! ".
قوله جل ثناؤه: ﴿ حَافِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وٱلصَّلَٰوةِ ٱلْوُسْطَىٰ ﴾ [٢٣٨]٦٥- أنا إسحاق بن إبراهيم، أنا عيسى، عن الأعمش، عن مسلم، عن شُتير بن شَكَل، عن علي عليه السلام قال:" شغلوا النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاة العصر حتى صلاها بين صلاتي العشاء، فقال: " شغلونا عن صلاة الوسطى، ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارا ". ٦٦- أنا قتيبة بن سعيد، عن مالك، والحارث بن مسكين - قراءة عليه، وأنا أسمع، عن ابن القاسم قال: حدَّث مالك، عن زيد بن أسلم، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي يونس - مولى عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: أمرتني عائشة أن أكتب لها مُصحفاً، وقالت: إذا بلغت هذه الآية، فآذني ﴿ حَافِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وٱلصَّلَٰوةِ ٱلْوُسْطَىٰ ﴾ - فلما بلغتها آذنتها فأملت علي: حافضوا على الصَّلوات، والصلاة الوسطى، وصلاة العصر، وقوموا لله قانتين، ثم قالت: سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قوله جل ثناؤه: ﴿ وَقُومُواْ للَّهِ قَٰنِتِينَ ﴾ [٢٣٨]٦٧- أنا سُويد بن نصر، أنا عبد الله، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الحرث - وهو ابن شُبيل عن أبي عمرو الشَّيباني، عن زيد بن أرقم قال: كنَّا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يُكلِّم أحدنا صاحبه في الصلاة في حاجته حتى نزلت هذه الآية ﴿ حَافِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وٱلصَّلَٰوةِ ٱلْوُسْطَىٰ وَقُومُواْ للَّهِ قَٰنِتِينَ ﴾ فأُمرنا حينئذ بالسكوت.
قوله تعالى: ﴿ لاَ إِكْرَاهَ فِي ٱلدِّينِ ﴾ [٢٥٦]٦٨- أنا إبراهيم بن يونس بن محمد، أنا عثمان بن عُمر، أنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس قال: كانت المرأة من الأنصار لا يكون لها ولد/ تجعل على نفسها لَئِنْ كان لها ولد لتهودنَّه، فلما أسلمت الأنصار، قالوا: كيف نصنع بأبنائنا؟ فنزلت هذه الآية ﴿ لاَ إِكْرَاهَ فِي ٱلدِّينِ قَد ﴾.
قوله تعالى ﴿ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَيِّ ﴾ [٢٥٦]٦٩- أنا محمد بن بشار - في حديثه، عن ابن أبي عدي، عن شُعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كانت المرأة تجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تهوِّده، فلما أُجليت بنو النضير كان فيهم من أبناء الأنصار، قالوا: لا ندعُ أبنائنا، فأنزل الله عزَّ وجل ﴿ لاَ إِكْرَاهَ فِي ٱلدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَيِّ ﴾.
قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي ٱلْمَوْتَىٰ ﴾ [٢٦٠]٧٠- أنا عمرو بن منصور، نا عبد الله بن محمد، نا جُوَيرية، عن مالك بن أنس، عن الزُّهري أن سعيد بن المسيب، وأبا عبيد، أخبراه عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" رحم الله إبراهيم، نحن أحقُّ بالشَّك منه قال ﴿ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي ٱلْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ﴾ فذكر الآية، ويرحم الله لوطا، كان يأوي إلى ركن شديد، ولو لبثتُ في السجن ما لبث يوسُف، ثم جاءني الدَّاعي لأجبته ".
قوله تعالى: ﴿ ٱلشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ ٱلْفَقْرَ ﴾ [٢٦٨]٧١- أنا هنَّاد بن السَّريِّ، عن أبي الأحوص، عن عطاء، عن مُرَّة، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن للشيطان لمَّة، وللملك لمَّة، فأما لمَّة الشيطان فإيعادٌ بالشر، وتكذيب بالحق وأما لمَّة الملك فإيعاد بالخير، وتصديق بالحق، فمن وجد من ذلك فليعلم أنه من الله، فليحمد الله، ومن وجد (مِنَ) الآخَرِ، فليتعوذ من الشيطان، ثم قرأ ﴿ ٱلشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ ٱلْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِٱلْفَحْشَآءِ وَٱللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً ﴾ ".
قوله تعالى: ﴿ لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ ﴾ [٢٧٢]٧٢- أنا محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم، نا الفِرْيابيُّ، نا سفيان، عن الأعمش، عن جعفر بن إياس، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس قال: كانوا يكرهون أن يَرْضخوا لأنسبائهم من المُشركين فسألوا، فرضخ لهم، فنزلت هذه الآية ﴿ لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ وَمَا تُنْفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلاَّ ٱبْتِغَآءَ وَجْهِ ٱللَّهِ وَمَا تُنْفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ ﴾.
قوله تعالى: ﴿ لاَ يَسْأَلُونَ ٱلنَّاسَ إِلْحَافاً ﴾ [٢٧٣]٧٣- أنا علي بن حُجْر، نا إسماعيل، نا شريك، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" ليس المسكين الذي ترُدُّه التمرة، والتمرتان، واللُّقمة، واللقمتان، إن المسكين المُتعفِّف اقرءوا إن شئتم ﴿ لاَ يَسْأَلُونَ ٱلنَّاسَ إِلْحَافاً ﴾ ".
قوله تعالى: ﴿ ٱلَّذِينَ يَأْكُلُونَ ٱلرِّبَٰواْ ﴾ [٢٧٥]٧٤- أنا أبو بكر بن حفص، عن المُعتمر - وهو ابن سُليمان - عن أبيه، عن مغيرة، عن إبراهيم قال: قلت لِعَلْقمة: أقال عبد الله: لعن النبي صلى الله عليه وسلم آكل الرِّبا، ومُوكله، وشاهدَيه، وكاتِبه؟ قال: آكل الرِّبا ومُوكله قلت: وشاهدَيه وكاتِبه؟ قال: إنما نحدث بما سمعنا. قوله تعالى: ﴿ وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلْبَيْعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَٰواْ ﴾ [٢٧٥]٧٥- أنا محمود بن غَيْلان، نا أبو داود، أنا شعبة، عن الأعمش. وأنا بشر بن خالد، أنا غندر، عن شعبة، عن سليمان قال: سمعت أبا الضُّحى، عن مسروق، عن عائشة قالت: لما نزلت الآيات الأواخر من سورة البقرة خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد، فقرأهن في المسجد، وحرم التجارة في الخمر.
قوله تعالى: ﴿ يَمْحَقُ ٱللَّهُ ٱلرِّبَٰواْ ﴾ [٢٧٦]٧٦- أنا محمود بن غَيْلان، نا وكيع/، نا سفيان، عن منصور، عن أبي الضُّحى، عن مسروق، عن عائشة: لما نزلت آيات الرِّبا، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر، فتلاهنَّ على الناس، ثم حرم التجارة في الخمر.
قوله تعالى: ﴿ وَٱتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِ ﴾ [٢٨١]٧٧- أنا الحسين بن حُريث، أنا الفَضْل بن موسى، عن الحسين بن واقد، عن يزيد، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: آخر شيء نزل من القرآن ﴿ وَٱتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِ ﴾.
٧٨- أنا محمد بن عَقِيل، أنا علي بن الحُسين، حدثني أبي، حدثني يزيد، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله ﴿ وَٱتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ﴾ إنها آخر أية أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قوله تعالى: ﴿ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِيۤ أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ ﴾ [٢٨٤]٧٩- أنا محمود بن غَيْلان، أنا وكيع، نا سفيان، عن آدم بن سليمان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية ﴿ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِيۤ أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ ٱللَّهُ ﴾ دخل قلوبهم منها شيء لم يدخله من شيء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" قولو سمعنا، وأطعنا، وسلمنا " فألقى الله الإيمان في قلوبهم فأنزل الله عز وجل ﴿ ءَامَنَ ٱلرَّسُولُ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَٱلْمُؤْمِنُونَ ﴾ الآية [٢٨٥] ﴿ لاَ يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا ٱكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا ﴾ [٢٨٦] قال: قد فعلت.
﴿ رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَآ إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ﴾ قال: قد فعلت ﴿ رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَٱعْفُ عَنَّا وَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلَٰـنَا فَٱنْصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ ﴾ قال: قد فعلت ".
Icon